زينبيات العصر في اليمن

الشهداء ليسوا كمثلنا

بقلم أبو محمد الكبسي

الشهداء تحركوا من واقعهم كمؤمنين، من منطلق حبهم لله، وعشقهم لله، وذوبانهم في حب الله، فانعكس ذلك في إستجابتهم المطلقة لتوجيهات الله بحب ورغبة وعشق وتلذذ لدرجة أنهم باعوا أنفسهم وأموالهم لله خالقهم ومولاهم، بروحية عالية جدا.
زكاء نفوسهم، وطهارة قلوبهم، واستقامة سلوكهم، وقوام أخلاقهم، حتى تعلقت نفوسهم بالله، فكان الله أملهم ورجاهم ورغبتهم وتوجههم، فتحرروا من شهوات النفس وملذات الهوى، فطمعوا فيما عند الله فوق كل شيء.
هذه القيم أهلتهم إلى مستوى حب البذل والعطاء والتضحية، فمنحهم الله هذا الوسام العظيم، وسام شرف الشهادة في سبيل الله.
صادقون في إيمانهم، صادقون في إنتمائهم إلى هذا الدين العظيم، صادقون في إستجابتهم المطلقة لله سبحانه وتعالى، صادقون في مواقفهم ومبادئهم لم يتغيروا ولم يتبدلوا أمام أي حدث أو صعوبات بالرغم أنهم واجهوا أصعب الأحداث، ومروا بأشد المراحل، فما أزدادوا إلا إيمانا وتسليما.
تحركوا بمكارم الأخلاق ومرضي الأفعال، أبوا إلا أن يلقوا الله صادقين في عبوديتهم لله وإيمانهم بالله، ثابتين على موقفهم الإيماني بصدق وإخلاص فبذلوا أنفسهم وضحوا بحياتهم وقدموا أرواحهم في سبيل الله مبتغين رضوان الله فصعدوا إلى بارئهم ليحيوا حياة حقيقية بجوار الله، باعوا أنفسهم وأموالهم من الله والله قبل بضاعتهم فاشتراها منهم (( ۞ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)) فحملوا قيم عظيمة وسمات رفيعة (( التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ))
هؤلاء الشهداء لم يهدأ لهم بال وهم يرون الله يعصى في أرضه، وكتاب الله يخالف، والنساء والأطفال يقتلون بشكل وحشي، فتحركوا بحرارة الإيمان، وغيرة الضمائر، فدفعوا عن شعبنا وأمتنا مساوئ أسوء مما حصل في الجنوب اليمني والعراق وسوريا وغيرها.
فكم نحن نشتاق إلى الشهادة في سبيل الله، ولكن...
لما نأتي إلى واقعنا لم نصل إلى ما وصل إليه الشهداء في الإيمان والأخلاق والمبادئ، لا زالت تعترضنا كثير من الشوائب، ونرسوا عند بعض سفاسف الأمور.
لم نكن كما كان الشهداء إذ داسوا على كل الشوائب ولم يرسوا عند سفاسف الأمور، ولم يبالوا بالسلبيات، ولم يتراكنوا في أعمالهم ولم يتكاسلوا ولم يتثاقلوا ولم يتخاذلوا، ولم يحملوا تقصيرهم أحد إذا قصروا.
بل كانوا كثيرا ما يستغفرون الله ويتوبون إليه ليس من ذنوب ولا تقصير ولكن إعترافا لله أنهم مقصرون لو عملوا مهما عملوا.
فعلينا ووفاء لدماء الشهداء العظماء أن نحذوا حذوهم وننهج نهجهم ونحمل روحيتهم ونفسياتهم، ونكون كما كانوا أوفياء صادقين صابرين مسارعين في كل عمل لله فيه رضا ولو إعتبرناه ليس مسؤوليتنا طالما هو يرضي الله.
(( مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)).

#شهداؤنا_عظماؤنا

زينبيـ العصر ـات فـ اليمن ـي
ஜ═━━━━━━━━━━━━━━━━━═ஜ
📝 @wksqzh 🔏
🎧 ⓣ.me/wksqzh

https://telegram.me/wksqzh