#زمن_العزة
#خلافة_سليمان_بن_عبدالملك_3
🍂 (( أبو حازم )) 💞
* أبو حازم الأعرج هو ( سلمة بن دينار ) المدني الزاهد ..
ولد في خلافة عبد الله بن الزبير ، و هو من عباد أهل المدينة و زهادهم ، و يعد من التابعين ..
و كان يتقشف و يلزم الورع الخفي و التخلي بالعبادة و يقول : (( قاتل هواك أشد ممن تقاتل عدوك ))
.. ، و قد وهبه الله حكمة واسعة ، حتى قيل عنه :
(( ما رأينا أحدا الحكمة أقرب إلى فيه من أبي حازم ))
.. ، و إذا أردت أن يزداد يقينك و يطمئن قلبك فاقرأ في وصايا أبي حازم ، فقد كان يقينه و حسن ظنه بالله شديد ، حيث استقر في قلبه قول الله تعالى :
(( وَ فِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَ مَا تُوعَدُونَ ))
.. ، فلم يكن يحمل هم الرزق بل شغل نفسه بالعبادة والعلم ..
.. ، و لما شكا إليه الناس قائلين له :
(( يا أبا حازم أما ترى قد غلا السعر .. ؟!! ))
.. قال لهم : (( و ما يغمكم من ذلك .. ؟
إن الذي يرزقنا في الرخص هو الذي يرزقنا في الغلاء ))
.. ، و سئل يوما : (( يا أبا حازم ما هو مالك .. ؟ ))
.. ، فقال :
(( ثقتي بالله تعالى ، و إياسي مما في أيدي الناس ))
.. ، و ذات مرة لقي أبو حازم أبا جعفر المديني ، فرآه مكتئبا حزينا .. ، فقال له :
(( مالي أراك مكتئبا حزينا .. ؟ ، و إن شئت أخبرتك ))
.. ، فتعجب أبو جعفر .. ، فكيف عرف أبو حازم سبب حزنه دون أن يتكلم .. ؟!!! .. ، فقال له : (( أخبرني إذن ))
فقال له أبو حازم : (( لقد ذكرت أولادك من بعدك ))
.. ، فقال له أبو جعفر مندهشا : (( نعم ))
.. ، فابتسم أبو حازم ، و قال له : (( فلا تفعل .. فإن كانوا لله أولياء فلا تخف عليهم الضيعة .. ، و إن كانوا لله أعداء فلا تبال ما لقوا بعدك ))
.. ، و كان أبو حازم كثير البكاء من خشية الله ..
و ذات يوم شهد جنازة ، فوقف على شفير القبر و أخذ ينظر فيه .. ، فسأله الناس : (( ماذا ترى ؟ )) .. ، فقال لهم :
(( أرى حفرة يابسة .. و أرى جنادل .. أما و الله لتحمدنه إلى نفسك أو لتكونن معيشتك فيه معيشة ضنكا ))
.. ، ثم أخذ يبكى بكاءً شديدا ..
.. ، و كان مما قال : (( لو نادى مناد من السماء بأمن أهل الأرض من دخول النار لحق عليهم الوجل من حضور ذلك الموقف و معاينة ذلك اليوم .. )) .. ، ثم أنشد قائلا :
الدهر أدبني والصبر رباني * والقوت أقنعني واليأس أغناني
وأحكمتني من الأيام تجربة * حتى نهيت الذي كان ينهاني
.. ، و ذات مرة قال متعجبا من حال الناس و غفلتهم :
(( نحن لا نريد أن نموت حتى نتوب ، و نحن لا نتوب حتى نموت .. !!! ))
.. ، و قال : (( و اعلم أنك إذا مت لم ترفع الأسواق بموتك إن شأنك صغير .. فاعرف نفسك ))
* قال محمد بن مطرف : (( دخلنا على أبي حازم لما حضره الموت ، فقلنا : يا أبا حازم .. كيف تجدك .. ؟ ))
قال : (( أجدني بخير .. أجدني راجيا رحمة الله .. ، فوالله ما يستوي عنده من غدا أو راح يعمر عقد الآخرة لنفسه فيقدمها أمامه ، و من غدا أو راح في عقد الدنيا يعمرها لغيره و يرجع إلى الآخرة لا حظ له فيها و لا نصيب ))
.. ، و في سكرات الموت قال : (( ما آسي على شيء فاتني من الدنيا إلا على ذكر الله .. ، و في الموت راحة للمؤمنين ))
.. ، ثم قرأ : (( و ما عند الله خير للأبرار )) .. ، و فاضت روحه
............. ................... ...............
.. ، و كان أبو حازم جريئا في الحق .. و لا يخشى في الحق لومة لائم ، و لا يخاف فيه من ذي سلطان .. ، و مما يدل على ذلك موقفه مع أمير المؤمنين / سليمان بن عبد الملك...
.. و هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى
........... فتابعونا .............
🎀 بسام محرم 🎀
#خلافة_سليمان_بن_عبدالملك_3
🍂 (( أبو حازم )) 💞
* أبو حازم الأعرج هو ( سلمة بن دينار ) المدني الزاهد ..
ولد في خلافة عبد الله بن الزبير ، و هو من عباد أهل المدينة و زهادهم ، و يعد من التابعين ..
و كان يتقشف و يلزم الورع الخفي و التخلي بالعبادة و يقول : (( قاتل هواك أشد ممن تقاتل عدوك ))
.. ، و قد وهبه الله حكمة واسعة ، حتى قيل عنه :
(( ما رأينا أحدا الحكمة أقرب إلى فيه من أبي حازم ))
.. ، و إذا أردت أن يزداد يقينك و يطمئن قلبك فاقرأ في وصايا أبي حازم ، فقد كان يقينه و حسن ظنه بالله شديد ، حيث استقر في قلبه قول الله تعالى :
(( وَ فِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَ مَا تُوعَدُونَ ))
.. ، فلم يكن يحمل هم الرزق بل شغل نفسه بالعبادة والعلم ..
.. ، و لما شكا إليه الناس قائلين له :
(( يا أبا حازم أما ترى قد غلا السعر .. ؟!! ))
.. قال لهم : (( و ما يغمكم من ذلك .. ؟
إن الذي يرزقنا في الرخص هو الذي يرزقنا في الغلاء ))
.. ، و سئل يوما : (( يا أبا حازم ما هو مالك .. ؟ ))
.. ، فقال :
(( ثقتي بالله تعالى ، و إياسي مما في أيدي الناس ))
.. ، و ذات مرة لقي أبو حازم أبا جعفر المديني ، فرآه مكتئبا حزينا .. ، فقال له :
(( مالي أراك مكتئبا حزينا .. ؟ ، و إن شئت أخبرتك ))
.. ، فتعجب أبو جعفر .. ، فكيف عرف أبو حازم سبب حزنه دون أن يتكلم .. ؟!!! .. ، فقال له : (( أخبرني إذن ))
فقال له أبو حازم : (( لقد ذكرت أولادك من بعدك ))
.. ، فقال له أبو جعفر مندهشا : (( نعم ))
.. ، فابتسم أبو حازم ، و قال له : (( فلا تفعل .. فإن كانوا لله أولياء فلا تخف عليهم الضيعة .. ، و إن كانوا لله أعداء فلا تبال ما لقوا بعدك ))
.. ، و كان أبو حازم كثير البكاء من خشية الله ..
و ذات يوم شهد جنازة ، فوقف على شفير القبر و أخذ ينظر فيه .. ، فسأله الناس : (( ماذا ترى ؟ )) .. ، فقال لهم :
(( أرى حفرة يابسة .. و أرى جنادل .. أما و الله لتحمدنه إلى نفسك أو لتكونن معيشتك فيه معيشة ضنكا ))
.. ، ثم أخذ يبكى بكاءً شديدا ..
.. ، و كان مما قال : (( لو نادى مناد من السماء بأمن أهل الأرض من دخول النار لحق عليهم الوجل من حضور ذلك الموقف و معاينة ذلك اليوم .. )) .. ، ثم أنشد قائلا :
الدهر أدبني والصبر رباني * والقوت أقنعني واليأس أغناني
وأحكمتني من الأيام تجربة * حتى نهيت الذي كان ينهاني
.. ، و ذات مرة قال متعجبا من حال الناس و غفلتهم :
(( نحن لا نريد أن نموت حتى نتوب ، و نحن لا نتوب حتى نموت .. !!! ))
.. ، و قال : (( و اعلم أنك إذا مت لم ترفع الأسواق بموتك إن شأنك صغير .. فاعرف نفسك ))
* قال محمد بن مطرف : (( دخلنا على أبي حازم لما حضره الموت ، فقلنا : يا أبا حازم .. كيف تجدك .. ؟ ))
قال : (( أجدني بخير .. أجدني راجيا رحمة الله .. ، فوالله ما يستوي عنده من غدا أو راح يعمر عقد الآخرة لنفسه فيقدمها أمامه ، و من غدا أو راح في عقد الدنيا يعمرها لغيره و يرجع إلى الآخرة لا حظ له فيها و لا نصيب ))
.. ، و في سكرات الموت قال : (( ما آسي على شيء فاتني من الدنيا إلا على ذكر الله .. ، و في الموت راحة للمؤمنين ))
.. ، ثم قرأ : (( و ما عند الله خير للأبرار )) .. ، و فاضت روحه
............. ................... ...............
.. ، و كان أبو حازم جريئا في الحق .. و لا يخشى في الحق لومة لائم ، و لا يخاف فيه من ذي سلطان .. ، و مما يدل على ذلك موقفه مع أمير المؤمنين / سليمان بن عبد الملك...
.. و هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى
........... فتابعونا .............
🎀 بسام محرم 🎀