📍تنبيه:
*لا يوجد درس الليلة* في شرح العقيدة الطحاوية.
والموعد بمشيئة الله تعالى *الأسبوع القادم يوم الأربعاء*
*لا يوجد درس الليلة* في شرح العقيدة الطحاوية.
والموعد بمشيئة الله تعالى *الأسبوع القادم يوم الأربعاء*
📎 رابط الدخول في مجموعة التلجرام:https://tttttt.me/maehadalshariea
📎 رابط التسجيل في المنصة التعليمية للمعهد :http://alshariea.com/register
📎 رابط التسجيل في المنصة التعليمية للمعهد :http://alshariea.com/register
📎 رابط الدخول في مجموعة التلجرام:https://tttttt.me/maehadalshariea
📎 رابط التسجيل في المنصة التعليمية للمعهد :http://alshariea.com/register
📎 رابط التسجيل في المنصة التعليمية للمعهد :http://alshariea.com/register
Forwarded from تفريغات أ.د. صالح سندي
مقتطف_التبرك_المشروع_والممنوع_أ_د_صالح_سندي.pdf
3.6 MB
📑 مقتطفٌ من شَرْحِ كتاب التّوحيد: [ التبرّك المشروع والممنوع ]
🎙 لفضيلة الشيخ أ.د. صالح بن عبدالعزيز سندي -حفظه الله- أستاذ العقيدة بكلية الدعوة وأصول الدين بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية.
📌 بَيَّنَ فيه الشيخُ -حفظه الله-:
▪️تعريف التّبرّك.
▪️أنّ البركة من الله سبحانه وتعالى.
▪️متعلّقات التّبرّك.
▪️أقسام البركة.
▪️أقسام التّبرّك.
▪️حكم التّبرّك الممنوع.
🎙 لفضيلة الشيخ أ.د. صالح بن عبدالعزيز سندي -حفظه الله- أستاذ العقيدة بكلية الدعوة وأصول الدين بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية.
📌 بَيَّنَ فيه الشيخُ -حفظه الله-:
▪️تعريف التّبرّك.
▪️أنّ البركة من الله سبحانه وتعالى.
▪️متعلّقات التّبرّك.
▪️أقسام البركة.
▪️أقسام التّبرّك.
▪️حكم التّبرّك الممنوع.
📌 قال الشيخ صالح بن عبد العزيز سندي حفظه الله معلِّقا على قول الإمام الطحاوي في عقيدته: (لِأَنَّ الْعِلْمَ عِلْمَانِ: عِلْمٌ فِي الْخَلْقِ مَوْجُودٌ، وَعِلْمٌ فِي الْخَلْقِ مَفْقُودٌ، فَإِنْكَارُ الْعِلْمِ الْمَوْجُودِ كُفْرٌ، وَادِّعَاءُ الْعِلْمِ الْمَفْقُودِ كُفْرٌ، وَلَا يَثْبُتُ الْإِيمَانُ إِلَّا بِقَبُولِ الْعِلْمِ الْمَوْجُودِ، وَتَرْكِ طَلَبِ الْعِلْمِ الْمَفْقُودِ):
" هذه الجملة حبّذا أن تُقرأ كثيرًا، بل يا حبّذا لو حُفظت؛ فإنّ العلم من هذا الجانب ينقسم إلى قسمين:
▪️الأوّل: علمٌ في الخلق موجود، وهو علم الوحي، العلم الذي جاء في الوحي، من أمور الشرائع، والفقه والأحكام، وما يتعلّق بصفات الله سبحانه وتعالى. بل وما يتعلّق بأمور القدر التي جاء النصّ عليها. فهذا علم موجود في الوحي، ومبْثوث في الناس، بلَّغه النبي ﷺ، وأنزله الله جل وعلا في كتابه، وأمر بتدبر كتابه.
إذن هذا علم موجود، بل هذا لابد من طلبه، ولابد من تتبعه، ولابد من التفقه فيه.
▪️قوله: (وَعِلْمٌ فِي الْخَلْقِ مَفْقُودٌ)، وهو علم الغيب، ومن ذلك العلم بكيفيات صفات الله سبحانه وتعالى، ومن ذلك العلم بتفاصيل حكمة الله جل وعلا فيما يقدر سبحانه وتعالى، فيما زاد على ما علمناه، فهذا علم في الخلق مفقود. هذا القدر قد خُزن عنَّا علمه.
➖ فما النتيجة من بعد هذا؟
قال: (فَإِنْكَارُ الْعِلْمِ الْمَوْجُودِ كُفْرٌ)، من جَحَد شيئًا مما دلّ عليه الوحي فإنه يكون كافرًا.
وفي المقابل: ادِّعاء العلم المفقود كُفر، مَن ادَّعى علم الغيب فإنه يكون أيضًا كافرًا؛ لأنه ادَّعى شيئًا يشارك في زَعْمه اللهَ جل وعلا فيه.
قوله: (وَلَا يَثْبُتُ الْإِيمَانُ إِلَّا بِقَبُولِ الْعِلْمِ الْمَوْجُودِ، وَتَرْكِ طَلَبِ الْعِلْمِ الْمَفْقُودِ)، هذا كلام في الحقيقة حسنٌ، وحَريٌّ أن يقف عنده الإنسان مَليًّا.
[ شرح العقيدة الطحاوية المجلس 17 ]
" هذه الجملة حبّذا أن تُقرأ كثيرًا، بل يا حبّذا لو حُفظت؛ فإنّ العلم من هذا الجانب ينقسم إلى قسمين:
▪️الأوّل: علمٌ في الخلق موجود، وهو علم الوحي، العلم الذي جاء في الوحي، من أمور الشرائع، والفقه والأحكام، وما يتعلّق بصفات الله سبحانه وتعالى. بل وما يتعلّق بأمور القدر التي جاء النصّ عليها. فهذا علم موجود في الوحي، ومبْثوث في الناس، بلَّغه النبي ﷺ، وأنزله الله جل وعلا في كتابه، وأمر بتدبر كتابه.
إذن هذا علم موجود، بل هذا لابد من طلبه، ولابد من تتبعه، ولابد من التفقه فيه.
▪️قوله: (وَعِلْمٌ فِي الْخَلْقِ مَفْقُودٌ)، وهو علم الغيب، ومن ذلك العلم بكيفيات صفات الله سبحانه وتعالى، ومن ذلك العلم بتفاصيل حكمة الله جل وعلا فيما يقدر سبحانه وتعالى، فيما زاد على ما علمناه، فهذا علم في الخلق مفقود. هذا القدر قد خُزن عنَّا علمه.
➖ فما النتيجة من بعد هذا؟
قال: (فَإِنْكَارُ الْعِلْمِ الْمَوْجُودِ كُفْرٌ)، من جَحَد شيئًا مما دلّ عليه الوحي فإنه يكون كافرًا.
وفي المقابل: ادِّعاء العلم المفقود كُفر، مَن ادَّعى علم الغيب فإنه يكون أيضًا كافرًا؛ لأنه ادَّعى شيئًا يشارك في زَعْمه اللهَ جل وعلا فيه.
قوله: (وَلَا يَثْبُتُ الْإِيمَانُ إِلَّا بِقَبُولِ الْعِلْمِ الْمَوْجُودِ، وَتَرْكِ طَلَبِ الْعِلْمِ الْمَفْقُودِ)، هذا كلام في الحقيقة حسنٌ، وحَريٌّ أن يقف عنده الإنسان مَليًّا.
[ شرح العقيدة الطحاوية المجلس 17 ]
📌 [ خمس مسائل مُهمَّة لمعرفة التَّوحيد وضدِّه ] :
▪️قال الشيخ صالح بن عبد العزيز سندي حفظه الله: " اعتنِ -يا رعاك الله- بفهم خمس مسائل فهمًا دقيقًا، فإنّك تكون بإذن الله جلّ وعلا على خير عظيم ومعرفة حَقَّة بالتّوحيد وضدّه.
1️⃣ أوّلًا: أنْ تعرف ما هو التوحيد الذي دعا إليه النبي ﷺ.
2️⃣ ثانيًا: أنْ تعرف ما هو الشرك الذي كان النبيُّ ﷺ يحذِّر منه.
3️⃣ ثالثًا: أنْ تعرف حال المشركين الذين بُعث فيهم النبي ﷺ، كيف كانوا يتعبّدون، وبأيّ شيء كانوا يتعبّدون، وما هي أحوالهم مع آلهتهم، لا بُدّ من فِقه حال المشركين الذين بعث فيهم النبي ﷺ، فإنَّ هناك لربما كان هناك تصور مغلوط عند بعض الناس، فأدّى به هذا إلى أنّه ما فهم الأدلة فهمًا صحيحًا.
4️⃣ رابعًا: أنْ تعرف ما هي العبادة التي يدور التوحيد عليها، ما تعريف العبادة، ما هو الشيء الذي أمرنا الله سبحانه وتعالى به كثيرًا؟ ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا﴾ [النساء:36]، فهْم معنى العبادة من الأهمية بمكان، الخلل في فهم ما هي العبادة سيؤدي إلى الخلل في فهم حقيقة التّوحيد وحقيقة الشرك.
5️⃣ خامسًا: أنْ تُدرك الفرق بين توحيدَيْ الربوبيّة والألوهيّة، وأنْ تعرف هل ثَمَّة تلازم بينهما، وما هي حقيقة هذا التلازم، هل هو تلازمٌ من جهة الوجوب والاستدلال، أم هو تلازمٌ في الواقع؟
هذا الأمر من الأهمية بمكان، وكثير من تَلبيس المشركين قديمًا وحديثًا، يأتي من جهة هذه القضيّة والخلْط بين توحيديْ الربوبيّة والألوهيّة ". اهـ
[ شرح القواعد الأربع - أُقيم بالرياض - 6 جمادى الأولى 1445هـ ]
▪️قال الشيخ صالح بن عبد العزيز سندي حفظه الله: " اعتنِ -يا رعاك الله- بفهم خمس مسائل فهمًا دقيقًا، فإنّك تكون بإذن الله جلّ وعلا على خير عظيم ومعرفة حَقَّة بالتّوحيد وضدّه.
1️⃣ أوّلًا: أنْ تعرف ما هو التوحيد الذي دعا إليه النبي ﷺ.
2️⃣ ثانيًا: أنْ تعرف ما هو الشرك الذي كان النبيُّ ﷺ يحذِّر منه.
3️⃣ ثالثًا: أنْ تعرف حال المشركين الذين بُعث فيهم النبي ﷺ، كيف كانوا يتعبّدون، وبأيّ شيء كانوا يتعبّدون، وما هي أحوالهم مع آلهتهم، لا بُدّ من فِقه حال المشركين الذين بعث فيهم النبي ﷺ، فإنَّ هناك لربما كان هناك تصور مغلوط عند بعض الناس، فأدّى به هذا إلى أنّه ما فهم الأدلة فهمًا صحيحًا.
4️⃣ رابعًا: أنْ تعرف ما هي العبادة التي يدور التوحيد عليها، ما تعريف العبادة، ما هو الشيء الذي أمرنا الله سبحانه وتعالى به كثيرًا؟ ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا﴾ [النساء:36]، فهْم معنى العبادة من الأهمية بمكان، الخلل في فهم ما هي العبادة سيؤدي إلى الخلل في فهم حقيقة التّوحيد وحقيقة الشرك.
5️⃣ خامسًا: أنْ تُدرك الفرق بين توحيدَيْ الربوبيّة والألوهيّة، وأنْ تعرف هل ثَمَّة تلازم بينهما، وما هي حقيقة هذا التلازم، هل هو تلازمٌ من جهة الوجوب والاستدلال، أم هو تلازمٌ في الواقع؟
هذا الأمر من الأهمية بمكان، وكثير من تَلبيس المشركين قديمًا وحديثًا، يأتي من جهة هذه القضيّة والخلْط بين توحيديْ الربوبيّة والألوهيّة ". اهـ
[ شرح القواعد الأربع - أُقيم بالرياض - 6 جمادى الأولى 1445هـ ]
🔴 [ خمسة ضوابط في التعامل مع آثار السلف ]
📌 قَالَ الشَّيخ صالح بن عبد العزيز سِندي - وَفَّقَهُ الله -: " وَبِمَا أنّ الحديثِ عن الاقتداءِ والاتّباع والاهتداءِ بنهْجِ الأسلافِ رحمهم الله ورضي عنهم فأودُّ هاهنا أنْ أُنبِّه إلى بعضِ التّنبيهاتِ في هذا الموضوعِ المهمِّ حتى يكون ذلك مُنضبطاً بطريقةِ أهلِ العلْمِ ومسلكِ أهلِ السنّةِ:
1️⃣ أَوَّلاً: ينبغي على طالب العلم أنْ يعْلَمَ أنَّ آثارِ السَّلفِ يُصدِّق بعضُها بعضاً، ويُؤيِّد بعضُها بعضاً، ولذا عليه أنْ يسعى جَهْدَهُ في أنْ يأخذ بها جميعاً، وأنْ يُؤَلِّف بينها، لا أنْ يضْرِبَ بعضها ببعض. فهذا من الأمر المهم، فإنّ بعض الناس لا يتنبّه إلى هذا الأمر، فربما اطّلع على أثر وفهمه بمعزلٍ عمّا عليه بقية الآثار عن السلف، ثم بعد ذلك خرج بمقالة أو اعتقاد ويقول: هذا الذي كان عليه السَّلف.
ما هكذا تُعامَل الآثار، ما هكذا يُؤخذ بالآثار، إنّما ينبغي أن يُنظر إليها -كما يقولون باللسان المعاصر- كوحدة موضوعية، أن يؤخذ بها جميعاً، وأن يُنظر إليها جميعاً.
2️⃣ وَهَذَا يَجُرُّنَا إِلَى الأَمْرِ الثَّانِي الذِّي يَنْبَغِي عَلَى طَلَبَةِ العِلْمِ أَنْ يَتَنَبَّهُوا لَهُ وَهْوَ: أنّ مِمَّا يَحْسُنُ، بل يتأكّدُ على طلبةِ العلْمِ أن يُراجِعوا كلام الأئمة الذين أحاطوا بكلام السلف بإطلاقاته وتقييداته، الأئمة الذين جاؤوا من بعدهم وكان لهم إشراف وسعة اطّلاع على آثار المتقدمين، ففهِمُوها على وجهها وأنزلوها منازلها بلا إفراطٍ ولا تفريطٍ، هؤلاء ينبغي عليك أن تلاحظ كلامهم ومقالاتهم، ومن أولئك: شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، والإمام ابن القيم رحمه الله، وكثيرٌ من العلماء من الأئمة المتقدِّمين الذين قبل هؤلاء في طبقة متقدمة أو بعدهم.
أهلُ السنّة -يا إخوتاه- مذهبُهم ليس مُنْبَتًّا، ليس ناشزًا، فجأة ظهر لنا منهج السلف وعلِمنا منهج أهل السنة والجماعة وكانت الأمّة في ضلال عنه، الأمر ليس كذلك.
قُلْنَا: إنَّ نهج السلف حلقاتٌ متّصلةٌ متسلسلةٌ، لا تزال باقية، ولذا ينبغي على المتأخِّر أن يأخذ ذلك ممّن سبقه، وهلُّم جرًّا. منهج أهل السنة والجماعة واحد -ولله الحمد- لا يختلف.
هؤلاء الذين رُبّما توهَّموا أنّ هناك فجوةً في قرون هذه الأمة ما كان يُعرف فيها منهج السلف وأهل السنة لا شك أنهم مخطؤون خطأً عظيماً، وربّما خرجوا بشذوذات وآراء مخالفة لما على ذلك أهل السنة والجماعة حقًّا.
3️⃣ الأمر الثّالث الذي أَوَدُّ أنْ أُنَبِّهَ إليه: ينبغي عليك -يا طالبَ العلمِ- أنْ تتنبَّه إلى التّفريق بين منصوصات السلف والتّخريجات على أقوالهم، فإنّ بعض أتباع الأئمة قد ينسبون أقوالاً ومذاهب إلى أئمة وعلماء ومقدَّمين ولا سيما ممّن كان لهم مذاهب مشهورة من أئمة الهدى السابقين، ربما نُسِبَتْ إليهم أقوال ليست منصوصة عنهم، إنّما هي مخرَّجة على أقوال لهم، يُخرِّجون من قول في مسألة قولاً في مسألة أخرى، هذا يسمى التّخريج عند الفقهاء وعند الأصوليين، ولأجل ذلك قد تجد بعض المقالات المخالفة للمعروف من نهج هذا العالم أو من نهج السّلف في العموم، فربّما لو دقّقت لوجدت أنّ هذه المقالة أو أنّ هذا القول والمذهب هو -في الحقيقة- ليس نصَّ الإمامِ، إنّما هو تخريجٌ على قولِه.
فلا ينبغي أن يُقدَّم هذا التّخريج على منصوصه المعروف عنه، والذي ينبغي أن يُحمل كلامه عليه، السّلف مذاهبهم معروفة ومنضبطة، وليست شيئاً مجهولاً.
إِذَنْ ينبغي أنْ تتنبَّه إلى مثل هذا الأمر.
4️⃣ وهذا -أيضا- يَجُرُّنَا إلى أَمْرٍ رَابِعٍ وهو: أنَّ ما استُشكِل من آثار السلف ينبغي أن يُدقِّق في أسانيده، فَكَمْ نُسِب إلى الأئمة ما لا يصحُّ عنهم، بمعنى: رُبَّما تجد من أهل البدع والأهواء من يستدلُّ على ما هو عليه من مخالفات بقوله: هذا هو قول الإمام الفلاني من الأئمة المتبوعين المشهورين، وأنت لو دقَّقْتَ في إسناد ذلك لربّما وجدتَ أنّه لا يصحُّ عنه على موازين أهل العلم النقدية.
إِذَنْ ينبغي التّدقيق فيما يُستشكل من كلام السلف رحمهم الله رحمة واسعة.
5️⃣ أيضاً أمر خامس وأخيرٌ: لابد من فَهْمِ كلامِ الأئمة والمتقدِّمين وعلماءِ السّلفِ، أن يُفْهَم كلامهم على ضوء ما أرادوا بأن تُعرف مصطلحاتهم ومرامي كلامهم، فلا يُحمل كلام المتقدِّمين على اصطلاحات المتأخِّرين، وهذا من مثاراتِ الأغْلاطِ التي تقع عند بعض النّاس أنه يأخذ كلاماً لأحدِ المتقدِّمين، ورد في هذا الكلام مصطلح معروف عند المتأخرين على معنى، ولكنّه عند السلفِ على معنى آخر، فينزِّل ذاك على هذا المصطلح المتأخِّر.
ولا شكَّ أنّ هذا مسلكٌ خاطئٌ مُجانِبٌ للعلْمِ ومُجانِبٌ -أيضاً- للإنصافِ.
⬅️ فهذه خمسةُ ضوابطٍ ينبغي أنْ يُراعِيهَا طالبُ العلم في التّعامل مع آثارِ السَّلف وكلام الأئمة المتقدِّمين.
والله أعلم. وصلّى الله وسلّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وأتباعه بإحسان.
[ شرح التدمرية المجلس الرابع والستين والأخير ]
https://tttttt.me/DrsalehsT/380
📌 قَالَ الشَّيخ صالح بن عبد العزيز سِندي - وَفَّقَهُ الله -: " وَبِمَا أنّ الحديثِ عن الاقتداءِ والاتّباع والاهتداءِ بنهْجِ الأسلافِ رحمهم الله ورضي عنهم فأودُّ هاهنا أنْ أُنبِّه إلى بعضِ التّنبيهاتِ في هذا الموضوعِ المهمِّ حتى يكون ذلك مُنضبطاً بطريقةِ أهلِ العلْمِ ومسلكِ أهلِ السنّةِ:
1️⃣ أَوَّلاً: ينبغي على طالب العلم أنْ يعْلَمَ أنَّ آثارِ السَّلفِ يُصدِّق بعضُها بعضاً، ويُؤيِّد بعضُها بعضاً، ولذا عليه أنْ يسعى جَهْدَهُ في أنْ يأخذ بها جميعاً، وأنْ يُؤَلِّف بينها، لا أنْ يضْرِبَ بعضها ببعض. فهذا من الأمر المهم، فإنّ بعض الناس لا يتنبّه إلى هذا الأمر، فربما اطّلع على أثر وفهمه بمعزلٍ عمّا عليه بقية الآثار عن السلف، ثم بعد ذلك خرج بمقالة أو اعتقاد ويقول: هذا الذي كان عليه السَّلف.
ما هكذا تُعامَل الآثار، ما هكذا يُؤخذ بالآثار، إنّما ينبغي أن يُنظر إليها -كما يقولون باللسان المعاصر- كوحدة موضوعية، أن يؤخذ بها جميعاً، وأن يُنظر إليها جميعاً.
2️⃣ وَهَذَا يَجُرُّنَا إِلَى الأَمْرِ الثَّانِي الذِّي يَنْبَغِي عَلَى طَلَبَةِ العِلْمِ أَنْ يَتَنَبَّهُوا لَهُ وَهْوَ: أنّ مِمَّا يَحْسُنُ، بل يتأكّدُ على طلبةِ العلْمِ أن يُراجِعوا كلام الأئمة الذين أحاطوا بكلام السلف بإطلاقاته وتقييداته، الأئمة الذين جاؤوا من بعدهم وكان لهم إشراف وسعة اطّلاع على آثار المتقدمين، ففهِمُوها على وجهها وأنزلوها منازلها بلا إفراطٍ ولا تفريطٍ، هؤلاء ينبغي عليك أن تلاحظ كلامهم ومقالاتهم، ومن أولئك: شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، والإمام ابن القيم رحمه الله، وكثيرٌ من العلماء من الأئمة المتقدِّمين الذين قبل هؤلاء في طبقة متقدمة أو بعدهم.
أهلُ السنّة -يا إخوتاه- مذهبُهم ليس مُنْبَتًّا، ليس ناشزًا، فجأة ظهر لنا منهج السلف وعلِمنا منهج أهل السنة والجماعة وكانت الأمّة في ضلال عنه، الأمر ليس كذلك.
قُلْنَا: إنَّ نهج السلف حلقاتٌ متّصلةٌ متسلسلةٌ، لا تزال باقية، ولذا ينبغي على المتأخِّر أن يأخذ ذلك ممّن سبقه، وهلُّم جرًّا. منهج أهل السنة والجماعة واحد -ولله الحمد- لا يختلف.
هؤلاء الذين رُبّما توهَّموا أنّ هناك فجوةً في قرون هذه الأمة ما كان يُعرف فيها منهج السلف وأهل السنة لا شك أنهم مخطؤون خطأً عظيماً، وربّما خرجوا بشذوذات وآراء مخالفة لما على ذلك أهل السنة والجماعة حقًّا.
3️⃣ الأمر الثّالث الذي أَوَدُّ أنْ أُنَبِّهَ إليه: ينبغي عليك -يا طالبَ العلمِ- أنْ تتنبَّه إلى التّفريق بين منصوصات السلف والتّخريجات على أقوالهم، فإنّ بعض أتباع الأئمة قد ينسبون أقوالاً ومذاهب إلى أئمة وعلماء ومقدَّمين ولا سيما ممّن كان لهم مذاهب مشهورة من أئمة الهدى السابقين، ربما نُسِبَتْ إليهم أقوال ليست منصوصة عنهم، إنّما هي مخرَّجة على أقوال لهم، يُخرِّجون من قول في مسألة قولاً في مسألة أخرى، هذا يسمى التّخريج عند الفقهاء وعند الأصوليين، ولأجل ذلك قد تجد بعض المقالات المخالفة للمعروف من نهج هذا العالم أو من نهج السّلف في العموم، فربّما لو دقّقت لوجدت أنّ هذه المقالة أو أنّ هذا القول والمذهب هو -في الحقيقة- ليس نصَّ الإمامِ، إنّما هو تخريجٌ على قولِه.
فلا ينبغي أن يُقدَّم هذا التّخريج على منصوصه المعروف عنه، والذي ينبغي أن يُحمل كلامه عليه، السّلف مذاهبهم معروفة ومنضبطة، وليست شيئاً مجهولاً.
إِذَنْ ينبغي أنْ تتنبَّه إلى مثل هذا الأمر.
4️⃣ وهذا -أيضا- يَجُرُّنَا إلى أَمْرٍ رَابِعٍ وهو: أنَّ ما استُشكِل من آثار السلف ينبغي أن يُدقِّق في أسانيده، فَكَمْ نُسِب إلى الأئمة ما لا يصحُّ عنهم، بمعنى: رُبَّما تجد من أهل البدع والأهواء من يستدلُّ على ما هو عليه من مخالفات بقوله: هذا هو قول الإمام الفلاني من الأئمة المتبوعين المشهورين، وأنت لو دقَّقْتَ في إسناد ذلك لربّما وجدتَ أنّه لا يصحُّ عنه على موازين أهل العلم النقدية.
إِذَنْ ينبغي التّدقيق فيما يُستشكل من كلام السلف رحمهم الله رحمة واسعة.
5️⃣ أيضاً أمر خامس وأخيرٌ: لابد من فَهْمِ كلامِ الأئمة والمتقدِّمين وعلماءِ السّلفِ، أن يُفْهَم كلامهم على ضوء ما أرادوا بأن تُعرف مصطلحاتهم ومرامي كلامهم، فلا يُحمل كلام المتقدِّمين على اصطلاحات المتأخِّرين، وهذا من مثاراتِ الأغْلاطِ التي تقع عند بعض النّاس أنه يأخذ كلاماً لأحدِ المتقدِّمين، ورد في هذا الكلام مصطلح معروف عند المتأخرين على معنى، ولكنّه عند السلفِ على معنى آخر، فينزِّل ذاك على هذا المصطلح المتأخِّر.
ولا شكَّ أنّ هذا مسلكٌ خاطئٌ مُجانِبٌ للعلْمِ ومُجانِبٌ -أيضاً- للإنصافِ.
⬅️ فهذه خمسةُ ضوابطٍ ينبغي أنْ يُراعِيهَا طالبُ العلم في التّعامل مع آثارِ السَّلف وكلام الأئمة المتقدِّمين.
والله أعلم. وصلّى الله وسلّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وأتباعه بإحسان.
[ شرح التدمرية المجلس الرابع والستين والأخير ]
https://tttttt.me/DrsalehsT/380
💡تذكير
الليلة بإذن الله تعالى المجلس التاسع عشر من مجالس شرح متن العقيدة #الطحاوية
للشيخ أ.د. #صالح_سندي وفقه الله وسدده.
الليلة بإذن الله تعالى المجلس التاسع عشر من مجالس شرح متن العقيدة #الطحاوية
للشيخ أ.د. #صالح_سندي وفقه الله وسدده.