#زمن_العزة

#دولة_المماليك_19

💢 (( .. و بعد عين جالوت تتوالى العجائب .. !!! )) 🤔

🌀 لقد كان انتصار سيف الدين قطز على جيش التتار انتصارا مدويا ، إذ كان له أثر عظيم على العالم كله ..
.. ، فلم يكن أحد يتخيل أن هناك من يستطيع إيقاف زحف التتار الجارف .. لقد تغيرت موازين القوى بعد عين جالوت ، و سطع نجم سيف الدين قطز و نجم دولة المماليك .. تلك الدولة الجديدة الناشئة .. سطع نجمها في سماء العالم ✨

👈 و لكن .. اللافت للنظر ، و المثير للدهشة هو تلك العجائب التي تبعت انتصار (( عين جالوت )) .. !!

.. فتعالوا بنا نستكشفها .. عجيبة عجيبة :

😏 #العجيبة_الأولى :

أن هولاكو اللعين لا يزال على قيد الحياة .. ، و أن الإمبراطورية المغولية المترامية الأطراف لاتزال قائمة ، و مع ذلك لم يحاول هولاكو أن يحشد جيوشه الجرارة للانتقام من قطز ، و لم يحاول أن يرد اعتباره بعد هزيمة جيشه المخزية في عين جالوت .. !!

.. ، بل على العكس تماما ..

فسيف الدين قطز هو الذي بادر و سارع لاستثمار هذا النصر ليستعيد بلاد الشام من أيدي المغول .. ، فقد انطلق بجيشه بعد عين جالوت مباشرة ليحرر عاصمة الشام (( دمشق )) .. ، بعد أن أرسل رسالة قوية تحمل معاني العزة و الفخر إلى قادة التتار القابعين في دمشق ..
أراد قطز بتلك الرسالة أن يقضي على معنويات التتار قبل أن يصل إليهم ، و كذلك أراد أن يكسب دعما شعبيا قويا من أهل دمشق .. ، و هذا الذي حدث بالفعل ..

⚡ .. ، فقد وصلت تلك الرسالة إلى دمشق في
يوم 28 رمضان .. أي بعد معركة عين جالوت بثلاثة أيام فقط
.. ، فعمت الفرحة في أرجاء دمشق ، و قام أهلها بثورة عارمة ضد التتار ، و أخذوا يقتلون منهم أعدادا ، و يأسرون أعدادا أخرى .. ، و من التتار من فر هاربا قبل أن يصل جيش قطز ..

.. ، و في يوم 30 رمضان وصل البطل / سيف الدين قطز
إلى دمشق ، و استطاع أن يفرض سيطرته الكاملة عليها ، و أعاد إليها الأمن و الأمان ..

.. ، و في يوم ( عيد الفطر ) أرسل سيف الدين قطز قائده المغوار الظاهر / بيبرس بمقدمة جيشه لتتبع الفارين من التتار ، و ليطهر المدن الشامية الأخرى من الحاميات التتارية المتبقية .. ، فوصل بيبرس إلى حمص ، و اقتحم معسكرات الحامية التتارية و قضى عليهم ، وأُطلق سراح المسلمين الأسرى الذين كانوا في قبضة التتار .. !!
.. ، ثم انطلق بيبرس بكتيبته إلى ( حلب ) ، ففر منها التتار فزعين .. !!
.. ، و بذلك استطاع السلطان المظفر / سيف الدين قطز أن يطهر بلاد الشام بأكملها من التتار في بضعة أسابيع فقط ..

.. ، و لم يستطع التتار أن يعودوا بعد ذلك لغزو بلاد الشام لعشرات السنين ، لم يعودوا إلا بعد 140 عاما في حملة قائدهم المجرم ( تيمور لنك ) ، و ذلك في عام 804 هجرية ..
.. كما سنرى لاحقا إن شاء الله تعالى ..

.. ، و أعلن السلطان قطز بعدها ( الوحدة بين مصر و الشام ) في ظل دولته ، و تحت رايته و حكمه ، و ذلك بعد فترة طويلة من انفصالهما استمرت ( عشر سنوات ) كاملة منذ أن توفي الملك الصالح /نجم الدين أيوب .. !!

💖 و بذلك عادت هيبة الإسلام ، و انكسرت شوكة المغول ، و استطاع سيف الدين قطز و من كانوا حوله من أبطال الإسلام أن يقضوا على تلك الأسطورة التي انتشرت في العالم كله .. أسطورة ( جيش التتار الذي لا يقهر ) .. !!!

✒️ إذن ..

لم يكن هذا الذي أصاب بلاد الإسلام على أيدي التتار قبل ( عين جالوت ) من المذابح الدامية ، و الانتهاكات البشعة ، و الهزائم المتلاحقة بسبب ( قوة التتار ) .. ، إنما كانت بسبب ( ضعف المسلمين ) .. ، و لم يكن ضعفهم هذا ضعف عدد و لا عدة .. ، إنما كان ( ضعف الإيمان ) .. ، و البعد عن طريق الله .. ، و ترك الجهاد .. ، و الانغماس في المعاصي .. ، و الركون إلى الدنيا و التصارع عليها .. ، كان هذا هو ( الداء ) الحقيقي الذي حذرنا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ، هذا الداء الذي أصاب المسلمين بالوهن و الهلع ، و سلمهم لأعدائهم ..

.. ، و لذلك عندما نجح ( قطز ) في إيقاظ معاني الإيمان و الجهاد و التضحية في نفوس المسلمين انتصروا من الجولة الأولى بفضل الله تعالى .. !!

✨ (( و لينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز )) ✨

*** **

😕 #العجيبة_الثانية :

أن كل هذه الإنجازات و البطولات العظيمة التي حققها السلطان البطل / سيف الدين قطز .. تلك الإنجازات التي رفعت رأس المسلمين ، و أعادتهم إلى (( #زمن_العزة )) من جديد .. تحققت في أقل من عام .. !!
.. ، ففترة حكم السلطان (( قطز )) لم تتجاوز 11 شهرا فقط
.. مع الأسف الشديد .. ، فقد حرم منه العالم الإسلامي
سريعا سريعا ، حيث تم اغتياله بعد انتهائه من تحرير
بلاد الشام مباشرة .. في طريق عودته إلى مصر .. !!! 😔

👈 .. و لكن .. من هذا القاتل .. ؟!!

🌀 تلك هي #العجيبة_الثالثة ..

....... فتابعونا .......

🎀 بسام محرم 🎀

#زمن_العزة

#دولة_المماليك_20

👈 (( من الذي قتل قطز .. ؟!! )) 💔

✨ يقول الإمام الذهبي مثنيا على السلطان المظفر / قطز :
(( كان فارسا .. شجاعا .. سائسا .. دينا .. محببا إلى الرعية ..
.. هزم التتار ، و طهر الشام منهم يوم عين جالوت ..
.. رضي الله عنه .. ))

.. ، و قال عنه الإمام / ابن كثير :
(( كان بطلا .. كثير الخير .. ناصحا للإسلام و أهله .. و كان الناس يحبونه ، و يدعون له كثيرا ))

#وداعا_قطز .. 😔

لم تتجاوز فترة حكمه ال 11 شهرا ، فقد تم اغتياله .. و هو في الثلاثينات من عمره .. بعد معركة عين جالوت
بخمسين يوما فقط ، و ذلك أثناء عودته من الشام إلى مصر .. ، و رغم فترة حكمه الصغيرة جدا إلا إنه قد قدم فيها للإسلام ما لم يقدمه غيره في عشرات السنين ..

❤️‍🩹 فلما وصل خبر اغتياله عم الحزن أرجاء مصر ، و بكاه الإمام / العز بن عبد السلام و هو يقول :
(( رحم الله شبابه .. لو عاش طويلا لجدد للإسلام شبابه ..
.. ، فما ولي أمر المسلمين بعد عمر بن عبد العزيز من يعادل قطز صلاحا و عدلا .. ))

🌿 و الحقيقة أن السلطان / سيف الدين قطز قد جدد للإسلام شبابه بالفعل في فترة حكمه القصيرة .. ، فقد أعاد لدولة الإسلام قوتها و هيبتها ، حيث ظلت (( دولة المماليك ))
.. التي وضع لها ( حجر الأساس ) المتين .. ظلت من بعده طيلة ثلاثة قرون تدافع عن الإسلام ، و ترفع راية التوحيد ..

............ .............. .............

#العجيبة_الثالثة ..

💢 كل أصابع الاتهام تشير إلى شخص واحد فقط ..

👈👈👈 إنه (( #الظاهر_بيبرس )) .. هو الذي قتل قطز ..

🌀 و لكن هذا الاتهام .. على عكس ما يتصوره الناس ..
.. ليس هناك ما يؤكده ، و ليس عليه دليل قاطع ..
.. ، و لا يوجد ( شهود عيان ) لتلك الجريمة البشعة ..
✒️ هي رواية تاريخية واحدة التي تتهم ( بيبرس ) اعتمادا على ما كان بينه و بين قطز من خلافات و نزاعات قديمة ..

.. ، و الحق أن هذا ( غير كاف ) لاتهام شخصية عظيمة مثل
(( #الظاهر_بيبرس )) بتلك التهمة الشنيعة التي تعتبر من جرائم ( الخيانة العظمى )

⭐ يقول الدكتور / راغب السرجاني .. حفظه الله :

(( أرى أن اتهام الظاهر بيبرس بقتل قطز ليس صحيحا
.. ، فالعلماء عندما يقومون بنقد الروايات التاريخية ينظرون في سيرة الشخص الموجه له أي اتهام ، ليتبينوا هل من الممكن أن يصدر منه مثل هذا الفعل أم لا .. ؟!!
.. ، فالظاهر بيبرس كان شهما شجاعا عادلا .. حريصا على الخير و الإصلاح .. ، و عندما تولى أمر مصر بعد قطز انشغل بالجهاد في سبيل الله ، و حرر المدن الشامية من الاحتلال الصليبي ، و كانت أيام حكمه أياما حسنة ..
.. ، فمثل هذا الرجل العظيم لا يتصور أن يقتل سلطانه الذي يدين له بالولاء و الطاعة بعد أن شاركه في هذا الانتصار الباهر على التتار في عين جالوت ، و أوقف زحفهم ..

.. ، و لنا أن نتساءل :
* كيف سامحه المصريون على تلك الجريمة النكراء .. ؟!!
* كيف لم يغضبوا و يثوروا عليه .. ؟!!
* و كيف لم ينكر عليه سلطان العلماء / العز بن عبد السلام الذي كان معاصرا لتلك الأحداث ، و الذي كان معروفا بجرأته الشديدة في قول الحق ، و إنكار المنكر و الظلم في وجه الحكام .. ؟!! ))

👈 .. إذن .. من الذي قتل قطز ... ؟!!! 🤔

🌀 هناك أكثر من فئة من مصلحتها أن يقتل قطز ..
.. ، فقد يكون القاتل هو أحد المندسين من ..

⚡ #التتار ..
.. ⚡ أو #الصليبيين ..
.. أو ⚡ #الأيوبيين ..

......... تابعونا ..........

🎀 بسام محرم 🎀

✨ المرجع : مؤلفات الدكتور / راغب السرجاني