أمة واحدة
8.35K subscribers
911 photos
316 videos
251 files
678 links
ما هي مرآة الأمم ، التي تعكس ماضيها، وتترجم حاضرها ، وتستلهم من خلاله مستقبلها ؟!!
إنها التاريخ
نعرض وقائع التاريخ الإسلامي
للوصول الى كامل ارشيف القناة اضغط على الهاشتاج التالي 👇👇👇
#ارشيف_الموسوعة_التاريخية

بوت التواصل معنا @bassammoharram_bot
Download Telegram
🌙 #زمن_العزة

💖 #أهل_البيت_26

💞 (( أم المؤمنين / هند )) 🌿
.... الحلقة الأولى ....

عبد الله بن عبد الأسد هو من الصحابة الأجلاء السابقين إلى الإسلام ، و أمه هي (( برة بنت عبد المطلب )) عمة النبي صلى الله عليه وسلم .. ، و تربطه بالنبي رابطة أخرى ، فهو أخوه في الرضاعة ..
.. ، و قد من الله عليه بزوجة صالحة تقية (( حكيمة )) ذات عقل راجح و رأي سديد ، و هي (( هند بنت أمية )) ، فتحملا معا صعوبات (( الطريق إلى الله من أوله )) .. ، ثم هاجرا مع المهاجرين إلى الحبشة ، و لكنهما عادا إلى مكة بعد فترة ..

.. ، و عندما أذن النبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى المدينة قرر (( عبد الله بن عبد الأسد )) أن يأخذ زوجته
(( هند )) و ابنهما (( سلمة )) ليهاجروا فرارا بدينهم ..

فكان أبو سلمة رضي الله عنه (( أول مهاجر في الإسلام )) فقد هاجر قبل بيعة العقبة بسنة ، بسبب ما لاقى من الإيذاء الشديد من قومه ..

فلما أجمع أبو سلمة الخروج إلى المدينة بدأت (( المحنة ))

.. ، فقد جهز راحلته و أخذ أهله و بدأ يتحرك .. ، فرآه رجال من قوم (( أم سلمة )) قاموا إليه ، فقالوا له :
(( هذه نفسك غلبتنا عليها ، أرأيت صاحبتك هذه .. ؟!!
علامَ نتركك تسير بها في البلاد .. ؟!! ))
.. ، فنزعوا خطام البعير من يده ، فأخذوا منه زوجته و ابنه الطفل الصغير ..!!
.. ، فغضب عند ذلك بنو عبد الأسد (( رهط أبي سلمة )) ، فقالوا :
(( لا والله .. لا نترك ابننا عندها إذ نزعتموها من صاحبنا ))

.. ، و تقول أم سلمة واصفة ذلك المشهد الذي يدمي القلب :
(( فتجاذبوا ابني ( سلمة ) بينهم حتى خلعوا يده ، و انطلق به بنو عبد الأسد .. ، و حبسني قومي عندهم .. ، و انطلق زوجي
أبو سلمة إلى المدينة .. ، ففرقوا بيني و بين زوجي و بين ابني .. ، فكنت أخرج كل غداة فأجلس بالأبطح ، فما أزال أبكي حتى أمسي .. سنة أو قريبا منها .. حتى مر بي رجل من بني عمي ، فرأى ما بي ، فرحمني ، فقال لقومي :

(( ألا تخرِجون هذه المسكينة .. ؟!!
.. ، فرقتم بينها و بين زوجها و بين ولدها .. ))

.. ، فقالوا لي : (( الحقي بزوجك إن شئت ))
.. ، ورد بنو عبد الأسد إلي عند ذلك ابني ..

.. ، فارتحلت بعيري ، ثم أخذت ابني فوضعته في حجري ، ثم خرجت أريد زوجي بالمدينة ..
.. ، و ما معي أحد من خلق الله .. ))

............. ............. .............

💢 (( الشهامة .. الرجولة .. )) 💢

.. ، فلما وصلت السيدة / أم سلمة إلى (( التنعيم )) لقيت
عثمان بن طلحة .. و كان لا يزال على الشرك ..
.. ، فقال لها : (( إلى أين يا بنت أبي أمية .. ؟!! ))

.. ، فاضطربت أم سلمة اضطرابا شديدا ، فعثمان بن طلحة من زعماء قريش الكبار ، و هي لا تعرف كيف سيتعامل معها .. ؟!!!
.. ، فقالت له : (( أريد زوجي بالمدينة ))
.. ، فقال متعجبا : (( أَو ما معكِ أحد .. ؟!! ))
.. ، قالت : (( لا والله .. إلا الله ، و بني هذا ))

.. ، فاشفق عليها عثمان بن طلحة و قال لها :
(( و الله ما لك مِن مترك ))
.. ، فأخذ بخطام البعير فانطلق بها نحو المدينة ... !!!!

🌹 فسبحان الله العظيم الذي بيده قلوب العباد
و نواصيهم ، فيسخرهم كيف يشاء
، و يتولى أولياءه و يرعاهم .. و لو بأعدائه ... !!!

🌹 و ما أعجب تلك (( النخوة )) و الرجولة التي
لا نراها الآن في كثير ممن ينتسبون إلى الرجال
في زماننا ... !!!

🌹 عثمان بن طلحة لم يأخذ بيد امرأة عمياء
ليعبر بها الطريق في لحظات ، بل عزم على أن
يأخذ (( أم سلمة )) و ابنها ليعبر بهما صحراء قاحلة
في سفر شاق لا يقل عن عشرة أيام ( ذهابا فقط )
، و سيقطع مسافة تقدر ب 500 كيلو مترا
بين مكة و المدينة .. !!
.. ، و كل ذلك خوفا على ( بنت بلده ) من
مخاطر الطريق .. ، رغم أنه ليس على دينها
.. ، و لم يكن يحتسب ثوابا عند الله ، لأنه
.. كما تعلمون .. لم يكن مؤمنا باليوم الآخر
و لا بالجنة .... !!!!

🌹 و لعل هذا الموقف يبين لنا لماذا استأمنت قريش
(( عثمان بن طلحة )) بالذات على مفتاح الكعبة ..؟!!
.. ، و لماذا ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم
مفتاح الكعبة عنده حتى بعد أن فتح مكة .. ؟!!

🌿 ....... إنها الأمانة ....... 🌿
🌙 #زمن_العزة

💖 #أهل_البيت_27

🌿 (( أم المؤمنين / هند )) 💞
..... الحلقة الثانية ......

و ظل أبو سلمة بطلا مجاهدا ثابتا في المواقف ، فكان من أبطال (( غزوة بدر )) .. ، ثم شارك في (( أحد )) فأصيب فيها بإصابة خطيرة ، و عاد إلى بيته و جرحه ينزف ، فكانت
أم سلمة إلى جواره تمرضه و ترعاه حتى التأم الجرح ، و بدأ أبو سلمة يتماثل إلى الشفاء .. ، و لكن بعد فترة انتقض هذا الجرح و أخذ أبو سلمة ينزف حتى فاضت روحه ، و نال منازل الشهداء ..
.. ، فبكته أم سلمة و حزنت عليه حزنا شديدا ، و أرسلت في استدعاء رسول اللهِ صَلَّى اللَّه عليه وَسَلَّمَ ، فدخل علَيه وَ قد شق بصره ، فأغمضه ، ثم قالَ :
(( إن الروح إذا قبض تبِعه البَصر ))

. ، فضج ناس من أَهله .. حزنا على وفاة أبي سلمة .. ، فَقالَ رسول الله : (( لا تدعوا علَى أَنفسكم إلا بخير ، فإن الملائِكَة يؤمنون على ما تقولون )) .. ، ثم قال : (( اللَّهم اغفر
لأَبِي سلمة وَ ارفع دَرَجته في المَهدِيين ، وَ اخلفه في عقِبِه في الغابِرِين ، وَاغفِر لَنا وَلَه يا رَب العالَمين ، و افسح له في قبرِه ، و نور له فيه ))

.. ، و سمعت أم سلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
(( ما مِن مسلِم تصِيبه مصِيبة ، فيقول ما أمره اللَّه :
( إنَّا لِلَّهِ وإنَّا إلَيْهِ راجِعونَ ) ، اللَّهم أْجرنِي في مصِيبتِي ، و أخلِف لي خيرا مِنها .. ، إلَّا أخلف اللَّه له خيرا مِنْها ))

.. ، فحدثتها نفسها :
(( و أي المسلِمِين خَير مِن أبِي سَلَمَةَ .. ؟!!
أول بَيتٍ هاجر إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ))

.. ، و لكنها قالت كما أمرها رسول الله ..
.. تقول :
(( فأخلف الله لي رسول اللهِ صَلّى الله عليه وسلمَ ، فأرسل يخطبني ))
.. ، ورغم أنها لم يكن يخطر ببالها يوما أن تنال ذلك الشرف الرفيع فتصبح أما للمؤمنين ، إلا إنها ترددت في الأمر .. ، فقد كانت تخشى أن تؤذي رسول الله بسبب غيرتها الشديدة و كبر سنها ، كما كانت تتحرج أن تثقل عليه بعيالها ، فلها أربعة أبناء أيتام .. ، فلما ذكرت تخوفاتها للنبي قال لها :

(( أنا أكبر منك سنا ، و العيال على اللهِ و رسولِه
و أما الغيرة فأرجو أن يذهبها الله ))

.. ، فدعا لها النبي صلى الله عليه وسلم أن يذهب الله غيرتها ، و تزوجها .. ، و سعد بها و سعدت به .. ، فقد كانت امرأة (( حكيمة )) عاقلة يرجع لرأيها ..

🛑 و تلك قذيفة أخرى في وجه من يزعمون
أن رسول الله كان شهوانيا مزواجا ، و لا
يشغله في الدنيا إلا ذلك ..
، فالشهواني يسعى دائما إلى العلاقات
السريعة ( الخفيفة ) و يهرب من
تحمل الأعباء و المسؤوليات ، و خاصة
إذا كان قليل المال و متواضع الحال .

🛑 إنما كانت الحكمة من زواج رسول الله
بأم سلمة هي (( التكريم و الرعاية ))
لأسرة الشهيد الذي بذل حياته من أجل
رفع راية الإسلام عاليا .

................ ................ ...............

🌀 (( أزمة الحديبية )) 🌀

.. ، و صاحبت أم سلمة رسول الله في عمرة الحديبية التي لم تتم بسبب عقد صلح الحديبية ..
.. ، و قد أحدث ذلك الصلح ازمة كبيرة بين الصحابة كما تعلمون ، فقد شعروا بأن بنود الصلح فيها ظلم و إجحاف لهم ، و أنهم بذلك قد أعطوا الدنية في دينهم ..
. ، و لذلك لما أبرم النبي الصلح و أراد من المسلمين أن يتحللوا من إحرامهم بأن ينحروا هديهم و يحلقوا رؤوسهم ليعودوا إلى المدينة ، لم يستجب له أحد ... !!

.. ، فقال لهم : (( قوموا فَانحروا ، ثم احلِقوا ))
فما قام منهم رجل .. ، فأخذ يكرر الأمر ، فنادى فيهم ثلاث مرَات :
(( قوموا فانحروا ، ثم احلقوا ))

.. ، فلم يقم منهم أحد .. !!
.. ، فدخل على أم سلمة و قد أصابه الهم و الحزن ، فذكر لها ما لقي من الناس .. ، فقالت أم سلمة :
(( يا نبي الله أتحب ذلك ..؟
اخرج ثم لا تكلِم أحدا منهم كلمة
حتى تنحر بدنك و تدعو حالقك فيحلقك ))

.. ، فخرج فلم يكلِم أحدا منهم حتى فعل ذلك .. نحر بدنه و دعا حالقه فحلقه.. ، فلمَا رأَى المسلمون ذلك قاموا فنحروا ، وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا من شدة الغم ... !!!!

💢 و إلى يومنا هذا ..
لا تزال ( وصية أم سلمة )
يطبقها كل مدير ناجح مع موظفيه ..
، و كل أب موفق مع أبنائه ..
، و كل ولي أمر مع من تحت يده ..
بأن ( يبدأ بنفسه ) فيكون قدوة حسنة 💢

............... ................ ............