سمَّى اللهُ عزَّ وجلَّ في القُرآنِ خمسةَ أنبياءَ قبل أن يُولَدُوا، فمَن هم؟، مع ذِكرِ الآياتِ.
أحسنتُم، الإجابةُ هي: إسحاقُ ويعقوبُ، ويحيى، وعِيسى، ومُحمَّدٌ، صلواتُ اللهِ عليهم.
- قال التَّابعيُّ الإمامُ عبدُ الرَّحمنِ بنُ هُرمُزَ الأعرجُ: "ما أدركتُ النَّاسَ إلَّا وَهم يلعنونَ الكَفَرةَ في رمضانَ".
رواه مالكٌ في المُوطَّإِ ( ٣٠٤ - رواية اللَّيثيِّ ) و ( ٢٨٢ - رواية أبي مُصعبٍ ) عن داودَ بنِ الحُصَينِ، عن الأعرجِ.
وإسنادُه صحيحٌ.
ورواه عبدُ الرَّزَّاقِ ( ٧٧٣٤ )، والفريابيُّ في الصِّيامِ ( ١٨١ و١٨٢ )، والمُستَغفِريُّ في فضائلِ القُرآنِ ( ٥٤١ )، والبيهقيُّ في السُّنَنِ الكُبرى ( ٤٦٨٧ ) وفي شُعَبِ الإيمانِ ( ٣٠٠١ ) وفي فضائلِ الأوقاتِ ( ١٢٨ ) من طريقِ مالكٍ، عن داودَ بنِ الحُصَينِ، به.
ويريدُ الأعرجُ بالنَّاسِ: الصَّحابةَ رضي اللهُ عنهم، ومعنى ذلك أنهم كانوا يقنتونَ في رمضانَ بلَعنِ الكفَرَةِ.
- وذكرَ المروزيُّ في قيامِ اللَّيلِ ( ص٣١٥ ) أنَّ مُعاذَ بنَ الحارثِ الأنصاريَّ كان إذا انتصفَ رمضانُ لعَنَ الكَفَرةَ.
- وذكر أيضًا ( ص٣١٥ - ٣٢٣ ) عن ابنِ شهابٍ الزُّهريِّ أنَّه قال: "كانوا يلعنونَ الكفرةَ في النِّصفِ".
- وقال ابنُ رُشدٍ في بدايةِ المُجتهِدِ ( ١ / ٣٢١ ): قال ابنُ عبدِ البَرِّ: "والقُنوتُ بلَعنِ الكَفَرةِ في رمضانَ مُستَفِيضٌ في الصَّدرِ الأوَّلِ اقتِداءً برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في دُعائِه على رِعلٍ وذكوانَ، والنَّفَرِ الذينَ قتَلُوا أصحابَ بِئرِ معونةَ".
- اللَّهُمَّ الْعَنِ كفرةَ أهلِ الكتابِ الذين يصدُّونَ عن سبيلِكَ، ويُكذِّبونَ رُسُلَكَ، ويُقاتِلونَ أولياءَكَ، اللَّهُمَّ خالِفْ بين كلمتِهم، وزَلزِلْ أقدامَهم، وأَنْزِلْ بهم بأسَكَ الذي لا تردُّه عن القومِ المُجرِمينَ، واجْعَلْ عليهم رِجزَكَ وعذابَكَ، اللَّهُمَّ قاتِلِ الكفرةَ الذين أُوتُوا الكِتابَ، إلهَ الحقِّ..
- اللَّهُمَّ سلِّمْ غزَّةَ وأهلَها، وعذِّبِ يهودَ، وأَلْقِ في قُلوبِهم الرُّعبَ، وخالِفْ بين كَلِمَتِهم..
- اللَّهُمَّ أنجِ المُستَضعَفِينَ من المُؤمنين، اللَّهُمَّ احْفظَ إخوانَنا في غزَّةَ وإدلبَ، اللَّهُمَّ أنزِلْ عليهم نصرَكَ، واجْعلْ تدبيرَ الكَفَرةِ في تدميرِهم، وكيدَهم في نُحورِهم..
رواه مالكٌ في المُوطَّإِ ( ٣٠٤ - رواية اللَّيثيِّ ) و ( ٢٨٢ - رواية أبي مُصعبٍ ) عن داودَ بنِ الحُصَينِ، عن الأعرجِ.
وإسنادُه صحيحٌ.
ورواه عبدُ الرَّزَّاقِ ( ٧٧٣٤ )، والفريابيُّ في الصِّيامِ ( ١٨١ و١٨٢ )، والمُستَغفِريُّ في فضائلِ القُرآنِ ( ٥٤١ )، والبيهقيُّ في السُّنَنِ الكُبرى ( ٤٦٨٧ ) وفي شُعَبِ الإيمانِ ( ٣٠٠١ ) وفي فضائلِ الأوقاتِ ( ١٢٨ ) من طريقِ مالكٍ، عن داودَ بنِ الحُصَينِ، به.
ويريدُ الأعرجُ بالنَّاسِ: الصَّحابةَ رضي اللهُ عنهم، ومعنى ذلك أنهم كانوا يقنتونَ في رمضانَ بلَعنِ الكفَرَةِ.
- وذكرَ المروزيُّ في قيامِ اللَّيلِ ( ص٣١٥ ) أنَّ مُعاذَ بنَ الحارثِ الأنصاريَّ كان إذا انتصفَ رمضانُ لعَنَ الكَفَرةَ.
- وذكر أيضًا ( ص٣١٥ - ٣٢٣ ) عن ابنِ شهابٍ الزُّهريِّ أنَّه قال: "كانوا يلعنونَ الكفرةَ في النِّصفِ".
- وقال ابنُ رُشدٍ في بدايةِ المُجتهِدِ ( ١ / ٣٢١ ): قال ابنُ عبدِ البَرِّ: "والقُنوتُ بلَعنِ الكَفَرةِ في رمضانَ مُستَفِيضٌ في الصَّدرِ الأوَّلِ اقتِداءً برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في دُعائِه على رِعلٍ وذكوانَ، والنَّفَرِ الذينَ قتَلُوا أصحابَ بِئرِ معونةَ".
- اللَّهُمَّ الْعَنِ كفرةَ أهلِ الكتابِ الذين يصدُّونَ عن سبيلِكَ، ويُكذِّبونَ رُسُلَكَ، ويُقاتِلونَ أولياءَكَ، اللَّهُمَّ خالِفْ بين كلمتِهم، وزَلزِلْ أقدامَهم، وأَنْزِلْ بهم بأسَكَ الذي لا تردُّه عن القومِ المُجرِمينَ، واجْعَلْ عليهم رِجزَكَ وعذابَكَ، اللَّهُمَّ قاتِلِ الكفرةَ الذين أُوتُوا الكِتابَ، إلهَ الحقِّ..
- اللَّهُمَّ سلِّمْ غزَّةَ وأهلَها، وعذِّبِ يهودَ، وأَلْقِ في قُلوبِهم الرُّعبَ، وخالِفْ بين كَلِمَتِهم..
- اللَّهُمَّ أنجِ المُستَضعَفِينَ من المُؤمنين، اللَّهُمَّ احْفظَ إخوانَنا في غزَّةَ وإدلبَ، اللَّهُمَّ أنزِلْ عليهم نصرَكَ، واجْعلْ تدبيرَ الكَفَرةِ في تدميرِهم، وكيدَهم في نُحورِهم..
Forwarded from غِرَاسُ السَّلَفِ 📚
الحمدُ للهِ، وبعدُ:
روى البُخاريُّ ( ٢٠٢٤ ) عن عائشةَ رضي اللهُ عنها، قالَتْ: "كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا دخل العشرُ شدَّ مِئزَرَهُ، وأحيا ليلَهُ، وأيقظَ أهلَهُ".
وفي روايةٍ عند مُسلِمٍ ( ١١٧٤ ): "إذا دخل العشرُ أحيا اللَّيلَ، وأيقظَ أهلَهُ، وجدَّ، وشدَّ المِئزَرَ".
"شدَّ مِئزَرَهُ": أي: اعتزلَ النِّساءَ، واجتهدَ في العبادةِ.
وقالَتْ رضي اللهُ عنها فيما رواه عنها مُسلِمٌ ( ١١٧٥ ): "كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يجتهدُ في العشرِ الأواخرِ ما لا يجتهدُ في غيرِه".
- ليلةُ القدرِ:
روى البُخاريُّ ( ١٩٠١ و٢٠١٤ )، ومُسلِمٌ ( ٧٦٠ ) عن أبي هُرَيرةَ، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: "مَن قامَ ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتِسابًا؛ غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبِه".
وروى البُخاريُّ ( ٢٠١٧ )، ومُسلِمٌ ( ١١٦٩ ) عن عائشةَ رضي اللهُ عنها أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: "تَحَرَّوْا ليلةَ القدرِ في الوِترِ من العشرِ الأواخرِ من رمضانَ".
وروى مُسلِمٌ ( ١١٦٥ ) عن عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: "مَن كان مُلتَمِسَها؛ فليلتَمِسْها في العشرِ الأواخرِ".
وفي روايةٍ عند مُسلِمٍ: "تَحَيَّنُوا ليلةَ القدرِ في العشرِ الأواخرِ".
أي اطلبوا حِينَها، وهو زمانُها.
وروى البُخاريُّ ( ٢٠٢١ ) عن عبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: "الْتَمِسُوها في العشرِ الأواخرِ من رمضانَ ليلةَ القدرِ".
وروى مُسلِمٌ ( ١١٦٦ ) عن أبي هُرَيرةَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: "الْتَمِسُوها في العشرِ الغوابرِ".
وقال أحمدُ ( ٢٠٤١٧ ): حدَّثنا يزيدُ بنُ هارونَ، أخبرنا عُيَينةُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ، عن أبيه، قال: ذكرتُ ليلةَ القدرِ عندَ أبي بكرةَ، فقال: ما أنا بمُلتَمِسِها بعدما سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلَّا في عشرِ الأواخرِ، سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: "الْتَمِسُوها في العشرِ الأواخرِ، في الوِترِ منه".
قال: فكان أبو بكرةَ يُصلِّي في العِشرينَ من رمضانَ كصلاتِه في سائرِ السَّنَةِ، فإذا دخلَ العشرُ اجتهدَ.
وفي روايةٍ ( ٢٠٤٠٤ ): "الْتَمِسُوها في العشرِ الأواخرِ من تِسعٍ يَبقَينَ، أو سبعٍ يَبقَينَ، أو خمسٍ يَبقَينَ، أو ثلاثٍ يَبقَينَ، أو آخرِ ليلةٍ".
وهذا إسنادٌ صحيحٌ.
ووالدُ عُيَينةَ هو عبدُ الرَّحمنِ بنُ جَوشَنٍ الغَطَفانيُّ، زوجُ بنتِ أبي بكرةَ رضي اللهُ عنه.
ورواهُ التِّرمذيُّ ( ٧٩٤ ) وقال: "هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ".
وروى البُخاريُّ ( ٢٠١٥ )، ومُسلِمٌ ( ١١٦٥ ) عنِ ابنِ عُمَرَ أنَّ رِجالًا من أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أُرُوا ليلةَ القدرِ في المنامِ في السَّبعِ الأواخرِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "أرى رُؤياكم قد تواطأتْ في السَّبعِ الأواخرِ، فمَن كان مُتَحَرِّيَها فلْيَتَحرَّها في السَّبعِ الأواخرِ".
وروى مُسلِمٌ ( ١١٦٥ ) عن ابنِ عُمَرَ قال: رأى رجلٌ أنَّ ليلةَ القدرِ ليلةُ سَبعٍ وعشرينَ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "أرى رُؤياكم في العشرِ الأواخرِ، فاطلُبوها في الوِترِ منها".
وروى مُسلِمٌ أيضًا ( ١١٦٥ ) عن ابنِ عُمَرَ أنَّه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "الْتَمِسُوها في العشرِ الأواخرِ -يعني ليلةَ القدرِ- فإن ضَعُفَ أحدُكم أو عَجَزَ، فلا يُغلَبَنَّ على السَّبعِ البواقي".
والأحاديثُ في هذا البابِ كثيرةٌ..
قال الحافظُ ابنُ حَجَرٍ: "وقد اختلفَ العُلَماءُ في ليلةِ القدرِ اختلافًا كثيرًا، وتحصَّلَ لنا من مذاهبِهم في ذلك أكثرُ من أربعينَ قولًا، كما وقع لنا نظيرُ ذلك في ساعةِ الجُمُعةِ، وقد اشتَرَكَتا في إخفاءِ كلٍّ منهما ليقعَ الجِدُّ في طلَبِهما.." ثم ذكرَ الأقوالَ كلَّها ثم قال: "وأرجحُها كلُّها أنَّها في وترٍ من العشرِ الأخيرِ، وأنَّها تنتقلُ، وأرجاها أوتارُ العشرِ".
فتحُ الباري ( ٥ / ٤٦٣ - ٤٦٩ ).
- الحِكمةُ في إخفاءِ ليلةِ القدرِ:
قال الحافظُ ابنُ حَجَرٍ في الفتحِ ( ٥ / ٤٦٩ ): "قال العُلَماءُ: الحكمةُ في إخفاءِ ليلةِ القدرِ: ليحصُلَ الاجتهادُ في الْتِماسِها".
وقال الشَّيخُ ابنُ عُثَيمين في مجالسِه لشهرِ رمضانَ ( ص١٦٣ ): "وقد أخفى اللهُ سبحانه وتعالى عِلمَها على العبادِ رحمةً بهم؛ ليكثرَ عَمَلُهم في طَلَبِها في تلك اللَّيالي الفاضلةِ بالصَّلاةِ والذِّكرِ والدُّعاءِ، فيزدادوا قُربةً من اللهِ وثوابًا، وأخفاها اختبارًا لهم أيضًا؛ ليتبيَّنَ بذلك مَن كان جادًّا في طَلَبِها حريصًا عليها ممَّن كان كسلانَ مُتهاوِنًا، فإنَّ مَن حَرَصَ على شيءٍ جدَّ في طَلَبِه، وهانَ عليه التَّعبُ في سبيلِ الوصولِ إليه، والظَّفَرِ به".
روى البُخاريُّ ( ٢٠٢٤ ) عن عائشةَ رضي اللهُ عنها، قالَتْ: "كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا دخل العشرُ شدَّ مِئزَرَهُ، وأحيا ليلَهُ، وأيقظَ أهلَهُ".
وفي روايةٍ عند مُسلِمٍ ( ١١٧٤ ): "إذا دخل العشرُ أحيا اللَّيلَ، وأيقظَ أهلَهُ، وجدَّ، وشدَّ المِئزَرَ".
"شدَّ مِئزَرَهُ": أي: اعتزلَ النِّساءَ، واجتهدَ في العبادةِ.
وقالَتْ رضي اللهُ عنها فيما رواه عنها مُسلِمٌ ( ١١٧٥ ): "كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يجتهدُ في العشرِ الأواخرِ ما لا يجتهدُ في غيرِه".
- ليلةُ القدرِ:
روى البُخاريُّ ( ١٩٠١ و٢٠١٤ )، ومُسلِمٌ ( ٧٦٠ ) عن أبي هُرَيرةَ، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: "مَن قامَ ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتِسابًا؛ غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبِه".
وروى البُخاريُّ ( ٢٠١٧ )، ومُسلِمٌ ( ١١٦٩ ) عن عائشةَ رضي اللهُ عنها أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: "تَحَرَّوْا ليلةَ القدرِ في الوِترِ من العشرِ الأواخرِ من رمضانَ".
وروى مُسلِمٌ ( ١١٦٥ ) عن عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: "مَن كان مُلتَمِسَها؛ فليلتَمِسْها في العشرِ الأواخرِ".
وفي روايةٍ عند مُسلِمٍ: "تَحَيَّنُوا ليلةَ القدرِ في العشرِ الأواخرِ".
أي اطلبوا حِينَها، وهو زمانُها.
وروى البُخاريُّ ( ٢٠٢١ ) عن عبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: "الْتَمِسُوها في العشرِ الأواخرِ من رمضانَ ليلةَ القدرِ".
وروى مُسلِمٌ ( ١١٦٦ ) عن أبي هُرَيرةَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: "الْتَمِسُوها في العشرِ الغوابرِ".
وقال أحمدُ ( ٢٠٤١٧ ): حدَّثنا يزيدُ بنُ هارونَ، أخبرنا عُيَينةُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ، عن أبيه، قال: ذكرتُ ليلةَ القدرِ عندَ أبي بكرةَ، فقال: ما أنا بمُلتَمِسِها بعدما سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلَّا في عشرِ الأواخرِ، سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: "الْتَمِسُوها في العشرِ الأواخرِ، في الوِترِ منه".
قال: فكان أبو بكرةَ يُصلِّي في العِشرينَ من رمضانَ كصلاتِه في سائرِ السَّنَةِ، فإذا دخلَ العشرُ اجتهدَ.
وفي روايةٍ ( ٢٠٤٠٤ ): "الْتَمِسُوها في العشرِ الأواخرِ من تِسعٍ يَبقَينَ، أو سبعٍ يَبقَينَ، أو خمسٍ يَبقَينَ، أو ثلاثٍ يَبقَينَ، أو آخرِ ليلةٍ".
وهذا إسنادٌ صحيحٌ.
ووالدُ عُيَينةَ هو عبدُ الرَّحمنِ بنُ جَوشَنٍ الغَطَفانيُّ، زوجُ بنتِ أبي بكرةَ رضي اللهُ عنه.
ورواهُ التِّرمذيُّ ( ٧٩٤ ) وقال: "هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ".
وروى البُخاريُّ ( ٢٠١٥ )، ومُسلِمٌ ( ١١٦٥ ) عنِ ابنِ عُمَرَ أنَّ رِجالًا من أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أُرُوا ليلةَ القدرِ في المنامِ في السَّبعِ الأواخرِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "أرى رُؤياكم قد تواطأتْ في السَّبعِ الأواخرِ، فمَن كان مُتَحَرِّيَها فلْيَتَحرَّها في السَّبعِ الأواخرِ".
وروى مُسلِمٌ ( ١١٦٥ ) عن ابنِ عُمَرَ قال: رأى رجلٌ أنَّ ليلةَ القدرِ ليلةُ سَبعٍ وعشرينَ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "أرى رُؤياكم في العشرِ الأواخرِ، فاطلُبوها في الوِترِ منها".
وروى مُسلِمٌ أيضًا ( ١١٦٥ ) عن ابنِ عُمَرَ أنَّه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "الْتَمِسُوها في العشرِ الأواخرِ -يعني ليلةَ القدرِ- فإن ضَعُفَ أحدُكم أو عَجَزَ، فلا يُغلَبَنَّ على السَّبعِ البواقي".
والأحاديثُ في هذا البابِ كثيرةٌ..
قال الحافظُ ابنُ حَجَرٍ: "وقد اختلفَ العُلَماءُ في ليلةِ القدرِ اختلافًا كثيرًا، وتحصَّلَ لنا من مذاهبِهم في ذلك أكثرُ من أربعينَ قولًا، كما وقع لنا نظيرُ ذلك في ساعةِ الجُمُعةِ، وقد اشتَرَكَتا في إخفاءِ كلٍّ منهما ليقعَ الجِدُّ في طلَبِهما.." ثم ذكرَ الأقوالَ كلَّها ثم قال: "وأرجحُها كلُّها أنَّها في وترٍ من العشرِ الأخيرِ، وأنَّها تنتقلُ، وأرجاها أوتارُ العشرِ".
فتحُ الباري ( ٥ / ٤٦٣ - ٤٦٩ ).
- الحِكمةُ في إخفاءِ ليلةِ القدرِ:
قال الحافظُ ابنُ حَجَرٍ في الفتحِ ( ٥ / ٤٦٩ ): "قال العُلَماءُ: الحكمةُ في إخفاءِ ليلةِ القدرِ: ليحصُلَ الاجتهادُ في الْتِماسِها".
وقال الشَّيخُ ابنُ عُثَيمين في مجالسِه لشهرِ رمضانَ ( ص١٦٣ ): "وقد أخفى اللهُ سبحانه وتعالى عِلمَها على العبادِ رحمةً بهم؛ ليكثرَ عَمَلُهم في طَلَبِها في تلك اللَّيالي الفاضلةِ بالصَّلاةِ والذِّكرِ والدُّعاءِ، فيزدادوا قُربةً من اللهِ وثوابًا، وأخفاها اختبارًا لهم أيضًا؛ ليتبيَّنَ بذلك مَن كان جادًّا في طَلَبِها حريصًا عليها ممَّن كان كسلانَ مُتهاوِنًا، فإنَّ مَن حَرَصَ على شيءٍ جدَّ في طَلَبِه، وهانَ عليه التَّعبُ في سبيلِ الوصولِ إليه، والظَّفَرِ به".
Forwarded from غِرَاسُ السَّلَفِ 📚
- ماذا يُقالُ في ليلةِ القدرِ؟
قالَتْ عائشةُ رضي اللهُ عنها: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أرأيتَ إن وافقتُ ليلةَ القدرِ، بمَ أدعو؟
قال: "قولي: اللَّهُمَّ إنَّكَ عفوٌّ تُحِبُّ العفوَ فاعْفُ عنِّي".
رواه أحمدُ ( ٢٥٣٨٤ و٢٥٤٩٥ و٢٥٤٩٧ و٢٥٥٠٥ و٢٥٧٤١ و٢٦٢١٥ )، والتِّرمذيُّ ( ٣٥١٣ )، وابنُ ماجه ( ٣٨٥٠ )، والنَّسائيُّ في الكُبرى ( ٧٦٦٥ و١٠٦٤٢ و١٠٦٤٣ و١٠٦٤٥ و١٠٦٤٦ و١٠٦٤٧ و١١٦٢٤ )، وابنُ نصرٍ في قيامِ رمضانَ ( ص٢٥٩ )، والطَّبَرانيُّ في الدُّعاءِ ( ٩١٥ و٩١٦ )، وابنُ السُّنِّيِّ ( ٧٦٧ )، والحاكمُ ( ١٩٨٥ )، والبيهقيُّ في الشُّعَبِ ( ٣٤٢٦ و٣٤٢٧ )، والقُضاعيُّ في مُسنَدِ الشِّهابِ ( ١٤٧٤ - ١٤٧٩ ) من طُرُقٍ، عن عائشةَ رضي اللهُ عنها مرفوعًا.
وصحَّحَهُ التِّرمذيُّ، والحاكمُ، والنَّوَويُّ، والمُنذريُّ، والذَّهَبيُّ، وابنُ القيِّمِ، وابنُ كثيرٍ، والألبانيُّ، وغيرُهم.
قال الشَّيخُ الألبانيُّ في الصَّحيحةِ ( ٧ / ١٠١١ - ١٠١٢ ): "تنبيهٌ: وقعَ في "سُنَنِ التِّرمذيِّ" بعد قولِه: "عفو" زيادةُ: "كريم"!؛ ولا أصلَ لها في شيءٍ من المصادرِ المُتَقدِّمةِ، ولا في غيرِها ممن نقلَ عنها، فالظَّاهرُ أنَّها مُدرَجةٌ من بعضِ النَّاسِخينَ أو الطَّابِعينَ؛ فإنَّها لم تَرِدْ في الطبعةِ الهِنديَّةِ من "سُنَنِ التِّرمذيِّ" التي عليها شرحُ "تُحفةِ الأحوذيِّ" للمباركفوريِّ، ولا في غيرِها.
وإنَّ مما يُؤكِّدُ ذلك: أنَّ النَّسائيَّ في بعضِ رواياتِه أخرَجَهُ من الطَّريقِ التي أخرَجَها التِّرمذيُّ، كلاهما عن شيخِهِما (قُتيبةَ بنِ سعيدٍ) بإسنادِه دونَ الزِّيادةِ". اهـ
وروى أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ ( ٣١١٥٠ ) عن عبدِ اللهِ بنُ بُرَيدةَ.
وروى النَّسائيُّ في الكُبرى ( ١٠٦٤٨ ) عن مسروقٍ.
وكلاهما (ابن بريدة ومسروق) عن عائشةَ رضي اللهُ عنها أنَّها قالَتْ: "لو علمتُ أيُّ ليلةٍ ليلةُ القدرِ؛ كان أكثرُ دُعائي فيها: أسألُ اللهَ العفوَ والعافيةَ".
وإسنادُه صحيحٌ.
وروى أبو بكرِ بنُ أبي شييةَ ( ٣١١٤٨ )، والبيهقيُّ في شُعَبِ الإيمانِ ( ٣٤٢٨ ) عن شُرَيحِ بنِ هانئٍ، عن عائشةَ رضي اللهُ عنها أنَّها قالَتْ: "لو عرفتُ أيُّ ليلةٍ ليلةُ القدرِ ما سألتُ اللهَ فيها إلَّا العافيةَ".
وإسنادُه صحيحٌ.
قال ابنُ رَجَبٍ في لطائفِه ( ص٤٦٦ ): "العفوُ من أسماءِ اللهِ تعالى، وهو المُتجاوِزُ عن سيِّئاتِ عبادِه، الماحي لآثارِها عنهم.
وهو يُحِبُّ العفوَ، ويُحِبُّ أن يعفوَ عن عبادِه، ويُحِبُّ من عبادِه أن يعفوَ بعضُهم عن بعضٍ، فإذا عفا بعضُهم عن بعضٍ؛ عامَلَهُم بعفوِه، وعفوُه أحبُّ إليه من عُقوبَتِه". اهـ
اللهَ اللهَ إخواني في هذه العشرِ.. فاعْرِفُوا لها فضلَها ولا تُضَيِّعُوها.. واجْتَهِدُوا رحمكم اللهُ في طلَبِ ليلةِ القدرِ.. واجْتَهِدُوا وجِدُّوا في العبادةِ والقيامِ والدُّعاءِ وقراءةِ القُرآنِ ومُدارستِه مع التَّدبُّرِ والتَّفكُّرِ..
قال ابنُ رَجَبٍ في اللَّطائفِ ( ص٤٦٤ ): "وقد كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يتهجَّدُ في ليالي رمضانَ، ويقرأُ قِراءةً مُرتَّلةً، لا يمرُّ بآيةٍ فيها رحمةٌ إلَّا سألَ، ولا بآيةٍ فيها عذابٌ إلَّا تعوَّذَ، فيجمعُ بين الصَّلاةِ والقِراءةِ والدُّعاءِ والتَّفكُّرِ، وهذا أفضلُ الأعمالِ وأكملُها في ليالي العشرِ وغيرِها، واللهُ أعلمُ".
واللهُ أعلمُ . .
قالَتْ عائشةُ رضي اللهُ عنها: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أرأيتَ إن وافقتُ ليلةَ القدرِ، بمَ أدعو؟
قال: "قولي: اللَّهُمَّ إنَّكَ عفوٌّ تُحِبُّ العفوَ فاعْفُ عنِّي".
رواه أحمدُ ( ٢٥٣٨٤ و٢٥٤٩٥ و٢٥٤٩٧ و٢٥٥٠٥ و٢٥٧٤١ و٢٦٢١٥ )، والتِّرمذيُّ ( ٣٥١٣ )، وابنُ ماجه ( ٣٨٥٠ )، والنَّسائيُّ في الكُبرى ( ٧٦٦٥ و١٠٦٤٢ و١٠٦٤٣ و١٠٦٤٥ و١٠٦٤٦ و١٠٦٤٧ و١١٦٢٤ )، وابنُ نصرٍ في قيامِ رمضانَ ( ص٢٥٩ )، والطَّبَرانيُّ في الدُّعاءِ ( ٩١٥ و٩١٦ )، وابنُ السُّنِّيِّ ( ٧٦٧ )، والحاكمُ ( ١٩٨٥ )، والبيهقيُّ في الشُّعَبِ ( ٣٤٢٦ و٣٤٢٧ )، والقُضاعيُّ في مُسنَدِ الشِّهابِ ( ١٤٧٤ - ١٤٧٩ ) من طُرُقٍ، عن عائشةَ رضي اللهُ عنها مرفوعًا.
وصحَّحَهُ التِّرمذيُّ، والحاكمُ، والنَّوَويُّ، والمُنذريُّ، والذَّهَبيُّ، وابنُ القيِّمِ، وابنُ كثيرٍ، والألبانيُّ، وغيرُهم.
قال الشَّيخُ الألبانيُّ في الصَّحيحةِ ( ٧ / ١٠١١ - ١٠١٢ ): "تنبيهٌ: وقعَ في "سُنَنِ التِّرمذيِّ" بعد قولِه: "عفو" زيادةُ: "كريم"!؛ ولا أصلَ لها في شيءٍ من المصادرِ المُتَقدِّمةِ، ولا في غيرِها ممن نقلَ عنها، فالظَّاهرُ أنَّها مُدرَجةٌ من بعضِ النَّاسِخينَ أو الطَّابِعينَ؛ فإنَّها لم تَرِدْ في الطبعةِ الهِنديَّةِ من "سُنَنِ التِّرمذيِّ" التي عليها شرحُ "تُحفةِ الأحوذيِّ" للمباركفوريِّ، ولا في غيرِها.
وإنَّ مما يُؤكِّدُ ذلك: أنَّ النَّسائيَّ في بعضِ رواياتِه أخرَجَهُ من الطَّريقِ التي أخرَجَها التِّرمذيُّ، كلاهما عن شيخِهِما (قُتيبةَ بنِ سعيدٍ) بإسنادِه دونَ الزِّيادةِ". اهـ
وروى أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ ( ٣١١٥٠ ) عن عبدِ اللهِ بنُ بُرَيدةَ.
وروى النَّسائيُّ في الكُبرى ( ١٠٦٤٨ ) عن مسروقٍ.
وكلاهما (ابن بريدة ومسروق) عن عائشةَ رضي اللهُ عنها أنَّها قالَتْ: "لو علمتُ أيُّ ليلةٍ ليلةُ القدرِ؛ كان أكثرُ دُعائي فيها: أسألُ اللهَ العفوَ والعافيةَ".
وإسنادُه صحيحٌ.
وروى أبو بكرِ بنُ أبي شييةَ ( ٣١١٤٨ )، والبيهقيُّ في شُعَبِ الإيمانِ ( ٣٤٢٨ ) عن شُرَيحِ بنِ هانئٍ، عن عائشةَ رضي اللهُ عنها أنَّها قالَتْ: "لو عرفتُ أيُّ ليلةٍ ليلةُ القدرِ ما سألتُ اللهَ فيها إلَّا العافيةَ".
وإسنادُه صحيحٌ.
قال ابنُ رَجَبٍ في لطائفِه ( ص٤٦٦ ): "العفوُ من أسماءِ اللهِ تعالى، وهو المُتجاوِزُ عن سيِّئاتِ عبادِه، الماحي لآثارِها عنهم.
وهو يُحِبُّ العفوَ، ويُحِبُّ أن يعفوَ عن عبادِه، ويُحِبُّ من عبادِه أن يعفوَ بعضُهم عن بعضٍ، فإذا عفا بعضُهم عن بعضٍ؛ عامَلَهُم بعفوِه، وعفوُه أحبُّ إليه من عُقوبَتِه". اهـ
اللهَ اللهَ إخواني في هذه العشرِ.. فاعْرِفُوا لها فضلَها ولا تُضَيِّعُوها.. واجْتَهِدُوا رحمكم اللهُ في طلَبِ ليلةِ القدرِ.. واجْتَهِدُوا وجِدُّوا في العبادةِ والقيامِ والدُّعاءِ وقراءةِ القُرآنِ ومُدارستِه مع التَّدبُّرِ والتَّفكُّرِ..
قال ابنُ رَجَبٍ في اللَّطائفِ ( ص٤٦٤ ): "وقد كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يتهجَّدُ في ليالي رمضانَ، ويقرأُ قِراءةً مُرتَّلةً، لا يمرُّ بآيةٍ فيها رحمةٌ إلَّا سألَ، ولا بآيةٍ فيها عذابٌ إلَّا تعوَّذَ، فيجمعُ بين الصَّلاةِ والقِراءةِ والدُّعاءِ والتَّفكُّرِ، وهذا أفضلُ الأعمالِ وأكملُها في ليالي العشرِ وغيرِها، واللهُ أعلمُ".
واللهُ أعلمُ . .
Forwarded from غِرَاسُ السَّلَفِ 📚
مناجاةٌ:
رفعتُ إلى ربِّ الأنامِ مطالبي
ووجَّهتُ وجهي نحوَهُ ومآربي
إلى المَلِكِ الأعلى الذي ليس فوقَهُ
مَلِيكٌ يُرجَّى سَيبُهُ في المتاعِبِ
إلى الصَّمَدِ البَرِّ الذي فاضَ جُودُهُ
وعمَّ الورى طُرًّا بجَزلِ المواهِبِ
مُجِيري من الخطبِ المَخوفِ وناصِري
مُغيثي إذا ضاقَتْ عليَّ مذاهِبي
مُقِيلي إذا زلَّتْ بيَ النَّعلُ عاثِرًا
وأسمحُ غفَّارٍ وأكرمُ واهِبِ
فما زالَ يُولِيني الجميلَ تَلَطُّفًا
ويدفعُ عنِّي في صُدورِ النَّوائِبِ
ويرزقُني طِفلًا وكهلًا وقبلَها
جنينًا ويحميني وَبِيَّ المكاسِبِ
إذا أغلقَ الأملاكُ دُوني قُصُورَهُم
ونَهْنَهَ عن غِشيانِهم زَجرُ حاجِبِ
فزعتُ إلى بابِ المُهَيمِنِ طَارقًا
مُدِلًّا أنُادي باسمِهِ غيرَ هائِبِ
فلم أُلفِ حُجَّابًا ولم أخشَ مَنعةً
وإن كان سُؤلي فوقَ هامِ الكواكِبِ
كريمٌ يُلَبِّي عَبدَهُ كلَّما دعا
نهارًا وليلًا في الدُّجى والغياهِبِ
يقولُ له لبَّيكَ عبديَ داعيًا
وإن كنتَ خطَّاءً كثيرَ المعايبِ
فما ضاقَ عفوي عن جريرةِ خاطئٍ
وما أحدٌ يرجو لديَّ بخائِبِ
سأسألُهُ ما شِئتُ إنَّ يمينَهُ
تَسِحُّ دِفاقًا باللُّهى والرَّغائِبِ
فحسبيَ ربِّي في الزَّعازِعِ مَلجاًّ
وحِرزًا إذا خِيفَتْ سِهامُ النَّوائِبِ
رفعتُ إلى ربِّ الأنامِ مطالبي
ووجَّهتُ وجهي نحوَهُ ومآربي
إلى المَلِكِ الأعلى الذي ليس فوقَهُ
مَلِيكٌ يُرجَّى سَيبُهُ في المتاعِبِ
إلى الصَّمَدِ البَرِّ الذي فاضَ جُودُهُ
وعمَّ الورى طُرًّا بجَزلِ المواهِبِ
مُجِيري من الخطبِ المَخوفِ وناصِري
مُغيثي إذا ضاقَتْ عليَّ مذاهِبي
مُقِيلي إذا زلَّتْ بيَ النَّعلُ عاثِرًا
وأسمحُ غفَّارٍ وأكرمُ واهِبِ
فما زالَ يُولِيني الجميلَ تَلَطُّفًا
ويدفعُ عنِّي في صُدورِ النَّوائِبِ
ويرزقُني طِفلًا وكهلًا وقبلَها
جنينًا ويحميني وَبِيَّ المكاسِبِ
إذا أغلقَ الأملاكُ دُوني قُصُورَهُم
ونَهْنَهَ عن غِشيانِهم زَجرُ حاجِبِ
فزعتُ إلى بابِ المُهَيمِنِ طَارقًا
مُدِلًّا أنُادي باسمِهِ غيرَ هائِبِ
فلم أُلفِ حُجَّابًا ولم أخشَ مَنعةً
وإن كان سُؤلي فوقَ هامِ الكواكِبِ
كريمٌ يُلَبِّي عَبدَهُ كلَّما دعا
نهارًا وليلًا في الدُّجى والغياهِبِ
يقولُ له لبَّيكَ عبديَ داعيًا
وإن كنتَ خطَّاءً كثيرَ المعايبِ
فما ضاقَ عفوي عن جريرةِ خاطئٍ
وما أحدٌ يرجو لديَّ بخائِبِ
سأسألُهُ ما شِئتُ إنَّ يمينَهُ
تَسِحُّ دِفاقًا باللُّهى والرَّغائِبِ
فحسبيَ ربِّي في الزَّعازِعِ مَلجاًّ
وحِرزًا إذا خِيفَتْ سِهامُ النَّوائِبِ
Forwarded from غِرَاسُ السَّلَفِ 📚
عن مُعاوِيةَ بنِ أبي سُفيانَ رضي اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "التمسوا ليلةَ القدرِ آخرَ ليلةٍ من رمضانَ".
وقال أبو بكرةَ الثَّقَفيُّ رضي اللهُ عنه: ما أنا بطالبِها إلَّا في العشرِ الأواخرِ بعدَ شيءٍ سمعتُه من رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلَّمَ، سمعتُه يقولُ: "التمسوها في العشرِ الأواخرِ من تِسعٍ يَبقَينَ، أو سَبعٍ يَبقَينَ، أو خمسٍ يَبقَينَ، أو ثلاثٍ يَبقَينَ، أو آخرِ ليلةٍ".
وقال أبو بكرةَ الثَّقَفيُّ رضي اللهُ عنه: ما أنا بطالبِها إلَّا في العشرِ الأواخرِ بعدَ شيءٍ سمعتُه من رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلَّمَ، سمعتُه يقولُ: "التمسوها في العشرِ الأواخرِ من تِسعٍ يَبقَينَ، أو سَبعٍ يَبقَينَ، أو خمسٍ يَبقَينَ، أو ثلاثٍ يَبقَينَ، أو آخرِ ليلةٍ".
Forwarded from شيخنا العصيمي
78 وداع رمضان -الثلاثاء 29 رمضان 1442.pdf
923.7 KB
( ..وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ).
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلَّا اللهُ.
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ.
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلَّا اللهُ.
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ.
هشامُ بنُ عمَّارٍ والإمامُ مالكٌ:
قال أبو بكرٍ مُحمَّدُ بنُ سُلَيمانَ الرَّبعيُّ: حدَّثنا مُحمَّدُ بنُ الفيضِ الغسَّانيُّ، سمعتُ هشامَ بنَ عمَّارٍ يقولُ: باع أبي بيتًا له بعشرين دينارًا، وجَهَّزَني للحجِّ، فلمَّا صِرتُ إلى المدينةِ، أتيتُ مجلسَ مالكٍ، ومعيَ مسائلُ أُرِيدُ أن أسألَهُ عنها، فأتيتُه وهو جالِسٌ في هيئةِ المُلوكِ، وغِلمانٌ قِيامٌ، والنَّاسُ يسألونَهُ، وهو يُجِيبُهم، فلمَّا انقضى المجلسُ، قال لي بعضُ أصحابِ الحديثِ: سَلْ عن ما معكَ؟
فقلتُ له: يا أبا عبدِ اللهِ، ما تقولُ في كذا وكذا؟ فقال: حَصَلْنا على الصِّبيانِ، يا غُلامُ، احمِلْهُ.
فحَمَلَني كما يُحمَلُ الصَّبيُّ، وأنا يومئذٍ غُلامٌ مُدرِكٌ، فضَرَبَني بدِرَّةٍ مِثلِ دِرَّةِ المُعلِّمِينَ سبعَ عشرةَ دِرَّةً، فوقفتُ أبكي، فقال لي: ما يُبكِيكَ؟ أوجَعَتْكَ هذه الدِّرَّةُ؟
قلتُ: إنَّ أبي باع منزلَهُ، ووجَّهَ بي أتشرَّفُ بكَ، وبالسَّماعِ منكَ، فضرَبْتَني؟ فقال: اكتُبْ.
فَحدَّثَني سبعةَ عشرَ حديثًا، وسألتُه عمَّا كان معي من المسائلِ، فأجابَني. اهـ
وقال يعقوبُ بنُ إسحاقَ الهرويُّ، عن صالحِ بنِ مُحمَّدٍ الحافظِ: سمعتُ هِشامَ بنَ عمَّارٍ يقولُ: دخلتُ على مالكٍ، فقلتُ له: حدِّثْني، فقال: اقرَأْ، فقلتُ: لا، بل حدِّثْني، فقال: اقرَأْ، فلمَّا أكثرتُ عليه، قال: يا غُلامُ، تعال اذهَبْ بهذا، فاضْرِبْهُ خمسةَ عشرَ، فذهب بي، فضرَبَني خمسَ عشرةَ دِرَّةً، ثم جاء بي إليه، فقال: قد ضربتُه.
فقلتُ له: لمَ ظلَمْتَني؟ ضرَبتَني خمسَ عشرةَ دِرَّةً بغيرِ جُرمٍ، لا أجعلُكَ في حِلٍّ.
فقال مالِكٌ: فما كفَّارتُه؟ قلتُ: كفَّارتُه أن تُحدِّثَني بخمسةَ عشرَ حديثًا.
قال: فحدَّثَني بخمسةَ عشرَ حديثًا، فقلتُ له: زِدْ من الضَّربِ، وزِدْ في الحديثِ.
فضَحِكَ مالِكٌ، وقال: اذهَبْ. اهـ
وقال هِشامُ بنُ عمَّارٍ: قصدتُ بابَ مالكٍ، فهجمتُ عليه بلا إذنٍ، فأمر غُلامًا له حتَّى ضرَبَني سبعةَ عشرَ ضربَ السَّلاطينِ، وأُخرِجتُ، فقعدتُ على بابِه أبكي، ولم أبكِ للضَّربِ، بل بكيتُ حسرةً، فحضر جماعةٌ، فقصصتُ عليهم، فشفَعُوا فيَّ، فأملى عليَّ سبعةَ عشرَ حديثًا. اهـ
ذكرَ هذه الآثارَ: ابنُ عساكرَ في تاريخِ دمشقَ ( ٧٤ / ٣٣ )، والمِزِّيُّ في تهذيبِ الكمالِ ( ٣٠ / ٢٥١ - ٢٥٢ )، والذَّهبيُّ في السِّير ( ١١ / ٤٢٨ - ٤٢٩ ) وفي معرفةِ القُرَّاءِ ( ١ / ١٩٦ - ١٩٧ ) وفي تاريخِ الإسلامِ ( ٥ / ١٢٧٤ )، وابنُ الكيَّالِ في الكواكبِ النَّيِّراتِ ( ص٤٢٨ - ٤٢٩ ).
قال أبو بكرٍ مُحمَّدُ بنُ سُلَيمانَ الرَّبعيُّ: حدَّثنا مُحمَّدُ بنُ الفيضِ الغسَّانيُّ، سمعتُ هشامَ بنَ عمَّارٍ يقولُ: باع أبي بيتًا له بعشرين دينارًا، وجَهَّزَني للحجِّ، فلمَّا صِرتُ إلى المدينةِ، أتيتُ مجلسَ مالكٍ، ومعيَ مسائلُ أُرِيدُ أن أسألَهُ عنها، فأتيتُه وهو جالِسٌ في هيئةِ المُلوكِ، وغِلمانٌ قِيامٌ، والنَّاسُ يسألونَهُ، وهو يُجِيبُهم، فلمَّا انقضى المجلسُ، قال لي بعضُ أصحابِ الحديثِ: سَلْ عن ما معكَ؟
فقلتُ له: يا أبا عبدِ اللهِ، ما تقولُ في كذا وكذا؟ فقال: حَصَلْنا على الصِّبيانِ، يا غُلامُ، احمِلْهُ.
فحَمَلَني كما يُحمَلُ الصَّبيُّ، وأنا يومئذٍ غُلامٌ مُدرِكٌ، فضَرَبَني بدِرَّةٍ مِثلِ دِرَّةِ المُعلِّمِينَ سبعَ عشرةَ دِرَّةً، فوقفتُ أبكي، فقال لي: ما يُبكِيكَ؟ أوجَعَتْكَ هذه الدِّرَّةُ؟
قلتُ: إنَّ أبي باع منزلَهُ، ووجَّهَ بي أتشرَّفُ بكَ، وبالسَّماعِ منكَ، فضرَبْتَني؟ فقال: اكتُبْ.
فَحدَّثَني سبعةَ عشرَ حديثًا، وسألتُه عمَّا كان معي من المسائلِ، فأجابَني. اهـ
وقال يعقوبُ بنُ إسحاقَ الهرويُّ، عن صالحِ بنِ مُحمَّدٍ الحافظِ: سمعتُ هِشامَ بنَ عمَّارٍ يقولُ: دخلتُ على مالكٍ، فقلتُ له: حدِّثْني، فقال: اقرَأْ، فقلتُ: لا، بل حدِّثْني، فقال: اقرَأْ، فلمَّا أكثرتُ عليه، قال: يا غُلامُ، تعال اذهَبْ بهذا، فاضْرِبْهُ خمسةَ عشرَ، فذهب بي، فضرَبَني خمسَ عشرةَ دِرَّةً، ثم جاء بي إليه، فقال: قد ضربتُه.
فقلتُ له: لمَ ظلَمْتَني؟ ضرَبتَني خمسَ عشرةَ دِرَّةً بغيرِ جُرمٍ، لا أجعلُكَ في حِلٍّ.
فقال مالِكٌ: فما كفَّارتُه؟ قلتُ: كفَّارتُه أن تُحدِّثَني بخمسةَ عشرَ حديثًا.
قال: فحدَّثَني بخمسةَ عشرَ حديثًا، فقلتُ له: زِدْ من الضَّربِ، وزِدْ في الحديثِ.
فضَحِكَ مالِكٌ، وقال: اذهَبْ. اهـ
وقال هِشامُ بنُ عمَّارٍ: قصدتُ بابَ مالكٍ، فهجمتُ عليه بلا إذنٍ، فأمر غُلامًا له حتَّى ضرَبَني سبعةَ عشرَ ضربَ السَّلاطينِ، وأُخرِجتُ، فقعدتُ على بابِه أبكي، ولم أبكِ للضَّربِ، بل بكيتُ حسرةً، فحضر جماعةٌ، فقصصتُ عليهم، فشفَعُوا فيَّ، فأملى عليَّ سبعةَ عشرَ حديثًا. اهـ
ذكرَ هذه الآثارَ: ابنُ عساكرَ في تاريخِ دمشقَ ( ٧٤ / ٣٣ )، والمِزِّيُّ في تهذيبِ الكمالِ ( ٣٠ / ٢٥١ - ٢٥٢ )، والذَّهبيُّ في السِّير ( ١١ / ٤٢٨ - ٤٢٩ ) وفي معرفةِ القُرَّاءِ ( ١ / ١٩٦ - ١٩٧ ) وفي تاريخِ الإسلامِ ( ٥ / ١٢٧٤ )، وابنُ الكيَّالِ في الكواكبِ النَّيِّراتِ ( ص٤٢٨ - ٤٢٩ ).
فائدةٌ حديثيَّةٌ:
الجدُّ، والابنُ، والحفيدُ من تلاميذِ الإمامِ سُفيانَ بنِ عُيَينةَ!
عبدُ الرَّحمنِ بنُ بِشرِ بنِ الحَكَمِ بنِ حبيبٍ العَبديُّ النَّيسابوريُّ.
إمامٌ حافظٌ مُحدِّثٌ ابنُ إمامٍ حافظٍ مُحدِّثٍ!
روى عن سُفيانَ بنِ عُيَينةَ، ووكيعِ بنِ الجرَّاحِ، وعبدِ الرَّزَّاقِ الصَّنعانيِّ، ويحيى القطَّانِ، وبَهزِ بنِ أسدٍ، والفضلِ بنِ دُكَينٍ، وغيرِهم.
وروى عنه البُخاريُّ، ومُسلِمٌ، وأبو داودَ، وابنُ ماجه، وأبو حاتمٍ الرَّازيُّ، وأبو بكرِ بنُ أبي الدُّنيا، وابنُ خُزَيمةَ، وخلقٌ كثيرٌ.
وروى أبوه بِشرٌ عن سُفيانَ بنِ عُيَينةَ، وشريكٍ النَّخَعيِّ، وعبدِ الرَّزَّاقِ الصَّنعانيِّ، وعبدِ العزيزِ بنِ أبي حازمٍ، وعبدِ العزيزِ الدَّراورديِّ، ومالكِ بنِ أنسٍ، وأبي مُعاويةَ الضَّريرِ، ويحيى القطَّانِ، ووكيعِ بنِ الجرَّاحِ، وغيرِهم.
وروى عنه البُخاريُّ! ومُسلِمٌ! والنَّسائيُّ، وإسحاقُ بنُ راهويه -وهو من أقرانِه-، والدَّارميُّ، وغيرُهم.
سُبحانَ اللهِ.. يروي البُخاريُّ ومُسلِمٍ عن الأبِ والابنِ، ويشتركُ الأبُ والابنُ في عددٍ من الشُّيوخِ!
واعتنى بِشرٌ بابنِه عبدِ الرَّحمنِ، وارتحلَ به صغيرًا.
قال الخطيبُ البغداديُّ في تاريخِ بغدادَ ( ١١ / ٥٥٩ - ٥٦٠ ): أخبرني مُحمَّدُ بنُ عليٍّ المُقرئُ قال: أخبرنا مُحمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ النَّيسابوريُّ قال: سمعتُ مُحمَّدَ بنَ صالحِ بنِ هانئٍ يقولُ: سمعتُ إبراهيمَ بنَ أبي طالبٍ: سمعتُ عبدَ الرَّحمنِ بنَ بِشرِ بنِ الحكَمِ يقولُ: حمَلَني أبي بشرُ بنُ الحكمِ على عاتِقِه في مجلسِ سُفيانَ بنِ عُيَينةَ، فقال: يا معشرَ أصحابِ الحديثِ، أنا بِشرُ بنُ الحَكَمِ بنِ حبيبٍ النَّيسابوريُّ، سَمِعَ أبي الحكمُ بنُ حبيبٍ من سُفيانَ بنِ عُيَينةَ، وسمعتُ أنا منه وحدَّثتُ عنه بخُراسانَ، وهذا ابني عبدُ الرَّحمنِ قد سَمِعَ منه.
وهذا إسنادٌ صحيحٌ، مُسَلسَلٌ بالنَّيسابوريِّينَ.
ومُحمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ النَّيسابوريُّ هو الحاكمُ صاحبُ كتابِ "المُستَدرَكِ على الصَّحيحَينِ".
ورواه ابنُ الجوزيِّ في المُنتَظَمِ ( ١٢ / ١٦١ ) من طريقِ الخطيبِ البغداديِّ، بهذا الإسنادِ.
وذكَرَهُ المِزِّيُّ في تهذيبِ الكمالِ ( ١٦ / ٥٤٧ - ٥٤٨ )، والذَّهبيُّ في سِيَرِ أعلامِ النُّبَلاءِ ( ١٢ / ٣٤٢ ) وفي تاريخِ الإسلامِ ( ٦ / ١١٢ )، والسَّخاويُّ في فتحِ المُغيثِ ( ٤ / ١٧٦ ).
وذكر الإمامُ الذَّهبيُّ في سِيَرِ أعلامِ النُّبَلاءِ ( ١٢ / ٣٤٢ ) وفي تاريخِ الإسلامِ ( ٦ / ١١٣ ) عن أبي حامدِ بنِ الشَّرْقيِّ قال: سمعتُ عبدَ الرَّحمنِ يقولُ: احتلمتُ، فدعا أبي عبدَ الرَّزَّاقِ وأصحابَ الحديثِ الغُرباءَ، فلمَّا فرغوا من الطَّعامِ قال: اشهدوا أنَّ ابني قد احتلم وهو ذا يسمعُ من عبدِ الرَّزَّاقِ، وقد سَمِعَ من سُفيانَ بنِ عُيَينةَ.
الجدُّ، والابنُ، والحفيدُ من تلاميذِ الإمامِ سُفيانَ بنِ عُيَينةَ!
عبدُ الرَّحمنِ بنُ بِشرِ بنِ الحَكَمِ بنِ حبيبٍ العَبديُّ النَّيسابوريُّ.
إمامٌ حافظٌ مُحدِّثٌ ابنُ إمامٍ حافظٍ مُحدِّثٍ!
روى عن سُفيانَ بنِ عُيَينةَ، ووكيعِ بنِ الجرَّاحِ، وعبدِ الرَّزَّاقِ الصَّنعانيِّ، ويحيى القطَّانِ، وبَهزِ بنِ أسدٍ، والفضلِ بنِ دُكَينٍ، وغيرِهم.
وروى عنه البُخاريُّ، ومُسلِمٌ، وأبو داودَ، وابنُ ماجه، وأبو حاتمٍ الرَّازيُّ، وأبو بكرِ بنُ أبي الدُّنيا، وابنُ خُزَيمةَ، وخلقٌ كثيرٌ.
وروى أبوه بِشرٌ عن سُفيانَ بنِ عُيَينةَ، وشريكٍ النَّخَعيِّ، وعبدِ الرَّزَّاقِ الصَّنعانيِّ، وعبدِ العزيزِ بنِ أبي حازمٍ، وعبدِ العزيزِ الدَّراورديِّ، ومالكِ بنِ أنسٍ، وأبي مُعاويةَ الضَّريرِ، ويحيى القطَّانِ، ووكيعِ بنِ الجرَّاحِ، وغيرِهم.
وروى عنه البُخاريُّ! ومُسلِمٌ! والنَّسائيُّ، وإسحاقُ بنُ راهويه -وهو من أقرانِه-، والدَّارميُّ، وغيرُهم.
سُبحانَ اللهِ.. يروي البُخاريُّ ومُسلِمٍ عن الأبِ والابنِ، ويشتركُ الأبُ والابنُ في عددٍ من الشُّيوخِ!
واعتنى بِشرٌ بابنِه عبدِ الرَّحمنِ، وارتحلَ به صغيرًا.
قال الخطيبُ البغداديُّ في تاريخِ بغدادَ ( ١١ / ٥٥٩ - ٥٦٠ ): أخبرني مُحمَّدُ بنُ عليٍّ المُقرئُ قال: أخبرنا مُحمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ النَّيسابوريُّ قال: سمعتُ مُحمَّدَ بنَ صالحِ بنِ هانئٍ يقولُ: سمعتُ إبراهيمَ بنَ أبي طالبٍ: سمعتُ عبدَ الرَّحمنِ بنَ بِشرِ بنِ الحكَمِ يقولُ: حمَلَني أبي بشرُ بنُ الحكمِ على عاتِقِه في مجلسِ سُفيانَ بنِ عُيَينةَ، فقال: يا معشرَ أصحابِ الحديثِ، أنا بِشرُ بنُ الحَكَمِ بنِ حبيبٍ النَّيسابوريُّ، سَمِعَ أبي الحكمُ بنُ حبيبٍ من سُفيانَ بنِ عُيَينةَ، وسمعتُ أنا منه وحدَّثتُ عنه بخُراسانَ، وهذا ابني عبدُ الرَّحمنِ قد سَمِعَ منه.
وهذا إسنادٌ صحيحٌ، مُسَلسَلٌ بالنَّيسابوريِّينَ.
ومُحمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ النَّيسابوريُّ هو الحاكمُ صاحبُ كتابِ "المُستَدرَكِ على الصَّحيحَينِ".
ورواه ابنُ الجوزيِّ في المُنتَظَمِ ( ١٢ / ١٦١ ) من طريقِ الخطيبِ البغداديِّ، بهذا الإسنادِ.
وذكَرَهُ المِزِّيُّ في تهذيبِ الكمالِ ( ١٦ / ٥٤٧ - ٥٤٨ )، والذَّهبيُّ في سِيَرِ أعلامِ النُّبَلاءِ ( ١٢ / ٣٤٢ ) وفي تاريخِ الإسلامِ ( ٦ / ١١٢ )، والسَّخاويُّ في فتحِ المُغيثِ ( ٤ / ١٧٦ ).
وذكر الإمامُ الذَّهبيُّ في سِيَرِ أعلامِ النُّبَلاءِ ( ١٢ / ٣٤٢ ) وفي تاريخِ الإسلامِ ( ٦ / ١١٣ ) عن أبي حامدِ بنِ الشَّرْقيِّ قال: سمعتُ عبدَ الرَّحمنِ يقولُ: احتلمتُ، فدعا أبي عبدَ الرَّزَّاقِ وأصحابَ الحديثِ الغُرباءَ، فلمَّا فرغوا من الطَّعامِ قال: اشهدوا أنَّ ابني قد احتلم وهو ذا يسمعُ من عبدِ الرَّزَّاقِ، وقد سَمِعَ من سُفيانَ بنِ عُيَينةَ.
ابتسامةٌ:
قال الخطيبُ البغداديُّ في تاريخِ بغدادَ ( ٩ / ٤٩١ ): أخبرنا أحمدُ بنُ عبدِ الواحدِ الوكيلُ قال: أخبرنا إسماعيلُ بنُ سعيدٍ المُعدَّلُ قال: حدَّثنا الحُسَينُ بنُ القاسمِ الكَوكَبيُّ قال: حدَّثنا مُحمَّدُ بنُ مُوسى المارِستانيُّ قال: حدَّثنا الزُّبَيرُ بنُ بكَّارٍ قال: قالت ابنةٌ لأُختي لأهلِنا: خالِي خيرُ رَجُلٍ لأهلِه، لا يتَّخذُ ضرَّةً، ولا يشتري جاريةً، قال: تقولُ المرأةُ: واللهِ لهذه الكُتُبُ أشدُّ عليَّ من ثلاثِ ضرائرَ!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ورواه الخطيبُ في "الجامعِ لأخلاقِ الرَّاوي وآدابِ السَّامعِ" ( ٦١ )، وابنُ الجوزيِّ في المُنتَظَمِ ( ١٢ / ١١١ )، والمِزِّيُّ في تهذيبِ الكمالِ ( ٩ / ٢٩٨ )، من هذا الطَّريقِ.
وذكَرَهُ ابنُ الجوزيِّ في أخبارِ الظِّرافِ ( ص١٤٧ )، وابنُ خلِّكانَ في وفَيَاتِ الأعيانِ ( ٢ / ٣١٢ )، والذَّهَبيُّ في السِّيَرِ ( ١٢ / ٣١٣ ) وفي تاريخِه ( ٦ / ٨٢ ).
وقال ابنُ خلِّكانَ في وفَيَاتِ الأعيانِ ( ٤ / ١٧٧ - ١٧٨ ): وكان الزُّهريُّ إذا جلسَ في بيتِه وضع كُتُبَه حوله، فيشتغلُ بها عن كلِّ شيءٍ من أُمورِ الدُّنيا، فقالت له امرأتُه يومًا: والله لهذه الكتبُ أشدُّ عليَّ من ثلاثِ ضرائرَ. اهـ
وكذلك ذكره ابنُ العِمادِ في شَذَراتِ الذَّهَبِ ( ٢ / ١٠٠ ).
قلتُ: لم أجِدْ هذا عن الزُّهريِّ مُسنَدًا، وأستبعدُ صِحَّتَه؛ لأنَّ زمَنَ الإمامِ الزُّهريِّ -وهو من التَّابعينَ- كان زمَنَ حِفظٍ ورِوايةٍ، ولم يكن التَّدوينُ بدأَ بعدُ.
والإمامُ الزُّهريُّ هو أوَّلُ مَن دوَّنَ الحديثَ بأمرٍ من الخليفةِ عُمَرَ بنِ عبدِ العزيزِ، ثم كَثُرَ التَّدوينُ، ثم التَّصنيفُ.
والزُّبّيرُ هو ابنُ بكَّارِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ مُصعَبِ بنِ ثابتِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ الزُّبَيرِ بنِ العوَّامِ القُرَشيُّ المكِّيُّ.
العلَّامةُ الحافظُ النَّسَّابةُ، قاضي مكَّةَ وعالِمُها.
يروي عمِّه مُصعَبٍ الزُّبَيريِّ، وسُفيانَ بنِ عُيَينةَ، والمدائنيِّ، وخلقٍ سواهم.
وروى عنه ابنُ ماجه، وأبو حاتمٍ الرَّازيُّ، وأبو بكرِ بنُ أبي الدُّنيا، والمَحَامليُّ، وغيرُهم.
وهو ثقةٌ ثبتٌ، وكان عالِمًا بالأنسابِ، وهو صاحبُ كتابِ "جَمهَرةِ نسَبِ قُرَيشٍ وأخبارِها"، وهو مطبوعٌ.
وزوجتُه -رحمهما اللهُ- خبيرةٌ به، طويلةُ العِشْرةِ معه؛ فقد سُئِلَ الزُّبَيرُ: مُنذ كم زوجتُك معك؟ قال: لا تسألْني، ليس يَرِدُ القيامةَ أكثرُ كِباشًا منها، ضحَّيتُ عنها بسبعينَ كبشًا.
قال الخطيبُ البغداديُّ في تاريخِ بغدادَ ( ٩ / ٤٩١ ): أخبرنا أحمدُ بنُ عبدِ الواحدِ الوكيلُ قال: أخبرنا إسماعيلُ بنُ سعيدٍ المُعدَّلُ قال: حدَّثنا الحُسَينُ بنُ القاسمِ الكَوكَبيُّ قال: حدَّثنا مُحمَّدُ بنُ مُوسى المارِستانيُّ قال: حدَّثنا الزُّبَيرُ بنُ بكَّارٍ قال: قالت ابنةٌ لأُختي لأهلِنا: خالِي خيرُ رَجُلٍ لأهلِه، لا يتَّخذُ ضرَّةً، ولا يشتري جاريةً، قال: تقولُ المرأةُ: واللهِ لهذه الكُتُبُ أشدُّ عليَّ من ثلاثِ ضرائرَ!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ورواه الخطيبُ في "الجامعِ لأخلاقِ الرَّاوي وآدابِ السَّامعِ" ( ٦١ )، وابنُ الجوزيِّ في المُنتَظَمِ ( ١٢ / ١١١ )، والمِزِّيُّ في تهذيبِ الكمالِ ( ٩ / ٢٩٨ )، من هذا الطَّريقِ.
وذكَرَهُ ابنُ الجوزيِّ في أخبارِ الظِّرافِ ( ص١٤٧ )، وابنُ خلِّكانَ في وفَيَاتِ الأعيانِ ( ٢ / ٣١٢ )، والذَّهَبيُّ في السِّيَرِ ( ١٢ / ٣١٣ ) وفي تاريخِه ( ٦ / ٨٢ ).
وقال ابنُ خلِّكانَ في وفَيَاتِ الأعيانِ ( ٤ / ١٧٧ - ١٧٨ ): وكان الزُّهريُّ إذا جلسَ في بيتِه وضع كُتُبَه حوله، فيشتغلُ بها عن كلِّ شيءٍ من أُمورِ الدُّنيا، فقالت له امرأتُه يومًا: والله لهذه الكتبُ أشدُّ عليَّ من ثلاثِ ضرائرَ. اهـ
وكذلك ذكره ابنُ العِمادِ في شَذَراتِ الذَّهَبِ ( ٢ / ١٠٠ ).
قلتُ: لم أجِدْ هذا عن الزُّهريِّ مُسنَدًا، وأستبعدُ صِحَّتَه؛ لأنَّ زمَنَ الإمامِ الزُّهريِّ -وهو من التَّابعينَ- كان زمَنَ حِفظٍ ورِوايةٍ، ولم يكن التَّدوينُ بدأَ بعدُ.
والإمامُ الزُّهريُّ هو أوَّلُ مَن دوَّنَ الحديثَ بأمرٍ من الخليفةِ عُمَرَ بنِ عبدِ العزيزِ، ثم كَثُرَ التَّدوينُ، ثم التَّصنيفُ.
والزُّبّيرُ هو ابنُ بكَّارِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ مُصعَبِ بنِ ثابتِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ الزُّبَيرِ بنِ العوَّامِ القُرَشيُّ المكِّيُّ.
العلَّامةُ الحافظُ النَّسَّابةُ، قاضي مكَّةَ وعالِمُها.
يروي عمِّه مُصعَبٍ الزُّبَيريِّ، وسُفيانَ بنِ عُيَينةَ، والمدائنيِّ، وخلقٍ سواهم.
وروى عنه ابنُ ماجه، وأبو حاتمٍ الرَّازيُّ، وأبو بكرِ بنُ أبي الدُّنيا، والمَحَامليُّ، وغيرُهم.
وهو ثقةٌ ثبتٌ، وكان عالِمًا بالأنسابِ، وهو صاحبُ كتابِ "جَمهَرةِ نسَبِ قُرَيشٍ وأخبارِها"، وهو مطبوعٌ.
وزوجتُه -رحمهما اللهُ- خبيرةٌ به، طويلةُ العِشْرةِ معه؛ فقد سُئِلَ الزُّبَيرُ: مُنذ كم زوجتُك معك؟ قال: لا تسألْني، ليس يَرِدُ القيامةَ أكثرُ كِباشًا منها، ضحَّيتُ عنها بسبعينَ كبشًا.
Forwarded from غِرَاسُ السَّلَفِ 📚
فائدةٌ:
أصحابُ الكُتُبِ السِّتَّةِ: البُخاريُّ، ومُسلِمٌ، وأبو داودَ، والتِّرمذيُّ، والنَّسائيُّ، وابنُ ماجَه: كانوا في عصرٍ واحدٍ.
وأكبرُهم سِنًّا: البُخاريُّ، ثم أبو داودَ، ثم مُسلِمٌ، ثم التِّرمذيُّ وابنُ ماجه، ثم النَّسائيُّ.
وأكثرُهم حياةً: النَّسائيُّ، عاش ثمانٍ وثمانينَ سنةً.
وأقلُّهم: مُسلِمٌ، عاش خمسًا وخمسينَ سنةً.
وقد يشتركونَ جميعُهم في شيخٍ واحدٍ، يعني هناك شُيوخٌ روى عنهم هؤلاءِ السِّتَّةُ، منهم: عمرُو بنُ عليٍّ الفلَّاسُ، وأبو كُرَيبٍ محمَّدُ بنُ العلاءِ، وبُندارٌ محمَّدُ بنُ بشَّارٍ، ومحمَّدُ بنُ المُثنَّى، ويعقوبُ بنُ إبراهيمَ الدَّورَقيُّ، ونصرُ بنُ عليٍّ الجهضميُّ، وغيرُهم.
والبُخاريُّ من شُيوخِ مُسلِمٍ والتِّرمذيِّ.
وروى التِّرمذيُّ عن مُسلِمٍ وأبي داودَ.
أصحابُ الكُتُبِ السِّتَّةِ: البُخاريُّ، ومُسلِمٌ، وأبو داودَ، والتِّرمذيُّ، والنَّسائيُّ، وابنُ ماجَه: كانوا في عصرٍ واحدٍ.
وأكبرُهم سِنًّا: البُخاريُّ، ثم أبو داودَ، ثم مُسلِمٌ، ثم التِّرمذيُّ وابنُ ماجه، ثم النَّسائيُّ.
وأكثرُهم حياةً: النَّسائيُّ، عاش ثمانٍ وثمانينَ سنةً.
وأقلُّهم: مُسلِمٌ، عاش خمسًا وخمسينَ سنةً.
وقد يشتركونَ جميعُهم في شيخٍ واحدٍ، يعني هناك شُيوخٌ روى عنهم هؤلاءِ السِّتَّةُ، منهم: عمرُو بنُ عليٍّ الفلَّاسُ، وأبو كُرَيبٍ محمَّدُ بنُ العلاءِ، وبُندارٌ محمَّدُ بنُ بشَّارٍ، ومحمَّدُ بنُ المُثنَّى، ويعقوبُ بنُ إبراهيمَ الدَّورَقيُّ، ونصرُ بنُ عليٍّ الجهضميُّ، وغيرُهم.
والبُخاريُّ من شُيوخِ مُسلِمٍ والتِّرمذيِّ.
وروى التِّرمذيُّ عن مُسلِمٍ وأبي داودَ.