"لقد شَهِدَتِ الأندَلُسُ حضارةً رائعةً إبَّانَ الخِلافةِ الإسلاميَّةِ، ضاهَتْ حضارةَ المَشرِقِ الإسلاميِّ في جميعِ نواحي الحياةِ؛ فكانَتْ غِرناطةُ وقُرطبةُ وأشبيليَّةُ وغيرُها من أُمَّهاتِ مُدُنِ الأندَلُسِ تُحاكي أخَواتِها بغدادَ ودِمشقَ والقاهرةَ وغيرَها في نشاطِها العِلميِّ، وتقدُّمِها وازدِهارِها، وكانتْ تلك المُدُنُ حاضرةَ الدُّنيا آنذاك.
وإنَّ الآثارَ الإسلاميَّةَ العظيمةَ التي لا تزالُ ماثِلةً في فِردَوسِنا المفقودِ لَتنطِقُ بما كان عليه المُسلِمُونَ من تقدُّمٍ وازدِهارٍ، وقد ذَكَرْنا لمحةً مُوجَزةً حولَ مكتباتِ الأندَلُسِ في عصرِ ازدِهارِه؛ ولكنَّ ذلك المجدَ التَّليدَ وتلك الحضارةَ الرَّائعةَ خرَجَتْ من أيدي المُسلِمِينَ في الأندَلُسِ حين دبَّ الضَّعفُ في الخِلافةِ واستقلَّ الحُكَّامُ في مُقاطَعاتِهم في عصرِ مُلوكِ الطَّوائفِ، وتفشَّى النِّزاعُ بينهم حتَّى جرَّ بعضهم إلى حُروبٍ وفِتَنٍ لا تمت إلى الدَّينِ بصِلَةٍ.
وممَّا يُؤسفُ له أنَّ بعضَ الحُكَّامِ استعانَ بالإسبانِ على خُصومةِ المُسلِمِينَ؛ ممَّا هيَّأَ للأعداءِ فرصةَ الانقِضاضِ على تلك الغنيمةِ الباردةِ؛ ففتكوا بأبناءِ المُسلِمِينَ، وسلبوا أموالَهم، واحتلُّوا دِيارَهم، وطردوا جلَّهم من تلك الدِّيارِ العامرةِ، وحرقوا المكتباتِ وسرقوا بعضَ مُحتَوياتِها، وجمعوا ما بقي منها في خزائنَ خاصَّةٍ بهم.
وقد جرَّأَ ضعفُ المُسلِمِينَ الإسبانَ، فانقضُّوا على بعضِ مُدُنِ المغربِ الأقصى، وحملوا منه كلَّ ما وجدوه فيها، حتَّى كُتُبَ العلمِ، وذلك سنةَ ( ٨١٧ هـ )، وقام الإسبانُ بحملةٍ لتنصيرِ المُسلِمِينَ سنةَ ( ٧٨٩هـ )، وكأنَّ الكنيسةَ كانَتْ تخشى الفِكرَ الإسلاميَّ، وتخشى أن يطَّلِعَ الإسبانيُّونَ على التُّراثِ الإسلاميِّ؛ فأمرَ المطران خمينس -رأسُ الكنيسةِ- سنةَ ( ٩٠٥هـ ) بجَمعِ الكُتبِ الإسلاميَّةِ من أنحاءِ الأندَلُسِ، وكُدِّسَتْ في أكبر ساحاتِ غِرناطةَ، واحتفل بإحراقِها، وقُدِّر عددُ ما أحرقَ يومَذاك بما لا يقلُّ عن مائةِ ألفِ مخطوطٍ". اهـ
لمحاتٌ في المكتبةِ والبحثِ والمصادرِ ( ص٦٠ - ٦١ هامش ) للدُّكتور مُحمَّد عجاج الخطيب.
وإنَّ الآثارَ الإسلاميَّةَ العظيمةَ التي لا تزالُ ماثِلةً في فِردَوسِنا المفقودِ لَتنطِقُ بما كان عليه المُسلِمُونَ من تقدُّمٍ وازدِهارٍ، وقد ذَكَرْنا لمحةً مُوجَزةً حولَ مكتباتِ الأندَلُسِ في عصرِ ازدِهارِه؛ ولكنَّ ذلك المجدَ التَّليدَ وتلك الحضارةَ الرَّائعةَ خرَجَتْ من أيدي المُسلِمِينَ في الأندَلُسِ حين دبَّ الضَّعفُ في الخِلافةِ واستقلَّ الحُكَّامُ في مُقاطَعاتِهم في عصرِ مُلوكِ الطَّوائفِ، وتفشَّى النِّزاعُ بينهم حتَّى جرَّ بعضهم إلى حُروبٍ وفِتَنٍ لا تمت إلى الدَّينِ بصِلَةٍ.
وممَّا يُؤسفُ له أنَّ بعضَ الحُكَّامِ استعانَ بالإسبانِ على خُصومةِ المُسلِمِينَ؛ ممَّا هيَّأَ للأعداءِ فرصةَ الانقِضاضِ على تلك الغنيمةِ الباردةِ؛ ففتكوا بأبناءِ المُسلِمِينَ، وسلبوا أموالَهم، واحتلُّوا دِيارَهم، وطردوا جلَّهم من تلك الدِّيارِ العامرةِ، وحرقوا المكتباتِ وسرقوا بعضَ مُحتَوياتِها، وجمعوا ما بقي منها في خزائنَ خاصَّةٍ بهم.
وقد جرَّأَ ضعفُ المُسلِمِينَ الإسبانَ، فانقضُّوا على بعضِ مُدُنِ المغربِ الأقصى، وحملوا منه كلَّ ما وجدوه فيها، حتَّى كُتُبَ العلمِ، وذلك سنةَ ( ٨١٧ هـ )، وقام الإسبانُ بحملةٍ لتنصيرِ المُسلِمِينَ سنةَ ( ٧٨٩هـ )، وكأنَّ الكنيسةَ كانَتْ تخشى الفِكرَ الإسلاميَّ، وتخشى أن يطَّلِعَ الإسبانيُّونَ على التُّراثِ الإسلاميِّ؛ فأمرَ المطران خمينس -رأسُ الكنيسةِ- سنةَ ( ٩٠٥هـ ) بجَمعِ الكُتبِ الإسلاميَّةِ من أنحاءِ الأندَلُسِ، وكُدِّسَتْ في أكبر ساحاتِ غِرناطةَ، واحتفل بإحراقِها، وقُدِّر عددُ ما أحرقَ يومَذاك بما لا يقلُّ عن مائةِ ألفِ مخطوطٍ". اهـ
لمحاتٌ في المكتبةِ والبحثِ والمصادرِ ( ص٦٠ - ٦١ هامش ) للدُّكتور مُحمَّد عجاج الخطيب.
قال الذَّهبيُّ في تاريخِه: أُعجوبةٌ، وهي: هلاكُ تسعةِ مُلوكٍ على نَسَقٍ في سنَتَي سبعٍ وثمانينَ وثمانٍ وثمانينَ وثلاثِمائةٍ، وفيهم يقولُ أبو منصورٍ عبدُ الملكِ بنُ مُحمَّدٍ الثَّعالبيُّ:
ألم ترَ مُذْ عامَينِ أملاكَ عصرِنا
يصيحُ بهم للموتِ والقتلِ صائحُ
فنُوحُ بنُ منصورٍ طَوَتْهُ يدُ الرَّدى
على حسَراتٍ ضُمِّنَتْها الجوانحُ
ويا بُؤسَ منصورٍ وفي يومِ سَرخَسٍ
تمزَّقَ عنه مُلكُه وهو طائحُ
وفُرِّقَ عنه الشَّملُ بالسَّملِ فاغْتَدَى
أميرًا ضريرًا تعتريه الجوائحُ
وصاحبُ مِصرٍ قد مضى لسبيلِهِ
ووالي الجِبالِ غيَّبَتْه الضَّرائحُ
وصاحبُ جُرجانيَّةٍ في ندامةٍ
ترصَّدَهُ طَرفٌ من الحَينِ طامحُ
خُوارزمُ شاهٍ شاهَ وجهُ نعيمِهِ
وعنَّ له يومٌ من النَّحسِ كالِحُ
وكان علا في الأرضِ يخبطُها أبو
عليٍّ إلى أن طَوَّحَتْه الطَّوائحُ
وصاحبُ بُستٍ ذلك الضَّيغَمُ الذي
براثنُهُ للمَشرِقَينِ مفاتحُ
أناخ به من صدمةِ الدَّهرِ كَلكَلٌ
فلم يُغنِ عنه والمُقدَّرُ سانِحُ
جُيوشٌ إذا أربَتْ على عددِ الحصى
تغُصُّ بها قِيعانُها والصَّحاصِحُ
ودارَتْ على صَمصامِ دولةِ بُوَيهٍ
دوائرُ سوءٍ كلُّهنُّ فوادحُ
وقد جاز والي الجُوزَجانِ قناطرَ الـ
ـحياةِ فوافَتْه المنايا الطَّوائحُ
وفائقُ المجبوبُ قد جُبَّ عُمرُهُ
فأمسى ولم يندُبْه في الأرضِ نائحُ
مَضَوا في مدى عامَينِ واختَطَفَتْهمُ
عُقابٌ إذا طارَتْ تخرُّ الجوارحُ
أمالَكَ فيهم عبرةٌ مُستَفادةٌ
بلى، إنَّ نهجَ الاعتبارِ لَواضحُ
تاريخُ الإسلامِ ( ٨ / ٥١٣ - ٥١٤ أحداث سنة ٣٨٨هـ ) بتصرُّفٍ؛ لأنَّ الإمامَ الذَّهبيَّ ذكرَ أسماءَهم بين الأبياتِ، فحذفتُها لأذكرَها مُرتَّبةً.
وذكرَ هذه الأعُجوبةَ مع الأبياتِ نقلًا عن الذَّهبيِّ: السُّيوطيُّ في تاريخِ الخُلَفاءِ ( ص٦٣٥ - ٦٣٦ ).
وهي في ديوانِ الثَّعالبيِّ ( ص٣٦ - ٣٩ ) وفيه زياداتٌ، وبعضُ اختلافٍ في الكلماتِ.
في الدِّيوانِ بعد البيتِ السَّادسِ:
ساقوا كُؤوسَ الرَّاحِ ثم تشاربوا
كُؤوسَ المنايا والدِّماءُ سوافحُ
وفيه بعد البيتِ الثَّامنِ:
فعارَضَهُ نابٌ من الشَّرِّ أعصلٌ
وعنَّ له طيرٌ من الشُّؤمِ بارحُ
وفيه بعد البيتِ العاشرِ:
خُيولٌ كأمثالِ السُّيولِ سوابحٌ
فيولٌ كأمثالِ الجبالِ سوارحُ
وفيه قبل البيتِ الأخيرِ:
وكان بنو سامانَ أطوادَ عزَّةٍ
فأضحتْ بصرفِ الدَّهرِ وهي أباطحُ
وفيه بعد البيتِ الأخيرِ:
تسلَّ عن الدُّنيا ولا تخطبنَّها
ولا تنكحنْ قتَّالةً مَن تُناكِحُ
فليس يفي مرجوُّها بمَخُوفِها
ومكروهُها إمَّا تدبَّرتَ راجحُ
لقد قال فيها الواصفونَ فأكثروا
وعندي لها وصفٌ لَعمرُكَ صالحُ
سُلافٌ قصاراها زعافٌ ومركبٌ
شهيٌّ إذا استَلْذَذْتَهُ فهو جامحُ
وشخصٌ جميلٌ يُعجِبُ النَّاسَ حُسنُهُ
ولكنْ له أسرارُ سوءٍ قبائحُ
الملوكُ والأُمَراءُ:
١ - نوحُ بنُ منصورِ بنِ نُوحِ بنِ عبدِ الملكِ السَّامانيُّ، أبو القاسمِ، سُلطانُ بُخارى وسَمَرقَندَ، تملَّكَ نُوحٌ خُراسانَ وغَزنةَ وما وراءَ النَّهرِ، وكانَتْ دولتُه اثنتَينِ وعشرينَ سنةً، واختلَّ بموتِه مُلكُ آلِ سامانَ.
وأبوه وأجدادُه كلُّهم ملوكٌ.
وإليه أشار الثَّعالبيُّ بقولِه:
فنُوحُ بنُ منصورٍ طَوَتْه يدُ الرَّدى
على حسَراتٍ ضُمِّنَتْها الجوانحُ
٢ - منصورُ بنُ نُوحِ بنِ منصورِ بنِ نُوحِ بنِ عبدِ الملكِ السَّامانيُّ، أبو الحارثِ، تملَّكَ بعد أبيه.
وبقي في مُلكِه سنةً وتسعةَ أشهُرٍ.
قبض عليه التُّركُ غدرًا في مدينةَ سرخسَ وخلعوه وسملوا عينيه.
وإلى ذلك أشار الثَّعالبيُّ:
ويا بُؤسَ منصورٍ وفي يومِ سرخسٍ
تمزَّقَ عنه مُلكُه وهو طائحُ
وفُرِّقَ عنه الشَّملُ بالسَّملِ فاغْتَدَى
أميرًا ضريرًا تعتريه الجوائحُ
وقصدَ هؤلاءِ المُلوكَ السَّامانيَّةَ: السُّلطانُ محمودُ بنُ سُبُكتِكِينَ، فهَزَمَهم، وانتزعَ المُلكَ من أيديهم، فانقَرَضَتْ دولةُ السَّامانيَّةِ، وأزال محمودٌ اسمَهم ورسمَهم عن البلادِ بالكُلِّيَّةِ.
٣ - العزيزُ باللهِ نزارُ بنُ المُعِزِّ للهِ مَعَدِّ بنِ إسماعيلَ العُبَيديُّ الرَّافضيُّ، أبو منصورٍ، صاحبُ مِصرَ والشَّامِ والمغربِ!
وكانتْ دولةُ هذا الرَّافضيِّ أعظمَ بكثيرٍ من دولةِ الخليفةِ الطَّائعِ للهِ العبَّاسيِّ.
كانَتْ ولايتُه خمسًا وعشرينَ سنةً وخمسةَ أشهُرٍ وخمسةً وعشرين يومًا.
وتولَّى بعده ابنُه الزِّنديقُ الحاكمُ بأمرِ اللهِ أبو عليٍّ منصورٌ.
وإليه أشارَ النَّاظِمُ بقولِه:
وصاحبُ مِصرٍ قد مضى لسبيلِهِ
٤ - فخرُ الدَّولةَ عليُّ بنُ رُكنِ الدَّولةِ الحسنِ بنِ بُوَيهِ الدَّيلميُّ، أبو الحسنِ، ملكُ بلادِ الرَّيِّ ونواحيها.
وكانَتْ مُدَّةُ مُلكِه ثلاثَ عشرةَ سنةً، وعشرةَ أشهُرٍ، وسبعةَ عشرَ يومًا.
وإليه أشارَ بقولِه:
ووالي الجِبالِ غيَّبَتْه الضَّرائحُ
والمقصودُ بالجبالِ: ما بين أصبهانَ إلى زنجانَ وقزوينَ وهمذانَ والدِّينَوَرِ والرَّيِّ وما بين ذلكَ.
ألم ترَ مُذْ عامَينِ أملاكَ عصرِنا
يصيحُ بهم للموتِ والقتلِ صائحُ
فنُوحُ بنُ منصورٍ طَوَتْهُ يدُ الرَّدى
على حسَراتٍ ضُمِّنَتْها الجوانحُ
ويا بُؤسَ منصورٍ وفي يومِ سَرخَسٍ
تمزَّقَ عنه مُلكُه وهو طائحُ
وفُرِّقَ عنه الشَّملُ بالسَّملِ فاغْتَدَى
أميرًا ضريرًا تعتريه الجوائحُ
وصاحبُ مِصرٍ قد مضى لسبيلِهِ
ووالي الجِبالِ غيَّبَتْه الضَّرائحُ
وصاحبُ جُرجانيَّةٍ في ندامةٍ
ترصَّدَهُ طَرفٌ من الحَينِ طامحُ
خُوارزمُ شاهٍ شاهَ وجهُ نعيمِهِ
وعنَّ له يومٌ من النَّحسِ كالِحُ
وكان علا في الأرضِ يخبطُها أبو
عليٍّ إلى أن طَوَّحَتْه الطَّوائحُ
وصاحبُ بُستٍ ذلك الضَّيغَمُ الذي
براثنُهُ للمَشرِقَينِ مفاتحُ
أناخ به من صدمةِ الدَّهرِ كَلكَلٌ
فلم يُغنِ عنه والمُقدَّرُ سانِحُ
جُيوشٌ إذا أربَتْ على عددِ الحصى
تغُصُّ بها قِيعانُها والصَّحاصِحُ
ودارَتْ على صَمصامِ دولةِ بُوَيهٍ
دوائرُ سوءٍ كلُّهنُّ فوادحُ
وقد جاز والي الجُوزَجانِ قناطرَ الـ
ـحياةِ فوافَتْه المنايا الطَّوائحُ
وفائقُ المجبوبُ قد جُبَّ عُمرُهُ
فأمسى ولم يندُبْه في الأرضِ نائحُ
مَضَوا في مدى عامَينِ واختَطَفَتْهمُ
عُقابٌ إذا طارَتْ تخرُّ الجوارحُ
أمالَكَ فيهم عبرةٌ مُستَفادةٌ
بلى، إنَّ نهجَ الاعتبارِ لَواضحُ
تاريخُ الإسلامِ ( ٨ / ٥١٣ - ٥١٤ أحداث سنة ٣٨٨هـ ) بتصرُّفٍ؛ لأنَّ الإمامَ الذَّهبيَّ ذكرَ أسماءَهم بين الأبياتِ، فحذفتُها لأذكرَها مُرتَّبةً.
وذكرَ هذه الأعُجوبةَ مع الأبياتِ نقلًا عن الذَّهبيِّ: السُّيوطيُّ في تاريخِ الخُلَفاءِ ( ص٦٣٥ - ٦٣٦ ).
وهي في ديوانِ الثَّعالبيِّ ( ص٣٦ - ٣٩ ) وفيه زياداتٌ، وبعضُ اختلافٍ في الكلماتِ.
في الدِّيوانِ بعد البيتِ السَّادسِ:
ساقوا كُؤوسَ الرَّاحِ ثم تشاربوا
كُؤوسَ المنايا والدِّماءُ سوافحُ
وفيه بعد البيتِ الثَّامنِ:
فعارَضَهُ نابٌ من الشَّرِّ أعصلٌ
وعنَّ له طيرٌ من الشُّؤمِ بارحُ
وفيه بعد البيتِ العاشرِ:
خُيولٌ كأمثالِ السُّيولِ سوابحٌ
فيولٌ كأمثالِ الجبالِ سوارحُ
وفيه قبل البيتِ الأخيرِ:
وكان بنو سامانَ أطوادَ عزَّةٍ
فأضحتْ بصرفِ الدَّهرِ وهي أباطحُ
وفيه بعد البيتِ الأخيرِ:
تسلَّ عن الدُّنيا ولا تخطبنَّها
ولا تنكحنْ قتَّالةً مَن تُناكِحُ
فليس يفي مرجوُّها بمَخُوفِها
ومكروهُها إمَّا تدبَّرتَ راجحُ
لقد قال فيها الواصفونَ فأكثروا
وعندي لها وصفٌ لَعمرُكَ صالحُ
سُلافٌ قصاراها زعافٌ ومركبٌ
شهيٌّ إذا استَلْذَذْتَهُ فهو جامحُ
وشخصٌ جميلٌ يُعجِبُ النَّاسَ حُسنُهُ
ولكنْ له أسرارُ سوءٍ قبائحُ
الملوكُ والأُمَراءُ:
١ - نوحُ بنُ منصورِ بنِ نُوحِ بنِ عبدِ الملكِ السَّامانيُّ، أبو القاسمِ، سُلطانُ بُخارى وسَمَرقَندَ، تملَّكَ نُوحٌ خُراسانَ وغَزنةَ وما وراءَ النَّهرِ، وكانَتْ دولتُه اثنتَينِ وعشرينَ سنةً، واختلَّ بموتِه مُلكُ آلِ سامانَ.
وأبوه وأجدادُه كلُّهم ملوكٌ.
وإليه أشار الثَّعالبيُّ بقولِه:
فنُوحُ بنُ منصورٍ طَوَتْه يدُ الرَّدى
على حسَراتٍ ضُمِّنَتْها الجوانحُ
٢ - منصورُ بنُ نُوحِ بنِ منصورِ بنِ نُوحِ بنِ عبدِ الملكِ السَّامانيُّ، أبو الحارثِ، تملَّكَ بعد أبيه.
وبقي في مُلكِه سنةً وتسعةَ أشهُرٍ.
قبض عليه التُّركُ غدرًا في مدينةَ سرخسَ وخلعوه وسملوا عينيه.
وإلى ذلك أشار الثَّعالبيُّ:
ويا بُؤسَ منصورٍ وفي يومِ سرخسٍ
تمزَّقَ عنه مُلكُه وهو طائحُ
وفُرِّقَ عنه الشَّملُ بالسَّملِ فاغْتَدَى
أميرًا ضريرًا تعتريه الجوائحُ
وقصدَ هؤلاءِ المُلوكَ السَّامانيَّةَ: السُّلطانُ محمودُ بنُ سُبُكتِكِينَ، فهَزَمَهم، وانتزعَ المُلكَ من أيديهم، فانقَرَضَتْ دولةُ السَّامانيَّةِ، وأزال محمودٌ اسمَهم ورسمَهم عن البلادِ بالكُلِّيَّةِ.
٣ - العزيزُ باللهِ نزارُ بنُ المُعِزِّ للهِ مَعَدِّ بنِ إسماعيلَ العُبَيديُّ الرَّافضيُّ، أبو منصورٍ، صاحبُ مِصرَ والشَّامِ والمغربِ!
وكانتْ دولةُ هذا الرَّافضيِّ أعظمَ بكثيرٍ من دولةِ الخليفةِ الطَّائعِ للهِ العبَّاسيِّ.
كانَتْ ولايتُه خمسًا وعشرينَ سنةً وخمسةَ أشهُرٍ وخمسةً وعشرين يومًا.
وتولَّى بعده ابنُه الزِّنديقُ الحاكمُ بأمرِ اللهِ أبو عليٍّ منصورٌ.
وإليه أشارَ النَّاظِمُ بقولِه:
وصاحبُ مِصرٍ قد مضى لسبيلِهِ
٤ - فخرُ الدَّولةَ عليُّ بنُ رُكنِ الدَّولةِ الحسنِ بنِ بُوَيهِ الدَّيلميُّ، أبو الحسنِ، ملكُ بلادِ الرَّيِّ ونواحيها.
وكانَتْ مُدَّةُ مُلكِه ثلاثَ عشرةَ سنةً، وعشرةَ أشهُرٍ، وسبعةَ عشرَ يومًا.
وإليه أشارَ بقولِه:
ووالي الجِبالِ غيَّبَتْه الضَّرائحُ
والمقصودُ بالجبالِ: ما بين أصبهانَ إلى زنجانَ وقزوينَ وهمذانَ والدِّينَوَرِ والرَّيِّ وما بين ذلكَ.
٥ - مأمونُ بنُ مُحمَّدِ بنِ عليِّ بنِ خُوارزم شاه، أبو العبَّاسِ، صاحبُ خُوارزمَ والجُرجانيَّةِ.
وولي بعده ابنُه عليٌّ، واستقرَّ له ما كان لأبيه.
وإليه أشار بقولِه:
وصاحبُ جُرجانيَّةٍ في ندامةٍ
ترصَّدَهُ طَرفٌ من الحَينِ طامحُ
خُوارزمُ شاهٍ شاهَ وجهُ نعيمِهِ
وعنَّ له يومٌ من النَّحسِ كالِحُ
٦ - المُظفَّرُ مُحمَّدُ بنُ مُحمَّدِ بنِ إبراهيمَ بنِ سيمجور، أبو عليٍّ، ولي خُراسانَ للسَّامانيِّينَ، ثم طمع في المُلكِ، فحارَبَه سُبُكتِكِينَ.
وكان من أولادِ الأُمَراءِ وأصحابِ الجُيوشِ.
وإليه أشار بقولِه:
وكان علا في الأرضِ يخبطُها أبو
عليٍّ إلى أن طَوَّحَتْه الطَّوائحُ
فعارَضَهُ نابٌ من الشَّرِّ أعصلٌ
وعنَّ له طيرٌ من الشُّؤمِ بارحُ
وقولُه: "أعصل": أي: مِعوَجّ وبه صلابةٌ.
٧ - سُبُكتِكِينَ التُّركيُّ، أبو منصورٍ، ناصرُ الدَّولةِ، وسيِّدُ الأُمَراءِ والمُلوكِ، ووالدُ السُّلطانِ محمودٍ.
وكانَتْ دولتُه نحوًا من عشرينَ سنةً.
وإليه أشار الثَّعالبيُّ بقولِه:
وصاحبُ بُستٍ ذلك الضَّيغَمُ الذي
براثِنُهُ للمَشرِقَينِ مفاتحُ
أناخ به من صدمةِ الدَّهرِ كَلكَلٌ
فلم يُغنِ عنه والمُقدَّرُ سانِحُ
خُيولٌ كأمثالِ السُّيولِ سوابحٌ
فيولٌ كأمثالِ الجبالِ سوارحُ
جُيوشٌ إذا أربَتْ على عددِ الحصى
تغُصُّ بها قِيعانُها والصَّحاصِحُ
٨ - صمصامُ الدَّولةِ المرزبان بنُ عَضُدِ الدَّولةِ فنَّاخُسْرو بنِ رُكنِ الدَّولةِ الحسنِ بنِ بُوَيهِ الدَّيلميُّ، أبو كاليجار.
وكانَتْ مدةُ مُلكِه تسعَ سنينَ وأشهُرًا.
وإليه أشار بقولِه:
ودارَتْ على صَمصامِ دولةِ بُوَيهِ
دوائرُ سوءٍ كلّهنُّ فوادحُ
٩ - عميدُ الدَّولةِ فائقُ الخاصَّة بنُ عبدِ اللهِ الرُّوميُّ أبو الحسنِ السَّامانيُّ، أميرُ الجُيوشِ، ولي أكثرَ مُدُنِ خُراسانَ نيِّفًا وأربعينَ سنةً.
وقيل له: الخاصَّة، لاختصاصِه بالأميرِ منصورِ بنِ نوحٍ السَّامانيِّ، وهو الذي ربَّاه.
وكان من أهلِ العلمِ والخيرِ، راغبًا في أهلهِما، وكانَتْ دارُه مجمعَ العُلَماءِ والمُحدِّثينَ.
وإليه أشارَ بقولِه:
وفائقُ المجبوبُ قد جُبَّ عُمرُهُ
فأمسى ولم يندُبْه في الأرضِ نائحُ
وقولُه: "المجبوب"، عُرِفَ بذلك لأنَّه كان خَصِيًّا.
وأمّّا قولُه:
وقد جاز والي الجُوزَجانِ قناطرَ الـ
ـحياةِ فوافَتْه المنايا الطَّوائحُ
قيل: إنَّه عنى الأميرَ أبا نصرٍ بنَ فريغونَ، صاحبَ الجُوزَجانِ، وهذا تُوُفِّيَ سنةَ ( ٤٠١هـ ).
وكان هؤلاء بنو فريغون ولاةً على الجُوزجانِ أيَّامَ بني سامانَ يتوارثونها.
واللهُ أعلمُ.
وولي بعده ابنُه عليٌّ، واستقرَّ له ما كان لأبيه.
وإليه أشار بقولِه:
وصاحبُ جُرجانيَّةٍ في ندامةٍ
ترصَّدَهُ طَرفٌ من الحَينِ طامحُ
خُوارزمُ شاهٍ شاهَ وجهُ نعيمِهِ
وعنَّ له يومٌ من النَّحسِ كالِحُ
٦ - المُظفَّرُ مُحمَّدُ بنُ مُحمَّدِ بنِ إبراهيمَ بنِ سيمجور، أبو عليٍّ، ولي خُراسانَ للسَّامانيِّينَ، ثم طمع في المُلكِ، فحارَبَه سُبُكتِكِينَ.
وكان من أولادِ الأُمَراءِ وأصحابِ الجُيوشِ.
وإليه أشار بقولِه:
وكان علا في الأرضِ يخبطُها أبو
عليٍّ إلى أن طَوَّحَتْه الطَّوائحُ
فعارَضَهُ نابٌ من الشَّرِّ أعصلٌ
وعنَّ له طيرٌ من الشُّؤمِ بارحُ
وقولُه: "أعصل": أي: مِعوَجّ وبه صلابةٌ.
٧ - سُبُكتِكِينَ التُّركيُّ، أبو منصورٍ، ناصرُ الدَّولةِ، وسيِّدُ الأُمَراءِ والمُلوكِ، ووالدُ السُّلطانِ محمودٍ.
وكانَتْ دولتُه نحوًا من عشرينَ سنةً.
وإليه أشار الثَّعالبيُّ بقولِه:
وصاحبُ بُستٍ ذلك الضَّيغَمُ الذي
براثِنُهُ للمَشرِقَينِ مفاتحُ
أناخ به من صدمةِ الدَّهرِ كَلكَلٌ
فلم يُغنِ عنه والمُقدَّرُ سانِحُ
خُيولٌ كأمثالِ السُّيولِ سوابحٌ
فيولٌ كأمثالِ الجبالِ سوارحُ
جُيوشٌ إذا أربَتْ على عددِ الحصى
تغُصُّ بها قِيعانُها والصَّحاصِحُ
٨ - صمصامُ الدَّولةِ المرزبان بنُ عَضُدِ الدَّولةِ فنَّاخُسْرو بنِ رُكنِ الدَّولةِ الحسنِ بنِ بُوَيهِ الدَّيلميُّ، أبو كاليجار.
وكانَتْ مدةُ مُلكِه تسعَ سنينَ وأشهُرًا.
وإليه أشار بقولِه:
ودارَتْ على صَمصامِ دولةِ بُوَيهِ
دوائرُ سوءٍ كلّهنُّ فوادحُ
٩ - عميدُ الدَّولةِ فائقُ الخاصَّة بنُ عبدِ اللهِ الرُّوميُّ أبو الحسنِ السَّامانيُّ، أميرُ الجُيوشِ، ولي أكثرَ مُدُنِ خُراسانَ نيِّفًا وأربعينَ سنةً.
وقيل له: الخاصَّة، لاختصاصِه بالأميرِ منصورِ بنِ نوحٍ السَّامانيِّ، وهو الذي ربَّاه.
وكان من أهلِ العلمِ والخيرِ، راغبًا في أهلهِما، وكانَتْ دارُه مجمعَ العُلَماءِ والمُحدِّثينَ.
وإليه أشارَ بقولِه:
وفائقُ المجبوبُ قد جُبَّ عُمرُهُ
فأمسى ولم يندُبْه في الأرضِ نائحُ
وقولُه: "المجبوب"، عُرِفَ بذلك لأنَّه كان خَصِيًّا.
وأمّّا قولُه:
وقد جاز والي الجُوزَجانِ قناطرَ الـ
ـحياةِ فوافَتْه المنايا الطَّوائحُ
قيل: إنَّه عنى الأميرَ أبا نصرٍ بنَ فريغونَ، صاحبَ الجُوزَجانِ، وهذا تُوُفِّيَ سنةَ ( ٤٠١هـ ).
وكان هؤلاء بنو فريغون ولاةً على الجُوزجانِ أيَّامَ بني سامانَ يتوارثونها.
واللهُ أعلمُ.
مَن سَمِعَ حديثًا نازِلًا فطَلَبَهُ عاليًا:
قال الإمامُ مُسلِمٌ ( ٥٥ ): حدَّثنا مُحمَّدُ بنُ عبَّادٍ المكِّيُّ، حدَّثنا سُفيانُ قال: قلتُ لسُهَيلٍ: إنَّ عَمرًا حدَّثنا، عن القعقاعِ، عن أبيكَ، قال: ورجوتُ أن يُسقِطَ عنِّي رجلًا، قال: فقال: سمعتُه من الذي سَمِعَهُ منه أبي كان صديقًا له بالشَّامِ، ثم حدَّثنا سُفيانُ، عن سُهَيلٍ، عن عطاءِ بنِ يزيدَ، عن تميمٍ الدَّارِيِّ، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: "الدِّينُ النَّصيحةُ"، قلنا: لمن؟ قال: "للهِ ولكتابِه ولرسولِه ولأئِمَّةِ المُسلمينَ وعامَّتِهم".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المعنى: سُفيانُ بنُ عُيَينةَ سمع هذا الحديثَ أولًا من عمرِو بنِ دينارٍ، عن القعقاعِ بنِ حكيمٍ، عن والدِ سُهَيلٍ أبي صالحٍ، عن عطاءِ بنِ يزيدَ، عن تميمٍ الدَّاريِّ.
ثم لقي سُفيانُ سُهَيلَ بنَ أبي صالحٍ، فسأَلَه هل سمعتَ هذا الحديثَ من أبيكَ؟ كي أرويَه عنك، عن أبيكَ، عن عطاءٍ، عن تميمٍ.. من أجلِ أن يكونَ إسنادي فيه عاليًا، يعني قريبًا من النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
فقال له سُهَيلٌ: أنا سمعتُه من عطاءِ بنِ يزيدَ مباشرةً، وكان صديقًا لأبي.
فصار سُفيانُ بنُ عُيَينةَ يروي الحديثَ عن سُهيلِ بنِ أبي صالحٍ، عن عطاءِ بنِ يزيدَ، عن تميمٍ الدَّاريِّ.
فسقط من إسنادِ سُفيانَ بنِ عُيَينةَ رجلانِ.
وهكذا كان نهجُ السَّلَفِ رحمهم اللهُ.. كانوا يطلبونَ العاليَ من الإسنادِ، ويحرصونَ على ذلك، بل ويعدُّونَه قُربةً إلى اللهِ، وأنَّه من السُّنَّةِ.
قال الإمامُ مُسلِمٌ ( ٥٥ ): حدَّثنا مُحمَّدُ بنُ عبَّادٍ المكِّيُّ، حدَّثنا سُفيانُ قال: قلتُ لسُهَيلٍ: إنَّ عَمرًا حدَّثنا، عن القعقاعِ، عن أبيكَ، قال: ورجوتُ أن يُسقِطَ عنِّي رجلًا، قال: فقال: سمعتُه من الذي سَمِعَهُ منه أبي كان صديقًا له بالشَّامِ، ثم حدَّثنا سُفيانُ، عن سُهَيلٍ، عن عطاءِ بنِ يزيدَ، عن تميمٍ الدَّارِيِّ، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: "الدِّينُ النَّصيحةُ"، قلنا: لمن؟ قال: "للهِ ولكتابِه ولرسولِه ولأئِمَّةِ المُسلمينَ وعامَّتِهم".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المعنى: سُفيانُ بنُ عُيَينةَ سمع هذا الحديثَ أولًا من عمرِو بنِ دينارٍ، عن القعقاعِ بنِ حكيمٍ، عن والدِ سُهَيلٍ أبي صالحٍ، عن عطاءِ بنِ يزيدَ، عن تميمٍ الدَّاريِّ.
ثم لقي سُفيانُ سُهَيلَ بنَ أبي صالحٍ، فسأَلَه هل سمعتَ هذا الحديثَ من أبيكَ؟ كي أرويَه عنك، عن أبيكَ، عن عطاءٍ، عن تميمٍ.. من أجلِ أن يكونَ إسنادي فيه عاليًا، يعني قريبًا من النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
فقال له سُهَيلٌ: أنا سمعتُه من عطاءِ بنِ يزيدَ مباشرةً، وكان صديقًا لأبي.
فصار سُفيانُ بنُ عُيَينةَ يروي الحديثَ عن سُهيلِ بنِ أبي صالحٍ، عن عطاءِ بنِ يزيدَ، عن تميمٍ الدَّاريِّ.
فسقط من إسنادِ سُفيانَ بنِ عُيَينةَ رجلانِ.
وهكذا كان نهجُ السَّلَفِ رحمهم اللهُ.. كانوا يطلبونَ العاليَ من الإسنادِ، ويحرصونَ على ذلك، بل ويعدُّونَه قُربةً إلى اللهِ، وأنَّه من السُّنَّةِ.
قال الدُّوريُّ في تاريخِ ابنِ معينٍ ( ٢ / ٢٢٤ برقم ٤٧٠٣ ): حدَّثنا يحيى بنُ معينٍ، عن عبدِ الرَّزَّاق، عن مَعمَرٍ، عن قتادةَ قال: "كان يُستَحبُّ ألَّا تُقرأَ الأحاديثُ التي عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلَّا على وضوءٍ".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهذا إسنادُه صحيحٌ، رجالُه أئمَّةٌ.
ورواه أبو القاسمِ البَغَويُّ في مُسنَدِ عليِّ بنِ الجعدِ ( ١٠٦٧ )، والدِّينَوَريُّ في المُجالَسةِ وجواهرِ العلمِ ( ٢٦٥٣ )، والرَّامَهُرمُزيُّ في المُحدِّثِ الفاصلِ ( ٨٣٣ )، والخطيبُ البغداديُّ في الجامعِ لأخلاقِ الرَّاوي ( ٦٥٠ و٩٨٣ )، وابنُ عبدِ البرِّ في جامعِ بيانِ العلمِ ( ٢٣٩١ و٢٣٩٢ )، والبيهقيُّ في المدخلِ إلى السُّنَنِ ( ٦٩٥ )، وأبو نُعَيمٍ في حِليةِ الأولياءِ ( ٢ / ٣٣٥ ) من طُرُقٍ، عن عبدِ الرَّزَّاقِ الصَّنعانيِّ، به.
وقتادةُ بنُ دِعامةَ السَّدوسيُّ من صغارِ التَّابعينَ.. وقولُه: "كان يُستَحبُّ": عنى به عصرَهُ الذي كان مُكتَظًّا بالتَّابعينَ..
وقد أدركَ قتادةُ جمعًا من الصَّحابةِ.
وكان غيرُ واحدٍ من السَّلَفِ لا يُحدِّثُ ولا يقرأُ الأحاديثَ إلَّا على طهارةٍ؛ كالأعمشِ، وقتادةَ، وجعفرِ بنِ مُحمَّدٍ الصَّادقِ، ومالكِ بنِ أنسٍ، والفضلِ بنِ مُوسى، وغيرِهم.
وفِعلُهم هذا كان إجلالًا وتعظيمًا لحديثِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وكذلك كرهوا التَّحديثَ حالَ القِيامِ والمشيِ والاضطِجاعِ، لأنَّ التَّحديثَ جالسًا أحضرُ للقلبِ وأجمعُ للفهمِ.
قال الخطيبُ البغداديُّ في الجامعِ لأخلاقِ الرَّاوي ( ١ / ٦٤٣ ): "كراهةُ مَن كَرِهَ التَّحديثَ في الأحوالِ التي ذكرناها من المشيِ والقِيامِ والاضطِجاعِ وعلى غيرِ طهارةٍ؛ إنَّما هي على سبيلِ التَّوقيرِ للحديثِ والتَّعظيمِ والتَّنزيهِ له، ولو حدَّثَ مُحدِّثٌ في هذه الأحوالِ لم يكن مأثومًا، ولا فعلَ أمرًا محظورًا، وأجلُّ الكُتُبِ كتابُ اللهِ وقراءتُه في هذه الأحوالِ جائزةٌ، فقِراءةُ الحديثِ فيها بالجوازِ أولى". اهـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهذا إسنادُه صحيحٌ، رجالُه أئمَّةٌ.
ورواه أبو القاسمِ البَغَويُّ في مُسنَدِ عليِّ بنِ الجعدِ ( ١٠٦٧ )، والدِّينَوَريُّ في المُجالَسةِ وجواهرِ العلمِ ( ٢٦٥٣ )، والرَّامَهُرمُزيُّ في المُحدِّثِ الفاصلِ ( ٨٣٣ )، والخطيبُ البغداديُّ في الجامعِ لأخلاقِ الرَّاوي ( ٦٥٠ و٩٨٣ )، وابنُ عبدِ البرِّ في جامعِ بيانِ العلمِ ( ٢٣٩١ و٢٣٩٢ )، والبيهقيُّ في المدخلِ إلى السُّنَنِ ( ٦٩٥ )، وأبو نُعَيمٍ في حِليةِ الأولياءِ ( ٢ / ٣٣٥ ) من طُرُقٍ، عن عبدِ الرَّزَّاقِ الصَّنعانيِّ، به.
وقتادةُ بنُ دِعامةَ السَّدوسيُّ من صغارِ التَّابعينَ.. وقولُه: "كان يُستَحبُّ": عنى به عصرَهُ الذي كان مُكتَظًّا بالتَّابعينَ..
وقد أدركَ قتادةُ جمعًا من الصَّحابةِ.
وكان غيرُ واحدٍ من السَّلَفِ لا يُحدِّثُ ولا يقرأُ الأحاديثَ إلَّا على طهارةٍ؛ كالأعمشِ، وقتادةَ، وجعفرِ بنِ مُحمَّدٍ الصَّادقِ، ومالكِ بنِ أنسٍ، والفضلِ بنِ مُوسى، وغيرِهم.
وفِعلُهم هذا كان إجلالًا وتعظيمًا لحديثِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وكذلك كرهوا التَّحديثَ حالَ القِيامِ والمشيِ والاضطِجاعِ، لأنَّ التَّحديثَ جالسًا أحضرُ للقلبِ وأجمعُ للفهمِ.
قال الخطيبُ البغداديُّ في الجامعِ لأخلاقِ الرَّاوي ( ١ / ٦٤٣ ): "كراهةُ مَن كَرِهَ التَّحديثَ في الأحوالِ التي ذكرناها من المشيِ والقِيامِ والاضطِجاعِ وعلى غيرِ طهارةٍ؛ إنَّما هي على سبيلِ التَّوقيرِ للحديثِ والتَّعظيمِ والتَّنزيهِ له، ولو حدَّثَ مُحدِّثٌ في هذه الأحوالِ لم يكن مأثومًا، ولا فعلَ أمرًا محظورًا، وأجلُّ الكُتُبِ كتابُ اللهِ وقراءتُه في هذه الأحوالِ جائزةٌ، فقِراءةُ الحديثِ فيها بالجوازِ أولى". اهـ
قال الذَّهبيُّ في تذكرةِ الحُفَّاظِ ( ١ / ٤ ): "فحقٌّ على المُحدِّثِ أن يتورَّعَ في ما يُؤدِّيهِ، وأن يسألَ أهلَ المعرفةِ والورعِ ليُعينوه على إيضاحِ مرويَّاتِه، ولا سبيلَ إلى أن يصيرَ العارفُ الذي يُزكِّي نقَلَةَ الأخبارِ ويجرحُهم جِهبِذًا؛ إلَّا بإدمانِ الطَّلبِ، والفحصِ عن هذا الشَّأنِ، وكثرةِ المُذاكَرةِ والسَّهَرِ والتَّيقُّظِ والفهمِ، مع التَّقوى والدِّينِ المَتِينِ والإنصافِ، والتَّردُّدِ إلى مجالسِ العُلَماءِ، والتَّحرِّي والإتقانِ، وإلَّا تَفعلْ:
فدَعْ عنكَ الكِتابةَ لستَ منها *** ولو سوَّدتَ وجهَكَ بالمِدادِ
قال اللهُ تعالى عزَّ وجلَّ: ( فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ).
فإن آنستَ يا هذا من نفسِكَ فهمًا وصِدقًا ودِينًا وورعًا؛ وإلَّا فلا تتعنَّ! وإن غلب عليك الهوى والعصبيَّةُ لرأيٍ ولمذهبٍ؛ فباللهِ لا تتعبْ! وإن عرفتَ أنَّكَ مُخلِّطٌ مُخبِّطٌ مُهمِلٌ لحُدودِ اللهِ؛ فأَرِحْنا منكَ! فبعد قليلٍ ينكشفُ البَهرَجُ، وينكبُّ الزَّغَلُ، ولا يحيقُ المكرُ السَّيِّءُ إلَّا بأهلِه.
فقد نصحتُكَ، فعِلمُ الحديثِ صلفٌ، فأين عِلمُ الحديثِ؟ وأين أهلُه؟ كِدتُّ أن لا أراهم إلَّا في كتابٍ أو تحتَ تُرابٍ".
فدَعْ عنكَ الكِتابةَ لستَ منها *** ولو سوَّدتَ وجهَكَ بالمِدادِ
قال اللهُ تعالى عزَّ وجلَّ: ( فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ).
فإن آنستَ يا هذا من نفسِكَ فهمًا وصِدقًا ودِينًا وورعًا؛ وإلَّا فلا تتعنَّ! وإن غلب عليك الهوى والعصبيَّةُ لرأيٍ ولمذهبٍ؛ فباللهِ لا تتعبْ! وإن عرفتَ أنَّكَ مُخلِّطٌ مُخبِّطٌ مُهمِلٌ لحُدودِ اللهِ؛ فأَرِحْنا منكَ! فبعد قليلٍ ينكشفُ البَهرَجُ، وينكبُّ الزَّغَلُ، ولا يحيقُ المكرُ السَّيِّءُ إلَّا بأهلِه.
فقد نصحتُكَ، فعِلمُ الحديثِ صلفٌ، فأين عِلمُ الحديثِ؟ وأين أهلُه؟ كِدتُّ أن لا أراهم إلَّا في كتابٍ أو تحتَ تُرابٍ".
تمّ تحريرُ درعا.. وحمصُ قابَ قوسَينِ أو أدنى!
اللهُ أكبرُ.. اللهُ أكبرُ.
اللهُ أكبرُ.. اللهُ أكبرُ.
( إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ ).
Forwarded from وَحْيُ القَلبِ (أمين الحمَّادي)
لقد أمسى الثّوّار على مقربةٍ من هذا الجحيم، جهنّم الدّنيا، سجن صيدنايا المشؤوم.
لئن استطاع الثّوار السيطرة عليه، وتحرير المعتقلين فيه؛ ليكونّن يومًا من أيّام اللّٰه الخالدة، ليكوننّ بعثًا لأرواحٍ كانت ترجو فراق الأجسادِ، أجسادٍ مزّقتها آلات التعذيب التي نعرف، والتي لا نعرف!
اللّٰهمّ فكّ أسر المعتقلين، يا رب!!
@WahiulQalb2
لئن استطاع الثّوار السيطرة عليه، وتحرير المعتقلين فيه؛ ليكونّن يومًا من أيّام اللّٰه الخالدة، ليكوننّ بعثًا لأرواحٍ كانت ترجو فراق الأجسادِ، أجسادٍ مزّقتها آلات التعذيب التي نعرف، والتي لا نعرف!
اللّٰهمّ فكّ أسر المعتقلين، يا رب!!
@WahiulQalb2
يا ربّ، دمشقَ وريفَها..
اللهمّ زلزِلِ الأرضَ تحت أقدامِ النُّصيريّةِ، واقذفِ الرُّعبَ في قُلوبِهم، وخالِفْ بين كلمتِهم.
اللهمّ زلزِلِ الأرضَ تحت أقدامِ النُّصيريّةِ، واقذفِ الرُّعبَ في قُلوبِهم، وخالِفْ بين كلمتِهم.