غِرَاسُ السَّلَفِ 📚
2.59K subscribers
1.87K photos
49 videos
26 files
150 links
قال شيخُ الإسلامِ الإمامُ أبو عبدِ اللهِ سُفيانُ بنُ سعيدٍ الثَّوريُّ: "إنِ استطعتَ ألَّا تحكَّ رأسَك إلَّا بأثَرٍ فافْعَلْ!".

بوت القناة: @G_Salafi_bot
Download Telegram
المعتقل الحيّ عاد إلى أهله وأحبابه.
والذي لم يعد؛ غالبًا ما تمّ إعدامه أو قتله تعذيبًا أو مات مرضًا.. وعدد هؤلاء بمئات الآلاف.
ومنهم خالي وأربعة من أبناء عمومتي..

نسأل الله أن يرحمهم ويجعل الجنّة دار مستقرّ لهم.
وأن ينتقم من معذّبيهم وسجّانيهم شرّ انتقام.
لا يكاد يوجد منزل في سوريا إلا ويوجد فيه شهيد أو معتقل أو جريح.
كم من أمّ ذاب قلبها في انتظار ولدها، وكم من زوجة احترق وجدها وتقطعت كبدها في انتظار زوجها، وكم من طفل منتظر قدوم والده.. وكم وكم وكم ممّن قد تجرّع كأس الفراق، وذاق علقم الفقد ولوعة الوداع، وسكب دموع القلب قبل العين على غياب أخ أو قريب أو حبيب أو صديق في تلك السّجون طيلة هذه السّنين العجاف..

بشّار وأخوه ماهر وزبانيتهما؟
ضبّاط المخابرات الجويّة؟
الضبّاط العلويّون؟
السجّانون؟
المحقّقون؟
الفرقة الرّابعة؟
الطّيّارون أصحاب البراميل؟
أمجد يوسف صاحب مجزرة حيّ التّضامن؟
كلّ من اغتصب امرأة وقتل طفلًا وعذّب معتقلًا وتفنّن في ذلك؟
جميع من تلطّخت يده بدم الشّعب السّوري؟

إلى أين ستفرّون؟ وإلى متى سيدوم فراركم واختفاؤكم؟
أتظنّون أنّكم إذا فررتم من قبضة المجاهدين؛ ستفرّون يوم القيامة؟ يوم ( يَقُولُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ * كَلَّا لا وَزَرَ * إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ * يُنَبَّأُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ * بَلِ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ ).

الحمد لله أنّا مؤمنون بأنّ النّار حقّ، والقيامة حقّ؛ وإلّا لطاشت العقول من هول ما رأيناه وسمعناه عن هذه السّجون وما جرى فيها.
أسرانا.. يا غصّة فرحتنا!
أسرانا، يا قطعة من قلوبنا!

أبت فرحتنا بهذا النّصر العظيم إلّا أن تأتي ممزوجة بالحزن ومرارة الفقد!

الآلاف من النّاس عاشوا على أمل في أن يجدوا أبناءهم الذين غيَّبهم نظام الكفر والإجرام في زنازينه على قيد الحياة!
واليوم وبعد أن ولّى الظّالم وظلمه، وفُتحت المعتقلات والسّجون؛ فُتح جرح نازف منذ أعوام لا يندمل!

مائة ألف معتقل -أو ما يقارب- غُيّبوا في غياهب السّجون، ولا يُعرَف لهم أيّ أثر اليوم سوى أسمائهم وبياناتهم في السّجون والمشافي!

اللهم ارحمهم، واغفر لهم، واجعل الجنّة مسكنهم.

اللهم انتقم من الأسد وأهله وزبانيته وضبّاطه وأمنه وجيشه وسجّانيه؛ فلقد كانوا أعظم كفرًا وجرمًا وطغيانًا من كلّ طاغية على مرّ الأعاصير والأزمان!
جرائمهم لم تعد تخفى على أحد!
لعنة الله عليهم عدد ما قتل وجرح وأسر وشرّد وهدم ونهب وسرق وحرق، وعدد ما أنَّ طفلٌ لفقد والديه، وعدد ما أنّت أمّ لفقد ابنها، وزوجة لزوجها.
( فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ).
قال إسماعيلُ بنُ مُحمَّدِ بنِ سعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ: كان أبي يُعلِّمُنا مغازيَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ويعدُّها علينا، وسراياهُ، ويقولُ: "يا بَنِيَّ، هذه مآثرُ آبائِكم، فلا تُضيِّعوا ذِكرَها".

وقال زينُ العابِدِينَ عليُّ بنُ الحُسَينِ بنِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ: "كُنَّا نُعلَّمُ مغازيَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وسراياهُ كما نُعلَّمُ السُّورةَ من القُرآنِ".

رواهما الخطيبُ البغداديُّ في الجامعِ لأخلاقِ الرَّاوي وآدابِ السَّامعِ ( ١٦٤٨ و١٦٤٩ ).

وقال الحافظُ ابنُ كثيرٍ في البِدايةِ والنِّهايةِ ( ٥ / ٢١ ): "وهذا الفنُّ مما ينبغي الاعتِناءُ به، والاعتِبارُ بأمرِه، والتَّهيُّؤُ له". ثم ذكرَ قولَ زينِ العابدينَ.