```~~♡°🌴🕋🌴°♡~~```
#تفسير_القرآن_للسعدي
نتابع تفسير سورة البقرة لابن السعدى
[21 ـ 22 ] { ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟﻨَّﺎﺱُ ﺍﻋْﺒُﺪُﻭﺍ ﺭَﺑَّﻜُﻢُ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺧَﻠَﻘَﻜُﻢْ ﻭَﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻣِﻦْ ﻗَﺒْﻠِﻜُﻢْ ﻟَﻌَﻠَّﻜُﻢْ ﺗَﺘَّﻘُﻮﻥَ * ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺟَﻌَﻞَ ﻟَﻜُﻢُ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽَ ﻓِﺮَﺍﺷًﺎ ﻭَﺍﻟﺴَّﻤَﺎﺀَ ﺑِﻨَﺎﺀً ﻭَﺃَﻧْﺰَﻝَ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﺀِ ﻣَﺎﺀً ﻓَﺄَﺧْﺮَﺝَ ﺑِﻪِ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺜَّﻤَﺮَﺍﺕِ ﺭِﺯْﻗًﺎ ﻟَﻜُﻢْ ﻓَﻠَﺎ ﺗَﺠْﻌَﻠُﻮﺍ ﻟِﻠَّﻪِ ﺃَﻧْﺪَﺍﺩًﺍ ﻭَﺃَﻧْﺘُﻢْ ﺗَﻌْﻠَﻤُﻮﻥَ }
ﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﻋﺎﻡ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ , ﺑﺄﻣﺮ ﻋﺎﻡ , ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ , ﻻﻣﺘﺜﺎﻝ ﺃﻭﺍﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ , ﻭﺍﺟﺘﻨﺎﺏ ﻧﻮﺍﻫﻴﻪ , ﻭﺗﺼﺪﻳﻖ ﺧﺒﺮﻩ , ﻓﺄﻣﺮﻫﻢ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻤﺎ ﺧﻠﻘﻬﻢ ﻟﻪ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
} ﻭَﻣَﺎ ﺧَﻠَﻘْﺖُ ﺍﻟْﺠِﻦَّ ﻭَﺍﻟْﺈِﻧْﺲَ ﺇِﻟَّﺎ ﻟِﻴَﻌْﺒُﺪُﻭﻥِ {
ﺛﻢ ﺍﺳﺘﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺏ ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ ﻭﺣﺪﻩ , ﺑﺄﻧﻪ ﺭﺑﻜﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺑﺎﻛﻢ ﺑﺄﺻﻨﺎﻑ ﺍﻟﻨﻌﻢ , ﻓﺨﻠﻘﻜﻢ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﺪﻡ , ﻭﺧﻠﻖ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻜﻢ , ﻭﺃﻧﻌﻢ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺎﻟﻨﻌﻢ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻨﺔ , ﻓﺠﻌﻞ ﻟﻜﻢ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﺮﺍﺷﺎ ﺗﺴﺘﻘﺮﻭﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ , ﻭﺗﻨﺘﻔﻌﻮﻥ ﺑﺎﻷﺑﻨﻴﺔ , ﻭﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ , ﻭﺍﻟﺤﺮﺍﺛﺔ , ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﻣﻦ ﻣﺤﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﺤﻞ , ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﻉ ﺑﻬﺎ، ﻭﺟﻌﻞ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺑﻨﺎﺀ ﻟﻤﺴﻜﻨﻜﻢ , ﻭﺃﻭﺩﻉ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻊ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺿﺮﻭﺭﺍﺗﻜﻢ ﻭﺣﺎﺟﺎﺗﻜﻢ , ﻛﺎﻟﺸﻤﺲ , ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ , ﻭﺍﻟﻨﺠﻮﻡ .
} ﻭَﺃَﻧْﺰَﻝَ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﺀِ ﻣَﺎﺀً { ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﺀ : [ ﻫﻮ ] ﻛﻞ ﻣﺎ ﻋﻼ ﻓﻮﻗﻚ ﻓﻬﻮ ﺳﻤﺎﺀ , ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﻔﺴﺮﻭﻥ : ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﺴﻤﺎﺀ ﻫﺎ ﻫﻨﺎ : ﺍﻟﺴﺤﺎﺏ، ﻓﺄﻧﺰﻝ ﻣﻨﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺎﺀ، } ﻓَﺄَﺧْﺮَﺝَ ﺑِﻪِ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺜَّﻤَﺮَﺍﺕِ { ﻛﺎﻟﺤﺒﻮﺏ , ﻭﺍﻟﺜﻤﺎﺭ , ﻣﻦ ﻧﺨﻴﻞ , ﻭﻓﻮﺍﻛﻪ , [ ﻭﺯﺭﻭﻉ ] ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ } ﺭِﺯْﻗًﺎ ﻟَﻜُﻢْ { ﺑﻪ ﺗﺮﺗﺰﻗﻮﻥ , ﻭﺗﻘﻮﺗﻮﻥ ﻭﺗﻌﻴﺸﻮﻥ ﻭﺗﻔﻜﻬﻮﻥ .
} ﻓَﻠَﺎ ﺗَﺠْﻌَﻠُﻮﺍ ﻟِﻠَّﻪِ ﺃَﻧْﺪَﺍﺩًﺍ { ﺃﻱ : ﻧﻈﺮﺍﺀ ﻭﺃﺷﺒﺎﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﻴﻦ , ﻓﺘﻌﺒﺪﻭﻧﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﺗﻌﺒﺪﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ , ﻭﺗﺤﺒﻮﻧﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﺗﺤﺒﻮﻥ ﺍﻟﻠﻪ , ﻭﻫﻢ ﻣﺜﻠﻜﻢ , ﻣﺨﻠﻮﻗﻮﻥ , ﻣﺮﺯﻭﻗﻮﻥ ﻣﺪﺑﺮﻭﻥ , ﻻ ﻳﻤﻠﻜﻮﻥ ﻣﺜﻘﺎﻝ ﺫﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﻻ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ، ﻭﻻ ﻳﻨﻔﻌﻮﻧﻜﻢ ﻭﻻ ﻳﻀﺮﻭﻥ، } ﻭَﺃَﻧْﺘُﻢْ ﺗَﻌْﻠَﻤُﻮﻥَ { ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺷﺮﻳﻚ , ﻭﻻ ﻧﻈﻴﺮ , ﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻠﻖ , ﻭﺍﻟﺮﺯﻕ , ﻭﺍﻟﺘﺪﺑﻴﺮ , ﻭﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻓﻜﻴﻒ ﺗﻌﺒﺪﻭﻥ ﻣﻌﻪ ﺁﻟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻊ ﻋﻠﻤﻜﻢ ﺑﺬﻟﻚ؟ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺃﻋﺠﺐ ﺍﻟﻌﺠﺐ , ﻭﺃﺳﻔﻪ ﺍﻟﺴﻔﻪ .
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺟﻤﻌﺖ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ , ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﺳﻮﺍﻩ , ﻭﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺍﻟﺒﺎﻫﺮ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺏ ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ , ﻭﺑﻄﻼﻥ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺳﻮﺍﻩ , ﻭﻫﻮ [ ﺫﻛﺮ ] ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ , ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻦ ﻻﻧﻔﺮﺍﺩﻩ ﺑﺎﻟﺨﻠﻖ ﻭﺍﻟﺮﺯﻕ ﻭﺍﻟﺘﺪﺑﻴﺮ، ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﺃﺣﺪ ﻣﻘﺮﺍ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺷﺮﻳﻚ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ , ﻓﻜﺬﻟﻚ ﻓﻠﻴﻜﻦ ﺇﻗﺮﺍﺭﻩ ﺑﺄﻥ [ ﺍﻟﻠﻪ ] ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ , ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻭﺿﺢ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻘﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﻭﺣﺪﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ، ﻭﺑﻄﻼﻥ ﺍﻟﺸﺮﻙ .
ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﻟَﻌَﻠَّﻜُﻢْ ﺗَﺘَّﻘُﻮﻥَ { ﻳﺤﺘﻤﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ : ﺃﻧﻜﻢ ﺇﺫﺍ ﻋﺒﺪﺗﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ , ﺍﺗﻘﻴﺘﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﺳﺨﻄﻪ ﻭﻋﺬﺍﺑﻪ , ﻷﻧﻜﻢ ﺃﺗﻴﺘﻢ ﺑﺎﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺪﺍﻓﻊ ﻟﺬﻟﻚ، ﻭﻳﺤﺘﻤﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ : ﺃﻧﻜﻢ ﺇﺫﺍ ﻋﺒﺪﺗﻢ ﺍﻟﻠﻪ , ﺻﺮﺗﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻘﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺻﻮﻓﻴﻦ ﺑﺎﻟﺘﻘﻮﻯ , ﻭﻛﻼ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻦ ﺻﺤﻴﺢ , ﻭﻫﻤﺎ ﻣﺘﻼﺯﻣﺎﻥ، ﻓﻤﻦ ﺃﺗﻰ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻛﺎﻣﻠﺔ , ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻘﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻘﻴﻦ , ﺣﺼﻠﺖ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﺨﻄﻪ .
@Riyad01
يتبع فى الغد ان شاء الله تعالي ......فتابعونا💐
#تفسير_القرآن_للسعدي
نتابع تفسير سورة البقرة لابن السعدى
[21 ـ 22 ] { ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟﻨَّﺎﺱُ ﺍﻋْﺒُﺪُﻭﺍ ﺭَﺑَّﻜُﻢُ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺧَﻠَﻘَﻜُﻢْ ﻭَﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻣِﻦْ ﻗَﺒْﻠِﻜُﻢْ ﻟَﻌَﻠَّﻜُﻢْ ﺗَﺘَّﻘُﻮﻥَ * ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺟَﻌَﻞَ ﻟَﻜُﻢُ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽَ ﻓِﺮَﺍﺷًﺎ ﻭَﺍﻟﺴَّﻤَﺎﺀَ ﺑِﻨَﺎﺀً ﻭَﺃَﻧْﺰَﻝَ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﺀِ ﻣَﺎﺀً ﻓَﺄَﺧْﺮَﺝَ ﺑِﻪِ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺜَّﻤَﺮَﺍﺕِ ﺭِﺯْﻗًﺎ ﻟَﻜُﻢْ ﻓَﻠَﺎ ﺗَﺠْﻌَﻠُﻮﺍ ﻟِﻠَّﻪِ ﺃَﻧْﺪَﺍﺩًﺍ ﻭَﺃَﻧْﺘُﻢْ ﺗَﻌْﻠَﻤُﻮﻥَ }
ﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﻋﺎﻡ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ , ﺑﺄﻣﺮ ﻋﺎﻡ , ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ , ﻻﻣﺘﺜﺎﻝ ﺃﻭﺍﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ , ﻭﺍﺟﺘﻨﺎﺏ ﻧﻮﺍﻫﻴﻪ , ﻭﺗﺼﺪﻳﻖ ﺧﺒﺮﻩ , ﻓﺄﻣﺮﻫﻢ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻤﺎ ﺧﻠﻘﻬﻢ ﻟﻪ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
} ﻭَﻣَﺎ ﺧَﻠَﻘْﺖُ ﺍﻟْﺠِﻦَّ ﻭَﺍﻟْﺈِﻧْﺲَ ﺇِﻟَّﺎ ﻟِﻴَﻌْﺒُﺪُﻭﻥِ {
ﺛﻢ ﺍﺳﺘﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺏ ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ ﻭﺣﺪﻩ , ﺑﺄﻧﻪ ﺭﺑﻜﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺑﺎﻛﻢ ﺑﺄﺻﻨﺎﻑ ﺍﻟﻨﻌﻢ , ﻓﺨﻠﻘﻜﻢ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﺪﻡ , ﻭﺧﻠﻖ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻜﻢ , ﻭﺃﻧﻌﻢ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺎﻟﻨﻌﻢ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻨﺔ , ﻓﺠﻌﻞ ﻟﻜﻢ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﺮﺍﺷﺎ ﺗﺴﺘﻘﺮﻭﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ , ﻭﺗﻨﺘﻔﻌﻮﻥ ﺑﺎﻷﺑﻨﻴﺔ , ﻭﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ , ﻭﺍﻟﺤﺮﺍﺛﺔ , ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﻣﻦ ﻣﺤﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﺤﻞ , ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﻉ ﺑﻬﺎ، ﻭﺟﻌﻞ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺑﻨﺎﺀ ﻟﻤﺴﻜﻨﻜﻢ , ﻭﺃﻭﺩﻉ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻊ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺿﺮﻭﺭﺍﺗﻜﻢ ﻭﺣﺎﺟﺎﺗﻜﻢ , ﻛﺎﻟﺸﻤﺲ , ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ , ﻭﺍﻟﻨﺠﻮﻡ .
} ﻭَﺃَﻧْﺰَﻝَ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﺀِ ﻣَﺎﺀً { ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﺀ : [ ﻫﻮ ] ﻛﻞ ﻣﺎ ﻋﻼ ﻓﻮﻗﻚ ﻓﻬﻮ ﺳﻤﺎﺀ , ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﻔﺴﺮﻭﻥ : ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﺴﻤﺎﺀ ﻫﺎ ﻫﻨﺎ : ﺍﻟﺴﺤﺎﺏ، ﻓﺄﻧﺰﻝ ﻣﻨﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺎﺀ، } ﻓَﺄَﺧْﺮَﺝَ ﺑِﻪِ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺜَّﻤَﺮَﺍﺕِ { ﻛﺎﻟﺤﺒﻮﺏ , ﻭﺍﻟﺜﻤﺎﺭ , ﻣﻦ ﻧﺨﻴﻞ , ﻭﻓﻮﺍﻛﻪ , [ ﻭﺯﺭﻭﻉ ] ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ } ﺭِﺯْﻗًﺎ ﻟَﻜُﻢْ { ﺑﻪ ﺗﺮﺗﺰﻗﻮﻥ , ﻭﺗﻘﻮﺗﻮﻥ ﻭﺗﻌﻴﺸﻮﻥ ﻭﺗﻔﻜﻬﻮﻥ .
} ﻓَﻠَﺎ ﺗَﺠْﻌَﻠُﻮﺍ ﻟِﻠَّﻪِ ﺃَﻧْﺪَﺍﺩًﺍ { ﺃﻱ : ﻧﻈﺮﺍﺀ ﻭﺃﺷﺒﺎﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﻴﻦ , ﻓﺘﻌﺒﺪﻭﻧﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﺗﻌﺒﺪﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ , ﻭﺗﺤﺒﻮﻧﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﺗﺤﺒﻮﻥ ﺍﻟﻠﻪ , ﻭﻫﻢ ﻣﺜﻠﻜﻢ , ﻣﺨﻠﻮﻗﻮﻥ , ﻣﺮﺯﻭﻗﻮﻥ ﻣﺪﺑﺮﻭﻥ , ﻻ ﻳﻤﻠﻜﻮﻥ ﻣﺜﻘﺎﻝ ﺫﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﻻ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ، ﻭﻻ ﻳﻨﻔﻌﻮﻧﻜﻢ ﻭﻻ ﻳﻀﺮﻭﻥ، } ﻭَﺃَﻧْﺘُﻢْ ﺗَﻌْﻠَﻤُﻮﻥَ { ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺷﺮﻳﻚ , ﻭﻻ ﻧﻈﻴﺮ , ﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻠﻖ , ﻭﺍﻟﺮﺯﻕ , ﻭﺍﻟﺘﺪﺑﻴﺮ , ﻭﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻓﻜﻴﻒ ﺗﻌﺒﺪﻭﻥ ﻣﻌﻪ ﺁﻟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻊ ﻋﻠﻤﻜﻢ ﺑﺬﻟﻚ؟ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺃﻋﺠﺐ ﺍﻟﻌﺠﺐ , ﻭﺃﺳﻔﻪ ﺍﻟﺴﻔﻪ .
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺟﻤﻌﺖ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ , ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﺳﻮﺍﻩ , ﻭﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺍﻟﺒﺎﻫﺮ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺏ ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ , ﻭﺑﻄﻼﻥ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺳﻮﺍﻩ , ﻭﻫﻮ [ ﺫﻛﺮ ] ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ , ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻦ ﻻﻧﻔﺮﺍﺩﻩ ﺑﺎﻟﺨﻠﻖ ﻭﺍﻟﺮﺯﻕ ﻭﺍﻟﺘﺪﺑﻴﺮ، ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﺃﺣﺪ ﻣﻘﺮﺍ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺷﺮﻳﻚ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ , ﻓﻜﺬﻟﻚ ﻓﻠﻴﻜﻦ ﺇﻗﺮﺍﺭﻩ ﺑﺄﻥ [ ﺍﻟﻠﻪ ] ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ , ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻭﺿﺢ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻘﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﻭﺣﺪﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ، ﻭﺑﻄﻼﻥ ﺍﻟﺸﺮﻙ .
ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﻟَﻌَﻠَّﻜُﻢْ ﺗَﺘَّﻘُﻮﻥَ { ﻳﺤﺘﻤﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ : ﺃﻧﻜﻢ ﺇﺫﺍ ﻋﺒﺪﺗﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ , ﺍﺗﻘﻴﺘﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﺳﺨﻄﻪ ﻭﻋﺬﺍﺑﻪ , ﻷﻧﻜﻢ ﺃﺗﻴﺘﻢ ﺑﺎﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺪﺍﻓﻊ ﻟﺬﻟﻚ، ﻭﻳﺤﺘﻤﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ : ﺃﻧﻜﻢ ﺇﺫﺍ ﻋﺒﺪﺗﻢ ﺍﻟﻠﻪ , ﺻﺮﺗﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻘﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺻﻮﻓﻴﻦ ﺑﺎﻟﺘﻘﻮﻯ , ﻭﻛﻼ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻦ ﺻﺤﻴﺢ , ﻭﻫﻤﺎ ﻣﺘﻼﺯﻣﺎﻥ، ﻓﻤﻦ ﺃﺗﻰ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻛﺎﻣﻠﺔ , ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻘﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻘﻴﻦ , ﺣﺼﻠﺖ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﺨﻄﻪ .
@Riyad01
يتبع فى الغد ان شاء الله تعالي ......فتابعونا💐