. مجلس الأربعين ورجوع السبايا إلى كربلاء
وَكَمْ ذَاتِ خِدرٍ سَجَّفَتْها حماتُها بِسُمْرِ قنىً خِطيَّةٍ وبِلُمَّعِ
لقد نَهَبَتْ كَفُّ المصابِ فُؤادَها وأيدي عِداها كلَّ بُردٍ وبُرقعِ
فلم تستطِعْ عن ناظريها تستُّراً بغيرِ أكفٍّ قاصراتٍ وأذرعِ
ولمّا رأتهُ بالعراء مُجَدَّلاً عفيراً على الرمضاءِ غيرَ مشيَّعِ
دَنَتْ منهُ والأرزاءُ تَمضَغُ قَلبَها وحنَّتْ حنين الوالِهِ المتَفَجِّعِ
تقولُ وظِفرُ الوجدِ يُدمي فُؤادَها عليَّ عزيزٌ أن أراكَ مُوَدِّعي
عليَّ عزيزٌ أن تموتَ على ظَمىً وتشربُ في كأسٍ من الحتفِ مُترَعِ
أخِي إنَّ شمراً سامَني بَعدَكَ الأَذَى وأَركَبَني مِن فَوقِ أدبُرِ أضلعِ
82
أنعِمْ جَوابَاً يا حسينُ أَمَا تَرَى شمرَ الخنا بالسوطِ كسَّر أضلُعي
فأجَابَ زَينبَ وهو يفحصُ في الثرى قُضِيَ القَضاءُ بِما جَرَى فاسترجِعِي
وَتَكَفَّلي حَالَ اليَتَامَى وانظُري ما كُنتُ أصنَعُ في حماهُم فاصنَعِي1
تگله يحسين توصيني بالايتام حرمه وطحت ما بين ظلاّم
ترضه يبو الشيمه يضرغام خواتك يسارى اتروح للشام
خويه يحسين والله حيّرتني حرمة ابجريره كلّفتني
وما بين عدوانك عفتني
التمهيد للمصيبة (گـوريز):
يقول الإمام الصادق عليه السلام: زُرِ الحسين جائعاً عَطِشاً شعثاً مغبّراً, فإنّه قُتِلَ جائعاً عطشاناً، ومن هنا فإنَّ الإمام زين العابدين عليه السلام كلّما نظر إلى طعام أو شراب يبكي ويقول: كيف آكل وقد قُتِلَ والدي الحسين جائعاً؟ وكيف أشرب وقد قُتِلَ أبي عطشاناً؟
ولعلّ أوّل من زار الحسين عليه السلام هو جابر بن عبد الله الأنصاريّ, وكان يولي الحسين محبّةً خاصّة, حتى عرف بحبيب الحسين عليه السلام, وكان قد فقد بصره, ويروى أنّه رأى رؤيا قبل خروجه إلى كربلا, نام ليلته فرأى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم في المنام وهو أشعث
83
مغبّر مكشوف الرأس، فقال: ما لي أراك يا رسول الله أشعث؟ فقال: يا جابر الآن رجعت من دفن ولدي الحسين، ثمّ تجهّز جابر للمسير إلى كربلاء، فجاء ومعه عطيّة وغلامه حتّى وافى كربلاء.
عن عطيّة العوفيّ قال: خرجت مع جابر بن عبد الله الأنصاريّ زائراً قبر الحسين عليه السلام، فلمّا وردنا كربلاء دنا جابر من شاطئ الفرات, فاغتسل ثمّ اتّزر بإزار وارتدى بآخر. ثمّ فتح صرّة فيها سُعدٌ2 فنثرها على بدنه, ثمّ لم يخطو خطوة إلّا ذكر الله تعالى, حتّى إذا دنا من القبر قال: ألمسنيه..
المصيبة:
فألمستُهُ فخرّ على القبر مغشيّاً عليه, فرششت عليه شيئاً من الماء، فلمّا أفاق قال: يا حسين ثلاثاً ثمّ قال: حبيب لا يجيب حبيبه.
الله يا جسم الربه إبحضن الزكيه وابحضن طه المصطفى أوحيدر وصيّه
تالي الجسم هذا تگطْعه اسيوف أُميّه وابنات حيدر تنسبي أوتمشي ويّالجناب
ثمّ قال: وأنّى لك بالجواب, وقد شخبت أوداجك على أثباجك, وفرّق بين بدنك ورأسك، فأشهد أنّك ابن خاتم النبيّين, وابن سيّد المؤمنين, وابن فاطمة سيّدة النساء، وما لك لا تكون هكذا
84
وقد غذّتك كفّ سيّد المرسلين, وربّيت في حجر المتّقين, ورضعت من ثدي الإيمان, وفطمت بالإسلام, فطبت حيّاً وطبت ميّتاً, غير أنّ قلوبَ المؤمنين غير طَيّبةٍ بفراقك, ولا شاكّةٍ في الخيرة لك، فعليك سلام الله ورضوانه، وأشهد أنّك مضيت على ما مضى عليه أخوك يحيى بن زكريّا.
ثمّ جال ببصره حول القبر وقال: السلام عليكم أيّتها الأرواح التي حلّت بفناء الحسين وأناخت برحله، والذي بعث محمّداً بالحقّ نبيّاً لقد شاركناكم فيما دخلتم فيه، قال عطيّة:
فقلت له يا جابر فكيف ولم نهبط وادياً ولم نعلُ جبلاً, ولم نضرب بسيف والقوم قد فرّق بين رؤوسهم وأبدانهم وأوتمت أولادهم وأرملت أزواجهم؟ فقال (لي): يا عطيّة سمعت حبيبي رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يقول: "من أحبّ قوماً حُشر معهم, ومن أحبّ عمل قوم أُشرك في عملهم".
ويروى لمّا رجع السبايا من الشام إلى المدينة توجّهت زينب عليها السلام إلى الإمام زين العابدين عليه السلام: عمّه مُرِ الحادي أن يعرّج بنا إلى كربلاء لنجدّد عهداً بأبيك وباقي أعمامك. فزينب عليها السلام منذ أربعين يوماً غائبة وشوقها إلى الحسينعليه السلام يحدوها للقائه لتبثّه شكواها ممّا جرى لها في السبي.
كأنّي بها توجّهت نحو حادي الإبل:
بالله عليك مر بينا يحادي الابل مر بحسين نشكيله الهظم والذل
85
ذل وهظم نشكيله وفرقه البين دلاها العليل ويهلّ دمع العين
عمّه إن كنت تسألين عن دُور إخوتك فهذه ديارهم أضحت قبوراً, تضمّ أجساداً مبضّعة وأشلاءً مقطّعة, وهذا قبر الحسين أبي يا عمّه..
يا عمة الدار هذي وذاك قبر حسين وهاي قبور اخوتك والاصحاب الكل
من سمعته ونّت والدمع مدرار طبت كربلا والقلب يجدح نار
تگل للدار أسمع سؤال زينب للدار
وين اهلك غدو يا دار دليني بيا وادي بيا منزل
بيا وادي بيا منزل غدوا عنك خنت الضيف ما هذا الرجا منك
عمّن تسألين يا زينب؟
صاحت عن احسين عن عباس انشدنچ يوعن علي وجاسم والعيون تهلْ
قال عطيّة: فبينما نحن كذلك وإذا بسواد قد طلع من ناحية الشام،
وَكَمْ ذَاتِ خِدرٍ سَجَّفَتْها حماتُها بِسُمْرِ قنىً خِطيَّةٍ وبِلُمَّعِ
لقد نَهَبَتْ كَفُّ المصابِ فُؤادَها وأيدي عِداها كلَّ بُردٍ وبُرقعِ
فلم تستطِعْ عن ناظريها تستُّراً بغيرِ أكفٍّ قاصراتٍ وأذرعِ
ولمّا رأتهُ بالعراء مُجَدَّلاً عفيراً على الرمضاءِ غيرَ مشيَّعِ
دَنَتْ منهُ والأرزاءُ تَمضَغُ قَلبَها وحنَّتْ حنين الوالِهِ المتَفَجِّعِ
تقولُ وظِفرُ الوجدِ يُدمي فُؤادَها عليَّ عزيزٌ أن أراكَ مُوَدِّعي
عليَّ عزيزٌ أن تموتَ على ظَمىً وتشربُ في كأسٍ من الحتفِ مُترَعِ
أخِي إنَّ شمراً سامَني بَعدَكَ الأَذَى وأَركَبَني مِن فَوقِ أدبُرِ أضلعِ
82
أنعِمْ جَوابَاً يا حسينُ أَمَا تَرَى شمرَ الخنا بالسوطِ كسَّر أضلُعي
فأجَابَ زَينبَ وهو يفحصُ في الثرى قُضِيَ القَضاءُ بِما جَرَى فاسترجِعِي
وَتَكَفَّلي حَالَ اليَتَامَى وانظُري ما كُنتُ أصنَعُ في حماهُم فاصنَعِي1
تگله يحسين توصيني بالايتام حرمه وطحت ما بين ظلاّم
ترضه يبو الشيمه يضرغام خواتك يسارى اتروح للشام
خويه يحسين والله حيّرتني حرمة ابجريره كلّفتني
وما بين عدوانك عفتني
التمهيد للمصيبة (گـوريز):
يقول الإمام الصادق عليه السلام: زُرِ الحسين جائعاً عَطِشاً شعثاً مغبّراً, فإنّه قُتِلَ جائعاً عطشاناً، ومن هنا فإنَّ الإمام زين العابدين عليه السلام كلّما نظر إلى طعام أو شراب يبكي ويقول: كيف آكل وقد قُتِلَ والدي الحسين جائعاً؟ وكيف أشرب وقد قُتِلَ أبي عطشاناً؟
ولعلّ أوّل من زار الحسين عليه السلام هو جابر بن عبد الله الأنصاريّ, وكان يولي الحسين محبّةً خاصّة, حتى عرف بحبيب الحسين عليه السلام, وكان قد فقد بصره, ويروى أنّه رأى رؤيا قبل خروجه إلى كربلا, نام ليلته فرأى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم في المنام وهو أشعث
83
مغبّر مكشوف الرأس، فقال: ما لي أراك يا رسول الله أشعث؟ فقال: يا جابر الآن رجعت من دفن ولدي الحسين، ثمّ تجهّز جابر للمسير إلى كربلاء، فجاء ومعه عطيّة وغلامه حتّى وافى كربلاء.
عن عطيّة العوفيّ قال: خرجت مع جابر بن عبد الله الأنصاريّ زائراً قبر الحسين عليه السلام، فلمّا وردنا كربلاء دنا جابر من شاطئ الفرات, فاغتسل ثمّ اتّزر بإزار وارتدى بآخر. ثمّ فتح صرّة فيها سُعدٌ2 فنثرها على بدنه, ثمّ لم يخطو خطوة إلّا ذكر الله تعالى, حتّى إذا دنا من القبر قال: ألمسنيه..
المصيبة:
فألمستُهُ فخرّ على القبر مغشيّاً عليه, فرششت عليه شيئاً من الماء، فلمّا أفاق قال: يا حسين ثلاثاً ثمّ قال: حبيب لا يجيب حبيبه.
الله يا جسم الربه إبحضن الزكيه وابحضن طه المصطفى أوحيدر وصيّه
تالي الجسم هذا تگطْعه اسيوف أُميّه وابنات حيدر تنسبي أوتمشي ويّالجناب
ثمّ قال: وأنّى لك بالجواب, وقد شخبت أوداجك على أثباجك, وفرّق بين بدنك ورأسك، فأشهد أنّك ابن خاتم النبيّين, وابن سيّد المؤمنين, وابن فاطمة سيّدة النساء، وما لك لا تكون هكذا
84
وقد غذّتك كفّ سيّد المرسلين, وربّيت في حجر المتّقين, ورضعت من ثدي الإيمان, وفطمت بالإسلام, فطبت حيّاً وطبت ميّتاً, غير أنّ قلوبَ المؤمنين غير طَيّبةٍ بفراقك, ولا شاكّةٍ في الخيرة لك، فعليك سلام الله ورضوانه، وأشهد أنّك مضيت على ما مضى عليه أخوك يحيى بن زكريّا.
ثمّ جال ببصره حول القبر وقال: السلام عليكم أيّتها الأرواح التي حلّت بفناء الحسين وأناخت برحله، والذي بعث محمّداً بالحقّ نبيّاً لقد شاركناكم فيما دخلتم فيه، قال عطيّة:
فقلت له يا جابر فكيف ولم نهبط وادياً ولم نعلُ جبلاً, ولم نضرب بسيف والقوم قد فرّق بين رؤوسهم وأبدانهم وأوتمت أولادهم وأرملت أزواجهم؟ فقال (لي): يا عطيّة سمعت حبيبي رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يقول: "من أحبّ قوماً حُشر معهم, ومن أحبّ عمل قوم أُشرك في عملهم".
ويروى لمّا رجع السبايا من الشام إلى المدينة توجّهت زينب عليها السلام إلى الإمام زين العابدين عليه السلام: عمّه مُرِ الحادي أن يعرّج بنا إلى كربلاء لنجدّد عهداً بأبيك وباقي أعمامك. فزينب عليها السلام منذ أربعين يوماً غائبة وشوقها إلى الحسينعليه السلام يحدوها للقائه لتبثّه شكواها ممّا جرى لها في السبي.
كأنّي بها توجّهت نحو حادي الإبل:
بالله عليك مر بينا يحادي الابل مر بحسين نشكيله الهظم والذل
85
ذل وهظم نشكيله وفرقه البين دلاها العليل ويهلّ دمع العين
عمّه إن كنت تسألين عن دُور إخوتك فهذه ديارهم أضحت قبوراً, تضمّ أجساداً مبضّعة وأشلاءً مقطّعة, وهذا قبر الحسين أبي يا عمّه..
يا عمة الدار هذي وذاك قبر حسين وهاي قبور اخوتك والاصحاب الكل
من سمعته ونّت والدمع مدرار طبت كربلا والقلب يجدح نار
تگل للدار أسمع سؤال زينب للدار
وين اهلك غدو يا دار دليني بيا وادي بيا منزل
بيا وادي بيا منزل غدوا عنك خنت الضيف ما هذا الرجا منك
عمّن تسألين يا زينب؟
صاحت عن احسين عن عباس انشدنچ يوعن علي وجاسم والعيون تهلْ
قال عطيّة: فبينما نحن كذلك وإذا بسواد قد طلع من ناحية الشام،
فقلت: يا جابر هذا سواد قد طلع من ناحية الشام، فقال جابر لعبده:
انطلق إلى هذا السواد وأتنا بخبره، قال فمضى العبد، فما كان بأسرع من أن رجع وهو يقول: يا جابر قم واستقبل حرم رسول الله، هذا زين العابدين عليه السلام قد جاء بعمّاته وأخواته، فقام جابر
86
يمشي حافي القدمين مكشوف الرأس إلى أن دنا من زين العابدين عليه السلام فقال الإمام عليه السلام: "أنت جابر؟" فقال: نعم يا بن رسول الله، فقال: "يا جابر ها هنا والله قُتلت رجالنا, وذُبحت أطفالنا, وسُبيت نساؤنا وحُرقت خيامنا".
يا جابر مات بوي حسين ظامي بشط العلقمي والماي طامي
ولا واحد لفى من أهلي وعمامي بس الخيل حول الخيم تفتر
أمّا زينب عليها السلام كأنّي بها:
يَا نَازِلِينَ بِكَربَلا هَلْ عِندَكُم خَبَرٌ بِقَتلانا وَمَا أَعلَامُها
مَا حَالُ جُثَّةِ مَيتٍ في أرضِكُم بَقِيَتْ ثَلاثاً لا يُزارُ مَقَامُها
ويروى أنّه لمّا دنا منها الإمام عليه السلام قالت: خذ بيدي فلقد غشي على بصري أصبحت لا أرى، دلّني على قبر أخي، أخذ السجاد عليه السلام بيدها، أقبل بها إلى قبر الحسين عليه السلام وَضَعَ يديها على القبر صرخت الحوراء عليها السلام واحسيّناه، واحسيّناه.
أخي حسين هل غسّلوك أم كفّنوك أم بغير كفنٍ دفنوك.. وجعلت تبثّه شكواها
أنا ضعت وتحيّرت يحسين بعداك وتمنيت الفنا بعد يا خوي بعداك
والله ما ريد العمر يحسين بعداك عمت عيني ولا شوفك عالوطيه
أدارت العائلة على قبر الحسين عليه السلام يلطمون واحسيّناه
87
وامصيبتاه، هذا وزينب لسان حالها:
تنادي لو ينكشف يا حسين قبرك أشگ اللحد وتمدد بجنبك
ريت عمري قبل عمرك وإنت اللي تكفني يا لحسين
واجتمعت النّساء على الإمام السجّاد عليه السلام كلٌّ تسأله عن قبر فقيدها. فمنهنّ الرباب أمّ عبد الله أقبلت إليه والثكل بادٍ عليها منادية: يا بن الحسين أين قبر ولدي الرضيع؟ دلّني عليه، فأقبل بها إلى قبر أبيه الحسين عليه السلام وعيناه تمطران دموعاً وقال: ها هنا دفنت ولدك وأشار إلى جانب صدر الحسين، فانكبّت على القبر الشريف.
وكأنّي بها تقول مخاطبة الحسين عليه السلام في قبره:
رد لهفتي يا لتسمع انداي أو فكّ الگبر بحسين ليّه
خافن أَوليدي ابنومته هاي تحت الترب شايف أذيّه
درّت عله اوليدي ثداياي أو هوّه تحت هاي الوطيّة
ثمّ التفتت زينب عليها السلام إلى النساء:
نادت يا الحرم قومن مشنَّه لعند لي تكفلنا من أهلنا
نريده يقوم ويردنا لوطنا ما هو لي جابنا وبينا تكفل
أقبلت الحوراء مع النساء إلى قبر أبي الفضل عليه السلام جلست
88
عنده نادت عبّاس:
والله نادت يا خوي يا عزنا وقمرنا هاي المحامل قوم ردنا
لعند المدينة وطن جدنا
أَتُرَى يَعودُ لنا الزمانُ بِقُربِكُم هَيهاتَ مَا لِلقُربِ مِن مِيعادِ
89
هوامش ...
انطلق إلى هذا السواد وأتنا بخبره، قال فمضى العبد، فما كان بأسرع من أن رجع وهو يقول: يا جابر قم واستقبل حرم رسول الله، هذا زين العابدين عليه السلام قد جاء بعمّاته وأخواته، فقام جابر
86
يمشي حافي القدمين مكشوف الرأس إلى أن دنا من زين العابدين عليه السلام فقال الإمام عليه السلام: "أنت جابر؟" فقال: نعم يا بن رسول الله، فقال: "يا جابر ها هنا والله قُتلت رجالنا, وذُبحت أطفالنا, وسُبيت نساؤنا وحُرقت خيامنا".
يا جابر مات بوي حسين ظامي بشط العلقمي والماي طامي
ولا واحد لفى من أهلي وعمامي بس الخيل حول الخيم تفتر
أمّا زينب عليها السلام كأنّي بها:
يَا نَازِلِينَ بِكَربَلا هَلْ عِندَكُم خَبَرٌ بِقَتلانا وَمَا أَعلَامُها
مَا حَالُ جُثَّةِ مَيتٍ في أرضِكُم بَقِيَتْ ثَلاثاً لا يُزارُ مَقَامُها
ويروى أنّه لمّا دنا منها الإمام عليه السلام قالت: خذ بيدي فلقد غشي على بصري أصبحت لا أرى، دلّني على قبر أخي، أخذ السجاد عليه السلام بيدها، أقبل بها إلى قبر الحسين عليه السلام وَضَعَ يديها على القبر صرخت الحوراء عليها السلام واحسيّناه، واحسيّناه.
أخي حسين هل غسّلوك أم كفّنوك أم بغير كفنٍ دفنوك.. وجعلت تبثّه شكواها
أنا ضعت وتحيّرت يحسين بعداك وتمنيت الفنا بعد يا خوي بعداك
والله ما ريد العمر يحسين بعداك عمت عيني ولا شوفك عالوطيه
أدارت العائلة على قبر الحسين عليه السلام يلطمون واحسيّناه
87
وامصيبتاه، هذا وزينب لسان حالها:
تنادي لو ينكشف يا حسين قبرك أشگ اللحد وتمدد بجنبك
ريت عمري قبل عمرك وإنت اللي تكفني يا لحسين
واجتمعت النّساء على الإمام السجّاد عليه السلام كلٌّ تسأله عن قبر فقيدها. فمنهنّ الرباب أمّ عبد الله أقبلت إليه والثكل بادٍ عليها منادية: يا بن الحسين أين قبر ولدي الرضيع؟ دلّني عليه، فأقبل بها إلى قبر أبيه الحسين عليه السلام وعيناه تمطران دموعاً وقال: ها هنا دفنت ولدك وأشار إلى جانب صدر الحسين، فانكبّت على القبر الشريف.
وكأنّي بها تقول مخاطبة الحسين عليه السلام في قبره:
رد لهفتي يا لتسمع انداي أو فكّ الگبر بحسين ليّه
خافن أَوليدي ابنومته هاي تحت الترب شايف أذيّه
درّت عله اوليدي ثداياي أو هوّه تحت هاي الوطيّة
ثمّ التفتت زينب عليها السلام إلى النساء:
نادت يا الحرم قومن مشنَّه لعند لي تكفلنا من أهلنا
نريده يقوم ويردنا لوطنا ما هو لي جابنا وبينا تكفل
أقبلت الحوراء مع النساء إلى قبر أبي الفضل عليه السلام جلست
88
عنده نادت عبّاس:
والله نادت يا خوي يا عزنا وقمرنا هاي المحامل قوم ردنا
لعند المدينة وطن جدنا
أَتُرَى يَعودُ لنا الزمانُ بِقُربِكُم هَيهاتَ مَا لِلقُربِ مِن مِيعادِ
89
هوامش ...
#استشهاد_النبي_الاكرم_محمد_صلى_الله_عليه_وآله
وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ
استشهاد النبي الرسول محمد(ص) اغتيالا بالسم
بسم الله الرحمن الرحيم
وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ
الجريمة الكبرى النكراء في اغتيال الرسول محمد (ص) بالسم , وقد كان فعل مدبر ومخطط له ,وأذا بحثنا في الوضع السياسي الاجتماعي في المدينة ستجد بأن النبي (ص) مات مستشهدا مسموما من قبل اناس كان همهم السلطة الدنيوية .
ولذلك دخلت أراء دخيله على الاسلام تمنع البحث في الماضي وتعتبره غير جائز . وللبحث يجب أن نتجرد من تلك الافكار المتمثلة بالعادات والتقاليد ولاتمت بصلة للاسلام. وبسبب قمع حريات التفكير تخرجت اجيال لاتعرف الا القهر والاستبداد والقتل والكراهية وقطع الرؤوس .. ولايسمح الاحرار اليوم بقمع حريات التفكير في أهم قضية تخص المؤمنين الابرار الصادقين الموالين . وان الله حث الانسان على التفكير والاستنباط وعدم الركون الى امور جرت عليها عادات وتقاليد .
والسراج المنير الرسول الكريم (ص) قد ابتلي بجهلة عاصروه وجائوا بعده وتعاملوا واتفقوا مع جهات سياسية لاجل قتله (ص) واهل بيته (ع) .
والمصادر التاريخية الشيعية والسنية تتفق على ان النبي صلى الله عليه وآله مات مسموماً, ولكن بعض المصادر السنية تحاول ان تتغاضى عن ذلك .. وهذا بحد ذاته يشير الى تورط شخصيات مهمة عندهم في عملية القتل ..
وكان استشهاد النبي (صلّى الله عليه وآله) في اليوم الثامن والعشرين من شهر صفر في السنة العاشرة من الهجرة .
جاء في السيرة النبوية لآبن كثير :ـ عن الأعمش عن عبد الله بن نمرة عن اب الاحوص عن عبد الله بن مسعود إذ قال: لئن أحلف تسعا أن رسول الله قتل قتلا أحب إلي من أن أحلف واحدة أنه لم يقتل، وذلك لأن الله اتخذه نبيا واتخذه شهيدا. 1
وقال الشعبي: والله لقد سم رسول الله 2
ومما يؤيد هذه الحقيقة أيضا: أن أعراض السم ظهرت على وجه وبدن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) قبيل وبعيد وفاته، إذ تذكر كتب السيرة أن درجة حرارة رسول الله ارتفعت ارتفاعا خطيرا في مرضه الذي توفي فيه و بصورة غير طبيعية ،وأن صداعا عنيفا في رأسه المقدس الشريف قد صاحب هذا الارتفاع في الحرارة. ومن المعروف طبياً أن ارتفاع حرارة الجسم والصداع القوي هو من نتاج تجرع السم.
يذكرابن سعد: فلما كان يوم الأربعاء بدأ برسول الله المرض فحم وصدع 3..
وكانت أم البشر بن البراء قد قالت للرسول: ما وجدت مثل هذه الحمى التي عليك على أحد4.
وهذا النص يثبت بدلالة قاطعة أن الحمى التي اعترت المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) لم تكن حمى طبيعية و ذلك لأنها لم ترى مثل هذه الحمى من قبل ، وهذه الحمى ما هي إلا من السم الذي جرعوه فقد تغير لونه و حالته .
والرواية التي ذكرها عبد الله الاندلسي في كتابه تقول :ـ
بعدما لدوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رغما ً عنه
قال صلى الله عليه و آله وسلم : من فعل هذا ؟؟
فقالوا : عمك العباس !!!
ويتضح من قبل المنفذين انكار فعلتهم الشنيعة وأتهموا العباس عم النبي صلى الله عليه وآله و سلم إلا إن ذلك لم يخف عن رسول الله الذي برأ عمه العباس من تلك الفعلة و اتهامهم و دليل ذلك حينما طردهم من داره و ابقى العباس يعاين حاله .
إذ قال صلى الله عليه و آله : لا يبقى أحد منكم إلا لد غير العباس فإنه لمشهدكم5 .
وقالت عائشة بنت ابوبكر: لددنا (قمنا بتطعيم) رسول الله في مرضه. فقال: ( لا تلدوني). فقلنا: كراهية المريض للدواء. فلما أفاق قال (لا يبقى منكم أحد إلا لد غير العباس فإنه لم يشهدكم) 6.
وجاء في كتاب الطبقات ج 2/235 فأُغمِيَ عليه صلى الله عليه وآله حين أفاق والنساء يلددنه, وهو صائم .
و قالت عائشة: لددنا رسول الله في مرضه فجعل يشير إلينا أن لا تلدوني، فقلنا: كراهية المريض للدواء. فقال: (لايبقى أحد في البيت إلا لد، وأنا أنظر إلا العباس فإنه لم يشهدكم ). 7
ومعنى لغوياً : ( لدننا ) أي جرعنا و سقينا
ما الذي جرعته عائشة للنبي صلى الله عليه و آله حتى نهى عنها ذلك فغضب و أمر بخروجها من الدار ؟
ويجيبنا ابن القيم الجوزي :ـ كان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قد أمر من في الدار بأن لا يلدوه و لا يجرعوه أي دواء مهما كان ، إذ روي أنه قال لهم بعد سقيه إياهم ذلك الدواء المزعوم: (ألم أنهكم أن لا تلدوني)8.
وبعد قيامهم بلد النبي، قال (صلى الله عليه وآله وسلم) عن عائشة: (ويحها لو تستطيع ما فعلت)9.
ويلاحظ من تلك الروايات التي ينقلها علماء من السنة تكشف لنا وجود مؤمره
وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ
استشهاد النبي الرسول محمد(ص) اغتيالا بالسم
بسم الله الرحمن الرحيم
وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ
الجريمة الكبرى النكراء في اغتيال الرسول محمد (ص) بالسم , وقد كان فعل مدبر ومخطط له ,وأذا بحثنا في الوضع السياسي الاجتماعي في المدينة ستجد بأن النبي (ص) مات مستشهدا مسموما من قبل اناس كان همهم السلطة الدنيوية .
ولذلك دخلت أراء دخيله على الاسلام تمنع البحث في الماضي وتعتبره غير جائز . وللبحث يجب أن نتجرد من تلك الافكار المتمثلة بالعادات والتقاليد ولاتمت بصلة للاسلام. وبسبب قمع حريات التفكير تخرجت اجيال لاتعرف الا القهر والاستبداد والقتل والكراهية وقطع الرؤوس .. ولايسمح الاحرار اليوم بقمع حريات التفكير في أهم قضية تخص المؤمنين الابرار الصادقين الموالين . وان الله حث الانسان على التفكير والاستنباط وعدم الركون الى امور جرت عليها عادات وتقاليد .
والسراج المنير الرسول الكريم (ص) قد ابتلي بجهلة عاصروه وجائوا بعده وتعاملوا واتفقوا مع جهات سياسية لاجل قتله (ص) واهل بيته (ع) .
والمصادر التاريخية الشيعية والسنية تتفق على ان النبي صلى الله عليه وآله مات مسموماً, ولكن بعض المصادر السنية تحاول ان تتغاضى عن ذلك .. وهذا بحد ذاته يشير الى تورط شخصيات مهمة عندهم في عملية القتل ..
وكان استشهاد النبي (صلّى الله عليه وآله) في اليوم الثامن والعشرين من شهر صفر في السنة العاشرة من الهجرة .
جاء في السيرة النبوية لآبن كثير :ـ عن الأعمش عن عبد الله بن نمرة عن اب الاحوص عن عبد الله بن مسعود إذ قال: لئن أحلف تسعا أن رسول الله قتل قتلا أحب إلي من أن أحلف واحدة أنه لم يقتل، وذلك لأن الله اتخذه نبيا واتخذه شهيدا. 1
وقال الشعبي: والله لقد سم رسول الله 2
ومما يؤيد هذه الحقيقة أيضا: أن أعراض السم ظهرت على وجه وبدن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) قبيل وبعيد وفاته، إذ تذكر كتب السيرة أن درجة حرارة رسول الله ارتفعت ارتفاعا خطيرا في مرضه الذي توفي فيه و بصورة غير طبيعية ،وأن صداعا عنيفا في رأسه المقدس الشريف قد صاحب هذا الارتفاع في الحرارة. ومن المعروف طبياً أن ارتفاع حرارة الجسم والصداع القوي هو من نتاج تجرع السم.
يذكرابن سعد: فلما كان يوم الأربعاء بدأ برسول الله المرض فحم وصدع 3..
وكانت أم البشر بن البراء قد قالت للرسول: ما وجدت مثل هذه الحمى التي عليك على أحد4.
وهذا النص يثبت بدلالة قاطعة أن الحمى التي اعترت المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) لم تكن حمى طبيعية و ذلك لأنها لم ترى مثل هذه الحمى من قبل ، وهذه الحمى ما هي إلا من السم الذي جرعوه فقد تغير لونه و حالته .
والرواية التي ذكرها عبد الله الاندلسي في كتابه تقول :ـ
بعدما لدوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رغما ً عنه
قال صلى الله عليه و آله وسلم : من فعل هذا ؟؟
فقالوا : عمك العباس !!!
ويتضح من قبل المنفذين انكار فعلتهم الشنيعة وأتهموا العباس عم النبي صلى الله عليه وآله و سلم إلا إن ذلك لم يخف عن رسول الله الذي برأ عمه العباس من تلك الفعلة و اتهامهم و دليل ذلك حينما طردهم من داره و ابقى العباس يعاين حاله .
إذ قال صلى الله عليه و آله : لا يبقى أحد منكم إلا لد غير العباس فإنه لمشهدكم5 .
وقالت عائشة بنت ابوبكر: لددنا (قمنا بتطعيم) رسول الله في مرضه. فقال: ( لا تلدوني). فقلنا: كراهية المريض للدواء. فلما أفاق قال (لا يبقى منكم أحد إلا لد غير العباس فإنه لم يشهدكم) 6.
وجاء في كتاب الطبقات ج 2/235 فأُغمِيَ عليه صلى الله عليه وآله حين أفاق والنساء يلددنه, وهو صائم .
و قالت عائشة: لددنا رسول الله في مرضه فجعل يشير إلينا أن لا تلدوني، فقلنا: كراهية المريض للدواء. فقال: (لايبقى أحد في البيت إلا لد، وأنا أنظر إلا العباس فإنه لم يشهدكم ). 7
ومعنى لغوياً : ( لدننا ) أي جرعنا و سقينا
ما الذي جرعته عائشة للنبي صلى الله عليه و آله حتى نهى عنها ذلك فغضب و أمر بخروجها من الدار ؟
ويجيبنا ابن القيم الجوزي :ـ كان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قد أمر من في الدار بأن لا يلدوه و لا يجرعوه أي دواء مهما كان ، إذ روي أنه قال لهم بعد سقيه إياهم ذلك الدواء المزعوم: (ألم أنهكم أن لا تلدوني)8.
وبعد قيامهم بلد النبي، قال (صلى الله عليه وآله وسلم) عن عائشة: (ويحها لو تستطيع ما فعلت)9.
ويلاحظ من تلك الروايات التي ينقلها علماء من السنة تكشف لنا وجود مؤمره
بتخطيط مسبق للسيطرة على دفة الحكم وقلب النظام الاسلامي بأغتيال الرسول الاكرم (ص) وتجريعة سما على انه دواء للشرب .
وعند مراجعة الرواية السابقة بشكل دقيق نفهم من كلام عائشة ان الفاعل بلد ( سقي ) رسول الله صلى الله عليه وآله في منامه كانوا أكثر من شخص إذ قالت عائشة " لددنا رسول الله في مرضه ، فقال : لا تلدوني
و دل على كونهم جمع و ذلك من الجمع في فعل ( لددنا) و إذا افترضنا انها الوحدية التي فعلت ذلك لقالت ( لددت رسول الله في مرضه ).
و لما أحس الرسول بسقيهم أيهاه و شعر بالسم استيقظ من منامه وقال مخاطبا اياهم : لا تلدوني
وقال صلى الله عليه و آله لم بصيغى الجمع: " ألم أنهكم !!! " و هذا يشير ايضا ً على كونهم جماعة .
و الأرجح ان من نفذ هذه العملية هي عائشة و حفصة زوجتا النبي صلى الله عليه وآله و بتخطيط من عمر بن الخطاب و ابي بكر و أمر منهما حيث ان المستفيد الاكبر هما و هما اللذان تحققت اهدافهما و مصالحهما بقتل النبي صلى الله عليه وآله ولم يكتف عمر باغتيال النبي صلى الله عليه وآله مادياً .. بل قام باغتياله معنوياً في اللحظات الاخيرة من حياته المقدسة ...عندما قال قولته المشهورة : ان الرجل ليهجر ..
ولا نعلم اي القتلتين كانتا اشد على النبي صلى الله عليه وآله .. اغتيال جسده .. ام اغتيال نبوته وشخصه المقدس .. الذي قال عنه رب العالمين : وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يُوحى . ؟؟
وبعد تلك الحقائق الدامغة نبحث عن افعال عمر بن الخطاب لنرى الوضوح في ان قتل الرسول صلى الله عليه واله وسلم كان معد له منذوا زمن بعيد , ولكن بطرق مختلفة جاء في سيرة ابن كثير فخرج عمر يوما متوشحاً سيفه ، يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم ورهطاً من أصحابه قد ذكروا له أنهم قد اجتمعوا في بيت عند الصفا ، ... فلقيه نعيم بن عبدالله فقال : أين تريد يا عمر ؟ قال : أريد محمداً ، هذا الصابئ الذي فرق أمر قريش ، وسفه أحلامها وعاب دينها وسب آلهتها ، فأقتله . فقال له نعيم : والله لقد غرتك نفسك يا عمر ! أترى بني عبد مناف تاركيك تمشى على الأرض وقد قتلت محمدا ؟ ! أفلا ترجع إلى أهل بيتك فتقيم أمرهم ؟ قال : وأي أهل بيتي ؟ قال : ختنك وابن عمك سعيد بن زيد وأختك فاطمة ، فقد والله أسلما وتابعا محمداً صلى الله عليه وسلم على دينه ، فعليك بهما . فرجع عمر عائداً إلى أخته فاطمة ، وعندها خباب بن الارت معه صحيفة فيها " طه " يقرئها إياها . فلما سمعوا حس عمر تغيَّب خباب في مخدعٍ لهم أو في بعض البيت ، وأخذت فاطمة بنت الخطاب الصحيفة فجعلتها تحت فخذها ، وقد سمع عمر حين دنا إلى الباب قراءة خباب عليها . فلما دخل قال : ما هذه الهينمة التي سمعت ؟ قالا له : ما سمعت شيئاً . قال : بلى والله لقد أخبرت أنكما تابعتما محمدا على دينه . وبطش بختنه سعيد بن زيد ، فقامت إليه أخته فاطمة بنت الخطاب لتكفه عن زوجها فضربها فشجها . فلما فعل ذلك قالت له أخته وختنه : نعم قد أسلمنا وآمنا بالله ورسوله ، فاصنع ما بدا لك . فلما رأى عمر ما بأخته من الدم ندم على ما صنع وارعوى ، وقال لأخته : أعطيني هذه الصحيفة التي كنتم تقرأون آنفا ، أنظر ما هذا الذي جاء به محمد . وكان عمر كاتباً . فلما قال ذلك قالت له أخته : إنا نخشاك عليها . قال : لا تخافي . وحلف بآلهته ليردنها إذا قرأها إليها 10.
ومحاولة ثالثة لاغتيال الرسول (ص) لدى عودة النبي صلى الله عليه وآله من غزوة تبوك (ابن حزم في المحلي بالاثار ج12 ح2203 كتاب الحدود )
يقول: واما حديث حذيفة فساقط لانه من طريق الوليد بن جميع- و هو هالك و لا نراه يعلم من وضع الحديث فانه قد روي اخبارا فيها ان ابابكر و عمر و عثمان و طلحة و سعد بن ابي وقاص رضي الله عنهم ارادوا قتل النبي صلي الله عليه و اله و القاءه من العقبة في التبوك.....نرى ان ابن حزم يسقط الحديث لوليد بن جميع.
و الحال ان وليد من رجال البخاري و مسلم و سنن ابي داود و صحيح ترمذي و سنن نسائي.
والحال ان كثير من كتب الرحال صرحوا بوثاقة وليد بن جميع
وفي زمن حكم عثمان بن عفان ، صرح حذيفة بن اليمان ( رضوان الله عليه ) باسماء الذين حاولوا قتل النبي في العقبة .. وكان منها أسماء ابو بكر وعمر وعثمان وسعد بن أبي وقاص وأبا موسى الاشعري وأبوسفيان بن حرب وطلحة بن عبيد الله وعبد الرحمن بن عوف 11.
ونطرح سؤال واجابته للدلالة على أن استشهاد النبي (ص) مسموما بمخطط من قبل المذكورين للوصول للسلطة الدنيوية بعيدا عن المنهج الاسلامي ..
فهل ممكن أن يستشهد الرسول (ص) بدون أن يكتب وصيته والله تعالى قال ( كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ ) ال عمران |180 .
فهل من المعقول أن يموت صاحب الشريعة الإسلامية والمقتدى لقوافل المسلمين على مر القرون والأجيال ـ بلا وصية؟؟ هل يمكن أن يأمر النبي أمته بالوصية ويتركها هو؟ وعمله حجة وسنة يأخذ بها المسلمون؟ وهو القائل: (من مات بلا وصية مات ميتة جاهلية).
والاجابة أن الرسول (ص) ك
وعند مراجعة الرواية السابقة بشكل دقيق نفهم من كلام عائشة ان الفاعل بلد ( سقي ) رسول الله صلى الله عليه وآله في منامه كانوا أكثر من شخص إذ قالت عائشة " لددنا رسول الله في مرضه ، فقال : لا تلدوني
و دل على كونهم جمع و ذلك من الجمع في فعل ( لددنا) و إذا افترضنا انها الوحدية التي فعلت ذلك لقالت ( لددت رسول الله في مرضه ).
و لما أحس الرسول بسقيهم أيهاه و شعر بالسم استيقظ من منامه وقال مخاطبا اياهم : لا تلدوني
وقال صلى الله عليه و آله لم بصيغى الجمع: " ألم أنهكم !!! " و هذا يشير ايضا ً على كونهم جماعة .
و الأرجح ان من نفذ هذه العملية هي عائشة و حفصة زوجتا النبي صلى الله عليه وآله و بتخطيط من عمر بن الخطاب و ابي بكر و أمر منهما حيث ان المستفيد الاكبر هما و هما اللذان تحققت اهدافهما و مصالحهما بقتل النبي صلى الله عليه وآله ولم يكتف عمر باغتيال النبي صلى الله عليه وآله مادياً .. بل قام باغتياله معنوياً في اللحظات الاخيرة من حياته المقدسة ...عندما قال قولته المشهورة : ان الرجل ليهجر ..
ولا نعلم اي القتلتين كانتا اشد على النبي صلى الله عليه وآله .. اغتيال جسده .. ام اغتيال نبوته وشخصه المقدس .. الذي قال عنه رب العالمين : وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يُوحى . ؟؟
وبعد تلك الحقائق الدامغة نبحث عن افعال عمر بن الخطاب لنرى الوضوح في ان قتل الرسول صلى الله عليه واله وسلم كان معد له منذوا زمن بعيد , ولكن بطرق مختلفة جاء في سيرة ابن كثير فخرج عمر يوما متوشحاً سيفه ، يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم ورهطاً من أصحابه قد ذكروا له أنهم قد اجتمعوا في بيت عند الصفا ، ... فلقيه نعيم بن عبدالله فقال : أين تريد يا عمر ؟ قال : أريد محمداً ، هذا الصابئ الذي فرق أمر قريش ، وسفه أحلامها وعاب دينها وسب آلهتها ، فأقتله . فقال له نعيم : والله لقد غرتك نفسك يا عمر ! أترى بني عبد مناف تاركيك تمشى على الأرض وقد قتلت محمدا ؟ ! أفلا ترجع إلى أهل بيتك فتقيم أمرهم ؟ قال : وأي أهل بيتي ؟ قال : ختنك وابن عمك سعيد بن زيد وأختك فاطمة ، فقد والله أسلما وتابعا محمداً صلى الله عليه وسلم على دينه ، فعليك بهما . فرجع عمر عائداً إلى أخته فاطمة ، وعندها خباب بن الارت معه صحيفة فيها " طه " يقرئها إياها . فلما سمعوا حس عمر تغيَّب خباب في مخدعٍ لهم أو في بعض البيت ، وأخذت فاطمة بنت الخطاب الصحيفة فجعلتها تحت فخذها ، وقد سمع عمر حين دنا إلى الباب قراءة خباب عليها . فلما دخل قال : ما هذه الهينمة التي سمعت ؟ قالا له : ما سمعت شيئاً . قال : بلى والله لقد أخبرت أنكما تابعتما محمدا على دينه . وبطش بختنه سعيد بن زيد ، فقامت إليه أخته فاطمة بنت الخطاب لتكفه عن زوجها فضربها فشجها . فلما فعل ذلك قالت له أخته وختنه : نعم قد أسلمنا وآمنا بالله ورسوله ، فاصنع ما بدا لك . فلما رأى عمر ما بأخته من الدم ندم على ما صنع وارعوى ، وقال لأخته : أعطيني هذه الصحيفة التي كنتم تقرأون آنفا ، أنظر ما هذا الذي جاء به محمد . وكان عمر كاتباً . فلما قال ذلك قالت له أخته : إنا نخشاك عليها . قال : لا تخافي . وحلف بآلهته ليردنها إذا قرأها إليها 10.
ومحاولة ثالثة لاغتيال الرسول (ص) لدى عودة النبي صلى الله عليه وآله من غزوة تبوك (ابن حزم في المحلي بالاثار ج12 ح2203 كتاب الحدود )
يقول: واما حديث حذيفة فساقط لانه من طريق الوليد بن جميع- و هو هالك و لا نراه يعلم من وضع الحديث فانه قد روي اخبارا فيها ان ابابكر و عمر و عثمان و طلحة و سعد بن ابي وقاص رضي الله عنهم ارادوا قتل النبي صلي الله عليه و اله و القاءه من العقبة في التبوك.....نرى ان ابن حزم يسقط الحديث لوليد بن جميع.
و الحال ان وليد من رجال البخاري و مسلم و سنن ابي داود و صحيح ترمذي و سنن نسائي.
والحال ان كثير من كتب الرحال صرحوا بوثاقة وليد بن جميع
وفي زمن حكم عثمان بن عفان ، صرح حذيفة بن اليمان ( رضوان الله عليه ) باسماء الذين حاولوا قتل النبي في العقبة .. وكان منها أسماء ابو بكر وعمر وعثمان وسعد بن أبي وقاص وأبا موسى الاشعري وأبوسفيان بن حرب وطلحة بن عبيد الله وعبد الرحمن بن عوف 11.
ونطرح سؤال واجابته للدلالة على أن استشهاد النبي (ص) مسموما بمخطط من قبل المذكورين للوصول للسلطة الدنيوية بعيدا عن المنهج الاسلامي ..
فهل ممكن أن يستشهد الرسول (ص) بدون أن يكتب وصيته والله تعالى قال ( كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ ) ال عمران |180 .
فهل من المعقول أن يموت صاحب الشريعة الإسلامية والمقتدى لقوافل المسلمين على مر القرون والأجيال ـ بلا وصية؟؟ هل يمكن أن يأمر النبي أمته بالوصية ويتركها هو؟ وعمله حجة وسنة يأخذ بها المسلمون؟ وهو القائل: (من مات بلا وصية مات ميتة جاهلية).
والاجابة أن الرسول (ص) ك
َتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، اَللّـهُمَّ اَعْطِهِ الدَّرَجَةَ الرَّفيعَةَ، وَآتِهِ الْوَسيلَةَ مِنَ الْجَّنَةِ، وَابْعَثْهُ مَقاماً مَحْمُوداً يَغْبِطُهُ بِهِ الاَْوَّلُونَ وَالاْخِرُونَ، اَللّـهُمَّ اِنَّكَ قُلْتَ: (وَلَوْ اَنَّهُمْ اِذْ ظَلَمُوا اَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوّاباً رَحيماً) وَاِنّي اَتَيْتُكَ مُسْتَغْفِرًا تائِباً مِنْ ذُنُوبي، وَاِنّي اَتَوَجَّهُ بِكَ اِلَي اللهِ رَبّي وَرَبِّكَ لِيَغْفِرَ لي ذُنُوبي ..
=================
المصادر
1. السيرة النبوية لابن كثير الدمشقي ج 4ص 449 .
2. مستدرك الحاكم ج 3 ص 60
3. الطبقات الكبرى لابن سعد ج 2 ص 249 و عيون الأثر لابن سيد الناس ج 2 ص 281
4. الطبقات الكبرى ج 2 ص 236
5. تاريخ الطبري ج 2 ص 438 + صحيح البخاري و كذلك في صحيح مسلم
6. تاريخ الطبري ج 2 ص 438
7. صحيح البخاري ج 7 ص 17 وصحيح مسلم ج 7 ص 24 و ص 198 .
8. الطب النبوي لابن القيم الجوزي ج 1 ص 66 .
9. الطبقات لابن سعد ج 2 ص 203 .
10. سيرة ابن كثير ج2 ص 32
11. المحلى لابن حزم الأندلسي ج 11 ص 225ومنتخب التواريخ ص 63
12. مسند أحمد ج 6 / 300 أخرجه الحاكم في المستدرك ج 3 / 138 - 139 وقال : هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه ، واعترف بصحته الذهبي في تلخيص المستدرك ، وأخرجه ابن عساكر في بابه أنه كان أقرب الناس عهدا برسول الله ( ص ) من ترجمة الإمام علي ج 3 / 16 - 17 بطرق متعددة ، ومجمع الزوائد لابي بكر الهيثمي 9 / 112 ط . دار الكتاب بيروت ، وكنز العمال ج 15 / 128 ط . الثانية بحيدرآباد ، كتاب الفضائل ، باب فضائل علي بن أبي طالب ، وتذكرة خواص الأمة لابن الجوزي باب حديث النجوى ، والوصية عن كتاب الفضائل لاحمد بن حنبل وخصائص النسائي .
13. تاريخ ابن كثير ج 7 / 359
14. طبقات ابن سعد وكنز العمال ج 2 / 262 - 263 .
15. مسند أحمد 2: 300؛ كفاية الطالب 133 .
16. ص393 ج 6 في الكنز، وفي هامش ص45 ج 5 من مسند أحمد .
17. البينة | 7
18. البينة 6
19. ال عمران |144 .
20. تاريخ اليعقوبي 2: 123؛ الإمامة والسياسة 1: 6 وما بعدها، وغيرهما
=================
المصادر
1. السيرة النبوية لابن كثير الدمشقي ج 4ص 449 .
2. مستدرك الحاكم ج 3 ص 60
3. الطبقات الكبرى لابن سعد ج 2 ص 249 و عيون الأثر لابن سيد الناس ج 2 ص 281
4. الطبقات الكبرى ج 2 ص 236
5. تاريخ الطبري ج 2 ص 438 + صحيح البخاري و كذلك في صحيح مسلم
6. تاريخ الطبري ج 2 ص 438
7. صحيح البخاري ج 7 ص 17 وصحيح مسلم ج 7 ص 24 و ص 198 .
8. الطب النبوي لابن القيم الجوزي ج 1 ص 66 .
9. الطبقات لابن سعد ج 2 ص 203 .
10. سيرة ابن كثير ج2 ص 32
11. المحلى لابن حزم الأندلسي ج 11 ص 225ومنتخب التواريخ ص 63
12. مسند أحمد ج 6 / 300 أخرجه الحاكم في المستدرك ج 3 / 138 - 139 وقال : هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه ، واعترف بصحته الذهبي في تلخيص المستدرك ، وأخرجه ابن عساكر في بابه أنه كان أقرب الناس عهدا برسول الله ( ص ) من ترجمة الإمام علي ج 3 / 16 - 17 بطرق متعددة ، ومجمع الزوائد لابي بكر الهيثمي 9 / 112 ط . دار الكتاب بيروت ، وكنز العمال ج 15 / 128 ط . الثانية بحيدرآباد ، كتاب الفضائل ، باب فضائل علي بن أبي طالب ، وتذكرة خواص الأمة لابن الجوزي باب حديث النجوى ، والوصية عن كتاب الفضائل لاحمد بن حنبل وخصائص النسائي .
13. تاريخ ابن كثير ج 7 / 359
14. طبقات ابن سعد وكنز العمال ج 2 / 262 - 263 .
15. مسند أحمد 2: 300؛ كفاية الطالب 133 .
16. ص393 ج 6 في الكنز، وفي هامش ص45 ج 5 من مسند أحمد .
17. البينة | 7
18. البينة 6
19. ال عمران |144 .
20. تاريخ اليعقوبي 2: 123؛ الإمامة والسياسة 1: 6 وما بعدها، وغيرهما
ا أحد بعدي.
وعن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في مرضه الذي قبض فيه لفاطمة (عليها السلام) بأبي وأمي أنت!!! أرسلي إلى بعلك فادعيه لي.
فقالت فاطمة للحسين (عليه السلام): إنطلق إلى أبيك فقل: يدعوك جدي.
فانطلق إليه الحسين فدعاه فأقبل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) حتى دخل على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وفاطمة (عليها السلام) عنده وهي تقول: واكرباه لكربك يا أبتاه.
فقال لها رسول الله (صلّى الله عليه وآله): لا كرب على أبيك بعد اليوم يا فاطمة، إن النبي لا يشق عليه الجيب، ولا يخمش عليه الوجه، ولا يدعى عليه بالويل ولكن قولي كما قال أبوك على إبراهيم: تدمع العينان وقد يوجع القلب ولا نقول ما يسخط الرب وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون ولو عاش إبراهيم لكان نبياً.
ثم قال يا علي أدن مني.
فدنا منه فقال أدخل أذنك في في. ففعل.
فقال: يا أخي ألم تسمع قول الله تعالى في كتابه ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ )؟ 17 قال: بلى يا رسول الله.
قال: هم أنت وشيعتك يجيئون غراً محجلين، شباعاً مرويين، أولم تسمع قول الله في كتابه ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ ) 18؟ قال: بلى يا رسول الله. قال: هم أعداؤك وشيعتهم، يجوزون يوم القيامة ظماء مظمئين، أشقياء معذبين، كفار منافقين، ذلك لك ولشيعتك، وهذا لعدوك ولشيعتهم.
ولما حضره الموت كان أمير المؤمنين (عليه السلام) حاضراً عنده فلما قرب خروج نفسه (صلّى الله عليه وآله) قال له: ضع يا علي رأسي في حجرك فقد جاء أمر الله تعالى فإذا فاضت نفسي فتناولها بيدك وامسح بها وجهك، ثم وجهني إلى القبلة وتول أمري وصل علي أول الناس، ولا تفارقني حتى تواريني في رمسي، واستعن بالله تعالى.
فأخذ علي (عليه السلام) رأسه فوضعه في حجره فأغمي عليه فأكبت فاطمة (عليها السلام) تنظر في وجهه وتندبه وتبكي وتقول:
وأبيض يستقى الغمام بوجهه ... ثمال اليتامى عصمة الأرامل
ففتح رسول الله (صلّى الله عليه وآله) عينه، وقال بصوت ضئيل: يا بنية هذا قول عمك أبي طالب لا تقوليه ولكن قولي ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ) 19. فبكت طويلاً وأومأ إليها بالدنو منه فدنت منه فأسرّ إليها شيئاً تهلل وجهها له.
ثم قبض (صلّى الله عليه وآله) ويد أمير المؤمنين (عليه السلام) تحت حنكه ففاضت نفسه (صلّى الله عليه وآله) فيها فرفعها إلى وجهه فمسحه بها، ثم وجهه وغمضه ومد عليه إزاره واشتغل بالنظر في أمره.
وقال جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام): إن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أوصى إلى علي (عليه السلام) أن لا يغسلني غيرك فقال علي (عليه السلام): يا رسول الله من يناولني الماء؟ إنك رجل ثقيل لا أستطيع أن أُقلّبك؟ فقال: جبرائيل معك يعاونك، ويناولك الفضل الماء، وقل له فليغمض عينيه، فإنه لا أحد يرى عورتي غيرك إلا انفقأت عيناه.
كان الفضل بن العباس يناوله الماء وجبرائيل يعاونه، وعلي يغسله، فلما أن فرغ من غسله وكفنه أتاه العباس فقال: يا علي إن الناس قد اجتمعوا على أن يدفن النبي (صلّى الله عليه وآله) في بقيع المصلى، وأن يؤمهم رجل منهم، فخرج علي إلى الناس فقال: يا أيها الناس: أما تعلمون أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إمامنا حياً وميتاً؟ وهل تعلمون أنه (صلّى الله عليه وآله) لعن من جعل القبور مصلى؟ ولعن من يجعل مع الله إلهاً؟ ولعن من كسر رباعيته وشق لثته؟ فقالوا: الأمر إليك فاصنع ما رأيت.
فقال: إني أدفن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في البقعة التي قبض فيها.
ثم قام على الباب فصلى عليه ثم أمر الناس عشرة عشرة يصلون عليه ثم يخرجون.
لما أراد أمير المؤمنين (عليه السلام) غسل الرسول (صلّى الله عليه وآله) استدعى الفضل بن العباس فأمره أن يناوله الماء لغسله فغسله بعد أن عصب عينيه، ثم شق قميصه من قبل جيبه حتى بلغ إلى سرته وتولى (عليه السلام) غسله وتحنيطه وتكفينه والفضل يعطيه الماء ويعينه عليه فلما فرغ من غسله وتجهيزه تقدم فصلى عليه وحده، ولم يشترك معه أحد في الصلاة عليه، وكان المسلمون في المسجد يخوضون فيمن يؤمهم بالصلاة عليه، وأين يدفن، فخرج إليهم أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال لهم: إن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إمامنا حياً وميتاً فيدخل عليه فوج بعد فوج منكم فيصلون عليه بغير إمام، وينصرفون، وإن الله تعالى لم يقبض نبياً في مكان إلا وقد ارتضاه لرمسه فيه، وإني لدافنه في حجرته التي قبض فيها.
فسلم القوم لذلك ورضوا به، ولما صلى المسلمون عليه أنفذ العباس بن عبد المطلب برجل إلى أبي عبيدة بن الجراح وكان يحفر لأهل مكة ويضرح، وكان ذلك عادة أهل مكة، وأنفذ (أرسل) إلى زيد بن سهل وكان يحفر لأهل الم
وعن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في مرضه الذي قبض فيه لفاطمة (عليها السلام) بأبي وأمي أنت!!! أرسلي إلى بعلك فادعيه لي.
فقالت فاطمة للحسين (عليه السلام): إنطلق إلى أبيك فقل: يدعوك جدي.
فانطلق إليه الحسين فدعاه فأقبل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) حتى دخل على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وفاطمة (عليها السلام) عنده وهي تقول: واكرباه لكربك يا أبتاه.
فقال لها رسول الله (صلّى الله عليه وآله): لا كرب على أبيك بعد اليوم يا فاطمة، إن النبي لا يشق عليه الجيب، ولا يخمش عليه الوجه، ولا يدعى عليه بالويل ولكن قولي كما قال أبوك على إبراهيم: تدمع العينان وقد يوجع القلب ولا نقول ما يسخط الرب وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون ولو عاش إبراهيم لكان نبياً.
ثم قال يا علي أدن مني.
فدنا منه فقال أدخل أذنك في في. ففعل.
فقال: يا أخي ألم تسمع قول الله تعالى في كتابه ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ )؟ 17 قال: بلى يا رسول الله.
قال: هم أنت وشيعتك يجيئون غراً محجلين، شباعاً مرويين، أولم تسمع قول الله في كتابه ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ ) 18؟ قال: بلى يا رسول الله. قال: هم أعداؤك وشيعتهم، يجوزون يوم القيامة ظماء مظمئين، أشقياء معذبين، كفار منافقين، ذلك لك ولشيعتك، وهذا لعدوك ولشيعتهم.
ولما حضره الموت كان أمير المؤمنين (عليه السلام) حاضراً عنده فلما قرب خروج نفسه (صلّى الله عليه وآله) قال له: ضع يا علي رأسي في حجرك فقد جاء أمر الله تعالى فإذا فاضت نفسي فتناولها بيدك وامسح بها وجهك، ثم وجهني إلى القبلة وتول أمري وصل علي أول الناس، ولا تفارقني حتى تواريني في رمسي، واستعن بالله تعالى.
فأخذ علي (عليه السلام) رأسه فوضعه في حجره فأغمي عليه فأكبت فاطمة (عليها السلام) تنظر في وجهه وتندبه وتبكي وتقول:
وأبيض يستقى الغمام بوجهه ... ثمال اليتامى عصمة الأرامل
ففتح رسول الله (صلّى الله عليه وآله) عينه، وقال بصوت ضئيل: يا بنية هذا قول عمك أبي طالب لا تقوليه ولكن قولي ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ) 19. فبكت طويلاً وأومأ إليها بالدنو منه فدنت منه فأسرّ إليها شيئاً تهلل وجهها له.
ثم قبض (صلّى الله عليه وآله) ويد أمير المؤمنين (عليه السلام) تحت حنكه ففاضت نفسه (صلّى الله عليه وآله) فيها فرفعها إلى وجهه فمسحه بها، ثم وجهه وغمضه ومد عليه إزاره واشتغل بالنظر في أمره.
وقال جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام): إن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أوصى إلى علي (عليه السلام) أن لا يغسلني غيرك فقال علي (عليه السلام): يا رسول الله من يناولني الماء؟ إنك رجل ثقيل لا أستطيع أن أُقلّبك؟ فقال: جبرائيل معك يعاونك، ويناولك الفضل الماء، وقل له فليغمض عينيه، فإنه لا أحد يرى عورتي غيرك إلا انفقأت عيناه.
كان الفضل بن العباس يناوله الماء وجبرائيل يعاونه، وعلي يغسله، فلما أن فرغ من غسله وكفنه أتاه العباس فقال: يا علي إن الناس قد اجتمعوا على أن يدفن النبي (صلّى الله عليه وآله) في بقيع المصلى، وأن يؤمهم رجل منهم، فخرج علي إلى الناس فقال: يا أيها الناس: أما تعلمون أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إمامنا حياً وميتاً؟ وهل تعلمون أنه (صلّى الله عليه وآله) لعن من جعل القبور مصلى؟ ولعن من يجعل مع الله إلهاً؟ ولعن من كسر رباعيته وشق لثته؟ فقالوا: الأمر إليك فاصنع ما رأيت.
فقال: إني أدفن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في البقعة التي قبض فيها.
ثم قام على الباب فصلى عليه ثم أمر الناس عشرة عشرة يصلون عليه ثم يخرجون.
لما أراد أمير المؤمنين (عليه السلام) غسل الرسول (صلّى الله عليه وآله) استدعى الفضل بن العباس فأمره أن يناوله الماء لغسله فغسله بعد أن عصب عينيه، ثم شق قميصه من قبل جيبه حتى بلغ إلى سرته وتولى (عليه السلام) غسله وتحنيطه وتكفينه والفضل يعطيه الماء ويعينه عليه فلما فرغ من غسله وتجهيزه تقدم فصلى عليه وحده، ولم يشترك معه أحد في الصلاة عليه، وكان المسلمون في المسجد يخوضون فيمن يؤمهم بالصلاة عليه، وأين يدفن، فخرج إليهم أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال لهم: إن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إمامنا حياً وميتاً فيدخل عليه فوج بعد فوج منكم فيصلون عليه بغير إمام، وينصرفون، وإن الله تعالى لم يقبض نبياً في مكان إلا وقد ارتضاه لرمسه فيه، وإني لدافنه في حجرته التي قبض فيها.
فسلم القوم لذلك ورضوا به، ولما صلى المسلمون عليه أنفذ العباس بن عبد المطلب برجل إلى أبي عبيدة بن الجراح وكان يحفر لأهل مكة ويضرح، وكان ذلك عادة أهل مكة، وأنفذ (أرسل) إلى زيد بن سهل وكان يحفر لأهل الم
تب وصيته .. ولكن لماذا لم يطبقها عمر وابو بكر والمذكورين اعلاه ؟ اين حديث الغدير !
وهذا ايضاح فقط على ان النبي (ص) مات مستشهدا مسموما من قبل أول من تسلم مايسمى بالخلافة المفتعلة سياسيا لا ربانيا .
وإذا أراد الله نشر فضيلة ... طويت أتاح لها لسان حسود .
استشهاد النبي (ص) في حجر علي (ع)
في مسند احمد والمستدرك عن أم سلمة قالت : والذي أحلف به ، ان كان علي بن أبي طالب لأقرب الناس عهدا برسول الله ( ص ) عدنا رسول الله ( ص ) غداة وهو يقول : ( جاء علي ، جاء علي " مرارا فقالت فاطمة : كأنك بعثته في حاجة قالت : فجاء بعد ، قالت أم سلمة : فظننت ان له إليه حاجة ، فخرجنا من البيت فقعدنا عند الباب وكنت من أدناهم إلى الباب ، فأكب عليه رسول الله ( ص ) وجعل يساره ويناجيه ، ثم قبض رسول الله ( ص ) من يومه ذلك فكان علي أقرب الناس عهدا 12.
وفي تاريخ ابن كثير بسنده عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله قال في مرضه : " ادعوا لي أخي " فدعوا له أبا بكر فأعرض ، عنه ثم قال : " ادعوا لي أخي " فدعوا له عمر فأعرض عنه ، ثم قال : " ادعوا لي أخي " فدعوا له عثمان فأعرض عنه ، ثم قال : " ادعو لي أخي " فدعي له علي بن أبي طالب فستره بثوب وأكب عليه فلما خرج من عنده قيل له : ما قال ؟ قال : علمني ألف باب يفتح كل باب إلى ألف باب 13.
في طبقات ابن سعد في " ذكر من قال توفي رسول الله ( ص ) في حجر علي بن ابي طالب " بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري ان كعب الأحبار قام زمن عمر فقال ونحن جلوس عند عمر : ما كان آخر ما تكلم به رسول الله ( صى ) ؟ فقال عمر : سل عليا ، قال : أين هو ؟ قال : هو هنا ، فسأله فقال علي : اسندته إلى صدري فوضع رأسه على منكبي فقال : الصلاة الصلاة ! فقال كعب : كذلك آخر عهد الأنبياء وبه أمروا وعليه يبعثون ، قال : فمن غسله يا أمير المؤمنين ؟ قال : سل عليا ، قال : فسأله فقال : كنت أنا أغسله وكان عباس جالسا ، وكان أسامة وشقران يختلفان إلي بالماء 14.
وكان ابن عبّاس يعبّر عن أساه لما حدث بقوله: «الرزيّة كلّ الرزيّة ما حال بيننا وبين كتاب رسول الله». ولمّا قرب أجله (ص) أوصى عليّا ً بجميع وصاياه، ثمّ فاضت نفسه الطاهرة في حجر علي (ع) 15.
وعن عمر من حديث قال فيه رسول الله لعلي: وأنت غاسلي ودافني الحديث، 16.
ولما وضع على السرير وأرادوا الصلاة عليه (صلّى الله عليه وآله) قال علي (ع): لا يؤم على رسول الله أحد، هو إمامكم حياً وميتاً، فكان الناس يدخلون رسلاً رسلاً، فيصلون صفاً صفاً، ليس لهم إمام ويكبرون، وعلي قائم حيال رسول الله يقول: سلام الله عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، اللهم إنا نشهد أن قد بلغ ما أنزلت إليه، ونصح لأمته وجاهد في سبيل الله حتى أعز الله عز وجل دينه، وتمت كلمته، اللهم فاجعلنا ممن يتبع ما أنزل الله إليه، وثبتنا بعده وأجمع بيننا وبينه، فيقول الناس: آمين آمين، حتى صلى عليه الرجال ثم النساء ثم الصبيان، روى هذا كله باللفظ الذي أوردناه ابن سعد عند ذكره غسل النبي من طبقاته، وأول من دخل على رسول الله يومئذ بنو هاشم، ثم المهاجرون، ثم الأنصار ثم الناس، وأول من صلى عليه علي والعباس وقفا صفاً وكبرا عليه خمساً.
عن الإمام الصادق عن أبيه عن جده (عليهم السلام) قال لما حضرت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) الوفاة دعا العباس بن عبد المطلب وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال للعباس: يا عم محمد تأخذ تراث محمد وتقضي دينه وتنجز عداته؟ فرد عليه وقال: يا رسول الله: أنا شيخ كبير كثير العيال، قليل المال، من يطيقك وأنت تباري الريح؟ قال: فأطرق هنيئة ثم قال: يا عباس أتأخذ تراث رسول الله وتنجز عداته وتؤدي دينه.
فقال: بأبي أنت وأمي أنا شيخ كبير كثير العيال قليل المال، من يطيقك وأنت تباري الريح؟ فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): أما إني سأعطيها من يأخذ بحقها.
ثم قال: يا علي يا أخا محمد أتنجز عداة محمد وتقضي دينه وتأخذ تراثه؟ قال: نعم بأبي أنت وأمي.
فنزع خاتمه من إصبعه فقال: تختم بهذا في حياتي فوضعه علي (عليه السلام) في إصبعه اليمنى فصاح رسول الله (صلّى الله عليه وآله): يا بلال علي بالمغفر والدرع والراية وسيفي: ذي الفقار وعمامتي: السحاب والبرد والأبرقة والقضيب.
فقال: يا علي أن جبرائيل أتاني بها.
فقال: يا محمد إجعلها في حلقة الدرع واستوفر بها مكان المنطقة ثم دعا بزوجي نعال عربيين إحداهما مخصوفة والأخرى غير مخصوفه، والقميص الذي اسري به فيه، والقميص الذي خرج فيه يوم أحد والقلانس الثلاث قلنسوة السفر وقلنسوة العيدين وقلنسوة كان يلبسها.
ثم قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): يا بلال علي بالبغلتين: الصهباء والدلدل والناقتين: العضباء والصهباء والفرسين الجناح الذي كان يوقف بباب مسجد رسول الله لحوائج الناس، يبعث رسول الله (صلّى الله عليه وآله) الرجل في حاجته فيركبه وحيزوم وهو الذي يقول أقدم حيزوم.
والحمار اليعفور.
ثم قال: يا علي إقبضها في حياتي حتى لا ينازعك فيه
وهذا ايضاح فقط على ان النبي (ص) مات مستشهدا مسموما من قبل أول من تسلم مايسمى بالخلافة المفتعلة سياسيا لا ربانيا .
وإذا أراد الله نشر فضيلة ... طويت أتاح لها لسان حسود .
استشهاد النبي (ص) في حجر علي (ع)
في مسند احمد والمستدرك عن أم سلمة قالت : والذي أحلف به ، ان كان علي بن أبي طالب لأقرب الناس عهدا برسول الله ( ص ) عدنا رسول الله ( ص ) غداة وهو يقول : ( جاء علي ، جاء علي " مرارا فقالت فاطمة : كأنك بعثته في حاجة قالت : فجاء بعد ، قالت أم سلمة : فظننت ان له إليه حاجة ، فخرجنا من البيت فقعدنا عند الباب وكنت من أدناهم إلى الباب ، فأكب عليه رسول الله ( ص ) وجعل يساره ويناجيه ، ثم قبض رسول الله ( ص ) من يومه ذلك فكان علي أقرب الناس عهدا 12.
وفي تاريخ ابن كثير بسنده عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله قال في مرضه : " ادعوا لي أخي " فدعوا له أبا بكر فأعرض ، عنه ثم قال : " ادعوا لي أخي " فدعوا له عمر فأعرض عنه ، ثم قال : " ادعوا لي أخي " فدعوا له عثمان فأعرض عنه ، ثم قال : " ادعو لي أخي " فدعي له علي بن أبي طالب فستره بثوب وأكب عليه فلما خرج من عنده قيل له : ما قال ؟ قال : علمني ألف باب يفتح كل باب إلى ألف باب 13.
في طبقات ابن سعد في " ذكر من قال توفي رسول الله ( ص ) في حجر علي بن ابي طالب " بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري ان كعب الأحبار قام زمن عمر فقال ونحن جلوس عند عمر : ما كان آخر ما تكلم به رسول الله ( صى ) ؟ فقال عمر : سل عليا ، قال : أين هو ؟ قال : هو هنا ، فسأله فقال علي : اسندته إلى صدري فوضع رأسه على منكبي فقال : الصلاة الصلاة ! فقال كعب : كذلك آخر عهد الأنبياء وبه أمروا وعليه يبعثون ، قال : فمن غسله يا أمير المؤمنين ؟ قال : سل عليا ، قال : فسأله فقال : كنت أنا أغسله وكان عباس جالسا ، وكان أسامة وشقران يختلفان إلي بالماء 14.
وكان ابن عبّاس يعبّر عن أساه لما حدث بقوله: «الرزيّة كلّ الرزيّة ما حال بيننا وبين كتاب رسول الله». ولمّا قرب أجله (ص) أوصى عليّا ً بجميع وصاياه، ثمّ فاضت نفسه الطاهرة في حجر علي (ع) 15.
وعن عمر من حديث قال فيه رسول الله لعلي: وأنت غاسلي ودافني الحديث، 16.
ولما وضع على السرير وأرادوا الصلاة عليه (صلّى الله عليه وآله) قال علي (ع): لا يؤم على رسول الله أحد، هو إمامكم حياً وميتاً، فكان الناس يدخلون رسلاً رسلاً، فيصلون صفاً صفاً، ليس لهم إمام ويكبرون، وعلي قائم حيال رسول الله يقول: سلام الله عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، اللهم إنا نشهد أن قد بلغ ما أنزلت إليه، ونصح لأمته وجاهد في سبيل الله حتى أعز الله عز وجل دينه، وتمت كلمته، اللهم فاجعلنا ممن يتبع ما أنزل الله إليه، وثبتنا بعده وأجمع بيننا وبينه، فيقول الناس: آمين آمين، حتى صلى عليه الرجال ثم النساء ثم الصبيان، روى هذا كله باللفظ الذي أوردناه ابن سعد عند ذكره غسل النبي من طبقاته، وأول من دخل على رسول الله يومئذ بنو هاشم، ثم المهاجرون، ثم الأنصار ثم الناس، وأول من صلى عليه علي والعباس وقفا صفاً وكبرا عليه خمساً.
عن الإمام الصادق عن أبيه عن جده (عليهم السلام) قال لما حضرت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) الوفاة دعا العباس بن عبد المطلب وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال للعباس: يا عم محمد تأخذ تراث محمد وتقضي دينه وتنجز عداته؟ فرد عليه وقال: يا رسول الله: أنا شيخ كبير كثير العيال، قليل المال، من يطيقك وأنت تباري الريح؟ قال: فأطرق هنيئة ثم قال: يا عباس أتأخذ تراث رسول الله وتنجز عداته وتؤدي دينه.
فقال: بأبي أنت وأمي أنا شيخ كبير كثير العيال قليل المال، من يطيقك وأنت تباري الريح؟ فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): أما إني سأعطيها من يأخذ بحقها.
ثم قال: يا علي يا أخا محمد أتنجز عداة محمد وتقضي دينه وتأخذ تراثه؟ قال: نعم بأبي أنت وأمي.
فنزع خاتمه من إصبعه فقال: تختم بهذا في حياتي فوضعه علي (عليه السلام) في إصبعه اليمنى فصاح رسول الله (صلّى الله عليه وآله): يا بلال علي بالمغفر والدرع والراية وسيفي: ذي الفقار وعمامتي: السحاب والبرد والأبرقة والقضيب.
فقال: يا علي أن جبرائيل أتاني بها.
فقال: يا محمد إجعلها في حلقة الدرع واستوفر بها مكان المنطقة ثم دعا بزوجي نعال عربيين إحداهما مخصوفة والأخرى غير مخصوفه، والقميص الذي اسري به فيه، والقميص الذي خرج فيه يوم أحد والقلانس الثلاث قلنسوة السفر وقلنسوة العيدين وقلنسوة كان يلبسها.
ثم قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): يا بلال علي بالبغلتين: الصهباء والدلدل والناقتين: العضباء والصهباء والفرسين الجناح الذي كان يوقف بباب مسجد رسول الله لحوائج الناس، يبعث رسول الله (صلّى الله عليه وآله) الرجل في حاجته فيركبه وحيزوم وهو الذي يقول أقدم حيزوم.
والحمار اليعفور.
ثم قال: يا علي إقبضها في حياتي حتى لا ينازعك فيه
دينة ويلحد، فاستدعاهما وقال: اللهم خر لنبيك.
فوجد أبو طلحه فقيل له: احفر لرسول الله.
فحفر له لحداً، ودخل أمير المؤمنين والعباس بن عبد المطلب والفضل بن العباس وأسامة بن زيد ليتولوا دفن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فنادت الأنصار من وراء البيت: يا علي إن نذكرك الله وحقنا اليوم من رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أن يذهب، أدخل منا رجلاً يكون لنا به حظ من مواراة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فقال ليدخل أنس بن خولي وكان بدرياً فاضلاً من بني عوف من الخزرج، فلما دخل قال له علي (عليه السلام) انزل القبر.
فنزل ووضع أمير المؤمنين رسول الله (صلّى الله عليه وآله) على يديه ودلاّه في حفرته، فلما حصل في الأرض قال له أخرج.
فخرج ونزل علي (عليه السلام) إلى القبر، فكشف عن وجه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ووضع خده على الأرض موجهاً إلى القبلة على يمينه ثم وضع عليه اللبن وأهال عليه التراب.
وكان (عليه السلام) يرثي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ويقول:
الموت لا والداً يبقي ولا ولـد ... هذا السبيل إلى أن لا ترى أحد
هذا النبي ولم يخلد لأمته ... لو خلّد الله خلقاً قبله خلدا
للموت فينا سهام غير خاطئة ... من فاته اليوم سهم لم يفته غدا
وكان (عليه السلام) يصلح قبر رسول الله بمسحاته، وكانت وفاة النبي (صلّى الله عليه وآله)
سقيفة بني ساعدة
لمّا استشهد الرسول (ص) اجتمع بعض الأنصار في سقيفة بني ساعدة، واختاروا سعد بن عبادة الخزرجي أميرا ً وخليفة للمسلمين، فوصل الخبر إلى أبي بكر وعمر فأسرعا إلى السقيفة ومعهم أبي عبيدة بن الجرّاح، ودخلوا على الأنصار، واحتجّوا عليهم بأن الرسول منهم فهم أحقّ بمقامه، فقالوا: منّا أمير ومنكم أمير، فقال أبو بكر: منّا الأ ُمراء ومنكم الوزراء، وبعد جدلٍ طويل، ضعفت جبهة الأنصار حينما ضمّ رأي البشير بن سعد واُسيد بن حضير الأنصاريين إلى جانب أبي بكر وصاحبيه، وعندما بايع بشير الأنصاري أبا بكر وبايعه عمر وأبو عبيدة، وبايع الحاضرون سوى سعد بن عبادة وقليل ممّن يرى رأيه، فتمّت البيعة لأبي بكر، والرسول (ص) بعد لم يجهّز، وكان بنو هاشم وغيرهم من المسلمين مشغولين بتجهيزه والصلاة عليه، إلى أن أخبرهم البراء بن عازب بما جرى في السقيفة، فاحتج بنو هاشم وعدد آخر من صحابة النبيّ (ص) على البيعة لأبي بكر، واستمرّ الجدل والخلاف في الرأي حول بيعة السقيفة مدّة ستّة أشهر تقريبا ً20.
وعن موقف الإمام في ذلك العهد: فلقد أخذوا البيعة من الناس لأبي بكر، وجاؤا إلى علي (ع) ليخرجوه من البيت ليبايع لأبي بكر فلم تأذن لهم فاطمة (ع) بالدخول في بيتها، فصدر الأمر بالهجوم فهجموا وأخذوا علياً (ع) بعد أن خلعوا عنه سلاحه وأخرجوه من البيت يريدون به المسجد، وخرجت فاطمة (ع) خلفهم وهي بأشد الأحوال، إذ إنها أجهضت جنينها فكأنها نسيت آلامها فجعلت تعدو وتصيح: خلوا عن ابن عمي؟ خلوا عن بعلي! والله لأكشفن عن رأسي ولأضعن قميص أبي على رأسي وأدعوا عليكم!!!
ووصلت إلى باب المسجد فرأت منظراً مؤلماً لا نستطيع أن نصفه إلا إنها استطاعت أن تخلص زوجها من أيدي الناس وتحول بينهم وبين أخذ البيعة منه، ورافقت زوجها إلى البيت سالماً.
زيارة االنبي محمد (صلوات الله وسلامه عليه واله وسلم )
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا نَبِيَّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خاتَمَ النَّبِيّينَ، اَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ الرِّسالَةَ، وَاَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنَكَرِ، وَعَبَدْتَ اللهَ مُخْلِصاً حَتّى اَتاكَ الْيَقينُ، فَصَلَواتُ اللهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ وَعَلى اَهْلِ بَيْتِكَ الطّاهِرينَ،اَشْهَدُ اَنْ لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ رَسُولُ اللهِ، وَاَنَّكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسالاتِ رَبِّكَ، وَنَصَحْتَ لاُِمَّتِكَ، وَجاهَدْتَ في سَبيلِ اللهِ، وَعَبَدْتَ اللهَ حَتّى اَتاكَ الْيَقينُ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، وَاَدَّيْتَ الَّذي عَلَيْكَ مِنَ الْحَقِّ، وَاَنَّكَ قَدْ رَؤُفْتَ بِالْمُؤْمِنينَ، وَغَلُظْتَ عَلَي الْكافِرينَ، فَبَلَّغَ اللهُ بِكَ اَفْضَلَ شَرَفِ مَحَلِّ الْمُكَرَّمينَ، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي اِسْتَنْقَذَنا بِكَ مِنَ الشِّرْكِ وَالضَّلالَةِ، اَللّـهُمَّ فَاجْعَلْ صَلَواتِكَ، وَصَلَواتِ مَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبينَ، وَاَنْبِيائِكَ الْمُرْسَلينَ، وَعِبادِكَ الصّالِحينَ، وَاَهْلِ السَّماواتِ وَالاَْرَضينَ، وَمَنْ سَبَّحَ لَكَ يا رَبَّ الْعالَمينَ مِنَ الاَْوَّلينَ وَالاْخِرينَ عَلى مُحَمَّد عَبْدِكَ وَرَسُوِلِكَ وَنَبِيِّكَ وَاَمينِكَ وَنَجِيِّكَ وَحَبيبِكَ وَصَفِيِّكَ وَخاصَّتِكَ وَ صَفْوَتِكَ وَخِيَر
فوجد أبو طلحه فقيل له: احفر لرسول الله.
فحفر له لحداً، ودخل أمير المؤمنين والعباس بن عبد المطلب والفضل بن العباس وأسامة بن زيد ليتولوا دفن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فنادت الأنصار من وراء البيت: يا علي إن نذكرك الله وحقنا اليوم من رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أن يذهب، أدخل منا رجلاً يكون لنا به حظ من مواراة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فقال ليدخل أنس بن خولي وكان بدرياً فاضلاً من بني عوف من الخزرج، فلما دخل قال له علي (عليه السلام) انزل القبر.
فنزل ووضع أمير المؤمنين رسول الله (صلّى الله عليه وآله) على يديه ودلاّه في حفرته، فلما حصل في الأرض قال له أخرج.
فخرج ونزل علي (عليه السلام) إلى القبر، فكشف عن وجه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ووضع خده على الأرض موجهاً إلى القبلة على يمينه ثم وضع عليه اللبن وأهال عليه التراب.
وكان (عليه السلام) يرثي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ويقول:
الموت لا والداً يبقي ولا ولـد ... هذا السبيل إلى أن لا ترى أحد
هذا النبي ولم يخلد لأمته ... لو خلّد الله خلقاً قبله خلدا
للموت فينا سهام غير خاطئة ... من فاته اليوم سهم لم يفته غدا
وكان (عليه السلام) يصلح قبر رسول الله بمسحاته، وكانت وفاة النبي (صلّى الله عليه وآله)
سقيفة بني ساعدة
لمّا استشهد الرسول (ص) اجتمع بعض الأنصار في سقيفة بني ساعدة، واختاروا سعد بن عبادة الخزرجي أميرا ً وخليفة للمسلمين، فوصل الخبر إلى أبي بكر وعمر فأسرعا إلى السقيفة ومعهم أبي عبيدة بن الجرّاح، ودخلوا على الأنصار، واحتجّوا عليهم بأن الرسول منهم فهم أحقّ بمقامه، فقالوا: منّا أمير ومنكم أمير، فقال أبو بكر: منّا الأ ُمراء ومنكم الوزراء، وبعد جدلٍ طويل، ضعفت جبهة الأنصار حينما ضمّ رأي البشير بن سعد واُسيد بن حضير الأنصاريين إلى جانب أبي بكر وصاحبيه، وعندما بايع بشير الأنصاري أبا بكر وبايعه عمر وأبو عبيدة، وبايع الحاضرون سوى سعد بن عبادة وقليل ممّن يرى رأيه، فتمّت البيعة لأبي بكر، والرسول (ص) بعد لم يجهّز، وكان بنو هاشم وغيرهم من المسلمين مشغولين بتجهيزه والصلاة عليه، إلى أن أخبرهم البراء بن عازب بما جرى في السقيفة، فاحتج بنو هاشم وعدد آخر من صحابة النبيّ (ص) على البيعة لأبي بكر، واستمرّ الجدل والخلاف في الرأي حول بيعة السقيفة مدّة ستّة أشهر تقريبا ً20.
وعن موقف الإمام في ذلك العهد: فلقد أخذوا البيعة من الناس لأبي بكر، وجاؤا إلى علي (ع) ليخرجوه من البيت ليبايع لأبي بكر فلم تأذن لهم فاطمة (ع) بالدخول في بيتها، فصدر الأمر بالهجوم فهجموا وأخذوا علياً (ع) بعد أن خلعوا عنه سلاحه وأخرجوه من البيت يريدون به المسجد، وخرجت فاطمة (ع) خلفهم وهي بأشد الأحوال، إذ إنها أجهضت جنينها فكأنها نسيت آلامها فجعلت تعدو وتصيح: خلوا عن ابن عمي؟ خلوا عن بعلي! والله لأكشفن عن رأسي ولأضعن قميص أبي على رأسي وأدعوا عليكم!!!
ووصلت إلى باب المسجد فرأت منظراً مؤلماً لا نستطيع أن نصفه إلا إنها استطاعت أن تخلص زوجها من أيدي الناس وتحول بينهم وبين أخذ البيعة منه، ورافقت زوجها إلى البيت سالماً.
زيارة االنبي محمد (صلوات الله وسلامه عليه واله وسلم )
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا نَبِيَّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خاتَمَ النَّبِيّينَ، اَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ الرِّسالَةَ، وَاَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنَكَرِ، وَعَبَدْتَ اللهَ مُخْلِصاً حَتّى اَتاكَ الْيَقينُ، فَصَلَواتُ اللهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ وَعَلى اَهْلِ بَيْتِكَ الطّاهِرينَ،اَشْهَدُ اَنْ لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ رَسُولُ اللهِ، وَاَنَّكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسالاتِ رَبِّكَ، وَنَصَحْتَ لاُِمَّتِكَ، وَجاهَدْتَ في سَبيلِ اللهِ، وَعَبَدْتَ اللهَ حَتّى اَتاكَ الْيَقينُ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، وَاَدَّيْتَ الَّذي عَلَيْكَ مِنَ الْحَقِّ، وَاَنَّكَ قَدْ رَؤُفْتَ بِالْمُؤْمِنينَ، وَغَلُظْتَ عَلَي الْكافِرينَ، فَبَلَّغَ اللهُ بِكَ اَفْضَلَ شَرَفِ مَحَلِّ الْمُكَرَّمينَ، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي اِسْتَنْقَذَنا بِكَ مِنَ الشِّرْكِ وَالضَّلالَةِ، اَللّـهُمَّ فَاجْعَلْ صَلَواتِكَ، وَصَلَواتِ مَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبينَ، وَاَنْبِيائِكَ الْمُرْسَلينَ، وَعِبادِكَ الصّالِحينَ، وَاَهْلِ السَّماواتِ وَالاَْرَضينَ، وَمَنْ سَبَّحَ لَكَ يا رَبَّ الْعالَمينَ مِنَ الاَْوَّلينَ وَالاْخِرينَ عَلى مُحَمَّد عَبْدِكَ وَرَسُوِلِكَ وَنَبِيِّكَ وَاَمينِكَ وَنَجِيِّكَ وَحَبيبِكَ وَصَفِيِّكَ وَخاصَّتِكَ وَ صَفْوَتِكَ وَخِيَر
وفاة الإمام الرضا
هناك روايتان
الرواية الأولى
تقول أن المأمون أمر عبدا له أن يحضر رمان وينقع أظافره في السم ثم يعصر الرمان بيديه ليصنع منه عصيرا يسقيه للرضا ،
الرواية الثانية
تقول أن المأمون أمر عبده أن يحقن العنب بالسم ويقديمه للرضا
وقد يكون الإثنان معا ،
في ذلك اليوم ارتدى الإمام ملابسه فسأله أبو الصلت الهروي:
أخارج انت يا بن رسول الله؟
قال الإمام : لا بعد قليل سيأتي خادم المأمون يطلبني فتذهب خلفي وتنتظرني بالخارج فإن خرجت وأنا مكشوف الرأس فكلمني وإن خرجت مغطى الرأس فلا تكلمني واعرف أني قد سممت من قبل المأمون.
دخل الإمام على المأمون وقدم له عصير الرمان والعنب المسموم ولما قام من مجلسه قال المأمون: إلى أين يا بن رسول الله ؟ قال: إلى حيث المكان الذي وجهتني إليه والله لو شئت لقلت لك ماذا فعلت وخرج من عنده مغطى الرأس فعرف أبا الصلت أن الإمام قد سمم ، دخل منزله وتمدد في فراشه وقال : إلى بالطشت يا أبا الصلت فتقيأ كبده
وإذا بشخص يدخل الدار فقال له أبا الصلت: كيف دخلت والأبواب مقفلة ؟ قال : الذي اتى بي من المدينة إلى هنا هو الذي أدخلني الدار وكان الإمام الجواد (ع) فاخذ يوصي إليه بواصاياه ثم التفت إلى ابا الصلت وقال : غدا سيقول لك المأمون أنه سيدفنني مكان دفن والده هارون الرشيد وسيأمر جنوده بحفر القبر وأثناء الحفر بإعجاز الإمام الجواد ينام الجميع فتتوجه أنت ليلا إلى المكان وستجد قبرا محفورا فإذا نزلت فيه نبع منه الماء ثم يظهر سمكا صغيرا ثم تظهر سمكة كبيرة تبتلع السمك الصغير وتقول بعض كلمات ألقنك إياها فيختفي الحوت والماء فتدفني هناك وبالفعل ما كان من الغد إلا وأعلن المأمون تشريفا دفن الإمام الرضا مكان دفن هارون ولكن كان ما قال الرضا (ع) ودفنه ابي الصلت بعد أن غسله الجواد عليه السلام وكفنه .
من ألقاب الإمام سلام الله عليه :
غريب الغرباء ليس لأنه مدفون في خراسان لأن الإمام لا يدفن إلا في تربة جده أو أبائه أي تربة رسول الله أو آبائه الأئمة ( يدفن في أرض مضيعة وبلاد غريبة ).
ومن ألقابه أيضاً
ضامن الجنة السلام على ضامن الجنة
قال عليه السلام : من زارني في غربتي يجدني في ثلاث مواضع أولها القبر والصراط وتطاير والصحف "
ورواية أخرى تقول القبر والميزان وتطاير الصحف ثم بعد ذلك هو ضامن لمن زاره الجنة
هناك روايتان
الرواية الأولى
تقول أن المأمون أمر عبدا له أن يحضر رمان وينقع أظافره في السم ثم يعصر الرمان بيديه ليصنع منه عصيرا يسقيه للرضا ،
الرواية الثانية
تقول أن المأمون أمر عبده أن يحقن العنب بالسم ويقديمه للرضا
وقد يكون الإثنان معا ،
في ذلك اليوم ارتدى الإمام ملابسه فسأله أبو الصلت الهروي:
أخارج انت يا بن رسول الله؟
قال الإمام : لا بعد قليل سيأتي خادم المأمون يطلبني فتذهب خلفي وتنتظرني بالخارج فإن خرجت وأنا مكشوف الرأس فكلمني وإن خرجت مغطى الرأس فلا تكلمني واعرف أني قد سممت من قبل المأمون.
دخل الإمام على المأمون وقدم له عصير الرمان والعنب المسموم ولما قام من مجلسه قال المأمون: إلى أين يا بن رسول الله ؟ قال: إلى حيث المكان الذي وجهتني إليه والله لو شئت لقلت لك ماذا فعلت وخرج من عنده مغطى الرأس فعرف أبا الصلت أن الإمام قد سمم ، دخل منزله وتمدد في فراشه وقال : إلى بالطشت يا أبا الصلت فتقيأ كبده
وإذا بشخص يدخل الدار فقال له أبا الصلت: كيف دخلت والأبواب مقفلة ؟ قال : الذي اتى بي من المدينة إلى هنا هو الذي أدخلني الدار وكان الإمام الجواد (ع) فاخذ يوصي إليه بواصاياه ثم التفت إلى ابا الصلت وقال : غدا سيقول لك المأمون أنه سيدفنني مكان دفن والده هارون الرشيد وسيأمر جنوده بحفر القبر وأثناء الحفر بإعجاز الإمام الجواد ينام الجميع فتتوجه أنت ليلا إلى المكان وستجد قبرا محفورا فإذا نزلت فيه نبع منه الماء ثم يظهر سمكا صغيرا ثم تظهر سمكة كبيرة تبتلع السمك الصغير وتقول بعض كلمات ألقنك إياها فيختفي الحوت والماء فتدفني هناك وبالفعل ما كان من الغد إلا وأعلن المأمون تشريفا دفن الإمام الرضا مكان دفن هارون ولكن كان ما قال الرضا (ع) ودفنه ابي الصلت بعد أن غسله الجواد عليه السلام وكفنه .
من ألقاب الإمام سلام الله عليه :
غريب الغرباء ليس لأنه مدفون في خراسان لأن الإمام لا يدفن إلا في تربة جده أو أبائه أي تربة رسول الله أو آبائه الأئمة ( يدفن في أرض مضيعة وبلاد غريبة ).
ومن ألقابه أيضاً
ضامن الجنة السلام على ضامن الجنة
قال عليه السلام : من زارني في غربتي يجدني في ثلاث مواضع أولها القبر والصراط وتطاير والصحف "
ورواية أخرى تقول القبر والميزان وتطاير الصحف ثم بعد ذلك هو ضامن لمن زاره الجنة
الصحابي جابر الانصاري يستقبل السبايا عند قبر الحسين في العشرين من صفر
تواترت الروايات على أن السبايا بعد أن أخروجهم من الشام توجّهوا إلى كربلاء , فوصلوها يوم العشرين من صفر ، فوجدواجابر بن عبد الله الأنصاري الصحابي
ومعه جماعة من الشيعة توافدوا لزيارة قبرالحسين (عليه السّلام) ، فالتقى ركب السبايامعهم وأقاموا البكاء والنحيب .
وقد نصّت على ذلك العديد من الكتب المعتبرة ؛ فقد جاء في موسوعة آل النبي (صلّى الله عليه وآله) / 747 ، في وصف الرحلة من الشام الى المدينة :
قالت زينب (عليها السّلام) للدليل مرة : لو عرجت بنا على كربلاء .
فأجاب الدليل محزوناً : أفعل .
ومضى بهم حتّى أشرفوا على الساحة المشؤومة , وكان قد مضى على المذبحة يومئذ أربعون يوماً ، وما تزال الأرض ملطّخة ببقع من دماء الشهداء ,
وبقية من أشلاء غضّة عفا عنها وحش الفلاة .
وناحت النوائح , وأقمن هناك ثلاثة أيام لم تهدأ لهنّ لوعة , ولم ترقأ لهنّ دمعة , ثمَّ أخذ الركب المنهك طريقه إلى مدينة الرسول (صلّى الله عليه وآله) .
وتقول الروايات أيضاً : إنّ يزيد أمر برد السباياوالاُسارى من الشام إلى المدينة المنوّرة في الحجاز , مصطحبين بالرؤوس , تحت إشراف جماعة من العرفاء يرأسهم النعمان بن بشير الأنصاري ، فلما بلغ الركب ارض العراق في طريقه إلى مدينة الرسول (صلّى الله عليه وآله) قالت زينب للدليل : مر بنا على طريق كربلاء .
ومضى بهم حتّى أشرفوا على ساحة القتل المشؤومة , وكان جابر بن عبد الله الأنصاريالصحابي الجليل , وجماعة من بني هاشم ,
ورجال من آل الرسول (صلّى الله عليه وآله) قد وردوا العراق لزيارة قبر الحسين (عليه السّلام) .
يقول السيد علي بن طاووس في كتابه اللهوف في قتلى الطفوف / 86 : فتوافدوا في وقت واحد , وتلاقوا بالبكاء والحزن واللطم , وأقاموا المآتم المقرحة للأكباد , واجتمع عليهم أهل السواد , وأقاموا على ذلك أياماً .
أمّا قصة جابر بن عبد الله الأنصاري فتتلخص في أنه بعد أن علم بمقتل الإمام الشهيدالحسين (عليه السّلام) توجّه من المدينة المنورة نحو أرض كربلاء , وكان قد كُفّ بصره .
يقول عطية العوفي , وكان مع جابر : عندما وصلنا إلى الغاضرية على شاطئ نهر الفرات اغتسل جابر في شريعتها , ولبس أطهر ثيابه ، ثمَّ فتح صرّة فيها سعد فنشرها على بدنه ,
ثمَّ لم يخطُ خطوة إلاّ ذكر الله تعالى , حتّى إذا دنا من القبر قال : ألمسنيه ياعطية .
فألمستُهُ إيّاه ، فخرّ على القبر مغشياً عليه , فرششت عليه من الماء , فلمّا أفاق قال : ياحسين ! (ثلاثاً) , ثمّ قال : حبيب لا يجيب حبيبه !
ثمّ قال : وأنّى لك بالجواب وقد شُخبت أوداجك على أثباجك ، وفُرّق بين بدنك ورأسك ! أشهد أنك ابن خير النبيِّين , وابن سيد الوصيِّين , وابن حليف التقوى , وسليل الهدى , وخامس أصحاب الكسا , وابن سيد النقبا , وابن فاطمة سيدة النسا ... إلخ .
إلى أن تقول الرواية : ومضى عطية ليرى مَن هم القادمون من ناحية الشام , فما أسرع أن رجع وهو يقول : يا جابر , قم واستقبل حرم رسول الله ،
هذا زين العابدين قد جاء بعمّاته وأخواته .
فقام جابر حافي الأقدام , مكشوف الرأس إلى أن دنا من الإمام زين العابدين (عليه السّلام) , فحدّثه الإمام بما جرى لهم من قتل وسبي وتشريد ,
وكان مما قاله (عليه السّلام) : (( يا جابر , ها هنا والله قُتلت رجالنا , وذُبحت أطفالنا , وسُبيت نساؤنا , وحُرقت خيامنا )) .
ومنذ ذلك اليوم , وهو العشرين من صفر , أصبح هذا التاريخ مشهوداً ؛ فتتوافد مئات الآلاف من الزائرين على كربلاء لزيارة الإمام الحسين (عليه السّلام)
وإقامة الشعائر , وتجديد هذه الذكرى المؤلمة .
المصدر: منتديات جامع الأئمة ( عليهم السلام ) الإسلامية - من قسم: منبر ملحمة عاشوراء الحسين (عليه السلام )
تواترت الروايات على أن السبايا بعد أن أخروجهم من الشام توجّهوا إلى كربلاء , فوصلوها يوم العشرين من صفر ، فوجدواجابر بن عبد الله الأنصاري الصحابي
ومعه جماعة من الشيعة توافدوا لزيارة قبرالحسين (عليه السّلام) ، فالتقى ركب السبايامعهم وأقاموا البكاء والنحيب .
وقد نصّت على ذلك العديد من الكتب المعتبرة ؛ فقد جاء في موسوعة آل النبي (صلّى الله عليه وآله) / 747 ، في وصف الرحلة من الشام الى المدينة :
قالت زينب (عليها السّلام) للدليل مرة : لو عرجت بنا على كربلاء .
فأجاب الدليل محزوناً : أفعل .
ومضى بهم حتّى أشرفوا على الساحة المشؤومة , وكان قد مضى على المذبحة يومئذ أربعون يوماً ، وما تزال الأرض ملطّخة ببقع من دماء الشهداء ,
وبقية من أشلاء غضّة عفا عنها وحش الفلاة .
وناحت النوائح , وأقمن هناك ثلاثة أيام لم تهدأ لهنّ لوعة , ولم ترقأ لهنّ دمعة , ثمَّ أخذ الركب المنهك طريقه إلى مدينة الرسول (صلّى الله عليه وآله) .
وتقول الروايات أيضاً : إنّ يزيد أمر برد السباياوالاُسارى من الشام إلى المدينة المنوّرة في الحجاز , مصطحبين بالرؤوس , تحت إشراف جماعة من العرفاء يرأسهم النعمان بن بشير الأنصاري ، فلما بلغ الركب ارض العراق في طريقه إلى مدينة الرسول (صلّى الله عليه وآله) قالت زينب للدليل : مر بنا على طريق كربلاء .
ومضى بهم حتّى أشرفوا على ساحة القتل المشؤومة , وكان جابر بن عبد الله الأنصاريالصحابي الجليل , وجماعة من بني هاشم ,
ورجال من آل الرسول (صلّى الله عليه وآله) قد وردوا العراق لزيارة قبر الحسين (عليه السّلام) .
يقول السيد علي بن طاووس في كتابه اللهوف في قتلى الطفوف / 86 : فتوافدوا في وقت واحد , وتلاقوا بالبكاء والحزن واللطم , وأقاموا المآتم المقرحة للأكباد , واجتمع عليهم أهل السواد , وأقاموا على ذلك أياماً .
أمّا قصة جابر بن عبد الله الأنصاري فتتلخص في أنه بعد أن علم بمقتل الإمام الشهيدالحسين (عليه السّلام) توجّه من المدينة المنورة نحو أرض كربلاء , وكان قد كُفّ بصره .
يقول عطية العوفي , وكان مع جابر : عندما وصلنا إلى الغاضرية على شاطئ نهر الفرات اغتسل جابر في شريعتها , ولبس أطهر ثيابه ، ثمَّ فتح صرّة فيها سعد فنشرها على بدنه ,
ثمَّ لم يخطُ خطوة إلاّ ذكر الله تعالى , حتّى إذا دنا من القبر قال : ألمسنيه ياعطية .
فألمستُهُ إيّاه ، فخرّ على القبر مغشياً عليه , فرششت عليه من الماء , فلمّا أفاق قال : ياحسين ! (ثلاثاً) , ثمّ قال : حبيب لا يجيب حبيبه !
ثمّ قال : وأنّى لك بالجواب وقد شُخبت أوداجك على أثباجك ، وفُرّق بين بدنك ورأسك ! أشهد أنك ابن خير النبيِّين , وابن سيد الوصيِّين , وابن حليف التقوى , وسليل الهدى , وخامس أصحاب الكسا , وابن سيد النقبا , وابن فاطمة سيدة النسا ... إلخ .
إلى أن تقول الرواية : ومضى عطية ليرى مَن هم القادمون من ناحية الشام , فما أسرع أن رجع وهو يقول : يا جابر , قم واستقبل حرم رسول الله ،
هذا زين العابدين قد جاء بعمّاته وأخواته .
فقام جابر حافي الأقدام , مكشوف الرأس إلى أن دنا من الإمام زين العابدين (عليه السّلام) , فحدّثه الإمام بما جرى لهم من قتل وسبي وتشريد ,
وكان مما قاله (عليه السّلام) : (( يا جابر , ها هنا والله قُتلت رجالنا , وذُبحت أطفالنا , وسُبيت نساؤنا , وحُرقت خيامنا )) .
ومنذ ذلك اليوم , وهو العشرين من صفر , أصبح هذا التاريخ مشهوداً ؛ فتتوافد مئات الآلاف من الزائرين على كربلاء لزيارة الإمام الحسين (عليه السّلام)
وإقامة الشعائر , وتجديد هذه الذكرى المؤلمة .
المصدر: منتديات جامع الأئمة ( عليهم السلام ) الإسلامية - من قسم: منبر ملحمة عاشوراء الحسين (عليه السلام )
#_مجلس الخروج من كربلاء والرجوع إلى المدينة
قِفْ بِالطُفُوفِ وَنُحْ بِقَلْبٍ مُكْمَدِ وَاسَأَلْ بِها عَنْ رَكَبِ آلِ مُحَمَّدِ
لَمْ أَنْسَ زَيْنَبَ إذْ دَعَتْ سُكَّانَها هَلْ تَعْلَمُونَ بِجُثَّةِ الظَّامِي الصَدِي
بِاللهِ هَلْ شِيلَتْ جَنازَتُهُ التِي بَقِيَتْ عَلَى حَرِّ الثَّرى المُتَوَقِدِ
فَيَخالُ لِي أَنَّ الجَوابَ أَتَى لَها تِلْكَ القُبورُ فَأَعْوِلِي وَتَنَهَّدِي
يا عَائِدُونَ بِرأسِ سِبْطِ مُحَمَّدٍ كِيْ تُوْدِعُوهُ وِجِسْمَهُ فِي مَرْقَدِ
مَهْلاً دَعُوهُ يُسائِلُ الجَسَدَ الَّذِي فَصَلَتْهُ آلُ أُمَيَّةٍ بِمُهَنَّدِ
مَاذا جَرَى بَعْدِي عَلَيْكَ مِنَ العِدا لَمَّا بَقِيتَ وَأَنْتَ غَيْرُ مُوَسَّدِ
وَأنا أُخِذْتُ إلى دِمَشْقَ مَعَ العِدا وَضُرِبْتُ فِي سَوْطِ الطَليقِ المُفْسِدِ
وَكَأَنَّما الجَسَدُ الشَريفُ يُجِيبُهُ مِنْ بَعْدِ قَطْعِ الرَأْسِ قَدْ قَطَعُوا يَدِي
49
وَغَدَتْ عَلَى صَدْرِي تَجُولُ خُيُولُهُم عَمْداً تَرُوحُ إلى الطِرادِ وَتَغْتَدِي
وَتُرِكْتُ فَوْقَ الصَّعِيدِ مُجَرَّداً طاوٍ وَحَرُّ حَشاشَتِي لَمْ يَبْرُدِ
يا دافِنِي رَأْسَ الحُسينِ بِقَبْرِهِ رِفْقاً بِجِسْمٍ بِالسُّيوفِ مُبَدَّدِ
وَتَرَيَّثُوا حَتَّى تُقِيمَ مَناحَةً مِنْ فَوْقِ حُفْرَتِهِ بَناتُ مُحَمَّدِ
أبوذيّة:
اشكثر قاسيت من هالدهر مرّه ولا ثغري بسّم بالفرح مرّه
يحادي ظعني اعلى احسين مرّه نريد انودعه وننصب عزيّه
شعبي:
يخويه امن السبي جينه ولفيناك يخويه وللگبر كلنا گصدناك
يخويه ابنفسي أگعد اوياك يخويه اتيسرت من عقب عيناك
يخويه اشلون ولية اعداك يخويه لا كفن لا دفن عفناك
يخويه اتحيرت والله ابيتاماك يخويه كل مرار الگيته اهناك
يخويه اگبالي اوضربوا ثناياك يخويه وينشتم ممدوح الأملاك
50
قالوا: لمّا وصلت السبايا إلى كربلاء توزّعت النساء على القبور وأخذت كلّ واحدة تنوح على قبر قتيلها، وهنا تخيّل كيف حال بنات رسول الله ونساء أهل البيت، كلّ واحدة عند فقيدها..
زينب تصب دمعات العيون وتصيح يالباللحد مدفون
اگعد وشوف أحوالنه اشلون وانظر يتاماك الينوحون
بدموع عبره وقلب محزون وضرب السياط أثّر بالمتون
الرباب أمّ عبد الله أقبلت والثكل بادٍ عليها منادية: سيّدي (يا زين العابدين) أين قبر ولدي الرضيع؟ دلّني عليه، فأقبل بها على قبر أبيه الإمام الحسين عليه السلام وعيناه تمطران دموعاً، وقال: ها هنا دفنت ولدك وأشار إلى جانب صدر الحسين عليه السلام على القبر الشريف..
يبني بجاه أبوك بجاه جدّك يبني تفك باب لحدك
أريد احط خدي اعلى خدك أخاف تنام الليل وحدك
51
رملة عند ولدها القاسم:
يبني أرد افكّ گبر النمت بيه أو بيك ارد اكلفه او بيك أوصيه
يا گبر جاسم عينك اعليه بتراب لحدك لا تغطيه
ما يحمل ابني خاف تاذيه
أمّ كلثوم عند أبي الفضل العبّاس عليه السلام:
اشلون الثرى تضم جسمك يا عباس وانت طودها الشامخ اعلى النّاس
نور العين والتاج العلى الراس تاليها بقبر من غير تكفين
سكنة عند قبر أبيها الحسين عليه السلام:
هوت سكنه على قبر حسين تشكي يا يابه الما كنت ترضى من ابكي
علمني شگول للناس شحكي لو گالوا يا سكنه الدللك وين
لم يجد السجّاد عليه السلام بُدّاً من الرحيل من كربلاء إلى المدينة بعد أن أقام ثلاثة أيّام، لأنّه رأى عمّاته ونساءه وصبيته نائحات الليل والنهار يقمْن من قبر ويجلسن عند آخر..
52
فأمر عليّ بن الحسين عليه السلام بشدّ الرحال فشدّوها، فصاحت سكينة بالنساء لتوديع قبر أبيها، فدرن حول القبر فحضنت سكينة قبر أبيها وبكت بكاءً شديداً وحنّت وأنّت وأنشأت تقول:
ألَا يا كَرْبَلا نُودِعُكِ جِسْماً بِلا كَفَنٍ وَلا غُسْلٍ دَفِينا
ألَا يا كَرْبَلا نُودِعُكِ رُوحاً لِأَحْمَدَ وَالوَصِيِّ مَعَ الأَمِينا
للنسوان من صاحت اسكينه گومن خلّي انودعه ولينه
تدري بالظعن ناوي المدينه ويظل والدي بالطف رهينه
يوادي كربلا صاحت حزينه عنك جسم ابوي امودعينه
ابلا تغسيل برضك دافنينه وابذاري التراب امخضبينه
عفنه الولي غصبن علينه
وقيل لعليّ بن الحسين عليهما السلام: دع النساء تتزوّد من أهلها، فقال: يا ق
قِفْ بِالطُفُوفِ وَنُحْ بِقَلْبٍ مُكْمَدِ وَاسَأَلْ بِها عَنْ رَكَبِ آلِ مُحَمَّدِ
لَمْ أَنْسَ زَيْنَبَ إذْ دَعَتْ سُكَّانَها هَلْ تَعْلَمُونَ بِجُثَّةِ الظَّامِي الصَدِي
بِاللهِ هَلْ شِيلَتْ جَنازَتُهُ التِي بَقِيَتْ عَلَى حَرِّ الثَّرى المُتَوَقِدِ
فَيَخالُ لِي أَنَّ الجَوابَ أَتَى لَها تِلْكَ القُبورُ فَأَعْوِلِي وَتَنَهَّدِي
يا عَائِدُونَ بِرأسِ سِبْطِ مُحَمَّدٍ كِيْ تُوْدِعُوهُ وِجِسْمَهُ فِي مَرْقَدِ
مَهْلاً دَعُوهُ يُسائِلُ الجَسَدَ الَّذِي فَصَلَتْهُ آلُ أُمَيَّةٍ بِمُهَنَّدِ
مَاذا جَرَى بَعْدِي عَلَيْكَ مِنَ العِدا لَمَّا بَقِيتَ وَأَنْتَ غَيْرُ مُوَسَّدِ
وَأنا أُخِذْتُ إلى دِمَشْقَ مَعَ العِدا وَضُرِبْتُ فِي سَوْطِ الطَليقِ المُفْسِدِ
وَكَأَنَّما الجَسَدُ الشَريفُ يُجِيبُهُ مِنْ بَعْدِ قَطْعِ الرَأْسِ قَدْ قَطَعُوا يَدِي
49
وَغَدَتْ عَلَى صَدْرِي تَجُولُ خُيُولُهُم عَمْداً تَرُوحُ إلى الطِرادِ وَتَغْتَدِي
وَتُرِكْتُ فَوْقَ الصَّعِيدِ مُجَرَّداً طاوٍ وَحَرُّ حَشاشَتِي لَمْ يَبْرُدِ
يا دافِنِي رَأْسَ الحُسينِ بِقَبْرِهِ رِفْقاً بِجِسْمٍ بِالسُّيوفِ مُبَدَّدِ
وَتَرَيَّثُوا حَتَّى تُقِيمَ مَناحَةً مِنْ فَوْقِ حُفْرَتِهِ بَناتُ مُحَمَّدِ
أبوذيّة:
اشكثر قاسيت من هالدهر مرّه ولا ثغري بسّم بالفرح مرّه
يحادي ظعني اعلى احسين مرّه نريد انودعه وننصب عزيّه
شعبي:
يخويه امن السبي جينه ولفيناك يخويه وللگبر كلنا گصدناك
يخويه ابنفسي أگعد اوياك يخويه اتيسرت من عقب عيناك
يخويه اشلون ولية اعداك يخويه لا كفن لا دفن عفناك
يخويه اتحيرت والله ابيتاماك يخويه كل مرار الگيته اهناك
يخويه اگبالي اوضربوا ثناياك يخويه وينشتم ممدوح الأملاك
50
قالوا: لمّا وصلت السبايا إلى كربلاء توزّعت النساء على القبور وأخذت كلّ واحدة تنوح على قبر قتيلها، وهنا تخيّل كيف حال بنات رسول الله ونساء أهل البيت، كلّ واحدة عند فقيدها..
زينب تصب دمعات العيون وتصيح يالباللحد مدفون
اگعد وشوف أحوالنه اشلون وانظر يتاماك الينوحون
بدموع عبره وقلب محزون وضرب السياط أثّر بالمتون
الرباب أمّ عبد الله أقبلت والثكل بادٍ عليها منادية: سيّدي (يا زين العابدين) أين قبر ولدي الرضيع؟ دلّني عليه، فأقبل بها على قبر أبيه الإمام الحسين عليه السلام وعيناه تمطران دموعاً، وقال: ها هنا دفنت ولدك وأشار إلى جانب صدر الحسين عليه السلام على القبر الشريف..
يبني بجاه أبوك بجاه جدّك يبني تفك باب لحدك
أريد احط خدي اعلى خدك أخاف تنام الليل وحدك
51
رملة عند ولدها القاسم:
يبني أرد افكّ گبر النمت بيه أو بيك ارد اكلفه او بيك أوصيه
يا گبر جاسم عينك اعليه بتراب لحدك لا تغطيه
ما يحمل ابني خاف تاذيه
أمّ كلثوم عند أبي الفضل العبّاس عليه السلام:
اشلون الثرى تضم جسمك يا عباس وانت طودها الشامخ اعلى النّاس
نور العين والتاج العلى الراس تاليها بقبر من غير تكفين
سكنة عند قبر أبيها الحسين عليه السلام:
هوت سكنه على قبر حسين تشكي يا يابه الما كنت ترضى من ابكي
علمني شگول للناس شحكي لو گالوا يا سكنه الدللك وين
لم يجد السجّاد عليه السلام بُدّاً من الرحيل من كربلاء إلى المدينة بعد أن أقام ثلاثة أيّام، لأنّه رأى عمّاته ونساءه وصبيته نائحات الليل والنهار يقمْن من قبر ويجلسن عند آخر..
52
فأمر عليّ بن الحسين عليه السلام بشدّ الرحال فشدّوها، فصاحت سكينة بالنساء لتوديع قبر أبيها، فدرن حول القبر فحضنت سكينة قبر أبيها وبكت بكاءً شديداً وحنّت وأنّت وأنشأت تقول:
ألَا يا كَرْبَلا نُودِعُكِ جِسْماً بِلا كَفَنٍ وَلا غُسْلٍ دَفِينا
ألَا يا كَرْبَلا نُودِعُكِ رُوحاً لِأَحْمَدَ وَالوَصِيِّ مَعَ الأَمِينا
للنسوان من صاحت اسكينه گومن خلّي انودعه ولينه
تدري بالظعن ناوي المدينه ويظل والدي بالطف رهينه
يوادي كربلا صاحت حزينه عنك جسم ابوي امودعينه
ابلا تغسيل برضك دافنينه وابذاري التراب امخضبينه
عفنه الولي غصبن علينه
وقيل لعليّ بن الحسين عليهما السلام: دع النساء تتزوّد من أهلها، فقال: يا ق
وم إنّكم لا ترون ما أرى، إنّي أخشى على عمّتي زينب أن تموت، إنّها تقوم من قبر وتجلس عند قبر..
53
يحسين لو بيدي الأمر كان إبنيت اعلى گبرك بيت الأحزان
فگدك تظن خويه عَلَيّ هان إلك تشتعل بالقلب نيران
يتالي هلي بيك الدهر خان يا هظمتي او فرحت العدوان
والتفت الإمام زين العابدين عليه السلام إلى عمّته زينب عليها السلام وقال: عمّه زينب قومي لنركب ونمضي، قالت: إلى أين يا بن أخي؟ قال: إلى المدينة، قالت: ومن ذا بقي لي في المدينة؟!
بعد شلنه يعمه بالمدينه وهاي قبور أهلنا يا ولينه
يعمه فراقهم يصعب علينه غابوا وما بقى منهم بقيّه
يعمّه بالمدينه بعد شلنه بقت ظلمه وخليّه ديار اهلنه
نريد بكربلا انگيمه حزنّه وعلى اگبور الأهل ننصب عزيّه
(أخي أبا عبد الله، ستبقى في ذاكرتي، وفي قلبي، لا تنطفي
54
نيران حزني عليك).
ثمّ انفصلوا من كربلاء طالبين المدينة، قال بشير بن حذلم فلمّا قربنا منها نزل عليّ بن الحسين عليهما السلام فحطّ رحله، وضرب فسطاطه وأنزل نساءه وقال: يا بشير! رحم الله أباك لقد كان شاعراً فهل تقدر على شيء منه؟ قلت: بلى يا ابن رسول الله إنّي لشاعر، قال: فادخل المدينة وانع أبا عبد الله، قال بشير: فركبت فرسي وركضت حتّى دخلت المدينة فلمّا بلغت مسجد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم رفعت صوتي بالبكاء وأنشأت أقول:
يا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ بِها قُتِلَ الحُسَيِنُ فَأَدْمُعِي مِدْرَارُ
الجِسْمُ مِنْهُ بِكَرْبَلاءَ مُضَرَّجٌ وَالرَأْسُ مِنْهُ عَلَى القَناةِ يُدارُ
قال: ثمّ قلت: هذا عليّ بن الحسين مع عمّاته وأخواته قد حلّوا بساحتكم ونزلوا بفنائكم، وأنا رسوله إليكم أعرّفكم مكانه، فما بقيت في المدينة مخدّرة ولا محجّبة إلّا برزن من خدورهنّ مكشوفة شعورهنّ مخمّشة وجوههنّ، ضاربات خدودهنّ، يدعون بالويل والثبور، فلم أرَ باكياً أكثر من ذلك اليوم ولا يوماً أمرّ على المسلمين منه، وسمعت جارية تنوح على الحسين فتقول:
نَعَى سيِّدي نَاعٍ نَعاهُ فَأَوْجَع وَأَمْرَضَنِي نَاعٍ نَعاهُ فَأَفْجَعا
55
فَعَيْنَيَّ جُودا بِالدُّموعِ وَاسْكُبا وَجُودا بِدَمْعٍ بَعْدَ دَمْعِكُما مَعا
عَلَى مَنْ دَهَى عَرْشَ الجَلِيلِ فَزَعْزَعا فَأَصْبَحَ هَذا المَجْدُ وَالدِّينُ أَجْدَعا
ثمّ قالت: أيّها الناعي جدّدت حزننا بأبي عبد الله وخدشت منّا قروحاً لمّا تندمل، فمن أنت رحمك الله؟ فقلت: أنا بشير بن حذلم وجّهني مولاي عليّ بن الحسين عليهما الصلاة والسلام وهو نازل في موضع كذا وكذا مع عيال أبي عبد الله ونسائه، قال: فتركوني مكاني وبادروا فضربت فرسي حتّى رجعت إليهم فوجدت النّاس قد أخذوا الطرق والمواضع فنزلت عن فرسي وتخطّيت رقاب النّاس حتّى قربت من باب الفسطاط وكان عليّ بن الحسين عليهما السلام داخلاً ومعه خرقة يمسح بها دموعه، وخلفه خادم معه كرسيّ فوضعه له وجلس عليه، وهو لا يتمالك من العبرة وارتفعت أصوات النّاس بالبكاء، وحنين الجواري والنساء، والنّاس من كلّ ناحية يعزّونه فضجّت تلك البقعة ضجّة شديدة، فأومأ بيده أن: اسكتوا، فسكنت فورتهم فقال عليه السلام: "الحمد لله ربّ العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، بارئ الخلائق أجمعين الذي بعد فارتفع في السماوات العلى، وقرب فشهد النجوى، نحمده على عظائم الأمور، وفجائع الدهور، وألم
56
الفجائع، ومضاضة اللواذع، وجليل الرزء وعظيم المصائب الفاضعة، الكاظّة الفادحة الجائحة، أيّها النّاس إنّ الله وله الحمد ابتلانا بمصائب جليلة، وثلمة في الإسلام عظيمة، قتل أبو عبد الله وعترته، وسبي نساؤه وصبيته، وداروا برأسه في البلدان من فوق عامل السنان، وهذه الرزيّة التي لا مثلها رزيّة، أيّها النّاس! فأيّ رجالات منكم يسرّون بعد قتله؟ أم أيّة عين منكم تحبس دمعها وتضنّ عن انهمالها، فلقد بكت السبع الشداد لقتله، وبكت البحار بأمواجها والسماوات بأركانها، والأرض بأرجائها، والأشجار بأغصانها، والحيتان ولجج البحار والملائكة المقرّبون، وأهل السماوات أجمعون؟، أيّها النّاس! أيّ قلب لا ينصدع لقتله، أم أيّ فؤاد لا يحنّ إليه، أم أيّ سمع يسمع هذه الثلمة التي ثلمت في الإسلام؟، أيّها النّاس أصبحنا مطرودين مشردين مذودين شاسعين عن الأمصار كأنّا أولاد ترك وكابل، من غير جرم اجترمناه، ولا مكروه ارتكبناه، ولا ثلمة في الإسلام ثلمناها، ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين، إن هذا إلّا اختلاق، والله لو أنّ النَّبيَّ تقدّم إليهم في قتالنا كما تقدّم إليهم في الوصاءة بنا لما ازدادوا على ما فعلوا بنا، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون، من
57
مصيبة ما أعظمها، وأوجعها وأفجعها، وأكظّها، وأفظّها، وأمرّها، وأفدحها؟ فعند الله نحتسب فيما أصابنا وما بلغ بنا إنّه عزيز ذو انتقام".
يا مُص
53
يحسين لو بيدي الأمر كان إبنيت اعلى گبرك بيت الأحزان
فگدك تظن خويه عَلَيّ هان إلك تشتعل بالقلب نيران
يتالي هلي بيك الدهر خان يا هظمتي او فرحت العدوان
والتفت الإمام زين العابدين عليه السلام إلى عمّته زينب عليها السلام وقال: عمّه زينب قومي لنركب ونمضي، قالت: إلى أين يا بن أخي؟ قال: إلى المدينة، قالت: ومن ذا بقي لي في المدينة؟!
بعد شلنه يعمه بالمدينه وهاي قبور أهلنا يا ولينه
يعمه فراقهم يصعب علينه غابوا وما بقى منهم بقيّه
يعمّه بالمدينه بعد شلنه بقت ظلمه وخليّه ديار اهلنه
نريد بكربلا انگيمه حزنّه وعلى اگبور الأهل ننصب عزيّه
(أخي أبا عبد الله، ستبقى في ذاكرتي، وفي قلبي، لا تنطفي
54
نيران حزني عليك).
ثمّ انفصلوا من كربلاء طالبين المدينة، قال بشير بن حذلم فلمّا قربنا منها نزل عليّ بن الحسين عليهما السلام فحطّ رحله، وضرب فسطاطه وأنزل نساءه وقال: يا بشير! رحم الله أباك لقد كان شاعراً فهل تقدر على شيء منه؟ قلت: بلى يا ابن رسول الله إنّي لشاعر، قال: فادخل المدينة وانع أبا عبد الله، قال بشير: فركبت فرسي وركضت حتّى دخلت المدينة فلمّا بلغت مسجد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم رفعت صوتي بالبكاء وأنشأت أقول:
يا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ بِها قُتِلَ الحُسَيِنُ فَأَدْمُعِي مِدْرَارُ
الجِسْمُ مِنْهُ بِكَرْبَلاءَ مُضَرَّجٌ وَالرَأْسُ مِنْهُ عَلَى القَناةِ يُدارُ
قال: ثمّ قلت: هذا عليّ بن الحسين مع عمّاته وأخواته قد حلّوا بساحتكم ونزلوا بفنائكم، وأنا رسوله إليكم أعرّفكم مكانه، فما بقيت في المدينة مخدّرة ولا محجّبة إلّا برزن من خدورهنّ مكشوفة شعورهنّ مخمّشة وجوههنّ، ضاربات خدودهنّ، يدعون بالويل والثبور، فلم أرَ باكياً أكثر من ذلك اليوم ولا يوماً أمرّ على المسلمين منه، وسمعت جارية تنوح على الحسين فتقول:
نَعَى سيِّدي نَاعٍ نَعاهُ فَأَوْجَع وَأَمْرَضَنِي نَاعٍ نَعاهُ فَأَفْجَعا
55
فَعَيْنَيَّ جُودا بِالدُّموعِ وَاسْكُبا وَجُودا بِدَمْعٍ بَعْدَ دَمْعِكُما مَعا
عَلَى مَنْ دَهَى عَرْشَ الجَلِيلِ فَزَعْزَعا فَأَصْبَحَ هَذا المَجْدُ وَالدِّينُ أَجْدَعا
ثمّ قالت: أيّها الناعي جدّدت حزننا بأبي عبد الله وخدشت منّا قروحاً لمّا تندمل، فمن أنت رحمك الله؟ فقلت: أنا بشير بن حذلم وجّهني مولاي عليّ بن الحسين عليهما الصلاة والسلام وهو نازل في موضع كذا وكذا مع عيال أبي عبد الله ونسائه، قال: فتركوني مكاني وبادروا فضربت فرسي حتّى رجعت إليهم فوجدت النّاس قد أخذوا الطرق والمواضع فنزلت عن فرسي وتخطّيت رقاب النّاس حتّى قربت من باب الفسطاط وكان عليّ بن الحسين عليهما السلام داخلاً ومعه خرقة يمسح بها دموعه، وخلفه خادم معه كرسيّ فوضعه له وجلس عليه، وهو لا يتمالك من العبرة وارتفعت أصوات النّاس بالبكاء، وحنين الجواري والنساء، والنّاس من كلّ ناحية يعزّونه فضجّت تلك البقعة ضجّة شديدة، فأومأ بيده أن: اسكتوا، فسكنت فورتهم فقال عليه السلام: "الحمد لله ربّ العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، بارئ الخلائق أجمعين الذي بعد فارتفع في السماوات العلى، وقرب فشهد النجوى، نحمده على عظائم الأمور، وفجائع الدهور، وألم
56
الفجائع، ومضاضة اللواذع، وجليل الرزء وعظيم المصائب الفاضعة، الكاظّة الفادحة الجائحة، أيّها النّاس إنّ الله وله الحمد ابتلانا بمصائب جليلة، وثلمة في الإسلام عظيمة، قتل أبو عبد الله وعترته، وسبي نساؤه وصبيته، وداروا برأسه في البلدان من فوق عامل السنان، وهذه الرزيّة التي لا مثلها رزيّة، أيّها النّاس! فأيّ رجالات منكم يسرّون بعد قتله؟ أم أيّة عين منكم تحبس دمعها وتضنّ عن انهمالها، فلقد بكت السبع الشداد لقتله، وبكت البحار بأمواجها والسماوات بأركانها، والأرض بأرجائها، والأشجار بأغصانها، والحيتان ولجج البحار والملائكة المقرّبون، وأهل السماوات أجمعون؟، أيّها النّاس! أيّ قلب لا ينصدع لقتله، أم أيّ فؤاد لا يحنّ إليه، أم أيّ سمع يسمع هذه الثلمة التي ثلمت في الإسلام؟، أيّها النّاس أصبحنا مطرودين مشردين مذودين شاسعين عن الأمصار كأنّا أولاد ترك وكابل، من غير جرم اجترمناه، ولا مكروه ارتكبناه، ولا ثلمة في الإسلام ثلمناها، ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين، إن هذا إلّا اختلاق، والله لو أنّ النَّبيَّ تقدّم إليهم في قتالنا كما تقدّم إليهم في الوصاءة بنا لما ازدادوا على ما فعلوا بنا، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون، من
57
مصيبة ما أعظمها، وأوجعها وأفجعها، وأكظّها، وأفظّها، وأمرّها، وأفدحها؟ فعند الله نحتسب فيما أصابنا وما بلغ بنا إنّه عزيز ذو انتقام".
يا مُص
اباً زَلْزَلَ السَّبْعَ العُلَى وَلَهُ الكَوْنُ بَحُزْنٍ أَعْوَلا
وَنَجيعُ الدَّمْعِ نَادى قائِلاً كَرْبَلا لا زِلْتِ كَرْباً وَبَلا
مَا لَقِي عِنْدَكِ آلُ المُصْطَفَى
https://tttttt.me/joinchat/AAAAAD7f0FNmkN2JjlNIBw
وَنَجيعُ الدَّمْعِ نَادى قائِلاً كَرْبَلا لا زِلْتِ كَرْباً وَبَلا
مَا لَقِي عِنْدَكِ آلُ المُصْطَفَى
https://tttttt.me/joinchat/AAAAAD7f0FNmkN2JjlNIBw
Telegram
كروب قصائد وألحان منبريه
كل من يدخل باسم غير واضح وصوره غير لائقة يحذف بدون إنذار
#ذكرى_استشهاد_النبي_الاكرم_محمد_بن_عبدالله
اَللّهُمَّ كُنْ الْحُجَّةِ بْنِ الْحَسَنِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلى آبائِه في هذِهِ السَّاعَةِ وَفي كُلِّ ساعَة وَلِيّاً وَحافِظاً وَقائِداً وَناصِراً وَدَليلاً وَعَيْنا حَتّى تُسْكِنَهُ اَرْضَكَ طَوْعاً وَتُمَتِّعَهُ فيها طَويلاً.
من القصيدة الهائية للشّيخ الاُزري رحمه الله
اِنَّ تِلْكَ الْقُلُوبَ اَقْلَقَها الْوَجْدُ وَاَدْمى تِلْكَ الْعُيُونَ بُكاها
كانَ اَنْكَى الْخُطُوبِ لَمْ يُبْكِ مِنّي مُقْلَةً لكِنِ الْهَوى اَبْكاها
كُلَّ يَوْم لِلْحادِثاتِ عَواد لَيْسَ يَقْوى رَضْوى عَلى مُلْتَقاها
كَيْفَ يُرْجَى الْخَلاصُ مِنْهُنَّ إلاّ بِذِمام مِنْ سَيِّدِ الرُّسْلِ طه
مَعْقِلُ الْخائِفِينَ مِنْ كُلِّ خَوْف اَوْفَرُ الْعُرْبِ ذِمَّةً اَوْفاها
مَصْدَرُ الْعِلْمِ لَيْسَ إلاّ لَدَيْهِ خَبَرُ الْكائِناتِ مِنْ مُبْتَداها
فاضَ لِلْخَلْقِ مِنْهُ عِلْمٌ وَحِلْمٌ اَخَذَتْ مِنْهُمَا الْعُقُولُ نُهاها
نَوَّهَتْ بِاسْمِهِ السَّماواتُ وَالاَْرْ ضُ كَما نَوَّهَتْ بِصُبْح ذُكاها
وَغَدَتْ تَنْشُرُ الْفَضائِلَ عَنْهُ كُلُّ قَوْم عَلَى اخْتِلافِ لُغاها
طَرِبَتْ لاِسْمِهِ الثَّرى فَاسْتَطالَتْ فَوْقَ عُلْوِيَّةِ السَّما سُفْلاها
جازَ مِنْ جَوْهَرِ التَّقَدُّسِ ذاتاً تاهَتِ الاَْنْبِياءُ في مَعْناها
لا تُجِلْ في صِفاتِ اَحْمَدَ فِكْراً فَهِيَ الصُّورَةُ الَّتي لَنْ تَراها
اَىُّ خَلْق للهِ اَعْظَمُ مِنْهُ وَهُوَ الْغايَةُ الَّتِي اسْتَقْصاها
قَلَّبَ الْخافِقَيْنِ ظَهْراً لِبَطْن فَرَآى ذاتَ اَحْمَد فَاجْتَباها
لَسْتُ اَنْسى لَهُ مَنازِلَ قُدْس قَدْ بَناها التُّقى فَاَعْلا بِناها
وَرِجالاً اَعِزَّةً في بُيُوت اَذِنَ اللهُ اَنْ يُعَزَّ حِماها
سادَةٌ لا تُريدُ إلاّ رِضَى اللهِ كَما لا يُريدُ إلاّ رِضاها
خَصَّها مِنْ كَمالِهِ بِالْمَعاني وَبِاَعْلى اَسْمائِهِ سَمّاها
لَمْ يَكُونُوا لِلْعَرْشِ إلاّ كُنُوزاً خافِيات سُبْحانَ مَنْ اَبْداها
كَمْ لَهُمْ أَلْسُنٌ عَنِ اللهِ تُنْبي هِيَ اَقْلامُ حِكْمَة قَدْ بَراها
وَهُمُ الاَْعْيُنُ الصَّحيحاتُ تَهْدي كُلَّ عَيْن مَكْفُوفَة عَيْناها
عُلَماءٌ اَئِمَّةٌ حُكَماءٌ يَهْتَدِى النَّجْمُ بِاِتِّباعِ هُداها
قادَةٌ عِلْمُهُم وَرَأىُ حِجاهُم مَسْمَعا كُلِّ حِكْمَة مَنْظَراها
ما اُبالي وَلَوْ اُهيلَتْ عَلَى الاَْرْ ضِ السَّماواتُ بَعْدَ نَيْلِ وِلاها
روايات في وفاته صلى الله عليه وآله وسلم
روي عن علي بن الحسين عليه السلام، قال: سمعت أبي عليه السلام يقول: لما كان قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله بثلاثة أيام هبط عليه جبرائيل عليه السلام، فقال: يا أحمد إن الله أرسلني إليك إكراما وتفضيلا لك وخاصة يسألك عما هو أعلم به منك، يقول: كيف تجدك يا محمد.
قال النبي صلى الله عليه وآله: أجدني يا جبرائيل [مغموما، وأجدني يا جبرائيل]، مكروبا، فلما كان اليوم الثالث هبط جبرائيل وملك الموت ومعهما ملك يقال له: إسماعيل في الهواء على سبعين ألف ملك فسبقهم جبرائيل، فقال: يا أحمد إن الله عزوجل أرسلني إليك إكراما لك وتفضيلا لك وخاصة يسألك عما هو أعلم به منك، فقال: كيف تجدك يا محمد.
قال: صلى الله عليه وآله أجدني يا جبرائيل مغموما وأجدني يا جبرائيل مكروبا، فاستأذن ملك الموت، فقال جبرائيل: يا أحمد هذا ملك الموت يستأذن عليك، لم يستأذن على أحد قبلك ولا يستأذن على أحد بعدك.
قال صلى الله عليه وآله: ائذن له فأذن له جبرائيل، فأقبل حتى وقف بين يديه، فقال: يا أحمد إن الله تعالى أرسلني إليك وأمرني أن اطيعك فيما تأمرني، إن أمرتني بقبض نفسك قبضتها وان كرهت تركتها، فقال النبي صلى الله عليه وآله: أتفعل ذلك يا ملك الموت؟
فقال: نعم بذلك امرت أن أطيعك فيما تأمرني، فقال له جبرائيل: يا أحمد إن الله تبارك وتعالى قد اشتاق إلى لقائك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا ملك الموت إمض لما امرت به.
وروي في المناقب عن ابن عباس: إنه أغمي على النبي صلى الله عليه وآله في مرضه، فدق بابه، فقالت فاطمة عليها السلام: من ذا؟
قال: أنا رجل غريب أتيت أسأل رسول الله صلى الله عليه وآله أتأذنون لي في الدخول عليه؟
فأجابت: إمض رحمك الله لحاجتك، فرسول الله عنك مشغول.
فمضى ثم رجع، فدق الباب، وقال: غريب يستأذن على رسول الله صلى الله عليه وآله أتأذنون للغرباء؟
فأفاق رسول الله صلى الله عليه وآله من غشيته وقال: يا فاطمة أتدر ين من هذا؟
قالت: لا يا رسول الله، قال: هذا مفرق الجماعات، ومنغص اللذات، هذا ملك الموت، ما استأذن والله على أحد قبلي، ولا يستأذن على أحد بعدي، استأذن علي لكرامتي على الله ائذني له، فقالت: ادخل رحمك الله.
فدخل كريح هفافة وقال: السلام على أهل بيت رسول الله، فأوصى النبي صلى الله عليه
اَللّهُمَّ كُنْ الْحُجَّةِ بْنِ الْحَسَنِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلى آبائِه في هذِهِ السَّاعَةِ وَفي كُلِّ ساعَة وَلِيّاً وَحافِظاً وَقائِداً وَناصِراً وَدَليلاً وَعَيْنا حَتّى تُسْكِنَهُ اَرْضَكَ طَوْعاً وَتُمَتِّعَهُ فيها طَويلاً.
من القصيدة الهائية للشّيخ الاُزري رحمه الله
اِنَّ تِلْكَ الْقُلُوبَ اَقْلَقَها الْوَجْدُ وَاَدْمى تِلْكَ الْعُيُونَ بُكاها
كانَ اَنْكَى الْخُطُوبِ لَمْ يُبْكِ مِنّي مُقْلَةً لكِنِ الْهَوى اَبْكاها
كُلَّ يَوْم لِلْحادِثاتِ عَواد لَيْسَ يَقْوى رَضْوى عَلى مُلْتَقاها
كَيْفَ يُرْجَى الْخَلاصُ مِنْهُنَّ إلاّ بِذِمام مِنْ سَيِّدِ الرُّسْلِ طه
مَعْقِلُ الْخائِفِينَ مِنْ كُلِّ خَوْف اَوْفَرُ الْعُرْبِ ذِمَّةً اَوْفاها
مَصْدَرُ الْعِلْمِ لَيْسَ إلاّ لَدَيْهِ خَبَرُ الْكائِناتِ مِنْ مُبْتَداها
فاضَ لِلْخَلْقِ مِنْهُ عِلْمٌ وَحِلْمٌ اَخَذَتْ مِنْهُمَا الْعُقُولُ نُهاها
نَوَّهَتْ بِاسْمِهِ السَّماواتُ وَالاَْرْ ضُ كَما نَوَّهَتْ بِصُبْح ذُكاها
وَغَدَتْ تَنْشُرُ الْفَضائِلَ عَنْهُ كُلُّ قَوْم عَلَى اخْتِلافِ لُغاها
طَرِبَتْ لاِسْمِهِ الثَّرى فَاسْتَطالَتْ فَوْقَ عُلْوِيَّةِ السَّما سُفْلاها
جازَ مِنْ جَوْهَرِ التَّقَدُّسِ ذاتاً تاهَتِ الاَْنْبِياءُ في مَعْناها
لا تُجِلْ في صِفاتِ اَحْمَدَ فِكْراً فَهِيَ الصُّورَةُ الَّتي لَنْ تَراها
اَىُّ خَلْق للهِ اَعْظَمُ مِنْهُ وَهُوَ الْغايَةُ الَّتِي اسْتَقْصاها
قَلَّبَ الْخافِقَيْنِ ظَهْراً لِبَطْن فَرَآى ذاتَ اَحْمَد فَاجْتَباها
لَسْتُ اَنْسى لَهُ مَنازِلَ قُدْس قَدْ بَناها التُّقى فَاَعْلا بِناها
وَرِجالاً اَعِزَّةً في بُيُوت اَذِنَ اللهُ اَنْ يُعَزَّ حِماها
سادَةٌ لا تُريدُ إلاّ رِضَى اللهِ كَما لا يُريدُ إلاّ رِضاها
خَصَّها مِنْ كَمالِهِ بِالْمَعاني وَبِاَعْلى اَسْمائِهِ سَمّاها
لَمْ يَكُونُوا لِلْعَرْشِ إلاّ كُنُوزاً خافِيات سُبْحانَ مَنْ اَبْداها
كَمْ لَهُمْ أَلْسُنٌ عَنِ اللهِ تُنْبي هِيَ اَقْلامُ حِكْمَة قَدْ بَراها
وَهُمُ الاَْعْيُنُ الصَّحيحاتُ تَهْدي كُلَّ عَيْن مَكْفُوفَة عَيْناها
عُلَماءٌ اَئِمَّةٌ حُكَماءٌ يَهْتَدِى النَّجْمُ بِاِتِّباعِ هُداها
قادَةٌ عِلْمُهُم وَرَأىُ حِجاهُم مَسْمَعا كُلِّ حِكْمَة مَنْظَراها
ما اُبالي وَلَوْ اُهيلَتْ عَلَى الاَْرْ ضِ السَّماواتُ بَعْدَ نَيْلِ وِلاها
روايات في وفاته صلى الله عليه وآله وسلم
روي عن علي بن الحسين عليه السلام، قال: سمعت أبي عليه السلام يقول: لما كان قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله بثلاثة أيام هبط عليه جبرائيل عليه السلام، فقال: يا أحمد إن الله أرسلني إليك إكراما وتفضيلا لك وخاصة يسألك عما هو أعلم به منك، يقول: كيف تجدك يا محمد.
قال النبي صلى الله عليه وآله: أجدني يا جبرائيل [مغموما، وأجدني يا جبرائيل]، مكروبا، فلما كان اليوم الثالث هبط جبرائيل وملك الموت ومعهما ملك يقال له: إسماعيل في الهواء على سبعين ألف ملك فسبقهم جبرائيل، فقال: يا أحمد إن الله عزوجل أرسلني إليك إكراما لك وتفضيلا لك وخاصة يسألك عما هو أعلم به منك، فقال: كيف تجدك يا محمد.
قال: صلى الله عليه وآله أجدني يا جبرائيل مغموما وأجدني يا جبرائيل مكروبا، فاستأذن ملك الموت، فقال جبرائيل: يا أحمد هذا ملك الموت يستأذن عليك، لم يستأذن على أحد قبلك ولا يستأذن على أحد بعدك.
قال صلى الله عليه وآله: ائذن له فأذن له جبرائيل، فأقبل حتى وقف بين يديه، فقال: يا أحمد إن الله تعالى أرسلني إليك وأمرني أن اطيعك فيما تأمرني، إن أمرتني بقبض نفسك قبضتها وان كرهت تركتها، فقال النبي صلى الله عليه وآله: أتفعل ذلك يا ملك الموت؟
فقال: نعم بذلك امرت أن أطيعك فيما تأمرني، فقال له جبرائيل: يا أحمد إن الله تبارك وتعالى قد اشتاق إلى لقائك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا ملك الموت إمض لما امرت به.
وروي في المناقب عن ابن عباس: إنه أغمي على النبي صلى الله عليه وآله في مرضه، فدق بابه، فقالت فاطمة عليها السلام: من ذا؟
قال: أنا رجل غريب أتيت أسأل رسول الله صلى الله عليه وآله أتأذنون لي في الدخول عليه؟
فأجابت: إمض رحمك الله لحاجتك، فرسول الله عنك مشغول.
فمضى ثم رجع، فدق الباب، وقال: غريب يستأذن على رسول الله صلى الله عليه وآله أتأذنون للغرباء؟
فأفاق رسول الله صلى الله عليه وآله من غشيته وقال: يا فاطمة أتدر ين من هذا؟
قالت: لا يا رسول الله، قال: هذا مفرق الجماعات، ومنغص اللذات، هذا ملك الموت، ما استأذن والله على أحد قبلي، ولا يستأذن على أحد بعدي، استأذن علي لكرامتي على الله ائذني له، فقالت: ادخل رحمك الله.
فدخل كريح هفافة وقال: السلام على أهل بيت رسول الله، فأوصى النبي صلى الله عليه
وآله الى علي عليه السلام بالصبر عن الدنيا، وبحفظ فاطمة عليها السلام، وبجمع القرآن، وبقضاء دينه وبغسله، وأن يعمل حول قبره حائطا، ويحفظ الحسن والحسين عليهما السلام.
وروي عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: لما كان اليوم الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وآله غشي عليه فأخذت بقدميه اقبلهما وأبكي فأفاق وأنا أقول: من لي ولولدي بعدك يا رسول الله؟
فرفع رأسه، وقال: الله بعدي ووصيي صالح المؤمنين.
وفي رواية الصدوق عن ابن عباس: فجاء الحسن والحسين عليهما السلام، يصيحان ويبكيان حتى وقعا على رسول الله صلى الله عليه وآله فأراد علي عليه السلام أن ينحيهما عنه، فأفاق رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال: يا علي دعني اشمهما ويشماني وأتزود منهما ويتزودان مني، أما إنهما سيظلمان بعدي ويقتلان ظلما، فلعنة الله على من يظلمهما يقول ذلك.
وقال الطبرسي وغيره ما ملخصه: إن رسول الله صلى الله عليه وآله، قال لملك المو ت: إمض لما امرت له، فقال جبرائيل: يا محمد هذا آخر نزولي الى الدنيا إنما كنت أنت حاجتي منها، فقال له: يا حبيبي جبرائيل إدن مني، فدنا منه.
فكان جبرائيل عن يمينه، وميكائيل عن شماله، وملك الموت قابض لروحه المقدسة، فقضى رسول الله صلى الله عليه وآله ويد أمير المؤمنين اليمنى تحت حنكه ففاضت نفسه فيها، فرفعها الى وجهه فمسحه بها، ثم وجهه وغمضه ومد عليه إزاره، واشتغل بالنظر في أمره.
قال الراوي: وصاحت فاطمة عليها السلام، وصاح المسلمون وهم يضعون التراب على رؤوسهم.
قال الشيخ في التهذيب: قبض [بالمدينة] مسموما يوم الاثنين لليلتين بقيتا من صفر سنة إحدى عشرة من الهجرة.
فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله، جاء الخضر عليه السلام فوقف على باب البيت وفيه علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ورسول الله صلى الله عليه وآله قد سجي بثوب، فقال: السلام عليكم يا أهل البيت * كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون اجوركم يوم القيامة إن في الله خلفا من كل هالك، وعزاءا من كل مصيبة، ودركا من كل ما فات، فتوكلوا عليه، وثقوا به واستغفر الله لي ولكم.
وأهل البيت يسمعون كلامه ولا يرونه، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: هذا أخي الخضر جاء يعزيكم بنبيكم.
إن كنت أردت أن تعلم مقدار تأثير مصيبة النبي صلى الله عليه وآله على أمير المؤمنين وعلى أهل بيته فاسمع ما قال أميرالمؤمنين عليه السلام في ذلك، قال: فنزل بي من وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله ما لم أكن أظن الجبال لو حملته عنوة كانت تنهض به، فرأيت الناس من أهل بيتي ما بين جازع لا يملك جزعه، ولا يضبط نفسه، ولا يقوى على حمل فادح ما نزل به قد أذهب الجزع صبره، وأذهل عقله، وحال بينه وبين الفهم والإفهام والقول والاستماع، وسائر الناس من غير بني عبد المطلب بين معز يأمر بالصبر، وبين مساعد باك لبكائهم، جازع لجزعهم.
وحملت نفسي على الصبر عند وفاته، بلزوم الصمت والاشتغال بما أمرني به من تجهيزه، وتغسيله وتحنيطه، وتكفينه، والصلاة عليه، ووضعه في حفرته، وجمع كتاب الله وعهده الى خلقه، لا يشغلني عن ذلك بادر دمعة، ولا هائج زفرة ولا جزيل مصيبة حتى أديت في ذلك الحق الواجب لله عزوجل ولرسوله صلى الله عليه وآله علي، وبلغت منه الذي أمرني به، واحتملته صابرا محتسبا.
عن أنس بن مالك قال: لمّا فرغنا من دفن النّبي صلى الله عليه وآله وسلم أتت اليّ فاطمة عليها السلام فقالت: كيف طاوعتكم أنفسكم على أن تهيلوا التّراب على وجه رسول الله ثمّ بكت وقالت: يا اَبَتاهُ اَجابَ رَبّاً دَعاهُ يا اَبَتاهُ مِنْ رَبِّهِ ما اَدْناهُ يابتاه الى جبريل ننعاه.
وعلى رواية معتبرة انّها أخذت كفّاً من تراب القبر الطّاهر وقالت:
ماذا عَلَى الْمُشْتَمِّ تُرْبَةَ اَحْمَد اَنْ لا يَشَمَّ الزَّمانِ غَوالِيا
صُبَّتْ عَلىَّ مَصآئِبٌ لَوْ اَنَّها صُبَّتْ عَلَى الاَْيّامِ صِرْنَ لَيالِيا
قُلْ لِلْمُغيَّبِ تَحْتَ اَثْوابِ الثَّرى اِنْ كُنْتَ تَسْمَعُ صَرْخَتى وَنِدائيا
صُبَّتْ عَلىَّ مَصآئِبُ لَوْ اَنَّها صُبَّتْ عَلَى الاَْيّامِ صِرْنَ لَيالِيا
قَدْ كُنْتُ ذاتَ حِمىً بِظِلِّ مُحَمَّد لا اَخْشَ مِنْ ضَيْم وَكانَ حِمالِيا
فَالْيَوْمَ اَخْضَعُ لِذَّليلِ وَاَتَّقى ضَيْمى وَاَدْفَعُ ظالِمى بِرِدائيا
فَاِذا بَكَتْ قُمْرِيَّةٌ فى لَيْلِها شَجَناً عَلى غُصْن بَكَيْتُ صَباحِيا
فَلاََجْعَلَنَّ الْحُزْنَ بَعْدَكَ مُونِسى وَلاََجْعَلَنَّ الدَّمْعَ فيكَ وِشاحيا
وروي عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: لما كان اليوم الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وآله غشي عليه فأخذت بقدميه اقبلهما وأبكي فأفاق وأنا أقول: من لي ولولدي بعدك يا رسول الله؟
فرفع رأسه، وقال: الله بعدي ووصيي صالح المؤمنين.
وفي رواية الصدوق عن ابن عباس: فجاء الحسن والحسين عليهما السلام، يصيحان ويبكيان حتى وقعا على رسول الله صلى الله عليه وآله فأراد علي عليه السلام أن ينحيهما عنه، فأفاق رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال: يا علي دعني اشمهما ويشماني وأتزود منهما ويتزودان مني، أما إنهما سيظلمان بعدي ويقتلان ظلما، فلعنة الله على من يظلمهما يقول ذلك.
وقال الطبرسي وغيره ما ملخصه: إن رسول الله صلى الله عليه وآله، قال لملك المو ت: إمض لما امرت له، فقال جبرائيل: يا محمد هذا آخر نزولي الى الدنيا إنما كنت أنت حاجتي منها، فقال له: يا حبيبي جبرائيل إدن مني، فدنا منه.
فكان جبرائيل عن يمينه، وميكائيل عن شماله، وملك الموت قابض لروحه المقدسة، فقضى رسول الله صلى الله عليه وآله ويد أمير المؤمنين اليمنى تحت حنكه ففاضت نفسه فيها، فرفعها الى وجهه فمسحه بها، ثم وجهه وغمضه ومد عليه إزاره، واشتغل بالنظر في أمره.
قال الراوي: وصاحت فاطمة عليها السلام، وصاح المسلمون وهم يضعون التراب على رؤوسهم.
قال الشيخ في التهذيب: قبض [بالمدينة] مسموما يوم الاثنين لليلتين بقيتا من صفر سنة إحدى عشرة من الهجرة.
فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله، جاء الخضر عليه السلام فوقف على باب البيت وفيه علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ورسول الله صلى الله عليه وآله قد سجي بثوب، فقال: السلام عليكم يا أهل البيت * كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون اجوركم يوم القيامة إن في الله خلفا من كل هالك، وعزاءا من كل مصيبة، ودركا من كل ما فات، فتوكلوا عليه، وثقوا به واستغفر الله لي ولكم.
وأهل البيت يسمعون كلامه ولا يرونه، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: هذا أخي الخضر جاء يعزيكم بنبيكم.
إن كنت أردت أن تعلم مقدار تأثير مصيبة النبي صلى الله عليه وآله على أمير المؤمنين وعلى أهل بيته فاسمع ما قال أميرالمؤمنين عليه السلام في ذلك، قال: فنزل بي من وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله ما لم أكن أظن الجبال لو حملته عنوة كانت تنهض به، فرأيت الناس من أهل بيتي ما بين جازع لا يملك جزعه، ولا يضبط نفسه، ولا يقوى على حمل فادح ما نزل به قد أذهب الجزع صبره، وأذهل عقله، وحال بينه وبين الفهم والإفهام والقول والاستماع، وسائر الناس من غير بني عبد المطلب بين معز يأمر بالصبر، وبين مساعد باك لبكائهم، جازع لجزعهم.
وحملت نفسي على الصبر عند وفاته، بلزوم الصمت والاشتغال بما أمرني به من تجهيزه، وتغسيله وتحنيطه، وتكفينه، والصلاة عليه، ووضعه في حفرته، وجمع كتاب الله وعهده الى خلقه، لا يشغلني عن ذلك بادر دمعة، ولا هائج زفرة ولا جزيل مصيبة حتى أديت في ذلك الحق الواجب لله عزوجل ولرسوله صلى الله عليه وآله علي، وبلغت منه الذي أمرني به، واحتملته صابرا محتسبا.
عن أنس بن مالك قال: لمّا فرغنا من دفن النّبي صلى الله عليه وآله وسلم أتت اليّ فاطمة عليها السلام فقالت: كيف طاوعتكم أنفسكم على أن تهيلوا التّراب على وجه رسول الله ثمّ بكت وقالت: يا اَبَتاهُ اَجابَ رَبّاً دَعاهُ يا اَبَتاهُ مِنْ رَبِّهِ ما اَدْناهُ يابتاه الى جبريل ننعاه.
وعلى رواية معتبرة انّها أخذت كفّاً من تراب القبر الطّاهر وقالت:
ماذا عَلَى الْمُشْتَمِّ تُرْبَةَ اَحْمَد اَنْ لا يَشَمَّ الزَّمانِ غَوالِيا
صُبَّتْ عَلىَّ مَصآئِبٌ لَوْ اَنَّها صُبَّتْ عَلَى الاَْيّامِ صِرْنَ لَيالِيا
قُلْ لِلْمُغيَّبِ تَحْتَ اَثْوابِ الثَّرى اِنْ كُنْتَ تَسْمَعُ صَرْخَتى وَنِدائيا
صُبَّتْ عَلىَّ مَصآئِبُ لَوْ اَنَّها صُبَّتْ عَلَى الاَْيّامِ صِرْنَ لَيالِيا
قَدْ كُنْتُ ذاتَ حِمىً بِظِلِّ مُحَمَّد لا اَخْشَ مِنْ ضَيْم وَكانَ حِمالِيا
فَالْيَوْمَ اَخْضَعُ لِذَّليلِ وَاَتَّقى ضَيْمى وَاَدْفَعُ ظالِمى بِرِدائيا
فَاِذا بَكَتْ قُمْرِيَّةٌ فى لَيْلِها شَجَناً عَلى غُصْن بَكَيْتُ صَباحِيا
فَلاََجْعَلَنَّ الْحُزْنَ بَعْدَكَ مُونِسى وَلاََجْعَلَنَّ الدَّمْعَ فيكَ وِشاحيا
####مجلس تسقيط الزهراء عليها السلام
مجلس تسقيط الزهراء عليها السلام
لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم , انا لله و انا اليه راجعون, صلى الله و سلم عليك يا رسول الله, صلى الله عليك و سلم على اهل بيتك المظلومين , لعن الله الظالمين لكم من الأولين والآخرين , يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما
أسمعتم أيها الناس مخاضاً خلف باب
أسمعتم بجنينٍ مَهدُه صار التُّراب
أسمعتم بمغيث لم يغث طفلا مصاب
اسمعتم بملاذ زوجه لاذ وخاف
اسمعتم بصبورا صبره فاق العجاب
ذاك من ادما حشاه حد سيف من عتاد
يوم جاءته حزينا وهي تبكي في انتحاب
حيدري قلي وفصل أي عذرا وجواب
خلف بابي في عذابي كنت ارجوا ان اجاب
لما لم تفزع الم يودعكني عالي الجناب
يحامي الجار بيك اشصار للزهره متحميها
تشكي او تبكي او تسمع شكاويها او بواچيها
للزهره متحميها يحامي الجار بيك اشصار
سيفك كلَّت احدوده يو فرَّيت يا كرار
يوم الگوم اجوا ليكم وجَّوا بابكم بالنار
والزهره تدافعهم ما تنغر يواليها
بيديها تدافعهم خوف او روحها راحت
عنهم لوّذت بالباب عصروها لما طاحت
كسروا للضلع بالباب طرحت محسن او صاحت
تعالي لي يفضه اتريد بس واحده تباريها
اتصيح و تنده ابفضه يبو الحسنين و انت اتشوف
مـا رديـت لـهـفتها و انت غوث كل ملهوف
ردوا لـيـك حـاطوا بيك قادوك ابحبل مجتوف
و مـا شـفـنـه قبل يومك أشياه اتقود راعيها
(وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) والعاقبه للمتقين قال الله الحكيم في كتابه الكريم:
{قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فيها حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ}
( الآية الثالثة و العشرون من سورة الشورى ، السورة الثانية و الأربعون من القرآن الكريم)
ذكرنا سابقاً في تفسير هذه الآية المباركة رواياتٍ عديدة من طرق الشيعة و السنّة، وتقدّم أنّ في المقام روايات كثيرة وردت في كتب التفسير والحديث عندهم تتحدّث عن لزوم مودّة أهل البيت واتّباع سيرتهم.
فمن ذلك ما رواه الزمخشري في تفسيره "الكشّاف" عن رسول الله صلّى الله عليه و آله وسلّم قال:
من مات على حبّ آل محمّد مات شهيداً. ألا و من مات على حبّ آل محمّد مات مغفوراً له. ألا و من مات على حبّ آل محمّد مات تائباً. ألا ومن مات على حبّ آل محمّد مات مؤمناً مستكمل الإيمان. ألا و من مات على حبّ آل محمّد بشّره ملك الموت بالجنّة، ثمّ منكر و نكير.
ألا و من مات على حبّ آل محمّد يزفّ إلى الجنّة كما تزفّ العروس إلى بيت زوجها. ألا و من مات على حبّ آل محمد فتح له في قبره بابان إلى الجنّة. ألا و من مات على حبّ آل محمّد جعل اللّه قبره مزار ملائكة الرحمة. ألا و من مات على حبّ آل محمّد مات على السنّة و الجماعة.
ألا و من مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوبٌ بين عينيه: آيسٌ من رحمة اللّه. ألا و من مات على بغض آل محمّد مات كافراً. ألا و من مات على بغض آل محمّد لم يشمّ رائحة الجنّة.
و قد نقل الفخر الرازي هذا الحديث أيضا في تفسيره عن الزمخشري و أيّده ثمّ قال: المراد من آل محمّد هم عليّ بن أبي طالب وفاطمة الزهراء والحسن والحسين، وهذا ممّا لا شكّ ولا ترديد فيه والأخبار المتواترة قد تكفّلت بإثباته. وأمّا غيرهم من أقارب النبيّ أو أمّته التي صدّقته بدعوته فلا يمكن إطلاق لقب الآل عليهم. وحيث إنّ الاختلاف قد وقع في صدق الآل عليهم، فيتعيّن أن يكون المقصود قطعاً من الآل هو هؤلاء الأربعة: أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين. ثمّ يشرع بعد بيان هذا الأمر بالاستدلال على وجوب مودّة آل محمّد. والاقتداء وان اجعل سيرت النبي واله امامي دائما في تعاملاتي مع أهل بيتي ومع المؤمنين , يجب ان احاول ما استطيع ان اقتدي بالنبي واله , نحن لو افنينا حياتنا في خدمة رسول الله وآهل بيته عليهم السلام ما اعطيناهم حقهم , وما وفينا شيء من حقهم , نحن وجودنا ببركة رسول الله وأهل بيته الأطهار, بقائنا ببركة رسول الله وأهل بيته الأطهار (إني ما خلقت سماء مبنية، ولا أرضا مدحية، ولا قمرا منيرا، ولا شمسا مضيئة ولا فلكا يـدور، ولا بحرا يجري، ولا فلكا يسـري إلا في محبة هؤلاء الخمسة) كل شيء مخلوق لأجل النبي وأهل بيته , في المقابل طلب من الناس شيء واحد , مقابل البركة والعطاء النبوي طلب من الناس شيء بسيط قوله تعالى ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) لكن هذا الشيء البسيط .
أوصى الإلهُ بوصلِ عِترةِ أحمدٍ
فَكأنَّما أوصى بها أن تقطعَا
اللهُ ما فَعلوا بآلِ نَبيهم
فعلا له عـرش الاله تضعضعـــا
قــــادوا عليـــــا بعده بنجاده
ومن البـتول الطهر رضوا الاضلعـــا
أبدوا عداوتهم لها وعدوا علـى
ميراثها فـــابتُز منــــها اجمعـــــا
ومضوا بكافلــها يُهـــرولُ طيّعا
لـــو لا الوصية لم يُهرول طيّعــــا
ما أدري في هذا المصاب كيف ابتدي لكم المصيبة مصابها عظيم ( يومها يوم أصل العذاب) يقول الامام الصادق
عليه السلام ,
مجلس تسقيط الزهراء عليها السلام
لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم , انا لله و انا اليه راجعون, صلى الله و سلم عليك يا رسول الله, صلى الله عليك و سلم على اهل بيتك المظلومين , لعن الله الظالمين لكم من الأولين والآخرين , يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما
أسمعتم أيها الناس مخاضاً خلف باب
أسمعتم بجنينٍ مَهدُه صار التُّراب
أسمعتم بمغيث لم يغث طفلا مصاب
اسمعتم بملاذ زوجه لاذ وخاف
اسمعتم بصبورا صبره فاق العجاب
ذاك من ادما حشاه حد سيف من عتاد
يوم جاءته حزينا وهي تبكي في انتحاب
حيدري قلي وفصل أي عذرا وجواب
خلف بابي في عذابي كنت ارجوا ان اجاب
لما لم تفزع الم يودعكني عالي الجناب
يحامي الجار بيك اشصار للزهره متحميها
تشكي او تبكي او تسمع شكاويها او بواچيها
للزهره متحميها يحامي الجار بيك اشصار
سيفك كلَّت احدوده يو فرَّيت يا كرار
يوم الگوم اجوا ليكم وجَّوا بابكم بالنار
والزهره تدافعهم ما تنغر يواليها
بيديها تدافعهم خوف او روحها راحت
عنهم لوّذت بالباب عصروها لما طاحت
كسروا للضلع بالباب طرحت محسن او صاحت
تعالي لي يفضه اتريد بس واحده تباريها
اتصيح و تنده ابفضه يبو الحسنين و انت اتشوف
مـا رديـت لـهـفتها و انت غوث كل ملهوف
ردوا لـيـك حـاطوا بيك قادوك ابحبل مجتوف
و مـا شـفـنـه قبل يومك أشياه اتقود راعيها
(وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) والعاقبه للمتقين قال الله الحكيم في كتابه الكريم:
{قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فيها حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ}
( الآية الثالثة و العشرون من سورة الشورى ، السورة الثانية و الأربعون من القرآن الكريم)
ذكرنا سابقاً في تفسير هذه الآية المباركة رواياتٍ عديدة من طرق الشيعة و السنّة، وتقدّم أنّ في المقام روايات كثيرة وردت في كتب التفسير والحديث عندهم تتحدّث عن لزوم مودّة أهل البيت واتّباع سيرتهم.
فمن ذلك ما رواه الزمخشري في تفسيره "الكشّاف" عن رسول الله صلّى الله عليه و آله وسلّم قال:
من مات على حبّ آل محمّد مات شهيداً. ألا و من مات على حبّ آل محمّد مات مغفوراً له. ألا و من مات على حبّ آل محمّد مات تائباً. ألا ومن مات على حبّ آل محمّد مات مؤمناً مستكمل الإيمان. ألا و من مات على حبّ آل محمّد بشّره ملك الموت بالجنّة، ثمّ منكر و نكير.
ألا و من مات على حبّ آل محمّد يزفّ إلى الجنّة كما تزفّ العروس إلى بيت زوجها. ألا و من مات على حبّ آل محمد فتح له في قبره بابان إلى الجنّة. ألا و من مات على حبّ آل محمّد جعل اللّه قبره مزار ملائكة الرحمة. ألا و من مات على حبّ آل محمّد مات على السنّة و الجماعة.
ألا و من مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوبٌ بين عينيه: آيسٌ من رحمة اللّه. ألا و من مات على بغض آل محمّد مات كافراً. ألا و من مات على بغض آل محمّد لم يشمّ رائحة الجنّة.
و قد نقل الفخر الرازي هذا الحديث أيضا في تفسيره عن الزمخشري و أيّده ثمّ قال: المراد من آل محمّد هم عليّ بن أبي طالب وفاطمة الزهراء والحسن والحسين، وهذا ممّا لا شكّ ولا ترديد فيه والأخبار المتواترة قد تكفّلت بإثباته. وأمّا غيرهم من أقارب النبيّ أو أمّته التي صدّقته بدعوته فلا يمكن إطلاق لقب الآل عليهم. وحيث إنّ الاختلاف قد وقع في صدق الآل عليهم، فيتعيّن أن يكون المقصود قطعاً من الآل هو هؤلاء الأربعة: أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين. ثمّ يشرع بعد بيان هذا الأمر بالاستدلال على وجوب مودّة آل محمّد. والاقتداء وان اجعل سيرت النبي واله امامي دائما في تعاملاتي مع أهل بيتي ومع المؤمنين , يجب ان احاول ما استطيع ان اقتدي بالنبي واله , نحن لو افنينا حياتنا في خدمة رسول الله وآهل بيته عليهم السلام ما اعطيناهم حقهم , وما وفينا شيء من حقهم , نحن وجودنا ببركة رسول الله وأهل بيته الأطهار, بقائنا ببركة رسول الله وأهل بيته الأطهار (إني ما خلقت سماء مبنية، ولا أرضا مدحية، ولا قمرا منيرا، ولا شمسا مضيئة ولا فلكا يـدور، ولا بحرا يجري، ولا فلكا يسـري إلا في محبة هؤلاء الخمسة) كل شيء مخلوق لأجل النبي وأهل بيته , في المقابل طلب من الناس شيء واحد , مقابل البركة والعطاء النبوي طلب من الناس شيء بسيط قوله تعالى ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) لكن هذا الشيء البسيط .
أوصى الإلهُ بوصلِ عِترةِ أحمدٍ
فَكأنَّما أوصى بها أن تقطعَا
اللهُ ما فَعلوا بآلِ نَبيهم
فعلا له عـرش الاله تضعضعـــا
قــــادوا عليـــــا بعده بنجاده
ومن البـتول الطهر رضوا الاضلعـــا
أبدوا عداوتهم لها وعدوا علـى
ميراثها فـــابتُز منــــها اجمعـــــا
ومضوا بكافلــها يُهـــرولُ طيّعا
لـــو لا الوصية لم يُهرول طيّعــــا
ما أدري في هذا المصاب كيف ابتدي لكم المصيبة مصابها عظيم ( يومها يوم أصل العذاب) يقول الامام الصادق
عليه السلام ,
أصل
العذاب هو يوم الباب , يوم الدار , كل ما جرى على اهل البيت بدأ في هذا اليوم من أي مصاب نبدأ , اخليها عند شيخ الفقهاء
وما أصابها من المصاب
مفتاح بابه حديث الباب
إن حديث الباب ذو شجون
بما جنت به يد الخؤون
لقد جنى الجاني علـى جنينهـا
فاندكت السماء مـن حنينهـا
في بيت ماقدر اقوله الا بصرخه تسمعها الزهراء
وجاوزوا الحـد بلطـم الخـد
شلت يـد الطغيـان والتعـدي
فاحمرت العين وعين المعرفة
تذرف بالدمع على تلك الصفـة
ولست أدري خبر المسمار
سل صدرها خزانة الأسرار
والأثر الباقي كمثل الدملج
في عضد الزهراء أقوى الحجج
وللسياط رنة صداها
في مسمع الدهر فما أشجاها
جاب الحطب وخلاه على باب الزهراء , قولي لعلي يخرج والا اضرمنا عليكم الدار نارا , قالت احرج عليكم الدخول علي بغير استأذن , لا تدخلون بيتي استلا سوطه وصار يضربها على يديها (وا فاطماه) شالت ايدها الزهره عن الباب , صارت بين الباب والجدار (مولاي يا فرج الله) اسند ظهره الى الباب وضع رجله على الجدار صار يعصر الزهراء , في رسالته الى معاويه يقول عصرتها وهي تأن يقول فرققت لها اولا ثم تذكرت سحر محمد وولوغ سيف علي في صناديد العرب فشددت عليها , حتى سمعت تكسر اضلاعها , انفتح الباب , استقبلتني بوجه اعشا بصري نوره , رفعت كفي ولطمتها
ماقال ابوي بيت ابو الحسنين بيتي
و ما قال في الزهرة احفظوني عقب موتي
وخر يا ظالم لا تسمع الناس صوتي
و الحطب خلف الباب ليش مجمعينه
قلها بشب النار قالت شبها اعليك
و ارحل ياخاين بالعهد للنار تصليك
قلها بطب الدار قالت ما اخليك
هدار دار المصطفى تنادي الحزينة
و فاطم تنادي يا رسول الله اهتكونا
بانت اناملها و رفع سوطه و ضربها
وقالھا یا زھراء حجرتك لازم نطبھا وحط قوته بالباب یا شیعة وعصرھا
وفاطم تنادي یارسول الله اھتكونا وانفتح باب الدار والزھراء بلا خمار
ولأجل الستر لاذات مابینھ وبین الجدار
نادی علی أصحابه وھجم بیھم علی الدار
وبالباب لاذت استرتت بضعة نبینا
أویلي جاء وعصرھا وفوق وجنتھا لطمھا
وضلعین كسرھا ببطنھا ولا رحمھا
وزینب تشوفه وقامت تدافع عن أمھا
وطاحت وطاح الحمل منھا مسقطینه
اغمي على الزهراء , لما افاقت صاحت أين علي ؟ قال له الحسنان أماه أخذوه , قامت الزهراء تطالب بعلي
خَلوا ابنَ عَمِّي أَو لأكشِفَ لِلدُعا
رَأســـي وَأَشْكُو لِلإِلَهِ شُجُونَي
ماكانَ نَاقَةُ صَالِحٍ و فَصِيلُهَا
بِالْفَضْلِ عِنْدَ اللَّهِ إلا دُونِي
التفت الرجل لأصحابه قال من منكم يردها , قام قنفذ قال انا ارد فاطمه , جاء قنفذ لمولاتنا فاطمه
تـالـيـهـا الشجاني و زاد همي و زيده الغمي
و أرخـص غالي ادموعي و أجري امن الجفن دمي
يـوم الـصـاحـت الزهره خلوا عن إبن عمي
صـاح الـرجس يا قنفد و لك بالصوت رد ليها
رد لـيـهـا و روعـها و لوعها و هي اتنادي
لـفـرع و أشـتجي لله ابكل اللي عليّ سادي
يـو خـلـوا عـن الـكرار لا اتيتمون اولادي
تـبـجـي و الـعـصه ويلاه تتلوه عله ايديها
رجعت الزهراء بعلي , وفي واحد على الاعتاب يعتفر كأنه يخاطب امه بهذه الكلمات
اريد اتوسد ابحضنچ ليش اتوسد الاعتاب ؟
أنا من لحمچ اودمچ شيلي جسمي عن لتراب
كفاني ابنزلتي اسمع بدال الزغردة صيحة
ولستقبالي موچفين حيدر جتني الطيحة
يم حسين لحگيني قبل متروح لرويحة
رضعيني ولو رضعة تبرد گلبي اللهاب
(ياشيعه تتحملون تسمعون هالشكايه )
نزيف الراس يا أمي بهضني ما توگفينه
وصدري اتهشم اقبالچ يزهرة ما تشوفينه
وحنانچ يشفي آلامي وجسمي ما تحضنينه
يزهرة بالله حمليني وتركي الوقفة خلف الباب
نزفك يبني باوقفه اذا صدري وقف نزفه
موبيدي يسقطونك بلا رحمة ولا رأفة
ولو عندي جلد اصنع إلك من مهجتي لفة
يكفي العتب يا محسن ترى قلبي أبعتابك ذاب
شلون عيوني تشوفك ولطمني الطاغي الغدار
وچيف بالصدر ترضع ونابت بالصدر مسمار
أريد أختم لكن كيف وهذا شهر صفر ما يصير اختم ماروح للي بقلبك , وين قلبك انت , اذا قلبك يم الحسين خليني اسمع صرختكم لختام شهر صفر الاحزان خلونا نروح لكربلاء مع مولاتنا زينب امها تضرب بين الباب والجدار وترى زينب المصيبه بعينها مولاتي زينب اسألك أي الضلوع عليك؟ ضلوع امك فاطمه, او ضلوع اخيك الحسين؟ شلونا نروح لكربلا ونشوف شلي شافت زينب بكربلا
نايم أخيي شلون نومه
وحرّ الشمس غيّر ارسومه
وفوق الذبح سلبوا اهدومه
وزادت البنت على أمها
من دارها تسبى الى شر دار
تستر باليمنى وجوها فأن
اعوزها الستر تمد اليسار
يابوي انت شفت مسمار
بصدر امي يبوا الحسنين
باجر سهم ومثلث اشوفه
اشوفه بقلب اخويا حسين
ومايطلع وسف الا اخذ من جبده ثلثين
سهم مسموم ومثلث ويطلعه من خرز ظهره
وان جان امي من دون اخمار
وان جان يبو الحسنين شفت امي تخطب بالاصحاب
انا بمجلس يزيد اوقف ترضاها يداحي الباب
أبا حسنٍ حربٌ تقاضتك دينَها
إلى أن أساءت في بنيك التقاضيا
يا لله إلهي نسألك وندعوك بأحب الخلق عليك محمدٍ وآلِ محمدٍ سلام الله عليهم يا لله شافي مرضانا فرج عنا يا الله اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك
عليه وعلى ا
العذاب هو يوم الباب , يوم الدار , كل ما جرى على اهل البيت بدأ في هذا اليوم من أي مصاب نبدأ , اخليها عند شيخ الفقهاء
وما أصابها من المصاب
مفتاح بابه حديث الباب
إن حديث الباب ذو شجون
بما جنت به يد الخؤون
لقد جنى الجاني علـى جنينهـا
فاندكت السماء مـن حنينهـا
في بيت ماقدر اقوله الا بصرخه تسمعها الزهراء
وجاوزوا الحـد بلطـم الخـد
شلت يـد الطغيـان والتعـدي
فاحمرت العين وعين المعرفة
تذرف بالدمع على تلك الصفـة
ولست أدري خبر المسمار
سل صدرها خزانة الأسرار
والأثر الباقي كمثل الدملج
في عضد الزهراء أقوى الحجج
وللسياط رنة صداها
في مسمع الدهر فما أشجاها
جاب الحطب وخلاه على باب الزهراء , قولي لعلي يخرج والا اضرمنا عليكم الدار نارا , قالت احرج عليكم الدخول علي بغير استأذن , لا تدخلون بيتي استلا سوطه وصار يضربها على يديها (وا فاطماه) شالت ايدها الزهره عن الباب , صارت بين الباب والجدار (مولاي يا فرج الله) اسند ظهره الى الباب وضع رجله على الجدار صار يعصر الزهراء , في رسالته الى معاويه يقول عصرتها وهي تأن يقول فرققت لها اولا ثم تذكرت سحر محمد وولوغ سيف علي في صناديد العرب فشددت عليها , حتى سمعت تكسر اضلاعها , انفتح الباب , استقبلتني بوجه اعشا بصري نوره , رفعت كفي ولطمتها
ماقال ابوي بيت ابو الحسنين بيتي
و ما قال في الزهرة احفظوني عقب موتي
وخر يا ظالم لا تسمع الناس صوتي
و الحطب خلف الباب ليش مجمعينه
قلها بشب النار قالت شبها اعليك
و ارحل ياخاين بالعهد للنار تصليك
قلها بطب الدار قالت ما اخليك
هدار دار المصطفى تنادي الحزينة
و فاطم تنادي يا رسول الله اهتكونا
بانت اناملها و رفع سوطه و ضربها
وقالھا یا زھراء حجرتك لازم نطبھا وحط قوته بالباب یا شیعة وعصرھا
وفاطم تنادي یارسول الله اھتكونا وانفتح باب الدار والزھراء بلا خمار
ولأجل الستر لاذات مابینھ وبین الجدار
نادی علی أصحابه وھجم بیھم علی الدار
وبالباب لاذت استرتت بضعة نبینا
أویلي جاء وعصرھا وفوق وجنتھا لطمھا
وضلعین كسرھا ببطنھا ولا رحمھا
وزینب تشوفه وقامت تدافع عن أمھا
وطاحت وطاح الحمل منھا مسقطینه
اغمي على الزهراء , لما افاقت صاحت أين علي ؟ قال له الحسنان أماه أخذوه , قامت الزهراء تطالب بعلي
خَلوا ابنَ عَمِّي أَو لأكشِفَ لِلدُعا
رَأســـي وَأَشْكُو لِلإِلَهِ شُجُونَي
ماكانَ نَاقَةُ صَالِحٍ و فَصِيلُهَا
بِالْفَضْلِ عِنْدَ اللَّهِ إلا دُونِي
التفت الرجل لأصحابه قال من منكم يردها , قام قنفذ قال انا ارد فاطمه , جاء قنفذ لمولاتنا فاطمه
تـالـيـهـا الشجاني و زاد همي و زيده الغمي
و أرخـص غالي ادموعي و أجري امن الجفن دمي
يـوم الـصـاحـت الزهره خلوا عن إبن عمي
صـاح الـرجس يا قنفد و لك بالصوت رد ليها
رد لـيـهـا و روعـها و لوعها و هي اتنادي
لـفـرع و أشـتجي لله ابكل اللي عليّ سادي
يـو خـلـوا عـن الـكرار لا اتيتمون اولادي
تـبـجـي و الـعـصه ويلاه تتلوه عله ايديها
رجعت الزهراء بعلي , وفي واحد على الاعتاب يعتفر كأنه يخاطب امه بهذه الكلمات
اريد اتوسد ابحضنچ ليش اتوسد الاعتاب ؟
أنا من لحمچ اودمچ شيلي جسمي عن لتراب
كفاني ابنزلتي اسمع بدال الزغردة صيحة
ولستقبالي موچفين حيدر جتني الطيحة
يم حسين لحگيني قبل متروح لرويحة
رضعيني ولو رضعة تبرد گلبي اللهاب
(ياشيعه تتحملون تسمعون هالشكايه )
نزيف الراس يا أمي بهضني ما توگفينه
وصدري اتهشم اقبالچ يزهرة ما تشوفينه
وحنانچ يشفي آلامي وجسمي ما تحضنينه
يزهرة بالله حمليني وتركي الوقفة خلف الباب
نزفك يبني باوقفه اذا صدري وقف نزفه
موبيدي يسقطونك بلا رحمة ولا رأفة
ولو عندي جلد اصنع إلك من مهجتي لفة
يكفي العتب يا محسن ترى قلبي أبعتابك ذاب
شلون عيوني تشوفك ولطمني الطاغي الغدار
وچيف بالصدر ترضع ونابت بالصدر مسمار
أريد أختم لكن كيف وهذا شهر صفر ما يصير اختم ماروح للي بقلبك , وين قلبك انت , اذا قلبك يم الحسين خليني اسمع صرختكم لختام شهر صفر الاحزان خلونا نروح لكربلاء مع مولاتنا زينب امها تضرب بين الباب والجدار وترى زينب المصيبه بعينها مولاتي زينب اسألك أي الضلوع عليك؟ ضلوع امك فاطمه, او ضلوع اخيك الحسين؟ شلونا نروح لكربلا ونشوف شلي شافت زينب بكربلا
نايم أخيي شلون نومه
وحرّ الشمس غيّر ارسومه
وفوق الذبح سلبوا اهدومه
وزادت البنت على أمها
من دارها تسبى الى شر دار
تستر باليمنى وجوها فأن
اعوزها الستر تمد اليسار
يابوي انت شفت مسمار
بصدر امي يبوا الحسنين
باجر سهم ومثلث اشوفه
اشوفه بقلب اخويا حسين
ومايطلع وسف الا اخذ من جبده ثلثين
سهم مسموم ومثلث ويطلعه من خرز ظهره
وان جان امي من دون اخمار
وان جان يبو الحسنين شفت امي تخطب بالاصحاب
انا بمجلس يزيد اوقف ترضاها يداحي الباب
أبا حسنٍ حربٌ تقاضتك دينَها
إلى أن أساءت في بنيك التقاضيا
يا لله إلهي نسألك وندعوك بأحب الخلق عليك محمدٍ وآلِ محمدٍ سلام الله عليهم يا لله شافي مرضانا فرج عنا يا الله اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك
عليه وعلى ا
بائه في
هذه الساعة وفي كل ساعه وليا وحافظا وقائدا وناصرا ودليلا وعينا حتى تسكنه ارضك طوعا وتمتعه فيها طويلا وهب لنا رأفته ورحمته وخيره ودعائه يا لله إلى أمواتنا وأمواتكم الفاتحة قبلها صلوات .
@hsyniy
هذه الساعة وفي كل ساعه وليا وحافظا وقائدا وناصرا ودليلا وعينا حتى تسكنه ارضك طوعا وتمتعه فيها طويلا وهب لنا رأفته ورحمته وخيره ودعائه يا لله إلى أمواتنا وأمواتكم الفاتحة قبلها صلوات .
@hsyniy
مجلس شهادة الإمام العسكري عليه السلام
صلى الله عليك يا رسول الله وعلى آلك المظلومين ..
صلى الله عليك يا مولاي وابن مولاي يا أبا عبدالله...
نرفع لك العزاء يا صاحب الزمان باستشهاد ابيك الإمام الحسن العسكري عليه السلام
يـا صاحبَ العصر أحسنَ اللهُ العزا لـك فـي أبـيكَ سليلِ طه الأطهرِ
قـد جـرّعوه الـقومُ كاساتِ الردى فـقضى شـهيداً والأنـامُ بـمنظَرِ
ولـئن صـبرتَ لـهذهِ ونـظيرِها فـأنا وحـقِّك جـفَّ بحرُ تصبّري
فـإلى مـتَى يا ابنَ النبيّ أما ترى كُـلَّ ابـنِ افّـاكٍ عـليكم يجتري
أفـلا يُـهيجُك أنَّ أهـلَكَ قد مَضَوا مـا بـينَ مـسمومٍ وبـينَ مُـعفّرِ
ومـجدّلٍ فـوقَ الـبسيطةِ عـاريا مـلقىً ثـلاثاً بـالعرا لـم يُـقبَرِ
يـا ابنَ النبيّ المُصطفى حُزني لكم أجـرى عِـتابي في دوامِ الأعصُرِ
عُـذراً إلـيك فـفي فـؤادي قُرحةٌ قد أوهنتْ كَبِدي وأدمت مِحجَري
أوّل ثـار غـصبوا نحلة الزهره والـثاني بـحيدر رادوا الـغدره
والـثالث يـبو صالح صعب ذكره مـا شـفنه ظـلع گبـله مكسرينه
مـا شفنه ظلع گبله انكسربالباب ولا شـفنه تمزّق گبل صكها كتاب
يبن الحسن يوصل ليك منّي إعتاب چي تـنسه جنين اللي إمسگطينهــــــــــــــــــ
يـبن الـحسن مـا تنهض يوالينه مـا تـدري عـدانه اتشمّتت بينه
يبن الحسن ما تنهض يراعي الثار چي تـصبر اولـلسّا مغمّد البتار
اخبرك وانته تدري بالجره والصار حگكـم لـيش لـلساعة امـخلينه
( أبوذية )
ابفگد العسكري اتيتّم شرعها سفينه چان ما ينصه شرعها
يـا ظالم چتل نفسها شرعها أوهدم ركن الشريعه الأحمديه
عن الإمام الهادي (عليه السّلام) قال : (( أبو مُحَمّدٍ ابني أصحُّ آلِ مُحَمّد غريزةً ، وأوثقُهم حُجَّةً ، وهو الأكبر من ولدي ، وهو الخَلَفُ وإليهِ تَنتَهِي عُرَى الإمامة وأحكامِها ، فما كُنتَ سائلي عَنْهُ فاسألهُ عنه ، فَعِندَهُ ما تحتاج إليه ، ومعه آلة الإمامة ))
كان ديدن الشيعة ـ خصوصاً القريبين من الأئمّة (عليهم السّلام) ـ هو كثرة السؤال عن الحُجَّةِ بعد كلّ إمام ، فما أن يقع بصرُهُم على تدهور حال الإمام المعصوم (عليه السّلام) إلاّ ويَهرَعُون بكيل الأسئلة على الحُجَّةِ من بعده .
ومن ضمن تلك الأسئلة التي طُرِحت على الأئمّة الذين تقدّموا الإمام الهادي (عليه السّلام) ، وطُرِحت عليه (سلام الله عليه) وعلى ولده من بعده ، هو هذا السؤال الذي جاء بمضامين مُتَّحدة المعاني ، ومختلفة شيئاً ما في الأسلوب : إذا كان بك كونٌ فمَنْ الحُجَّةُ مِن بعدك ؟ .
أو أنّ الإمام يَعرِف أنّ الشيعة بحاجة إلى تأكيد هذا المعنى ، فيبادر الإمام بنفسه فيعيّن الحُجَّة والإمام مِن بعده ؛ تأكيداً للعهود والمواثيق ، كما صنع إمامُنا الهادي (عليه السّلام) في هذه الكلمة التي بَيّن فيها مقام ومنزلة الإمام أبي مُحَمّد الحسن العسكري (عليه السّلام) ، وأنّه الأكبر من ولده ، وهو الخَلَف ، وعنده مواريث العلم وأحكامه ، ويحتاج إليه الناس ، وهو الإمام من بعده .
وأراد الإمام الهادي (عليه السّلام) بذكر هذه الصفات والقيود أن يقطع دابر الفتنة ، ولا يجعل احتمالاً ـ ولو ضعيفاً ـ للاختلاف في الحُجَّةِ من بعده ؛ لما هو معلوم من أنّ القيود كُلّما ازدادت ندر المقيَّد .
فكون الإمام أبي مُحَمّد هو الأكبر يدفع شبهات عديدة ؛ لأنّ الأكبر لا يكون إلاّ واحداً ، فإمامنا العسكري (عليه السّلام) وإن كان بعد أخيه السيد مُحَمّد المدفون في مدينة بلد ، إلاّ أنّ السيّد مُحَمّد تُوفِي قَبل أبيه الهادي (عليه السّلام) ؛ ممّا جعل الأمر منحصراً بأبي مُحَمّد الحسن العسكري (عليه السّلام) ؛ ولذا ورد عن إمامنا الهادي (عليه السّلام) في وفاة السيّد مُحَمّد أنّه قال للإمام العسكري (عليه السّلام) : (( يا بُني ، أحدِثْ لله شكراً ؛ فقد أَحدَثَ فيك أمراً ))
فإنّ فيه إشارة إلى هذا المعنى ، وهو أنّ عامّة الناس يتوقعّون الإمامة دائماً في الولد الأكبر ، ممّا يعرقل السير في اللجوء إلى الإمام ، ولا أقلّ من حدوث فتنة .
ومن بعد هذه المقدّمة نقف قليلاً للتعرّف على ملامح شخصية الإمام أبي مُحَمّد الحسن العسكري (عليه السّلام) :
وُلِد الإمام العسكري (عليه السّلام) ـ إمام الشيعة الحادي عشر والمعصوم الثالث عشر ـ عام 232هـ بالمدينة ، أبوه ـ كما تقدّم ـ هو الإمام الهادي (عليه السّلام) ، وأمّه المرأة الزاهدة والعابدة ، حديثة أو سوسن ، وقد كانت من العارفات الصالحات ، وكفى في فضلها أنّها كانت مفزع الشيعة بعد وفاة أبي مُحَمّد
العسكري (عليه السّلام) وفي تلك الظروف الحرجة.
كان عمره 22 عاماً عندما استشهد أبوه الإمام الهادي (عليه السّلام) ، وكانت إمامته ستة أعوام وعاش 28سنه ؛ حيث كانت شهادته سنة 260 ه
وقد عاصر الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام) ثلاثة من خلفاء الظلم والجور من بني العباس ، وهم : المعتز بالله بن المتوكِّل العباسي ، والمهتدي بالله الذي استولى ع
صلى الله عليك يا رسول الله وعلى آلك المظلومين ..
صلى الله عليك يا مولاي وابن مولاي يا أبا عبدالله...
نرفع لك العزاء يا صاحب الزمان باستشهاد ابيك الإمام الحسن العسكري عليه السلام
يـا صاحبَ العصر أحسنَ اللهُ العزا لـك فـي أبـيكَ سليلِ طه الأطهرِ
قـد جـرّعوه الـقومُ كاساتِ الردى فـقضى شـهيداً والأنـامُ بـمنظَرِ
ولـئن صـبرتَ لـهذهِ ونـظيرِها فـأنا وحـقِّك جـفَّ بحرُ تصبّري
فـإلى مـتَى يا ابنَ النبيّ أما ترى كُـلَّ ابـنِ افّـاكٍ عـليكم يجتري
أفـلا يُـهيجُك أنَّ أهـلَكَ قد مَضَوا مـا بـينَ مـسمومٍ وبـينَ مُـعفّرِ
ومـجدّلٍ فـوقَ الـبسيطةِ عـاريا مـلقىً ثـلاثاً بـالعرا لـم يُـقبَرِ
يـا ابنَ النبيّ المُصطفى حُزني لكم أجـرى عِـتابي في دوامِ الأعصُرِ
عُـذراً إلـيك فـفي فـؤادي قُرحةٌ قد أوهنتْ كَبِدي وأدمت مِحجَري
أوّل ثـار غـصبوا نحلة الزهره والـثاني بـحيدر رادوا الـغدره
والـثالث يـبو صالح صعب ذكره مـا شـفنه ظـلع گبـله مكسرينه
مـا شفنه ظلع گبله انكسربالباب ولا شـفنه تمزّق گبل صكها كتاب
يبن الحسن يوصل ليك منّي إعتاب چي تـنسه جنين اللي إمسگطينهــــــــــــــــــ
يـبن الـحسن مـا تنهض يوالينه مـا تـدري عـدانه اتشمّتت بينه
يبن الحسن ما تنهض يراعي الثار چي تـصبر اولـلسّا مغمّد البتار
اخبرك وانته تدري بالجره والصار حگكـم لـيش لـلساعة امـخلينه
( أبوذية )
ابفگد العسكري اتيتّم شرعها سفينه چان ما ينصه شرعها
يـا ظالم چتل نفسها شرعها أوهدم ركن الشريعه الأحمديه
عن الإمام الهادي (عليه السّلام) قال : (( أبو مُحَمّدٍ ابني أصحُّ آلِ مُحَمّد غريزةً ، وأوثقُهم حُجَّةً ، وهو الأكبر من ولدي ، وهو الخَلَفُ وإليهِ تَنتَهِي عُرَى الإمامة وأحكامِها ، فما كُنتَ سائلي عَنْهُ فاسألهُ عنه ، فَعِندَهُ ما تحتاج إليه ، ومعه آلة الإمامة ))
كان ديدن الشيعة ـ خصوصاً القريبين من الأئمّة (عليهم السّلام) ـ هو كثرة السؤال عن الحُجَّةِ بعد كلّ إمام ، فما أن يقع بصرُهُم على تدهور حال الإمام المعصوم (عليه السّلام) إلاّ ويَهرَعُون بكيل الأسئلة على الحُجَّةِ من بعده .
ومن ضمن تلك الأسئلة التي طُرِحت على الأئمّة الذين تقدّموا الإمام الهادي (عليه السّلام) ، وطُرِحت عليه (سلام الله عليه) وعلى ولده من بعده ، هو هذا السؤال الذي جاء بمضامين مُتَّحدة المعاني ، ومختلفة شيئاً ما في الأسلوب : إذا كان بك كونٌ فمَنْ الحُجَّةُ مِن بعدك ؟ .
أو أنّ الإمام يَعرِف أنّ الشيعة بحاجة إلى تأكيد هذا المعنى ، فيبادر الإمام بنفسه فيعيّن الحُجَّة والإمام مِن بعده ؛ تأكيداً للعهود والمواثيق ، كما صنع إمامُنا الهادي (عليه السّلام) في هذه الكلمة التي بَيّن فيها مقام ومنزلة الإمام أبي مُحَمّد الحسن العسكري (عليه السّلام) ، وأنّه الأكبر من ولده ، وهو الخَلَف ، وعنده مواريث العلم وأحكامه ، ويحتاج إليه الناس ، وهو الإمام من بعده .
وأراد الإمام الهادي (عليه السّلام) بذكر هذه الصفات والقيود أن يقطع دابر الفتنة ، ولا يجعل احتمالاً ـ ولو ضعيفاً ـ للاختلاف في الحُجَّةِ من بعده ؛ لما هو معلوم من أنّ القيود كُلّما ازدادت ندر المقيَّد .
فكون الإمام أبي مُحَمّد هو الأكبر يدفع شبهات عديدة ؛ لأنّ الأكبر لا يكون إلاّ واحداً ، فإمامنا العسكري (عليه السّلام) وإن كان بعد أخيه السيد مُحَمّد المدفون في مدينة بلد ، إلاّ أنّ السيّد مُحَمّد تُوفِي قَبل أبيه الهادي (عليه السّلام) ؛ ممّا جعل الأمر منحصراً بأبي مُحَمّد الحسن العسكري (عليه السّلام) ؛ ولذا ورد عن إمامنا الهادي (عليه السّلام) في وفاة السيّد مُحَمّد أنّه قال للإمام العسكري (عليه السّلام) : (( يا بُني ، أحدِثْ لله شكراً ؛ فقد أَحدَثَ فيك أمراً ))
فإنّ فيه إشارة إلى هذا المعنى ، وهو أنّ عامّة الناس يتوقعّون الإمامة دائماً في الولد الأكبر ، ممّا يعرقل السير في اللجوء إلى الإمام ، ولا أقلّ من حدوث فتنة .
ومن بعد هذه المقدّمة نقف قليلاً للتعرّف على ملامح شخصية الإمام أبي مُحَمّد الحسن العسكري (عليه السّلام) :
وُلِد الإمام العسكري (عليه السّلام) ـ إمام الشيعة الحادي عشر والمعصوم الثالث عشر ـ عام 232هـ بالمدينة ، أبوه ـ كما تقدّم ـ هو الإمام الهادي (عليه السّلام) ، وأمّه المرأة الزاهدة والعابدة ، حديثة أو سوسن ، وقد كانت من العارفات الصالحات ، وكفى في فضلها أنّها كانت مفزع الشيعة بعد وفاة أبي مُحَمّد
العسكري (عليه السّلام) وفي تلك الظروف الحرجة.
كان عمره 22 عاماً عندما استشهد أبوه الإمام الهادي (عليه السّلام) ، وكانت إمامته ستة أعوام وعاش 28سنه ؛ حيث كانت شهادته سنة 260 ه
وقد عاصر الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام) ثلاثة من خلفاء الظلم والجور من بني العباس ، وهم : المعتز بالله بن المتوكِّل العباسي ، والمهتدي بالله الذي استولى ع
لى الكرسي بعد مقتل أخيه المعتز ، والثالث هو المعتمد بالله .
وقد قاسى الإمام أبو مُحَمّد (عليه السّلام) من هؤلاء أشدّ المتاعب والمعاناة .
وقد وصف إمامنا الهادي (عليه السّلام) ولده الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام) بأوصافه اللائقة به ؛ لأنّ الإمام لا يحيط بكنهه إلاّ مَنْ كان على شاكلته .
وأنا أحبّ أن أركّز على الكلمة الأخيرة من هذا الحديث الشريف ، والكلمة هي : (( فعنده ما تحتاج إليه ومعه آلة الإمامة )) ؛ ففيها كلّ التفاصيل التي يراد لها أن تُقال عن الإمام (عليه السّلام) .
أمّا المقطع الأوّل (( فعنده ما تحتاج إليه )) : فالخطاب فيها موجّه لِمَنْ سأل عن الحُجَّةِ من بعد الإمام الهادي (عليه السّلام) ، فأجابه الإمام أبو الحسن الهادي (عليه السّلام)
بأنّ ما كنت تسأل عنه سابقاً إيّاي ، سل عنه أبا مُحَمّد الحسن العسكري (عليه السّلام) من بعدي ، (( فعنده ما تحتاج إليه )) .
يعني يجيبك عن كلّ ما تحتاج إليه من مسائل الأحكام ، وهذا المقطع يكشف عن العلم الذي كان يحمله الأئمّة(عليهم السّلام) ، ومنهم أبو مُحَمّد الحسن العسكري (عليه السّلام) ، وهو من أهم عناصر التفضيل عند الله تبارك وتعالى ، حيث قال (عزّ وجلّ) : ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ) سورة الزمر ، وقال أيضاً :( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ )سورة المجادله
وقد اشتهر عن الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام) علمه بالمغيّبات كثيراً ، فمن ذلك ما رواه إسماعيل بن مُحَمّد من حفدة عبد الله بن عباس بن عبد المطلب قال : قعدت لأبي مُحَمّد (عليه السّلام) على ظهر الطريق ، فلمّا مَرَّ بي شكوتُ إليه الحاجة ، وحلفت له أنّه ليس عندي درهم فما فوقها ، ولا غداء ولا عشاء ، قال : فقال : (( تحلف بالله كاذباً ، وقد دفنتَ مئتي دينار ، وليس قولي هذا دفعاً لك عن العطية . يا غلام ، ما معك ؟ )) .
فأعطاني غلامه مئة دينار ، ثُمَّ أقبل عليَّ ، فقال : (( إنّك تُحرَم الدنانير التي دفنتَها أحوج ما تكون إليها )) .
وصدق (عليه السّلام) وكان كما قال : دفنتُ مئتي دينار وقلت : يكون ظهراً وكهفاً لنا ، فاضطررت ضرورة شديدة إلى شيء أنفقه ، وانغلقت عليّ أبواب الرزق ، فنبشت عنها فإذا ابن لي قد عرف موضعها فأخذها وهرب ، فما قدرت منها
وأنت إذا لاحظت هذه الرواية عرفت معنى العلم الذي وهبه الله للأئمّة (عليهم السّلام) ، وكيف يخبرون بما كان وما هو كائن ، وكيف تعامل الإمام مع هذا الرجل مع أنّه أراد إخفاء الحقيقة على الإمام ، ومع هذا أعطاه الإمام (عليه السّلام) ؛ لأنّه من تلك الشجرة المباركة ، والذي ورد عن أبيه أمير المؤمنين (عليه السّلام) أنّه قال : (( إنّي لأعجبُ من أقوام يشترون المماليك بأموالِهِم ، ولا يشترون الأحرار بمعروفهم ))
ولذا تكرّرت هذه المواقف من أكثر الأئمّة (عليهم السّلام) مع الأعداء والمنحرفين والكذّابين ، حتى اشتهرت عن هؤلاء هذه الجملة بكثرة بحقِّ الأئمّة (عليهم السّلام) : ( اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ) .
وأمّا المقطع الثاني فهو (( ومعه آلة الإمامة )) : وهذه الكلمة تستوجب الوقوف قليلاً ؛ لتحديد ما هو المقصود من آلة الإمامة حتى نعرفبعد ذلك توفّر الإمام (عليه السّلام) عليها وعدمه .
أمّا الآلة لغةً : فهي الأداة ، وجَمْعها آل وآلات(3) ، وعليه يصير المعنى أنّ الإمام (عليه السّلام) عنده أداة الإمامة ، فحينئذ هو لا يحتاج إلى هذه الأداة من أحد ،
بل لا يتمكّن أن يعطيها أيَّ واحد له (عليه السّلام) إلاّ الذي خلقه ، ولكن ما هي أداة الإمامة ؟
الظاهر : أنّ المقصود بهذه الأداة هو كلّ ما يتقوّم به هذا المنصب العظيم من صفات ، أمثال : العلم ، والتقوى ، ومكارم الأخلاق ، ومعاجز ومناقب ، بحيث يكون بمرتبة لا يرقى إليها أحد إلاّ مَنْ كان على شاكلته (عليه السّلام) .
وهكذا كان إمامنا أبو مُحَمّد العسكري (عليه السّلام) ، فقد جاء بمناقب ومعاجز حيّرت العقول ، وأذهلت الألباب ، نذكر بعضها :
منها : ما عن أبي هاشم الجعفري قال : دخلت على أبي مُحَمّد العسكري (عليه السّلام) وكان يكتُبُ كتاباً ، فحان وقت الصلاة الأولى ، فوضع الكتاب من يده ، وقام (عليه السّلام) إلى الصلاة ، فرأيت القلم يمرّ على باقي القرطاس من الكتاب ويكتب حتى انتهى إلى آخره فخررت ساجداً .
فلمّا انصرف من الصلاة أخذ القلم ، وأذن للناس بالدخول
ومنها : ما رواه الشيخ الكليني (رحمه الله) عن ابن الكردي عن مُحَمّد بن علي قال : ضاق بنا الأمر ، فقال لي أبي : امضِ بنا حتى نصير إلى هذا الرجل ، يعني أبا مُحَمّد ؛ فإنّه قد وُصِفَ عنه سماحتُهُ .
فقلت : تَعرِفه ؟
فقال : ما أَعرِفه ، ولا رأيتُه قطّ .
قال : فقصدناه ، فقال لي (أبي) وهو في طريقه : ما أحوجنا إلى أن يأمر لنا بخمسمئة درهم ، مئتا درهم للكسوة ، ومئة درهم للدين ، ومئة للنفقة .
فقلت في نفسي : ليته أمر لي بثلاثمئة دره
وقد قاسى الإمام أبو مُحَمّد (عليه السّلام) من هؤلاء أشدّ المتاعب والمعاناة .
وقد وصف إمامنا الهادي (عليه السّلام) ولده الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام) بأوصافه اللائقة به ؛ لأنّ الإمام لا يحيط بكنهه إلاّ مَنْ كان على شاكلته .
وأنا أحبّ أن أركّز على الكلمة الأخيرة من هذا الحديث الشريف ، والكلمة هي : (( فعنده ما تحتاج إليه ومعه آلة الإمامة )) ؛ ففيها كلّ التفاصيل التي يراد لها أن تُقال عن الإمام (عليه السّلام) .
أمّا المقطع الأوّل (( فعنده ما تحتاج إليه )) : فالخطاب فيها موجّه لِمَنْ سأل عن الحُجَّةِ من بعد الإمام الهادي (عليه السّلام) ، فأجابه الإمام أبو الحسن الهادي (عليه السّلام)
بأنّ ما كنت تسأل عنه سابقاً إيّاي ، سل عنه أبا مُحَمّد الحسن العسكري (عليه السّلام) من بعدي ، (( فعنده ما تحتاج إليه )) .
يعني يجيبك عن كلّ ما تحتاج إليه من مسائل الأحكام ، وهذا المقطع يكشف عن العلم الذي كان يحمله الأئمّة(عليهم السّلام) ، ومنهم أبو مُحَمّد الحسن العسكري (عليه السّلام) ، وهو من أهم عناصر التفضيل عند الله تبارك وتعالى ، حيث قال (عزّ وجلّ) : ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ) سورة الزمر ، وقال أيضاً :( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ )سورة المجادله
وقد اشتهر عن الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام) علمه بالمغيّبات كثيراً ، فمن ذلك ما رواه إسماعيل بن مُحَمّد من حفدة عبد الله بن عباس بن عبد المطلب قال : قعدت لأبي مُحَمّد (عليه السّلام) على ظهر الطريق ، فلمّا مَرَّ بي شكوتُ إليه الحاجة ، وحلفت له أنّه ليس عندي درهم فما فوقها ، ولا غداء ولا عشاء ، قال : فقال : (( تحلف بالله كاذباً ، وقد دفنتَ مئتي دينار ، وليس قولي هذا دفعاً لك عن العطية . يا غلام ، ما معك ؟ )) .
فأعطاني غلامه مئة دينار ، ثُمَّ أقبل عليَّ ، فقال : (( إنّك تُحرَم الدنانير التي دفنتَها أحوج ما تكون إليها )) .
وصدق (عليه السّلام) وكان كما قال : دفنتُ مئتي دينار وقلت : يكون ظهراً وكهفاً لنا ، فاضطررت ضرورة شديدة إلى شيء أنفقه ، وانغلقت عليّ أبواب الرزق ، فنبشت عنها فإذا ابن لي قد عرف موضعها فأخذها وهرب ، فما قدرت منها
وأنت إذا لاحظت هذه الرواية عرفت معنى العلم الذي وهبه الله للأئمّة (عليهم السّلام) ، وكيف يخبرون بما كان وما هو كائن ، وكيف تعامل الإمام مع هذا الرجل مع أنّه أراد إخفاء الحقيقة على الإمام ، ومع هذا أعطاه الإمام (عليه السّلام) ؛ لأنّه من تلك الشجرة المباركة ، والذي ورد عن أبيه أمير المؤمنين (عليه السّلام) أنّه قال : (( إنّي لأعجبُ من أقوام يشترون المماليك بأموالِهِم ، ولا يشترون الأحرار بمعروفهم ))
ولذا تكرّرت هذه المواقف من أكثر الأئمّة (عليهم السّلام) مع الأعداء والمنحرفين والكذّابين ، حتى اشتهرت عن هؤلاء هذه الجملة بكثرة بحقِّ الأئمّة (عليهم السّلام) : ( اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ) .
وأمّا المقطع الثاني فهو (( ومعه آلة الإمامة )) : وهذه الكلمة تستوجب الوقوف قليلاً ؛ لتحديد ما هو المقصود من آلة الإمامة حتى نعرفبعد ذلك توفّر الإمام (عليه السّلام) عليها وعدمه .
أمّا الآلة لغةً : فهي الأداة ، وجَمْعها آل وآلات(3) ، وعليه يصير المعنى أنّ الإمام (عليه السّلام) عنده أداة الإمامة ، فحينئذ هو لا يحتاج إلى هذه الأداة من أحد ،
بل لا يتمكّن أن يعطيها أيَّ واحد له (عليه السّلام) إلاّ الذي خلقه ، ولكن ما هي أداة الإمامة ؟
الظاهر : أنّ المقصود بهذه الأداة هو كلّ ما يتقوّم به هذا المنصب العظيم من صفات ، أمثال : العلم ، والتقوى ، ومكارم الأخلاق ، ومعاجز ومناقب ، بحيث يكون بمرتبة لا يرقى إليها أحد إلاّ مَنْ كان على شاكلته (عليه السّلام) .
وهكذا كان إمامنا أبو مُحَمّد العسكري (عليه السّلام) ، فقد جاء بمناقب ومعاجز حيّرت العقول ، وأذهلت الألباب ، نذكر بعضها :
منها : ما عن أبي هاشم الجعفري قال : دخلت على أبي مُحَمّد العسكري (عليه السّلام) وكان يكتُبُ كتاباً ، فحان وقت الصلاة الأولى ، فوضع الكتاب من يده ، وقام (عليه السّلام) إلى الصلاة ، فرأيت القلم يمرّ على باقي القرطاس من الكتاب ويكتب حتى انتهى إلى آخره فخررت ساجداً .
فلمّا انصرف من الصلاة أخذ القلم ، وأذن للناس بالدخول
ومنها : ما رواه الشيخ الكليني (رحمه الله) عن ابن الكردي عن مُحَمّد بن علي قال : ضاق بنا الأمر ، فقال لي أبي : امضِ بنا حتى نصير إلى هذا الرجل ، يعني أبا مُحَمّد ؛ فإنّه قد وُصِفَ عنه سماحتُهُ .
فقلت : تَعرِفه ؟
فقال : ما أَعرِفه ، ولا رأيتُه قطّ .
قال : فقصدناه ، فقال لي (أبي) وهو في طريقه : ما أحوجنا إلى أن يأمر لنا بخمسمئة درهم ، مئتا درهم للكسوة ، ومئة درهم للدين ، ومئة للنفقة .
فقلت في نفسي : ليته أمر لي بثلاثمئة دره