Forwarded from سعيد السلمو Said Alsalmou
#الفتوى_ليست_لعبة
أصبحت الفتوى في المجموعات عبارة عن استطلاع للرأي، والكل يبدي وجهة نظره حول المسألة:
#من_هو_المفتي؟
قال الامام السيوطي -بما يخص المنهاج والروضة- في كتابه الحاوي للفتاوي (1/ 390- 391):
إنما يفتي المتبحر في العلم العارف بتنزيل الوقائع الجزئية على الكليات المقررة في الكتب، وما شرطوا في المفتي أن يكون مجتهدا إلا لهذا المعنى وأمثاله، والمدار الآن على التبحر، فمن تبحر في فن أفتى به وليس له أن يتعدى إلى فن لم يتبحر فيه، ويطلق قلمه فيه وهو لم يقف على متفرقات كلام أرباب ذلك الفن، فلعله يعتمد على مقالة مرجوحة وهو يظنها عندهم صحيحة، وهذه المسألة من ذلك كما سنبينه، وكذلك ليس لأحد أن يفتي في العربية وقصارى أمره النظر في المصنف، والتوضيح، ونحو ذلك، بل حتى يحيط بالفن خبرة ويقف على غرائبه وغوامضه ونوادره، فضلا عن ظواهره ومشاهيره، وما مثل من يفتي في النحو وقصارى أمره ما ذكر إلا مثل من قرأ (المنهاج) واقتصر عليه وأراد أن يفتي في الفقه، فلو جاءته مسألة من (الروضة) مثلا فإن كان دينا قال: هذه لم أقف عليها، وإن كان غير ذلك أنكرها بالكلية وقال: هذا شيء لم يقله أحد، بل ولا والله لا يكتفى في إباحة الفتوى بحفظ الروضة وحدها، فماذا يصنع في المسائل التي اختلف فيها الترجيح، ماذا يصنع في المسائل ذات الصور والأقسام، ولم يذكر في الروضة بقية صورها وأقسامها، ماذا يصنع في مسائل لها قيود ومحال تركت من الروضة وهي مفرقة في شرح المهذب وغيره من الكتب؟ ماذا يصنع في مسائل خلت عنها الروضة بالكلية؟ بل لا بد في المفتي من أن يضم إلى الروضة حمل كتب، فإن لم ينهض إلى ذلك وعسر عليه النظر في كتب الشافعي رضي الله عنه وأصحابه المتقدمين، فلا أقل من استيعاب كتب المتأخرين، وقد قال ابن بلبان الحنفي في كتابه زلة القارئ:
مقتبس
أصبحت الفتوى في المجموعات عبارة عن استطلاع للرأي، والكل يبدي وجهة نظره حول المسألة:
#من_هو_المفتي؟
قال الامام السيوطي -بما يخص المنهاج والروضة- في كتابه الحاوي للفتاوي (1/ 390- 391):
إنما يفتي المتبحر في العلم العارف بتنزيل الوقائع الجزئية على الكليات المقررة في الكتب، وما شرطوا في المفتي أن يكون مجتهدا إلا لهذا المعنى وأمثاله، والمدار الآن على التبحر، فمن تبحر في فن أفتى به وليس له أن يتعدى إلى فن لم يتبحر فيه، ويطلق قلمه فيه وهو لم يقف على متفرقات كلام أرباب ذلك الفن، فلعله يعتمد على مقالة مرجوحة وهو يظنها عندهم صحيحة، وهذه المسألة من ذلك كما سنبينه، وكذلك ليس لأحد أن يفتي في العربية وقصارى أمره النظر في المصنف، والتوضيح، ونحو ذلك، بل حتى يحيط بالفن خبرة ويقف على غرائبه وغوامضه ونوادره، فضلا عن ظواهره ومشاهيره، وما مثل من يفتي في النحو وقصارى أمره ما ذكر إلا مثل من قرأ (المنهاج) واقتصر عليه وأراد أن يفتي في الفقه، فلو جاءته مسألة من (الروضة) مثلا فإن كان دينا قال: هذه لم أقف عليها، وإن كان غير ذلك أنكرها بالكلية وقال: هذا شيء لم يقله أحد، بل ولا والله لا يكتفى في إباحة الفتوى بحفظ الروضة وحدها، فماذا يصنع في المسائل التي اختلف فيها الترجيح، ماذا يصنع في المسائل ذات الصور والأقسام، ولم يذكر في الروضة بقية صورها وأقسامها، ماذا يصنع في مسائل لها قيود ومحال تركت من الروضة وهي مفرقة في شرح المهذب وغيره من الكتب؟ ماذا يصنع في مسائل خلت عنها الروضة بالكلية؟ بل لا بد في المفتي من أن يضم إلى الروضة حمل كتب، فإن لم ينهض إلى ذلك وعسر عليه النظر في كتب الشافعي رضي الله عنه وأصحابه المتقدمين، فلا أقل من استيعاب كتب المتأخرين، وقد قال ابن بلبان الحنفي في كتابه زلة القارئ:
مقتبس