جبهة نِهْم.. الموت على مشارف صنعاء
#شبكة_اليمن_الإخبارية _تقارير_اخبارية
ً
#عُرفت جبهة نِهم شرق العاصمة اليمنية صنعاء، كإحدى أشد الجبهات ضراوة بين مناطق الحرب في البلاد، وأكثرها إثارة للجدل
#وقد رصدت «العربي الجديد» أجواء تلك الجبهة من جهة المناطق التي تسيطر عليها قوات الشرعية، وكانت الحصيلة مغايرة إلى حد ما، عن بعض ما يثار حولها في وسائل الإعلام، بوصفها أقرب الجبهات إلى العاصمة صنعاء وأكثرها بطئاً وإثارة للتكهنات.
#وتعد مديرية نهم من أكبر مديريات محافظة صنعاء مساحة إذ تقع على امتداد 1841 كيلومتراً مربعاً، وتحدها من الشرق والشمال محافظتا مأرب والجوف الواقعتين ضمن مناطق الشرعية، ويخترقها الخط الأسود الرئيسي الرابط بين صنعاء ومحافظات شرق اليمن، مأرب، شبوة، حضرموت، والمهرة
#وصلت قوات الشرعية إلى مديرية نهم إثر سلسلة من المعارك الضارية امتدت من مركز محافظة مأرب مروراً بمعسكر ماس الهام والذي كان تابعاً للحرس الجمهوري، وصولاً إلى مفرق الطريق بين الجوف ومأرب، ثم ما يسمى بنقيل الفَرَضة الذي كان اقتحامه من قبل قوات الجيش والمقاومة التابعة للشرعية مسنودين بمقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية، في ديسمبر/ كانون الأول 2015، إنجازاً عسكرياً بالغ الأهمية وغير متوقّع بمعايير الزمان والمكان، قياساً بالمعطيات الميدانية التي كانت سائدة في العام الأول للحرب.
#وحسب إفادات جملة من القادة والمقاتلين ممن تحدثوا مع «العربي الجديد» فإنه تم اجتياز فرَضة نِهم عن طريق عملية التفاف قام بها ما يقارب 600 من مقاتلي الشرعية عبر جبال شاهقة الارتفاع على امتداد 8 كيلومترات، تسمى جبال قَرْوَد وهي سلسلة جبلية شديدة الوعورة غير مأهولة بالسكان ولا يوجد بها أية طرقات رئيسية أو فرعية، وقام المقاتلون بصعودها مشياً على الأقدام.
#وعلى إثر عملية الالتفاف تلك التي يتفاخر فيها العديد من المقاتلين في قوات الشرعية بالجبهة، أمكن مباغتة مقاتلي جماعة أنصار الله (الحوثيين) والسيطرة على معسكر الفرضة في فبراير/ شباط 2016 وعلى تلال عديدة وصولاً إلى قمة جبل المنارة المطل على العاصمة صنعاء والذي تم الاستحواذ عليه منذ أغسطس/آب من العام نفسه، وقد برز في تلك المرحلة العديد من القادة الميدانيين منهم هاشم الأحمر الذي عُين أخيراً قائداً للمنطقة العسكرية السادسة.
#ويفيد الجنود بأن المقاتلين الـ600 الذين نفذوا الالتفاف الهام عبر جبال قرْوَد وكانوا سبباً في سيطرة الشرعية على فرضة نهم، قضى معظمهم في معارك تالية، وبينهم 40 جريحاً إصابات 13 منهم، مستدامة.
#وقد ظلت معركة نِهم، منذ ذلك الحين، على وتيرة واحدة من الكرّ والفرّ بين مقاتلي الشرعية والحوثيين مع تقدم نسبي لقوات الشرعية لا يرقى لاعتباره حاسماً في مسار المواجهات.
#وأثار هذا الأمر العديد من التكهنات حول هذه الجبهة التي التهمت آلاف الجنود والمجندين من الطرفين، وسط تساؤلات عديدة عن سرّ تأخر الحسم في تلك الجبهة الهامة التي تعد أقرب الطرق إلى السيطرة على العاصمة صنعاء.
#ومن بين التفسيرات التي تٌقدم حول الجبهة أن الضغوط الدولية ظلت تؤدي دوراً بتأخير التقدم نحو صنعاء.
#كما يسود اعتقاد آخر بأن التحالف قد يكون لديه أجندة خاصة متعلقة بـ«نهم» لتغدو جبهة استنزاف بشري للحوثيين تستهلك أكبر قدر من مقاتليهم قبيل التقدم باتجاه نقيل بن غيلان الذي يعد البوابة الشرقية الأخيرة المؤدية إلى العاصمة صنعاء.
#كذلك يتحدث آخرون عن وجود رغبة بجعل المنطقة محطة استنزاف أيضا لمقاتلي الشرعية، خصوصاً مع الوجود القوي لمنتمين أو مناصرين لحزب الإصلاح الذي تربطه علاقة ليست بأفضل أحوالها مع بعض دول التحالف، فيما يسوق خصوم الإصلاح من جانبهم تكهنات من نوع آخر ويتهمون القيادات العسكرية المحسوبة على الحزب بتعمّد تأخير الحسم في هذه الجبهة أملاً في تقوية مركزه التفاوضي والحصول على ضمانات وتطمينات حول دوره في مرحلة ما بعد إسقاط انقلاب الحوثيين.
#وقد وجدت جميع التفسيرات والتكهنات والاتهامات طريقها إلى العديد من التقارير والتحليلات الصحافية والتغريدات في مواقع التواصل الاجتماعي، وتراكم بعضها فوق بعض حتى أصبح العديد منها بمثابة المسلّمات في ذهن بعض المتابعين، غير أنّ للميدان والجنود المرابطين فيه تفسيرات أخرى لتأخر الحسم ليس من بينها التكهنات السابقة.
#بدايةً فإن تضاريس المنطقة وفّرت على القادة والجنود تقديم تعليلات عديدة عن سر تأخر الحسم، إذ إن الوصول الى مواقع تمركز الجيش الحالية يتم بشق الأنفس وعبر سيارات الشبح من طراز تويوتا المحتكر الوحيد لارتياد مثل هذه الطرقات التي تم شقها حديثاً بعد وصول جنود الشرعية إلى مواقع شاهقة بعضها يحاذي السحاب كما هو الحال في قمة جبل المنارة الواقع في ميسرة الجبهة والمطل على العاصمة صنعاء بمسافة 18 كيلومتراً جوياً وضعف المسافة على الأرض.
#ويسرد قائد المنطقة العسكرية السابعة، اللواء ناصر الذيباني، الذي التقته «العرب
#شبكة_اليمن_الإخبارية _تقارير_اخبارية
ً
#عُرفت جبهة نِهم شرق العاصمة اليمنية صنعاء، كإحدى أشد الجبهات ضراوة بين مناطق الحرب في البلاد، وأكثرها إثارة للجدل
#وقد رصدت «العربي الجديد» أجواء تلك الجبهة من جهة المناطق التي تسيطر عليها قوات الشرعية، وكانت الحصيلة مغايرة إلى حد ما، عن بعض ما يثار حولها في وسائل الإعلام، بوصفها أقرب الجبهات إلى العاصمة صنعاء وأكثرها بطئاً وإثارة للتكهنات.
#وتعد مديرية نهم من أكبر مديريات محافظة صنعاء مساحة إذ تقع على امتداد 1841 كيلومتراً مربعاً، وتحدها من الشرق والشمال محافظتا مأرب والجوف الواقعتين ضمن مناطق الشرعية، ويخترقها الخط الأسود الرئيسي الرابط بين صنعاء ومحافظات شرق اليمن، مأرب، شبوة، حضرموت، والمهرة
#وصلت قوات الشرعية إلى مديرية نهم إثر سلسلة من المعارك الضارية امتدت من مركز محافظة مأرب مروراً بمعسكر ماس الهام والذي كان تابعاً للحرس الجمهوري، وصولاً إلى مفرق الطريق بين الجوف ومأرب، ثم ما يسمى بنقيل الفَرَضة الذي كان اقتحامه من قبل قوات الجيش والمقاومة التابعة للشرعية مسنودين بمقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية، في ديسمبر/ كانون الأول 2015، إنجازاً عسكرياً بالغ الأهمية وغير متوقّع بمعايير الزمان والمكان، قياساً بالمعطيات الميدانية التي كانت سائدة في العام الأول للحرب.
#وحسب إفادات جملة من القادة والمقاتلين ممن تحدثوا مع «العربي الجديد» فإنه تم اجتياز فرَضة نِهم عن طريق عملية التفاف قام بها ما يقارب 600 من مقاتلي الشرعية عبر جبال شاهقة الارتفاع على امتداد 8 كيلومترات، تسمى جبال قَرْوَد وهي سلسلة جبلية شديدة الوعورة غير مأهولة بالسكان ولا يوجد بها أية طرقات رئيسية أو فرعية، وقام المقاتلون بصعودها مشياً على الأقدام.
#وعلى إثر عملية الالتفاف تلك التي يتفاخر فيها العديد من المقاتلين في قوات الشرعية بالجبهة، أمكن مباغتة مقاتلي جماعة أنصار الله (الحوثيين) والسيطرة على معسكر الفرضة في فبراير/ شباط 2016 وعلى تلال عديدة وصولاً إلى قمة جبل المنارة المطل على العاصمة صنعاء والذي تم الاستحواذ عليه منذ أغسطس/آب من العام نفسه، وقد برز في تلك المرحلة العديد من القادة الميدانيين منهم هاشم الأحمر الذي عُين أخيراً قائداً للمنطقة العسكرية السادسة.
#ويفيد الجنود بأن المقاتلين الـ600 الذين نفذوا الالتفاف الهام عبر جبال قرْوَد وكانوا سبباً في سيطرة الشرعية على فرضة نهم، قضى معظمهم في معارك تالية، وبينهم 40 جريحاً إصابات 13 منهم، مستدامة.
#وقد ظلت معركة نِهم، منذ ذلك الحين، على وتيرة واحدة من الكرّ والفرّ بين مقاتلي الشرعية والحوثيين مع تقدم نسبي لقوات الشرعية لا يرقى لاعتباره حاسماً في مسار المواجهات.
#وأثار هذا الأمر العديد من التكهنات حول هذه الجبهة التي التهمت آلاف الجنود والمجندين من الطرفين، وسط تساؤلات عديدة عن سرّ تأخر الحسم في تلك الجبهة الهامة التي تعد أقرب الطرق إلى السيطرة على العاصمة صنعاء.
#ومن بين التفسيرات التي تٌقدم حول الجبهة أن الضغوط الدولية ظلت تؤدي دوراً بتأخير التقدم نحو صنعاء.
#كما يسود اعتقاد آخر بأن التحالف قد يكون لديه أجندة خاصة متعلقة بـ«نهم» لتغدو جبهة استنزاف بشري للحوثيين تستهلك أكبر قدر من مقاتليهم قبيل التقدم باتجاه نقيل بن غيلان الذي يعد البوابة الشرقية الأخيرة المؤدية إلى العاصمة صنعاء.
#كذلك يتحدث آخرون عن وجود رغبة بجعل المنطقة محطة استنزاف أيضا لمقاتلي الشرعية، خصوصاً مع الوجود القوي لمنتمين أو مناصرين لحزب الإصلاح الذي تربطه علاقة ليست بأفضل أحوالها مع بعض دول التحالف، فيما يسوق خصوم الإصلاح من جانبهم تكهنات من نوع آخر ويتهمون القيادات العسكرية المحسوبة على الحزب بتعمّد تأخير الحسم في هذه الجبهة أملاً في تقوية مركزه التفاوضي والحصول على ضمانات وتطمينات حول دوره في مرحلة ما بعد إسقاط انقلاب الحوثيين.
#وقد وجدت جميع التفسيرات والتكهنات والاتهامات طريقها إلى العديد من التقارير والتحليلات الصحافية والتغريدات في مواقع التواصل الاجتماعي، وتراكم بعضها فوق بعض حتى أصبح العديد منها بمثابة المسلّمات في ذهن بعض المتابعين، غير أنّ للميدان والجنود المرابطين فيه تفسيرات أخرى لتأخر الحسم ليس من بينها التكهنات السابقة.
#بدايةً فإن تضاريس المنطقة وفّرت على القادة والجنود تقديم تعليلات عديدة عن سر تأخر الحسم، إذ إن الوصول الى مواقع تمركز الجيش الحالية يتم بشق الأنفس وعبر سيارات الشبح من طراز تويوتا المحتكر الوحيد لارتياد مثل هذه الطرقات التي تم شقها حديثاً بعد وصول جنود الشرعية إلى مواقع شاهقة بعضها يحاذي السحاب كما هو الحال في قمة جبل المنارة الواقع في ميسرة الجبهة والمطل على العاصمة صنعاء بمسافة 18 كيلومتراً جوياً وضعف المسافة على الأرض.
#ويسرد قائد المنطقة العسكرية السابعة، اللواء ناصر الذيباني، الذي التقته «العرب