‏يا قابَ قوسينِ من قلبي ومن خُلَدي
يا مُهجةَ القلبِ يا ريحانةَ الكبدِ.

‌‌‎
أقسَمتُ باللَّهِ أنِّي لا أُكَلِّمُها
لأنَّها لا تَفِي بالعَهدِ و الذِّمَمِ

و إن أتَت تدَّعِي حُبًّا سأهجُرُها
و لن أُبَالِي بما ألقَاهُ مِن أَلَمِ

فما لَبِثتُ سوى يَومٍ  ولَيْلَته
ورُحتُ أسأَلُ عن كَفَّارَةِ القَسَمِ

قالتْ: سَألْتُكَ بالّذي رفَعَ السَّما
أتُحِبُّني أمْ كانَ حُبُّكَ مُفْتَعَلْ؟

أقَصَدتَني في كُلِّ بَيْتٍ صغتَهُ؟
في كلِّ شَطْرٍ أوْ مَقالٍ مُرتَجَل؟

فَرَدَدتُ: أنْشِدُ في هَواها قَصائِداً
وكَتَبْتُ في عَيْنَيْها أبْياتَ الغَزَلْ

قالَتْ: تَمَهَّلْ في الكِتابَةِ إنَّني
أخْشى عَلى قَلْبي الرَّقيقِ مِنَ الفَشَل

قُلْتُ: الهَوى عَهْدٌ سَيَبْقى بَيْنَنا
لنْ يَعرِفَ التَّغييرَ أوْ فَنَّ الدَّجَل

قالَتْ: فَدَيْتُكَ كَمْ أحِبُّكَ يا أنا
وتَبَسَّمَتْ والوَجْهُ يَعلوهُ الخَجَل

وتمايَلَتْ كالبانِ فَوْقَ قَصائِدي
قالتْ: فَزِدني مِنْ جَميلِ المُرتَجَل

فَتَسارَعَ الحَرفُ الرَّقيقُ على فَمي
كَخَليَّةٍ فاضَتْ بِقَطَراتِ العَسَل

فَتَلَعثَمَتْ خَجَلاً وقالَتْ إنَّني
يَكْفي فُؤاديّ القَليلُ مِنَ الجُمَل.

يا ويحَ أُمكِ كم لبثتِ ببطنها
فلقد صُعقتُ من الجمال المُبهرِ

فالحسنُ هذا لا أظنُ بأنهُ
قد صِيغَ يا عمري بتسعةِ أشهُرِ

ولقيتُها قلبًا يضمُّ سعادتي
ولقيتها ديمًا لأيامي سقَت

شطرًا يُتمِّم شطرَ روحي قُربهَا
لا فرَّق الله القلوبَ إذا التقت

أندى نصيبي في الحياةِ حديثها
ما أبهج الدُّنيا إذا يومًا حكت

فكأن أحرفها السعيدةُ جنةً
وجحيمُ أيامي إذا يوماً بكت..!

ورأيت وجهك في الصباح فهالني
‏والجو صبحٌ كيف تطلع يا قمر

‏من ذا يلوم محاجري ومسامعي
‏البدر ينطقُ؟! يا إلهي ما الخبر

‏لما رأوا دهشات روحي أفصحوا
‏هذا حبيبك والرضا يجلو البصر

‏فأجبتهم إني رُزقت بحبه
‏هو رزق ربي قلبه أحلى قدر ..

هل تسمحين بأن أصوغ قصائدي
من وحي هذا السحر في عينيكِ؟

وبأن أُدَوِّن ما يضوع بخاطري
لما أرى البسماتِ في شفتيكِ

حاولتُ وصفَك، لم أزل أعلو به
حتى غَلَوتُ، وما سموتُ إليكِ

كل المشاعرِ والقصائد والرؤى
هي في الفؤادِ، وأمرُه بيديكِ

وأراكَ فيِ كـُلِّ الوجوهِ ولا يُرَى
إلاك  َمكتوبٌ هُنـــا بجبينِــــي..

أنتَ الذِي أحببتهُ  رغمَ النَوى
أبحرتُ فيِ عينيكَ , ملءَ يقينيِ !

لولا عيُونكَ , مَاعَرفتُ حلا الهَوى
ولكنتُ قدْ ضَيّعتُ كلّ سنينِي...

لا .. ليسَ يعنينِي الوجودُ بأسرهِ
أنتَ الذِي دونَ الورَى .. يعنينـــِي..!!

‏لها وجهٌ تُغازلهُ المرايا
ويغبطُ حسنهُ كُل البرايا
يودُ المرءُ لو أضحى قُماشًا
يُحيطُ بخصرِ سيدةِ الصبايا
لها قدٌ كغصنِ البانِ لينًا
اذا ما مالَ تورقُ بي الحنايا
لها ما ليس يملكهُ سواها
ولي رؤياي تقتُلني رؤايا
خذي رؤيايَ أقلامي وشعري
وجودي بالقليلِ من العطايا..

"يَظنُّ رفاقي أن قلبيَ صخرةٌ
‏وأني أمامَ الغِيدِ أَفتِلُ شارِبي
‏وما عَلِموا أني أفيضُ عُذوبةً
‏إذا عذبةُ العينينِ مَرّتْ بجانبي"

يَا مَن يُعَاتِبُ مَذبُوحًا علىٰ دَمِهِ
وَنَزفُ شِريَانِهِ مَا أسهلَ العَتَبَا

مَن جرَّبَ الكَيَّ لا يَنسىٰ مواجِعهُ
ومَنْ رأىٰ السُّمَّ لا يَشقَىٰ كَمَنْ شَربَا

حَبْلُ الفَجيعةِ ملتَفٌّ علىٰ عُنقِي
مَن ذَا يُعاتِبُ مَشنُوقًا إذَا اضطرَبَا !

لا تطرق البابَ أهل الدار قد رحلوا
لا علم يحضرنا !! أرضٌ بها نزلوا

هذي حديقتُهُم !! بالشوكِ قد مُلِئت
أشجارها أنتحرت !! أزهارها ذبلوا

جدرانها أنسلخت عنها عرائشها
حتى عناقيدها كالدمعِ تنهملُ

هذي نوافذها تبكي ستائرها
حتى موائدهم لم تنسَ مَن أفِلوا

طارت حمائمهم تقفو لهم أثراً
أبراجها فَرَغَتْ جوعى وما أكلوا

لا تسأل الدار عمن كان يسكنها
الباب يخبر أن القوم قد رحلوا

ما أبلغ الصمت حين جئت أسأله
صمت يعاقب من تركوه وأرتحلوا

أنوارها أنطفأت كانت نجوم سما
لا تطرق الباب وأمضِ أيها الرجلُ !!

"شرقيّة العينينِ ينظرُ قلبُها
‏من مقلتيها نظرةَ المسجونِ"

ميَّزْتُها مِنْ بين ألفِ جميلةٍ
‏البدر بدرٌ والنجومُ سواءُ، وعرفتُها
‏مِنْ بين مَنْ حَملوا اسمُها
‏في القلب لا تتشابه الأسماءُ

- فِي اللُّغة العَربيَّة أكثر مِنْ ١٣ مِليُون مُفردة ،
رغم ذلِك كتبَ نزار قباني :
” أكثر ما يُعذبني فِي اللُغة أنها لا تكفيكِ “

وما كان عَفْوي عنكَ حُبًّا، وإنَّما..
‏كراهةَ أنْ ألقاكَ في مَوقفِ الحَشْرِ"

_ ‏قَلْبِي الّذي أَوْدعتَهُ نَبْضَ الهوَى
‏لَمْ يَمْحُ تلكَ الذِّكْريَاتِ ولا نَوَى
‏وَعَلامَ أُسْهِبُ في حِديثِِ صَبَابتي؟
‏ولَأَنْتَ أدرَى بِالفُؤادِ ومَا حَوَى
‏ارْجِعْ تَجدْني مثلَما غَادَرْتَني
‏ما ضَلَّ عاشقُكَ القَدِيمُ ومَا غَوَى

وحلفتُ أنِّي لا أهِيمُ بغيرها
‏فعشِقتُ سلمَى بعدَها وسُعاد
‏فرأيتُ أنّي في الغرامِ مُقصّرا
‏فأضفتُ زينَبُ في الهَوَى ووِدادُ😁

لاتصدق من يعبر عن مشاعره بثقه .. المرتبك اصدق في هذه اللحظات !