#دعاء_الندبة
اَلْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ وَصَلَّى اللهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَسْليماً، اَللّـهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى ما جَرى بِهِ قَضاؤكَ في اَوْلِيائِكَ الَّذينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَدينِكَ، اِذِ اخْتَرْتَ لَهُمْ جَزيلَ ما عِنْدَكَ مِنَ النَّعيمِ الْمُقيمِ الَّذي لا زَوالَ لَهُ وَلاَ اضْمِحْلالَ، بَعْدَ اَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ في دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ وَزُخْرُفِها وَزِبْرِجِها، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ وَعَلِمْتَ مِنْهُمُ الْوَفاءَ بِهِ فَقَبِلْتَهُمْ وَقَرَّبْتَهُمْ، وَقَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ الْعَلِيَّ وَالثَّناءَ الْجَلِىَّ، وَاَهْبَطْتَ عَلَيْهِمْ مَلائِكَتَكَ وَكَرَّمْتَهُمْ بِوَحْيِكَ، وَرَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِكَ، وَجَعَلْتَهُمُ الذَّريعَةَ اِلَيْكَ وَالْوَسيلَةَ اِلى رِضْوانِكَ، فَبَعْضٌ اَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ اِلى اَنْ اَخْرَجْتَهُ مِنْها، وَبَعْضٌ حَمَلْتَهُ في فُلْكِكَ وَنَجَّيْتَهُ وَمَنْ آمَنَ مَعَهُ مِنَ الْهَلَكَةِ بِرَحْمَتِكَ، وَبَعْضٌ اتَّخَذْتَهُ لِنَفْسِكَ خَليلاً وَسَأَلَكَ لِسانَ صِدْق فِي الاْخِرينَ فَاَجَبْتَهُ وَجَعَلْتَ ذلِكَ عَلِيّاً، وَبَعْضٌ كَلَّمْتَهُ مِنْ شَجَـرَةٍ تَكْليماً وَجَعَلْتَ لَهُ مِنْ اَخيهِ رِدْءاً وَوَزيراً، وَبَعْضٌ اَوْلَدْتَهُ مِنْ غَيْرِ اَب وَآتَيْتَهُ الْبَيِّناتِ وَاَيَّدْتَهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ، وَكُلٌّ شَرَعْتَ لَهُ شَريعَةً، وَنَهَجْتَ لَهُ مِنْهاجاً، وَتَخَيَّرْتَ لَهُ اَوْصِياءَ، مُسْتَحْفِظاً بَعْدَ مُسْتَحْفِظ مِنْ مُدَّةٍ اِلى مُدَّةٍ، اِقامَةً لِدينِكَ، وَحُجَّةً عَلى عِبادِكَ، وَلِئَلّا يَزُولَ الْحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ وَيَغْلِبَ الْباطِلُ عَلى اَهْلِهِ، وَلا يَقُولَ اَحَدٌ لَوْلا اَرْسَلْتَ اِلَيْنا رَسُولاً مُنْذِراً وأقمت لَنا عَلَماً هادِياً فَنَتَّبِـعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ اَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى، اِلى اَنِ انْتَهَيْتَ بالأمر اِلى حَبيبِكَ وَنَجيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، فَكانَ كَمَا انْتَجَبْتَهُ سَيِّدَ مَنْ خَلَقْتَهُ، وَصَفْوَةَ مَنِ اصْطَفَيْتَهُ، وأفضل مَنِ اجْتَبَيْتَهُ، وأكرم مَنِ اعْتَمَدْتَهُ، قَدَّمْتَهُ عَلى اَنْبِيائِكَ، وَبَعَثْتَهُ اِلَى الثَّقَلَيْنِ مِنْ عِبادِكَ، وَاَوْطَأتَهُ مَشارِقَكَ وَمَغارِبَكَ، وَسَخَّرْتَ لَهُ الْبُراقَ، وَعَرَجْتَ) به( بِرُوْحِهِ اِلى سَمائِكَ، وأودعته عِلْمَ ما كانَ وَما يَكُونُ اِلَى انْقِضاءِ خَلْقِكَ، ثُمَّ نَصَرْتَهُ بِالرُّعْبِ، وَحَفَفْتَهُ بِجَبْرَئيلَ وَميكائيلَ وَالْمُسَوِّمينَ مِنْ مَلائِكَتِكَ وَوَعَدْتَهُ اَنْ تُظْهِرَ دينَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، وَذلِكَ بَعْدَ اَنْ بَوَّأتَهُ مَبَوَّأَ صِدْقٍ مِنْ اَهْلِهِ، وَجَعَلْتَ لَهُ وَلَهُمْ اَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمينَ، فيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ اِبْراهيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً، وَقُلْتَ (اِنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ اَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً) ثُمَّ جَعَلْتَ اَجْرَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ مَوَدَّتَهُمْ في كِتابِكَ فَقُلْتَ: (قُلْ لا اَسْاَلُكُمْ عَلَيْهِ اَجْراً اِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبى) وَقُلْتَ (ما سَألْتُكُمْ مِنْ اَجْر فَهُوَلَكُمْ) وَقُلْتَ: (ما اَسْاَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ اَجْر الّا مَنْ شاءَ اَنْ يَتَّخِذَ اِلى رَبِّهِ سَبيلاً) فَكانُوا هُمُ السَّبيلَ اِلَيْكَ وَالْمَسْلَكَ اِلى رِضْوانِكَ، فَلَمَّا انْقَضَتْ اَيّامُهُ اَقامَ وَلِيَّهُ عَلِيَّ بْنَ اَبي طالِب صَلَواتُكَ عَلَيْهِما وَآلِهِما هادِياً، اِذْ كانَ هُوَ الْمُنْذِرَ وَلِكُلِّ قَوْم هاد، فَقالَ وَالْمَلأُ اَمامَهُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ اَللّـهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَقالَ: مَنْ كُنْتُ اَنَا نَبِيَّهُ فَعَلِيٌّ اَميرُهُ، وَقالَ اَنَا وَعَلِيٌّ مِنْ شَجَرَة واحِدَة وَسائِرُالنَّاسِ مِنْ شَجَر شَتّى، وَاَحَلَّهُ مَحَلَّ هارُونَ مِنْ مُوسى، فَقال لَهُ اَنْتَ مِنّي بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسى الّا اَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدي، وَزَوَّجَهُ ابْنَتَهُ سَيِّدَةَ نِساءِ الْعالَمينَ، وَاَحَلَّ لَهُ مِنْ مَسْجِدِهِ ما حَلَّ لَهُ، وَسَدَّ الاَْبْوابَ اِلاّ بابَهُ، ثُمَّ اَوْدَعَهُ عِلْمَهُ وَحِكْمَتَهُ فَقالَ: اَنـَا مَدينَةُ الْعِلْمِ وَعَلِىٌّ بابُها، فَمَنْ اَرادَ الْمَدينَةَ وَالْحِكْمَةَ فَلْيَاْتِها مِنْ بابِها، ثُمَّ قالَ: اَنْتَ اَخي وَوَصِيّي وَوارِثي، لَحْمُكَ مِنْ لَحْمي وَدَمُكَ مِنْ دَمي وَسِلْمُكَ سِلْمي وَحَرْبُكَ حَرْبي وَالإيمانُ مُخالِطٌ لَحْمَكَ وَدَمَكَ كَما
اَلْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ وَصَلَّى اللهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَسْليماً، اَللّـهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى ما جَرى بِهِ قَضاؤكَ في اَوْلِيائِكَ الَّذينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَدينِكَ، اِذِ اخْتَرْتَ لَهُمْ جَزيلَ ما عِنْدَكَ مِنَ النَّعيمِ الْمُقيمِ الَّذي لا زَوالَ لَهُ وَلاَ اضْمِحْلالَ، بَعْدَ اَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ في دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ وَزُخْرُفِها وَزِبْرِجِها، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ وَعَلِمْتَ مِنْهُمُ الْوَفاءَ بِهِ فَقَبِلْتَهُمْ وَقَرَّبْتَهُمْ، وَقَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ الْعَلِيَّ وَالثَّناءَ الْجَلِىَّ، وَاَهْبَطْتَ عَلَيْهِمْ مَلائِكَتَكَ وَكَرَّمْتَهُمْ بِوَحْيِكَ، وَرَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِكَ، وَجَعَلْتَهُمُ الذَّريعَةَ اِلَيْكَ وَالْوَسيلَةَ اِلى رِضْوانِكَ، فَبَعْضٌ اَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ اِلى اَنْ اَخْرَجْتَهُ مِنْها، وَبَعْضٌ حَمَلْتَهُ في فُلْكِكَ وَنَجَّيْتَهُ وَمَنْ آمَنَ مَعَهُ مِنَ الْهَلَكَةِ بِرَحْمَتِكَ، وَبَعْضٌ اتَّخَذْتَهُ لِنَفْسِكَ خَليلاً وَسَأَلَكَ لِسانَ صِدْق فِي الاْخِرينَ فَاَجَبْتَهُ وَجَعَلْتَ ذلِكَ عَلِيّاً، وَبَعْضٌ كَلَّمْتَهُ مِنْ شَجَـرَةٍ تَكْليماً وَجَعَلْتَ لَهُ مِنْ اَخيهِ رِدْءاً وَوَزيراً، وَبَعْضٌ اَوْلَدْتَهُ مِنْ غَيْرِ اَب وَآتَيْتَهُ الْبَيِّناتِ وَاَيَّدْتَهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ، وَكُلٌّ شَرَعْتَ لَهُ شَريعَةً، وَنَهَجْتَ لَهُ مِنْهاجاً، وَتَخَيَّرْتَ لَهُ اَوْصِياءَ، مُسْتَحْفِظاً بَعْدَ مُسْتَحْفِظ مِنْ مُدَّةٍ اِلى مُدَّةٍ، اِقامَةً لِدينِكَ، وَحُجَّةً عَلى عِبادِكَ، وَلِئَلّا يَزُولَ الْحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ وَيَغْلِبَ الْباطِلُ عَلى اَهْلِهِ، وَلا يَقُولَ اَحَدٌ لَوْلا اَرْسَلْتَ اِلَيْنا رَسُولاً مُنْذِراً وأقمت لَنا عَلَماً هادِياً فَنَتَّبِـعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ اَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى، اِلى اَنِ انْتَهَيْتَ بالأمر اِلى حَبيبِكَ وَنَجيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، فَكانَ كَمَا انْتَجَبْتَهُ سَيِّدَ مَنْ خَلَقْتَهُ، وَصَفْوَةَ مَنِ اصْطَفَيْتَهُ، وأفضل مَنِ اجْتَبَيْتَهُ، وأكرم مَنِ اعْتَمَدْتَهُ، قَدَّمْتَهُ عَلى اَنْبِيائِكَ، وَبَعَثْتَهُ اِلَى الثَّقَلَيْنِ مِنْ عِبادِكَ، وَاَوْطَأتَهُ مَشارِقَكَ وَمَغارِبَكَ، وَسَخَّرْتَ لَهُ الْبُراقَ، وَعَرَجْتَ) به( بِرُوْحِهِ اِلى سَمائِكَ، وأودعته عِلْمَ ما كانَ وَما يَكُونُ اِلَى انْقِضاءِ خَلْقِكَ، ثُمَّ نَصَرْتَهُ بِالرُّعْبِ، وَحَفَفْتَهُ بِجَبْرَئيلَ وَميكائيلَ وَالْمُسَوِّمينَ مِنْ مَلائِكَتِكَ وَوَعَدْتَهُ اَنْ تُظْهِرَ دينَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، وَذلِكَ بَعْدَ اَنْ بَوَّأتَهُ مَبَوَّأَ صِدْقٍ مِنْ اَهْلِهِ، وَجَعَلْتَ لَهُ وَلَهُمْ اَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمينَ، فيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ اِبْراهيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً، وَقُلْتَ (اِنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ اَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً) ثُمَّ جَعَلْتَ اَجْرَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ مَوَدَّتَهُمْ في كِتابِكَ فَقُلْتَ: (قُلْ لا اَسْاَلُكُمْ عَلَيْهِ اَجْراً اِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبى) وَقُلْتَ (ما سَألْتُكُمْ مِنْ اَجْر فَهُوَلَكُمْ) وَقُلْتَ: (ما اَسْاَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ اَجْر الّا مَنْ شاءَ اَنْ يَتَّخِذَ اِلى رَبِّهِ سَبيلاً) فَكانُوا هُمُ السَّبيلَ اِلَيْكَ وَالْمَسْلَكَ اِلى رِضْوانِكَ، فَلَمَّا انْقَضَتْ اَيّامُهُ اَقامَ وَلِيَّهُ عَلِيَّ بْنَ اَبي طالِب صَلَواتُكَ عَلَيْهِما وَآلِهِما هادِياً، اِذْ كانَ هُوَ الْمُنْذِرَ وَلِكُلِّ قَوْم هاد، فَقالَ وَالْمَلأُ اَمامَهُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ اَللّـهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَقالَ: مَنْ كُنْتُ اَنَا نَبِيَّهُ فَعَلِيٌّ اَميرُهُ، وَقالَ اَنَا وَعَلِيٌّ مِنْ شَجَرَة واحِدَة وَسائِرُالنَّاسِ مِنْ شَجَر شَتّى، وَاَحَلَّهُ مَحَلَّ هارُونَ مِنْ مُوسى، فَقال لَهُ اَنْتَ مِنّي بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسى الّا اَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدي، وَزَوَّجَهُ ابْنَتَهُ سَيِّدَةَ نِساءِ الْعالَمينَ، وَاَحَلَّ لَهُ مِنْ مَسْجِدِهِ ما حَلَّ لَهُ، وَسَدَّ الاَْبْوابَ اِلاّ بابَهُ، ثُمَّ اَوْدَعَهُ عِلْمَهُ وَحِكْمَتَهُ فَقالَ: اَنـَا مَدينَةُ الْعِلْمِ وَعَلِىٌّ بابُها، فَمَنْ اَرادَ الْمَدينَةَ وَالْحِكْمَةَ فَلْيَاْتِها مِنْ بابِها، ثُمَّ قالَ: اَنْتَ اَخي وَوَصِيّي وَوارِثي، لَحْمُكَ مِنْ لَحْمي وَدَمُكَ مِنْ دَمي وَسِلْمُكَ سِلْمي وَحَرْبُكَ حَرْبي وَالإيمانُ مُخالِطٌ لَحْمَكَ وَدَمَكَ كَما
علي الصديق الأكبر
Photo
#دعاء_الندبة
((أَيْنَ الطَّالِبُ بِدَمِ المَقْتُولِ بِكَرْبَلاَء))
عندما نقرأ هذا المقطع من دعاء الندبة يتسائل الكثير لماذا نقول للإمام المهدي (عجل الله فرجه) انّه الطالب بدم الإمام الحسين (عليه السلام) و اهل بيته و اصحابه الذين أستشهدوا معه في كربلاء مع انّ المختار الثقفي قد أخذ بثأره ؟
و الجواب على هذا السؤال هو:
1) لقد ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) في تفسير قوله تعالى ((إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ)) انه قال: الحسين بن علي عليهما السلام منهم، ولم يُنصر بعد، ثم قال: والله لقد قُتل قتلة الإمام الحسين (عليه السلام) ولم يُطلَب بدمه بَعد.
(كامل الزيارات لابن قولويه ص١٣٤).
2) إن الإمام الحسين (عليه السلام) يمثل منهجاً عملياً نحو الإسلام المحمدي الأصيل، فكل من كان على غير خطه ومنهجه يُعتبر قاتلاً له، ولذلك سيقوم الإمام المهدي (عجل الله فرجه) بقتل كل من رضي بقتلته (عليه السلام) وإنْ لم يباشر القتل، فقد ورد أنّ عبد السلام بن صالح الهروي قال: قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام) : يا ابن رسول الله ما تقول في حديث روي عن الصادق (عليه السلام) انه قال: إذا خرج القائم قتل ذراري قتلة الحسين (عليه السلام) بفعال آبائها؟ فقال (عليه السلام): هو كذلك. فقلت: فقول الله عز وجل ((وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ)) ما معناه؟ فقال: صدق الله في جميع اقواله -لكن ذراري قتلة الحسين يرضون افعال آبائهم ويفتخرون بها، ومن رضي شيئاً كان كمن اتاه، ولو أن رجلاً قُتل في المشرق فرضي بقتله رجل في المغرب كان الراضي عند الله شريك القاتل- وانما يقتلهم القائم اذا خرج لرضاهم بفعل آبائهم .
((أَيْنَ الطَّالِبُ بِدَمِ المَقْتُولِ بِكَرْبَلاَء))
عندما نقرأ هذا المقطع من دعاء الندبة يتسائل الكثير لماذا نقول للإمام المهدي (عجل الله فرجه) انّه الطالب بدم الإمام الحسين (عليه السلام) و اهل بيته و اصحابه الذين أستشهدوا معه في كربلاء مع انّ المختار الثقفي قد أخذ بثأره ؟
و الجواب على هذا السؤال هو:
1) لقد ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) في تفسير قوله تعالى ((إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ)) انه قال: الحسين بن علي عليهما السلام منهم، ولم يُنصر بعد، ثم قال: والله لقد قُتل قتلة الإمام الحسين (عليه السلام) ولم يُطلَب بدمه بَعد.
(كامل الزيارات لابن قولويه ص١٣٤).
2) إن الإمام الحسين (عليه السلام) يمثل منهجاً عملياً نحو الإسلام المحمدي الأصيل، فكل من كان على غير خطه ومنهجه يُعتبر قاتلاً له، ولذلك سيقوم الإمام المهدي (عجل الله فرجه) بقتل كل من رضي بقتلته (عليه السلام) وإنْ لم يباشر القتل، فقد ورد أنّ عبد السلام بن صالح الهروي قال: قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام) : يا ابن رسول الله ما تقول في حديث روي عن الصادق (عليه السلام) انه قال: إذا خرج القائم قتل ذراري قتلة الحسين (عليه السلام) بفعال آبائها؟ فقال (عليه السلام): هو كذلك. فقلت: فقول الله عز وجل ((وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ)) ما معناه؟ فقال: صدق الله في جميع اقواله -لكن ذراري قتلة الحسين يرضون افعال آبائهم ويفتخرون بها، ومن رضي شيئاً كان كمن اتاه، ولو أن رجلاً قُتل في المشرق فرضي بقتله رجل في المغرب كان الراضي عند الله شريك القاتل- وانما يقتلهم القائم اذا خرج لرضاهم بفعل آبائهم .
علي الصديق الأكبر
Photo
#دعاء_الندبة
((أَيْنَ المُعَدُّ لِقَطْعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ))
لقد أعدَّ الله تعالى الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) لمهمّة إقامة العدل ورفع الظلم في آخر الزمان ، فهو المُعَدُّ من الله تعالى لصالح البشرية ، والذي يتمكن من مواجهة الظالمين ، مهما بلغت قوّتهم وقدرتهم .
فعن سلمان المحمدي (رضي الله عنه) قال :
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) :
((الأئمةُ من بعدي بعددِ نقباء بني إسرائيل ، وكانوا اثني عشر .
ثم وضع يده على صلب الحسين عليه السلام وقال :
تسعةٌ من صلبه ، والتاسعُ مهديُّهم ، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت جوراً وظُلما ً، فالويلُ لمبغضيهم))
كفاية الاثر ، الخزاز القمي ، ص47 .
((أَيْنَ المُعَدُّ لِقَطْعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ))
لقد أعدَّ الله تعالى الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) لمهمّة إقامة العدل ورفع الظلم في آخر الزمان ، فهو المُعَدُّ من الله تعالى لصالح البشرية ، والذي يتمكن من مواجهة الظالمين ، مهما بلغت قوّتهم وقدرتهم .
فعن سلمان المحمدي (رضي الله عنه) قال :
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) :
((الأئمةُ من بعدي بعددِ نقباء بني إسرائيل ، وكانوا اثني عشر .
ثم وضع يده على صلب الحسين عليه السلام وقال :
تسعةٌ من صلبه ، والتاسعُ مهديُّهم ، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت جوراً وظُلما ً، فالويلُ لمبغضيهم))
كفاية الاثر ، الخزاز القمي ، ص47 .
علي الصديق الأكبر
Photo
#دعاء_الندبة
((يَابْنَ الخَضارِمَةِ المُنْتَجَبِينَ))
إن كلمة (الخضارمة) في عبارة ((يابن الخضارمة المنتجبين))
هي جمع لكلمة خضرم.
و الخضرم ؛ هو السخي المعروف بكثرة البذل ، وهو في الأصل يطلق على الكثير من كل شيء ، فيقال بئر خضرم أي كثير الماء ، ويقال للبحر خضرم لسعته وكثرة مائه و يطلق أيضا على الرجل الجواد الكثير العطاء تشبيهاً له بالبحر .
وإن المقصودين من هذا الوصف في هذه الفقرة من الدعاء هم أهل البيت (عليهم السلام) .
((يَابْنَ الخَضارِمَةِ المُنْتَجَبِينَ))
إن كلمة (الخضارمة) في عبارة ((يابن الخضارمة المنتجبين))
هي جمع لكلمة خضرم.
و الخضرم ؛ هو السخي المعروف بكثرة البذل ، وهو في الأصل يطلق على الكثير من كل شيء ، فيقال بئر خضرم أي كثير الماء ، ويقال للبحر خضرم لسعته وكثرة مائه و يطلق أيضا على الرجل الجواد الكثير العطاء تشبيهاً له بالبحر .
وإن المقصودين من هذا الوصف في هذه الفقرة من الدعاء هم أهل البيت (عليهم السلام) .
علي الصديق الأكبر
Photo
#دعاء_الندبة
((اِذْ كانَتِ الاَْرْضُ للهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقينَ وَسُبْحانَ رَبِّنا اِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً وَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ وَهُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ))
يتحدث هذا المقطع بفقراته المتعددة عن حقيقة لابدّ أنْ نذكّر بها أنفسنا دائماً، فعندما نستعرض مسيرة الأئمة (عليهم السلام) وهم سادة البشر وكانت لهم قدرة على العيش الرغيد والحياة المرفّهة مقابل شيء بسيط وهو الاغماض عن جزء يسير من دورهم في حفظ الدين وهداية الناس ومسك البشرية عن الانحراف والأَخذ بيد المستضعفين إلى الاستقامة.
فإنّ ما استعرضناه من فقرات الدعاء المبارك يعكس لنا حقيقة ما تعرض له أهل البيت (عليهم السلام) من اشدّ انواع التنكيل والاقصاء والقتل وانتهاك الحرمات لا لعداء شخصي بين الساسة والحكام في زمانهم وبينهم (عليهم السلام) وإنّما هو صراع المبادئ فلم يكونوا ليدفعوا الأذى عن انفسهم ويجلبوا الراحة والرخاء لهم ولذويهم ويفسحوا المجال للحكام بترويج الباطل وتثبيت دعائم ملكهم على الضلال والانحراف.
إذن لابدّ أنْ نلتفت إلى قضية مهمّة جداً وينبغي أن لا تفارقنا في جميع خطوات حياتنا بل ينبغي أنْ يكون حضورها في اذهاننا آنياً وهي أنّ وجودنا مرهون بسلامة عقيدتنا واستقامة ديننا وكل ما عدا ذلك فإنّه سيزول ولنا في الائمة (عليهم السلام) وما جرى عليهم على لسان هذا الدعاء المبارك والأنبياء وماتحدّث القرآن عن قصصهم اسوة وقدوة في الحياة الدنيا.
فكون الارض لله يورثها من يشاء لم يمنع من أنْ يجري على أهل البيت (عليهم السلام) ما جرى وكونهم لهم القدرة الكاملة على سحق الظلمة وعلى العيش براحة لم يمنع أنْ يجري عليهم مما قرأناه ما جرى.
اذن لابدّ أنْ لا تقف طموحاتنا وأهدافنا عند تحقيق سبل العيش المناسب فإنّ هذه كلها وسائط فينبغي أنْ لا ننغمس في المقدّمات ونترك النتيجة التي إنّما جاءت المقدمات لأجلها، فالحياة مهما كانت لاتتجاوز الستين أو الثمانين، نصفها منغّصات فلم نبيع الأربعين بثمن بخس.
الدعاء المبارك يريد أنْ يؤكّد على حالة تربوية فضلاً عما يريد أنْ يؤكد عليه من بعد عقائدي أو ترجمة تاريخية لما وقع أو سيقع للأئمة من أهل البيت (عليهم السلام) وهذا البُعد الاخلاقي التربوي يخاطب وجدان الإنسان ويهزّ اعماق ضميره، أنْ قف قليلاً وفكّر في مصيرك فإنك زائل، فما هو زاد سفرك، وهناك محطات كثيرة أمامك ستساءل فيها عن رفيق دربك، وعن ما جنيت واقترفت وضيعت او استثمرت او خسرت من رأس مالك وتجاراتك، فالزمن رأس مالنا، والعقيدة رأس مالنا، والاصلاح والصلاح والاستقامة رأس مالنا، ترى كم استثمرنا من رؤوس الأموال هذه؟ وكم جنينا من ارباح في دار التجارة.
فالله سبحانه وتعالى في هذا المقطع تحدّث عن أهل البيت (عليهم السلام) بأن وعده لن يخلف، وأنه مفعول لاشكّ ولا ريب لان الارض له ولانه وعد بأن ورثتها هم آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) عباده الصالحون وانّ هذه الارض ستسلم لوارثها الشرعي صاحب الأمر (عليه السلام) وانّ نصيباً من هذا الإرث سينال المتقين لانّ العاقبة لهم كما اكد الدعاء على ذلك و هنا يأتي دورنا في أنّنا كيف نكون من المتقين لتكون لنا العاقبة مع الوارثين محمد وآله الطيبين الطاهرين.
((اِذْ كانَتِ الاَْرْضُ للهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقينَ وَسُبْحانَ رَبِّنا اِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً وَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ وَهُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ))
يتحدث هذا المقطع بفقراته المتعددة عن حقيقة لابدّ أنْ نذكّر بها أنفسنا دائماً، فعندما نستعرض مسيرة الأئمة (عليهم السلام) وهم سادة البشر وكانت لهم قدرة على العيش الرغيد والحياة المرفّهة مقابل شيء بسيط وهو الاغماض عن جزء يسير من دورهم في حفظ الدين وهداية الناس ومسك البشرية عن الانحراف والأَخذ بيد المستضعفين إلى الاستقامة.
فإنّ ما استعرضناه من فقرات الدعاء المبارك يعكس لنا حقيقة ما تعرض له أهل البيت (عليهم السلام) من اشدّ انواع التنكيل والاقصاء والقتل وانتهاك الحرمات لا لعداء شخصي بين الساسة والحكام في زمانهم وبينهم (عليهم السلام) وإنّما هو صراع المبادئ فلم يكونوا ليدفعوا الأذى عن انفسهم ويجلبوا الراحة والرخاء لهم ولذويهم ويفسحوا المجال للحكام بترويج الباطل وتثبيت دعائم ملكهم على الضلال والانحراف.
إذن لابدّ أنْ نلتفت إلى قضية مهمّة جداً وينبغي أن لا تفارقنا في جميع خطوات حياتنا بل ينبغي أنْ يكون حضورها في اذهاننا آنياً وهي أنّ وجودنا مرهون بسلامة عقيدتنا واستقامة ديننا وكل ما عدا ذلك فإنّه سيزول ولنا في الائمة (عليهم السلام) وما جرى عليهم على لسان هذا الدعاء المبارك والأنبياء وماتحدّث القرآن عن قصصهم اسوة وقدوة في الحياة الدنيا.
فكون الارض لله يورثها من يشاء لم يمنع من أنْ يجري على أهل البيت (عليهم السلام) ما جرى وكونهم لهم القدرة الكاملة على سحق الظلمة وعلى العيش براحة لم يمنع أنْ يجري عليهم مما قرأناه ما جرى.
اذن لابدّ أنْ لا تقف طموحاتنا وأهدافنا عند تحقيق سبل العيش المناسب فإنّ هذه كلها وسائط فينبغي أنْ لا ننغمس في المقدّمات ونترك النتيجة التي إنّما جاءت المقدمات لأجلها، فالحياة مهما كانت لاتتجاوز الستين أو الثمانين، نصفها منغّصات فلم نبيع الأربعين بثمن بخس.
الدعاء المبارك يريد أنْ يؤكّد على حالة تربوية فضلاً عما يريد أنْ يؤكد عليه من بعد عقائدي أو ترجمة تاريخية لما وقع أو سيقع للأئمة من أهل البيت (عليهم السلام) وهذا البُعد الاخلاقي التربوي يخاطب وجدان الإنسان ويهزّ اعماق ضميره، أنْ قف قليلاً وفكّر في مصيرك فإنك زائل، فما هو زاد سفرك، وهناك محطات كثيرة أمامك ستساءل فيها عن رفيق دربك، وعن ما جنيت واقترفت وضيعت او استثمرت او خسرت من رأس مالك وتجاراتك، فالزمن رأس مالنا، والعقيدة رأس مالنا، والاصلاح والصلاح والاستقامة رأس مالنا، ترى كم استثمرنا من رؤوس الأموال هذه؟ وكم جنينا من ارباح في دار التجارة.
فالله سبحانه وتعالى في هذا المقطع تحدّث عن أهل البيت (عليهم السلام) بأن وعده لن يخلف، وأنه مفعول لاشكّ ولا ريب لان الارض له ولانه وعد بأن ورثتها هم آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) عباده الصالحون وانّ هذه الارض ستسلم لوارثها الشرعي صاحب الأمر (عليه السلام) وانّ نصيباً من هذا الإرث سينال المتقين لانّ العاقبة لهم كما اكد الدعاء على ذلك و هنا يأتي دورنا في أنّنا كيف نكون من المتقين لتكون لنا العاقبة مع الوارثين محمد وآله الطيبين الطاهرين.
#دعاء_الندبة
((فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ، وَسُبِيَ مَنْ سُبِيَ وَاُقْصِيَ مَنْ اُقْصِيَ وَجَرَى الْقَضاءُ لَهُمْ بِما يُرْجى لَهُ حُسْنُ الْمَثُوبَةِ))
بعد أنْ بينا في الفقرة السابقة أنّ هناك سنّة انشأها الجيل الأول بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وسار عليها المتأخرون وهي سنّة الإقصاء واجتماع الأُمّة واصرارها على معاداة أهل البيت (عليهم السلام) وتقطيع رحمهم والاستحواذ على حقّهم و هذه الحقيقة لم تنعكس من خلال هذا المقطع من الدعاء وإنّما هي حقيقة واقعية تاريخية صوّرت بقلم جميع من كتبوا التاريخ.
وهنا يأتي دور العقل الواعي الذي يريد لنفسه وذاته الخلاص في أنّ يميّز بين طريقين فلابدّ أنْ يسلك احدهما، ولابدّ من المراجعة والتنقيب عن الأسباب التي دعت من كانوا بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لممارسة أشنع وأقبح الأفعال تجاه عترة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مع تصريح القرآن الكريم على ضرورة احترامهم وتقديمهم وانّهم الميزان في اتباع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
والدعاء المبارك يعكس لنا صوراً من الممارسات المختلفة والمتعدّدة على أهل البيت (عليهم السلام) بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبطبيعة الحال فإنّ هذه الممارسات مع اختلافها لها درجات متفاوتة ونحتمل انه لم يعكس لنا الدعاء جميع هذه الممارسات ولعلّ الذي عكسه هو نسبة يستطيع الإنسان تصورها بينما أُخفيت نسب أُخرى من الممارسات لا يتصورها من يقرأ من المتأخرين عن زمانها فأُخفيت بقصد من أهل البيت (عليهم السلام) وتُركت إلى أو انها وحين إظهارها
إلاّ انّ هذا الذي وصل يعكس الحالة التي كان عليها خصوم أهل البيت (عليهم السلام) من كونهم أعداء حاقدين، فالتعدّي على أهل البيت (عليهم السلام) وإصرار الأُمّة على ازدرائهم والاستخفاف بهم وتصغير قدرهم مع اجتماع على هذا الأمر وتسالم عليه يداً بيد لكي لا يتهاون فيه أحد، ساعين بذلك إلى إيجاد حالة اجتماعية واضحة تجاه أهل البيت (عليهم السلام).
ولكن الغريب حقّاً في كلّ ذلك إنّه رغم الاقصاء والمقت وتقليل القدر و القتل والسبي والتنكيل نجد اليوم انّ اهل البيت (عليهم السلام) متربعون على القمّة في حبّ الناس لهم فضلاً عن المسلمين وبينما تجد الأعداء لم ينالوا إلاّ الخيبة والذكر السيء واللعن.
وفي المتون الحديثيّة نجد انّ الكثير من روايات أهل البيت (عليهم السلام) عكست لنا هذه الحالة:
فعن الإمام زين العابدين (عليه السلام) عند دخول المدينة بعد وقعة كربلاء قائلاً:
((والله لو انّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) تقدّم إليهم في قتالنا كما تقدم إليهم في الوصية بنا لمّا زادوا على ما فعلوا بنا))
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) في حديث طويل عن أولئك الذين يتظاهرون بالصلاة و الصوم وغيرها من العبادادت مع اشرئباب القلب حقداً على أهل البيت عليهم السلام، فيقول:
((فلا تغرنّك صلاتهم وصيامهم ورواياتهم وعلومهم فانهم حمر مستنفرة)).
وعن الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) يتحدث عمّا جرى عليهم [أي أهل البيت عليهم السلام] فيقول عن شهر المحرم:
((فاستحلّت فيه دماؤنا وهتك فيه حرمتنا وسبي فيه ذرارينا ونساؤنا واضرمت النيران في مضاربنا وانتهب فيها من ثقلنا ولم ترعى لرسول الله حرمة في أمرنا))
#شرح_دعاء_الندبة 🍃 ❤️
#بوت_نهج_الشيعة 📚 ✅
((فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ، وَسُبِيَ مَنْ سُبِيَ وَاُقْصِيَ مَنْ اُقْصِيَ وَجَرَى الْقَضاءُ لَهُمْ بِما يُرْجى لَهُ حُسْنُ الْمَثُوبَةِ))
بعد أنْ بينا في الفقرة السابقة أنّ هناك سنّة انشأها الجيل الأول بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وسار عليها المتأخرون وهي سنّة الإقصاء واجتماع الأُمّة واصرارها على معاداة أهل البيت (عليهم السلام) وتقطيع رحمهم والاستحواذ على حقّهم و هذه الحقيقة لم تنعكس من خلال هذا المقطع من الدعاء وإنّما هي حقيقة واقعية تاريخية صوّرت بقلم جميع من كتبوا التاريخ.
وهنا يأتي دور العقل الواعي الذي يريد لنفسه وذاته الخلاص في أنّ يميّز بين طريقين فلابدّ أنْ يسلك احدهما، ولابدّ من المراجعة والتنقيب عن الأسباب التي دعت من كانوا بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لممارسة أشنع وأقبح الأفعال تجاه عترة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مع تصريح القرآن الكريم على ضرورة احترامهم وتقديمهم وانّهم الميزان في اتباع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
والدعاء المبارك يعكس لنا صوراً من الممارسات المختلفة والمتعدّدة على أهل البيت (عليهم السلام) بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبطبيعة الحال فإنّ هذه الممارسات مع اختلافها لها درجات متفاوتة ونحتمل انه لم يعكس لنا الدعاء جميع هذه الممارسات ولعلّ الذي عكسه هو نسبة يستطيع الإنسان تصورها بينما أُخفيت نسب أُخرى من الممارسات لا يتصورها من يقرأ من المتأخرين عن زمانها فأُخفيت بقصد من أهل البيت (عليهم السلام) وتُركت إلى أو انها وحين إظهارها
إلاّ انّ هذا الذي وصل يعكس الحالة التي كان عليها خصوم أهل البيت (عليهم السلام) من كونهم أعداء حاقدين، فالتعدّي على أهل البيت (عليهم السلام) وإصرار الأُمّة على ازدرائهم والاستخفاف بهم وتصغير قدرهم مع اجتماع على هذا الأمر وتسالم عليه يداً بيد لكي لا يتهاون فيه أحد، ساعين بذلك إلى إيجاد حالة اجتماعية واضحة تجاه أهل البيت (عليهم السلام).
ولكن الغريب حقّاً في كلّ ذلك إنّه رغم الاقصاء والمقت وتقليل القدر و القتل والسبي والتنكيل نجد اليوم انّ اهل البيت (عليهم السلام) متربعون على القمّة في حبّ الناس لهم فضلاً عن المسلمين وبينما تجد الأعداء لم ينالوا إلاّ الخيبة والذكر السيء واللعن.
وفي المتون الحديثيّة نجد انّ الكثير من روايات أهل البيت (عليهم السلام) عكست لنا هذه الحالة:
فعن الإمام زين العابدين (عليه السلام) عند دخول المدينة بعد وقعة كربلاء قائلاً:
((والله لو انّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) تقدّم إليهم في قتالنا كما تقدم إليهم في الوصية بنا لمّا زادوا على ما فعلوا بنا))
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) في حديث طويل عن أولئك الذين يتظاهرون بالصلاة و الصوم وغيرها من العبادادت مع اشرئباب القلب حقداً على أهل البيت عليهم السلام، فيقول:
((فلا تغرنّك صلاتهم وصيامهم ورواياتهم وعلومهم فانهم حمر مستنفرة)).
وعن الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) يتحدث عمّا جرى عليهم [أي أهل البيت عليهم السلام] فيقول عن شهر المحرم:
((فاستحلّت فيه دماؤنا وهتك فيه حرمتنا وسبي فيه ذرارينا ونساؤنا واضرمت النيران في مضاربنا وانتهب فيها من ثقلنا ولم ترعى لرسول الله حرمة في أمرنا))
#شرح_دعاء_الندبة 🍃 ❤️
#بوت_نهج_الشيعة 📚 ✅
#دعاء_الندبة
((اِقامَةً لِدينِكَ وَحُجَّةً عَلى عِبادِكَ وَلِئَلّا يَزُولَ الْحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ وَيَغْلِبَ الْباطِلُ عَلى اَهْلِهِ وَلا يَقُولَ اَحَدٌ لَوْلا اَرْسَلْتَ اِلَيْنا رَسُولاً مُنْذِراً وَاَقَمْتَ لَنا عَلَماً هادِياً فَنَتَّبِـعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ اَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى))
تتحدث هذه الفقرة من الدعاء عن مفصل مهم من مفاصل الدين والشريعة، بل عن قضية أساسيّة في الوجود الإنساني على هذه الأرض وهو بقاء الحق واستمراريته ودوامه وأنْ يكون السائرون على درب الحق ملتفتين إلى ذلك وإلى أنّ هناك اعلاماً للهداية يستنار بهم في سلوك درب الحق.
وفي مقابل ذلك وعلى نهج السنن الكونية الإلهيّة شق الطريق الآخر وهو طريق الباطل وكذلك له اعلام ضلال تزول بالناس عن طريق الحق فتسلك بهم دروب الباطل والضلال والانحراف.
والذي يؤمّن للإنسان حالة الاستقرار في السير الحقّي [في طريق الحق] وعدم زواله إلى السير في طريق الباطل هو ذلك الشاخص الذي يتحدّث عنه هذا المقطع وهو الرسول الذي يقوم بوظيفة بيان الحق أوّلا وبيان طريق الباطل ثانياً ويضع لطريق الحق موازين اذا تمسك بها سائروا درب الحق لن يزولوا عنه بينما اذا تخلّوا عن ذلك ولم يتمسّكوا بها فإنّهم سيزولون عن الطريق الحقّي ويتجهون إلى طريق الضلال وينتهي بهم الحال الى السقوط في ظلمات الانحراف وتيه العقيدة.
وقد أولت الشريعة المقدسة أهميّة قصوى لإقامة الدين وجعل الحجّة، ولا نبالغ إذا قلنا بتواتر روايات إقامة الحجة في الأخبار والزيارات وغيرها من الموروثات الإسلامية وقد افردت لهذا الموضوع تصنيفات كثيرة واشبع البحث فيه وتم تناوله من جهات متعددة.
ومن أبرز ما ورد في الروايات أنّ الوجود قائم على وجود الحجة ولولا الحجّة ووجوده لساخت الأرض بأهلها ولما كان للدين بل وللدنيا استقامة وقيام وسير.
وقد سلط الشيخ الكليني الضوء في كتابه (الكافي) على أهميّة الحجّة وضرورة وجود الإمام الحجّة (عجل الله فرجه) ومما ذكره من تلك الأبواب:
١-أنّ الأئمة كلهم قائمون بأمر الله وأنّ الأرض لا تخلو من حجة ولو لم يبق في الأرض إلاّ رجلان لكان احدهما الحجّة.
٢-إنّ الأئمة هم أركان الأرض والشهداء على الخلق وأنّهم الهداة وولاة الامر وخلفاء الله تعالى ومما جاء من تلك الأحاديث:
عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال:
((انّا لما اثبتنا أنّ لنا خالقاً صانعاً متعالياً عنّا وعن جميع ما خلق ... ثبت أنّه له سفراء في خلقه ... يدلّونهم على مصالحهم ومنافعهم وما به بقاؤهم وفي تركه فناؤهم ... ثم ثبت ذلك في كل دهر وزمان مما أتت به الرسل والأنبياء من الدلائل والبراهين لكي لا تخلو ارض الله من حجّة)).
وعنه عليه السلام أيضاً أنّه قال: (الحجّة قبل الخلق ومع الخلق وبعد الخلق).
و كذلك عنه (عليه السلام) قال:
((إنّ الأرض لا تخلو إلاّ وفيها إمام كيما إنْ زاد المؤمنون شيئاً ردّهم وإنْ نقّصوا أتمّه لهم)).
وعن الإمام الباقر (عليه السلام) قال:
((والله ما ترك الله أرضاً منذ قبض آدم عليه السلام إلاّ وفيها إمام يهتدى به إلى الله وهو حجّته على عباده ولا تبقى أرض بغير إمام حجة لله على عباده))
#شرح_دعاء_الندبة 🍃 ❤️
#بوت_نهج_الشيعة 📚 ✅
((اِقامَةً لِدينِكَ وَحُجَّةً عَلى عِبادِكَ وَلِئَلّا يَزُولَ الْحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ وَيَغْلِبَ الْباطِلُ عَلى اَهْلِهِ وَلا يَقُولَ اَحَدٌ لَوْلا اَرْسَلْتَ اِلَيْنا رَسُولاً مُنْذِراً وَاَقَمْتَ لَنا عَلَماً هادِياً فَنَتَّبِـعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ اَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى))
تتحدث هذه الفقرة من الدعاء عن مفصل مهم من مفاصل الدين والشريعة، بل عن قضية أساسيّة في الوجود الإنساني على هذه الأرض وهو بقاء الحق واستمراريته ودوامه وأنْ يكون السائرون على درب الحق ملتفتين إلى ذلك وإلى أنّ هناك اعلاماً للهداية يستنار بهم في سلوك درب الحق.
وفي مقابل ذلك وعلى نهج السنن الكونية الإلهيّة شق الطريق الآخر وهو طريق الباطل وكذلك له اعلام ضلال تزول بالناس عن طريق الحق فتسلك بهم دروب الباطل والضلال والانحراف.
والذي يؤمّن للإنسان حالة الاستقرار في السير الحقّي [في طريق الحق] وعدم زواله إلى السير في طريق الباطل هو ذلك الشاخص الذي يتحدّث عنه هذا المقطع وهو الرسول الذي يقوم بوظيفة بيان الحق أوّلا وبيان طريق الباطل ثانياً ويضع لطريق الحق موازين اذا تمسك بها سائروا درب الحق لن يزولوا عنه بينما اذا تخلّوا عن ذلك ولم يتمسّكوا بها فإنّهم سيزولون عن الطريق الحقّي ويتجهون إلى طريق الضلال وينتهي بهم الحال الى السقوط في ظلمات الانحراف وتيه العقيدة.
وقد أولت الشريعة المقدسة أهميّة قصوى لإقامة الدين وجعل الحجّة، ولا نبالغ إذا قلنا بتواتر روايات إقامة الحجة في الأخبار والزيارات وغيرها من الموروثات الإسلامية وقد افردت لهذا الموضوع تصنيفات كثيرة واشبع البحث فيه وتم تناوله من جهات متعددة.
ومن أبرز ما ورد في الروايات أنّ الوجود قائم على وجود الحجة ولولا الحجّة ووجوده لساخت الأرض بأهلها ولما كان للدين بل وللدنيا استقامة وقيام وسير.
وقد سلط الشيخ الكليني الضوء في كتابه (الكافي) على أهميّة الحجّة وضرورة وجود الإمام الحجّة (عجل الله فرجه) ومما ذكره من تلك الأبواب:
١-أنّ الأئمة كلهم قائمون بأمر الله وأنّ الأرض لا تخلو من حجة ولو لم يبق في الأرض إلاّ رجلان لكان احدهما الحجّة.
٢-إنّ الأئمة هم أركان الأرض والشهداء على الخلق وأنّهم الهداة وولاة الامر وخلفاء الله تعالى ومما جاء من تلك الأحاديث:
عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال:
((انّا لما اثبتنا أنّ لنا خالقاً صانعاً متعالياً عنّا وعن جميع ما خلق ... ثبت أنّه له سفراء في خلقه ... يدلّونهم على مصالحهم ومنافعهم وما به بقاؤهم وفي تركه فناؤهم ... ثم ثبت ذلك في كل دهر وزمان مما أتت به الرسل والأنبياء من الدلائل والبراهين لكي لا تخلو ارض الله من حجّة)).
وعنه عليه السلام أيضاً أنّه قال: (الحجّة قبل الخلق ومع الخلق وبعد الخلق).
و كذلك عنه (عليه السلام) قال:
((إنّ الأرض لا تخلو إلاّ وفيها إمام كيما إنْ زاد المؤمنون شيئاً ردّهم وإنْ نقّصوا أتمّه لهم)).
وعن الإمام الباقر (عليه السلام) قال:
((والله ما ترك الله أرضاً منذ قبض آدم عليه السلام إلاّ وفيها إمام يهتدى به إلى الله وهو حجّته على عباده ولا تبقى أرض بغير إمام حجة لله على عباده))
#شرح_دعاء_الندبة 🍃 ❤️
#بوت_نهج_الشيعة 📚 ✅
#دعاء_الندبة
((فَاَضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ وَاَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ))
إنّ من النعم التي من الله تعالى بها علينا هو هذا التراث الضخم لائمتنا (عليهم السلام) من ادعية وزيارات و تمتاز هذه الادعية والزيارات الواردة عن اهل البيت (عليهم السلام) بانّها فضلا عما تؤديه من ايجاد حالة الترابط الروحي بين العبد وربه واذابة تراكمات الذنوب والخطايا وتبييض صفحة الانسان العاصي وايجاد حالة الراحة النفسية لتجديد الانطلاق في مسيرة الوصول الى العبودية الحقّة.
فإنها تبني العقيدة بناء قوياً ورصيناً وتكشف في كثير من الاحيان حقائق التأريخ بعيداً عن امكانات تزويره وفي الفقرة التي نحن بصدد شرحها من الدعاء المبارك والتي تقول:
(فَاَضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ وَاَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ)
إنّ هذه الفقرة التي كانت نتيجة طبيعية او شبهها ففي سياق هذا الدعاء والذي تحدثنا فيه عن:
إن تلك المنح الربانية والخصائص الالهية التي وسم بها أمير المؤمنين (عليه السلام) والائمة (عليهم السلام) من بعده فتلبسوا بها فكانت نتيجتها أنْ اوجدت احقادا في نفوس مسمّي المسلمين، فنتج عن تلك الاحقاد والضغائن أنْ لجأ المتلبسون بها والتصقوا بحالة العداء المتواصل لاهل البيت (عليهم السلام) رغم ادعاء الغالب منهم حبهم وموالاتهم لأهل البيت (عليهم السلام).
فعبارة (فَاَضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ) التي يفسرها أهل اللغة بالالتصاق واللجوء أي أنّ الأمّة التي رأت تلك الفضائل للائمة (عليهم السلام) ولم تتحمل وجودها فيهم كانت وللاسف أنْ لجأت الى الحقد والعداوة والبغض لأهل البيت (عليهم السلام) والتصقت بهذه الحالة حتى اصبحت من ملازماتها.
والمقطع الثاني يوضح الحالة بشكل اكبر ويرسم لنا بوضوح اكثر ما عليه حال الامّة تجاه أهل البيت (عليهم السلام) حيث الانكباب على منابذة امير المؤمنين (عليه السلام) ومن ورائه الأئمة (عليهم السلام) وفقدان الأمّة توازنها وسقوطها وعثرتها في مفارقة شخوصهم (عليهم السلام) وتركهم وهجرهم.
فالمقطع الندبي يحدثنا عن حالة في قمة العداء والبغض كان قد وصل إليها هؤلاء إذ يصف الأمّة بأنّها فقدت توازنها بسبب هذا البغض إلا انّها مع الأسف غفت على ذلك ملتصقة به ولا نجد عبارة اوفق لحال الأمّة عما مرت به واستمرت وتستمر عليه تجاه اهل البيت (عليهم السلام) اوفق من كلام الامام الصادق (عليه السلام) واصفاً الحالة، حيث قال (عليه السلام):
((إنّ علي عليه السلام لم يكن يدين الله بدين إلاّ خالف عليه الأمّةُ إلى غيره، إرادة لإبطال أمره وكانوا يسألون أمير المؤمنين عن الشيء الذي لا يعلمون فإذا افتاهم بشيء جعلوا له ضداً من عند أنفسهم ليلبسوا على الناس))
فالعمومية التي يتحدث بها الإمام الصادق (عليه السلام) عما كان يصدر من هؤلاء وتعمدهم المخالفة بل والوضع وتصدير الباطل و كل ذلك لأجل أنْ يخالفوا بل ويلبسوا على الناس دينهم حتّى وصل بهم الحال إلى السؤال، لا لأجل المتابعة وإنما لأجل وضع المخالفة، فأيّ قمة وصل إليها عداء هؤلاء لآل البيت عليهم السلام، حتى جاء الوصف بـ (اَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ).
#شرح_دعاء_الندبة 🍃 ❤️
#بوت_نهج_الشيعة 📚 ✅
((فَاَضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ وَاَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ))
إنّ من النعم التي من الله تعالى بها علينا هو هذا التراث الضخم لائمتنا (عليهم السلام) من ادعية وزيارات و تمتاز هذه الادعية والزيارات الواردة عن اهل البيت (عليهم السلام) بانّها فضلا عما تؤديه من ايجاد حالة الترابط الروحي بين العبد وربه واذابة تراكمات الذنوب والخطايا وتبييض صفحة الانسان العاصي وايجاد حالة الراحة النفسية لتجديد الانطلاق في مسيرة الوصول الى العبودية الحقّة.
فإنها تبني العقيدة بناء قوياً ورصيناً وتكشف في كثير من الاحيان حقائق التأريخ بعيداً عن امكانات تزويره وفي الفقرة التي نحن بصدد شرحها من الدعاء المبارك والتي تقول:
(فَاَضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ وَاَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ)
إنّ هذه الفقرة التي كانت نتيجة طبيعية او شبهها ففي سياق هذا الدعاء والذي تحدثنا فيه عن:
إن تلك المنح الربانية والخصائص الالهية التي وسم بها أمير المؤمنين (عليه السلام) والائمة (عليهم السلام) من بعده فتلبسوا بها فكانت نتيجتها أنْ اوجدت احقادا في نفوس مسمّي المسلمين، فنتج عن تلك الاحقاد والضغائن أنْ لجأ المتلبسون بها والتصقوا بحالة العداء المتواصل لاهل البيت (عليهم السلام) رغم ادعاء الغالب منهم حبهم وموالاتهم لأهل البيت (عليهم السلام).
فعبارة (فَاَضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ) التي يفسرها أهل اللغة بالالتصاق واللجوء أي أنّ الأمّة التي رأت تلك الفضائل للائمة (عليهم السلام) ولم تتحمل وجودها فيهم كانت وللاسف أنْ لجأت الى الحقد والعداوة والبغض لأهل البيت (عليهم السلام) والتصقت بهذه الحالة حتى اصبحت من ملازماتها.
والمقطع الثاني يوضح الحالة بشكل اكبر ويرسم لنا بوضوح اكثر ما عليه حال الامّة تجاه أهل البيت (عليهم السلام) حيث الانكباب على منابذة امير المؤمنين (عليه السلام) ومن ورائه الأئمة (عليهم السلام) وفقدان الأمّة توازنها وسقوطها وعثرتها في مفارقة شخوصهم (عليهم السلام) وتركهم وهجرهم.
فالمقطع الندبي يحدثنا عن حالة في قمة العداء والبغض كان قد وصل إليها هؤلاء إذ يصف الأمّة بأنّها فقدت توازنها بسبب هذا البغض إلا انّها مع الأسف غفت على ذلك ملتصقة به ولا نجد عبارة اوفق لحال الأمّة عما مرت به واستمرت وتستمر عليه تجاه اهل البيت (عليهم السلام) اوفق من كلام الامام الصادق (عليه السلام) واصفاً الحالة، حيث قال (عليه السلام):
((إنّ علي عليه السلام لم يكن يدين الله بدين إلاّ خالف عليه الأمّةُ إلى غيره، إرادة لإبطال أمره وكانوا يسألون أمير المؤمنين عن الشيء الذي لا يعلمون فإذا افتاهم بشيء جعلوا له ضداً من عند أنفسهم ليلبسوا على الناس))
فالعمومية التي يتحدث بها الإمام الصادق (عليه السلام) عما كان يصدر من هؤلاء وتعمدهم المخالفة بل والوضع وتصدير الباطل و كل ذلك لأجل أنْ يخالفوا بل ويلبسوا على الناس دينهم حتّى وصل بهم الحال إلى السؤال، لا لأجل المتابعة وإنما لأجل وضع المخالفة، فأيّ قمة وصل إليها عداء هؤلاء لآل البيت عليهم السلام، حتى جاء الوصف بـ (اَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ).
#شرح_دعاء_الندبة 🍃 ❤️
#بوت_نهج_الشيعة 📚 ✅
علي الصديق الأكبر
Photo
بدأ المَسيرةُ المَهدويّة.
فَإنّ الخُطوةُ الأولى في الطَريق إلى قائمِ آل مُحَمَّد: هُو الانتسابُ والانتماءُ إلى فاطمة، وطَلَبُ مَعرفةُ فاطمة "صلواتُ الله وسلامه عليها".. لأنّها هي القَيّمة على هذا الدين، ونَحنُ لا نَستطيعُ أن نَدخلَ فناءَ إمام زماننا مِن دُون تَصديقٍ وتَطهيرٍ مِن الصدّيقة الكبرى فاطمة "صلواتُ اللهِ وسلامه عليها".. كما نُخاطبها في زيارتها الشريفة:
(وزَعَمنا أنَّا لكِ أولياء و مُصدّقون و صابرونَ لكلِّ ما أتانا بهِ أبوك "صلّى الله عليه وآله" و أتى بهِ وصيّه، فإنّا نسألك إنْ كُنّا صدّقناك إلّا ألحقتِنا بتصديقنا لهما بالبشرى لنبشّر أنفُسنا بأنّا قد طهُرنا بولايتكِ) فالتصديقُ والإمضاءُ منها "صلواتُ الله عليها".
✸ وقد يسأل سائل:
كيف أرتبطُ بفاطمة الزهراء في ليلة القدْر؟ وكيف أُدخل السرور على قلبها؟!
وبعبارةٍ أُخرى: ما هي الأعمال الأفضل في هذه الّليلة في نظر الزهراء وفي نظر إمام زماننا..؟!
الجواب: أفضل أعمال ليلة القدر عند آل محمّد "صلواتُ الله عليهم" هي:
❖ أوّلاً : طَلَبُ مَعرفة أهل البيت.. فعنوان (طلب المعرفة) الوارد في رواياتهم "صلواتُ الله عليهم" هو معرفة الإمام المعصوم.
وقد يسأل سائلٌ هُنـا: كيف نَعرف إمام زماننا؟! ماذا نَصنعُ؟!
والجواب: صُوَر طلب معرفة الإمام كثيرة.. على سبيل المثال:
• افتح مَفاتيح الجنان و خُذْ مَقْطعاً مِن الزيارة الجامعة الكبيرة (التي تُمثّل دستور التشيّع وتُمثّل القَول البليغ الكامل في مَعرفة الإمام المعصوم) وتدبّر فيه، كي تعرف صفات إمام زمانك من عبائر هذه الزيارة.
• خُذ مَقْطعاً مِن #دعاء_الندبة يتحدّث عن إمام زمانكَ وتدبّر فيه، وارتبطْ دَقائق مع إمام زمانك.
❖ ثانياً #زيارة_الحسين، وهي أعظمُ الأعمال، فهي تُدخل السُرور على قلب #رسول_الله وقَلْب عليّ وفاطمة والآل الكرام.. كما يقولُ صادقُ العترة "صلواتُ الله عليه":
(لو عَلِمَ زائرُ الحُسين ما يَدخلُ على رَسولِ اللهِ صلٌى اللهُ عليهِ وآله"، وما يصلُ إليهِ من الفَرَح، وإلى أميرِ المُؤمنين، وإلى فاطمة والأئمة والشُهداء منّا أهل البيت، وما ينقلبُ بهِ من دُعائِهم لهُ، وما لهُ في ذلكَ مِن الثواب في العَاجل والآجل، والمَدخورِ لهُ عند الله، لأحبَّ أن يكونَ ثمَّ دارهِ - أي عِند داره- ما بقي..)
مع ملاحظة أنّ زيارة الحسين مَربوطةٌ هي الأخرى بإمام زماننا.. فإنّ الآخذ بثأر الحُسين هو الحجّة بن الحسن.
وقطعاً البُكاءُ على الحُسين هو مِن الأعمال التي تُدخلُ السُرور على قلب فاطمة.. كما يقول إمامنا #صادق_العترة "صلواتُ الله عليه":
(ومَا مِن باكٍ يبكيهِ - أي يبكي الحُسين - إلاَّ وقد وَصَلَ فاطمة "عليها السلام"، وأسعدها عليه، ووَصَل #رسول_الله، وأدَّى حقَّنا)
[كامل الزيارات]
❖ دعاء (الّلهمّ كُن لوليّك الحجّة بن الحسن...) وهو أهمُّ دُعاء في هذهِ الّليلة.. الأئمة يُوصونَ الشيعةَ على طُول الّليلة في الركوع، في السُجود، في القيام، وعلى كلّ حال في ليلة القدر بتكرار هذا الدعاء.. فقد ورد عنهم "صلواتُ الله عليهم":
(كرّر في اللّيلة الثالثة والعشرين مِن #شهر_رمضان هذا الدُعاء سَاجداً وقَائماً وقَاعداً وعَلى كُلّ حالٍ، وفي الشهْر كُلّه وكيف أمكنكَ ومتى حضركَ مِن دهْرك، تقول بعد تمجيده تعالى والصّلاة على نبيّه "صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّم":
(اللّـهُمَّ كُنْ لوليِّكَ #الحجّة_بن_الحسن "صلواتُكَ عليهِ وَعَلى آبائِه" في هذهِ الساعةِ وفي كُلِّ ساعة ولِيّاً وحافِظاً وقائداً وناصِراً ودليلاً وعَينا حتّى تُسْكِنَهُ أرْضكَ طَوعاً وتُمتِّعهُ فيها طَويلاً..)
هناك أعمال أُخرى أيضاً..
ولكنّ تاج الأعمال في هَذه الّليلة هي هذه الأعمال..
قلّدناكم الزيارة والدعاء..
؛
#الثقافة_الزهرائية
فَإنّ الخُطوةُ الأولى في الطَريق إلى قائمِ آل مُحَمَّد: هُو الانتسابُ والانتماءُ إلى فاطمة، وطَلَبُ مَعرفةُ فاطمة "صلواتُ الله وسلامه عليها".. لأنّها هي القَيّمة على هذا الدين، ونَحنُ لا نَستطيعُ أن نَدخلَ فناءَ إمام زماننا مِن دُون تَصديقٍ وتَطهيرٍ مِن الصدّيقة الكبرى فاطمة "صلواتُ اللهِ وسلامه عليها".. كما نُخاطبها في زيارتها الشريفة:
(وزَعَمنا أنَّا لكِ أولياء و مُصدّقون و صابرونَ لكلِّ ما أتانا بهِ أبوك "صلّى الله عليه وآله" و أتى بهِ وصيّه، فإنّا نسألك إنْ كُنّا صدّقناك إلّا ألحقتِنا بتصديقنا لهما بالبشرى لنبشّر أنفُسنا بأنّا قد طهُرنا بولايتكِ) فالتصديقُ والإمضاءُ منها "صلواتُ الله عليها".
✸ وقد يسأل سائل:
كيف أرتبطُ بفاطمة الزهراء في ليلة القدْر؟ وكيف أُدخل السرور على قلبها؟!
وبعبارةٍ أُخرى: ما هي الأعمال الأفضل في هذه الّليلة في نظر الزهراء وفي نظر إمام زماننا..؟!
الجواب: أفضل أعمال ليلة القدر عند آل محمّد "صلواتُ الله عليهم" هي:
❖ أوّلاً : طَلَبُ مَعرفة أهل البيت.. فعنوان (طلب المعرفة) الوارد في رواياتهم "صلواتُ الله عليهم" هو معرفة الإمام المعصوم.
وقد يسأل سائلٌ هُنـا: كيف نَعرف إمام زماننا؟! ماذا نَصنعُ؟!
والجواب: صُوَر طلب معرفة الإمام كثيرة.. على سبيل المثال:
• افتح مَفاتيح الجنان و خُذْ مَقْطعاً مِن الزيارة الجامعة الكبيرة (التي تُمثّل دستور التشيّع وتُمثّل القَول البليغ الكامل في مَعرفة الإمام المعصوم) وتدبّر فيه، كي تعرف صفات إمام زمانك من عبائر هذه الزيارة.
• خُذ مَقْطعاً مِن #دعاء_الندبة يتحدّث عن إمام زمانكَ وتدبّر فيه، وارتبطْ دَقائق مع إمام زمانك.
❖ ثانياً #زيارة_الحسين، وهي أعظمُ الأعمال، فهي تُدخل السُرور على قلب #رسول_الله وقَلْب عليّ وفاطمة والآل الكرام.. كما يقولُ صادقُ العترة "صلواتُ الله عليه":
(لو عَلِمَ زائرُ الحُسين ما يَدخلُ على رَسولِ اللهِ صلٌى اللهُ عليهِ وآله"، وما يصلُ إليهِ من الفَرَح، وإلى أميرِ المُؤمنين، وإلى فاطمة والأئمة والشُهداء منّا أهل البيت، وما ينقلبُ بهِ من دُعائِهم لهُ، وما لهُ في ذلكَ مِن الثواب في العَاجل والآجل، والمَدخورِ لهُ عند الله، لأحبَّ أن يكونَ ثمَّ دارهِ - أي عِند داره- ما بقي..)
مع ملاحظة أنّ زيارة الحسين مَربوطةٌ هي الأخرى بإمام زماننا.. فإنّ الآخذ بثأر الحُسين هو الحجّة بن الحسن.
وقطعاً البُكاءُ على الحُسين هو مِن الأعمال التي تُدخلُ السُرور على قلب فاطمة.. كما يقول إمامنا #صادق_العترة "صلواتُ الله عليه":
(ومَا مِن باكٍ يبكيهِ - أي يبكي الحُسين - إلاَّ وقد وَصَلَ فاطمة "عليها السلام"، وأسعدها عليه، ووَصَل #رسول_الله، وأدَّى حقَّنا)
[كامل الزيارات]
❖ دعاء (الّلهمّ كُن لوليّك الحجّة بن الحسن...) وهو أهمُّ دُعاء في هذهِ الّليلة.. الأئمة يُوصونَ الشيعةَ على طُول الّليلة في الركوع، في السُجود، في القيام، وعلى كلّ حال في ليلة القدر بتكرار هذا الدعاء.. فقد ورد عنهم "صلواتُ الله عليهم":
(كرّر في اللّيلة الثالثة والعشرين مِن #شهر_رمضان هذا الدُعاء سَاجداً وقَائماً وقَاعداً وعَلى كُلّ حالٍ، وفي الشهْر كُلّه وكيف أمكنكَ ومتى حضركَ مِن دهْرك، تقول بعد تمجيده تعالى والصّلاة على نبيّه "صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّم":
(اللّـهُمَّ كُنْ لوليِّكَ #الحجّة_بن_الحسن "صلواتُكَ عليهِ وَعَلى آبائِه" في هذهِ الساعةِ وفي كُلِّ ساعة ولِيّاً وحافِظاً وقائداً وناصِراً ودليلاً وعَينا حتّى تُسْكِنَهُ أرْضكَ طَوعاً وتُمتِّعهُ فيها طَويلاً..)
هناك أعمال أُخرى أيضاً..
ولكنّ تاج الأعمال في هَذه الّليلة هي هذه الأعمال..
قلّدناكم الزيارة والدعاء..
؛
#الثقافة_الزهرائية