#زاد_فقهي
لماذا الاُضحية؟
وما هي أبرز أحكامها؟
الغاية من الاُضحية والهدف هو أن يجتاز المسلمون مراحل التقوى ليبلغوا الكمال ويتقرّبوا إلى الله(تعالى)، إذ إن تقديم الاُضحية فيه من الدروس الأخلاقية ما فيه، كالإيثار والتضحية والسماح والاستعداد للشهادة في سبيل الله .
ولا يخفى ما في الأضحية عند توزيعها على الفقراء والمعوزين من مساعدة لهم فضلا عن إدخال السرور على قلوبهم.
ولذا فقد روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله ): "إنما جعل الله هذا الأضحى لتشبع مساكينكم من اللحم فأطعموهم"(2) .
بالإضافة الى ذلك، فإنها سبب لغفران الله (تعالى) لصاحبها، فقد روي عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) أنه قال: "لو علم الناس ما في الأضحية لاستدانوا وضحوا، أنه ليغفر لصاحب الأضحية عند أول قطرة تقطر من دمها"(3).
كما روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) جوابه حين سألوه: ما علة الأضحية؟
فقال عليه السلام: "أنه يغفر لصاحبها عن أول قطرة تقطر من دمها على الأرض وليعلم الله (عز وجل) من يتقيه بالغيب قال الله (عز وجل):" لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ"
ثم قال: انظر كيف قبل الله قربان هابيل ورد قربان قابيل"(4).
ولا بد من التدبر في قوله (تعالى):" لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ"(5)
وذلك لأن اللحوم من الممكن الاستفادة منها فذكرها في محله،
وأما دماؤها فحيث لا يمكن الاستفادة منها فإذن لا بد ان يكون لذكرها غاية أخرى، ولعلها إشارة الى الأعمال القبيحة التي كان يمارسها أعراب الجاهلية، حيث كانوا يلطّخون أصنامهم وأحياناً الكعبة بدماء هذه القرابين فجاءت هذه الآية المباركة لتنهاهم عن ذلك.
ومما يؤسف له هو أن بعض المسلمين اليوم قد اتّبعوا ممارسة هذه العادات الجاهلية في بعض المناطق حيث يرشّون دماء الاُضحية على باب وجدران منزلهم الجديد، حتّى أنّهم يمارسون هذا العمل القبيح الخرافي في المساجد الجديدة العمران أيضاً.
ولذا يجب على المسلمين الواعين الوقوف بقوّة ضدّ هذا العمل.
أبرز أحكام الأضحية
تُجزئ الأضحيةُ عن العقيقة فمَنْ ضُحّيَ عنه أجزأته عن العقيقة
يجوز لمن يضحّي أن يخصّص ثلثه لنفسه أو إطعام أهله به، كما يجوز له أن يهدي ثلثاً منه لمن يحبّ من المسلمين، والأحوط الأفضل أن يتصدّق بالثلث الآخر على فقراء المسلمين.
١- تُستحبّ الأضحية استحباباً مؤكّداً لمن تمكّن منها، ويستحبّ لمن تمكّن من ثمنها ولم يجدها أن يتصدّق بقيمتها، ومع اختلاف القيم يكفي التصدّق بقيمة الأدنى.
٢- يجوز أن يضحّي الشخص عن نفسه وأهل بيته بأضحيةٍ واحدة، كما يجوز الاشتراك في الأضحية ولاسيّما إذا عزّت الأضاحي وارتفع ثمنُها.
٣- أفضل أوقات ذبح الأضحية بعد طلوع الشمس من يوم النحر –العاشر من ذي الحجّة- ومضى قدرٌ من صلاة العيد، ويمتدّ وقتها في منى أربعة أيّام وفي غيرها ثلاثة أيّام، وإن كان الأحوط الأفضل الإتيان بها في منى في الأيّام الثلاثة الأولى وفي سائر البلدان يوم النحر.
٤- يعتبر في الأضحية أن تكون من الأنعام الثلاثة الإبل والبقر والغنم، ولا يجزي على الأحوط من الإبل إلّا ما أكمل السنة الخامسة ومن البقر والماعز ما أكمل الثانية ومن الضأن إلّا ما أكمل الشهر السابع.
٥- لا يُشترط في الأضحية من الأوصاف ما يُشترط في الهدي الواجب، فيجوز أن يضحّى بالأعور والأعرج والمقطوعة أذنه والمكسور قرنه والخصي والمهزول وإن كان الأحوط الأفضل أن يكون تامّ الأعضاء وسميناً ويُكره أن يكون ممّا ربّاه.
٦- يجوز لمن يضحّي أن يخصّص ثلثه لنفسه أو إطعام أهله به، كما يجوز له أن يهدي ثلثاً منه لمن يحبّ من المسلمين، والأحوط الأفضل أن يتصدّق بالثلث الآخر على فقراء المسلمين.
٧- يُستحبّ التصدّق بجلد الأضحية ويُكره إعطاؤه أجرةً للجزّار، ويجوز جعله مصلّى وأن يُشترى به متاعُ البيت.
٨- تُجزئ الأضحيةُ عن العقيقة فمَنْ ضُحّي عنه أجزأته عن العقيقة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الحج 37
(2) وسائل الشيعة ج 14 ص 205
(3) وسائل الشيعة ج 14 ص 211
(4) وسائل الشيعة ج14 ص 207
(5) الحج 37
لماذا الاُضحية؟
وما هي أبرز أحكامها؟
الغاية من الاُضحية والهدف هو أن يجتاز المسلمون مراحل التقوى ليبلغوا الكمال ويتقرّبوا إلى الله(تعالى)، إذ إن تقديم الاُضحية فيه من الدروس الأخلاقية ما فيه، كالإيثار والتضحية والسماح والاستعداد للشهادة في سبيل الله .
ولا يخفى ما في الأضحية عند توزيعها على الفقراء والمعوزين من مساعدة لهم فضلا عن إدخال السرور على قلوبهم.
ولذا فقد روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله ): "إنما جعل الله هذا الأضحى لتشبع مساكينكم من اللحم فأطعموهم"(2) .
بالإضافة الى ذلك، فإنها سبب لغفران الله (تعالى) لصاحبها، فقد روي عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) أنه قال: "لو علم الناس ما في الأضحية لاستدانوا وضحوا، أنه ليغفر لصاحب الأضحية عند أول قطرة تقطر من دمها"(3).
كما روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) جوابه حين سألوه: ما علة الأضحية؟
فقال عليه السلام: "أنه يغفر لصاحبها عن أول قطرة تقطر من دمها على الأرض وليعلم الله (عز وجل) من يتقيه بالغيب قال الله (عز وجل):" لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ"
ثم قال: انظر كيف قبل الله قربان هابيل ورد قربان قابيل"(4).
ولا بد من التدبر في قوله (تعالى):" لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ"(5)
وذلك لأن اللحوم من الممكن الاستفادة منها فذكرها في محله،
وأما دماؤها فحيث لا يمكن الاستفادة منها فإذن لا بد ان يكون لذكرها غاية أخرى، ولعلها إشارة الى الأعمال القبيحة التي كان يمارسها أعراب الجاهلية، حيث كانوا يلطّخون أصنامهم وأحياناً الكعبة بدماء هذه القرابين فجاءت هذه الآية المباركة لتنهاهم عن ذلك.
ومما يؤسف له هو أن بعض المسلمين اليوم قد اتّبعوا ممارسة هذه العادات الجاهلية في بعض المناطق حيث يرشّون دماء الاُضحية على باب وجدران منزلهم الجديد، حتّى أنّهم يمارسون هذا العمل القبيح الخرافي في المساجد الجديدة العمران أيضاً.
ولذا يجب على المسلمين الواعين الوقوف بقوّة ضدّ هذا العمل.
أبرز أحكام الأضحية
تُجزئ الأضحيةُ عن العقيقة فمَنْ ضُحّيَ عنه أجزأته عن العقيقة
يجوز لمن يضحّي أن يخصّص ثلثه لنفسه أو إطعام أهله به، كما يجوز له أن يهدي ثلثاً منه لمن يحبّ من المسلمين، والأحوط الأفضل أن يتصدّق بالثلث الآخر على فقراء المسلمين.
١- تُستحبّ الأضحية استحباباً مؤكّداً لمن تمكّن منها، ويستحبّ لمن تمكّن من ثمنها ولم يجدها أن يتصدّق بقيمتها، ومع اختلاف القيم يكفي التصدّق بقيمة الأدنى.
٢- يجوز أن يضحّي الشخص عن نفسه وأهل بيته بأضحيةٍ واحدة، كما يجوز الاشتراك في الأضحية ولاسيّما إذا عزّت الأضاحي وارتفع ثمنُها.
٣- أفضل أوقات ذبح الأضحية بعد طلوع الشمس من يوم النحر –العاشر من ذي الحجّة- ومضى قدرٌ من صلاة العيد، ويمتدّ وقتها في منى أربعة أيّام وفي غيرها ثلاثة أيّام، وإن كان الأحوط الأفضل الإتيان بها في منى في الأيّام الثلاثة الأولى وفي سائر البلدان يوم النحر.
٤- يعتبر في الأضحية أن تكون من الأنعام الثلاثة الإبل والبقر والغنم، ولا يجزي على الأحوط من الإبل إلّا ما أكمل السنة الخامسة ومن البقر والماعز ما أكمل الثانية ومن الضأن إلّا ما أكمل الشهر السابع.
٥- لا يُشترط في الأضحية من الأوصاف ما يُشترط في الهدي الواجب، فيجوز أن يضحّى بالأعور والأعرج والمقطوعة أذنه والمكسور قرنه والخصي والمهزول وإن كان الأحوط الأفضل أن يكون تامّ الأعضاء وسميناً ويُكره أن يكون ممّا ربّاه.
٦- يجوز لمن يضحّي أن يخصّص ثلثه لنفسه أو إطعام أهله به، كما يجوز له أن يهدي ثلثاً منه لمن يحبّ من المسلمين، والأحوط الأفضل أن يتصدّق بالثلث الآخر على فقراء المسلمين.
٧- يُستحبّ التصدّق بجلد الأضحية ويُكره إعطاؤه أجرةً للجزّار، ويجوز جعله مصلّى وأن يُشترى به متاعُ البيت.
٨- تُجزئ الأضحيةُ عن العقيقة فمَنْ ضُحّي عنه أجزأته عن العقيقة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الحج 37
(2) وسائل الشيعة ج 14 ص 205
(3) وسائل الشيعة ج 14 ص 211
(4) وسائل الشيعة ج14 ص 207
(5) الحج 37
👍5