((كتابات))
تقسم الإمارات اليمنيين في جنوب اليمن إلى قسمين
الموالين، ويصبحون هم الشعب الجنوبي الحر
المعارضين، وسيطلق عليهم إما إخوان مسلمون أو شماليون.
ثم تدفع الجنوبيين الموالين لقتال الجنوبين غير الموالين بذريعة قتال الإخوان المسلمين.
ثمة صحيفة اسمها الأمناء، يتبرزها مجموعة من أنصاف الصحفيين. تغطي تلك الصحيفة كل اشتباك جنوبي - جنوبي بوصفه صراعا ضد مرشد الإخوان المسلمين، حتى عندما يقتل مسلحو الضالع مسلحي أبين تقول تلك الصحيفة إن المعركة كانت ضد الإخوان المسلمين في مأرب، وأنها تأتي ثأرا للجنوب!
هكذا شاهدنا الدراما الأخيرة: هجوم النخبة الشبوانية على اللواء ٢١ الذي يشكل العوالق الشبوانيون قوامه، وصفته الصحيفة بأنه استهداف لجيش القائد العسكري للإخوان المسلمين المقيم في السعودية!
أدارت الإمارات دراما شبيهة في شمال اليمن من قبل. كان الحوثيون يدمرون كل شيء في طريقهم وكنا نسمع: الحوثيون يهاجمون الإخوان المسلمين. كان سقوط المحافظات يسمى سقوط الإخوان، وحذرونا كثيرا من إدانة حصار الحوثيين لصنعاء لأن ذلك سيعد دفاعا عن الإخوان المسلمين.
(من سيقول إن ذلك لم يحدث)
انتهت لعبة الإمارات الشمالية إلى تصدع مشروع الجمهورية اليمنية ربما إلى الأبد. وها هي الدولة ذاتها تعيد اللعبة نفسها في الجنوب.
الشيطان لوحده يعلم المصير المفزع الذي ستؤول إليه هذه اللعبة المخيفة والمجربة. وها هو كلامنا سيوصف بأنه دفاع عن الإخوان المسلمين (إخوان مسلمين في شبوة؟)
ملحوظة:
بعد فراغ الليبيين من أداء أول انتخابات برلمانية جاءت الإمارات بالجنرالات الفارين والمهزومين ودفعتهم لشن حرب في كل ليبيا ضد كل ليبيا، وضد كل من ساند الانتخابات وإنحاز لها كآلية حكم. وصفت تلك الحروب بالقول إنها معارك ضد الإخوان المسلمين.
سألت صديقا ضليعا في المسألة اليمنية، وهو سياسي كبير:
أين تمضي بنا الدنيا؟
أجاب:
وجدت الإمارات أوادم رخاص في الجنوب، وعثرت إيران على بشر رخاص في الشمال، كلهم مستعدون لفعل أي شيء مما لم يخطر على بال الدولتين. لا تحلم أي دولة ذات نوايا استعمارية بمثل هذا الصيد السهل والرخيص، وهي حقيقة تجعلني يائسا.
✍ #مروان الغفوري .
〰〰〰〰
شبكة سهيل اليمن الأخبارية
t.me/suhailt
تقسم الإمارات اليمنيين في جنوب اليمن إلى قسمين
الموالين، ويصبحون هم الشعب الجنوبي الحر
المعارضين، وسيطلق عليهم إما إخوان مسلمون أو شماليون.
ثم تدفع الجنوبيين الموالين لقتال الجنوبين غير الموالين بذريعة قتال الإخوان المسلمين.
ثمة صحيفة اسمها الأمناء، يتبرزها مجموعة من أنصاف الصحفيين. تغطي تلك الصحيفة كل اشتباك جنوبي - جنوبي بوصفه صراعا ضد مرشد الإخوان المسلمين، حتى عندما يقتل مسلحو الضالع مسلحي أبين تقول تلك الصحيفة إن المعركة كانت ضد الإخوان المسلمين في مأرب، وأنها تأتي ثأرا للجنوب!
هكذا شاهدنا الدراما الأخيرة: هجوم النخبة الشبوانية على اللواء ٢١ الذي يشكل العوالق الشبوانيون قوامه، وصفته الصحيفة بأنه استهداف لجيش القائد العسكري للإخوان المسلمين المقيم في السعودية!
أدارت الإمارات دراما شبيهة في شمال اليمن من قبل. كان الحوثيون يدمرون كل شيء في طريقهم وكنا نسمع: الحوثيون يهاجمون الإخوان المسلمين. كان سقوط المحافظات يسمى سقوط الإخوان، وحذرونا كثيرا من إدانة حصار الحوثيين لصنعاء لأن ذلك سيعد دفاعا عن الإخوان المسلمين.
(من سيقول إن ذلك لم يحدث)
انتهت لعبة الإمارات الشمالية إلى تصدع مشروع الجمهورية اليمنية ربما إلى الأبد. وها هي الدولة ذاتها تعيد اللعبة نفسها في الجنوب.
الشيطان لوحده يعلم المصير المفزع الذي ستؤول إليه هذه اللعبة المخيفة والمجربة. وها هو كلامنا سيوصف بأنه دفاع عن الإخوان المسلمين (إخوان مسلمين في شبوة؟)
ملحوظة:
بعد فراغ الليبيين من أداء أول انتخابات برلمانية جاءت الإمارات بالجنرالات الفارين والمهزومين ودفعتهم لشن حرب في كل ليبيا ضد كل ليبيا، وضد كل من ساند الانتخابات وإنحاز لها كآلية حكم. وصفت تلك الحروب بالقول إنها معارك ضد الإخوان المسلمين.
سألت صديقا ضليعا في المسألة اليمنية، وهو سياسي كبير:
أين تمضي بنا الدنيا؟
أجاب:
وجدت الإمارات أوادم رخاص في الجنوب، وعثرت إيران على بشر رخاص في الشمال، كلهم مستعدون لفعل أي شيء مما لم يخطر على بال الدولتين. لا تحلم أي دولة ذات نوايا استعمارية بمثل هذا الصيد السهل والرخيص، وهي حقيقة تجعلني يائسا.
✍ #مروان الغفوري .
〰〰〰〰
شبكة سهيل اليمن الأخبارية
t.me/suhailt
على كل أسرة من تعز وما حولها فقدت اتصالها بأحد أفرادها ممن كانوا مع يعملون ضمن وحدات الجيش في عدن أن تبلغ عن ذلك. من غير المستبعد أن تقوم عصابات "الصرفة اليومية" بقتلهم. هذه المسألة لا ينبغي أن تترك في الهامش، هي أكثر خطورة وأهمية من صور النهب والتحطيم.
✍ #مروان_الغفوري
http://tttttt.me/suhailt
✍ #مروان_الغفوري
http://tttttt.me/suhailt
مقالات
«صدمة القنابل والأطفال».. هكذا يحوّل الحوثيون صغار اليمن إلى آلات حرب
✍ #مروان الغفوري
«سلام على معمل للدُّمى والنسيج»
قال بدر شاكر السياب في «الأسلحة والأطفال»، وهو يقف أمام السلاح والرصاص وجنازات الأطفال.
وضع الطاغية القيود على سواعد الآباء، يقول النص، ثم جلب الأسلحة وخرب مصانع الدمى ومعامل النسيج. لكن السياب استخرج من الأقدام العارية، أقدام الأطفال، اللعنة التي ستهتك «مكمن الطاغية»، ستنتصر لنفسها ولقاهر آبائها. الملحمة الرومانسية تلك انتهت لصالح الأطفال، كما تخيلها السياب.
تفتك الحروب، قبل كل شيء، بالأطفال. ولأن الأطفال هم المرادف الموضوعي للزمن الآتي فإن الحروب تخريب شامل للزمن على مستويات مختلفة. تقول الأرقام القادمة من اليمن إن 11 مليون طفل بحاجة إلى مساعدة. هذا الرقم الكبير، كما يورده تقرير لليونيسيف، يعادل كل أطفال اليمن.
تبدو مسألة الحرب والأطفال في اليمن أكثر تعقيداً من كل الأرقام، بما فيها هذا الرقم الذي يقول إن أطفال اليمن على حافة كارثة وجودية. فواحدة من كل مدرَستين تعرضت لتخريب كلي أو جزئي بسبب الحرب، أو استُخدمت كملجأ للنازحين والهاربين. وفي تهامة، السهل والجبل، يتمكن طفلٌ واحد من كل اثنين من الذهاب إلى المدرسة. قال تقرير يعود إلى العام 2018 أن أكثر من 170 ألف مدرس تركوا المهنة. وفي الأيام الماضية نشر (المصدر أونلاين) خبراً يقول إن الحوثيين سيثبتون قسم الولاية في ثمانية آلاف مدرسة، أي تلك التي لم تتضرر بسبب الحرب. يقول قسم الولاية: اللهم إنا نتولى من أمرتنا بتوليه، سيدي ومولاي عبدالملك الحوثي. سيكمل التعليم الحوثي ما أخطأته الحرب.
مارس الحوثيون أعلى درجات النشاط الإرهابي ضد أطفال اليمن. لا يملك أحد معلومات كافية عن شبكة الألغام التي زرعها الحوثيون في القرى والنجوع والمدرجات. التقارير، على مختلف مصادرها، تتحدث عن مئات آلاف الألغام. يقتل عشرات الأطفال على نحو يومي بسبب الألغام. كما يقوم الحوثيون بإنشاء معسكرات للتدريب الفكري والنفسي لآلاف الأطفال، هناك يقومون بهندسة مشاعرهم وتحويلهم إلى مقاتلين: أي إلى قاتلين أو مقتولين. ما من أثر لمصانع الدمى والنسيج في أرض الحوثيين. فالأطفال هناك يقومون بزراعة الألغام لأطفال آخرين.
إلا أن الأكثر رعباً في قصة الحرب والأطفال في اليمن تتمثل في التأثيرات طويلة المدى للحرب. فهناك تقديرات تقول إن مدينة تعز، حيث يعيش قرابة نصف مليون من السكان، تعرضت لحوالي مائة مقذوف في اليوم على مدى أكثر من أربعة أعوام. عاش أطفال المدينة تحت أصوات المقذوفات، وشوهدت أشلاء الأطفال في عديد من شوارع المدينة. تتوغل أصوات المقذوفات إلى البنية النفسية للطفل، وكذا الجسدية.
الدراسات التي أجريت على المجتمع الفيتنامي بعد الحرب، وقد تعرضت فيتنام لحجم من القنابل يعادل ثلاثة أضعاف ما ألقي خلال الحرب العالمية الثانية، أكدت أن تأثيرات الحرب صاحبت الأطفال حتى الشيخوخة. يتطور القلق والتوتر إلى اضطرابات سلوكية، ومعها يفقد المرء السيطرة على مخاوفه، ويعيش فاقداً للإحساس بالأمان، عرضة لانهيارات نفسية وسلوكية مختلفة. دراسات أخرى ذهبت بعيداً مستنتجة تأثيرات جسدية لأصوات القنابل. فالأطفال الذين تعرضوا لأصوات القنابل لفترة معينة في حياتهم المبكرة يكونون عرضة أكثر من غيرهم للإصابة بأمراض السكر والضغط والقلب مع تقدم العُمر. حديثاً قالت دراسة إن مثل تلك الاضطرابات السلوكية قد تنتقل إلى الأبناء والأحفاد. ذلك سيعني أن الحرب لا تخرب البنية النفسية والسلوكية للأطفال وحسب، بل لأولئك الذين لم يولدوا بعد.
لوحظ، أثناء الحرب العالمية الأولى، أن أعداداً متزايدة من الجنود أصابهم الإعياء وفقدوا شهيتهم للحرب. نعتوا، آنذاك، بالرجال الضعاف، وقام الجيش الإنجليزي بتصفية المئات من جنوده «الضعاف». ذلك قبل أن يبتكر الأطباء مصطلح «صدمة القنابل» في وصف حالة مرضية قد تصيب أولئك الذين يتعرضون لأصوات القنابل لفترة معينة.
تطور الاستخدام الطبي للمصطلح إلى «متلازمة ما بعد الصدمة»، وهي حالة مركبة شديدة التعقيد تصيب بدرجة أساسية الخارجين من الحرب أو الصدمة، أي صدمة عنيفة ومركبة. الأطفال الذين يعيشون بالقرب من القنابل يكونون أكثر عرضة لهذا اللون من الاعتلال. تقول معلومات ميدانية إن هنالك حوالي أربعة ملايين ونصف مليون طفل يعيشون في مناطق تشهد مواجهات عسكرية. في تلك المناطق يصبح الطفل عرضة لفقدان الأهل، للجوع، لتفشي الأمراض، للحرمان على كل المستويات، فضلاً عن أصوات القنابل. تحيط كل هذه الأزمات بالطفل وتتوغل إلى نسيجه النفسي الهش وتحدث فيه تخريباً مستداماً.
على أن مأساة الأطفال في اليمن، حيث لا مصانع للدمى والنسيج، لا يمكن الإحاطة بها. شاهد العالم صور الأطفال وهم يموتون جوعاً، وشاهدهم أسرى ومقاتلين وجرحى. في اليمن دُفع الأطفال للمساهمة في صناعة الحرب كمقاتلين. في الجبهة يشاهد جزء من الأطفال الجزء الآخر وهو يفقد روحه أو أجزاء من جس
«صدمة القنابل والأطفال».. هكذا يحوّل الحوثيون صغار اليمن إلى آلات حرب
✍ #مروان الغفوري
«سلام على معمل للدُّمى والنسيج»
قال بدر شاكر السياب في «الأسلحة والأطفال»، وهو يقف أمام السلاح والرصاص وجنازات الأطفال.
وضع الطاغية القيود على سواعد الآباء، يقول النص، ثم جلب الأسلحة وخرب مصانع الدمى ومعامل النسيج. لكن السياب استخرج من الأقدام العارية، أقدام الأطفال، اللعنة التي ستهتك «مكمن الطاغية»، ستنتصر لنفسها ولقاهر آبائها. الملحمة الرومانسية تلك انتهت لصالح الأطفال، كما تخيلها السياب.
تفتك الحروب، قبل كل شيء، بالأطفال. ولأن الأطفال هم المرادف الموضوعي للزمن الآتي فإن الحروب تخريب شامل للزمن على مستويات مختلفة. تقول الأرقام القادمة من اليمن إن 11 مليون طفل بحاجة إلى مساعدة. هذا الرقم الكبير، كما يورده تقرير لليونيسيف، يعادل كل أطفال اليمن.
تبدو مسألة الحرب والأطفال في اليمن أكثر تعقيداً من كل الأرقام، بما فيها هذا الرقم الذي يقول إن أطفال اليمن على حافة كارثة وجودية. فواحدة من كل مدرَستين تعرضت لتخريب كلي أو جزئي بسبب الحرب، أو استُخدمت كملجأ للنازحين والهاربين. وفي تهامة، السهل والجبل، يتمكن طفلٌ واحد من كل اثنين من الذهاب إلى المدرسة. قال تقرير يعود إلى العام 2018 أن أكثر من 170 ألف مدرس تركوا المهنة. وفي الأيام الماضية نشر (المصدر أونلاين) خبراً يقول إن الحوثيين سيثبتون قسم الولاية في ثمانية آلاف مدرسة، أي تلك التي لم تتضرر بسبب الحرب. يقول قسم الولاية: اللهم إنا نتولى من أمرتنا بتوليه، سيدي ومولاي عبدالملك الحوثي. سيكمل التعليم الحوثي ما أخطأته الحرب.
مارس الحوثيون أعلى درجات النشاط الإرهابي ضد أطفال اليمن. لا يملك أحد معلومات كافية عن شبكة الألغام التي زرعها الحوثيون في القرى والنجوع والمدرجات. التقارير، على مختلف مصادرها، تتحدث عن مئات آلاف الألغام. يقتل عشرات الأطفال على نحو يومي بسبب الألغام. كما يقوم الحوثيون بإنشاء معسكرات للتدريب الفكري والنفسي لآلاف الأطفال، هناك يقومون بهندسة مشاعرهم وتحويلهم إلى مقاتلين: أي إلى قاتلين أو مقتولين. ما من أثر لمصانع الدمى والنسيج في أرض الحوثيين. فالأطفال هناك يقومون بزراعة الألغام لأطفال آخرين.
إلا أن الأكثر رعباً في قصة الحرب والأطفال في اليمن تتمثل في التأثيرات طويلة المدى للحرب. فهناك تقديرات تقول إن مدينة تعز، حيث يعيش قرابة نصف مليون من السكان، تعرضت لحوالي مائة مقذوف في اليوم على مدى أكثر من أربعة أعوام. عاش أطفال المدينة تحت أصوات المقذوفات، وشوهدت أشلاء الأطفال في عديد من شوارع المدينة. تتوغل أصوات المقذوفات إلى البنية النفسية للطفل، وكذا الجسدية.
الدراسات التي أجريت على المجتمع الفيتنامي بعد الحرب، وقد تعرضت فيتنام لحجم من القنابل يعادل ثلاثة أضعاف ما ألقي خلال الحرب العالمية الثانية، أكدت أن تأثيرات الحرب صاحبت الأطفال حتى الشيخوخة. يتطور القلق والتوتر إلى اضطرابات سلوكية، ومعها يفقد المرء السيطرة على مخاوفه، ويعيش فاقداً للإحساس بالأمان، عرضة لانهيارات نفسية وسلوكية مختلفة. دراسات أخرى ذهبت بعيداً مستنتجة تأثيرات جسدية لأصوات القنابل. فالأطفال الذين تعرضوا لأصوات القنابل لفترة معينة في حياتهم المبكرة يكونون عرضة أكثر من غيرهم للإصابة بأمراض السكر والضغط والقلب مع تقدم العُمر. حديثاً قالت دراسة إن مثل تلك الاضطرابات السلوكية قد تنتقل إلى الأبناء والأحفاد. ذلك سيعني أن الحرب لا تخرب البنية النفسية والسلوكية للأطفال وحسب، بل لأولئك الذين لم يولدوا بعد.
لوحظ، أثناء الحرب العالمية الأولى، أن أعداداً متزايدة من الجنود أصابهم الإعياء وفقدوا شهيتهم للحرب. نعتوا، آنذاك، بالرجال الضعاف، وقام الجيش الإنجليزي بتصفية المئات من جنوده «الضعاف». ذلك قبل أن يبتكر الأطباء مصطلح «صدمة القنابل» في وصف حالة مرضية قد تصيب أولئك الذين يتعرضون لأصوات القنابل لفترة معينة.
تطور الاستخدام الطبي للمصطلح إلى «متلازمة ما بعد الصدمة»، وهي حالة مركبة شديدة التعقيد تصيب بدرجة أساسية الخارجين من الحرب أو الصدمة، أي صدمة عنيفة ومركبة. الأطفال الذين يعيشون بالقرب من القنابل يكونون أكثر عرضة لهذا اللون من الاعتلال. تقول معلومات ميدانية إن هنالك حوالي أربعة ملايين ونصف مليون طفل يعيشون في مناطق تشهد مواجهات عسكرية. في تلك المناطق يصبح الطفل عرضة لفقدان الأهل، للجوع، لتفشي الأمراض، للحرمان على كل المستويات، فضلاً عن أصوات القنابل. تحيط كل هذه الأزمات بالطفل وتتوغل إلى نسيجه النفسي الهش وتحدث فيه تخريباً مستداماً.
على أن مأساة الأطفال في اليمن، حيث لا مصانع للدمى والنسيج، لا يمكن الإحاطة بها. شاهد العالم صور الأطفال وهم يموتون جوعاً، وشاهدهم أسرى ومقاتلين وجرحى. في اليمن دُفع الأطفال للمساهمة في صناعة الحرب كمقاتلين. في الجبهة يشاهد جزء من الأطفال الجزء الآخر وهو يفقد روحه أو أجزاء من جس
مقالات
نافذة في جدار العزلة
✍ #مروان الغفوري
هناك أمل في مكان ما، وهو محفوف بالمخاطر. بحسب المعلومات المتوفرة فإن مفاوضات جدة بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي تمضي إلى الأمام. ما يبدو زهداً إماراتياً مفاجئاً في الأراضي اليمنية قد يتسبب في الوصول إلى اتفاق، فضلاً عن شروط موضوعية أخرى متعلقة بآلية الصراع في المنطقة برمتها. بحسب مصادر عديدة فقد باشرت الإمارات بسحب جزء كبير من آلتها الثقيلة. حدث قبل ذلك أن سحبت قواتها مرتين، وتبين أن شيئاً من ذلك لم يحدث. ما يمكن أن يكون جديداً هذه المرة هو أن الإمارات لم تعلن هذه المرة عن سحب قواتها كما فعلت من قبل.
بعد سقوط عدن في قبضة الميليشيات الموالية للإمارات أمكن القول إن اليمن، وقد كتبتُ هذا مراراً، صار بلداً متخيلاً. بمقدورنا القول إن حوارات جدة غير المباشرة من شأنها أن تستعيد اليمن كدالّة تملك حيّزاً في الفراغ. يقدم السعوديون وعوداً بحسم الحوار ونقله إلى مرحلة التنفيذ، ويتعاملون مع تحفظات الرئاسة اليمنية على بعض النقاط بروية ورحابة صدر. تتخوف الرئاسة اليمنية، كما أخبرني مسؤل حكومي، من بطء الحركة السعودية. فالأخيرة، بحسب كلماته، أبطأ من حليفتها الإمارات بعشرين خطوة. إذا ما استعادت الإمارات، الدولة الصبيانية كما تصفها توكل كرمان، شهيتها فقد تربك الاتفاق. يمضي الاتفاق على الحافة، وإذا ما هبّت رياح جديدة على المنطقة فقد تتغير المعادلات.
يرتكز الحوار على مسألتين جوهريتين: تفكيك الميليشيات التي خلقتها الإمارات من خلال دمجها ضمن تشكيلات وزارتي الدفاع والأمن، وتشكيل حكومة قادرة على ممارسة عملها من داخل العاصمة البديلة. يبدو المجلس الانتقالي في لحظة تيه، فهو أمام سعودية لا يفهم نوايها وحليف صبياني يغيّر مواقفه وينقل آلاته العسكرية بسرعة الضوء. كما أن تطلعاته في "الاستقلال" تأتي في وضع دولي مشحون بالبارود، وينظر فيه إلى مشاريع التقسيم والاستقلال بتوجس شديد. كما لو أننا أمام رغبة نهائية بوضع نهاية ما للقصة اليمنية، شريطة أن تحافظ تلك النهاية على اليمن كمادة على الأرض.
في لقائه السنوي بالصحفيين قال روحاني إن حل المسألة اليمنية أصبح ممكناً أكثر من أي وقت مضى، وتحدث عن علاقة جيدة مع الإمارات آخذة في التسارع. لوحظ مؤخراً أن الإمارات غضت الطرف عن هزائم مباغتة منيت بها تشكيلاتها العسكرية في أكثر مكان، آخرها ما حدث في سوقطرى. هناك استطاعت القوات الحكومية دحر ميليشيات الإمارات وإخراجها من مركز المدينة ولم تحرك الإمارات ساكناً. لم يعد، فيما يبدو، من المناسب أن تمضي الإمارات بالطريقة ذاتها في لعبة تغيرت عناصرها الاستراتيجية.
يتحرك السعوديون بين الحكومة والانتقالي، غير أن الانتقالي يتلقى الأفكار كأنها أوامر نهائية، وقد أجبر مؤخراً على الموافقة على التلاشي. فهو، خارج تشكيلاته العسكرية العديدة، بلا قدرة. كما أن الإتيان بالائتلاف الوطني الجنوبي ومؤتمر حضرموت الجامع باعتبارهما تشكيلين جنوبيين هي خطوة جردت الانتقالي، في سياق الحوار، من ادعاءاته حول نفسه. وبدلاً عن كونه "الجنوب" يصار الآن إلى إجباره على تقديم التنازلات بوصفه واحداً من كيانات الجنوب العديدة، وأن يأخذ مسلكاً بعيداً عن السلاح أسوة بالكيانين الجنوبيين الآخرين.
إذا مضت حوارات جدة بالوتيرة نفسها فإن باباً جديداً للأمل سيفتح. ذلك أن اليمن، ربما لبعض الوقت، سيرسو على يمنين: يمن ينطلق من عدن، وآخر يقف في صنعاء. سيدخل اليمنان في حديث مشترك قد يأخذ زمناً طويلاً. هذا المشهد يبدو أفضل من التشظي المتسلسل، ومن تبخّر مشروع الدولة اليمنية.
حتى العام 2009، بحسب وزارة التخطيط والتنمية آنذاك، فإن إجمالي اليمنيين الذين يعيشون في المهجر بلع 7 ملايين نسمة. تخلق، بعد ذلك، الشتات. حوارات الرياض قد تنقذ شيئاً من الشتات. يتعلق الأمر بإنقاذ ما يمكن إنقاذه، بإخراج اليمن من الفكرة إلى الشيء. لنعترف أنه كان قد تبخّر إلى فكرة، وأن تلك الفكرة بدت مغرقة في الرومانسية.
التسريبات التي نشرتها قناة الجزيرة حول حوارات جدة دفعت كتاباً وإعلاميين إلى شن هجوم ضارِ ضد السلطة اليمنية. المعترضون تحدثوا، في الغالب، عن اليمن الكبير وهو في طريقه إلى التشظي. قال معلقون كثيرون إن توقيع السلطة على اتفاق مع المجلس الانتقالي يعد خيانة جسيمة لليمن الذي عرفناه. في الواقع فإن ما يجري في جدة ليس تفكيكاً لليمن الكبير، بل محاولة لاستعادة ما تيسر منه بعد أن ذهب أدراج الرياح. فاليمن، وقد صار متخيلاً، بحاجة إلى موطئ قدم على الأرض ولو ضمن أصغر الصيغ الممكنة وأقلها معنى. إذ شاهدنا في الأزمنة الأخيرة حشوداً ضخمة في كل من عدن وصنعاء تنكر يمنيتها، وترفع رايات طائفية أو قروية. وكان ذلك إيذاناً بخروج اليمنيين من تاريخهم وهويتهم، ليس على المستوى السياسي وحسب بل الجماهيري أيضاً. ففي صنعاء يخرج اليمنيون أكثر من عشر مرات في العام احتفالاً بالنجوم التاريخيين للأسرة الهاشمية، ولا يخرج في ذكرى ثور
نافذة في جدار العزلة
✍ #مروان الغفوري
هناك أمل في مكان ما، وهو محفوف بالمخاطر. بحسب المعلومات المتوفرة فإن مفاوضات جدة بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي تمضي إلى الأمام. ما يبدو زهداً إماراتياً مفاجئاً في الأراضي اليمنية قد يتسبب في الوصول إلى اتفاق، فضلاً عن شروط موضوعية أخرى متعلقة بآلية الصراع في المنطقة برمتها. بحسب مصادر عديدة فقد باشرت الإمارات بسحب جزء كبير من آلتها الثقيلة. حدث قبل ذلك أن سحبت قواتها مرتين، وتبين أن شيئاً من ذلك لم يحدث. ما يمكن أن يكون جديداً هذه المرة هو أن الإمارات لم تعلن هذه المرة عن سحب قواتها كما فعلت من قبل.
بعد سقوط عدن في قبضة الميليشيات الموالية للإمارات أمكن القول إن اليمن، وقد كتبتُ هذا مراراً، صار بلداً متخيلاً. بمقدورنا القول إن حوارات جدة غير المباشرة من شأنها أن تستعيد اليمن كدالّة تملك حيّزاً في الفراغ. يقدم السعوديون وعوداً بحسم الحوار ونقله إلى مرحلة التنفيذ، ويتعاملون مع تحفظات الرئاسة اليمنية على بعض النقاط بروية ورحابة صدر. تتخوف الرئاسة اليمنية، كما أخبرني مسؤل حكومي، من بطء الحركة السعودية. فالأخيرة، بحسب كلماته، أبطأ من حليفتها الإمارات بعشرين خطوة. إذا ما استعادت الإمارات، الدولة الصبيانية كما تصفها توكل كرمان، شهيتها فقد تربك الاتفاق. يمضي الاتفاق على الحافة، وإذا ما هبّت رياح جديدة على المنطقة فقد تتغير المعادلات.
يرتكز الحوار على مسألتين جوهريتين: تفكيك الميليشيات التي خلقتها الإمارات من خلال دمجها ضمن تشكيلات وزارتي الدفاع والأمن، وتشكيل حكومة قادرة على ممارسة عملها من داخل العاصمة البديلة. يبدو المجلس الانتقالي في لحظة تيه، فهو أمام سعودية لا يفهم نوايها وحليف صبياني يغيّر مواقفه وينقل آلاته العسكرية بسرعة الضوء. كما أن تطلعاته في "الاستقلال" تأتي في وضع دولي مشحون بالبارود، وينظر فيه إلى مشاريع التقسيم والاستقلال بتوجس شديد. كما لو أننا أمام رغبة نهائية بوضع نهاية ما للقصة اليمنية، شريطة أن تحافظ تلك النهاية على اليمن كمادة على الأرض.
في لقائه السنوي بالصحفيين قال روحاني إن حل المسألة اليمنية أصبح ممكناً أكثر من أي وقت مضى، وتحدث عن علاقة جيدة مع الإمارات آخذة في التسارع. لوحظ مؤخراً أن الإمارات غضت الطرف عن هزائم مباغتة منيت بها تشكيلاتها العسكرية في أكثر مكان، آخرها ما حدث في سوقطرى. هناك استطاعت القوات الحكومية دحر ميليشيات الإمارات وإخراجها من مركز المدينة ولم تحرك الإمارات ساكناً. لم يعد، فيما يبدو، من المناسب أن تمضي الإمارات بالطريقة ذاتها في لعبة تغيرت عناصرها الاستراتيجية.
يتحرك السعوديون بين الحكومة والانتقالي، غير أن الانتقالي يتلقى الأفكار كأنها أوامر نهائية، وقد أجبر مؤخراً على الموافقة على التلاشي. فهو، خارج تشكيلاته العسكرية العديدة، بلا قدرة. كما أن الإتيان بالائتلاف الوطني الجنوبي ومؤتمر حضرموت الجامع باعتبارهما تشكيلين جنوبيين هي خطوة جردت الانتقالي، في سياق الحوار، من ادعاءاته حول نفسه. وبدلاً عن كونه "الجنوب" يصار الآن إلى إجباره على تقديم التنازلات بوصفه واحداً من كيانات الجنوب العديدة، وأن يأخذ مسلكاً بعيداً عن السلاح أسوة بالكيانين الجنوبيين الآخرين.
إذا مضت حوارات جدة بالوتيرة نفسها فإن باباً جديداً للأمل سيفتح. ذلك أن اليمن، ربما لبعض الوقت، سيرسو على يمنين: يمن ينطلق من عدن، وآخر يقف في صنعاء. سيدخل اليمنان في حديث مشترك قد يأخذ زمناً طويلاً. هذا المشهد يبدو أفضل من التشظي المتسلسل، ومن تبخّر مشروع الدولة اليمنية.
حتى العام 2009، بحسب وزارة التخطيط والتنمية آنذاك، فإن إجمالي اليمنيين الذين يعيشون في المهجر بلع 7 ملايين نسمة. تخلق، بعد ذلك، الشتات. حوارات الرياض قد تنقذ شيئاً من الشتات. يتعلق الأمر بإنقاذ ما يمكن إنقاذه، بإخراج اليمن من الفكرة إلى الشيء. لنعترف أنه كان قد تبخّر إلى فكرة، وأن تلك الفكرة بدت مغرقة في الرومانسية.
التسريبات التي نشرتها قناة الجزيرة حول حوارات جدة دفعت كتاباً وإعلاميين إلى شن هجوم ضارِ ضد السلطة اليمنية. المعترضون تحدثوا، في الغالب، عن اليمن الكبير وهو في طريقه إلى التشظي. قال معلقون كثيرون إن توقيع السلطة على اتفاق مع المجلس الانتقالي يعد خيانة جسيمة لليمن الذي عرفناه. في الواقع فإن ما يجري في جدة ليس تفكيكاً لليمن الكبير، بل محاولة لاستعادة ما تيسر منه بعد أن ذهب أدراج الرياح. فاليمن، وقد صار متخيلاً، بحاجة إلى موطئ قدم على الأرض ولو ضمن أصغر الصيغ الممكنة وأقلها معنى. إذ شاهدنا في الأزمنة الأخيرة حشوداً ضخمة في كل من عدن وصنعاء تنكر يمنيتها، وترفع رايات طائفية أو قروية. وكان ذلك إيذاناً بخروج اليمنيين من تاريخهم وهويتهم، ليس على المستوى السياسي وحسب بل الجماهيري أيضاً. ففي صنعاء يخرج اليمنيون أكثر من عشر مرات في العام احتفالاً بالنجوم التاريخيين للأسرة الهاشمية، ولا يخرج في ذكرى ثور
مقالات
الأمير يشعر بالملل
✍ #مروان الغفوري
كان اتفاقاً بين حكومة ومتمردين، كما بدا في حفل التوقيع. حصل المتمردون على الوظائف والحكومة على التهدئة، وعد ذلك نجاحاً. فالمتمردون الانتقاليون أسسوا مجلسهم بعد أن أبعدوا من وظائفهم في الدولة الاتحادية. من المبكّر القول إن الاتفاق سيقود إلى سلام مستدام إذا ما وضعنا في الصورة الحضور الإماراتي الذي لا يمكن التنبؤ بتصرفاته. لدى النظام الإماراتي الكثير من الوقت والكثير من المال، وتبدو معاركه خارج أرضه محاولة لتمضية الوقت، ولإشغال الذات بقليل من الإثارة. الإثارة ترفع منسوب الأدرنالين في الدم وتكسر ملل الأيام.
الأمير الذي ليس لديه ما يشغله صنع لنفسه وحوشاً وأعداء وراح يضربهم بسيفه ورمحه. تتحدث تقارير كثيرة عن نشاط الإمارات في دعم التيارات الراديكالية، وإصرارها على زعزعة الاستقرار السياسي في عديد دول. الحاكم لا يرى أي شيء من ذلك، فقد رأى الطواحين على هيئة وحوش، وقطعان الماعز على شاكلة جيوش، وقرر أن يهزمهم. تماماً كما فعل دون كيشوت من قبل..
فبعد أن خرج سيرفانتس من سجن الملك ذهب يكتب "دون كيشوت"، مستحضراً الحاكم التافه الذي يملك كل شيء وليس لديه ما يفعله ويثيره. راح دون كيشوت، كما تخيله سيرفانتس، يبحث عن الأعداء حتى يجد لحياته معنى ولمّا لم يجدهم تخيلهم. رأى الأشياء التي لا وجود لها، ووقف أمام سرب من النعاج وراح يشتبك مع كل ذلك بسيفه معتقداً أنه يواجه جيشاً من الغزاة. وفي نهار يوم من أيام أسبانيا رأى بيتاً صغيراً لراعي أغنام، ربما، فراح يركض أمامه بخيله ويصوب عليه الرمح قبل أن يسقط أرضاً. لقد رآها واحدة من قلاع العدو.
دار أكثر من مرة، شاهراً سيفه، أمام الطواحين الهوائية التي تخيلها وحوشاً عملاقة بأذرع طويلة. أثار كيشوت الحزن والضحك معاً، لكنه وجد لحياته معنى، حتى إنه رسم امرأة على لوحة وانتظرها في نهاية معاركه. ربما كان كيشوته هو الملك في ملاله وفقدانه للمعنى، في تخيله للوحوش والمخلوقات العملاقة، وفي عثوره على لذته الخاصة في نهاية المطاف عقب تلك المعارك المتخيلة.
ما يخلقه النظام الإماراتي من اضطرابات وحروب صغيرة يقع كلياً خارج أي سياق ممكن للاستراتيجيا. اللعبة مسلية، والرجل لا يملك الكثير من التسلية، وهو في الستين من عمره ولم يجد المعنى بعد. يتنقل بين المعارك والحلفاء بخفة، ذلك أن بعض ألعابه تفقد مع الأيام قدرتها على إثارته. اللعبة اليمنية مثيرة، وقد كلفته الكثير. في بعض مراحلها استطاعت أن تأخذه إلى حافة مقعده وهو يتابع تفاصيلها. استدعى الطيارين فحدثوه عن الأهداف الأرضية التي كانوا يمحونها من ارتفاعات شاهقة، عن اليمن لحظة تحوله إلى دخان.
إنها لعبة أكثر إثارة من بناء الأبراج العالية، تلك اللعبة التي شاهدها مراراً منذ طفولته ولم تعد تبهج أحداً من العائلة. كَتبنا عن تطلعاته الاستعمارية، عن هوسه بالبحار، عنه وهو يقتفي آثار مملكة الأمواج. بالغنا كثيراً في تخيل مآزقه الوجودية. ربما كان الولَدُ يلعب وحسب، يثير نفسه ويجد في تلك الإثارة معنى. فالحرائق التي يخلقها بحماس منقطع النظير هي ما تبقى له من ضروب التسلية. قال أحد رجاله إنه يشعر بنشوة عارمة عندما تصفه وسائل الإعلام بعدو الإخوان المسلمين. يتعلق الأمر بالنشوة، بتلك اللعبة التي تبهج أولئك الذين يملكون المال ويعيشون في ملل.
يعاقب النظام الإماراتي على القبلة بالترحيل، على التدوينة بالسجن لخمسة عشر عام، يدعم التيارات السلفية العابرة للحدود، يقدم نفسه كمركز للتصوف العالمي، كما يقيم علاقات متينة مع أنظمة وتنظيمات يمينية راديكالية. يتخبط بلا إيديولوجيا ولا استراتيجيا، وهو بهذا المعنى بلا أعداء فهو لا يملك نظرية وليس لديه مخاوف. الولد يلعب، وهو يتخلى عن الألعاب التي تفقد توترها الدرامي وتفشل في تسليته مع الأيام.
هدد، ضمن آخرين، بعاصفة حزم ضد النظام السوري. ثم سرعان ما فتح سفارته في دمشق والخطوط الجوية. وكذلك فعل مع إيران. عندما كان الوقوف في وجه الأسد أمراً مسلياً كان أمير أبوظبي في المقدمة. مع الأيام اكتشف اللذة في انقلابه على عاداته، وقرر أن يبني جسوراً مع دمشق لأن من شأن ذلك أن يثير آخرين ضده. يحب الإثارة، فهو لا ليس لديه في بلده الكثير منها. فالأبراج لم تعد تثيره، وهو لا يملك شعباً بالمعنى المتعارف عليه تاريخياً. كل ذلك يبعث على الملل.
بينما هو يحاول إنقاذ نفسه من خلال إشعال الحرائق البعيدة يذكّرنا بالأطفال الأثرياء البائسين في التاريخ وهم يتسكعون في القصور وقد فتك بهم الملل، فيفرون إلى الغابات، يعذبون العبيد، يناقرون بين الدّيَكة، أو يتجرّعون السم. لا يمكنك أن تكون صديقاً لذلك الأمير الملّال، ولا أن تستجيب لمزاجه. إذا وقعت في شاشة راداره فستخطئك في الغد، فما من أحد قادر على أن يسليَ الرجل على الدوام.
يدرك، مثل أي طفل ولد في قصر، أن تبديل المشاهد متعة، وأن أشخاصاً وأحداثاً جديدة لا بد وأن تصعد إلى المنصة من وقت لآخر لتثير انتباهه. إ
الأمير يشعر بالملل
✍ #مروان الغفوري
كان اتفاقاً بين حكومة ومتمردين، كما بدا في حفل التوقيع. حصل المتمردون على الوظائف والحكومة على التهدئة، وعد ذلك نجاحاً. فالمتمردون الانتقاليون أسسوا مجلسهم بعد أن أبعدوا من وظائفهم في الدولة الاتحادية. من المبكّر القول إن الاتفاق سيقود إلى سلام مستدام إذا ما وضعنا في الصورة الحضور الإماراتي الذي لا يمكن التنبؤ بتصرفاته. لدى النظام الإماراتي الكثير من الوقت والكثير من المال، وتبدو معاركه خارج أرضه محاولة لتمضية الوقت، ولإشغال الذات بقليل من الإثارة. الإثارة ترفع منسوب الأدرنالين في الدم وتكسر ملل الأيام.
الأمير الذي ليس لديه ما يشغله صنع لنفسه وحوشاً وأعداء وراح يضربهم بسيفه ورمحه. تتحدث تقارير كثيرة عن نشاط الإمارات في دعم التيارات الراديكالية، وإصرارها على زعزعة الاستقرار السياسي في عديد دول. الحاكم لا يرى أي شيء من ذلك، فقد رأى الطواحين على هيئة وحوش، وقطعان الماعز على شاكلة جيوش، وقرر أن يهزمهم. تماماً كما فعل دون كيشوت من قبل..
فبعد أن خرج سيرفانتس من سجن الملك ذهب يكتب "دون كيشوت"، مستحضراً الحاكم التافه الذي يملك كل شيء وليس لديه ما يفعله ويثيره. راح دون كيشوت، كما تخيله سيرفانتس، يبحث عن الأعداء حتى يجد لحياته معنى ولمّا لم يجدهم تخيلهم. رأى الأشياء التي لا وجود لها، ووقف أمام سرب من النعاج وراح يشتبك مع كل ذلك بسيفه معتقداً أنه يواجه جيشاً من الغزاة. وفي نهار يوم من أيام أسبانيا رأى بيتاً صغيراً لراعي أغنام، ربما، فراح يركض أمامه بخيله ويصوب عليه الرمح قبل أن يسقط أرضاً. لقد رآها واحدة من قلاع العدو.
دار أكثر من مرة، شاهراً سيفه، أمام الطواحين الهوائية التي تخيلها وحوشاً عملاقة بأذرع طويلة. أثار كيشوت الحزن والضحك معاً، لكنه وجد لحياته معنى، حتى إنه رسم امرأة على لوحة وانتظرها في نهاية معاركه. ربما كان كيشوته هو الملك في ملاله وفقدانه للمعنى، في تخيله للوحوش والمخلوقات العملاقة، وفي عثوره على لذته الخاصة في نهاية المطاف عقب تلك المعارك المتخيلة.
ما يخلقه النظام الإماراتي من اضطرابات وحروب صغيرة يقع كلياً خارج أي سياق ممكن للاستراتيجيا. اللعبة مسلية، والرجل لا يملك الكثير من التسلية، وهو في الستين من عمره ولم يجد المعنى بعد. يتنقل بين المعارك والحلفاء بخفة، ذلك أن بعض ألعابه تفقد مع الأيام قدرتها على إثارته. اللعبة اليمنية مثيرة، وقد كلفته الكثير. في بعض مراحلها استطاعت أن تأخذه إلى حافة مقعده وهو يتابع تفاصيلها. استدعى الطيارين فحدثوه عن الأهداف الأرضية التي كانوا يمحونها من ارتفاعات شاهقة، عن اليمن لحظة تحوله إلى دخان.
إنها لعبة أكثر إثارة من بناء الأبراج العالية، تلك اللعبة التي شاهدها مراراً منذ طفولته ولم تعد تبهج أحداً من العائلة. كَتبنا عن تطلعاته الاستعمارية، عن هوسه بالبحار، عنه وهو يقتفي آثار مملكة الأمواج. بالغنا كثيراً في تخيل مآزقه الوجودية. ربما كان الولَدُ يلعب وحسب، يثير نفسه ويجد في تلك الإثارة معنى. فالحرائق التي يخلقها بحماس منقطع النظير هي ما تبقى له من ضروب التسلية. قال أحد رجاله إنه يشعر بنشوة عارمة عندما تصفه وسائل الإعلام بعدو الإخوان المسلمين. يتعلق الأمر بالنشوة، بتلك اللعبة التي تبهج أولئك الذين يملكون المال ويعيشون في ملل.
يعاقب النظام الإماراتي على القبلة بالترحيل، على التدوينة بالسجن لخمسة عشر عام، يدعم التيارات السلفية العابرة للحدود، يقدم نفسه كمركز للتصوف العالمي، كما يقيم علاقات متينة مع أنظمة وتنظيمات يمينية راديكالية. يتخبط بلا إيديولوجيا ولا استراتيجيا، وهو بهذا المعنى بلا أعداء فهو لا يملك نظرية وليس لديه مخاوف. الولد يلعب، وهو يتخلى عن الألعاب التي تفقد توترها الدرامي وتفشل في تسليته مع الأيام.
هدد، ضمن آخرين، بعاصفة حزم ضد النظام السوري. ثم سرعان ما فتح سفارته في دمشق والخطوط الجوية. وكذلك فعل مع إيران. عندما كان الوقوف في وجه الأسد أمراً مسلياً كان أمير أبوظبي في المقدمة. مع الأيام اكتشف اللذة في انقلابه على عاداته، وقرر أن يبني جسوراً مع دمشق لأن من شأن ذلك أن يثير آخرين ضده. يحب الإثارة، فهو لا ليس لديه في بلده الكثير منها. فالأبراج لم تعد تثيره، وهو لا يملك شعباً بالمعنى المتعارف عليه تاريخياً. كل ذلك يبعث على الملل.
بينما هو يحاول إنقاذ نفسه من خلال إشعال الحرائق البعيدة يذكّرنا بالأطفال الأثرياء البائسين في التاريخ وهم يتسكعون في القصور وقد فتك بهم الملل، فيفرون إلى الغابات، يعذبون العبيد، يناقرون بين الدّيَكة، أو يتجرّعون السم. لا يمكنك أن تكون صديقاً لذلك الأمير الملّال، ولا أن تستجيب لمزاجه. إذا وقعت في شاشة راداره فستخطئك في الغد، فما من أحد قادر على أن يسليَ الرجل على الدوام.
يدرك، مثل أي طفل ولد في قصر، أن تبديل المشاهد متعة، وأن أشخاصاً وأحداثاً جديدة لا بد وأن تصعد إلى المنصة من وقت لآخر لتثير انتباهه. إ
مقالات
صنعاء للفرس، الأعراب للمجهول
✍ #مروان الغفوري
في لقائه الشهير مع غولدبيرغ (ذا أتلانتيك، 2016) قال أوباما إن القبلية Tribalism هي القوة المدمرة الأكبر في الشرق الأوسط، هي الارتداد إلى الطائفة، العشيرة، القبيلة، والقرية هربا من الدولة الفاشلة.
الدولة العربية الفاشلة تخلق القبليات، والقبليات تصنع مشاكل الشرق الأوسط. قدم الرجل نصيحته للإدارة السعودية: ادخلوا في سلام بارد مع إيران cold peace، واقتسموا النفوذ.
توصل ترامب إلى استنتاج أوباما، وهو أن الشرق الأوسط لا بد من إعادة تخطيطه وتقاسمه بين الدولتين، ذلك أن نموذج الدولة الفاشلة هناك سيحول على الدوام دون استقراره.
على السعودية أن تعترف بالحقائق الجديدة: لا سبيل إلى صنعاء أو بغداد، وقعت العاصمتان في المجال الحيوي الإيراني وانتهى هذا الفصل من التاريخ عند هذا الحد. صنعاء فارسية، ولن تكون غير ذلك في العقود القادمة ما لم تحدث مصادفات ذات طبيعة كوكبية.
ربما ستتعقد القسمة أكثر مع توغل الأتراك في المنطقة، وهو توغل يحدث كليا في المجال الحيوي السعودي لا الإيراني.
المايكرو - حرب الإيرانية الأميركية التي شاهدناها انتهت لصالح إيران، ومن الواضح أنها ستدفع بكل السبل لإخراج أميركا من العراق، ولأول مرة أعلنت رسميا عن مقتل ضباط من الحرس الثوري في اليمن، كانوا في مهمات قتالية. خسرت السعودية فرصة استعادة صنعاء، وبدلا عن مساندة النظام الجمهوري خلقت السعودية وحليفتها جماعات وتنظيمات تحت دولتية ومزقت الفرصة السانحة لصالح إيران.
في وسط العاصمة صنعاء دمرت المقاتلات السعودية "منصة السبعين"، أشهر الرموز المادية للجمهورية.
على الناصية المقابلة للمنصة بنى الحوثيون ضريحا ملكيا، يضاء باللون الأخضر في الليل. تركوا المنصة في حطامها.
يمكنك مشاهدة سكان العاصمة وهم يحتفلون بمناسباتهم أمام الضريح الملكي، ومثل الملكيين تجاهل السكان المنصة الجمهورية المدمرة وأداروا لها ظهورهم.
لا يزال إيرانيون يقيمون في أوروبا منذ 1979 ينتظرون انكشاف الغمة ليتمكنوا من العودة إلى بلدهم.
تمكنت الغمة من كل شيء، وصارت نظام حكم شامل قابل للبقاء لعقود كثيرة. تلك هي الحقيقة الخارجة من صنعاء.
في الواقع تمالأ اليمنيون ضد أنفسهم وخربوا الجمهورية بالأدوات الملكية والآن هم يتزاغطون ويتصايحون في الشتات كأنهم غيرهم!
انتهت الحرب في اليمن، وانقسم البلد إلى اثنين: يمن مستقر يدور في المجال الإيراني، ويمن ممزق يدور في المجال السعودي، هو تجسيد حقيقي لخيال تلك الدولة وحركتها.
في الأيام الماضية برز الحوثيون إلى الواجهة كجزء من القوة الإيرانية، ومستقبلا ستتدبر إيران المسائل المتعلقة بشرق نجد، حيث النفط والأغلبية الشيعية.
السعودية التي بقيت تتفرج على ما جرى في الأيام الماضية كانت أكبر الخاسرين. عليها الآن أن تعترف بالحقائق، وفي مطلعها: إدراك أن صنعاء ذهبت شرقا ولن تعود، وأن عليها أن تستأذن قبل الذهاب إلى بغداد.
الرد الإيراني على أميركا نظر إليه باحترام، أو هكذا على الأقل تعاملت معه كبرى الصحف الدولية، بوصفه استعراضا مشىروعا للقوة.
لم يحدث أن أطلقت دولة ما صواريخها ضد الجيش الأميركي منذ بيرل هاربر، ديسمبر 1941.
فعلتها إيران ودفعت أميركا المنقسمة على نفسها إلى الوراء، وقرببا ستخرجها من المجال الحيوي الساساني برمته لتبقي هي سيدة الشرق الأدنى.
هاجمت إيران بصواريخها "ابن الملهى الليلي"، كما هو الوصف الذي أطلقه روحاني على ترامب، وقدمته للعالم على ذلك النحو.
وفي دول عديدة قدمت إيران استعراضا جماهيريا مذهلا قال للعالم إن إيران ليست نظاما، كما تردد الإدارة الأميركية، بل أمة. تلك الأمة تعيش زمن صعود العالم الشيعي.
في السنوات الماضية مكنت إيران شيعة سوريا، 15% من الشعب، من الانتصار في حرب مدمرة ضد أغلبية كاسحة.
في المقابل نكبت السعودية جارتها اليمن، ذات الأغلبية الجمهورية، شر نكبة.
علينا أن نعترف بالحقائق الآن وليس غدا. وعلى رأس تلك الحقائق صنعاء التي ذهبت شرقا، ولعقود كثيرة.
وأن على السعودية أن تقتسم النفوذ مع إيران قبل أن تضيق عليها الجغرافيا من كل جانب .. .
〰〰〰〰
شبكة سهيل اليمن الأخبارية
t.me/suhailt
صنعاء للفرس، الأعراب للمجهول
✍ #مروان الغفوري
في لقائه الشهير مع غولدبيرغ (ذا أتلانتيك، 2016) قال أوباما إن القبلية Tribalism هي القوة المدمرة الأكبر في الشرق الأوسط، هي الارتداد إلى الطائفة، العشيرة، القبيلة، والقرية هربا من الدولة الفاشلة.
الدولة العربية الفاشلة تخلق القبليات، والقبليات تصنع مشاكل الشرق الأوسط. قدم الرجل نصيحته للإدارة السعودية: ادخلوا في سلام بارد مع إيران cold peace، واقتسموا النفوذ.
توصل ترامب إلى استنتاج أوباما، وهو أن الشرق الأوسط لا بد من إعادة تخطيطه وتقاسمه بين الدولتين، ذلك أن نموذج الدولة الفاشلة هناك سيحول على الدوام دون استقراره.
على السعودية أن تعترف بالحقائق الجديدة: لا سبيل إلى صنعاء أو بغداد، وقعت العاصمتان في المجال الحيوي الإيراني وانتهى هذا الفصل من التاريخ عند هذا الحد. صنعاء فارسية، ولن تكون غير ذلك في العقود القادمة ما لم تحدث مصادفات ذات طبيعة كوكبية.
ربما ستتعقد القسمة أكثر مع توغل الأتراك في المنطقة، وهو توغل يحدث كليا في المجال الحيوي السعودي لا الإيراني.
المايكرو - حرب الإيرانية الأميركية التي شاهدناها انتهت لصالح إيران، ومن الواضح أنها ستدفع بكل السبل لإخراج أميركا من العراق، ولأول مرة أعلنت رسميا عن مقتل ضباط من الحرس الثوري في اليمن، كانوا في مهمات قتالية. خسرت السعودية فرصة استعادة صنعاء، وبدلا عن مساندة النظام الجمهوري خلقت السعودية وحليفتها جماعات وتنظيمات تحت دولتية ومزقت الفرصة السانحة لصالح إيران.
في وسط العاصمة صنعاء دمرت المقاتلات السعودية "منصة السبعين"، أشهر الرموز المادية للجمهورية.
على الناصية المقابلة للمنصة بنى الحوثيون ضريحا ملكيا، يضاء باللون الأخضر في الليل. تركوا المنصة في حطامها.
يمكنك مشاهدة سكان العاصمة وهم يحتفلون بمناسباتهم أمام الضريح الملكي، ومثل الملكيين تجاهل السكان المنصة الجمهورية المدمرة وأداروا لها ظهورهم.
لا يزال إيرانيون يقيمون في أوروبا منذ 1979 ينتظرون انكشاف الغمة ليتمكنوا من العودة إلى بلدهم.
تمكنت الغمة من كل شيء، وصارت نظام حكم شامل قابل للبقاء لعقود كثيرة. تلك هي الحقيقة الخارجة من صنعاء.
في الواقع تمالأ اليمنيون ضد أنفسهم وخربوا الجمهورية بالأدوات الملكية والآن هم يتزاغطون ويتصايحون في الشتات كأنهم غيرهم!
انتهت الحرب في اليمن، وانقسم البلد إلى اثنين: يمن مستقر يدور في المجال الإيراني، ويمن ممزق يدور في المجال السعودي، هو تجسيد حقيقي لخيال تلك الدولة وحركتها.
في الأيام الماضية برز الحوثيون إلى الواجهة كجزء من القوة الإيرانية، ومستقبلا ستتدبر إيران المسائل المتعلقة بشرق نجد، حيث النفط والأغلبية الشيعية.
السعودية التي بقيت تتفرج على ما جرى في الأيام الماضية كانت أكبر الخاسرين. عليها الآن أن تعترف بالحقائق، وفي مطلعها: إدراك أن صنعاء ذهبت شرقا ولن تعود، وأن عليها أن تستأذن قبل الذهاب إلى بغداد.
الرد الإيراني على أميركا نظر إليه باحترام، أو هكذا على الأقل تعاملت معه كبرى الصحف الدولية، بوصفه استعراضا مشىروعا للقوة.
لم يحدث أن أطلقت دولة ما صواريخها ضد الجيش الأميركي منذ بيرل هاربر، ديسمبر 1941.
فعلتها إيران ودفعت أميركا المنقسمة على نفسها إلى الوراء، وقرببا ستخرجها من المجال الحيوي الساساني برمته لتبقي هي سيدة الشرق الأدنى.
هاجمت إيران بصواريخها "ابن الملهى الليلي"، كما هو الوصف الذي أطلقه روحاني على ترامب، وقدمته للعالم على ذلك النحو.
وفي دول عديدة قدمت إيران استعراضا جماهيريا مذهلا قال للعالم إن إيران ليست نظاما، كما تردد الإدارة الأميركية، بل أمة. تلك الأمة تعيش زمن صعود العالم الشيعي.
في السنوات الماضية مكنت إيران شيعة سوريا، 15% من الشعب، من الانتصار في حرب مدمرة ضد أغلبية كاسحة.
في المقابل نكبت السعودية جارتها اليمن، ذات الأغلبية الجمهورية، شر نكبة.
علينا أن نعترف بالحقائق الآن وليس غدا. وعلى رأس تلك الحقائق صنعاء التي ذهبت شرقا، ولعقود كثيرة.
وأن على السعودية أن تقتسم النفوذ مع إيران قبل أن تضيق عليها الجغرافيا من كل جانب .. .
〰〰〰〰
شبكة سهيل اليمن الأخبارية
t.me/suhailt
مقالات
صورة ليست جيدة من صنعاء
✍ #مروان الغفوري
1. هناك مغارة خطرة في صنعاء اسمها "مستشفى الكويت"، يحال إليها المرضى المصابون ب"كوفيد 19" من مستشفيات عديدة، ثم تنقطع أخبارهم. الأطباء العاملون في مستشفى الكويت وضعوا تحت الرقابة وقيل لهم إن المعلومات الخاصة بالمرضى هي مسألة أمن قومي، وأن تلفوناتهم وحركتهم تحت الملاحظة.
فيما يشبه نداء الاستغاثة كتبت زميلتان من المغارة، من مستشفى الكويت، منشورين منفصلين. الأولى هي الطبيبة رانيا عبد الله، طبيبة تخدير وعناية مركزة في المستشفى. طالبت بحظر التجوال ونصحت الناس بأخذ الأمور على محمل الجد، وأضافت "الحالات كثيرة ووضعها حرج".
الأخرى هي الطبيبة خديجة علي، قالت في ندائها "مستشفى الكويت يستغيث". ثم وجهت نداء إلى |الإخوة في المجلس السياسي| ساخرة منهم: ما بش فايدة من التعتيم الإعلامي. الطبيبة الأولى اضطرت لحذف التدوينة التي كتبتها. الطبيبة الثانية أبقت على ما كتبته، فهي محمية داخل سياق اجتماعي معين.
اتخذت السلطات الحوثية قراراً بتحويل مستشفى الكويت إلى مركز للعزل. ألحقته هذا اليوم، بعد نقاش وجدال، بمستشفى زائد على أن يكون الأخير مركزا لعزل الحالات المستقرة. تلقت إدارتا كل من مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا، والمستشفى الألماني إشعاراً بأن السلطات قد تلجأ "في القريب" لتحويل الصرحين إلى مركزي عزل. لماذا؟ سمع المسؤولون هذا الجواب: القدرة الاستيعابية للكويت والألماني توشك أن تنفد.
صنعاء تغرق شيئاً فشيئاً، هذا ما سمعته اليوم من عدد من الاستشاريين في المدينة. شيء واحد كان مشتركاً في حديثهم: الخوف والحيرة.
ماذا نعرف عن الحالات المرضية في مستشفى الكويت، مستشفى العزل؟
خلال الأيام الماضية أدخلت 18 حالة حرجة مصابة بالتهاب كوفيد 19 [كورونا] إلى قسم العناية المركزة. لا يزال 12 منها على أجهزة التنفس الاصطناعي في وضع حرج، 3 حالات فارقت الحياة، وثلاث حالات اجتازت مرحلة الخطر وتم "فطمها" من على أجهزة التنفس وتحويلها إلى الأقسام العادية.
2. تحول الوباء إلى عار على المستوى الاجتماعي، وخيانة على المستوى الرسمي.
تخيلوا هذا المشهد:
ظهرت خمسة أطقم مسلحة في واحدة من حارات صنعاء، نهار هذا اليوم، وداهمت منزلا يوجد به شخص يعاني من الحمى والسعال. بالنسبة لأسرته فقد كانت فضيحة بجلاجل. يتجه الجيران إلى مضايقة أهالي المصابين، وأحياناً يطلبون منهم الجلاء. يتمالأ الجميع الآن على الكتمان لاتقاء عار ليس لهم يد فيه. الأطقم العسكرية تجوب أحياء العاصمة، تلفت أنظار الناس إلى حيث يوجد العار. قال طبيب مرموق، مقرب من السلطات الحاكمة، إن منظمة الصحة العالمية لديها معلومات عن حالات مصابة في صنعاء، صعدة وذمار، ولكنها ملتزمة بسياسة السلطات المحلية ولا تريد أن تدخل معها في مساجلات.
بحسب استشاري عناية مركزة: يخشى المصابون وذويهم من التشهير. يشبه الأمر ما نعرفه عن فضيحة البغاء.
3. تواصلت مع ستة استشاريين هذا اليوم، أربعة منهم قالوا إنهم أغلقوا عياداتهم.
4. وأنا أكتب هذه التدوينة، للتو، تلقيت مكالمة من أسرة مريض في صنعاء.
هكذا كانت القصة: ابننا [..] يعمل في مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا، خالط مريضاً أصيب بالفيروس، وهذه هي نتيجة الأشعة المقطعية التي أخذت للرئة. التقرير كلاسيكي، احتمال إن الشاب "المخالط"، الذي يعاني من أعراض خفيفة، قد أصيب. هكذا تقول الأشعة.
ولكن ما الذي حدث في العلوم والتكنولوجيا بالأمس؟
موظف يعاني من مرض السكر، يبلغ من العمر 47 عاماً، يشتكي من السعال والحمى منذ أيام. تردد المريض على عدد من الوحدات، ومارس عمله في المستشفى واختلط بالموظفين والزوار كالعادة. بالأمس ساءت حالته، جاءت الفحوصات الفيروسية إيجابية، وعلى الفور نقل إلى مستشفى الكويت. هناك أنزل في العناية المركزة، وخلال ساعات قليلة كان قد وضع على التنفس الاصطناعي في وضع حرج للغاية.
كم ترك خلفه من مصابين؟ لا ندري، ولكننا نعرف جيداً أن هذا المريض ينتمي إلى مجموعة الـ superspreader أو الناقل العملاق، وهم المصابون الذين من خلال حركتهم الكثيفة داخل المجتمع سينقلون العدوى إلى العشرات أو المئات.
5. بالأمس، في اجتماع السلطات الحوثية بمجموعة من الاستشاريين، رفضت السلطات مقترحات "الإفصاح عن الوباء". سمع الاستشاريون تبريرات دبلوماسية مثل: لا نريد أن ننشر الهلع، سترتفع الأسعار، وسيهرب الأطباء، دعوا الأمور كما هي فلا فرق.
هذه جريمة تاريخية، إهدار حق أمة بالحياة، ووضع شعب في محرقة. نعم، تشبه كل ما نعرفه عن المحارق في التاريخ من أيام ذي نواس.
الأسواق مكتظة، الحياة الاجتماعية قائمة بأكملها. الناس يعتقدون بأن الوباء بعيد عنهم، هذا ما تؤكده لهم السلطات. لذا فهم يخوضون حياتهم داخل الخطر، في قلب الوباء، مزودين بمعلومات كاذبة عن السلامة والأمن.
6. يظن الحوثيون أن الإعلان عن الوباء لن يصنع فارقاً، وبخلاف ذلك سيعقد عليهم مجموعة من الترتيبات، وفي مقدمتها ترتيباتهم العس
صورة ليست جيدة من صنعاء
✍ #مروان الغفوري
1. هناك مغارة خطرة في صنعاء اسمها "مستشفى الكويت"، يحال إليها المرضى المصابون ب"كوفيد 19" من مستشفيات عديدة، ثم تنقطع أخبارهم. الأطباء العاملون في مستشفى الكويت وضعوا تحت الرقابة وقيل لهم إن المعلومات الخاصة بالمرضى هي مسألة أمن قومي، وأن تلفوناتهم وحركتهم تحت الملاحظة.
فيما يشبه نداء الاستغاثة كتبت زميلتان من المغارة، من مستشفى الكويت، منشورين منفصلين. الأولى هي الطبيبة رانيا عبد الله، طبيبة تخدير وعناية مركزة في المستشفى. طالبت بحظر التجوال ونصحت الناس بأخذ الأمور على محمل الجد، وأضافت "الحالات كثيرة ووضعها حرج".
الأخرى هي الطبيبة خديجة علي، قالت في ندائها "مستشفى الكويت يستغيث". ثم وجهت نداء إلى |الإخوة في المجلس السياسي| ساخرة منهم: ما بش فايدة من التعتيم الإعلامي. الطبيبة الأولى اضطرت لحذف التدوينة التي كتبتها. الطبيبة الثانية أبقت على ما كتبته، فهي محمية داخل سياق اجتماعي معين.
اتخذت السلطات الحوثية قراراً بتحويل مستشفى الكويت إلى مركز للعزل. ألحقته هذا اليوم، بعد نقاش وجدال، بمستشفى زائد على أن يكون الأخير مركزا لعزل الحالات المستقرة. تلقت إدارتا كل من مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا، والمستشفى الألماني إشعاراً بأن السلطات قد تلجأ "في القريب" لتحويل الصرحين إلى مركزي عزل. لماذا؟ سمع المسؤولون هذا الجواب: القدرة الاستيعابية للكويت والألماني توشك أن تنفد.
صنعاء تغرق شيئاً فشيئاً، هذا ما سمعته اليوم من عدد من الاستشاريين في المدينة. شيء واحد كان مشتركاً في حديثهم: الخوف والحيرة.
ماذا نعرف عن الحالات المرضية في مستشفى الكويت، مستشفى العزل؟
خلال الأيام الماضية أدخلت 18 حالة حرجة مصابة بالتهاب كوفيد 19 [كورونا] إلى قسم العناية المركزة. لا يزال 12 منها على أجهزة التنفس الاصطناعي في وضع حرج، 3 حالات فارقت الحياة، وثلاث حالات اجتازت مرحلة الخطر وتم "فطمها" من على أجهزة التنفس وتحويلها إلى الأقسام العادية.
2. تحول الوباء إلى عار على المستوى الاجتماعي، وخيانة على المستوى الرسمي.
تخيلوا هذا المشهد:
ظهرت خمسة أطقم مسلحة في واحدة من حارات صنعاء، نهار هذا اليوم، وداهمت منزلا يوجد به شخص يعاني من الحمى والسعال. بالنسبة لأسرته فقد كانت فضيحة بجلاجل. يتجه الجيران إلى مضايقة أهالي المصابين، وأحياناً يطلبون منهم الجلاء. يتمالأ الجميع الآن على الكتمان لاتقاء عار ليس لهم يد فيه. الأطقم العسكرية تجوب أحياء العاصمة، تلفت أنظار الناس إلى حيث يوجد العار. قال طبيب مرموق، مقرب من السلطات الحاكمة، إن منظمة الصحة العالمية لديها معلومات عن حالات مصابة في صنعاء، صعدة وذمار، ولكنها ملتزمة بسياسة السلطات المحلية ولا تريد أن تدخل معها في مساجلات.
بحسب استشاري عناية مركزة: يخشى المصابون وذويهم من التشهير. يشبه الأمر ما نعرفه عن فضيحة البغاء.
3. تواصلت مع ستة استشاريين هذا اليوم، أربعة منهم قالوا إنهم أغلقوا عياداتهم.
4. وأنا أكتب هذه التدوينة، للتو، تلقيت مكالمة من أسرة مريض في صنعاء.
هكذا كانت القصة: ابننا [..] يعمل في مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا، خالط مريضاً أصيب بالفيروس، وهذه هي نتيجة الأشعة المقطعية التي أخذت للرئة. التقرير كلاسيكي، احتمال إن الشاب "المخالط"، الذي يعاني من أعراض خفيفة، قد أصيب. هكذا تقول الأشعة.
ولكن ما الذي حدث في العلوم والتكنولوجيا بالأمس؟
موظف يعاني من مرض السكر، يبلغ من العمر 47 عاماً، يشتكي من السعال والحمى منذ أيام. تردد المريض على عدد من الوحدات، ومارس عمله في المستشفى واختلط بالموظفين والزوار كالعادة. بالأمس ساءت حالته، جاءت الفحوصات الفيروسية إيجابية، وعلى الفور نقل إلى مستشفى الكويت. هناك أنزل في العناية المركزة، وخلال ساعات قليلة كان قد وضع على التنفس الاصطناعي في وضع حرج للغاية.
كم ترك خلفه من مصابين؟ لا ندري، ولكننا نعرف جيداً أن هذا المريض ينتمي إلى مجموعة الـ superspreader أو الناقل العملاق، وهم المصابون الذين من خلال حركتهم الكثيفة داخل المجتمع سينقلون العدوى إلى العشرات أو المئات.
5. بالأمس، في اجتماع السلطات الحوثية بمجموعة من الاستشاريين، رفضت السلطات مقترحات "الإفصاح عن الوباء". سمع الاستشاريون تبريرات دبلوماسية مثل: لا نريد أن ننشر الهلع، سترتفع الأسعار، وسيهرب الأطباء، دعوا الأمور كما هي فلا فرق.
هذه جريمة تاريخية، إهدار حق أمة بالحياة، ووضع شعب في محرقة. نعم، تشبه كل ما نعرفه عن المحارق في التاريخ من أيام ذي نواس.
الأسواق مكتظة، الحياة الاجتماعية قائمة بأكملها. الناس يعتقدون بأن الوباء بعيد عنهم، هذا ما تؤكده لهم السلطات. لذا فهم يخوضون حياتهم داخل الخطر، في قلب الوباء، مزودين بمعلومات كاذبة عن السلامة والأمن.
6. يظن الحوثيون أن الإعلان عن الوباء لن يصنع فارقاً، وبخلاف ذلك سيعقد عليهم مجموعة من الترتيبات، وفي مقدمتها ترتيباتهم العس
كتابات
صنعاء مدينة منكوبة.. 9 ملاحظات حول الكارثة
✍ #مروان الغفوري
١. كل الحالات التي تعاني من حمى، سعال، ألم في الحلق، إسهال، همدان وتعب، ألم في المفاصل (٢ أعراض منها فأكثر) هي حالات إصابة بفيروس كورونا .. حتى يثبت العكس.
وإذا لم يتمكن المريض من إثبات خلاف ذلك فعليه اتباع القواعد والإجراءات: الانعزال الصارم في المنزل، وإذا استمرت الحرارة بالارتفاع مع صعوبات في التنفس عليه زيارة مستشفى (الانتقال عبر مواصلات عامة، أو حتى تاكسي، سيكون مشكلة كبيرة).
٢. صنعاء وعدن مدينتان موبوءتان
٣. المستشفيات الخاصة تمتلئ بسرعة. مستشفيات كبيرة لم تعد قادرة على استقبال حالات كوفيد ١٩ ( مستشفى خاص معروف بصنعاء به ٥٠ حالة مؤكدة، وهذا تحد كبير للغاية لما تتطلبه معالجة مريض واحد من إجراءات تقنية، لوجيستية ومالية مرهقة)
٤. مزودو الصحة يصابون بسرعة. هناك مستشفيات تكاد تخلو من الأطباء. إذا استمر معدل خروج الأطباء كما هو فستتعقد المشكلة على نحو يصعب معه احتواؤها.
٥ لم يعد مجدياً الاعتراف بوجود الوباء بل إعلان العاصمة مدينة منكوبة، وعليه: إستدعاء طلبة كلية الطب من الدفعة/السنة الخامسة إلى سنة الامتياز، تدريبهم بسرعة، منحهم تصاريح مزاولة مهنة وإلحاقهم بالمشافي ومراكز العزل (إيطاليا وأميركا فعلتا الشيء نفسه)، إرسال نداء استغاثة للعالم لتزويد العاصمتين، مركزي الوباء، بالأشياء المطلوبة: أجهزة تنفس، وسائل حماية، أجهزة عناية مركزة، علاجات ضرورية .. إلخ.
في مناطق كثيرة من العالم هدأت الموجة وأصبحت دول كثيرة قادرة على تقديم المساعدات.
٦. تطبيق حظر شامل في العاصمتين، حظر تجوال شامل مع منع للدخول أو الخروج إليها إلا للحالات الطارئة وحالات كورونا المحتاجة للرعاية العاجلة .. وفتح خطوط ساخنة. على أن تقوم منظومة نقل طبية بإحضار المرضى من منازلهم.
يتطلب الأمر فتح تحويل مراكز كبيرة،الجامعةمثلا، إلى مشافي ميدانية. يتطلب الأمر إصلاحا عاجلا للثقة بين السلطات الطبية والشعب، من خلالها تعترف السلطات بالكارثة وتبدد الأساطير والخرافات (حول القتل الرحيم وخلافه)
٧. توزع السلطات حصة غذائية كل أسبوعين إلى المنازل في سياق من النظافة الطبية/ الهايجين. تستمر العملية لشهر كامل ثم يعاد النظر في مدى نجاعة الإجراءات من خلال تحليل جملة من العوامل.
على السلطات مسؤولية قانونية وأخلاقية بوصفها سلطة أمر واقع. يستدعي الأمر طلبها للعون الدولي والمحلي بخصوص المؤمنة الغذائية.
٨. ما لم فإن صنعاء / عدن ستنفجر داخل نفسها، وستصل شظاياها إلى كل قرية.
٩. حماية أرواح الأطباء ومنحهم الأولوية القصوى في الأمان، هم وأسرهم. .
〰〰〰〰
شبكة سهيل اليمن الأخبارية
t.me/suhailt
صنعاء مدينة منكوبة.. 9 ملاحظات حول الكارثة
✍ #مروان الغفوري
١. كل الحالات التي تعاني من حمى، سعال، ألم في الحلق، إسهال، همدان وتعب، ألم في المفاصل (٢ أعراض منها فأكثر) هي حالات إصابة بفيروس كورونا .. حتى يثبت العكس.
وإذا لم يتمكن المريض من إثبات خلاف ذلك فعليه اتباع القواعد والإجراءات: الانعزال الصارم في المنزل، وإذا استمرت الحرارة بالارتفاع مع صعوبات في التنفس عليه زيارة مستشفى (الانتقال عبر مواصلات عامة، أو حتى تاكسي، سيكون مشكلة كبيرة).
٢. صنعاء وعدن مدينتان موبوءتان
٣. المستشفيات الخاصة تمتلئ بسرعة. مستشفيات كبيرة لم تعد قادرة على استقبال حالات كوفيد ١٩ ( مستشفى خاص معروف بصنعاء به ٥٠ حالة مؤكدة، وهذا تحد كبير للغاية لما تتطلبه معالجة مريض واحد من إجراءات تقنية، لوجيستية ومالية مرهقة)
٤. مزودو الصحة يصابون بسرعة. هناك مستشفيات تكاد تخلو من الأطباء. إذا استمر معدل خروج الأطباء كما هو فستتعقد المشكلة على نحو يصعب معه احتواؤها.
٥ لم يعد مجدياً الاعتراف بوجود الوباء بل إعلان العاصمة مدينة منكوبة، وعليه: إستدعاء طلبة كلية الطب من الدفعة/السنة الخامسة إلى سنة الامتياز، تدريبهم بسرعة، منحهم تصاريح مزاولة مهنة وإلحاقهم بالمشافي ومراكز العزل (إيطاليا وأميركا فعلتا الشيء نفسه)، إرسال نداء استغاثة للعالم لتزويد العاصمتين، مركزي الوباء، بالأشياء المطلوبة: أجهزة تنفس، وسائل حماية، أجهزة عناية مركزة، علاجات ضرورية .. إلخ.
في مناطق كثيرة من العالم هدأت الموجة وأصبحت دول كثيرة قادرة على تقديم المساعدات.
٦. تطبيق حظر شامل في العاصمتين، حظر تجوال شامل مع منع للدخول أو الخروج إليها إلا للحالات الطارئة وحالات كورونا المحتاجة للرعاية العاجلة .. وفتح خطوط ساخنة. على أن تقوم منظومة نقل طبية بإحضار المرضى من منازلهم.
يتطلب الأمر فتح تحويل مراكز كبيرة،الجامعةمثلا، إلى مشافي ميدانية. يتطلب الأمر إصلاحا عاجلا للثقة بين السلطات الطبية والشعب، من خلالها تعترف السلطات بالكارثة وتبدد الأساطير والخرافات (حول القتل الرحيم وخلافه)
٧. توزع السلطات حصة غذائية كل أسبوعين إلى المنازل في سياق من النظافة الطبية/ الهايجين. تستمر العملية لشهر كامل ثم يعاد النظر في مدى نجاعة الإجراءات من خلال تحليل جملة من العوامل.
على السلطات مسؤولية قانونية وأخلاقية بوصفها سلطة أمر واقع. يستدعي الأمر طلبها للعون الدولي والمحلي بخصوص المؤمنة الغذائية.
٨. ما لم فإن صنعاء / عدن ستنفجر داخل نفسها، وستصل شظاياها إلى كل قرية.
٩. حماية أرواح الأطباء ومنحهم الأولوية القصوى في الأمان، هم وأسرهم. .
〰〰〰〰
شبكة سهيل اليمن الأخبارية
t.me/suhailt
#مأرب
مصرع القيادي #الحوثي
#مروان محمد #الضحياني
قائد التدخل السريع الحوثية بجبهة غرب #مأرب
t.me/suhailt
مصرع القيادي #الحوثي
#مروان محمد #الضحياني
قائد التدخل السريع الحوثية بجبهة غرب #مأرب
t.me/suhailt
Telegram
شبكة سهيل اليمن الإخبارية
(أمانة الكلمة وصدق الهدف)
للتواصل عبر بوت القناة
@Adnan1234_4bot
للتواصل عبر بوت القناة
@Adnan1234_4bot