بعد أن أنهيت عملي أحسست بصداع يحتل منتصف رأسي
وكيف لأنثي تدمن القهوة أن تتركها بسهولة..كانت هذه ثالث محاولة لي أن أدعها ولكن عبثا
بجانب عملي مقهي أثري ...لم أحتسي منه البتة...ولكن هناك شئ شدني إليه هذه المرة
جلست في آخر المقهي في جانبه المطل علي شاطئ النيل...صدقا أول مرة اتنفس الصعداء
كان في الجهة المقابلة لي يجلس شاب في منتصف العقد الثاني من عمره...أسمر اللون بعينين مثل حبات القهوة...شعره خمري اللون كساه بعض الشيب
ما أثار فضولي هو ذلك الكتاب الذي كان منهمكا في قرائته...كان عنوانه العشق الأبدي
لم أحيل ناظري عنه وهو لم يحيل ناظره عن الكتاب ... سألت النادل ما بال ذلك الفتي
إبتسم ابتسامة طفيفة وأجابني : آنستي هذا الفتي ابيض شعره حزنا علي فراق محبوبته...كان يأتي معها كل يوم ويجلسان علي الطاولة زاتها ... تحتسي هي القهوة وهو يظل يتأملها فأمثالها خلقن للتأمل... لم تفارق وجهها الابتسامة ابدا...كان تحمل معها ذلك الكتاب في يده أظنه كتابها المفضل...ذات مرة تشاجرا بحدة فتركته غاضبه...وتعلمين كيف تكون الانثي حين يغضبها من تحب...خرجت مسرعة والدموع تكسو عينيها فلقيت حدفها اثر اصطداها مع سائق ثمل
كاد أن يفقد عقله فقد كانت حياة وهو علي قيدها...منذ 5 أعوام وهو يأتي الي هنا ليجلس علي نفس الطاولة ويحضر قهوتها المعهودة ويقرأ كتابها...لم يختلف شئ سوي اختفاء ضحكته التي كانت برفقتها و...
لم يكمل النادل وتركني في حالة استغراب وذهول..كيف للغضب أن يسبب كل هذا؟ أم كيف لشوق العشق أن يشيخ شابا
مررت بجانبه علني أكمل ما لم يكمله النادل فلم أري شيئا ...غير مذكرة صغيرة مكتوب في غلافها "لا تغضبوا من تحبون فالشوق بعد الموت لا يطاق"
ظللت أرددها وأنا أعود أدراجي علني أستطيع أن أعلم كيف قضي أعوامه الماضية...كيف قضاها هكذا جسد
بلا روح
#Mathany Makki
#مقتطفات
وكيف لأنثي تدمن القهوة أن تتركها بسهولة..كانت هذه ثالث محاولة لي أن أدعها ولكن عبثا
بجانب عملي مقهي أثري ...لم أحتسي منه البتة...ولكن هناك شئ شدني إليه هذه المرة
جلست في آخر المقهي في جانبه المطل علي شاطئ النيل...صدقا أول مرة اتنفس الصعداء
كان في الجهة المقابلة لي يجلس شاب في منتصف العقد الثاني من عمره...أسمر اللون بعينين مثل حبات القهوة...شعره خمري اللون كساه بعض الشيب
ما أثار فضولي هو ذلك الكتاب الذي كان منهمكا في قرائته...كان عنوانه العشق الأبدي
لم أحيل ناظري عنه وهو لم يحيل ناظره عن الكتاب ... سألت النادل ما بال ذلك الفتي
إبتسم ابتسامة طفيفة وأجابني : آنستي هذا الفتي ابيض شعره حزنا علي فراق محبوبته...كان يأتي معها كل يوم ويجلسان علي الطاولة زاتها ... تحتسي هي القهوة وهو يظل يتأملها فأمثالها خلقن للتأمل... لم تفارق وجهها الابتسامة ابدا...كان تحمل معها ذلك الكتاب في يده أظنه كتابها المفضل...ذات مرة تشاجرا بحدة فتركته غاضبه...وتعلمين كيف تكون الانثي حين يغضبها من تحب...خرجت مسرعة والدموع تكسو عينيها فلقيت حدفها اثر اصطداها مع سائق ثمل
كاد أن يفقد عقله فقد كانت حياة وهو علي قيدها...منذ 5 أعوام وهو يأتي الي هنا ليجلس علي نفس الطاولة ويحضر قهوتها المعهودة ويقرأ كتابها...لم يختلف شئ سوي اختفاء ضحكته التي كانت برفقتها و...
لم يكمل النادل وتركني في حالة استغراب وذهول..كيف للغضب أن يسبب كل هذا؟ أم كيف لشوق العشق أن يشيخ شابا
مررت بجانبه علني أكمل ما لم يكمله النادل فلم أري شيئا ...غير مذكرة صغيرة مكتوب في غلافها "لا تغضبوا من تحبون فالشوق بعد الموت لا يطاق"
ظللت أرددها وأنا أعود أدراجي علني أستطيع أن أعلم كيف قضي أعوامه الماضية...كيف قضاها هكذا جسد
بلا روح
#Mathany Makki
#مقتطفات