Forwarded from أدهم شرقاوي
حدث في مثل هذا اليوم
29 ديسمبر / كانون الأول
في مثل هذا اليوم من العام 1972م دخلتْ طبيبة الأسنان الألمانية "فيرونيكا سايدر" موسوعة غينيس للأرقام القياسية كصاحبة أقوى بصر في تاريخ البشرية، حيث كان بإمكانها أن تُميِّز وجوه الأشخاص من مسافة 2 كلم!
على أن العرب تروي أخباراً مُذهلة عن قوة إبصار زرقاء اليمامة، حيث كان بإمكانها رؤية الأشياء من مسافة خمسين كلم تقريباً! وتضربُ بها العرب المثل في قوة بصرها حيث تقول: "أبصر من زرقاء"!
واليمامة اسمها، وزرقاء لأن عيونها كانتْ زرقاء، ثم سُميت مدينتها باليمامة تخليداً لذكرها، وكان اسمها الأول جوّ، وفي هذا يقول المتنبي مفتخراً بنفسه:
وأبصرُ من زرقاء جوٍّ لأنني
إذا نظرتْ عيناي ساواهما علمي
وخبر زرقاء اليمامة أنّ الملك حسان لمّا سار نحو جُديس التي تقع فيها مدينة جو، قال له رياح بن مُرة: أيها الملك إن لي أُختاً متزوجة في جُديس اسمها اليمامة، زرقاء العيون، ترى الشخص من مسيرة يوم وليلة، فأخاف أن ترانا فتُنذر القوم بنا، فمُرْ أصحابك ليقطعوا أغصان الأشجار ويتستروا بها!
فأمر الملك جيشه أن يصنعوا هذا، ولكن اليمامة رأتْهُم، وقالتْ لقومها: ما يمشي الشجر ورب الكعبة، هذا حسان قد جاءكم بجيشه!
فلم يُصدِّقها من أهل المدينة أحد!
فلما داهمهم حسان قال لها: ماذا رأيتِ؟
فقالتْ: الشجر ومن خلفها البشر!
فأمر بقلع عينيها، فإذا هي محشوة بالإثمد، وهو نوع من أنواع الكحل كانتْ تعرفه العرب، وبهذا جاءتْ السنة الشريفة، حيث قال رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم: "إنّ خير أكحالكم الإثمد فإنه يجلو البصر ويُنبتُ الشّعر"!
أدهم شرقاوي
29 ديسمبر / كانون الأول
في مثل هذا اليوم من العام 1972م دخلتْ طبيبة الأسنان الألمانية "فيرونيكا سايدر" موسوعة غينيس للأرقام القياسية كصاحبة أقوى بصر في تاريخ البشرية، حيث كان بإمكانها أن تُميِّز وجوه الأشخاص من مسافة 2 كلم!
على أن العرب تروي أخباراً مُذهلة عن قوة إبصار زرقاء اليمامة، حيث كان بإمكانها رؤية الأشياء من مسافة خمسين كلم تقريباً! وتضربُ بها العرب المثل في قوة بصرها حيث تقول: "أبصر من زرقاء"!
واليمامة اسمها، وزرقاء لأن عيونها كانتْ زرقاء، ثم سُميت مدينتها باليمامة تخليداً لذكرها، وكان اسمها الأول جوّ، وفي هذا يقول المتنبي مفتخراً بنفسه:
وأبصرُ من زرقاء جوٍّ لأنني
إذا نظرتْ عيناي ساواهما علمي
وخبر زرقاء اليمامة أنّ الملك حسان لمّا سار نحو جُديس التي تقع فيها مدينة جو، قال له رياح بن مُرة: أيها الملك إن لي أُختاً متزوجة في جُديس اسمها اليمامة، زرقاء العيون، ترى الشخص من مسيرة يوم وليلة، فأخاف أن ترانا فتُنذر القوم بنا، فمُرْ أصحابك ليقطعوا أغصان الأشجار ويتستروا بها!
فأمر الملك جيشه أن يصنعوا هذا، ولكن اليمامة رأتْهُم، وقالتْ لقومها: ما يمشي الشجر ورب الكعبة، هذا حسان قد جاءكم بجيشه!
فلم يُصدِّقها من أهل المدينة أحد!
فلما داهمهم حسان قال لها: ماذا رأيتِ؟
فقالتْ: الشجر ومن خلفها البشر!
فأمر بقلع عينيها، فإذا هي محشوة بالإثمد، وهو نوع من أنواع الكحل كانتْ تعرفه العرب، وبهذا جاءتْ السنة الشريفة، حيث قال رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم: "إنّ خير أكحالكم الإثمد فإنه يجلو البصر ويُنبتُ الشّعر"!
أدهم شرقاوي
👍3❤1
Forwarded from أدهم شرقاوي
“لكُلِّ الذين لَم يُسلَّطْ عليهِم الضوء
ولَم تُذكَر أسماؤهم
ولَم ينالوا منصباً
لأولئك الذين يسندون الجميع
ولَم يسندهم أحد
الله يعرِفكم جيداً " ❤️
ولَم تُذكَر أسماؤهم
ولَم ينالوا منصباً
لأولئك الذين يسندون الجميع
ولَم يسندهم أحد
الله يعرِفكم جيداً " ❤️
❤10
Forwarded from أدهم شرقاوي
السَّلامُ عليكَ يا صاحبي
تسألني : لماذا لمْ يُعطني الله ما سألته إياه
فأقولُ لكَ : إنَّ الطبيب لا يعطينا الدواء الذي نريدُه ولكنَّه يعطينا الدَّواء الذي نحتاجه!
ولعلكَ تطلبُ من اللهِ ما فيه ضررك، أنتَ تنظرُ إلى الأشياء بنظرتك البشرية القاصرة، والله يُدبِّر الأمر بعلمه الكامل!
يا صاحبي إنَّ الصبي الصغير إذا رأى حبوب الدواء الملونة بكى يريدها، فمنعه أبواه منها، الطفلُ يحسبُ في الأمر حرماناً، والأبوان يعرفان أن بعض المنع عطاء!
هكذا يُدبِّرُ الله الأمور برحمته، فتأدَّب!
أو لعلَّ الله أراد أن يُعطيكَ ما سألته، ولكنَّ الوقت لم يحِنْ بعد، التوقيت جزء من حكمته التي لا تراها!
يا صاحبي اقرأ قول ربك : "ولما بلغ أشده آتيناه حكماً وعلماً"
ثمة أشياء عليكَ أن تنضج لتحافظ عليها إن أنتَ أُعطيتها!
يا صاحبي لو فرَّج اللهُ عن يوسف عليه السلام أول الأمر ما كان له أن يصل إلى كرسي المُلك، كان يوسف بين القضبان، ولكن يد الجبار كانت طليقة تُدبِّر الأمر ، وتُهيء الأسباب للأعطية الكُبرى!
يا صاحبي عشرُ سنواتٍ لموسى عليه السلام في مدين لم تكن مضيعة، كان على الظروف أن تتهيأ في مصر لقدومه، وكان عليه هو أيضاً أن يُصقل جيداً، فالحمل ثقيل لاحقاً، والتأخير صقل وإعداد!
يا صاحبي أراد المسلمون أن يشهروا سيوفهم في مكة ويدفعوا عن أنفسهم الظلم، ولكن الإذن بالقتال تأخر لما بعد الهجرة الشريفة، الذي نصرهم بعد الهجرة كان قادراً على أن ينصرهم في بطن مكة قبلها، ولكن الله أراد أن يُربِّيهم أولاً، لأن السيف الذي ليس وراءه عقيدة سرعان ما ينحرف، وقد أراد ربك أن تُحمل السيوف إعلاءً لكلمته، لا انتقاماً من العدو، ولا انتصاراً للذات!
يا صاحبي لقد كان في قصصهم عبرة فتأمل واعتبرْ!
فإن مُنعتَ مطلقاً فهي الرحمة
وإن أُعطيتَ فهي الحكمة
وإن تأخرَّت العطية فهذا ليس أوانها
والسلام لقلبك ❤️
تسألني : لماذا لمْ يُعطني الله ما سألته إياه
فأقولُ لكَ : إنَّ الطبيب لا يعطينا الدواء الذي نريدُه ولكنَّه يعطينا الدَّواء الذي نحتاجه!
ولعلكَ تطلبُ من اللهِ ما فيه ضررك، أنتَ تنظرُ إلى الأشياء بنظرتك البشرية القاصرة، والله يُدبِّر الأمر بعلمه الكامل!
يا صاحبي إنَّ الصبي الصغير إذا رأى حبوب الدواء الملونة بكى يريدها، فمنعه أبواه منها، الطفلُ يحسبُ في الأمر حرماناً، والأبوان يعرفان أن بعض المنع عطاء!
هكذا يُدبِّرُ الله الأمور برحمته، فتأدَّب!
أو لعلَّ الله أراد أن يُعطيكَ ما سألته، ولكنَّ الوقت لم يحِنْ بعد، التوقيت جزء من حكمته التي لا تراها!
يا صاحبي اقرأ قول ربك : "ولما بلغ أشده آتيناه حكماً وعلماً"
ثمة أشياء عليكَ أن تنضج لتحافظ عليها إن أنتَ أُعطيتها!
يا صاحبي لو فرَّج اللهُ عن يوسف عليه السلام أول الأمر ما كان له أن يصل إلى كرسي المُلك، كان يوسف بين القضبان، ولكن يد الجبار كانت طليقة تُدبِّر الأمر ، وتُهيء الأسباب للأعطية الكُبرى!
يا صاحبي عشرُ سنواتٍ لموسى عليه السلام في مدين لم تكن مضيعة، كان على الظروف أن تتهيأ في مصر لقدومه، وكان عليه هو أيضاً أن يُصقل جيداً، فالحمل ثقيل لاحقاً، والتأخير صقل وإعداد!
يا صاحبي أراد المسلمون أن يشهروا سيوفهم في مكة ويدفعوا عن أنفسهم الظلم، ولكن الإذن بالقتال تأخر لما بعد الهجرة الشريفة، الذي نصرهم بعد الهجرة كان قادراً على أن ينصرهم في بطن مكة قبلها، ولكن الله أراد أن يُربِّيهم أولاً، لأن السيف الذي ليس وراءه عقيدة سرعان ما ينحرف، وقد أراد ربك أن تُحمل السيوف إعلاءً لكلمته، لا انتقاماً من العدو، ولا انتصاراً للذات!
يا صاحبي لقد كان في قصصهم عبرة فتأمل واعتبرْ!
فإن مُنعتَ مطلقاً فهي الرحمة
وإن أُعطيتَ فهي الحكمة
وإن تأخرَّت العطية فهذا ليس أوانها
والسلام لقلبك ❤️
❤5👍1
Forwarded from أدهم شرقاوي
اللهمَّ شيئاً كهذا لأعوامنا القادمة
"ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النُّاسُ"❤
"ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النُّاسُ"❤
❤5
Forwarded from أدهم شرقاوي
على منهاج النُّبُوَّة : المقالة الأخيرة
فَحَنَّ الجِذْعُ
كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم إذا أرادَ أن يخطبَ في الناسِ وقفَ على جِذعِ نخلةٍ كانَ في المسجدِ لأجلِ هذا، فلمَّا صنعوا له منبراً، ووقفَ يخطبُ عليه حنَّ الجِذعُ إليه، وسُمِعَ له أنين المُشتاق، فجاءَه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم، ومسحَ عليه بيدِهِ الشَّريفةِ كالمُواسي لهَ فسكتَ أنينُه!
وكانَ الحسنُ البصريُّ إذا حدَّثَ بهذا الحديثِ بكى، وقالَ للناسَ: يا عباد الله، الخشبةُ تحنُّ إلى رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم شوقاً إليهِ لمكانِهِ من الله، فأنتم أحقُّ أن تشتاقوا إلى لقائِهِ!
وإلى هنا تنتهي سلسلة على منهاجِ النُّبُوَّةِ ولكن الحنين لا ينتهي، فأينَ يدكَ لتمسح بها على قلوبٍ تحنُّ إليكَ، أينَ وجهكَ ننظرُ إليه ثم بعد ذلك على الدُّنيا السّّلام، أين صوتكَ نسمعُهُ فنرتوي فإنَّ العطش إليكَ قد بلغَ الحناجر!
نُحِبُّكَ يا رسول الله، واللهِ نُحِبُّكَ، وما تخلَّفنا عنك بإرادتِنا ولكنَّها مشيئة الله فرَضِيْنا بها!
وددْنا لو كنا في مكة يوم نزلتَ من الغارِ ترتجفُ من هولِ الوحيِ لنضُمكَ كما فعلتْ خديجة!
وددْنا لو كُنا معكَ يوم الطائف درعاً فتُصيبنا الحجارة بدلَ أن تُصيبك، أو على الأقل كُنا ضَمَّدْنا جِراح قدميكَ بقُلوبِنا!
وددْنا لو كُنا معك َفي شِعب أبي طالب لنُطعمكَ بأيدينا فإن عجزنا واسيناكَ وجُعنا معكَ!
وددْنا لو كُنا عند الكعبةِ حين وضعَ ابن أبي معيط سلى الجزور على رأسكَ وأنتَ ساجد لنأكله بأسناننا أو على الأقل نُعينُ فاطمة وهي ترفع أذاه عنكَ!
وددْنا لو نمنا كُلنا مع عليّ في فِراشِكَ لنَفديكَ!
وددْنا كُلنا لو رافقناكَ مع أبي بكر في هجرتِكَ، لكُنَّا رصفْنَا لكَ الطريق بقلوبِنا يا حبيب قلوبنا!
وددْنا لو كُنا في المدينةِ يوم وصلتَ فننشدُ ملء حناجرِنا أن البدر طلعَ علينا!
وددْنا لو كُنا معكَ يوم بدر لنقول لكَ كما قالَ الأنصارُ: واللهِ لو خضتَ بنا برك الغمادِ لخُضناه معكَ وما تخلَّفَ منا أحد!
وددْنا لو كُنا معكَ يوم أُحُد لنقول للرُّماةِ: باللهِ عليكم لا تبرحوا أماكنكم، ولنستشرس بالدفاعِ عنكَ كما فعلتْ أُم عمارة، ولنمسح دمكَ الزكي الطاهر الذي سالَ على وجهِكَ، أو على الأقل لنضمكَ ونُواسيك بفقدِ عمكَ حمزة!
وددْنا لو كُنا معكَ يوم الحُديبية لنقول لكَ نحن جُندك في السِّلم والحرب!
وددْنا لو كُنا معكَ يوم فتح مكة فنفرح لفرحكَ حين أظهرَ اللهُ دِينَه!
وددْنا لو كُنا معكَ في حجةِ الوداعِ لنسمع وصاياكَ بصوتِكَ ونقول لكَ: نشهدُ أنكَ قد بلَّغتَ!
وددْنا لو كُنا في المدينةِ يوم وفاتِكَ لنبكيكَ، ونُخبركَ أنَّ فِداكَ أنفسنا وآباءنا وأمهاتنا وأولادنا وأموالنا!
عزاؤنا فيك قولك: موعدي معكم ليسَ الدُّنيا، موعدي معكم على الحوضِ، وإنَّا لنصدقكَ!
وعزاؤنا فيكَ قولك: المرءُ مع من أحبَّ يومَ القيامةِ، وإننا والله نُحبُّكَ
أدهم شرقاوي
فَحَنَّ الجِذْعُ
كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم إذا أرادَ أن يخطبَ في الناسِ وقفَ على جِذعِ نخلةٍ كانَ في المسجدِ لأجلِ هذا، فلمَّا صنعوا له منبراً، ووقفَ يخطبُ عليه حنَّ الجِذعُ إليه، وسُمِعَ له أنين المُشتاق، فجاءَه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم، ومسحَ عليه بيدِهِ الشَّريفةِ كالمُواسي لهَ فسكتَ أنينُه!
وكانَ الحسنُ البصريُّ إذا حدَّثَ بهذا الحديثِ بكى، وقالَ للناسَ: يا عباد الله، الخشبةُ تحنُّ إلى رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم شوقاً إليهِ لمكانِهِ من الله، فأنتم أحقُّ أن تشتاقوا إلى لقائِهِ!
وإلى هنا تنتهي سلسلة على منهاجِ النُّبُوَّةِ ولكن الحنين لا ينتهي، فأينَ يدكَ لتمسح بها على قلوبٍ تحنُّ إليكَ، أينَ وجهكَ ننظرُ إليه ثم بعد ذلك على الدُّنيا السّّلام، أين صوتكَ نسمعُهُ فنرتوي فإنَّ العطش إليكَ قد بلغَ الحناجر!
نُحِبُّكَ يا رسول الله، واللهِ نُحِبُّكَ، وما تخلَّفنا عنك بإرادتِنا ولكنَّها مشيئة الله فرَضِيْنا بها!
وددْنا لو كنا في مكة يوم نزلتَ من الغارِ ترتجفُ من هولِ الوحيِ لنضُمكَ كما فعلتْ خديجة!
وددْنا لو كُنا معكَ يوم الطائف درعاً فتُصيبنا الحجارة بدلَ أن تُصيبك، أو على الأقل كُنا ضَمَّدْنا جِراح قدميكَ بقُلوبِنا!
وددْنا لو كُنا معك َفي شِعب أبي طالب لنُطعمكَ بأيدينا فإن عجزنا واسيناكَ وجُعنا معكَ!
وددْنا لو كُنا عند الكعبةِ حين وضعَ ابن أبي معيط سلى الجزور على رأسكَ وأنتَ ساجد لنأكله بأسناننا أو على الأقل نُعينُ فاطمة وهي ترفع أذاه عنكَ!
وددْنا لو نمنا كُلنا مع عليّ في فِراشِكَ لنَفديكَ!
وددْنا كُلنا لو رافقناكَ مع أبي بكر في هجرتِكَ، لكُنَّا رصفْنَا لكَ الطريق بقلوبِنا يا حبيب قلوبنا!
وددْنا لو كُنا في المدينةِ يوم وصلتَ فننشدُ ملء حناجرِنا أن البدر طلعَ علينا!
وددْنا لو كُنا معكَ يوم بدر لنقول لكَ كما قالَ الأنصارُ: واللهِ لو خضتَ بنا برك الغمادِ لخُضناه معكَ وما تخلَّفَ منا أحد!
وددْنا لو كُنا معكَ يوم أُحُد لنقول للرُّماةِ: باللهِ عليكم لا تبرحوا أماكنكم، ولنستشرس بالدفاعِ عنكَ كما فعلتْ أُم عمارة، ولنمسح دمكَ الزكي الطاهر الذي سالَ على وجهِكَ، أو على الأقل لنضمكَ ونُواسيك بفقدِ عمكَ حمزة!
وددْنا لو كُنا معكَ يوم الحُديبية لنقول لكَ نحن جُندك في السِّلم والحرب!
وددْنا لو كُنا معكَ يوم فتح مكة فنفرح لفرحكَ حين أظهرَ اللهُ دِينَه!
وددْنا لو كُنا معكَ في حجةِ الوداعِ لنسمع وصاياكَ بصوتِكَ ونقول لكَ: نشهدُ أنكَ قد بلَّغتَ!
وددْنا لو كُنا في المدينةِ يوم وفاتِكَ لنبكيكَ، ونُخبركَ أنَّ فِداكَ أنفسنا وآباءنا وأمهاتنا وأولادنا وأموالنا!
عزاؤنا فيك قولك: موعدي معكم ليسَ الدُّنيا، موعدي معكم على الحوضِ، وإنَّا لنصدقكَ!
وعزاؤنا فيكَ قولك: المرءُ مع من أحبَّ يومَ القيامةِ، وإننا والله نُحبُّكَ
أدهم شرقاوي
❤2👍2
Forwarded from أدهم شرقاوي
حدث في مثل هذا اليوم
31 ديسمبر/كانون الأول
في مثل هذا اليوم من العام 1313م أصدر ملك فرنسا "فيليب الرابع" أمراً بإحراق كل المرضى المُصابين بالجُذام لاعتقاد أوروبا أن هذا المرض لعنة من السماء!
قبل هذا بستة قرون، وتحديداً في العام 707م كان المسلمون قد أقاموا مستشفىً تخصُّصياً لعلاج مرض الجُذام لإيمانهم بقول نبيهم صلّى الله عليه وسلّم: "تداووا، فإنّ الله عزَّ وجل لم يضع داءً إلا وضع له دواءً، غير داء واحد هو الهَرَم"!
يا له من دين، حين تمسّكنا به وعضضْنا عليه بالنواجذ، أعزَّنا الله كما لم يُعز أُمَّة بِدِينها من قبل، وحوَّلَنا من قبائل مُتناحرة على الكلأ والماء، إلى أُمَّة تبسط سلطانها على نصف الكرة الأرضية المعروفة يومذاك!
إن الرعاع الذين يُنادون بترك الدِّين للتقدُّم يغفلون جهلاً أو يتغافلون حقداً أنه ليس غير هذا الدين هو الذي جعلنا نحمل لواء الإنسانية، ونحمي الجنس البشري من الانقراض والتعفُّن والتخلُّف!
ولهؤلاء وأمثالهم اقرأوا ما قالته المُستشرقة الألمانية "زيغريد هونكة" في كتابها الرائع "شمس العرب تسطع على الغرب" الذي دوّنتْ فيه إنجازات العرب في الحضارة الإنسانية، وأثر علمائهم على نهضة أوروبا الحديثة، ولعلَّ هذا الاقتباس البسيط يُوضِح فكرتها من وراء الكتاب:
إنَّ هذه القفزة السريعة المُدهشة في سُلَّم الحضارة التي قفزها أبناء الصحراء والتي بدأتْ من لا شيء هي جديرة بالاعتبار في تاريخِ الفكر الإنساني، وإنَّ انتصاراتهم العلمية المُتلاحقة التي جعلتْ منهم سادة للشعوب المُتحضِّرة لَفريدة من نوعها، لِدرجة تجعلها أعظم من أن تُقارن بغيرها، وتدعونا أن نتساءل كيف حدث هذا؟! وكيف أمكن لشعبٍ لم يُمثِّل من قبل دوراً حضارياً وسياسياً يُذكر أن يقف مع الإغريق في فترة وجيزة على قدم المساواة!
المُسلمون هم مؤسِّسو الطُّرق التجريبية في الكيمياء والطبيعة والحساب وعلم الاجتماع، بالإضافة إلى عدد لا يُحصى من الاختراعات التي سُرِقتْ ونُسِبتْ لآخرين، قدَّمَ المسلمون أثمن هدية للبشرية هي طريقة البحث العلمي الصحيح التي مهَّدتْ طريق الغرب للنُّبوغ!
أدهم شرقاوي
31 ديسمبر/كانون الأول
في مثل هذا اليوم من العام 1313م أصدر ملك فرنسا "فيليب الرابع" أمراً بإحراق كل المرضى المُصابين بالجُذام لاعتقاد أوروبا أن هذا المرض لعنة من السماء!
قبل هذا بستة قرون، وتحديداً في العام 707م كان المسلمون قد أقاموا مستشفىً تخصُّصياً لعلاج مرض الجُذام لإيمانهم بقول نبيهم صلّى الله عليه وسلّم: "تداووا، فإنّ الله عزَّ وجل لم يضع داءً إلا وضع له دواءً، غير داء واحد هو الهَرَم"!
يا له من دين، حين تمسّكنا به وعضضْنا عليه بالنواجذ، أعزَّنا الله كما لم يُعز أُمَّة بِدِينها من قبل، وحوَّلَنا من قبائل مُتناحرة على الكلأ والماء، إلى أُمَّة تبسط سلطانها على نصف الكرة الأرضية المعروفة يومذاك!
إن الرعاع الذين يُنادون بترك الدِّين للتقدُّم يغفلون جهلاً أو يتغافلون حقداً أنه ليس غير هذا الدين هو الذي جعلنا نحمل لواء الإنسانية، ونحمي الجنس البشري من الانقراض والتعفُّن والتخلُّف!
ولهؤلاء وأمثالهم اقرأوا ما قالته المُستشرقة الألمانية "زيغريد هونكة" في كتابها الرائع "شمس العرب تسطع على الغرب" الذي دوّنتْ فيه إنجازات العرب في الحضارة الإنسانية، وأثر علمائهم على نهضة أوروبا الحديثة، ولعلَّ هذا الاقتباس البسيط يُوضِح فكرتها من وراء الكتاب:
إنَّ هذه القفزة السريعة المُدهشة في سُلَّم الحضارة التي قفزها أبناء الصحراء والتي بدأتْ من لا شيء هي جديرة بالاعتبار في تاريخِ الفكر الإنساني، وإنَّ انتصاراتهم العلمية المُتلاحقة التي جعلتْ منهم سادة للشعوب المُتحضِّرة لَفريدة من نوعها، لِدرجة تجعلها أعظم من أن تُقارن بغيرها، وتدعونا أن نتساءل كيف حدث هذا؟! وكيف أمكن لشعبٍ لم يُمثِّل من قبل دوراً حضارياً وسياسياً يُذكر أن يقف مع الإغريق في فترة وجيزة على قدم المساواة!
المُسلمون هم مؤسِّسو الطُّرق التجريبية في الكيمياء والطبيعة والحساب وعلم الاجتماع، بالإضافة إلى عدد لا يُحصى من الاختراعات التي سُرِقتْ ونُسِبتْ لآخرين، قدَّمَ المسلمون أثمن هدية للبشرية هي طريقة البحث العلمي الصحيح التي مهَّدتْ طريق الغرب للنُّبوغ!
أدهم شرقاوي
❤2👍2
Forwarded from أدهم شرقاوي
الملتزم الحقيقي هو اللي كل ما بيذنب بيتوب
يعني كل ما بيقع في ذنب بيرجع لربنا
مش زي ما الناس فاهمة أن الالتزام عدم الوقوع في المعاصي
عشان كده ربنا قال : نِعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ
يعني كثير الرجوع إلى الله
.
حازم شومان
يعني كل ما بيقع في ذنب بيرجع لربنا
مش زي ما الناس فاهمة أن الالتزام عدم الوقوع في المعاصي
عشان كده ربنا قال : نِعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ
يعني كثير الرجوع إلى الله
.
حازم شومان
❤5👍2
Forwarded from أدهم شرقاوي
حدث في مثل هذا اليوم
3 يناير / كانون الثاني
في مثل هذا اليوم من العام 106 قبل الميلاد وُلد "شيشرون" خطيب روما المُفوَّه، كان فصيحاً، وله قدرة رهيبة على الإقناع، ويمكن القول أنه النسخة الرومانية لقس بن ساعدة الأيادي خطيب العرب الشهير ! فعندما يكون في وفاق مع السلطة يجمع الناس حولها، وعندما يعاديها يصنع لها عدداً مهولاً من الأعداء، وإن أول مسمار في نعش يوليوس قيصر كان شيشرون هو من دقه بخطبه الداعية إلى الثورة على الإمبراطور المستبد !
كان شيشرون متعدد المواهب، لم يكن خطيباً فحسب، كان حقوقياً فذاً، وعلى يديه تتلمذ عدد كبير من محامي روما وقتذاك، وظل فكره السياسي والحقوقي مرجعاً لأوروبا حتى القرن التاسع عشر ! وهو أول من قال أن الدولة هي هيئة اعتبارية يملكها الناس الذين يعيشون في كنفها وليست هي التي تملكهم !
كان في أفكاره ينزع إلى المثالية، وقد أُعجب كثيراً بكتاب الجمهورية لأفلاطون، فقد كان يولي القيم والأخلاق أهمية كبيرة للفرد والجماعة والدولة، ولكنه على عكس أفلاطون كان يرى أن القيم والأخلاق لا بدَّ لها من سلطة تحمل الناس على تطبيقها فالانضباط الذاتي وإن كان هو الغاية المثلى للإنسان إلا أن الناس يهابون القانون أكثر مما يحترمونه !
لم يتأثر شيشرون بأفلاطون فقط، كان معجباً بأرسطو أيضاً، وفي كتابه "هورتا نسيون" أشاد برأي أرسطو الذي اعتبر أن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، وأن المجتمعات البشرية إنما تنشأ من غريزة الإنسان الجماعية وليس من شعور الإنسان بالنقص إذا عاش وحده كما كان يرى أفلاطون !
وكان لشيشرون آراء في الاقتصاد أيضاً، فقد اعتبر أن الزراعة مهنة مقدسة، لأنها تحمي الأمة من الخضوع للآخرين بسبب الحاجة ! كذلك اعتبر أن الربا نظام ظالم، يساهم في إرساء الطبقية في المجتمع، ويؤسس للحقد بين الناس !
ترك شيشرون أقوالاً خالدة هذه بعضها :
- في الحرب تصمت القوانين
- البعض يفتش عن أخطاء الآخرين كما لو كان يبحث عن كنز
- نحن نمر بأوقات سيئة ، فالأطفال لم يعودوا يطيعون آباءهم ، والجميع يقومون بتأليف الكتب
- ليس من الضروري أن تطفئ ضوء سواك , ليتوهج ضوؤك
- لا يمكن لأحد أن يعطيك نصيحة حكيمة أكثر من نفسك
- بيت بلا كتب جسد بلا روح
أدهم شرقاوي
.
3 يناير / كانون الثاني
في مثل هذا اليوم من العام 106 قبل الميلاد وُلد "شيشرون" خطيب روما المُفوَّه، كان فصيحاً، وله قدرة رهيبة على الإقناع، ويمكن القول أنه النسخة الرومانية لقس بن ساعدة الأيادي خطيب العرب الشهير ! فعندما يكون في وفاق مع السلطة يجمع الناس حولها، وعندما يعاديها يصنع لها عدداً مهولاً من الأعداء، وإن أول مسمار في نعش يوليوس قيصر كان شيشرون هو من دقه بخطبه الداعية إلى الثورة على الإمبراطور المستبد !
كان شيشرون متعدد المواهب، لم يكن خطيباً فحسب، كان حقوقياً فذاً، وعلى يديه تتلمذ عدد كبير من محامي روما وقتذاك، وظل فكره السياسي والحقوقي مرجعاً لأوروبا حتى القرن التاسع عشر ! وهو أول من قال أن الدولة هي هيئة اعتبارية يملكها الناس الذين يعيشون في كنفها وليست هي التي تملكهم !
كان في أفكاره ينزع إلى المثالية، وقد أُعجب كثيراً بكتاب الجمهورية لأفلاطون، فقد كان يولي القيم والأخلاق أهمية كبيرة للفرد والجماعة والدولة، ولكنه على عكس أفلاطون كان يرى أن القيم والأخلاق لا بدَّ لها من سلطة تحمل الناس على تطبيقها فالانضباط الذاتي وإن كان هو الغاية المثلى للإنسان إلا أن الناس يهابون القانون أكثر مما يحترمونه !
لم يتأثر شيشرون بأفلاطون فقط، كان معجباً بأرسطو أيضاً، وفي كتابه "هورتا نسيون" أشاد برأي أرسطو الذي اعتبر أن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، وأن المجتمعات البشرية إنما تنشأ من غريزة الإنسان الجماعية وليس من شعور الإنسان بالنقص إذا عاش وحده كما كان يرى أفلاطون !
وكان لشيشرون آراء في الاقتصاد أيضاً، فقد اعتبر أن الزراعة مهنة مقدسة، لأنها تحمي الأمة من الخضوع للآخرين بسبب الحاجة ! كذلك اعتبر أن الربا نظام ظالم، يساهم في إرساء الطبقية في المجتمع، ويؤسس للحقد بين الناس !
ترك شيشرون أقوالاً خالدة هذه بعضها :
- في الحرب تصمت القوانين
- البعض يفتش عن أخطاء الآخرين كما لو كان يبحث عن كنز
- نحن نمر بأوقات سيئة ، فالأطفال لم يعودوا يطيعون آباءهم ، والجميع يقومون بتأليف الكتب
- ليس من الضروري أن تطفئ ضوء سواك , ليتوهج ضوؤك
- لا يمكن لأحد أن يعطيك نصيحة حكيمة أكثر من نفسك
- بيت بلا كتب جسد بلا روح
أدهم شرقاوي
.
👍6❤1
في هذه الدنيا كلنا سيلتقي بشخص لا تنساه الذاكرة
و العجيب أنه لن يكون لنا
ستعجب به، ستكون به جميع المواصفات التي قد نقشها قلبك لعقلك
سيكون أنت في مكان آخر
ستعيش معه حياة مختلفة
لن تقدر أن تقترب و لا أن تبتعد
هو مرةً حبيباً ومرةً صديقاً ومرةً أخرى غريبا ً
و تمضي الأيام .. تتمنى أن تجد سبباً لتكرهه .. ولن تجد
تخشى التعلّق به .. وأنت قد فعلتَ حقاً
أحيانا ستظنه لك ..
لكنك نهاية المطاف ستقبض على روحك بتنهيدة صامتة وتهمس: هو ليس لي 💔
.
أحمد جابر
و العجيب أنه لن يكون لنا
ستعجب به، ستكون به جميع المواصفات التي قد نقشها قلبك لعقلك
سيكون أنت في مكان آخر
ستعيش معه حياة مختلفة
لن تقدر أن تقترب و لا أن تبتعد
هو مرةً حبيباً ومرةً صديقاً ومرةً أخرى غريبا ً
و تمضي الأيام .. تتمنى أن تجد سبباً لتكرهه .. ولن تجد
تخشى التعلّق به .. وأنت قد فعلتَ حقاً
أحيانا ستظنه لك ..
لكنك نهاية المطاف ستقبض على روحك بتنهيدة صامتة وتهمس: هو ليس لي 💔
.
أحمد جابر
👍6❤5
"قُلْ للذينَ فَوَّضُوا أَمْرَهُم للهِ
أنَّ اللهَ لنْ يَخْذِلَهُمْ أبَداً !" ❤️
أنَّ اللهَ لنْ يَخْذِلَهُمْ أبَداً !" ❤️
❤6
نحن لا نختار بأيِّ طريقة نموت
ولكننا نختار بأيِّ طريقة نعيش
أبو بكر مات على فراشه
وعُمر وعليّ مطعونين في صلاة الفجر
وعثمان مذبوحاً على المصحف
وأبو عبيدة بالطاعون
كلُّ واحدٍ منهم مات بطريقة
ولكنهم جميعاً عاشوا لله !
ولكننا نختار بأيِّ طريقة نعيش
أبو بكر مات على فراشه
وعُمر وعليّ مطعونين في صلاة الفجر
وعثمان مذبوحاً على المصحف
وأبو عبيدة بالطاعون
كلُّ واحدٍ منهم مات بطريقة
ولكنهم جميعاً عاشوا لله !
❤8
وحدكَ يا الله
كنتَ تعلم أثر الفقد على قلب أم موسى
حين كادت أن تُبدي به
فربطتَ على قلبها
وحدكَ كنتَ تعلم وجع مريم حين قالت
"ليتني مت قبل هذا"
فأرسلتَ إليها النداء
"ألا تحزني"
وحدكَ كنت تعلم حزن يعقوب حين قال
"إنما أشكو بثي وحزني إلى الله"
فرددتَ إليه يوسف
اللهم شيئاً كهذا ❤️
كنتَ تعلم أثر الفقد على قلب أم موسى
حين كادت أن تُبدي به
فربطتَ على قلبها
وحدكَ كنتَ تعلم وجع مريم حين قالت
"ليتني مت قبل هذا"
فأرسلتَ إليها النداء
"ألا تحزني"
وحدكَ كنت تعلم حزن يعقوب حين قال
"إنما أشكو بثي وحزني إلى الله"
فرددتَ إليه يوسف
اللهم شيئاً كهذا ❤️
❤12👍4
حدث في مثل هذا اليوم :
18 يناير / كانون الثاني :
في مثل هذا اليوم من العام 1689م وُلد "شارل مونتيسكيو"، صاحب نظرية فصل السلطات الذي تعتمده أغلب دول العالم اليوم !
مونتيسكيو فرنسي الجنسية، اسمه الحقيقي "شارل لوي دي سيكوندا" ويُعتبر من أشهر فلاسفة السياسة على مر التاريخ، وكتابه روح القانون المؤلف من واحدٍ وثلاثين جزءاً يُعتبر من أهم مراجع القانون والسياسة ولا يجهله من طلاب السياسة والحقوق أحد، إنه عندهم بمثابة صحيح البخاري في كليات الشريعة، والتشبيه للإيضاح لا للمقارنة !
قسَّم مونتيسكيو السلطات ثلاثة أقسام :
تشريعية، وتنفيذية، وقضائية، وأوصى بالفصل بينها في الدولة الواحدة إبعاداً للديكتاتورية، وهو المعمول به في تسعين بالمئة من دول العالم كما تقدم !
ولكن كما هي العادة دوماً، فإن الإسلام يسبقُ الجميع، فالإسلام هو أول من فصل السلطات عن بعضها، فحتى الخليفة زمن الخلفاء الراشدين كان له سلطة تعيين القضاة، وليس له سلطة التدخل في أحكامهم ولو طالته شخصياً ! وكي لا يكون الكلام رجماً بالغيب، أورد لكم هذه القصة !
تنازع علي بن أبي طالب رضي الله عنه زمن خلافته مع يهودي على درع كان قد سقط منه في معركة صفين، فبينما هو يمشي في سوق الكوفة يمرُّ أمامه يهودي يعرضُ درعاً للبيع
فقال أمير المؤمنين لليهودي : هذا درعي
فقال اليهودي : بل هو درعي وأمامك القاضي
فاحتكما إلى القاضي شُريح الذي قال لعلي : يا أمير المؤمنين هل من بينة
فقال : نعم، الحسن ابني يشهد أن الدرع درعي
فقال شريح : شهادة الابن لأبيه لا تجوز
قال علي : سبحان الله، رجل من أهل الجنة لا تجوز شهادته ؟!
قال شريح : يا أمير المؤمنين هذا في الآخرة، أما في الدنيا فلا تجوز شهادة الابن لأبيه، البينة على من ادعى واليمين على من أنكر
فقال علي لشريح : صدقتَ
فقضى شريح أن الدرع لليهودي لغياب بينة الخليفة !
يمضي اليهودي وهو يحدث نفسه : أقف إلى جوار أمير المؤمنين ويقضي القاضي المسلم لي عليه، أي دين هذا !
فيرجع ويعتنق الإسلام، ويقول لعلي : والله هو درعك
فقال له علي : أما قد أسلمت فالدرع هدية مني لك !
أدهم شرقاوي
18 يناير / كانون الثاني :
في مثل هذا اليوم من العام 1689م وُلد "شارل مونتيسكيو"، صاحب نظرية فصل السلطات الذي تعتمده أغلب دول العالم اليوم !
مونتيسكيو فرنسي الجنسية، اسمه الحقيقي "شارل لوي دي سيكوندا" ويُعتبر من أشهر فلاسفة السياسة على مر التاريخ، وكتابه روح القانون المؤلف من واحدٍ وثلاثين جزءاً يُعتبر من أهم مراجع القانون والسياسة ولا يجهله من طلاب السياسة والحقوق أحد، إنه عندهم بمثابة صحيح البخاري في كليات الشريعة، والتشبيه للإيضاح لا للمقارنة !
قسَّم مونتيسكيو السلطات ثلاثة أقسام :
تشريعية، وتنفيذية، وقضائية، وأوصى بالفصل بينها في الدولة الواحدة إبعاداً للديكتاتورية، وهو المعمول به في تسعين بالمئة من دول العالم كما تقدم !
ولكن كما هي العادة دوماً، فإن الإسلام يسبقُ الجميع، فالإسلام هو أول من فصل السلطات عن بعضها، فحتى الخليفة زمن الخلفاء الراشدين كان له سلطة تعيين القضاة، وليس له سلطة التدخل في أحكامهم ولو طالته شخصياً ! وكي لا يكون الكلام رجماً بالغيب، أورد لكم هذه القصة !
تنازع علي بن أبي طالب رضي الله عنه زمن خلافته مع يهودي على درع كان قد سقط منه في معركة صفين، فبينما هو يمشي في سوق الكوفة يمرُّ أمامه يهودي يعرضُ درعاً للبيع
فقال أمير المؤمنين لليهودي : هذا درعي
فقال اليهودي : بل هو درعي وأمامك القاضي
فاحتكما إلى القاضي شُريح الذي قال لعلي : يا أمير المؤمنين هل من بينة
فقال : نعم، الحسن ابني يشهد أن الدرع درعي
فقال شريح : شهادة الابن لأبيه لا تجوز
قال علي : سبحان الله، رجل من أهل الجنة لا تجوز شهادته ؟!
قال شريح : يا أمير المؤمنين هذا في الآخرة، أما في الدنيا فلا تجوز شهادة الابن لأبيه، البينة على من ادعى واليمين على من أنكر
فقال علي لشريح : صدقتَ
فقضى شريح أن الدرع لليهودي لغياب بينة الخليفة !
يمضي اليهودي وهو يحدث نفسه : أقف إلى جوار أمير المؤمنين ويقضي القاضي المسلم لي عليه، أي دين هذا !
فيرجع ويعتنق الإسلام، ويقول لعلي : والله هو درعك
فقال له علي : أما قد أسلمت فالدرع هدية مني لك !
أدهم شرقاوي
❤4