#بين_فراغ_الحاضر_وامتلاء_الماضي
✍محمد جميح
الشعوب التي تقدمت كان ماضيها خلف حاضرها يدفعها للأمام، والشعوب التي تأخرت وقف ماضيها أمام حاضرها يدفعها للوراء، ونحن أصبحنا في وضع يشكل فيه ماضينا «أزمة» فكرية ووجدانية يصعب الخروج من دوائرها التي تحيط بحاضرنا من معظم الجهات، وسبب الأزمة لا يكمن ـ وحسب ـ في الماضي وتأثيره على الحاضر، بل ـ كذلك ـ في الحاضر واسقاطاته على الماضي.
يحضر الماضي بقوة، لأننا نستدعيه، فنحن عندما تتصارع مصالحنا السياسية ـ مثلاً «نستحضر علياً ومعاوية، وإذا نجحت إحدى تجاربنا المعاصرة ـ ولو نجاحاً جزئياً مؤقتاً» نستحضر عمر وصلاح الدين، متناسين أن تجارب الماضي ـ سيئة أو جيدة ـ لا يمكن استنساخها في الحاضر الذي يستدعي الماضي بسبب فراغ مساحات هذا الحاضر التي نحاول أن نملأها إما بتجارب مختلفة تاريخياً، أو بأخرى مختلفة جغرافياً.
ونحن عندما نقول إن ماضينا حاضر بقوة، فإن الصورة الممنتجة لهذا الماضي هي الحاضرة، وهذه الصورة تسهم في إنتاجها تجارب السلف التاريخية بالإضافة إلى إسقاطات الخلف المعاصرة، وهنا تكمن الإشكالية في صورة الماضي الممنتجة لا في حقيقة التاريخ العارية، ذلك أن الصورة تعكس طموحات الحاضر المهزوم أكثر مما تعرض أمجاد الماضي المنتصر، علاوة على أنها صورة مختصرة ومقولبة وجزئية تركز على الملامح العسكرية والحربية لوجه تاريخنا، غير مدركة أن هذا التاريخ متنوع سياسياً واقتصادياً وعلمياً وفكرياً وفقهياً وفلسفياً وعسكرياً.
ويتم التركيز على الملمح العسكري للماضي من طرف فئتين على الأقل: الأولى دفعتها الهزائم المتواصلة في مجالات مختلفة، ومنها المجال العسكري، دفعتها تلك الهزائم إلى التعويض النفسي بالتركيز على الأمجاد العسكرية للقادة العظام ومقولاتهم الشهيرة من مثل: «لقد جئتك بجيش أوله عندك وآخره عندي» أو «لو أنكم كنتم في السحاب لحملنا الله إليكم أو لأنزلكم إلينا» أو من مثل: «البحر من ورائكم والعدو أمامكم» وغيرها من العبارات التي لها وقع خاص في النفوس التي أرهقتها الهزائم.
وقد مرت فترة على الدراما الرمضانية العربية، وهي تشتغل على هذه الصورة العسكرية التي تملأ سمع التاريخ وبصره، حيث لبَّتْ تلك الدراما عطش النفوس التي تعاني من الآثار الوجدانية لواقع الهزائم، لتجد تلك النفوس شيئاً من التعويض في التاريخ ورموزه، حيث ذهبت بعض عناصر من تلك الفئة لتقمص التاريخ بأساليبه ولغته، بأنماط حياته ومظهره، بتأويلاته وطريقة تفكيره لاستدعائه بكل جزئياته، من غير إدراك لتغير السياقات وجريان المياه تحت الجسور، وبسبب ذلك التقمص انطلقت موجات متطرفة عنيفة، ظنت أنها تحيي الماضي، ولكنها في الحقيقة تدمر الحاضر، ورأت أنها تحارب أعداء المسلمين، ولكن أغلب ضحاياها من المسلمين.
وفي المقابل، وعند تأمل الحروب الأهلية في بعض البلدان العربية اليوم لا يمكن إغفال دور تلك «الصور النمطية للماضي» في استعار تلك الحروب، حتى أن كثيراً من الساسة ورجال الدين وقعوا في هذا «الاسترجاع التاريخي» باستحضار صفين وكربلاء وعلي والحسين إلى معسكرهم، وبتشكيل المعسكر الآخر من معاوية ويزيد. إن حضور التاريخ، أو لنقل حضور الصورة النمطية المطلوبة يبدو واضحاً من خلال نظرة بسيطة لخطابات زعماء جماعات التشيع الجهادي والتشيع السياسي، كما هي ظاهرة لدى جماعات القاعدة وداعش وكثير من تنظيمات الإسلام السياسي.
وأما الفئة الأخرى التي تستدعي التاريخ العسكري فهي فئة مغرضة، تركز على تاريخ حروب المسلمين، لكي تختصره في جملة من الحروب والمعارك التي خاضها العرب والمسلمون ضمن سياقات معينة، وتصبغه بصبغة دموية، لا أثر فيها لحضارة، أو علوم أو قيم أو فلسفة أو شعر وأدب وفنون. والغرض من ذلك هو تكريس الصورة النمطية عن «المسلم ضعيف الخيال ذي الميول الإجرامية، المسلم الدموي الإرهابي الذي يفجر نفسه في أوساط المسالمين، ويستهدف المنشآت المدنية» وقد حرصت هذه الفئة من المستشرقين – قديماً وحديثاً – على تكريس تلك الصورة النمطية عن التاريخ العربي الإٍسلامي، لكي تذهب بعيداً لتقول بأن التأصيل لموجات العنف موجود في نصوص القرآن وأحاديث الرسول، بعيداً عن أي مقاربة موضوعية، تراعي السياقات اللغوية والتاريخية والاجتماعية للنصوص.
إن التفسير الأحادي للتاريخ، واختصار هذا التاريخ في شقه العسكري أدى إلى صياغة أجيال تنظر إلى العالم من زاوية التاريخ العسكري للمسلمين، لا الوصايا الدينية للإسلام، ولذا نلحظ تأثر المتطرفين اليوم بـ«النص التاريخي» أكثر من انقيادهم لـ«النص الديني» ذلك أن التاريخ الإسلامي قُدم لهم على أساس أنه في مجمله تاريخ حربي منتصر، وركز كتاب السير على قيادة نبي الإسلام للجيوش أكثر من ملاعبته للأطفال مثلاً، وتم إخراج صورة «نبي الرحمة» المذكور في القرآن على هيئة «قائد عسكري» لا يترك سيفه، كما بُوِّبتْ سيرة النبي الكريم حسب «الغزوات» التي كانت في معظمها معارك دفاعية أو استباقية لردع عدوان حاصل أو إجهاض آخر وشيك.
✍محمد جميح
الشعوب التي تقدمت كان ماضيها خلف حاضرها يدفعها للأمام، والشعوب التي تأخرت وقف ماضيها أمام حاضرها يدفعها للوراء، ونحن أصبحنا في وضع يشكل فيه ماضينا «أزمة» فكرية ووجدانية يصعب الخروج من دوائرها التي تحيط بحاضرنا من معظم الجهات، وسبب الأزمة لا يكمن ـ وحسب ـ في الماضي وتأثيره على الحاضر، بل ـ كذلك ـ في الحاضر واسقاطاته على الماضي.
يحضر الماضي بقوة، لأننا نستدعيه، فنحن عندما تتصارع مصالحنا السياسية ـ مثلاً «نستحضر علياً ومعاوية، وإذا نجحت إحدى تجاربنا المعاصرة ـ ولو نجاحاً جزئياً مؤقتاً» نستحضر عمر وصلاح الدين، متناسين أن تجارب الماضي ـ سيئة أو جيدة ـ لا يمكن استنساخها في الحاضر الذي يستدعي الماضي بسبب فراغ مساحات هذا الحاضر التي نحاول أن نملأها إما بتجارب مختلفة تاريخياً، أو بأخرى مختلفة جغرافياً.
ونحن عندما نقول إن ماضينا حاضر بقوة، فإن الصورة الممنتجة لهذا الماضي هي الحاضرة، وهذه الصورة تسهم في إنتاجها تجارب السلف التاريخية بالإضافة إلى إسقاطات الخلف المعاصرة، وهنا تكمن الإشكالية في صورة الماضي الممنتجة لا في حقيقة التاريخ العارية، ذلك أن الصورة تعكس طموحات الحاضر المهزوم أكثر مما تعرض أمجاد الماضي المنتصر، علاوة على أنها صورة مختصرة ومقولبة وجزئية تركز على الملامح العسكرية والحربية لوجه تاريخنا، غير مدركة أن هذا التاريخ متنوع سياسياً واقتصادياً وعلمياً وفكرياً وفقهياً وفلسفياً وعسكرياً.
ويتم التركيز على الملمح العسكري للماضي من طرف فئتين على الأقل: الأولى دفعتها الهزائم المتواصلة في مجالات مختلفة، ومنها المجال العسكري، دفعتها تلك الهزائم إلى التعويض النفسي بالتركيز على الأمجاد العسكرية للقادة العظام ومقولاتهم الشهيرة من مثل: «لقد جئتك بجيش أوله عندك وآخره عندي» أو «لو أنكم كنتم في السحاب لحملنا الله إليكم أو لأنزلكم إلينا» أو من مثل: «البحر من ورائكم والعدو أمامكم» وغيرها من العبارات التي لها وقع خاص في النفوس التي أرهقتها الهزائم.
وقد مرت فترة على الدراما الرمضانية العربية، وهي تشتغل على هذه الصورة العسكرية التي تملأ سمع التاريخ وبصره، حيث لبَّتْ تلك الدراما عطش النفوس التي تعاني من الآثار الوجدانية لواقع الهزائم، لتجد تلك النفوس شيئاً من التعويض في التاريخ ورموزه، حيث ذهبت بعض عناصر من تلك الفئة لتقمص التاريخ بأساليبه ولغته، بأنماط حياته ومظهره، بتأويلاته وطريقة تفكيره لاستدعائه بكل جزئياته، من غير إدراك لتغير السياقات وجريان المياه تحت الجسور، وبسبب ذلك التقمص انطلقت موجات متطرفة عنيفة، ظنت أنها تحيي الماضي، ولكنها في الحقيقة تدمر الحاضر، ورأت أنها تحارب أعداء المسلمين، ولكن أغلب ضحاياها من المسلمين.
وفي المقابل، وعند تأمل الحروب الأهلية في بعض البلدان العربية اليوم لا يمكن إغفال دور تلك «الصور النمطية للماضي» في استعار تلك الحروب، حتى أن كثيراً من الساسة ورجال الدين وقعوا في هذا «الاسترجاع التاريخي» باستحضار صفين وكربلاء وعلي والحسين إلى معسكرهم، وبتشكيل المعسكر الآخر من معاوية ويزيد. إن حضور التاريخ، أو لنقل حضور الصورة النمطية المطلوبة يبدو واضحاً من خلال نظرة بسيطة لخطابات زعماء جماعات التشيع الجهادي والتشيع السياسي، كما هي ظاهرة لدى جماعات القاعدة وداعش وكثير من تنظيمات الإسلام السياسي.
وأما الفئة الأخرى التي تستدعي التاريخ العسكري فهي فئة مغرضة، تركز على تاريخ حروب المسلمين، لكي تختصره في جملة من الحروب والمعارك التي خاضها العرب والمسلمون ضمن سياقات معينة، وتصبغه بصبغة دموية، لا أثر فيها لحضارة، أو علوم أو قيم أو فلسفة أو شعر وأدب وفنون. والغرض من ذلك هو تكريس الصورة النمطية عن «المسلم ضعيف الخيال ذي الميول الإجرامية، المسلم الدموي الإرهابي الذي يفجر نفسه في أوساط المسالمين، ويستهدف المنشآت المدنية» وقد حرصت هذه الفئة من المستشرقين – قديماً وحديثاً – على تكريس تلك الصورة النمطية عن التاريخ العربي الإٍسلامي، لكي تذهب بعيداً لتقول بأن التأصيل لموجات العنف موجود في نصوص القرآن وأحاديث الرسول، بعيداً عن أي مقاربة موضوعية، تراعي السياقات اللغوية والتاريخية والاجتماعية للنصوص.
إن التفسير الأحادي للتاريخ، واختصار هذا التاريخ في شقه العسكري أدى إلى صياغة أجيال تنظر إلى العالم من زاوية التاريخ العسكري للمسلمين، لا الوصايا الدينية للإسلام، ولذا نلحظ تأثر المتطرفين اليوم بـ«النص التاريخي» أكثر من انقيادهم لـ«النص الديني» ذلك أن التاريخ الإسلامي قُدم لهم على أساس أنه في مجمله تاريخ حربي منتصر، وركز كتاب السير على قيادة نبي الإسلام للجيوش أكثر من ملاعبته للأطفال مثلاً، وتم إخراج صورة «نبي الرحمة» المذكور في القرآن على هيئة «قائد عسكري» لا يترك سيفه، كما بُوِّبتْ سيرة النبي الكريم حسب «الغزوات» التي كانت في معظمها معارك دفاعية أو استباقية لردع عدوان حاصل أو إجهاض آخر وشيك.
#مأرب_رسمياً
تم اليوم #توقيع اتفاقية تعاون (MOA)
#بين جامعة إقليم سبأ _ اليمن - مأرب
و بين #جامعة UTHM الحكومية _ماليزيا - #كوالالمبور
وقد تضمنت #الاتفاقية العديد من البنود #أهمها :-
) تبادل #الطلاب
2) تبادل أعضاء #هيئة التدريس
3) تبادل #الخبرات في البرامج #التعليمية
4) تبادل #المعلومات والمواد الأكاديمية
5) التعاون في #إقامة ندوات علمية #مشتركة
6) التعاون #في الإشراف الأكاديمي #لطلاب البحث (الدراسات العليا)
7) تنظيم #المؤتمرات العلمية الدولية #المشتركة.
وتأتي هذه..الاتفاقية #كتتويج لإحدى #مخرجات مؤتمر إقليم سبأ العلمي الأول ومؤتمر #العلم والتنمية في اليمن والذي نصت #على تنشيط العمل #الأكاديمي والبحثي بين الجامعات من خلال إجراء #إتفاقيات تعاون بين الجامعات #اليمنية والجامعات الأجنبية #بهدف تحقيق التعاون المثمر وتكاتف الجهود ودفع #عجلة التقدم العلمي
t.me/suhailt
تم اليوم #توقيع اتفاقية تعاون (MOA)
#بين جامعة إقليم سبأ _ اليمن - مأرب
و بين #جامعة UTHM الحكومية _ماليزيا - #كوالالمبور
وقد تضمنت #الاتفاقية العديد من البنود #أهمها :-
) تبادل #الطلاب
2) تبادل أعضاء #هيئة التدريس
3) تبادل #الخبرات في البرامج #التعليمية
4) تبادل #المعلومات والمواد الأكاديمية
5) التعاون في #إقامة ندوات علمية #مشتركة
6) التعاون #في الإشراف الأكاديمي #لطلاب البحث (الدراسات العليا)
7) تنظيم #المؤتمرات العلمية الدولية #المشتركة.
وتأتي هذه..الاتفاقية #كتتويج لإحدى #مخرجات مؤتمر إقليم سبأ العلمي الأول ومؤتمر #العلم والتنمية في اليمن والذي نصت #على تنشيط العمل #الأكاديمي والبحثي بين الجامعات من خلال إجراء #إتفاقيات تعاون بين الجامعات #اليمنية والجامعات الأجنبية #بهدف تحقيق التعاون المثمر وتكاتف الجهود ودفع #عجلة التقدم العلمي
t.me/suhailt
👍11👎1
#بين_صيدنايا_وبيت_بوس_في_صنعاء..
محامي يروي لـ”يمن ديلي نيوز” تجربة تعذيب “مروعة”
بسبب التعذيب بتعليقه لأيام كثيرة، دخل “الصراري” في حالة إغماء (موت سريري) لمدة 18 يوم
2024-12-17 قصة صحفية – يمن ديلي نيوز:
▪️في ظهر يوم السبت 5 مايو/أيار 2017 اقتحمت عناصر تابعة لجماعة الحوثي المصنفة إرهابيا منزل المحامي “فيصل الصراري” في محافظة ذمار (وسط اليمن) واقتادته إلى سجن الأمن السياسي في المحافظة والذي مكث فيه ليوم ونصف اليوم.
▪️وفي مساء اليوم التالي قررت جماعة الحوثي نقله إلى العاصمة صنعاء لتبدأ معها مرحلة تعذيب وتغييب استمرت أربع سنوات تلقى فيها صنوفا من التعذيب مازالت آثارها بادية عليه رغم مرور 4 سنوات على إطلاقه في صفقة تبادل عام 2020.
▪️يقول “الصراري” في شهادة أدلى بها لـ”يمن ديلي نيوز” إنه من خلال متابعته لأساليب التعذيب التي تكشفت في سجن صدنايا بعد رحيل نظام الأسد، لايوجد فرق في الأساليب والتعذيب، إلا أن الحوثيين أذكى في التعامل مع الاعلام.
▪️يمر المعتقل لدى الحوثيين – وفق المحامي الصراري – بنوعين من المعتقلات على مرحلتين المرحلة الأولى هي الأشد والأنكى على المعتقل، وفي هذه المرحلة فقد أكثر من 300 معتقل حياته جراء التعذيب.
▪️المرحلة الثانية وفيها يتم نقل المعتقل إلى سجن الأمن والمخابرات “تبة الأمن السياسي” والذي يعتبر سجن ترحيل مؤقت للمعتقلين والأسرى الذين تقرر الإفراج عنهم، بهدف تقديم صورة إيجابية.
▪️في 15 أكتوبر/تشرين الأول 2020 أطلق المحامي “الصراري” ضمن صفقة تبادل رعتها الأمم المتحدة، ومع ذلك ماتزال آثار التعذيب ظاهرة على ذراعيه ومازال يعاني من صعوبة في التذكر رغم خضوعه للعلاج.
التعذيب
وفقا لشهادة المحامي الصراري لـ”يمن ديلي نيوز” يتعرض المعتقل في المرحلة الأولى للتعذيب بـ “التعليق والصعق بالكهرباء والحرق بالنار، إذ لا زالت الآثار موجودة.
▪️وبسبب التعذيب بتعليقه لأيام كثيرة، دخل “الصراري” في حالة إغماء (موت سريري) لمدة 18 يوما من بداية التعذيب، والتي بدأت حين تم نقله إلى منزل احتلته الجماعة تابع لرئيس حزب الرشاد اليمني “محمد بن موسى العامري” في بيت بوس بالعاصمة صنعاء
▪️يقول: أفقت من الغيبوبة وأنا مصاب بشلل جزئي في الأطراف، ولا أستطيع تحريك يدي واستمريت على ذلك لمدة ثلاثة شهور، وعلى يدي الاثنتين حروق وجروح مضمدة بالشاش.
▪️وتابع: بعد أن أفقت نقلوني من (ورشة التعذيب) كما يسمونها إلى حمام جلست فيه شهرا كاملا، وبعد ذلك نقلوني إلى زنزانة انفرادية أخرى حتى لا يطلع أحد على وضعي الصحي وكانت عبارة عن حمام تم تحويله إلى زنزانة إنفرادية.
▪️وأردف: بعد أن مضى شهر وتأكدوا أني تجاوزت مرحلة الخطر، فرغوا لي غرفة بجانب الحمام في البدروم قضيت فيها شهرين، يعني ثلاثة شهور انفرادي كما منعوني من الاتصال والتواصل مع الاهل لمدة عام كامل.
▪️وقال: كان يسمح لي بدخول الحمام مرتين في اليوم فقط مرة في الظهر ومرة في المغرب وكذلك بقية المعتقلين. فيما بقية اليوم نبول في قنينة صحة أو نقضي حاجتنا في كيس ونحمله معنا إلى الحمام في الاوقات المحددة.
▪️وأضاف: كانوا يقومون بتخزين السلاح في الادوار العليا للمبني، ويخبرونا بذلك صراحة، أنهم غنموا من أسلحة الفرقة المخزنة في أرحب ثلاث دينات “وخزناها فوقكم لو بلغوا عليها اصحابكم الخونة أمثالكم وضربها العدوان فسوف يخسروكم مثلما سنخسر نحن السلاح”.
▪️الصراري قال إنه مازال يعاني من تنمل يديه وخصوصا أيام البرد، وأيضا نسيان الأسماء “تأثرت ذاكرتي جدا بسبب التعذيب. كنت أعيش بعض الأيام وأنا أدعي الله بأن لا أصاب بالجنون من هول التعذيب. لا أستطيع النوم وأنا أسمع أنين المعلقين وأصوات التعذيب وكأني كنت في مسلخ بشري”.
▪️وتابع: لا أملك أنا وغيري من المعتقلين إلا البكاء والدعاء من هول ما نسمع، فترة سجني كلها كانت في زنازين انفرادية لا تسع إلا اثنين أو ثلاثة بالكاد، ولكنهم كانوا كلما احضروا دفعة جديدة من المعتقلين يدخلوا جنبي خمسة إلى ستة معتقلين.. لا تستطيع النوم أو مد أقدامك ونستمر على هذا لعدة أيام إلى أن يصرفوا المعتقلين الجدد في سجون أخرى أو زنازين أخرى.
▪️منه بحثاً عن ترقية.
مزيد من تفاصيل التحقيق المؤلمة والمرعبة 👇بقناتنا الصحفية
t.me/VcXZgNFQnuDzOtfx/35885
محامي يروي لـ”يمن ديلي نيوز” تجربة تعذيب “مروعة”
بسبب التعذيب بتعليقه لأيام كثيرة، دخل “الصراري” في حالة إغماء (موت سريري) لمدة 18 يوم
2024-12-17 قصة صحفية – يمن ديلي نيوز:
▪️في ظهر يوم السبت 5 مايو/أيار 2017 اقتحمت عناصر تابعة لجماعة الحوثي المصنفة إرهابيا منزل المحامي “فيصل الصراري” في محافظة ذمار (وسط اليمن) واقتادته إلى سجن الأمن السياسي في المحافظة والذي مكث فيه ليوم ونصف اليوم.
▪️وفي مساء اليوم التالي قررت جماعة الحوثي نقله إلى العاصمة صنعاء لتبدأ معها مرحلة تعذيب وتغييب استمرت أربع سنوات تلقى فيها صنوفا من التعذيب مازالت آثارها بادية عليه رغم مرور 4 سنوات على إطلاقه في صفقة تبادل عام 2020.
▪️يقول “الصراري” في شهادة أدلى بها لـ”يمن ديلي نيوز” إنه من خلال متابعته لأساليب التعذيب التي تكشفت في سجن صدنايا بعد رحيل نظام الأسد، لايوجد فرق في الأساليب والتعذيب، إلا أن الحوثيين أذكى في التعامل مع الاعلام.
▪️يمر المعتقل لدى الحوثيين – وفق المحامي الصراري – بنوعين من المعتقلات على مرحلتين المرحلة الأولى هي الأشد والأنكى على المعتقل، وفي هذه المرحلة فقد أكثر من 300 معتقل حياته جراء التعذيب.
▪️المرحلة الثانية وفيها يتم نقل المعتقل إلى سجن الأمن والمخابرات “تبة الأمن السياسي” والذي يعتبر سجن ترحيل مؤقت للمعتقلين والأسرى الذين تقرر الإفراج عنهم، بهدف تقديم صورة إيجابية.
▪️في 15 أكتوبر/تشرين الأول 2020 أطلق المحامي “الصراري” ضمن صفقة تبادل رعتها الأمم المتحدة، ومع ذلك ماتزال آثار التعذيب ظاهرة على ذراعيه ومازال يعاني من صعوبة في التذكر رغم خضوعه للعلاج.
التعذيب
وفقا لشهادة المحامي الصراري لـ”يمن ديلي نيوز” يتعرض المعتقل في المرحلة الأولى للتعذيب بـ “التعليق والصعق بالكهرباء والحرق بالنار، إذ لا زالت الآثار موجودة.
▪️وبسبب التعذيب بتعليقه لأيام كثيرة، دخل “الصراري” في حالة إغماء (موت سريري) لمدة 18 يوما من بداية التعذيب، والتي بدأت حين تم نقله إلى منزل احتلته الجماعة تابع لرئيس حزب الرشاد اليمني “محمد بن موسى العامري” في بيت بوس بالعاصمة صنعاء
▪️يقول: أفقت من الغيبوبة وأنا مصاب بشلل جزئي في الأطراف، ولا أستطيع تحريك يدي واستمريت على ذلك لمدة ثلاثة شهور، وعلى يدي الاثنتين حروق وجروح مضمدة بالشاش.
▪️وتابع: بعد أن أفقت نقلوني من (ورشة التعذيب) كما يسمونها إلى حمام جلست فيه شهرا كاملا، وبعد ذلك نقلوني إلى زنزانة انفرادية أخرى حتى لا يطلع أحد على وضعي الصحي وكانت عبارة عن حمام تم تحويله إلى زنزانة إنفرادية.
▪️وأردف: بعد أن مضى شهر وتأكدوا أني تجاوزت مرحلة الخطر، فرغوا لي غرفة بجانب الحمام في البدروم قضيت فيها شهرين، يعني ثلاثة شهور انفرادي كما منعوني من الاتصال والتواصل مع الاهل لمدة عام كامل.
▪️وقال: كان يسمح لي بدخول الحمام مرتين في اليوم فقط مرة في الظهر ومرة في المغرب وكذلك بقية المعتقلين. فيما بقية اليوم نبول في قنينة صحة أو نقضي حاجتنا في كيس ونحمله معنا إلى الحمام في الاوقات المحددة.
▪️وأضاف: كانوا يقومون بتخزين السلاح في الادوار العليا للمبني، ويخبرونا بذلك صراحة، أنهم غنموا من أسلحة الفرقة المخزنة في أرحب ثلاث دينات “وخزناها فوقكم لو بلغوا عليها اصحابكم الخونة أمثالكم وضربها العدوان فسوف يخسروكم مثلما سنخسر نحن السلاح”.
▪️الصراري قال إنه مازال يعاني من تنمل يديه وخصوصا أيام البرد، وأيضا نسيان الأسماء “تأثرت ذاكرتي جدا بسبب التعذيب. كنت أعيش بعض الأيام وأنا أدعي الله بأن لا أصاب بالجنون من هول التعذيب. لا أستطيع النوم وأنا أسمع أنين المعلقين وأصوات التعذيب وكأني كنت في مسلخ بشري”.
▪️وتابع: لا أملك أنا وغيري من المعتقلين إلا البكاء والدعاء من هول ما نسمع، فترة سجني كلها كانت في زنازين انفرادية لا تسع إلا اثنين أو ثلاثة بالكاد، ولكنهم كانوا كلما احضروا دفعة جديدة من المعتقلين يدخلوا جنبي خمسة إلى ستة معتقلين.. لا تستطيع النوم أو مد أقدامك ونستمر على هذا لعدة أيام إلى أن يصرفوا المعتقلين الجدد في سجون أخرى أو زنازين أخرى.
▪️منه بحثاً عن ترقية.
مزيد من تفاصيل التحقيق المؤلمة والمرعبة 👇بقناتنا الصحفية
t.me/VcXZgNFQnuDzOtfx/35885
👍16👎2