قال الإمامُ البُخاريُّ في الأدَبِ المُفرَدِ ( ١٢٥٦ ): حدَّثنا مُوسى بنُ إسماعيلَ قال: حدَّثنا عبدُ اللهِ بنُ دُكَينٍ، سَمِعَ كثيرَ بنَ عُبَيدٍ قال: كانَتْ عائشةُ رضي اللهُ عنها إذا وُلِدَ فيهم مولودٌ -يعني: في أهلِها- لا تسألُ: غُلامًا ولا جاريةً، تقولُ: خُلِقَ سَويًّا؟ فإذا قيل: نعم، قالت: الحمدُ للهِ ربِّ العالَمِينَ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا إسنادٌ حسنٌ؛ عبدُ اللهِ بنُ دُكَينٍ صدوقٌ، وهو كوفيٌّ سكنَ بغدادَ، وليس له في الكُتُبِ السِّتَّةِ شيءٌ، ويُكنى أبا عُمَرَ.
وكثيرٌ هو ابنُ عُبَيدٍ القُرَشيُّ، مولى أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ، ورضيعُ عائشةَ أُمِّ المُؤمنينَ.
يروي عن عائشةَ، وأُختِها أسماءَ، وأبي هُرَيرةَ، وزيدِ بنِ ثابتٍ.
وعنه ابنُه سعيدٌ، وحفيدُه عنبسةُ، وعبدُ اللهِ بنُ عونٍ، وغيرُهم.
ذكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ في الثِّقاتِ ( ٥ / ٣٣٠ - ٣٣٢ )، والذَّهبيُّ في الكاشفِ ( ٢ / ١٤٦ برقم ٤٦٣٩ ) وقال: "وُثِّقَ".
وذكَرَهُ البُخاريُّ في التَّاريخِ الكبيرِ ( ٧ / ٢٠٦ )، وابنُ أبي حاتمٍ في الجرحِ والتَّعديلِ ( ٧ / ١٥٥ )، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا إسنادٌ حسنٌ؛ عبدُ اللهِ بنُ دُكَينٍ صدوقٌ، وهو كوفيٌّ سكنَ بغدادَ، وليس له في الكُتُبِ السِّتَّةِ شيءٌ، ويُكنى أبا عُمَرَ.
وكثيرٌ هو ابنُ عُبَيدٍ القُرَشيُّ، مولى أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ، ورضيعُ عائشةَ أُمِّ المُؤمنينَ.
يروي عن عائشةَ، وأُختِها أسماءَ، وأبي هُرَيرةَ، وزيدِ بنِ ثابتٍ.
وعنه ابنُه سعيدٌ، وحفيدُه عنبسةُ، وعبدُ اللهِ بنُ عونٍ، وغيرُهم.
ذكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ في الثِّقاتِ ( ٥ / ٣٣٠ - ٣٣٢ )، والذَّهبيُّ في الكاشفِ ( ٢ / ١٤٦ برقم ٤٦٣٩ ) وقال: "وُثِّقَ".
وذكَرَهُ البُخاريُّ في التَّاريخِ الكبيرِ ( ٧ / ٢٠٦ )، وابنُ أبي حاتمٍ في الجرحِ والتَّعديلِ ( ٧ / ١٥٥ )، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا.
اللهمّ شتّت شمل اليهود والرّافضة، وفرّق جمعهم، واجعل تدبيرهم في تدميرهم، وكيدهم في نحورهم.
وهل يستوي في النَّاسِ عِنِّينُ هِمَّةٍ
فلم تُغرِهِ مِثلَ الفُحولِ الفضائلُ
ومن طَرفُهُ يرمي شماريخَ سُورَةٍ
فليس له إلَّا ذُرى المجدِ شاغلُ
وذا الدِّينُ أجدِرْ أن يقومَ به فتًى
أمينٌ لأعباءِ الأمانةِ حاملُ
فلم تُغرِهِ مِثلَ الفُحولِ الفضائلُ
ومن طَرفُهُ يرمي شماريخَ سُورَةٍ
فليس له إلَّا ذُرى المجدِ شاغلُ
وذا الدِّينُ أجدِرْ أن يقومَ به فتًى
أمينٌ لأعباءِ الأمانةِ حاملُ
أرجو منكم دعمَ القناةِ ونشرَها.
غِراسُ السَّلَفِ:
قال الإمامُ سُفيانُ بنُ سعيدٍ الثَّوريُّ: "إنِ استطعتَ ألَّا تحكَّ رأسَك إلَّا بأثَرٍ فافْعَلْ!".
- رابط القناة:
https://tttttt.me/Salafi_s
- بوت القناة:
@G_Salafi_bot
غِراسُ السَّلَفِ:
قال الإمامُ سُفيانُ بنُ سعيدٍ الثَّوريُّ: "إنِ استطعتَ ألَّا تحكَّ رأسَك إلَّا بأثَرٍ فافْعَلْ!".
- رابط القناة:
https://tttttt.me/Salafi_s
- بوت القناة:
@G_Salafi_bot
Telegram
غِرَاسُ السَّلَفِ 📚
قال شيخُ الإسلامِ الإمامُ أبو عبدِ اللهِ سُفيانُ بنُ سعيدٍ الثَّوريُّ: "إنِ استطعتَ ألَّا تحكَّ رأسَك إلَّا بأثَرٍ فافْعَلْ!".
بوت القناة: @G_Salafi_bot
بوت القناة: @G_Salafi_bot
لذَّةُ العِلمِ:
قال المُزَنيُّ: سمعتُ الشَّافعيَّ يقولُ: سُئِلَ بعضُ السَّلَفِ: ما بلَغَ من اشتِغالِكَ بالعِلمِ؟ قال: هو سُلُوِّي إذا اهتممتُ، ولذَّتي إذا سلوتُ.
وأنشدني الشَّافعيُّ لنفسِه:
وما أنا بالغَيرانِ من دُونِ أهلِهِ ** إذا أنا لم أُضحي غيورًا على عِلمي
طبيبُ فُؤادي مذ ثلاثينَ حجَّةً ** وصَيقلُ ذِهني والمُفرِّجُ عن همِّي
رواه البيهقيُّ في مناقبِ الشَّافعيِّ ( ٢ / ١٠١ )، والخطيبُ البغداديُّ في الجامعِ لأخلاقِ الرَّاوي ( ٧٧ ).
قال المُزَنيُّ: سمعتُ الشَّافعيَّ يقولُ: سُئِلَ بعضُ السَّلَفِ: ما بلَغَ من اشتِغالِكَ بالعِلمِ؟ قال: هو سُلُوِّي إذا اهتممتُ، ولذَّتي إذا سلوتُ.
وأنشدني الشَّافعيُّ لنفسِه:
وما أنا بالغَيرانِ من دُونِ أهلِهِ ** إذا أنا لم أُضحي غيورًا على عِلمي
طبيبُ فُؤادي مذ ثلاثينَ حجَّةً ** وصَيقلُ ذِهني والمُفرِّجُ عن همِّي
رواه البيهقيُّ في مناقبِ الشَّافعيِّ ( ٢ / ١٠١ )، والخطيبُ البغداديُّ في الجامعِ لأخلاقِ الرَّاوي ( ٧٧ ).
الحمدُ للهِ نعمةِ السُّنَّةِ:
قال الإمامُ ابنُ قيِّمِ الجوزيَّةِ في مدارجِ السَّالِكينَ ( ٣ / ١٢٧ ): ..ودخلتُ يومًا على بعضِ أصحابِنا، وقد حصل له وَجدٌ أبكاهُ. فسألتُه عنه؟ فقال: ذكرتُ ما منَّ اللهُ به عليَّ من السُّنَّةِ ومعرفتِها، والتَّخلُّصِ من شُبَهِ القومِ وقواعدِهِمُ الباطلةِ، ومُوافَقةِ العقلِ الصَّريحِ، والفِطرةِ السَّليمةِ لِما جاء به الرسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ فَسرَّني ذلك حتَّى أبكاني.
قال الإمامُ ابنُ قيِّمِ الجوزيَّةِ في مدارجِ السَّالِكينَ ( ٣ / ١٢٧ ): ..ودخلتُ يومًا على بعضِ أصحابِنا، وقد حصل له وَجدٌ أبكاهُ. فسألتُه عنه؟ فقال: ذكرتُ ما منَّ اللهُ به عليَّ من السُّنَّةِ ومعرفتِها، والتَّخلُّصِ من شُبَهِ القومِ وقواعدِهِمُ الباطلةِ، ومُوافَقةِ العقلِ الصَّريحِ، والفِطرةِ السَّليمةِ لِما جاء به الرسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ فَسرَّني ذلك حتَّى أبكاني.
شيوخٌ روى عنهم الإمامُ البُخاريُّ في صحيحِه ومات قبلهم، مع نُبذةٍ يسيرةٍ عنهم:
* تُوُفِّيَ البُخاريُّ سنةَ ( ٢٥٦هـ ).
١ - أبو عليٍّ الحسنُ بنُ عبدِ العزيزِ بنِ الوزيرِ الجَرَويُّ المِصريُّ.
يروي عن أحمدَ بنِ حنبلٍ، والحارثِ بنِ مِسكِينٍ، وعبدِ الأعلى بنِ مُسهِرٍ، وأبي عُبَيدٍ القاسمِ بنِ سلَّامٍ، ويحيى بنِ حسَّانَ، وغيرِهم.
روى عنه البُخاريُّ، وأبو بكرِ بنُ أبي الدُّنيا، وإبراهيمُ الحربيُّ، وعبدُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ حنبلٍ، وابنُ أبي حاتمٍ، والسَّرَّاجُ، والمحامليُّ، وابنُ صاعدٍ، وغيرُهم.
وكان إمامًا ثقةً زاهدًا فاضلًا عابدًا ورعًا من أعيانِ المُحدِّثِينَ.
عاشَ بعدَ البُخاريِّ سنةً؛ تْوفِّيَ سنةَ ( ٢٥٧هـ ).
له في صحيحِ البُخاريِّ ثلاثةُ أحاديثَ ( ١٣٠٣ و٤٦٥٠ و٤٨٣٧ ).
٢ - لُؤلُؤٌ: أبو يعقوبَ إسحاقُ بنُ إبراهيمَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ البَغَويُّ.
يروي عن إسماعيلَ بنِ عُلَيَّةَ، ووكيعِ بنَ الجرَّاحِ، ومُعاذِ بنِ مُعاذٍ العنبريِّ، وغيرِهم.
وروى عنه البُخاريُّ، والبزَّارُ، وابنُ أبي الدُّنيا، وابنُ أبي داودَ، وابنُ أبي حاتمٍ، والسَّرَّاجُ، وغيرُهم.
وكان إمامًا ثقةً مأمونًا، عاشَ بعدَ البُخاريِّ ثلاثَ سِنينَ؛ تْوفِّيَ سنةَ ( ٢٥٩هـ ).
له في البُخاريِّ حديثانِ ( ٤٥٦٢ و٦٤٥٥ ).
٣ - أبو بكرٍ مُحمَّدُ بنُ خَلَفٍ الحدَّاديُّ البغداديُّ.
يروي عن حمَّادِ بنِ أُسامةَ، وزيدِ بنِ الحُبابِ، وسُرَيجُ بنُ النُّعمانِ، وأبي يحيى الحِمَّانيِّ، وابنِ نُمَيرٍ، وأبي نُعَيمٍ الفضلِ بنِ دُكَينٍ، وغيرِهم.
وروى عنه البُخاريُّ، والمحامليُّ، وابنُ أبي حاتمٍ، وابنُ خُزَيمةَ، والسَّرَّاجُ، وابنُ صاعدٍ، وغيرُهم.
وكان مُقِرئًا ثقةً فاضلًا، عاشَ بعدَ البُخاريِّ خمسَ سِنينَ؛ تْوفِّيَ سنةَ ( ٢٦١هـ ).
له في البُخاريِّ حديثٌ واحدٌ ( ٥٠٤٨ ).
٤ - ابنُ المُنادي: أبو جعفرٍ مُحمَّدُ بنُ أبي داودَ البغداديُّ.
يروي عن حفصِ بنِ غِياثٍ، وحمَّادِ بنِ أُسامةَ، وعفَّانَ بنِ مُسلِمٍ، ومكِّيِّ بنِ إبراهيمَ، وعبدِ اللهِ بنِ بكرٍ السَّهميِّ، ويحيى بنِ معينٍ، ويزيدَ بنِ هارونَ، وروحِ بنِ عُبادةَ، وغيرِهم.
وروى عنه البُخاريُّ، وحفيدُه أبو الحُسَينِ ابنُ المُنادي، وأبو القاسمِ البغويُّ، وابنُ أبي الدُّنيا، وابنُ أبي حاتمٍ، وأبو العبَّاسِ الأصمُّ، وغيرُهم.
وكان شيخَ وقتِه، إمامًا مُحدِّثًا ثقةً.
عاشَ بعدَ البُخاريِّ ستَّ عشرةَ سنةً؛ تْوفِّيَ سنةَ ( ٢٧٢هـ )، وعُمِّرَ، فقد عاش مائةَ سنةٍ وسنةً وأشهُرًا.
له في البُخاريِّ حديثٌ واحدٌ ( ٤٩٦١ ).
٥ - أبو الحُسَينِ عليُّ بنُ إبراهيمَ بنِ عبدِ المجيدِ اليَشكُريُّ الواسطيُّ.
يروي عن يزيدَ بنِ هارونَ، ووهبِ بنِ جريرٍ، ورَوحِ بنِ عُبادةَ، وغيرِهم.
وروى عنه البُخاريُّ، وأبو القاسمِ البغويُّ، وابنُ صاعدٍ، والمحامليُّ، وابنُ أبي حاتمٍ، وابنُ أبي الدُّنيا، وغيرُهم.
وكان إمامًا ثقةً.
عاشَ بعدَ البُخاريِّ ثمانيَ عشرةَ سنةً؛ تْوفِّيَ سنةَ ( ٢٧٤هـ ).
له في البُخاريِّ حديثٌ واحدٌ ( ٥٠٢٦ ).
٦ - أبو عبدِ اللهِ مُحمَّدُ بنُ يحيى بنِ عبدِ اللهِ بنِ خالدٍ الذُّهليُّ النَّيسابوريُّ.
الثِّقةُ الأجلُّ، شيخُ الإسلامِ، الإمامُ العلَّامةُ الحافظُ، عالِمُ أهلِ المشرقِ، وأميرُ المُؤمنينَ في الحديثِ.
يروي عن أحمدَ بنِ حنبلٍ، وأحمدَ بنِ صالحٍ المِصريِّ، وإسحاقَ بنِ راهَويهِ، وحجَّاجٍ الأعورِ، وسعيدِ بنِ منصورٍ، وسُلَيمانَ بنِ حربٍ، وأبي عاصمٍ الضَّحَّاكِ بنِ مَخلَدٍ، والحُمَيديِّ، وأبي مُسهِرٍ، وعبدِ الرَّحمنِ بنِ مهديٍّ، وعبدِ الرَّزَّاقِ الصَّنعانيِّ، وعفَّانَ بنِ مُسلِمٍ، وعليِّ ابنِ المدينيِّ، وقُتَيبةَ بنِ سعيدٍ، وأبي نُعَيمٍ الفضلِ بنِ دُكَينٍ، وخلقٍ كثيرٍ.
وروى عنه البُخاريُّ، وأبو داودَ، والتِّرمذيُّ، والنَّسائيُّ، وابنُ ماجه، وأبو حاتمٍ وأبو زُرعةَ الرَّازيَّانِ، وابنُ خُزَيمةَ، وخلقٌ كثيرٌ.
وكان البُخاريُّ إذا روى عنه ينسبُه إلى أحدِ جُدودِه؛ لِما وقع بينهما في مسألةِ اللَّفظِ.
أمَّا مُسلِمٌ؛ فوقفَ مع شيخِه البُخاريِّ، فتركَ الرِّوايةَ عن الذُّهليِّ، ولم يروِ له في صحيحِه شيئًا.
رحم اللهُ الجميعَ..
فكان البُخاريُّ إذا روى عنه يقولُ: حدَّثنا مُحمَّدٌ، هكذا بلا نسبةٍ، وتارةً يقولُ: حدَّثنا مُحمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ، وتارةً يقولُ: حدَّثنا مُحمَّدُ بنُ خالدٍ.
انظُرِ الأحاديثَ التَّاليةَ: ( ١٢٤٠ و١٩٥٢ و٢٦٩٣ و٢٨٠٩ و٤٢٧٣ و٤٤٣٨ و٤٧٢٩ و٤٨٠٧ و٥٧٣٩ و٦٧٢٢ و٦٧٨٥ و٦٩٠٨ و٧١٥٥ و٧٥١١ ).
في سنةِ وفاةِ الذُّهليِّ عِدَّةُ أقوالٍ؛ فقيل: تُوفِّيَ سنةَ ( ٢٥٨هـ ) وقيل: سنةَ ( ٢٥٧هـ ) وقيل: سنةَ ( ٢٥٦هـ ) وقيل: سنةَ ( ٢٥٢هـ ).
وصوَّبَ الخطيبُ البغداديُّ وأبو حامدٍ ابنُ الشِّرقيِّ وجماعةٌ من العُلَماءِ وفاتَه سنةَ ( ٢٥٨هـ ).
وقال الخطيبُ في تاريخِ بغدادَ ( ٤ / ٦٦٣ ) عن باقي الأقوالِ إنَّها وهمٌ.
* تُوُفِّيَ البُخاريُّ سنةَ ( ٢٥٦هـ ).
١ - أبو عليٍّ الحسنُ بنُ عبدِ العزيزِ بنِ الوزيرِ الجَرَويُّ المِصريُّ.
يروي عن أحمدَ بنِ حنبلٍ، والحارثِ بنِ مِسكِينٍ، وعبدِ الأعلى بنِ مُسهِرٍ، وأبي عُبَيدٍ القاسمِ بنِ سلَّامٍ، ويحيى بنِ حسَّانَ، وغيرِهم.
روى عنه البُخاريُّ، وأبو بكرِ بنُ أبي الدُّنيا، وإبراهيمُ الحربيُّ، وعبدُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ حنبلٍ، وابنُ أبي حاتمٍ، والسَّرَّاجُ، والمحامليُّ، وابنُ صاعدٍ، وغيرُهم.
وكان إمامًا ثقةً زاهدًا فاضلًا عابدًا ورعًا من أعيانِ المُحدِّثِينَ.
عاشَ بعدَ البُخاريِّ سنةً؛ تْوفِّيَ سنةَ ( ٢٥٧هـ ).
له في صحيحِ البُخاريِّ ثلاثةُ أحاديثَ ( ١٣٠٣ و٤٦٥٠ و٤٨٣٧ ).
٢ - لُؤلُؤٌ: أبو يعقوبَ إسحاقُ بنُ إبراهيمَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ البَغَويُّ.
يروي عن إسماعيلَ بنِ عُلَيَّةَ، ووكيعِ بنَ الجرَّاحِ، ومُعاذِ بنِ مُعاذٍ العنبريِّ، وغيرِهم.
وروى عنه البُخاريُّ، والبزَّارُ، وابنُ أبي الدُّنيا، وابنُ أبي داودَ، وابنُ أبي حاتمٍ، والسَّرَّاجُ، وغيرُهم.
وكان إمامًا ثقةً مأمونًا، عاشَ بعدَ البُخاريِّ ثلاثَ سِنينَ؛ تْوفِّيَ سنةَ ( ٢٥٩هـ ).
له في البُخاريِّ حديثانِ ( ٤٥٦٢ و٦٤٥٥ ).
٣ - أبو بكرٍ مُحمَّدُ بنُ خَلَفٍ الحدَّاديُّ البغداديُّ.
يروي عن حمَّادِ بنِ أُسامةَ، وزيدِ بنِ الحُبابِ، وسُرَيجُ بنُ النُّعمانِ، وأبي يحيى الحِمَّانيِّ، وابنِ نُمَيرٍ، وأبي نُعَيمٍ الفضلِ بنِ دُكَينٍ، وغيرِهم.
وروى عنه البُخاريُّ، والمحامليُّ، وابنُ أبي حاتمٍ، وابنُ خُزَيمةَ، والسَّرَّاجُ، وابنُ صاعدٍ، وغيرُهم.
وكان مُقِرئًا ثقةً فاضلًا، عاشَ بعدَ البُخاريِّ خمسَ سِنينَ؛ تْوفِّيَ سنةَ ( ٢٦١هـ ).
له في البُخاريِّ حديثٌ واحدٌ ( ٥٠٤٨ ).
٤ - ابنُ المُنادي: أبو جعفرٍ مُحمَّدُ بنُ أبي داودَ البغداديُّ.
يروي عن حفصِ بنِ غِياثٍ، وحمَّادِ بنِ أُسامةَ، وعفَّانَ بنِ مُسلِمٍ، ومكِّيِّ بنِ إبراهيمَ، وعبدِ اللهِ بنِ بكرٍ السَّهميِّ، ويحيى بنِ معينٍ، ويزيدَ بنِ هارونَ، وروحِ بنِ عُبادةَ، وغيرِهم.
وروى عنه البُخاريُّ، وحفيدُه أبو الحُسَينِ ابنُ المُنادي، وأبو القاسمِ البغويُّ، وابنُ أبي الدُّنيا، وابنُ أبي حاتمٍ، وأبو العبَّاسِ الأصمُّ، وغيرُهم.
وكان شيخَ وقتِه، إمامًا مُحدِّثًا ثقةً.
عاشَ بعدَ البُخاريِّ ستَّ عشرةَ سنةً؛ تْوفِّيَ سنةَ ( ٢٧٢هـ )، وعُمِّرَ، فقد عاش مائةَ سنةٍ وسنةً وأشهُرًا.
له في البُخاريِّ حديثٌ واحدٌ ( ٤٩٦١ ).
٥ - أبو الحُسَينِ عليُّ بنُ إبراهيمَ بنِ عبدِ المجيدِ اليَشكُريُّ الواسطيُّ.
يروي عن يزيدَ بنِ هارونَ، ووهبِ بنِ جريرٍ، ورَوحِ بنِ عُبادةَ، وغيرِهم.
وروى عنه البُخاريُّ، وأبو القاسمِ البغويُّ، وابنُ صاعدٍ، والمحامليُّ، وابنُ أبي حاتمٍ، وابنُ أبي الدُّنيا، وغيرُهم.
وكان إمامًا ثقةً.
عاشَ بعدَ البُخاريِّ ثمانيَ عشرةَ سنةً؛ تْوفِّيَ سنةَ ( ٢٧٤هـ ).
له في البُخاريِّ حديثٌ واحدٌ ( ٥٠٢٦ ).
٦ - أبو عبدِ اللهِ مُحمَّدُ بنُ يحيى بنِ عبدِ اللهِ بنِ خالدٍ الذُّهليُّ النَّيسابوريُّ.
الثِّقةُ الأجلُّ، شيخُ الإسلامِ، الإمامُ العلَّامةُ الحافظُ، عالِمُ أهلِ المشرقِ، وأميرُ المُؤمنينَ في الحديثِ.
يروي عن أحمدَ بنِ حنبلٍ، وأحمدَ بنِ صالحٍ المِصريِّ، وإسحاقَ بنِ راهَويهِ، وحجَّاجٍ الأعورِ، وسعيدِ بنِ منصورٍ، وسُلَيمانَ بنِ حربٍ، وأبي عاصمٍ الضَّحَّاكِ بنِ مَخلَدٍ، والحُمَيديِّ، وأبي مُسهِرٍ، وعبدِ الرَّحمنِ بنِ مهديٍّ، وعبدِ الرَّزَّاقِ الصَّنعانيِّ، وعفَّانَ بنِ مُسلِمٍ، وعليِّ ابنِ المدينيِّ، وقُتَيبةَ بنِ سعيدٍ، وأبي نُعَيمٍ الفضلِ بنِ دُكَينٍ، وخلقٍ كثيرٍ.
وروى عنه البُخاريُّ، وأبو داودَ، والتِّرمذيُّ، والنَّسائيُّ، وابنُ ماجه، وأبو حاتمٍ وأبو زُرعةَ الرَّازيَّانِ، وابنُ خُزَيمةَ، وخلقٌ كثيرٌ.
وكان البُخاريُّ إذا روى عنه ينسبُه إلى أحدِ جُدودِه؛ لِما وقع بينهما في مسألةِ اللَّفظِ.
أمَّا مُسلِمٌ؛ فوقفَ مع شيخِه البُخاريِّ، فتركَ الرِّوايةَ عن الذُّهليِّ، ولم يروِ له في صحيحِه شيئًا.
رحم اللهُ الجميعَ..
فكان البُخاريُّ إذا روى عنه يقولُ: حدَّثنا مُحمَّدٌ، هكذا بلا نسبةٍ، وتارةً يقولُ: حدَّثنا مُحمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ، وتارةً يقولُ: حدَّثنا مُحمَّدُ بنُ خالدٍ.
انظُرِ الأحاديثَ التَّاليةَ: ( ١٢٤٠ و١٩٥٢ و٢٦٩٣ و٢٨٠٩ و٤٢٧٣ و٤٤٣٨ و٤٧٢٩ و٤٨٠٧ و٥٧٣٩ و٦٧٢٢ و٦٧٨٥ و٦٩٠٨ و٧١٥٥ و٧٥١١ ).
في سنةِ وفاةِ الذُّهليِّ عِدَّةُ أقوالٍ؛ فقيل: تُوفِّيَ سنةَ ( ٢٥٨هـ ) وقيل: سنةَ ( ٢٥٧هـ ) وقيل: سنةَ ( ٢٥٦هـ ) وقيل: سنةَ ( ٢٥٢هـ ).
وصوَّبَ الخطيبُ البغداديُّ وأبو حامدٍ ابنُ الشِّرقيِّ وجماعةٌ من العُلَماءِ وفاتَه سنةَ ( ٢٥٨هـ ).
وقال الخطيبُ في تاريخِ بغدادَ ( ٤ / ٦٦٣ ) عن باقي الأقوالِ إنَّها وهمٌ.
فيكونُ على هذا: قد عاشَ الذُّهليُّ بعد البُخاريِّ سنتَينِ.
٧ - أبو جعفرٍ أحمدُ بنُ سِنانِ بنِ أسدٍ القطَّانُ الواسطيُّ.
يروي عن حمَّادِ بنِ أُسامةَ، وزيدِ بنِ الحُبابِ، وأبي عاصمٍ الضَّحَّاكِ بنِ مَخلَدٍ، وعبدِ الرَّحمنِ بنِ مهديٍّ، وعفَّانَ بنِ مُسلِمٍ، وأبي مُعاويةَ الضَّريرِ، ومُعاذِ بنِ مُعاذٍ العنبريِّ، ووكيعِ بنِ الجرَّاحِ، ويحيى القطَّانِ، ويزيدَ بنِ هارونَ، وغيرِهم.
وروى عنه ابنُه جعفرٌ، والبُخاريُّ، ومُسلِمٌ، وأبو داودَ، والنَّسائيُّ، وابنُ ماجه، وأبو حاتمٍ، وابنُه عبدُ الرَّحمنِ، وابنُ خُزَيمةَ، وزكريَّا بنُ يحيى السَّاجيُّ، وابنُ صاعدٍ، وغيرُهم.
وكان إمامًا حافظًا ثِقةً ثبتًا جليلَ القدرِ.
في سنةِ وفاتِه عِدَّةُ أقوالٍ؛ فقيل: تُوفِّيَ سنةَ ( ٢٥٦هـ ) وقيل: سنةَ ( ٢٥٨هـ ) وقيل: سنةَ ( ٢٥٩هـ ).
له في البُخاريِّ حديثٌ واحدٌ ( ١٦١٠ ).
٨ - أبو عليٍّ الحُسَينُ بنُ مُحمَّدِ بنِ زيادٍ القبَّانيُّ النَّيسابوريُّ.
الإمامُ الحافظُ، شيخُ المُحدِّثِينَ في خراسانَ، وأحدُ أركانِ الحديثِ وحُفَّاظِ الدُّنيا، رحلَ وأكثرَ السَّماعَ، وصنَّفَ.
يروي عن إسحاقَ بنِ راهويه، وأحمدَ بنِ مَنِيعٍ، وأبي بكرِ بنِ أبي شيبةَ، وأبي معمرٍ الهُذَليِّ، وأبي مُصعَبٍ الزُّهريِّ، والقواريريِّ، والبُخاريِّ، وغيرِهم.
وهو من تلاميذِ الإمامِ البُخاريِّ، وكان مُلازِمًا للبُخاريِّ في إقامتِه بنيسابورَ.
وقد روى البُخاريُّ عنه حديثًا واحدًا، وهذا من قبيلِ روايةِ الأكابرِ عن الأصاغرِ.
قال البُخاريُّ ( ٥٦٨٠ ): حدَّثني الحُسَينُ، حدَّثنا أحمدُ بنُ منيعٍ، حدَّثنا مروانُ بنُ شُجاعٍ… فذكرَ حديثًا لابنِ عبَّاسٍ.
قال أبو نصرٍ الكَلاباذيُّ في رجالِ صحيحِ البُخاريِّ ( ١ / ١٧٥ ): "الحُسَينُ هذا هو عندي ابنُ مُحمَّدِ بنِ زِيادِ القبَّانيُّ النَّيسابوريُّ، وعنده مُسنَدُ أحمدَ بنِ منيعٍ، وبلغني أنَّه كان يلزمُ البُخاريَّ ويهوى هواه لما وقع له بنيساورَ ما وقع". اهـ
وقال الحُسَينُ هذا مرَّةً: "حدَّثتُ البُخاريَّ بحديثٍ عن سُرَيجِ بنِ يُونسَ، فرأيتُ في كتابِ بعضِ الطَّلَبةِ قد سَمِعَهُ من البُخاريِّ عنِّي".
عاش الحُسَينُ بعد البُخاريِّ ثلاثًا وثلاثينَ سنةً؛ تُوُفِّيَ سنةَ ( ٢٨٩هـ ).
وليس للحُسَينِ في صحيحِ البُخاريِّ إلَّا حديثٌ واحدٌ.
٧ - أبو جعفرٍ أحمدُ بنُ سِنانِ بنِ أسدٍ القطَّانُ الواسطيُّ.
يروي عن حمَّادِ بنِ أُسامةَ، وزيدِ بنِ الحُبابِ، وأبي عاصمٍ الضَّحَّاكِ بنِ مَخلَدٍ، وعبدِ الرَّحمنِ بنِ مهديٍّ، وعفَّانَ بنِ مُسلِمٍ، وأبي مُعاويةَ الضَّريرِ، ومُعاذِ بنِ مُعاذٍ العنبريِّ، ووكيعِ بنِ الجرَّاحِ، ويحيى القطَّانِ، ويزيدَ بنِ هارونَ، وغيرِهم.
وروى عنه ابنُه جعفرٌ، والبُخاريُّ، ومُسلِمٌ، وأبو داودَ، والنَّسائيُّ، وابنُ ماجه، وأبو حاتمٍ، وابنُه عبدُ الرَّحمنِ، وابنُ خُزَيمةَ، وزكريَّا بنُ يحيى السَّاجيُّ، وابنُ صاعدٍ، وغيرُهم.
وكان إمامًا حافظًا ثِقةً ثبتًا جليلَ القدرِ.
في سنةِ وفاتِه عِدَّةُ أقوالٍ؛ فقيل: تُوفِّيَ سنةَ ( ٢٥٦هـ ) وقيل: سنةَ ( ٢٥٨هـ ) وقيل: سنةَ ( ٢٥٩هـ ).
له في البُخاريِّ حديثٌ واحدٌ ( ١٦١٠ ).
٨ - أبو عليٍّ الحُسَينُ بنُ مُحمَّدِ بنِ زيادٍ القبَّانيُّ النَّيسابوريُّ.
الإمامُ الحافظُ، شيخُ المُحدِّثِينَ في خراسانَ، وأحدُ أركانِ الحديثِ وحُفَّاظِ الدُّنيا، رحلَ وأكثرَ السَّماعَ، وصنَّفَ.
يروي عن إسحاقَ بنِ راهويه، وأحمدَ بنِ مَنِيعٍ، وأبي بكرِ بنِ أبي شيبةَ، وأبي معمرٍ الهُذَليِّ، وأبي مُصعَبٍ الزُّهريِّ، والقواريريِّ، والبُخاريِّ، وغيرِهم.
وهو من تلاميذِ الإمامِ البُخاريِّ، وكان مُلازِمًا للبُخاريِّ في إقامتِه بنيسابورَ.
وقد روى البُخاريُّ عنه حديثًا واحدًا، وهذا من قبيلِ روايةِ الأكابرِ عن الأصاغرِ.
قال البُخاريُّ ( ٥٦٨٠ ): حدَّثني الحُسَينُ، حدَّثنا أحمدُ بنُ منيعٍ، حدَّثنا مروانُ بنُ شُجاعٍ… فذكرَ حديثًا لابنِ عبَّاسٍ.
قال أبو نصرٍ الكَلاباذيُّ في رجالِ صحيحِ البُخاريِّ ( ١ / ١٧٥ ): "الحُسَينُ هذا هو عندي ابنُ مُحمَّدِ بنِ زِيادِ القبَّانيُّ النَّيسابوريُّ، وعنده مُسنَدُ أحمدَ بنِ منيعٍ، وبلغني أنَّه كان يلزمُ البُخاريَّ ويهوى هواه لما وقع له بنيساورَ ما وقع". اهـ
وقال الحُسَينُ هذا مرَّةً: "حدَّثتُ البُخاريَّ بحديثٍ عن سُرَيجِ بنِ يُونسَ، فرأيتُ في كتابِ بعضِ الطَّلَبةِ قد سَمِعَهُ من البُخاريِّ عنِّي".
عاش الحُسَينُ بعد البُخاريِّ ثلاثًا وثلاثينَ سنةً؛ تُوُفِّيَ سنةَ ( ٢٨٩هـ ).
وليس للحُسَينِ في صحيحِ البُخاريِّ إلَّا حديثٌ واحدٌ.
روايةُ صغارِ الصَّحابةِ عن النَّبيِّ صلِّى اللهُ عليه وسلَّم:
قال البراءُ بنُ عازبٍ رضي اللهُ عنهما: "ليس كلُّنا كان يسمعُ حديثَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كانت لنا ضَيعةٌ وأشغالٌ، ولكنَّ النَّاسَ لم يكونوا يكذبونَ يومئذٍ، فيُحدِّثُ الشَّاهِدُ الغائبَ".
وفي روايةٍ: "ما كلُّ ما نُحدِّثُكُمُوهُ سمعناه من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولكنْ حدَّثنا أصحابُنا، وكانت تشغلُنا رِعيةُ الإبِلِ".
وفي روايةٍ: "ما كلُّ ما نُحدِّثُكم عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سمعناه منه، ولكنْ سمعنا وحدَّثنا أصحابُنا، ولكنَّا لا نكذبُ".
وهو أثرٌ صحيحٌ.
رواه من طُرُقٍ عنه: الإمامُ أحمدُ في المُسنَدِ ( ١٨٤٩٨ و١٨٤٩٣ ) وفي العِلَلِ ومعرفةِ الرِّجالِ ( ٢ / ٤١٠ برقم ٢٨٣٥ - رواية ابنه عبد الله )، والفَسَويُّ في المعرفةِ والتَّاريخِ ( ٢ / ٦٣٤ )، والحاكمُ في المُستَدرَكِ ( ٣٢٦ و٤٣٨ )، وأبو نُعَيمٍ في معرفةِ الصَّحابةِ ( ١١٦٥ )، والرَّامَهُرمُزيُّ في المُحدِّثِ الفاصلِ ( ١٣٣ )، والخطيبُ البغداديُّ في الجامعِ لأخلاقِ الرَّاوي ( ١٠٢ ) وفي الكفايةِ ( ١٢١٠ ).
وحدَّثَ أنسُ بنُ مالكٍ رضي اللهُ عنه بحديثٍ عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال له رجلٌ: أنتَ سمعتَه من رسولِ اللهِ؟ فغضب غضبًا شديدًا، وقال: "واللهِ ما كلُّ ما نُحَدِّثُكم سمعناه من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولكن كان يُحدِّثُ بعضُنا بعضًا، ولا يتَّهمُ بعضُنا بعضًا".
رواه ابنُ سعدٍ في الطَّبقاتِ ( ٧ / ٢١ )، والحاكمُ ( ٦٤٥٨ )، والخطيبُ في الجامعِ ( ١٠٣ )، والمِزِّيُّ في التَّهذيبِ ( ٣ / ٣٧٠ - ٣٧١ ).
وإسنادُه صحيحٌ.
قال البراءُ بنُ عازبٍ رضي اللهُ عنهما: "ليس كلُّنا كان يسمعُ حديثَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كانت لنا ضَيعةٌ وأشغالٌ، ولكنَّ النَّاسَ لم يكونوا يكذبونَ يومئذٍ، فيُحدِّثُ الشَّاهِدُ الغائبَ".
وفي روايةٍ: "ما كلُّ ما نُحدِّثُكُمُوهُ سمعناه من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولكنْ حدَّثنا أصحابُنا، وكانت تشغلُنا رِعيةُ الإبِلِ".
وفي روايةٍ: "ما كلُّ ما نُحدِّثُكم عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سمعناه منه، ولكنْ سمعنا وحدَّثنا أصحابُنا، ولكنَّا لا نكذبُ".
وهو أثرٌ صحيحٌ.
رواه من طُرُقٍ عنه: الإمامُ أحمدُ في المُسنَدِ ( ١٨٤٩٨ و١٨٤٩٣ ) وفي العِلَلِ ومعرفةِ الرِّجالِ ( ٢ / ٤١٠ برقم ٢٨٣٥ - رواية ابنه عبد الله )، والفَسَويُّ في المعرفةِ والتَّاريخِ ( ٢ / ٦٣٤ )، والحاكمُ في المُستَدرَكِ ( ٣٢٦ و٤٣٨ )، وأبو نُعَيمٍ في معرفةِ الصَّحابةِ ( ١١٦٥ )، والرَّامَهُرمُزيُّ في المُحدِّثِ الفاصلِ ( ١٣٣ )، والخطيبُ البغداديُّ في الجامعِ لأخلاقِ الرَّاوي ( ١٠٢ ) وفي الكفايةِ ( ١٢١٠ ).
وحدَّثَ أنسُ بنُ مالكٍ رضي اللهُ عنه بحديثٍ عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال له رجلٌ: أنتَ سمعتَه من رسولِ اللهِ؟ فغضب غضبًا شديدًا، وقال: "واللهِ ما كلُّ ما نُحَدِّثُكم سمعناه من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولكن كان يُحدِّثُ بعضُنا بعضًا، ولا يتَّهمُ بعضُنا بعضًا".
رواه ابنُ سعدٍ في الطَّبقاتِ ( ٧ / ٢١ )، والحاكمُ ( ٦٤٥٨ )، والخطيبُ في الجامعِ ( ١٠٣ )، والمِزِّيُّ في التَّهذيبِ ( ٣ / ٣٧٠ - ٣٧١ ).
وإسنادُه صحيحٌ.
قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "ما من قومٍ يجلسونَ مجلسًا، لم يذكروا اللهَ فيه، ولم يُصلُّوا على نبيِّهم، إلَّا كان ذلك المجلسُ تِرَةً عليهم من اللهِ".
تِرَةً: يعني حسرةً وندامةً.
تِرَةً: يعني حسرةً وندامةً.
قال الحافظُ السُّيوطيُّ في "تاريخِ الخُلَفاءِ" ( ص٦٤٠ - ٦٤١ ): قال الذَّهبيُّ: كان في هذا العصرِ رأسَ الأشعريَّةِ: أبو إسحاقَ الإسفرايينيُّ، ورأسَ المُعتزلةِ: القاضي عبدُ الجبَّارِ، ورأسَ الرَّافضةِ: الشَّيخُ المُفيدُ، ورأسَ الكرَّاميَّةِ: مُحمَّدُ بنُ الهَيصَمِ، ورأسَ القُرَّاءِ: أبو الحسنِ الحَمَّاميُّ، ورأسَ المُحدِّثينَ: الحافظُ عبدُ الغنيِّ بنُ سعيدٍ، ورأسَ الصُّوفيَّةِ: أبو عبدِ الرَّحمنِ السُّلَميُّ، ورأسَ الشُّعَراءِ: أبو عُمَرَ ابنُ درَّاج، ورأسَ المُجَوِّدِينَ: ابنُ البوَّابِ، ورأسَ المُلوكِ: السُّلطانُ محمودُ بنُ سُبُكتِكينَ.
قلتُ (القائل هو السّيوطيّ): ويُضَمُّ إلى هذا رأسُ الزَّنادقةِ: الحاكمُ بأمرِ اللهِ، ورأسُ اللُّغَويِّينَ: الجوهريُّ، ورأسُ النُّحاةِ ابنُ جِنِّيٍّ، ورأسُ البُلَغاءِ: البديعُ، ورأسُ الخُطَباءِ: ابنُ نُباتةَ، ورأسُ المُفَسِّرينَ: أبو القاسمِ بنُ حبيبٍ النَّيسابوريُّ، ورأسُ الخُلَفاءِ: القادرُ باللهِ؛ فإنَّه من أعلامِهم، تفقَّه وصنَّفَ، وناهيكَ بأنَّ الشَّيخَ تقيَّ الدِّينَ ابنَ الصَّلاحِ عدَّهُ من الفُقَهاءِ الشَّافعيَّةِ، وأورَدَهُ في طبقاتِهم، ومُدَّتُه في الخلافةِ من أطولِ المُدَدِ. اهـ
قلتُ: تصرَّفَ السُّيوطيُّ بنصِّ الذَّهبيِّ تصرُّفًا واضحًا.
ونصُّ الذَّهبيِّ كما في تاريخِ الإسلامِ ( ٩ / ١٧١ - ١٧٢ ) من ترجمةِ ابنِ الهَيصَمِ قال: "وهو الذي ناظرَ الإمامَ أبا بكرِ بنَ فُوركَ بحضرةِ السُّلطانِ محمودِ بنِ سُبُكتِكينَ، وليس للكرَّاميَّةِ مِثلُه في معرفةِ الكلامِ والنَّظَرَ، فهو في زمانِه رأسُ طائفتِه، وأخبَرُهم وأخبَثُهم، كما أنَّ القاضيَ عبدَ الجبَّارِ في هذا العصرِ رأسُ المُعتَزِلةِ، وأبا إسحاقَ الإسفرايينيَّ رأسُ الأشعريَّةِ، والشَّيخَ المُفِيدَ رأسُ الرَّافضةِ، وأبا الحسنِ الحَمَّاميَّ رأسُ القُرَّاءِ، وأبا عبدِ الرَّحمنِ السُّلَميَّ رأسُ الصُّوفيَّةِ، وأبا عُمَرَ بنَ درَّاجٍ رأسُ الشُّعَراءِ، والسُّلطانَ محمودًا رأسُ المُلوكِ، والحافظَ عبدَ الغنيِّ الأزديَّ رأسُ المُحدِّثينَ، وابنَ هلالٍ رأسُ المُجَوِّدِينَ". اهـ
وقولُه: "في هذا العصرِ": أي في القرنِ الرَّابعِ.
قلتُ (القائل هو السّيوطيّ): ويُضَمُّ إلى هذا رأسُ الزَّنادقةِ: الحاكمُ بأمرِ اللهِ، ورأسُ اللُّغَويِّينَ: الجوهريُّ، ورأسُ النُّحاةِ ابنُ جِنِّيٍّ، ورأسُ البُلَغاءِ: البديعُ، ورأسُ الخُطَباءِ: ابنُ نُباتةَ، ورأسُ المُفَسِّرينَ: أبو القاسمِ بنُ حبيبٍ النَّيسابوريُّ، ورأسُ الخُلَفاءِ: القادرُ باللهِ؛ فإنَّه من أعلامِهم، تفقَّه وصنَّفَ، وناهيكَ بأنَّ الشَّيخَ تقيَّ الدِّينَ ابنَ الصَّلاحِ عدَّهُ من الفُقَهاءِ الشَّافعيَّةِ، وأورَدَهُ في طبقاتِهم، ومُدَّتُه في الخلافةِ من أطولِ المُدَدِ. اهـ
قلتُ: تصرَّفَ السُّيوطيُّ بنصِّ الذَّهبيِّ تصرُّفًا واضحًا.
ونصُّ الذَّهبيِّ كما في تاريخِ الإسلامِ ( ٩ / ١٧١ - ١٧٢ ) من ترجمةِ ابنِ الهَيصَمِ قال: "وهو الذي ناظرَ الإمامَ أبا بكرِ بنَ فُوركَ بحضرةِ السُّلطانِ محمودِ بنِ سُبُكتِكينَ، وليس للكرَّاميَّةِ مِثلُه في معرفةِ الكلامِ والنَّظَرَ، فهو في زمانِه رأسُ طائفتِه، وأخبَرُهم وأخبَثُهم، كما أنَّ القاضيَ عبدَ الجبَّارِ في هذا العصرِ رأسُ المُعتَزِلةِ، وأبا إسحاقَ الإسفرايينيَّ رأسُ الأشعريَّةِ، والشَّيخَ المُفِيدَ رأسُ الرَّافضةِ، وأبا الحسنِ الحَمَّاميَّ رأسُ القُرَّاءِ، وأبا عبدِ الرَّحمنِ السُّلَميَّ رأسُ الصُّوفيَّةِ، وأبا عُمَرَ بنَ درَّاجٍ رأسُ الشُّعَراءِ، والسُّلطانَ محمودًا رأسُ المُلوكِ، والحافظَ عبدَ الغنيِّ الأزديَّ رأسُ المُحدِّثينَ، وابنَ هلالٍ رأسُ المُجَوِّدِينَ". اهـ
وقولُه: "في هذا العصرِ": أي في القرنِ الرَّابعِ.
"لقد شَهِدَتِ الأندَلُسُ حضارةً رائعةً إبَّانَ الخِلافةِ الإسلاميَّةِ، ضاهَتْ حضارةَ المَشرِقِ الإسلاميِّ في جميعِ نواحي الحياةِ؛ فكانَتْ غِرناطةُ وقُرطبةُ وأشبيليَّةُ وغيرُها من أُمَّهاتِ مُدُنِ الأندَلُسِ تُحاكي أخَواتِها بغدادَ ودِمشقَ والقاهرةَ وغيرَها في نشاطِها العِلميِّ، وتقدُّمِها وازدِهارِها، وكانتْ تلك المُدُنُ حاضرةَ الدُّنيا آنذاك.
وإنَّ الآثارَ الإسلاميَّةَ العظيمةَ التي لا تزالُ ماثِلةً في فِردَوسِنا المفقودِ لَتنطِقُ بما كان عليه المُسلِمُونَ من تقدُّمٍ وازدِهارٍ، وقد ذَكَرْنا لمحةً مُوجَزةً حولَ مكتباتِ الأندَلُسِ في عصرِ ازدِهارِه؛ ولكنَّ ذلك المجدَ التَّليدَ وتلك الحضارةَ الرَّائعةَ خرَجَتْ من أيدي المُسلِمِينَ في الأندَلُسِ حين دبَّ الضَّعفُ في الخِلافةِ واستقلَّ الحُكَّامُ في مُقاطَعاتِهم في عصرِ مُلوكِ الطَّوائفِ، وتفشَّى النِّزاعُ بينهم حتَّى جرَّ بعضهم إلى حُروبٍ وفِتَنٍ لا تمت إلى الدَّينِ بصِلَةٍ.
وممَّا يُؤسفُ له أنَّ بعضَ الحُكَّامِ استعانَ بالإسبانِ على خُصومةِ المُسلِمِينَ؛ ممَّا هيَّأَ للأعداءِ فرصةَ الانقِضاضِ على تلك الغنيمةِ الباردةِ؛ ففتكوا بأبناءِ المُسلِمِينَ، وسلبوا أموالَهم، واحتلُّوا دِيارَهم، وطردوا جلَّهم من تلك الدِّيارِ العامرةِ، وحرقوا المكتباتِ وسرقوا بعضَ مُحتَوياتِها، وجمعوا ما بقي منها في خزائنَ خاصَّةٍ بهم.
وقد جرَّأَ ضعفُ المُسلِمِينَ الإسبانَ، فانقضُّوا على بعضِ مُدُنِ المغربِ الأقصى، وحملوا منه كلَّ ما وجدوه فيها، حتَّى كُتُبَ العلمِ، وذلك سنةَ ( ٨١٧ هـ )، وقام الإسبانُ بحملةٍ لتنصيرِ المُسلِمِينَ سنةَ ( ٧٨٩هـ )، وكأنَّ الكنيسةَ كانَتْ تخشى الفِكرَ الإسلاميَّ، وتخشى أن يطَّلِعَ الإسبانيُّونَ على التُّراثِ الإسلاميِّ؛ فأمرَ المطران خمينس -رأسُ الكنيسةِ- سنةَ ( ٩٠٥هـ ) بجَمعِ الكُتبِ الإسلاميَّةِ من أنحاءِ الأندَلُسِ، وكُدِّسَتْ في أكبر ساحاتِ غِرناطةَ، واحتفل بإحراقِها، وقُدِّر عددُ ما أحرقَ يومَذاك بما لا يقلُّ عن مائةِ ألفِ مخطوطٍ". اهـ
لمحاتٌ في المكتبةِ والبحثِ والمصادرِ ( ص٦٠ - ٦١ هامش ) للدُّكتور مُحمَّد عجاج الخطيب.
وإنَّ الآثارَ الإسلاميَّةَ العظيمةَ التي لا تزالُ ماثِلةً في فِردَوسِنا المفقودِ لَتنطِقُ بما كان عليه المُسلِمُونَ من تقدُّمٍ وازدِهارٍ، وقد ذَكَرْنا لمحةً مُوجَزةً حولَ مكتباتِ الأندَلُسِ في عصرِ ازدِهارِه؛ ولكنَّ ذلك المجدَ التَّليدَ وتلك الحضارةَ الرَّائعةَ خرَجَتْ من أيدي المُسلِمِينَ في الأندَلُسِ حين دبَّ الضَّعفُ في الخِلافةِ واستقلَّ الحُكَّامُ في مُقاطَعاتِهم في عصرِ مُلوكِ الطَّوائفِ، وتفشَّى النِّزاعُ بينهم حتَّى جرَّ بعضهم إلى حُروبٍ وفِتَنٍ لا تمت إلى الدَّينِ بصِلَةٍ.
وممَّا يُؤسفُ له أنَّ بعضَ الحُكَّامِ استعانَ بالإسبانِ على خُصومةِ المُسلِمِينَ؛ ممَّا هيَّأَ للأعداءِ فرصةَ الانقِضاضِ على تلك الغنيمةِ الباردةِ؛ ففتكوا بأبناءِ المُسلِمِينَ، وسلبوا أموالَهم، واحتلُّوا دِيارَهم، وطردوا جلَّهم من تلك الدِّيارِ العامرةِ، وحرقوا المكتباتِ وسرقوا بعضَ مُحتَوياتِها، وجمعوا ما بقي منها في خزائنَ خاصَّةٍ بهم.
وقد جرَّأَ ضعفُ المُسلِمِينَ الإسبانَ، فانقضُّوا على بعضِ مُدُنِ المغربِ الأقصى، وحملوا منه كلَّ ما وجدوه فيها، حتَّى كُتُبَ العلمِ، وذلك سنةَ ( ٨١٧ هـ )، وقام الإسبانُ بحملةٍ لتنصيرِ المُسلِمِينَ سنةَ ( ٧٨٩هـ )، وكأنَّ الكنيسةَ كانَتْ تخشى الفِكرَ الإسلاميَّ، وتخشى أن يطَّلِعَ الإسبانيُّونَ على التُّراثِ الإسلاميِّ؛ فأمرَ المطران خمينس -رأسُ الكنيسةِ- سنةَ ( ٩٠٥هـ ) بجَمعِ الكُتبِ الإسلاميَّةِ من أنحاءِ الأندَلُسِ، وكُدِّسَتْ في أكبر ساحاتِ غِرناطةَ، واحتفل بإحراقِها، وقُدِّر عددُ ما أحرقَ يومَذاك بما لا يقلُّ عن مائةِ ألفِ مخطوطٍ". اهـ
لمحاتٌ في المكتبةِ والبحثِ والمصادرِ ( ص٦٠ - ٦١ هامش ) للدُّكتور مُحمَّد عجاج الخطيب.
قال الذَّهبيُّ في تاريخِه: أُعجوبةٌ، وهي: هلاكُ تسعةِ مُلوكٍ على نَسَقٍ في سنَتَي سبعٍ وثمانينَ وثمانٍ وثمانينَ وثلاثِمائةٍ، وفيهم يقولُ أبو منصورٍ عبدُ الملكِ بنُ مُحمَّدٍ الثَّعالبيُّ:
ألم ترَ مُذْ عامَينِ أملاكَ عصرِنا
يصيحُ بهم للموتِ والقتلِ صائحُ
فنُوحُ بنُ منصورٍ طَوَتْهُ يدُ الرَّدى
على حسَراتٍ ضُمِّنَتْها الجوانحُ
ويا بُؤسَ منصورٍ وفي يومِ سَرخَسٍ
تمزَّقَ عنه مُلكُه وهو طائحُ
وفُرِّقَ عنه الشَّملُ بالسَّملِ فاغْتَدَى
أميرًا ضريرًا تعتريه الجوائحُ
وصاحبُ مِصرٍ قد مضى لسبيلِهِ
ووالي الجِبالِ غيَّبَتْه الضَّرائحُ
وصاحبُ جُرجانيَّةٍ في ندامةٍ
ترصَّدَهُ طَرفٌ من الحَينِ طامحُ
خُوارزمُ شاهٍ شاهَ وجهُ نعيمِهِ
وعنَّ له يومٌ من النَّحسِ كالِحُ
وكان علا في الأرضِ يخبطُها أبو
عليٍّ إلى أن طَوَّحَتْه الطَّوائحُ
وصاحبُ بُستٍ ذلك الضَّيغَمُ الذي
براثنُهُ للمَشرِقَينِ مفاتحُ
أناخ به من صدمةِ الدَّهرِ كَلكَلٌ
فلم يُغنِ عنه والمُقدَّرُ سانِحُ
جُيوشٌ إذا أربَتْ على عددِ الحصى
تغُصُّ بها قِيعانُها والصَّحاصِحُ
ودارَتْ على صَمصامِ دولةِ بُوَيهٍ
دوائرُ سوءٍ كلُّهنُّ فوادحُ
وقد جاز والي الجُوزَجانِ قناطرَ الـ
ـحياةِ فوافَتْه المنايا الطَّوائحُ
وفائقُ المجبوبُ قد جُبَّ عُمرُهُ
فأمسى ولم يندُبْه في الأرضِ نائحُ
مَضَوا في مدى عامَينِ واختَطَفَتْهمُ
عُقابٌ إذا طارَتْ تخرُّ الجوارحُ
أمالَكَ فيهم عبرةٌ مُستَفادةٌ
بلى، إنَّ نهجَ الاعتبارِ لَواضحُ
تاريخُ الإسلامِ ( ٨ / ٥١٣ - ٥١٤ أحداث سنة ٣٨٨هـ ) بتصرُّفٍ؛ لأنَّ الإمامَ الذَّهبيَّ ذكرَ أسماءَهم بين الأبياتِ، فحذفتُها لأذكرَها مُرتَّبةً.
وذكرَ هذه الأعُجوبةَ مع الأبياتِ نقلًا عن الذَّهبيِّ: السُّيوطيُّ في تاريخِ الخُلَفاءِ ( ص٦٣٥ - ٦٣٦ ).
وهي في ديوانِ الثَّعالبيِّ ( ص٣٦ - ٣٩ ) وفيه زياداتٌ، وبعضُ اختلافٍ في الكلماتِ.
في الدِّيوانِ بعد البيتِ السَّادسِ:
ساقوا كُؤوسَ الرَّاحِ ثم تشاربوا
كُؤوسَ المنايا والدِّماءُ سوافحُ
وفيه بعد البيتِ الثَّامنِ:
فعارَضَهُ نابٌ من الشَّرِّ أعصلٌ
وعنَّ له طيرٌ من الشُّؤمِ بارحُ
وفيه بعد البيتِ العاشرِ:
خُيولٌ كأمثالِ السُّيولِ سوابحٌ
فيولٌ كأمثالِ الجبالِ سوارحُ
وفيه قبل البيتِ الأخيرِ:
وكان بنو سامانَ أطوادَ عزَّةٍ
فأضحتْ بصرفِ الدَّهرِ وهي أباطحُ
وفيه بعد البيتِ الأخيرِ:
تسلَّ عن الدُّنيا ولا تخطبنَّها
ولا تنكحنْ قتَّالةً مَن تُناكِحُ
فليس يفي مرجوُّها بمَخُوفِها
ومكروهُها إمَّا تدبَّرتَ راجحُ
لقد قال فيها الواصفونَ فأكثروا
وعندي لها وصفٌ لَعمرُكَ صالحُ
سُلافٌ قصاراها زعافٌ ومركبٌ
شهيٌّ إذا استَلْذَذْتَهُ فهو جامحُ
وشخصٌ جميلٌ يُعجِبُ النَّاسَ حُسنُهُ
ولكنْ له أسرارُ سوءٍ قبائحُ
الملوكُ والأُمَراءُ:
١ - نوحُ بنُ منصورِ بنِ نُوحِ بنِ عبدِ الملكِ السَّامانيُّ، أبو القاسمِ، سُلطانُ بُخارى وسَمَرقَندَ، تملَّكَ نُوحٌ خُراسانَ وغَزنةَ وما وراءَ النَّهرِ، وكانَتْ دولتُه اثنتَينِ وعشرينَ سنةً، واختلَّ بموتِه مُلكُ آلِ سامانَ.
وأبوه وأجدادُه كلُّهم ملوكٌ.
وإليه أشار الثَّعالبيُّ بقولِه:
فنُوحُ بنُ منصورٍ طَوَتْه يدُ الرَّدى
على حسَراتٍ ضُمِّنَتْها الجوانحُ
٢ - منصورُ بنُ نُوحِ بنِ منصورِ بنِ نُوحِ بنِ عبدِ الملكِ السَّامانيُّ، أبو الحارثِ، تملَّكَ بعد أبيه.
وبقي في مُلكِه سنةً وتسعةَ أشهُرٍ.
قبض عليه التُّركُ غدرًا في مدينةَ سرخسَ وخلعوه وسملوا عينيه.
وإلى ذلك أشار الثَّعالبيُّ:
ويا بُؤسَ منصورٍ وفي يومِ سرخسٍ
تمزَّقَ عنه مُلكُه وهو طائحُ
وفُرِّقَ عنه الشَّملُ بالسَّملِ فاغْتَدَى
أميرًا ضريرًا تعتريه الجوائحُ
وقصدَ هؤلاءِ المُلوكَ السَّامانيَّةَ: السُّلطانُ محمودُ بنُ سُبُكتِكِينَ، فهَزَمَهم، وانتزعَ المُلكَ من أيديهم، فانقَرَضَتْ دولةُ السَّامانيَّةِ، وأزال محمودٌ اسمَهم ورسمَهم عن البلادِ بالكُلِّيَّةِ.
٣ - العزيزُ باللهِ نزارُ بنُ المُعِزِّ للهِ مَعَدِّ بنِ إسماعيلَ العُبَيديُّ الرَّافضيُّ، أبو منصورٍ، صاحبُ مِصرَ والشَّامِ والمغربِ!
وكانتْ دولةُ هذا الرَّافضيِّ أعظمَ بكثيرٍ من دولةِ الخليفةِ الطَّائعِ للهِ العبَّاسيِّ.
كانَتْ ولايتُه خمسًا وعشرينَ سنةً وخمسةَ أشهُرٍ وخمسةً وعشرين يومًا.
وتولَّى بعده ابنُه الزِّنديقُ الحاكمُ بأمرِ اللهِ أبو عليٍّ منصورٌ.
وإليه أشارَ النَّاظِمُ بقولِه:
وصاحبُ مِصرٍ قد مضى لسبيلِهِ
٤ - فخرُ الدَّولةَ عليُّ بنُ رُكنِ الدَّولةِ الحسنِ بنِ بُوَيهِ الدَّيلميُّ، أبو الحسنِ، ملكُ بلادِ الرَّيِّ ونواحيها.
وكانَتْ مُدَّةُ مُلكِه ثلاثَ عشرةَ سنةً، وعشرةَ أشهُرٍ، وسبعةَ عشرَ يومًا.
وإليه أشارَ بقولِه:
ووالي الجِبالِ غيَّبَتْه الضَّرائحُ
والمقصودُ بالجبالِ: ما بين أصبهانَ إلى زنجانَ وقزوينَ وهمذانَ والدِّينَوَرِ والرَّيِّ وما بين ذلكَ.
ألم ترَ مُذْ عامَينِ أملاكَ عصرِنا
يصيحُ بهم للموتِ والقتلِ صائحُ
فنُوحُ بنُ منصورٍ طَوَتْهُ يدُ الرَّدى
على حسَراتٍ ضُمِّنَتْها الجوانحُ
ويا بُؤسَ منصورٍ وفي يومِ سَرخَسٍ
تمزَّقَ عنه مُلكُه وهو طائحُ
وفُرِّقَ عنه الشَّملُ بالسَّملِ فاغْتَدَى
أميرًا ضريرًا تعتريه الجوائحُ
وصاحبُ مِصرٍ قد مضى لسبيلِهِ
ووالي الجِبالِ غيَّبَتْه الضَّرائحُ
وصاحبُ جُرجانيَّةٍ في ندامةٍ
ترصَّدَهُ طَرفٌ من الحَينِ طامحُ
خُوارزمُ شاهٍ شاهَ وجهُ نعيمِهِ
وعنَّ له يومٌ من النَّحسِ كالِحُ
وكان علا في الأرضِ يخبطُها أبو
عليٍّ إلى أن طَوَّحَتْه الطَّوائحُ
وصاحبُ بُستٍ ذلك الضَّيغَمُ الذي
براثنُهُ للمَشرِقَينِ مفاتحُ
أناخ به من صدمةِ الدَّهرِ كَلكَلٌ
فلم يُغنِ عنه والمُقدَّرُ سانِحُ
جُيوشٌ إذا أربَتْ على عددِ الحصى
تغُصُّ بها قِيعانُها والصَّحاصِحُ
ودارَتْ على صَمصامِ دولةِ بُوَيهٍ
دوائرُ سوءٍ كلُّهنُّ فوادحُ
وقد جاز والي الجُوزَجانِ قناطرَ الـ
ـحياةِ فوافَتْه المنايا الطَّوائحُ
وفائقُ المجبوبُ قد جُبَّ عُمرُهُ
فأمسى ولم يندُبْه في الأرضِ نائحُ
مَضَوا في مدى عامَينِ واختَطَفَتْهمُ
عُقابٌ إذا طارَتْ تخرُّ الجوارحُ
أمالَكَ فيهم عبرةٌ مُستَفادةٌ
بلى، إنَّ نهجَ الاعتبارِ لَواضحُ
تاريخُ الإسلامِ ( ٨ / ٥١٣ - ٥١٤ أحداث سنة ٣٨٨هـ ) بتصرُّفٍ؛ لأنَّ الإمامَ الذَّهبيَّ ذكرَ أسماءَهم بين الأبياتِ، فحذفتُها لأذكرَها مُرتَّبةً.
وذكرَ هذه الأعُجوبةَ مع الأبياتِ نقلًا عن الذَّهبيِّ: السُّيوطيُّ في تاريخِ الخُلَفاءِ ( ص٦٣٥ - ٦٣٦ ).
وهي في ديوانِ الثَّعالبيِّ ( ص٣٦ - ٣٩ ) وفيه زياداتٌ، وبعضُ اختلافٍ في الكلماتِ.
في الدِّيوانِ بعد البيتِ السَّادسِ:
ساقوا كُؤوسَ الرَّاحِ ثم تشاربوا
كُؤوسَ المنايا والدِّماءُ سوافحُ
وفيه بعد البيتِ الثَّامنِ:
فعارَضَهُ نابٌ من الشَّرِّ أعصلٌ
وعنَّ له طيرٌ من الشُّؤمِ بارحُ
وفيه بعد البيتِ العاشرِ:
خُيولٌ كأمثالِ السُّيولِ سوابحٌ
فيولٌ كأمثالِ الجبالِ سوارحُ
وفيه قبل البيتِ الأخيرِ:
وكان بنو سامانَ أطوادَ عزَّةٍ
فأضحتْ بصرفِ الدَّهرِ وهي أباطحُ
وفيه بعد البيتِ الأخيرِ:
تسلَّ عن الدُّنيا ولا تخطبنَّها
ولا تنكحنْ قتَّالةً مَن تُناكِحُ
فليس يفي مرجوُّها بمَخُوفِها
ومكروهُها إمَّا تدبَّرتَ راجحُ
لقد قال فيها الواصفونَ فأكثروا
وعندي لها وصفٌ لَعمرُكَ صالحُ
سُلافٌ قصاراها زعافٌ ومركبٌ
شهيٌّ إذا استَلْذَذْتَهُ فهو جامحُ
وشخصٌ جميلٌ يُعجِبُ النَّاسَ حُسنُهُ
ولكنْ له أسرارُ سوءٍ قبائحُ
الملوكُ والأُمَراءُ:
١ - نوحُ بنُ منصورِ بنِ نُوحِ بنِ عبدِ الملكِ السَّامانيُّ، أبو القاسمِ، سُلطانُ بُخارى وسَمَرقَندَ، تملَّكَ نُوحٌ خُراسانَ وغَزنةَ وما وراءَ النَّهرِ، وكانَتْ دولتُه اثنتَينِ وعشرينَ سنةً، واختلَّ بموتِه مُلكُ آلِ سامانَ.
وأبوه وأجدادُه كلُّهم ملوكٌ.
وإليه أشار الثَّعالبيُّ بقولِه:
فنُوحُ بنُ منصورٍ طَوَتْه يدُ الرَّدى
على حسَراتٍ ضُمِّنَتْها الجوانحُ
٢ - منصورُ بنُ نُوحِ بنِ منصورِ بنِ نُوحِ بنِ عبدِ الملكِ السَّامانيُّ، أبو الحارثِ، تملَّكَ بعد أبيه.
وبقي في مُلكِه سنةً وتسعةَ أشهُرٍ.
قبض عليه التُّركُ غدرًا في مدينةَ سرخسَ وخلعوه وسملوا عينيه.
وإلى ذلك أشار الثَّعالبيُّ:
ويا بُؤسَ منصورٍ وفي يومِ سرخسٍ
تمزَّقَ عنه مُلكُه وهو طائحُ
وفُرِّقَ عنه الشَّملُ بالسَّملِ فاغْتَدَى
أميرًا ضريرًا تعتريه الجوائحُ
وقصدَ هؤلاءِ المُلوكَ السَّامانيَّةَ: السُّلطانُ محمودُ بنُ سُبُكتِكِينَ، فهَزَمَهم، وانتزعَ المُلكَ من أيديهم، فانقَرَضَتْ دولةُ السَّامانيَّةِ، وأزال محمودٌ اسمَهم ورسمَهم عن البلادِ بالكُلِّيَّةِ.
٣ - العزيزُ باللهِ نزارُ بنُ المُعِزِّ للهِ مَعَدِّ بنِ إسماعيلَ العُبَيديُّ الرَّافضيُّ، أبو منصورٍ، صاحبُ مِصرَ والشَّامِ والمغربِ!
وكانتْ دولةُ هذا الرَّافضيِّ أعظمَ بكثيرٍ من دولةِ الخليفةِ الطَّائعِ للهِ العبَّاسيِّ.
كانَتْ ولايتُه خمسًا وعشرينَ سنةً وخمسةَ أشهُرٍ وخمسةً وعشرين يومًا.
وتولَّى بعده ابنُه الزِّنديقُ الحاكمُ بأمرِ اللهِ أبو عليٍّ منصورٌ.
وإليه أشارَ النَّاظِمُ بقولِه:
وصاحبُ مِصرٍ قد مضى لسبيلِهِ
٤ - فخرُ الدَّولةَ عليُّ بنُ رُكنِ الدَّولةِ الحسنِ بنِ بُوَيهِ الدَّيلميُّ، أبو الحسنِ، ملكُ بلادِ الرَّيِّ ونواحيها.
وكانَتْ مُدَّةُ مُلكِه ثلاثَ عشرةَ سنةً، وعشرةَ أشهُرٍ، وسبعةَ عشرَ يومًا.
وإليه أشارَ بقولِه:
ووالي الجِبالِ غيَّبَتْه الضَّرائحُ
والمقصودُ بالجبالِ: ما بين أصبهانَ إلى زنجانَ وقزوينَ وهمذانَ والدِّينَوَرِ والرَّيِّ وما بين ذلكَ.
٥ - مأمونُ بنُ مُحمَّدِ بنِ عليِّ بنِ خُوارزم شاه، أبو العبَّاسِ، صاحبُ خُوارزمَ والجُرجانيَّةِ.
وولي بعده ابنُه عليٌّ، واستقرَّ له ما كان لأبيه.
وإليه أشار بقولِه:
وصاحبُ جُرجانيَّةٍ في ندامةٍ
ترصَّدَهُ طَرفٌ من الحَينِ طامحُ
خُوارزمُ شاهٍ شاهَ وجهُ نعيمِهِ
وعنَّ له يومٌ من النَّحسِ كالِحُ
٦ - المُظفَّرُ مُحمَّدُ بنُ مُحمَّدِ بنِ إبراهيمَ بنِ سيمجور، أبو عليٍّ، ولي خُراسانَ للسَّامانيِّينَ، ثم طمع في المُلكِ، فحارَبَه سُبُكتِكِينَ.
وكان من أولادِ الأُمَراءِ وأصحابِ الجُيوشِ.
وإليه أشار بقولِه:
وكان علا في الأرضِ يخبطُها أبو
عليٍّ إلى أن طَوَّحَتْه الطَّوائحُ
فعارَضَهُ نابٌ من الشَّرِّ أعصلٌ
وعنَّ له طيرٌ من الشُّؤمِ بارحُ
وقولُه: "أعصل": أي: مِعوَجّ وبه صلابةٌ.
٧ - سُبُكتِكِينَ التُّركيُّ، أبو منصورٍ، ناصرُ الدَّولةِ، وسيِّدُ الأُمَراءِ والمُلوكِ، ووالدُ السُّلطانِ محمودٍ.
وكانَتْ دولتُه نحوًا من عشرينَ سنةً.
وإليه أشار الثَّعالبيُّ بقولِه:
وصاحبُ بُستٍ ذلك الضَّيغَمُ الذي
براثِنُهُ للمَشرِقَينِ مفاتحُ
أناخ به من صدمةِ الدَّهرِ كَلكَلٌ
فلم يُغنِ عنه والمُقدَّرُ سانِحُ
خُيولٌ كأمثالِ السُّيولِ سوابحٌ
فيولٌ كأمثالِ الجبالِ سوارحُ
جُيوشٌ إذا أربَتْ على عددِ الحصى
تغُصُّ بها قِيعانُها والصَّحاصِحُ
٨ - صمصامُ الدَّولةِ المرزبان بنُ عَضُدِ الدَّولةِ فنَّاخُسْرو بنِ رُكنِ الدَّولةِ الحسنِ بنِ بُوَيهِ الدَّيلميُّ، أبو كاليجار.
وكانَتْ مدةُ مُلكِه تسعَ سنينَ وأشهُرًا.
وإليه أشار بقولِه:
ودارَتْ على صَمصامِ دولةِ بُوَيهِ
دوائرُ سوءٍ كلّهنُّ فوادحُ
٩ - عميدُ الدَّولةِ فائقُ الخاصَّة بنُ عبدِ اللهِ الرُّوميُّ أبو الحسنِ السَّامانيُّ، أميرُ الجُيوشِ، ولي أكثرَ مُدُنِ خُراسانَ نيِّفًا وأربعينَ سنةً.
وقيل له: الخاصَّة، لاختصاصِه بالأميرِ منصورِ بنِ نوحٍ السَّامانيِّ، وهو الذي ربَّاه.
وكان من أهلِ العلمِ والخيرِ، راغبًا في أهلهِما، وكانَتْ دارُه مجمعَ العُلَماءِ والمُحدِّثينَ.
وإليه أشارَ بقولِه:
وفائقُ المجبوبُ قد جُبَّ عُمرُهُ
فأمسى ولم يندُبْه في الأرضِ نائحُ
وقولُه: "المجبوب"، عُرِفَ بذلك لأنَّه كان خَصِيًّا.
وأمّّا قولُه:
وقد جاز والي الجُوزَجانِ قناطرَ الـ
ـحياةِ فوافَتْه المنايا الطَّوائحُ
قيل: إنَّه عنى الأميرَ أبا نصرٍ بنَ فريغونَ، صاحبَ الجُوزَجانِ، وهذا تُوُفِّيَ سنةَ ( ٤٠١هـ ).
وكان هؤلاء بنو فريغون ولاةً على الجُوزجانِ أيَّامَ بني سامانَ يتوارثونها.
واللهُ أعلمُ.
وولي بعده ابنُه عليٌّ، واستقرَّ له ما كان لأبيه.
وإليه أشار بقولِه:
وصاحبُ جُرجانيَّةٍ في ندامةٍ
ترصَّدَهُ طَرفٌ من الحَينِ طامحُ
خُوارزمُ شاهٍ شاهَ وجهُ نعيمِهِ
وعنَّ له يومٌ من النَّحسِ كالِحُ
٦ - المُظفَّرُ مُحمَّدُ بنُ مُحمَّدِ بنِ إبراهيمَ بنِ سيمجور، أبو عليٍّ، ولي خُراسانَ للسَّامانيِّينَ، ثم طمع في المُلكِ، فحارَبَه سُبُكتِكِينَ.
وكان من أولادِ الأُمَراءِ وأصحابِ الجُيوشِ.
وإليه أشار بقولِه:
وكان علا في الأرضِ يخبطُها أبو
عليٍّ إلى أن طَوَّحَتْه الطَّوائحُ
فعارَضَهُ نابٌ من الشَّرِّ أعصلٌ
وعنَّ له طيرٌ من الشُّؤمِ بارحُ
وقولُه: "أعصل": أي: مِعوَجّ وبه صلابةٌ.
٧ - سُبُكتِكِينَ التُّركيُّ، أبو منصورٍ، ناصرُ الدَّولةِ، وسيِّدُ الأُمَراءِ والمُلوكِ، ووالدُ السُّلطانِ محمودٍ.
وكانَتْ دولتُه نحوًا من عشرينَ سنةً.
وإليه أشار الثَّعالبيُّ بقولِه:
وصاحبُ بُستٍ ذلك الضَّيغَمُ الذي
براثِنُهُ للمَشرِقَينِ مفاتحُ
أناخ به من صدمةِ الدَّهرِ كَلكَلٌ
فلم يُغنِ عنه والمُقدَّرُ سانِحُ
خُيولٌ كأمثالِ السُّيولِ سوابحٌ
فيولٌ كأمثالِ الجبالِ سوارحُ
جُيوشٌ إذا أربَتْ على عددِ الحصى
تغُصُّ بها قِيعانُها والصَّحاصِحُ
٨ - صمصامُ الدَّولةِ المرزبان بنُ عَضُدِ الدَّولةِ فنَّاخُسْرو بنِ رُكنِ الدَّولةِ الحسنِ بنِ بُوَيهِ الدَّيلميُّ، أبو كاليجار.
وكانَتْ مدةُ مُلكِه تسعَ سنينَ وأشهُرًا.
وإليه أشار بقولِه:
ودارَتْ على صَمصامِ دولةِ بُوَيهِ
دوائرُ سوءٍ كلّهنُّ فوادحُ
٩ - عميدُ الدَّولةِ فائقُ الخاصَّة بنُ عبدِ اللهِ الرُّوميُّ أبو الحسنِ السَّامانيُّ، أميرُ الجُيوشِ، ولي أكثرَ مُدُنِ خُراسانَ نيِّفًا وأربعينَ سنةً.
وقيل له: الخاصَّة، لاختصاصِه بالأميرِ منصورِ بنِ نوحٍ السَّامانيِّ، وهو الذي ربَّاه.
وكان من أهلِ العلمِ والخيرِ، راغبًا في أهلهِما، وكانَتْ دارُه مجمعَ العُلَماءِ والمُحدِّثينَ.
وإليه أشارَ بقولِه:
وفائقُ المجبوبُ قد جُبَّ عُمرُهُ
فأمسى ولم يندُبْه في الأرضِ نائحُ
وقولُه: "المجبوب"، عُرِفَ بذلك لأنَّه كان خَصِيًّا.
وأمّّا قولُه:
وقد جاز والي الجُوزَجانِ قناطرَ الـ
ـحياةِ فوافَتْه المنايا الطَّوائحُ
قيل: إنَّه عنى الأميرَ أبا نصرٍ بنَ فريغونَ، صاحبَ الجُوزَجانِ، وهذا تُوُفِّيَ سنةَ ( ٤٠١هـ ).
وكان هؤلاء بنو فريغون ولاةً على الجُوزجانِ أيَّامَ بني سامانَ يتوارثونها.
واللهُ أعلمُ.
مَن سَمِعَ حديثًا نازِلًا فطَلَبَهُ عاليًا:
قال الإمامُ مُسلِمٌ ( ٥٥ ): حدَّثنا مُحمَّدُ بنُ عبَّادٍ المكِّيُّ، حدَّثنا سُفيانُ قال: قلتُ لسُهَيلٍ: إنَّ عَمرًا حدَّثنا، عن القعقاعِ، عن أبيكَ، قال: ورجوتُ أن يُسقِطَ عنِّي رجلًا، قال: فقال: سمعتُه من الذي سَمِعَهُ منه أبي كان صديقًا له بالشَّامِ، ثم حدَّثنا سُفيانُ، عن سُهَيلٍ، عن عطاءِ بنِ يزيدَ، عن تميمٍ الدَّارِيِّ، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: "الدِّينُ النَّصيحةُ"، قلنا: لمن؟ قال: "للهِ ولكتابِه ولرسولِه ولأئِمَّةِ المُسلمينَ وعامَّتِهم".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المعنى: سُفيانُ بنُ عُيَينةَ سمع هذا الحديثَ أولًا من عمرِو بنِ دينارٍ، عن القعقاعِ بنِ حكيمٍ، عن والدِ سُهَيلٍ أبي صالحٍ، عن عطاءِ بنِ يزيدَ، عن تميمٍ الدَّاريِّ.
ثم لقي سُفيانُ سُهَيلَ بنَ أبي صالحٍ، فسأَلَه هل سمعتَ هذا الحديثَ من أبيكَ؟ كي أرويَه عنك، عن أبيكَ، عن عطاءٍ، عن تميمٍ.. من أجلِ أن يكونَ إسنادي فيه عاليًا، يعني قريبًا من النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
فقال له سُهَيلٌ: أنا سمعتُه من عطاءِ بنِ يزيدَ مباشرةً، وكان صديقًا لأبي.
فصار سُفيانُ بنُ عُيَينةَ يروي الحديثَ عن سُهيلِ بنِ أبي صالحٍ، عن عطاءِ بنِ يزيدَ، عن تميمٍ الدَّاريِّ.
فسقط من إسنادِ سُفيانَ بنِ عُيَينةَ رجلانِ.
وهكذا كان نهجُ السَّلَفِ رحمهم اللهُ.. كانوا يطلبونَ العاليَ من الإسنادِ، ويحرصونَ على ذلك، بل ويعدُّونَه قُربةً إلى اللهِ، وأنَّه من السُّنَّةِ.
قال الإمامُ مُسلِمٌ ( ٥٥ ): حدَّثنا مُحمَّدُ بنُ عبَّادٍ المكِّيُّ، حدَّثنا سُفيانُ قال: قلتُ لسُهَيلٍ: إنَّ عَمرًا حدَّثنا، عن القعقاعِ، عن أبيكَ، قال: ورجوتُ أن يُسقِطَ عنِّي رجلًا، قال: فقال: سمعتُه من الذي سَمِعَهُ منه أبي كان صديقًا له بالشَّامِ، ثم حدَّثنا سُفيانُ، عن سُهَيلٍ، عن عطاءِ بنِ يزيدَ، عن تميمٍ الدَّارِيِّ، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: "الدِّينُ النَّصيحةُ"، قلنا: لمن؟ قال: "للهِ ولكتابِه ولرسولِه ولأئِمَّةِ المُسلمينَ وعامَّتِهم".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المعنى: سُفيانُ بنُ عُيَينةَ سمع هذا الحديثَ أولًا من عمرِو بنِ دينارٍ، عن القعقاعِ بنِ حكيمٍ، عن والدِ سُهَيلٍ أبي صالحٍ، عن عطاءِ بنِ يزيدَ، عن تميمٍ الدَّاريِّ.
ثم لقي سُفيانُ سُهَيلَ بنَ أبي صالحٍ، فسأَلَه هل سمعتَ هذا الحديثَ من أبيكَ؟ كي أرويَه عنك، عن أبيكَ، عن عطاءٍ، عن تميمٍ.. من أجلِ أن يكونَ إسنادي فيه عاليًا، يعني قريبًا من النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
فقال له سُهَيلٌ: أنا سمعتُه من عطاءِ بنِ يزيدَ مباشرةً، وكان صديقًا لأبي.
فصار سُفيانُ بنُ عُيَينةَ يروي الحديثَ عن سُهيلِ بنِ أبي صالحٍ، عن عطاءِ بنِ يزيدَ، عن تميمٍ الدَّاريِّ.
فسقط من إسنادِ سُفيانَ بنِ عُيَينةَ رجلانِ.
وهكذا كان نهجُ السَّلَفِ رحمهم اللهُ.. كانوا يطلبونَ العاليَ من الإسنادِ، ويحرصونَ على ذلك، بل ويعدُّونَه قُربةً إلى اللهِ، وأنَّه من السُّنَّةِ.
قال الدُّوريُّ في تاريخِ ابنِ معينٍ ( ٢ / ٢٢٤ برقم ٤٧٠٣ ): حدَّثنا يحيى بنُ معينٍ، عن عبدِ الرَّزَّاق، عن مَعمَرٍ، عن قتادةَ قال: "كان يُستَحبُّ ألَّا تُقرأَ الأحاديثُ التي عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلَّا على وضوءٍ".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهذا إسنادُه صحيحٌ، رجالُه أئمَّةٌ.
ورواه أبو القاسمِ البَغَويُّ في مُسنَدِ عليِّ بنِ الجعدِ ( ١٠٦٧ )، والدِّينَوَريُّ في المُجالَسةِ وجواهرِ العلمِ ( ٢٦٥٣ )، والرَّامَهُرمُزيُّ في المُحدِّثِ الفاصلِ ( ٨٣٣ )، والخطيبُ البغداديُّ في الجامعِ لأخلاقِ الرَّاوي ( ٦٥٠ و٩٨٣ )، وابنُ عبدِ البرِّ في جامعِ بيانِ العلمِ ( ٢٣٩١ و٢٣٩٢ )، والبيهقيُّ في المدخلِ إلى السُّنَنِ ( ٦٩٥ )، وأبو نُعَيمٍ في حِليةِ الأولياءِ ( ٢ / ٣٣٥ ) من طُرُقٍ، عن عبدِ الرَّزَّاقِ الصَّنعانيِّ، به.
وقتادةُ بنُ دِعامةَ السَّدوسيُّ من صغارِ التَّابعينَ.. وقولُه: "كان يُستَحبُّ": عنى به عصرَهُ الذي كان مُكتَظًّا بالتَّابعينَ..
وقد أدركَ قتادةُ جمعًا من الصَّحابةِ.
وكان غيرُ واحدٍ من السَّلَفِ لا يُحدِّثُ ولا يقرأُ الأحاديثَ إلَّا على طهارةٍ؛ كالأعمشِ، وقتادةَ، وجعفرِ بنِ مُحمَّدٍ الصَّادقِ، ومالكِ بنِ أنسٍ، والفضلِ بنِ مُوسى، وغيرِهم.
وفِعلُهم هذا كان إجلالًا وتعظيمًا لحديثِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وكذلك كرهوا التَّحديثَ حالَ القِيامِ والمشيِ والاضطِجاعِ، لأنَّ التَّحديثَ جالسًا أحضرُ للقلبِ وأجمعُ للفهمِ.
قال الخطيبُ البغداديُّ في الجامعِ لأخلاقِ الرَّاوي ( ١ / ٦٤٣ ): "كراهةُ مَن كَرِهَ التَّحديثَ في الأحوالِ التي ذكرناها من المشيِ والقِيامِ والاضطِجاعِ وعلى غيرِ طهارةٍ؛ إنَّما هي على سبيلِ التَّوقيرِ للحديثِ والتَّعظيمِ والتَّنزيهِ له، ولو حدَّثَ مُحدِّثٌ في هذه الأحوالِ لم يكن مأثومًا، ولا فعلَ أمرًا محظورًا، وأجلُّ الكُتُبِ كتابُ اللهِ وقراءتُه في هذه الأحوالِ جائزةٌ، فقِراءةُ الحديثِ فيها بالجوازِ أولى". اهـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهذا إسنادُه صحيحٌ، رجالُه أئمَّةٌ.
ورواه أبو القاسمِ البَغَويُّ في مُسنَدِ عليِّ بنِ الجعدِ ( ١٠٦٧ )، والدِّينَوَريُّ في المُجالَسةِ وجواهرِ العلمِ ( ٢٦٥٣ )، والرَّامَهُرمُزيُّ في المُحدِّثِ الفاصلِ ( ٨٣٣ )، والخطيبُ البغداديُّ في الجامعِ لأخلاقِ الرَّاوي ( ٦٥٠ و٩٨٣ )، وابنُ عبدِ البرِّ في جامعِ بيانِ العلمِ ( ٢٣٩١ و٢٣٩٢ )، والبيهقيُّ في المدخلِ إلى السُّنَنِ ( ٦٩٥ )، وأبو نُعَيمٍ في حِليةِ الأولياءِ ( ٢ / ٣٣٥ ) من طُرُقٍ، عن عبدِ الرَّزَّاقِ الصَّنعانيِّ، به.
وقتادةُ بنُ دِعامةَ السَّدوسيُّ من صغارِ التَّابعينَ.. وقولُه: "كان يُستَحبُّ": عنى به عصرَهُ الذي كان مُكتَظًّا بالتَّابعينَ..
وقد أدركَ قتادةُ جمعًا من الصَّحابةِ.
وكان غيرُ واحدٍ من السَّلَفِ لا يُحدِّثُ ولا يقرأُ الأحاديثَ إلَّا على طهارةٍ؛ كالأعمشِ، وقتادةَ، وجعفرِ بنِ مُحمَّدٍ الصَّادقِ، ومالكِ بنِ أنسٍ، والفضلِ بنِ مُوسى، وغيرِهم.
وفِعلُهم هذا كان إجلالًا وتعظيمًا لحديثِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وكذلك كرهوا التَّحديثَ حالَ القِيامِ والمشيِ والاضطِجاعِ، لأنَّ التَّحديثَ جالسًا أحضرُ للقلبِ وأجمعُ للفهمِ.
قال الخطيبُ البغداديُّ في الجامعِ لأخلاقِ الرَّاوي ( ١ / ٦٤٣ ): "كراهةُ مَن كَرِهَ التَّحديثَ في الأحوالِ التي ذكرناها من المشيِ والقِيامِ والاضطِجاعِ وعلى غيرِ طهارةٍ؛ إنَّما هي على سبيلِ التَّوقيرِ للحديثِ والتَّعظيمِ والتَّنزيهِ له، ولو حدَّثَ مُحدِّثٌ في هذه الأحوالِ لم يكن مأثومًا، ولا فعلَ أمرًا محظورًا، وأجلُّ الكُتُبِ كتابُ اللهِ وقراءتُه في هذه الأحوالِ جائزةٌ، فقِراءةُ الحديثِ فيها بالجوازِ أولى". اهـ
قال الذَّهبيُّ في تذكرةِ الحُفَّاظِ ( ١ / ٤ ): "فحقٌّ على المُحدِّثِ أن يتورَّعَ في ما يُؤدِّيهِ، وأن يسألَ أهلَ المعرفةِ والورعِ ليُعينوه على إيضاحِ مرويَّاتِه، ولا سبيلَ إلى أن يصيرَ العارفُ الذي يُزكِّي نقَلَةَ الأخبارِ ويجرحُهم جِهبِذًا؛ إلَّا بإدمانِ الطَّلبِ، والفحصِ عن هذا الشَّأنِ، وكثرةِ المُذاكَرةِ والسَّهَرِ والتَّيقُّظِ والفهمِ، مع التَّقوى والدِّينِ المَتِينِ والإنصافِ، والتَّردُّدِ إلى مجالسِ العُلَماءِ، والتَّحرِّي والإتقانِ، وإلَّا تَفعلْ:
فدَعْ عنكَ الكِتابةَ لستَ منها *** ولو سوَّدتَ وجهَكَ بالمِدادِ
قال اللهُ تعالى عزَّ وجلَّ: ( فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ).
فإن آنستَ يا هذا من نفسِكَ فهمًا وصِدقًا ودِينًا وورعًا؛ وإلَّا فلا تتعنَّ! وإن غلب عليك الهوى والعصبيَّةُ لرأيٍ ولمذهبٍ؛ فباللهِ لا تتعبْ! وإن عرفتَ أنَّكَ مُخلِّطٌ مُخبِّطٌ مُهمِلٌ لحُدودِ اللهِ؛ فأَرِحْنا منكَ! فبعد قليلٍ ينكشفُ البَهرَجُ، وينكبُّ الزَّغَلُ، ولا يحيقُ المكرُ السَّيِّءُ إلَّا بأهلِه.
فقد نصحتُكَ، فعِلمُ الحديثِ صلفٌ، فأين عِلمُ الحديثِ؟ وأين أهلُه؟ كِدتُّ أن لا أراهم إلَّا في كتابٍ أو تحتَ تُرابٍ".
فدَعْ عنكَ الكِتابةَ لستَ منها *** ولو سوَّدتَ وجهَكَ بالمِدادِ
قال اللهُ تعالى عزَّ وجلَّ: ( فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ).
فإن آنستَ يا هذا من نفسِكَ فهمًا وصِدقًا ودِينًا وورعًا؛ وإلَّا فلا تتعنَّ! وإن غلب عليك الهوى والعصبيَّةُ لرأيٍ ولمذهبٍ؛ فباللهِ لا تتعبْ! وإن عرفتَ أنَّكَ مُخلِّطٌ مُخبِّطٌ مُهمِلٌ لحُدودِ اللهِ؛ فأَرِحْنا منكَ! فبعد قليلٍ ينكشفُ البَهرَجُ، وينكبُّ الزَّغَلُ، ولا يحيقُ المكرُ السَّيِّءُ إلَّا بأهلِه.
فقد نصحتُكَ، فعِلمُ الحديثِ صلفٌ، فأين عِلمُ الحديثِ؟ وأين أهلُه؟ كِدتُّ أن لا أراهم إلَّا في كتابٍ أو تحتَ تُرابٍ".