💝 نْبُض قٌلُبُيُ مْلُڪ ربُيُ 💝
3.39K subscribers
5.61K photos
194 videos
163 files
44.2K links
دينية إجتماعية ثقافية
تعنى بنشر الفقرات الدينية المفيدة
وكل ما ينفع المسلم في حياته
فقرات دعوية متنوعة
للتواصل والإقتراحات 👇
@Pulse_of_my_heart_bot
Download Telegram
-•✵ •🍁✿ حديث اليوم ✿🍁• ✵•-

عَنْ أُمِّ هَانِئٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ لَهَا : " اتَّخِذِي غَنَمًا ؛ فَإِنَّ فِيهَا بَرَكَةً ".

رواه ابن ماجه/ 2304.

شرح الحديث :🌸🍃

أرْشدَ النَّبيُّ ﷺ أُمَّتَه إلى ما فيه نَفعُهم وصلاحُ أحوالِهم دُنيا وآخِرة، وبما يَتناسَبُ مع أحوالِ بِيئَتِهم ومُجتمعِهم. وفي هذا الحديثِ تُخْبِرُ أُمُّ هانئِ بنتِ أبي طالبٍ بنتُ عمِّ النَّبيِّ ﷺ ، أنَّه قال لها: "اتَّخِذي غَنمًا"، أي: اقْتَني الغنمَ ورَبِّيها؛ "فإنَّ فيها بركةً"، أي: نَماءً وزيادةً، وبركتُها دَرُّها باللَّبنِ ونَسلُها وصوفُها، ولكونِها من دوابِّ الجنَّةِ. وفي روايةِ أحمدَ: "فإنَّها تروحُ بخيرٍ، وتَغْدو بخيرٍ"، وقد اتَّخَذها النَّبيُّ ﷺ ، كما أخرَجَ أبو داودَ، فقال: "لنا غنمٌ مِئةٌ لا نُريدُ أنْ تَزيدَ؛ فإذا ولَّدَ الرَّاعي بَهْمَةً ذبَحْنا مكانَها شاةً". وقد كانتِ الغنمُ من أجلِّ أموالِ العربِ، وعليها اعتمادُهم في أطعمتِهم من اللَّبنِ واللَّحمِ، واتِّخاذِ الغزلِ للملابسِ والخيامِ من أصوافِها، وغيرِ ذلك من المنافعِ. وفي الحديثِ: الحثُّ على اتِّخاذِ الإنسانِ ما يُصْلِحُ أُمورَه وأحوالَه الماديَّةَ والدُّنيويَّةَ بما يَتناسَبُ مع أحوالِ مُجتمعِه وبِيئَتِه. وفيه: بيانُ بَركةِ الأغنامِ.

🔗قناتنا💖 نبض قلبي ملك ربي💖 https://ⓣelegram.me/Pulse_of_my_heart
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
📝 [ أفضل نومة ينامها العبد ]

✍🏻 قال إبن القيم رحمه الله :

👈🏻 من أنفعها أن يجلس الرجل عندما يريد النوم لله ساعة يحاسب نفسه فيها على ما خسره وربحه في يومه.

🔸 ثم يجدد له توبة نصوحا بينه وبين الله، فينام على تلك التوبة، ويعزم على أن لا يعاود الذنب إذا استيقظ، ويفعل هذا كل ليلة.

🔹 فإن مات في ليلته مات على توبة، وإن استيقظ استيقظ مستقبلا للعمل مسرورا بتأخير أجله حتى يستقبل ربه ويستدرك ما فاته..

🔸 وليس للعبد أنفع من هذه النومة، ولا سيما إذا عقب ذلك بذكر الله واستعمال السنن التي وردت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- عند النوم حتى يغلبه النوم، فمن أراد الله به خيرا وفقه لذلك.

📕 [ كتاب الروح (٩٩)]

🔗قناتنا💖 نبض قلبي ملك ربي💖 https://ⓣelegram.me/Pulse_of_my_heart
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
أحسن الحسن حسن الأدب

تنكشف الأخلاق في ساعة الشدّة، والإنسان المهذب فعلًا مَن يستطيع أن يكون مستوى أدبهِ قليل و لكنه ضبط قلبه واختار أن يكون مؤدبًا، فالخلوق إذا مدحته خجل وإذا هجوته سكت، لذلك زكِ قلبك بالأدب كما تزكي النار بالحطب، وحسن الأدب يستر قبيح النسب.

سُئِل أحد العلماء عن مسبة الكلب فقال: من قال للكلب ياكلب يعيّره فقد أساء الأدب.
كُنِ ابنَ مَن شئتَ واكتسِبْ أدبًا
يُغْنيكَ مَحمودُه عنِ النّسَبِ
إنّ الفتى مَن يقول: ها أنا ذا
ليس الفتى مَن يقولُ: كان أبي
ثلاثةٌ تُزيد المرأة إجلالاً الأدب والعلم والخُلُق الحسن.

🔗قناتنا💖 نبض قلبي ملك ربي💖 https://ⓣelegram.me/Pulse_of_my_heart
سلسلة #السيرة_النبوية_وقائع_وأحداث

الفصل الرابع: هجرة الحبشة ومحنة الطائف ومنحة الإسراء

المبحث الثالث: عام الحزن ومحنة الطائف

ثانياً: رحلة الرسول ﷺ إلى الطائف:

4- الرحمة والشفقة النبوية:

كانت رحمته وشفقته العظيمة هي التي تغلب في المواقف العصيبة التي تبلغ فيها المعاناة أشد مراحلها، وتضغط بعنف على النفس لتشتد وتقسو، وعلى الصدر ليضيق ويتبرم، ومع ذلك تبقى نفسه الكبيرة ورحمته العظيمة هي الغالبة.
فعن عائشة رضي الله عنها زوج النبي ﷺ أنها سألت رسول الله ﷺ : هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟ قال: «لقد لقيت من قومك ما لقيت، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كُلال فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي, فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب (١) فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك، وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، فناداني ملك الجبال، فسلم علي ثم قال: يا محمد فقال: ذلك فيما شئت, إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين».
فقال النبي ﷺ : «بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشركُ به شيئًا» .
كانت إصابته ﷺ يوم أحد أبلغ من الناحية الجسمية، أما من الناحية النفسية, فإن إصابته يوم الطائف أبلغ وأشد؛ لأن فيها إرهاقًا كبيرًا لنفسه ومعاناة فكرية شديدة جعلته يستغرق في التفكير من الطائف إلى قرن الثعالب .
وإنا لنلمح في هذا الدعاء عمق توحيد النبي ﷺ ومبلغ تجرده لله جل وعلا، فرضوان الله تعالى إذن هو الهدف الأعلى عند رسول الله ﷺ وهو المطلب الأعظم الذي تسخر له كل المطالب، وإذا كان البلاء من الله تعالى, من أجل أن يحل رضاه وينجلي سخطه فحيهلا بالبلاء، وهو ساعتئذ نعمة ورخاء.
ثم يختم رسول الله ﷺ دعاءه بالكلمة العظيمة التي يقولها, وعلم أصحابه أن يقولوها عند حلول المكاره «ولا حول ولا قوة إلا بك» فلا تحول للمؤمن من حال الشدة إلى حال الرخاء، ولا من الخوف إلى الأمن إلا بالله تعالى، ولا قوة على مواجهة الشدائد وتحمل المكاره إلا بالله جل وعلا .
إن الدعاء من أعظم العبادات، وهو سلاح فعال في مجال الحماية للإنسان, وتحقيق أمنه، فمهما بلغ العقل البشري من الذكاء والدهاء, فهو عرضة للزلل والإخفاق، وقد تمر على المسلم مواقف يعجز فيها عن التفكير والتدبير تمامًا، فليس له مخرج منها سوى أن يجأر إلى الله بالدعاء، ليجد فرجا ومخرجًا، فعندما لحق برسول الله ﷺ من أهل الطائف الأذى والطرد والسخرية والاستهزاء وأصبح هائما على وجهه، لجأ إلى الله بالدعاء فما أن انتهى من الدعاء حتى جاءت الإجابة من رب العالمين مع جبريل وملك الجبال .

(١)هو قرن المنازل ميقات أهل نجد ويسمى الآن السيل الكبير.

📑... يتبـــــــــ؏.....👇👇👇

سلسلة #السيرة_النبوية_وقائع_وأحداث

🔗قناتنا💖 نبض قلبي ملك ربي💖 https://ⓣelegram.me/Pulse_of_my_heart
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
⛅️*​إشــツـراقة الصبـاح​*⛅️

إحدى طرق ضبط النفس هي أن تتصرف عكس ما تمليه عليك مشاعرك، بدلاً من الانسياق وراء مزاجك، اعتمد على عادات ثابتة في حياتك، مثلاً، النوم المبكر رغم رغبتك في السهر، أو ممارسة الرياضة رغم أنك لا تشعر بالرغبة، لا تسمح لمزاجك أن يدير حياتك. اسأل نفسك : ما هو نوع الشخص الذي أريد أن أكونه؟ أحيانًا عليك القيام بأمور لا تحبها، فقط لأنك تعلم أنها تصب في مصلحتك العليا .

عندما تقرر خوض تجربة جديدة في حياتك فإنك، تتعلم أفكار جديدة لم تكن تعلمها، تكسر حاجز الملل لديك، تكتشف متعة جديدة في الحياة، تكتشف علاقات جديدة لم تكن تعرفها، تتعرف على جوانب في شخصيتك لم تكن تعرفها.

إذا بقيت دائمًا تخاف القفزات العالية والخروج من الحدود وكسر الحواجز، ستبقى دائمًا في نفس الدائرة، في نفس المُحيط، هُناك جمالٌ لن تُشاهده، كثرة الخوف من الفشل والتردد المُستمر تقتل معنى الحياة، إنّ الإيمان بنفسك يُذلّل لك المستحيلات، حتى إن فشلت مرة حاول ألف مرةٍ أُخرى.

ألم تَعلم أنّ الدُعاء يُصارع الأقدَار؟
وأنّ ثمة دُعاء مِن قوّتهِ وكَثرة إلحاح صَاحبه، وشدّة تَوسله يَغلب أقدار قَد تَنزلت وشَارفت على الوقُوع.
ثِق أنّ الدُعاء يُعيد تَرتيب المَشهد، فلا تَفتر عَنه.

ليست كل العواصف تأتي لعرقلة المسير .. بعضها يأتي لتنظيف الطريق.

صباح الخير 🌱🌹

🔗قناتنا💖 نبض قلبي ملك ربي💖 https://ⓣelegram.me/Pulse_of_my_heart
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
🌹🍃»ــ ​تأملات قرآنية​ 🌹📿..

( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ) النساء ٥٤

تذكر حينما تحسد أحدا على نعمة أردتها لنفسك أن الله عز و جل هو من أعطاه ، فكن مقتنع بقسمته عز و جل.

🔗قناتنا💖 نبض قلبي ملك ربي💖 https://ⓣelegram.me/Pulse_of_my_heart
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
-•✵ •🍁✿ حديث اليوم ✿🍁• ✵•-

عن سعدُ بنُ هشامِ بنِ عامر رحمه الله قال : دخَلنا على عائشَةَ فقُلنا يا أمَّ المؤمنينَ ما كان خُلُقُ رسولِ اللهِ ﷺ قالَت كان خُلُقُه القرآنَ تَقرؤون سورةَ المؤمِنينَ قالَت : اقرأ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ قال يزيدُ فقرأتُ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ إلى لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ قالَت هكذا كان خُلُقُ رسولِ اللهِ ﷺ .

أخرجه أحمد (25302) بلفظه، والنسائي (1601) مطولا، والطبراني في المعجم الأوسط (72) وفيه زيادة..

شرح الحديث :🌸🍃

في هذا حديثٌ يقولُ التَّابعيُّ سعدُ بنُ هشامِ بنِ عامرٍ -وهو ابنُ عَمِّ أنسِ بن مالكٍ، وكان مُقرِئًا، صالحًا، فاضلًا، نبيلًا-: "أتيتُ عائشةَ"، وذلك على عادةِ التَّابعينَ؛ أنَّهم يأْتون صحابةَ النَّبيِّ ﷺ لِيَتعلَّموا منهم سُنَّتَه، "فقلْتُ: يا أمَّ المؤمنينَ، أخْبِريني بخُلقِ رسولِ اللهِ ﷺ "، أي: كيف كان خُلقُه؟ "قالت: كان خُلقُه القرآنَ"، والخُلقُ هو الطَّبعُ، وقيل: الدِّينُ، والمعنى: كانتْ أخلاقُه مُتَّصفةً بالكمالِ الذي أخبَرَ به القرآنُ في كلِّ خُلقٍ، ويأتمِرُ بما أمَرهُ اللهُ تعالى فيه، ويَنْتهي عمَّا نهى اللهُ عنه قولًا وفِعلًا، ووعْدِه ووعيدِه، إلى غيرِ ذلك؛ فكان خُلقُه جَميعَ ما حصَلَ في القرآنِ مِن كلِّ ما استحْسَنَه وأثْنى عليه ودعا إليه، فقد تحلَّى به، وكلُّ ما اسْتَهْجَنه، ونهى عنه، تجنَّبه وتخلَّى عنه، فكان صاحبَ خُلقٍ عظيمٍ، فقيهَ النَّفسِ، كثيرَ العِبادةِ، كاملَ الإيمانِ والصِّدقِ، والشَّجاعةِ والصَّبرِ، والعِفَّةِ والحِلْمِ، وغيرِ ذلك، فكأنَّك ترى القرآنَ إنسانًا في شخصِ النَّبيِّ الكريمِ، ثمَّ قالت عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها: "أمَا تَقرَأُ القرآنَ؛ قولَ اللهِ عزَّ وجلَّ: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} القلم: 4"، وهذا إقرارٌ لِمَا تقدَّمَ مِن بيانِ خُلقِه.

🔗قناتنا💖 نبض قلبي ملك ربي💖 https://ⓣelegram.me/Pulse_of_my_heart
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
﴿ صِرَ ٰ⁠طَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ ﴾

💬 لمّا كان طالب الصّراطِ المُستقيم طالبَ أمرٍ أكثر النّاسِ ناكبون عنه ، مُريداً لسلوك طريقٍ مُرافقهِ فيها في غايةِ القِلّة والعزّة ، والنّفوسُ مجبولةٌ على وحشةِ التّفرُّدِ، وعلى الأُنس بالرّفيق ،

💬 نبّه اللَّه - سبحانه - على الرّفيق في هذه الطّريق ، وأنّهم هم : ﴿ الَّذينَ أَنعَمَ اللَّهُ عَلَيهِم مِنَ النَّبِيّينَ وَالصِّدّيقينَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفيقًا ﴾ ،

💬 فأضاف الصّراط إلى الرَّفيق السّالكين له ، وهم الذين أنعم اللَّه عليهم ؛ ليزول عن الطّالب للهداية ، وسلوك الصّراط وحشةُ تَفرُّده عن أهل زمانه وبني جنسه ،

💬 وليعلم أن رفيقه في هذا الصّراط هم الّذين أنعم اللَّه عليهم ؛ فلا يكترث بمخالفة النَّاكبين عنه له ؛ فإنَّهم هم الأقلون قدراً ، وإن كانوا الأكثر عدداً .

📜〖 مدارج السالكين - ابن القيم 〗

🔗قناتنا💖 نبض قلبي ملك ربي💖 https://ⓣelegram.me/Pulse_of_my_heart
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
❗️من يستطيع أن يُغيِّر هذا الكتاب! ~> {كتبَ اللهُ لأغلبنَّ أنا ورسُلي}

❗️من يستطيع أن يَنتزع هذا الإرث! ~> {وأورثنا القومَ الذين كانوا يُستَضعفُون مشارقَ الأرضِ ومغَاربَها}

❗️من يستطيع أن يُؤخِّر هذه الكلمة! ~> {ولقد سبَقتْ كلمتُنا لعبادِنا المُرسَلينَ إنهم لهُمُ المَنصُورون}

❗️من يستطيع ردَّ هذه الإرادة! ~> {ونُريدُ أن نَمُنَّ على الذينَ استُضعِفوا في الأرض ونجعلَهم أئمَّة}

❗️من يستطيع إطفاء هذا النور! ~> {يُريدونَ أن يُطفئوا نورَ الله بأفواهِهم ويأبَى اللهُ إلَّا أن يُتمَّ نورَه}

❗️من يستطيع أن يُكذِّب هذا الوعْد! ~> {وعَد اللهُ الذين آمنُوا منكم وعَملُوا الصالحاتِ ليَستَخلفنَّهم في الأرض}

🍃فلِلَّه الحمدُ على وعْده وإحسَانه وكتابهِ وقرآنه ونورهِِ وامتنانه وإرثهِ وبيان،

🌷فكم يشفي الصدر .. ويُذهب الهَمّ .. ويُطمئن القلب .. ويُسكن الروح .. ويُسعد النَّفْس.

🌷وصدقَ الكريمُ: ~> {ونُنزِّلُ من القُرآنِ ماهُو شفَاءٌ ورحمةٌ للمُؤمِنين}..🌷🍃

🔗قناتنا💖 نبض قلبي ملك ربي💖 https://ⓣelegram.me/Pulse_of_my_heart
سلسلة #السيرة_النبوية_وقائع_وأحداث

الفصل الرابع: هجرة الحبشة ومحنة الطائف ومنحة الإسراء

المبحث الثالث: عام الحزن ومحنة الطائف

ثانياً: رحلة الرسول ﷺ إلى الطائف:

5- من مناهج التغيير:

كان مقترح ملك الجبال أن يطبق عليهم الأخشبين, وهو يدخل تحت أسلوب الاستئصال، وقد نفذ في قوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط قال تعالى: ( فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّن أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) [العنكبوت: 40].
وكان هناك اقتراح آخر وهو أن يستمر في هجرته, والابتعاد عن مكة والطائف الكافرتين، فالأولى أخرجته والثانية خذلته, وعرض ذلك الأمر زيد بن حارثة على رسول الله ﷺ قال ابن القيم: إن رسول الله ﷺ بعد أن لم يجد ناصرًا في الطائف، انصرف إلى مكة ومعه مولاه زيد بن حارثة محزونًا، وهو يدعو بدعاء الطائف المشهور، فأرسل ربه تبارك وتعالى ملك الجبال يستأمره أن يطبق الأخشبين على أهل مكة، وهما جبلاها اللذان كانت بينهما، فقال: «لا، بل أستأني بهم, لعل الله يخرج من أصلابهم من يعبده ولا يشرك به شيئا».. وأقام بنخلة أيامًا، فقال له زيد بن حارثة: (كيف تدخل عليهم وقد أخرجوك، يعني قريشًا، وخرجت تستنصر فلم تنصر، يعني الطائف) فقال: «يا زيد، إن الله جاعل لما ترى فرجًا ومخرجًا، وإن الله ناصر دينه ومظهر نبيه» .
إن النبي ﷺ رفض منهج الاستئصال، وامتنع عن فكرة الاعتزال, أو الهجرة المستمرة، ونظر إلى المستقبل بنور الإيمان، وقرر الدخول إلى مكة الكافرة ليواصل جهاده الميمون، ويستثمر كل ما يستطيعه من أجل دعوة التوحيد, لم يَحْتَرْ النبي ﷺ بين المنهجين السابقين, بل تقدم نحو المنهج البديل, الذي عزم عليه وهو منهج يقوم على فكرة دخول مكة الكافرة وليس الانسحاب منها، ويقوم على ضرورة الوجود على ذات الأرض التي يقف عليها الكافرون، واعتصار مؤسساتها واستثمار علاقاتها، وتحوير غاياتها ليتغذى بكل ذلك مجتمع المؤمنين الذي سيولد من أحشائها، أي أنه كان ﷺ يريد أن يتخذ من أصلاب الكافرين مصانع بشرية تخرج أجيالاً من المسلمين المقاتلين في سبيل الله، فالنظر النبوي هنا مصوب نحو المستقبل بصورة جلية، ولم يكن ذلك يعني الانسحاب من الحاضر كان النبي ﷺ قد عزم على دخول مكة مرة ثانية، غير أن ظاهر الأحوال تدل على أن دخول مكة لم يكن أمرًا هينًا ولا آمنًا، وهنالك احتمال كبير للغدر به ولاغتياله من قبل قريش، التي لا يمكن أن تصبر أكثر, وهو قد أعلن الخروج عليها وذهب يستنصر بالقبائل الأخرى, ويوقع بينها وبين حلفائها، ثم إنه حتى لو لم تكن هناك خطورة على شخصه، فإن دخوله إلى مكة بصورة (عادية) وقد طردته الطائف، سيجعل أهل مكة يصورون الأمر كهزيمة كبيرة أصابت المسلمين ويجترئون عليهم ويزدادون سفهًا، ولذلك فقد اتجه نظر الرسول ﷺ هذه المرة إلى تفجير مكة من الداخل بدلاً من تطويقها من الخارج، أي أراد أن يتغلغل في داخل بطون قريش ذاتها، ويُوجِد له حلفاء من بينهم وَيُكَوِّن له وجودًا في قلبها.
وذكر ابن هشام في السيرة في معرض الحديث عن إجارة المطعم بن عدي: إنه ﷺ لما انصرف من الطائف ولم يجيبوه إلى ما دعاهم إليه, من تصديقه ونصرته، صار إلى حِراء ثم بعث إلى الأخنس بن شريق ليجيره فقال: أنا حليف والحليف لا يجير، فبعث إلى سهيل بن عمرو، فقال له: إن بني عامر لا تجير على بني كعب، فبعث إلى المطعم بن عدي -سيد قبيلة بني نوفل بن عبد مناف- بعث إليه رجلاً من خزاعة، «أدخل في جوارك؟» فقال: نعم: ودعا بنيه وقومه فقال: البسوا السلاح وكونوا عند أركان البيت فإني قد أجرت محمدًا، فدخل رسول الله ﷺ ومعه زيد بن حارثة حتى انتهى إلى المسجد الحرام، فقام المطعم بن عدي على راحلته, فنادى: يا معشر قريش إني قد أجرت محمدًا فلا يهجه أحد منكم, فانتهى رسول الله ﷺ إلى الركن فاستلمه وصلى ركعتين وانصرف إلى بيته, والمطعم بن عدي وولده محدقون بالسلاح حتى دخل بيته.
لقد تغير الوضع كثيرًا بسبب منهجية الرسول ﷺ الجديدة، فبدلاً من أن يدخل مكة منهزمًا مختفيًا دخلها ويحرسه بالسلاح سيد من سادات قريش, على مسمع منهم ومرأى، هذا ونلاحظ أن الرسول ﷺ قد اختار رجلاً من خزاعة فبعثه رسولاً، وفي هذين الاختيارين حنكة سياسية مدهشة، ووعي تاريخي ودبلوماسي عميق، لأن نوفلاً، وهو الأب الأكبر لقبيلة نوفل التي يتزعمها المطعم بن عدي آنئذ، كان خصيمًا لعبد المطلب جد رسول الله ﷺ في الجاهلية، فقد وثب على أفنية وساحات كانت لعبد المطلب، واغتصبها، فاضطرب عبد المطلب لذلك واستنهض قومه فلم ينهض كبير أحد منهم، فكتب إلى أخواله من بني النجار من الخزرج قصيدة يستنصرهم، قالوا: فقدم عليه منهم جمع كثيف فأناخوا بفناء الكعبة وتنكبوا القسي وعلقوا التراس، فلما رآهم نوفل، قال: لشرٍّ ما قدم هؤلاء؟ فكلموه فخافهم ورد أركاح عبد المطلب إليه، فلما نصر
بنو الخزرج عبد المطلب قالت خزاعة, وهم قد قووا وعزوا: والله ما رأينا بهذا الوادي أحدًا أحسن وجهًا ولا أتم خلقًا ولا أعظم حلمًا من هذا الإنسان، يعنون عبد المطلب، وقد نصره أخواله من الخزرج، ولقد ولدناه كما ولدوه, وإن جده عبد مناف لابن حبي بنت حليل بن حبشية سيد خزاعة، ولو بذلنا له نصرنا وحالفنا، انتفعنا به وبقومه وانتفع بنا، فأتاه وجوههم، فقالوا: يا أبا الحارث إنا قد ولدناك كما ولدك قوم من بني النجار، ونحن بعد متجاورون في الدار، وقد أماتت الأيام ما يكون في قلوب بعضنا على قريش من الأحقاد، فهلم فنحالفك فأعجب ذلك عبد المطلب وقبله وسارع إليه، ولم يحضر أحد من بني نوفل ولا عبد شمس.
هذا النص يشير إلى جذور الصراع التاريخي القديم بين خزاعة وقريش، حينما جمع قصي بن كلاب قريشًا من متفرقات المواقع، وقاتل بهم خزاعة التي كانت لديها رئاسة البيت وسيادة العرب، فأخرج خزاعة من البيت, وقسم مكة أرباعًا على قريش، فما زالت خزاعة مبغضة لقريش كارهين لها، ولما اضطرب الأمر بين قريش وعبد المطلب, تحالفت خزاعة مع عبد المطلب, نكاية بقريش, وإضعافًا لها، وليس صحيحًا أن الأيام قد أماتت ما كان في قلوب بعضهم على قريش من الأحقاد, كما ذكر وفدهم, بل الصحيح أن الأحقاد لم تزل حية والصراع لم يزل مستمرًا، ومما يدل على ذلك أن بني نوفل وبني عبد شمس لم يدخلا ولم يحضرا هذا الحلف، إذ أنه حلف مضاد لهما.
فإذا بعث الرسول ﷺ رجلاً من خزاعة إلى سيد قبيلة بني نوفل فإن هذا الفعل إشارة ظاهرة إلى تلك الوقائع التاريخية, التي ذكرناها, كما فيها تذكير بالحلف القديم بين عبد المطلب وخزاعة، ضد بني نوفل وعبد شمس ليفهم من ذلك أن الرسول ﷺ لا يقف معزولاً في مكة، وأنه قد يفعل ما فعله جده عبد المطلب، فيتحالف مع خزاعة، أو يستنصر بالخزرج؛ فالرسول ﷺ لم يكن في الواقع (يستعطف) المطعم بن عدي سيد بني نوفل ليدخل في جواره، بقدر ما كان يهدده ويثير مخاوفه، وحماية المطعم بن عدي لرسول الله ﷺ لم تكن مجرد (أريحية) ونبل بقدر ما كانت رعاية لمصلحته وحماية لوضعه، وصمت قريش وهي ترى محمدًا ﷺ يدخل في جوار بني نوفل ويحرسونه بالسلاح, لم يكن خوفًا من سلاح نوفل، وإنما خوفا من سلاح خزاعة وقسي الخزرج.
كما لا ننسى أن المطعم ممن قام بنقض الصحيفة الظالمة, مع من ذكرنا فيما مضى.
وقد حفظ رسول الله ﷺ صنيع مطعم بن عدي، وعرف مدى الخطورة التي عرض نفسه وولده وقومه لها من أجله، فقال عن أسارى بدر السبعين يوم أسرهم: «لو كان المطعم بن عدي حيًّا ثم كلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له».
فمع العداء العقدي فرسول الله ﷺ يفرق بين من يعادي هذه العقيدة ويحاربها، ومن يناصرها ويسالمها، إنهم وإن كانوا كفارًا فليس من سمة النبوة أن تتنكر للجميل.
وهكذا ﷺ , كان يوظف الأعراف والتقاليد التي في مجتمعه لمصلحة الإسلام، فكان ينظر للبناء الاجتماعي القائم، باعتباره حقيقة موضوعية، تاريخية، وينظر للإنسان الكافر ليس باعتباره رقمًا حسابيًا فرديًا منقطعًا، وإنما ينظر إليه كفرد في شبكة اجتماعية متداخلة العلاقات ومتنوعة الدوافع، وإن الإنسان يملك الفرصة والإمكان لأن يتحول هو نفسه وطوع إرادته إلى قوة اجتماعية مؤثرة، وله وزن في اتخاذ القرار ونقضه، وفقًا للقيم التي يختارها، والمطعم بن عدي لم يكن فردًا وإنما كان مؤسسة، وهي مؤسسة لم تولد بميلاده، وإنما يرجع وجودها إلى تاريخ قديم، تصارعت فيها قيم التوحيد والإشراك، فإن صارت مؤسسة خالصة للكافرين الآن، فلا يعني ذلك استحالة الانتفاع بها وتسخيرها للعودة للإيمان والتوحيد .

📑... يتبـــــــــ؏.....👇👇👇

سلسلة #السيرة_النبوية_وقائع_وأحداث

🔗قناتنا💖 نبض قلبي ملك ربي💖 https://ⓣelegram.me/Pulse_of_my_heart