#قصيدة_الجلجلية👇👇👇
لعمرو بن العاص
قالها كما روت كتب التاريخ عندما اختلف مع معاوية بن أبي سفيان على إمارة مصر
وعندما يختلف الطواغيت يتفاضحوا كما تعلمون
معـاويـة الحـال لا تجهل * وعـن سبـل الحـق لا تعدل
نسيت احتيـالي فـي جلـق * عـلى أهـلها يوم لبس الحلي ؟
وقد أقبلـوا زمـرا يهـرعون * مهاليع كالبـقر الجـفـل
وقولي لهم : إن فرض الصـلاة * بغـير وجـودك لـم تـقبـل
فـولوا ولـم يعـبأوا بالصلاة * ورمـت النـفار إلـى القسطل
ولما عـصيت إمـام الهـدى * وفي جـيشه كـل مـستـفحل
أبا البـقر البـكم أهـل الشأم * لأهل التـقى والحـجى أبتلي؟
فقـلت : نعـم، قـم فإني أرى * قـتـال المفـضل بالأفـضل
فبي حـاربوا سيد الأوصـياء * بقولي : دم طـل مـن نعثل
وكـدت لهم أن أقـاموا الرماح * عليها المصاحف فـي الـقسطل
وعـلمتهم كشـف سوأتـهم * لرد الغـضنفـرة المـقـبـل
فـقام البغـاة عـلى حـيدر * وكفوا عن المشعـل المـصطلي
نسيت محـاورة الأشـعـري * ونحن عـلى دومة الجـنـدل؟
أليـن فيطـمع فـي جـانبي * وسهمي قـد خـاض في المقتل
خلعـت الخـلافة من حـيدر * كخـلع النعـال مـن الأرجـل
وألبستهـا فيك بعـد الأيـاس * كـلبس الخـواتـيم بالأنمـل
ورقيـتك المنـبر المشمخـر * بلا حـد سيـف ولا مـنصـل
ولو لـم تكـن أنـت من أهله * ورب المقـام ولـم تـكمل
وسيرت جيش نفـاق العـراق * كسير الجـنـوب مع الشمأل
وسـيرت ذكـرك في الخافقين * كـسير الحـمير مـع المحمل
وجهلـك بـي يا بن آكلة الكبود * لأعـظـم مـا أبـتـلـي
فـلولا مـوازرتي لـم تـطع * ولـولا وجـودي لـم تـقـبل
ولـولاي كـنت كمثـل النساء * تعـاف الخـروج مـن المنزل
نصـرناك مـن جهلنا يا بن هند * عـلى النـبأ الأعـظم الأفضل
وحـيث رفعـناك فوق الرؤوس * نـزلنا إلـى أسفـل الأسـفل
وكـم قـد سمعنا من المصطفى * وصايـا مخـصصة فـي علي؟
وفـي يـوم " خم " رقى منبرا * يـبلغ والـركب لـم يـرحـل
وفي كـفه كفـه معـلـنـا * يـنادي بـأمر العـزيز العـلي
ألست بكم منكـم فـي النفوس * بـأولى ؟ فـقالوا : بلى فافعل
فأنحله إمـرة المـؤمنـيـن * من الله مستخـلـف المنحـل
وقـال : فـمن كنـت مولى له * فهـذا له الـيوم نعـم الـولي
فـوال مواليـه يـا ذا الجلال * وعـاد معـادي أخ المـرسـل
ولا تنـقـضوا العهد من عترتي * فـقـاطعهم بـي لـم يـوصل
فبخـبخ شيـخـك لمـا رأى * عـرى عـقـد حـيدر لم تحلل
فـقال : ولـيكم فاحفـظـوه * فـمدخـله فـيكم مـدخـلي
وإنـا ومـا كان من فعـلـنا * لـفي النار فـي الدرك الأسفل
ومـا دم عـثمان منـج لـنا * مـن الله فـي الموقف المخجل
وإن عـليا غـدا خـصمـنا * ويعـتـز بـالله والمرسـل
يحـاسبنا عـن أمـور جرت * ونحـن عـن الحـق في معزل
فما عـذرنا يوما كشف الغطا ؟ * لك الويـل منـه غـدا ثـم لي
إلا يـا بن هـند أبعـت الجنان * بعـهـد عـهـدت ولم توف لي
وأخـسرت أخـراك كيما تنال * يـسير الحطـام مـن الأجـزل
وأصبحـت بالناس حتى استقام * لك المـلك مـن مـلك محـول
وكنت كمقـتنص في الشراك * تـذود الظـماء عـن المـنهل
كأنك أنسـيت ليـل الهـريـر * بصفين مـع هـولهـا المهـول
وقد بـت تـذرق ذرق النـعـام * حـذارا مـن البطـل المقـبـل
وحـين أزاح جـيوش الضـلال * وافـاك كـالأسد المـبـسـل
وقـد ضاق منـك عليك الخناق * وصـار بـك الرحب كالفلفل
وقـولك: يا عمرو ؟ أين المفر * مـن الفـارس القسور المسبل؟
عسى حيلـة منـك عـن ثنيه * فـإن فـؤدادي فـي عـسعـل
وشـاطرتـني كلما يستـقـيم * مـن الملك دهـرك لـم يـكمل
فقمت عـلى عجلتي رافـعـا * وأكـشف عـن سوأتي أذيـلـي
فستـر عـن وجهه وانـثـنى * حـياء وروعـك لـم يـعـقـل
وأنـت لخـوفك مـن بـأسه * هـناك مـلأت مـن الأفـكل
ولمـا ملـكت حمـاة الأنـام * ونـالـت عـصـاك يـد الأول
منحـت لغـيري وزن الجـبال * ولـم تعـطني زنـة الـخـردل
وأنـحلت مصرا لعبد الملك * وأنـت عـن الغـي لـم تعـدل
وإن كنت تـطـمع فيها فـقد * تخـلى الـقطا مـن يـد الأجـدل
وإن لم تسامـح إلـى ردهـا * فـإنـي لحـوبكم مصـطـلـي
بخـيل جـياد وشـم الأنـوف * وبـالـمـرهـفات وبـالـذبـل
وأكشـف عـنك حجاب الغرور * وأيقـظ نـائـمـة الأثـكـل
فإنك مـن إمـرة المـؤمنين * ودعـوى الخـلافة فـي معـزل
ومـالـك فـيهـا ولا ذرة * ولا لـجـدودك بـالأول
فـإن كـان بينكما نـسـبـة * فـأين الحـسام مـن المنجـل ؟
وأيـن الحصا من نجوم السما ؟ * وأيـن معـاوية مـن عـلـي ؟
فـإن كـنت فيـها بلغت المنى * فـفي عـنقي عـلق الجلجل
لعمرو بن العاص
قالها كما روت كتب التاريخ عندما اختلف مع معاوية بن أبي سفيان على إمارة مصر
وعندما يختلف الطواغيت يتفاضحوا كما تعلمون
معـاويـة الحـال لا تجهل * وعـن سبـل الحـق لا تعدل
نسيت احتيـالي فـي جلـق * عـلى أهـلها يوم لبس الحلي ؟
وقد أقبلـوا زمـرا يهـرعون * مهاليع كالبـقر الجـفـل
وقولي لهم : إن فرض الصـلاة * بغـير وجـودك لـم تـقبـل
فـولوا ولـم يعـبأوا بالصلاة * ورمـت النـفار إلـى القسطل
ولما عـصيت إمـام الهـدى * وفي جـيشه كـل مـستـفحل
أبا البـقر البـكم أهـل الشأم * لأهل التـقى والحـجى أبتلي؟
فقـلت : نعـم، قـم فإني أرى * قـتـال المفـضل بالأفـضل
فبي حـاربوا سيد الأوصـياء * بقولي : دم طـل مـن نعثل
وكـدت لهم أن أقـاموا الرماح * عليها المصاحف فـي الـقسطل
وعـلمتهم كشـف سوأتـهم * لرد الغـضنفـرة المـقـبـل
فـقام البغـاة عـلى حـيدر * وكفوا عن المشعـل المـصطلي
نسيت محـاورة الأشـعـري * ونحن عـلى دومة الجـنـدل؟
أليـن فيطـمع فـي جـانبي * وسهمي قـد خـاض في المقتل
خلعـت الخـلافة من حـيدر * كخـلع النعـال مـن الأرجـل
وألبستهـا فيك بعـد الأيـاس * كـلبس الخـواتـيم بالأنمـل
ورقيـتك المنـبر المشمخـر * بلا حـد سيـف ولا مـنصـل
ولو لـم تكـن أنـت من أهله * ورب المقـام ولـم تـكمل
وسيرت جيش نفـاق العـراق * كسير الجـنـوب مع الشمأل
وسـيرت ذكـرك في الخافقين * كـسير الحـمير مـع المحمل
وجهلـك بـي يا بن آكلة الكبود * لأعـظـم مـا أبـتـلـي
فـلولا مـوازرتي لـم تـطع * ولـولا وجـودي لـم تـقـبل
ولـولاي كـنت كمثـل النساء * تعـاف الخـروج مـن المنزل
نصـرناك مـن جهلنا يا بن هند * عـلى النـبأ الأعـظم الأفضل
وحـيث رفعـناك فوق الرؤوس * نـزلنا إلـى أسفـل الأسـفل
وكـم قـد سمعنا من المصطفى * وصايـا مخـصصة فـي علي؟
وفـي يـوم " خم " رقى منبرا * يـبلغ والـركب لـم يـرحـل
وفي كـفه كفـه معـلـنـا * يـنادي بـأمر العـزيز العـلي
ألست بكم منكـم فـي النفوس * بـأولى ؟ فـقالوا : بلى فافعل
فأنحله إمـرة المـؤمنـيـن * من الله مستخـلـف المنحـل
وقـال : فـمن كنـت مولى له * فهـذا له الـيوم نعـم الـولي
فـوال مواليـه يـا ذا الجلال * وعـاد معـادي أخ المـرسـل
ولا تنـقـضوا العهد من عترتي * فـقـاطعهم بـي لـم يـوصل
فبخـبخ شيـخـك لمـا رأى * عـرى عـقـد حـيدر لم تحلل
فـقال : ولـيكم فاحفـظـوه * فـمدخـله فـيكم مـدخـلي
وإنـا ومـا كان من فعـلـنا * لـفي النار فـي الدرك الأسفل
ومـا دم عـثمان منـج لـنا * مـن الله فـي الموقف المخجل
وإن عـليا غـدا خـصمـنا * ويعـتـز بـالله والمرسـل
يحـاسبنا عـن أمـور جرت * ونحـن عـن الحـق في معزل
فما عـذرنا يوما كشف الغطا ؟ * لك الويـل منـه غـدا ثـم لي
إلا يـا بن هـند أبعـت الجنان * بعـهـد عـهـدت ولم توف لي
وأخـسرت أخـراك كيما تنال * يـسير الحطـام مـن الأجـزل
وأصبحـت بالناس حتى استقام * لك المـلك مـن مـلك محـول
وكنت كمقـتنص في الشراك * تـذود الظـماء عـن المـنهل
كأنك أنسـيت ليـل الهـريـر * بصفين مـع هـولهـا المهـول
وقد بـت تـذرق ذرق النـعـام * حـذارا مـن البطـل المقـبـل
وحـين أزاح جـيوش الضـلال * وافـاك كـالأسد المـبـسـل
وقـد ضاق منـك عليك الخناق * وصـار بـك الرحب كالفلفل
وقـولك: يا عمرو ؟ أين المفر * مـن الفـارس القسور المسبل؟
عسى حيلـة منـك عـن ثنيه * فـإن فـؤدادي فـي عـسعـل
وشـاطرتـني كلما يستـقـيم * مـن الملك دهـرك لـم يـكمل
فقمت عـلى عجلتي رافـعـا * وأكـشف عـن سوأتي أذيـلـي
فستـر عـن وجهه وانـثـنى * حـياء وروعـك لـم يـعـقـل
وأنـت لخـوفك مـن بـأسه * هـناك مـلأت مـن الأفـكل
ولمـا ملـكت حمـاة الأنـام * ونـالـت عـصـاك يـد الأول
منحـت لغـيري وزن الجـبال * ولـم تعـطني زنـة الـخـردل
وأنـحلت مصرا لعبد الملك * وأنـت عـن الغـي لـم تعـدل
وإن كنت تـطـمع فيها فـقد * تخـلى الـقطا مـن يـد الأجـدل
وإن لم تسامـح إلـى ردهـا * فـإنـي لحـوبكم مصـطـلـي
بخـيل جـياد وشـم الأنـوف * وبـالـمـرهـفات وبـالـذبـل
وأكشـف عـنك حجاب الغرور * وأيقـظ نـائـمـة الأثـكـل
فإنك مـن إمـرة المـؤمنين * ودعـوى الخـلافة فـي معـزل
ومـالـك فـيهـا ولا ذرة * ولا لـجـدودك بـالأول
فـإن كـان بينكما نـسـبـة * فـأين الحـسام مـن المنجـل ؟
وأيـن الحصا من نجوم السما ؟ * وأيـن معـاوية مـن عـلـي ؟
فـإن كـنت فيـها بلغت المنى * فـفي عـنقي عـلق الجلجل