#الهدنة_واللعبة_الوسخة
✍| الحارث الرائش،،،،،،
لسنا من دعاة الحرب، ولا ممن يجهلون نتائجها الكارثية، ولكننا بنفس الوقت نَحملُ السلاح عندما يصبح ذلك ضرورة.
فالهدنة ليست آلية تقود لسلام دائم في اليمن، ولا هي هدنة من أجل الهدنة نفسها -كما كنا نصفها سابقاً - وإنما هي بالأصل هدنة إبتزازية تستهدف طرف الشرعية إقليمياً ودولياً، خاصة في ظل الرفض القاطع من قبل العصابة الإنقلابية الحوثية لتنفيذ ابسط التزاماتها خلال مراحل الهدنة السابقة.
لقد كذبت الحكومة اليمنية وهي تقول أنها تنطلق بقبولها للهدنة من حرصها وبذلها كافة الجهود الرامية للتخفيف من المعاناة الإنسانية لجميع ابناء شعبنا في كل المحافظات، لأن هذا لم يحصل خلال مراحل الهدنة السابقة، ولم يستفد من الهدنة غير الحوثي وحده لاشريك له، فتحوا له المطارات والموانئ لزيادة حجم إيراداته التي لم يستفد منها الشعب مثقال ريال واحد، بل على العكس لقد ارتفعت اسعار الوقود عما كانت عليه قبل الهدنة، كذلك فإن سبل السفر كانت مفتوحة أمام أفراد الشعب اليمني، يسافر لأي دولة عبر مطار عدن، وما فتح مطار صنعاء إلا لسفر القيادات الحوثية والموالين لها، وبنفس الوقت توفير مورد يغذي الخزنة الحوثية المحروم منها كافة جماهير الشعب اليمني، بالإضافة إلى استثمار الحوثية للهدنة من خلال التعبئة والتحشيد العسكري والإستعداد لحروبها القادمة بشكل يسمح لنا القول بأن الهدنة ما هي إلا خطة المجتمع الدولي الحقير لصناعة بعبع يهدد الخليج، وكذلك دعم إستعدادات الحوثية لحرب قادمة تقضي على ما تبقى من أثر للدولة اليمنية.
بالنسبة لسياسات الهدنة وتجديدها، فأننا نعتقد أنها ستمتد وتمتد ولكنها لن تخرج بحلول تمس القضايا الحيوية والجوهرية التي ينتظر الشعب اليمني حلها، فالهدنة مجرد مُهدئ ومسكن للنزاع بغرض تأجيله وليس حله، هو مجرد وضع الصراع تحت التخدير وفي غرفة العناية المركزة، والذي ربما يعود أكثر نشوة وحيوية خصوصاً بعد هذه الإستراحة.
الهدنة التي لا تؤسس لعملية سياسية تقود البلد نحو مرحلة السلام، هي هدنة استدعتها الأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة، ولاتراعي أو تلبي الحاجة اليمنية.
ستكون هدنة، تليها هدنة، ثم هدنة، وجميعها لاتقود لسلام دائم ومستقر في اليمن.
هدنة معابر كما يسميها البعض، لأنها لاتمس الركائز الحقيقية للأزمة اليمنية بشكل عام.
لسنا ضد الهدنة أو أي مبادرة لوقف الصراع، ولكننا مع الهدنة التي تعد قاعدة للإنطلاق نحو الحلول الجذرية للأزمة اليمنية، ما لم فإن الهدنة لاتزيد عن كونها إجراء هامشي أملته المتغيرات العالمية خاصة والعالم يعيش اليوم مرحلة مخاض لميلاد نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب فيه.
تخشى دول الخليج من المقايضات بملف الحوثية، كأن تضغط أمريكا على دول الخليج للدخول في حرب أوكرانيا، أو لقطع علاقاتها بالصين، وستكون هذه ضربة موجعة لروسيا والصين، كأن تغطي الخليج نفقات الحرب، أو تطلب منها الزيادة من حجم منتجات الطاقة (النفط، والغاز) على طريق فرض الحظر على منتجات الطاقة الروسية ليتكفل الخليج بسد الإحتياج، وهذا ما تظاهرت دول الخليج من أنها رفضته.
وفي ظل مثل هذا الرفض، من المتوقع أن تغامر أمريكا في اللعب على الملف النووي الإيراني، وإستخدامه كورقة ضغط على الخليج -قلنا ورقة ضغط فقط- لأن هناك حسابات خاصة بإسرائيل، حيث لن تستطيع أمريكا أن تصل إلى طرف المغامرة في هذا الملف بحيث تجعل من إيران دولة نووية دون شروط إسرائيلية.
في مثل هذا الوضع سيكون أمام أمريكا ملفات أخرى غير الملف النووي، ألا وهو الملف الشيعي (الحوثي في اليمن، والشيعة في العراق، وسوريا، ولبنان، وشيعة دول الخليج).
لعل ملف الحوثي هو الأكثر دسومة بالنسبة لأمريكا كونه ملف نشط ومتحرك، يقع في خاصرة السعودية اللاعب الأكثر تأثيراً على سياسة الخليج، وهذا الملف تحديداً لابد وأن يظل مفتوحاً على طول الخط، أو تحت التخدير كأقل إجراء، وهذا بالضبط هو ما نسميه بـ(الهدنة اليمنية)، بحيث تبقى جذور الصراع حية يسمح بجعلها ورقة ضغط قوية لتوجيه سياسة الخليج بما ينسجم وسياستها العالمية.
أما بالنسبة لدول الخليج فقد اتجهت نحو الهدنة في اليمن كوسيلة لوضع الصراع في الثلاجة لحينما يتضح الموقف الأمريكي من الملف النووي الإيراني، وبالتالي ستتعامل دول الخليج مع الهدنة اليمنية على مسارين.
- في الأول إذا ما فرطت أمريكا بالملف النووي مع إيران، وكسبت ضمانات للأمن الإسرائيلي، فمن المتوقع أن تتجه دول الخليج نحو تقوية علاقاتها مع الصين وروسيا للضغط على إيران لحل الملف الحوثي في اليمن بدون أمريكا، وستحرص على إيجاد الحلول خلال مراحل الهدنة، وبالتالي سيكون الخاسر هي أمريكا، ستنطلق دول الخليج من وسط تشابك وتعقيد قضايا الشرق أوسطية التي تجعل كل ميادين اللعب مفتوحة على نقائضها.
✍| الحارث الرائش،،،،،،
لسنا من دعاة الحرب، ولا ممن يجهلون نتائجها الكارثية، ولكننا بنفس الوقت نَحملُ السلاح عندما يصبح ذلك ضرورة.
فالهدنة ليست آلية تقود لسلام دائم في اليمن، ولا هي هدنة من أجل الهدنة نفسها -كما كنا نصفها سابقاً - وإنما هي بالأصل هدنة إبتزازية تستهدف طرف الشرعية إقليمياً ودولياً، خاصة في ظل الرفض القاطع من قبل العصابة الإنقلابية الحوثية لتنفيذ ابسط التزاماتها خلال مراحل الهدنة السابقة.
لقد كذبت الحكومة اليمنية وهي تقول أنها تنطلق بقبولها للهدنة من حرصها وبذلها كافة الجهود الرامية للتخفيف من المعاناة الإنسانية لجميع ابناء شعبنا في كل المحافظات، لأن هذا لم يحصل خلال مراحل الهدنة السابقة، ولم يستفد من الهدنة غير الحوثي وحده لاشريك له، فتحوا له المطارات والموانئ لزيادة حجم إيراداته التي لم يستفد منها الشعب مثقال ريال واحد، بل على العكس لقد ارتفعت اسعار الوقود عما كانت عليه قبل الهدنة، كذلك فإن سبل السفر كانت مفتوحة أمام أفراد الشعب اليمني، يسافر لأي دولة عبر مطار عدن، وما فتح مطار صنعاء إلا لسفر القيادات الحوثية والموالين لها، وبنفس الوقت توفير مورد يغذي الخزنة الحوثية المحروم منها كافة جماهير الشعب اليمني، بالإضافة إلى استثمار الحوثية للهدنة من خلال التعبئة والتحشيد العسكري والإستعداد لحروبها القادمة بشكل يسمح لنا القول بأن الهدنة ما هي إلا خطة المجتمع الدولي الحقير لصناعة بعبع يهدد الخليج، وكذلك دعم إستعدادات الحوثية لحرب قادمة تقضي على ما تبقى من أثر للدولة اليمنية.
بالنسبة لسياسات الهدنة وتجديدها، فأننا نعتقد أنها ستمتد وتمتد ولكنها لن تخرج بحلول تمس القضايا الحيوية والجوهرية التي ينتظر الشعب اليمني حلها، فالهدنة مجرد مُهدئ ومسكن للنزاع بغرض تأجيله وليس حله، هو مجرد وضع الصراع تحت التخدير وفي غرفة العناية المركزة، والذي ربما يعود أكثر نشوة وحيوية خصوصاً بعد هذه الإستراحة.
الهدنة التي لا تؤسس لعملية سياسية تقود البلد نحو مرحلة السلام، هي هدنة استدعتها الأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة، ولاتراعي أو تلبي الحاجة اليمنية.
ستكون هدنة، تليها هدنة، ثم هدنة، وجميعها لاتقود لسلام دائم ومستقر في اليمن.
هدنة معابر كما يسميها البعض، لأنها لاتمس الركائز الحقيقية للأزمة اليمنية بشكل عام.
لسنا ضد الهدنة أو أي مبادرة لوقف الصراع، ولكننا مع الهدنة التي تعد قاعدة للإنطلاق نحو الحلول الجذرية للأزمة اليمنية، ما لم فإن الهدنة لاتزيد عن كونها إجراء هامشي أملته المتغيرات العالمية خاصة والعالم يعيش اليوم مرحلة مخاض لميلاد نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب فيه.
تخشى دول الخليج من المقايضات بملف الحوثية، كأن تضغط أمريكا على دول الخليج للدخول في حرب أوكرانيا، أو لقطع علاقاتها بالصين، وستكون هذه ضربة موجعة لروسيا والصين، كأن تغطي الخليج نفقات الحرب، أو تطلب منها الزيادة من حجم منتجات الطاقة (النفط، والغاز) على طريق فرض الحظر على منتجات الطاقة الروسية ليتكفل الخليج بسد الإحتياج، وهذا ما تظاهرت دول الخليج من أنها رفضته.
وفي ظل مثل هذا الرفض، من المتوقع أن تغامر أمريكا في اللعب على الملف النووي الإيراني، وإستخدامه كورقة ضغط على الخليج -قلنا ورقة ضغط فقط- لأن هناك حسابات خاصة بإسرائيل، حيث لن تستطيع أمريكا أن تصل إلى طرف المغامرة في هذا الملف بحيث تجعل من إيران دولة نووية دون شروط إسرائيلية.
في مثل هذا الوضع سيكون أمام أمريكا ملفات أخرى غير الملف النووي، ألا وهو الملف الشيعي (الحوثي في اليمن، والشيعة في العراق، وسوريا، ولبنان، وشيعة دول الخليج).
لعل ملف الحوثي هو الأكثر دسومة بالنسبة لأمريكا كونه ملف نشط ومتحرك، يقع في خاصرة السعودية اللاعب الأكثر تأثيراً على سياسة الخليج، وهذا الملف تحديداً لابد وأن يظل مفتوحاً على طول الخط، أو تحت التخدير كأقل إجراء، وهذا بالضبط هو ما نسميه بـ(الهدنة اليمنية)، بحيث تبقى جذور الصراع حية يسمح بجعلها ورقة ضغط قوية لتوجيه سياسة الخليج بما ينسجم وسياستها العالمية.
أما بالنسبة لدول الخليج فقد اتجهت نحو الهدنة في اليمن كوسيلة لوضع الصراع في الثلاجة لحينما يتضح الموقف الأمريكي من الملف النووي الإيراني، وبالتالي ستتعامل دول الخليج مع الهدنة اليمنية على مسارين.
- في الأول إذا ما فرطت أمريكا بالملف النووي مع إيران، وكسبت ضمانات للأمن الإسرائيلي، فمن المتوقع أن تتجه دول الخليج نحو تقوية علاقاتها مع الصين وروسيا للضغط على إيران لحل الملف الحوثي في اليمن بدون أمريكا، وستحرص على إيجاد الحلول خلال مراحل الهدنة، وبالتالي سيكون الخاسر هي أمريكا، ستنطلق دول الخليج من وسط تشابك وتعقيد قضايا الشرق أوسطية التي تجعل كل ميادين اللعب مفتوحة على نقائضها.
👍4