🍀القسم الثاني🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – في الدين مبادئ كبيرة كمبدأ الجهاد على الناس أن يهتموا بها، فماذا لو أهملها الناس؟
🔸 – هل أنت متأكد أنك تتبع أحسن ما أنزل الله إلى هذه الأمة؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (11- 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
[#الدرس_الحادي_عشر]
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوْا عَلَى أَنْفُسِهِمْ}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 30/1/2002م
اليمن - صعدة
{وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ} ولأن في توجيهات الله داخل القرآن الأحكام الشرعية الهداية من الله سبحانه وتعالى داخل القرآن الكريم مثل الجهاد، الجهاد سماه الإمام علي: "سنام الإسلام". يرتبط به أشياء كثيرة فهناك حسن وأحسن داخل التشريع نفسه، فالأحسن هو الذي يقودك إلى أن تطبق كلما هو مرتبط به، فمتى ما انطلقت للاهتمام به ستهيئ نفسك والآخرين سيهيئون أنفسهم لأن يطبقوا كلما هي مرتبطة به من هداية الله سبحانه وتعالى من الأعمال والأقوال والسلوك وغيرها.
لكن متى ما أهمل الناس هذه المبادئ المهمة الكبيرة، متى ما أهمل الناس المبادئ الكبيرة أهملوا كلما وراءها، أو انطلقوا في الصغار بشكل لا يترك أثرًا. من يتأمل في سيرة أهل البيت (عليهم السلام)، القدامى من أئمة أهل البيت يرون هكذا: أن هناك في الإسلام أشياء الدين كله مرتبط بها متى ما غابت أصبح الدين كلا شيء، وأصبحت أعمال الناس كلا شيء.
اجتمع مجموعة من كبارهم في بيت واحد من أولياء أهل البيت [محمد بن منصور المرادي] وكانوا يصلون فرادى وهم مجتمعون، وليس من منطلق أنه لا أحد منهم يثق بالآخر كلهم يقدرون بعضهم بعضًا ويحترمون بعضهم بعضًا من كبار علماء أهل البيت لكن هم يرون أنه حتى صلاة الجماعة أصبحت لا تصح مع غياب إمام حق، فكانوا يصلون فرادى، فطلب منهم [محمد بن منصور المرادي] أن يعينوا شخصًا منهم وأن يتفقوا على شخص منهم يجعلونه إماما قال: لنتمكن من أن نصلي جماعة فتصح جمعتنا وجماعتنا.
سيرى الناس أنفسهم متباينة، قلوبهم يستنكرونها، لا ألفة فيما بينهم، لا إخاء فيما بينهم، لا صدق فيما بينهم، لا وفاء، لا اهتمام بشأن بعضهم بعض!؛ أليست هذه حالة نلمسها في المجتمعات؟ هي حالة نحن نلمسها؛ تحصل هذه إذا ما حصل تقصير.
ويدل هذا على أن تلك الأعمال التي تعملها هي لا تقبل منك، ما يدرينا هل صلاتنا تقبل؟ هل صيامنا يقبل؟ هل زكاتنا تقبل؟ ربما أقصى ما يمكن إذا صحت صلاتنا وزكاتنا وصيامنا أننا فقط لا نؤاخذ على أننا تركنا الصلاة وتركنا الزكاة وتركنا الصيام، لكن أن تقبل منا فنعطى ثوابًا وجزاءً من الله عليها هذا شيء آخر، فقط لا نؤاخذ بأننا تاركي صلاة.
أنا أصلي لكن صلاتي لا تقبل، في الوقت الذي لا تقبل قد يكون أكثر ما أحصل عليه من خلالها هو أنني لا أعذب بأني تارك صلاة، لكن أن تحصل على الثواب الكبير من الصلاة؛ ألسنا نتزاحم في المساجد جماعات، ونقول الجماعة بخمسة وعشرين صلاة؟ لا أعتقد بأنها قد تقبل حتى الصلاة الواحدة بالشكل المطلوب، وهي من أشياء كثيرة.
أليس هنا هو ربط التوبة نفسها وقبول التوبة باتباع أحسن ما أنزل إليكم من ربكم؟ التوبة من هذا الذنب أو من هذا أو من هذا مرتبطة بالإتباع لأحسن ما أنزل إلينا من الله، وأن ينبهنا على هذا {مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً} وهذه هي الخطورة.
نحن في مسيرتنا نرى أنفسنا وكأننا نؤدي كل شيء كاملًا؛ فلسنا نتوقع أننا قد نعذب أليس كذلك؟ فسيكون العذاب بالنسبة للناس على هذا النحو عندما يرون أنفسهم قد يقعون في العذاب هو يعتبر مفاجئًا بالنسبة لهم؛ أليس يعتبر مفاجئًا بالنسبة لهم؟ لكن المجرم؛ أليس المجرم هو يتوقع أنه سيؤاخذ على أعماله؟ إذًا لم يكن العذاب بالنسبة إليه مفاجئًا، السارق أو الذي يعمل معصية سيكون السجن بالنسبة إليه مفاجئًا؟ لا. هو يعرف من بداية ما يدخل بين أموالك ليسرق أنه في حالة يمكن أن يسجن ولهم حق أن يسجنوه فلن يكون السجن بالنسبة له مفاجئًا، سيكون مفاجئًا لك أن تكون في بيتك فيأتوا ليدعوك ويقولوا جاوب فيسجنوك وأنت لا تدري لماذا؛ أليس هذا مفاجئًا؟ بغتة هذا؟
هكذا قد نكون في وضعية متفقين مع أنفسنا أننا ماشين في طريق الجنة، وأننا نعمل بالقرآن لكننا في الواقع كافرين أو تاركين أو رافضين لأشياء مهمة هي من أحسن ما أنزل الله، فلا يفتح الناس أعينهم إلا على شفير جهنم، سيكون هناك العذاب بالنسبة لهم مفاجئًا، سيكون بغتة {وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ} بأنكم كنتم تتجهون إلى طريق جهنم، بأن تلك الذنوب هي قد تؤدي بكم إلى جهنم.
لا يمكن يوم القيامة أن تقول: [والله لا سرقت ولا زنيت، ولا قتلت نفس محرم، ولا أكلت حق أحد] أليست هذه هي العبارات المعروفة لدينا؟ لكن باقي، ارجع إلى القرآن تجد كم باقي أشياء كثيرة.
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – في الدين مبادئ كبيرة كمبدأ الجهاد على الناس أن يهتموا بها، فماذا لو أهملها الناس؟
🔸 – هل أنت متأكد أنك تتبع أحسن ما أنزل الله إلى هذه الأمة؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (11- 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
[#الدرس_الحادي_عشر]
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوْا عَلَى أَنْفُسِهِمْ}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 30/1/2002م
اليمن - صعدة
{وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ} ولأن في توجيهات الله داخل القرآن الأحكام الشرعية الهداية من الله سبحانه وتعالى داخل القرآن الكريم مثل الجهاد، الجهاد سماه الإمام علي: "سنام الإسلام". يرتبط به أشياء كثيرة فهناك حسن وأحسن داخل التشريع نفسه، فالأحسن هو الذي يقودك إلى أن تطبق كلما هو مرتبط به، فمتى ما انطلقت للاهتمام به ستهيئ نفسك والآخرين سيهيئون أنفسهم لأن يطبقوا كلما هي مرتبطة به من هداية الله سبحانه وتعالى من الأعمال والأقوال والسلوك وغيرها.
لكن متى ما أهمل الناس هذه المبادئ المهمة الكبيرة، متى ما أهمل الناس المبادئ الكبيرة أهملوا كلما وراءها، أو انطلقوا في الصغار بشكل لا يترك أثرًا. من يتأمل في سيرة أهل البيت (عليهم السلام)، القدامى من أئمة أهل البيت يرون هكذا: أن هناك في الإسلام أشياء الدين كله مرتبط بها متى ما غابت أصبح الدين كلا شيء، وأصبحت أعمال الناس كلا شيء.
اجتمع مجموعة من كبارهم في بيت واحد من أولياء أهل البيت [محمد بن منصور المرادي] وكانوا يصلون فرادى وهم مجتمعون، وليس من منطلق أنه لا أحد منهم يثق بالآخر كلهم يقدرون بعضهم بعضًا ويحترمون بعضهم بعضًا من كبار علماء أهل البيت لكن هم يرون أنه حتى صلاة الجماعة أصبحت لا تصح مع غياب إمام حق، فكانوا يصلون فرادى، فطلب منهم [محمد بن منصور المرادي] أن يعينوا شخصًا منهم وأن يتفقوا على شخص منهم يجعلونه إماما قال: لنتمكن من أن نصلي جماعة فتصح جمعتنا وجماعتنا.
سيرى الناس أنفسهم متباينة، قلوبهم يستنكرونها، لا ألفة فيما بينهم، لا إخاء فيما بينهم، لا صدق فيما بينهم، لا وفاء، لا اهتمام بشأن بعضهم بعض!؛ أليست هذه حالة نلمسها في المجتمعات؟ هي حالة نحن نلمسها؛ تحصل هذه إذا ما حصل تقصير.
ويدل هذا على أن تلك الأعمال التي تعملها هي لا تقبل منك، ما يدرينا هل صلاتنا تقبل؟ هل صيامنا يقبل؟ هل زكاتنا تقبل؟ ربما أقصى ما يمكن إذا صحت صلاتنا وزكاتنا وصيامنا أننا فقط لا نؤاخذ على أننا تركنا الصلاة وتركنا الزكاة وتركنا الصيام، لكن أن تقبل منا فنعطى ثوابًا وجزاءً من الله عليها هذا شيء آخر، فقط لا نؤاخذ بأننا تاركي صلاة.
أنا أصلي لكن صلاتي لا تقبل، في الوقت الذي لا تقبل قد يكون أكثر ما أحصل عليه من خلالها هو أنني لا أعذب بأني تارك صلاة، لكن أن تحصل على الثواب الكبير من الصلاة؛ ألسنا نتزاحم في المساجد جماعات، ونقول الجماعة بخمسة وعشرين صلاة؟ لا أعتقد بأنها قد تقبل حتى الصلاة الواحدة بالشكل المطلوب، وهي من أشياء كثيرة.
أليس هنا هو ربط التوبة نفسها وقبول التوبة باتباع أحسن ما أنزل إليكم من ربكم؟ التوبة من هذا الذنب أو من هذا أو من هذا مرتبطة بالإتباع لأحسن ما أنزل إلينا من الله، وأن ينبهنا على هذا {مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً} وهذه هي الخطورة.
نحن في مسيرتنا نرى أنفسنا وكأننا نؤدي كل شيء كاملًا؛ فلسنا نتوقع أننا قد نعذب أليس كذلك؟ فسيكون العذاب بالنسبة للناس على هذا النحو عندما يرون أنفسهم قد يقعون في العذاب هو يعتبر مفاجئًا بالنسبة لهم؛ أليس يعتبر مفاجئًا بالنسبة لهم؟ لكن المجرم؛ أليس المجرم هو يتوقع أنه سيؤاخذ على أعماله؟ إذًا لم يكن العذاب بالنسبة إليه مفاجئًا، السارق أو الذي يعمل معصية سيكون السجن بالنسبة إليه مفاجئًا؟ لا. هو يعرف من بداية ما يدخل بين أموالك ليسرق أنه في حالة يمكن أن يسجن ولهم حق أن يسجنوه فلن يكون السجن بالنسبة له مفاجئًا، سيكون مفاجئًا لك أن تكون في بيتك فيأتوا ليدعوك ويقولوا جاوب فيسجنوك وأنت لا تدري لماذا؛ أليس هذا مفاجئًا؟ بغتة هذا؟
هكذا قد نكون في وضعية متفقين مع أنفسنا أننا ماشين في طريق الجنة، وأننا نعمل بالقرآن لكننا في الواقع كافرين أو تاركين أو رافضين لأشياء مهمة هي من أحسن ما أنزل الله، فلا يفتح الناس أعينهم إلا على شفير جهنم، سيكون هناك العذاب بالنسبة لهم مفاجئًا، سيكون بغتة {وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ} بأنكم كنتم تتجهون إلى طريق جهنم، بأن تلك الذنوب هي قد تؤدي بكم إلى جهنم.
لا يمكن يوم القيامة أن تقول: [والله لا سرقت ولا زنيت، ولا قتلت نفس محرم، ولا أكلت حق أحد] أليست هذه هي العبارات المعروفة لدينا؟ لكن باقي، ارجع إلى القرآن تجد كم باقي أشياء كثيرة.
🍀القسم الأول🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – كيف خاطب الله المسرفين على أنفسهم بالمعاصي؟ وما سبب رقة الخطاب الإلهي الموجه إليهم؟
🔸 – طالبنا الله بالتوبة والإنابة، فماهي الضمانات العملية التي وضعها الله تعالى حتى لا نعود إلى واقع المعاصي مجددا؟ وحتى يكون للتوبة أثرها؟
🔸 – منهج الله تعالى للبشر كان منهجا شاملا لكل جوانب الحياة، فهل يمكن أن توجد أجزاء من آثار هذا المنهج في الواقع إذا ما تم الالتزام ببعض أجزائه فقط؟
🔸 – هل المناداة بألقاب تدل على الإيمان مثل يا ولي الله أو يا مجاهد تصح لمن هو في واقعه الجهادي مقصر في سبيل الله، وعلاقته بالله متأرجحة؟
🔸 – ما معنى أن يأتي العذاب بغتة يوم القيامة؟ وعلى من يأتي؟
🔸 – هل يمكن أن نكون ممن يأتيهم العذاب بغتة ونحن مؤمنون نصلي ونصوم؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (11- 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
[#الدرس_الحادي_عشر]
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوْا عَلَى أَنْفُسِهِمْ}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 30/1/2002م
اليمن - صعدة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.
ولنبدأ في الدرس، درس حول دعوة من الله سبحانه وتعالى لعباده في آيات كلماتها من أرق الكلمات وألطفها، منها يستشعر الإنسان رحمة الله الواسعة التي تتجلى في عمله على أن يهدي عباده إلى ما ينقذهم من عذابه الشديد.
قال سبحانه وتعالى:{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ{53} وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ{54} وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ{55}أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ{56} أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ{57} أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ{58} بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ{59} وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ{60} وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} (الزمر53 ـ61).
هذه فيما يقال عنها، عن هذه الآيات هي: من أرق الآيات في القرآن الكريم وألطف العبارات، تأتي بهذا المنطق المتلطف:{يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ} (الزمر: من الآية53) بالمعاصي، بما وقعوا فيه من ضلال، لا يصل بكم استعراض ماضيكم وما أنتم عليه، فترى أن ماضيك مظلم، وأن أعمالك كانت كلها أو معظمها قبيحة؛ فيتعزز في نفسك اليأس وتظن بأنه: جهنم، جهنم.
{لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} (الزمر: من الآية53) لا تيأسوا. والشيطان قد يعمل على أن يصل بالإنسان إلى اليأس، فإذا ما أتى إليك وأنت تحدث نفسك بماضيك وبمواقفك وبتقصيرك، فترى أن أعمالك الحسنة قليلة جدًا، وأعمالك السيئة كثيرة جدًا، فقد يعمل على أن يوجد لديك حالة من اليأس؛ الله يقول: {لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} من رجاء رحمته، من أن تحظوا برحمته، وتحصلوا على ما يوصلكم إلى مستقر رحمته.
{إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} (الزمر: من الآية53) ما يبعد الإنسان عن رحمة الله هي: الذنوب، ما قد يجعله يقنط من رحمة الله هي: الذنوب، فهنا يقول: كل الذنوب قد جعل لها توبة، من كل الذنوب يمكن أن تتخلص {إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} أيّ ذنب أنت فيه، أيّ ذنب وقعت فيه بإمكانك أن تتخلص منه وتتوب إلى الله منه، ليس هناك ذنب لا تقبل منه توبة، ليس له توبة {إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (الزمر: من الآية53) هو سبحانه وتعالى يغفر لمن أناب إليه، يتوب على من تاب إليه؛ لأنه غفور وهو رحيم، بهذه العبارة التي تعني المبالغة - كما يقولون - أي: كثير الغفران، عظيم الرحمة.
{وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ} (الزمر: من الآية54). أليس هنا يرشد؟ بعد أن دعا عباده حتى أولئك أو هي دعوة في أساسها موجهة إلى أولئك الذين أسرفوا على أنفسهم، أن يقول لهم: أن بإمكانهم أن يتخلصوا مما هم عليه فلا ييأسوا من رحمته فإنه غفور رحيم.
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – كيف خاطب الله المسرفين على أنفسهم بالمعاصي؟ وما سبب رقة الخطاب الإلهي الموجه إليهم؟
🔸 – طالبنا الله بالتوبة والإنابة، فماهي الضمانات العملية التي وضعها الله تعالى حتى لا نعود إلى واقع المعاصي مجددا؟ وحتى يكون للتوبة أثرها؟
🔸 – منهج الله تعالى للبشر كان منهجا شاملا لكل جوانب الحياة، فهل يمكن أن توجد أجزاء من آثار هذا المنهج في الواقع إذا ما تم الالتزام ببعض أجزائه فقط؟
🔸 – هل المناداة بألقاب تدل على الإيمان مثل يا ولي الله أو يا مجاهد تصح لمن هو في واقعه الجهادي مقصر في سبيل الله، وعلاقته بالله متأرجحة؟
🔸 – ما معنى أن يأتي العذاب بغتة يوم القيامة؟ وعلى من يأتي؟
🔸 – هل يمكن أن نكون ممن يأتيهم العذاب بغتة ونحن مؤمنون نصلي ونصوم؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (11- 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
[#الدرس_الحادي_عشر]
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوْا عَلَى أَنْفُسِهِمْ}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 30/1/2002م
اليمن - صعدة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.
ولنبدأ في الدرس، درس حول دعوة من الله سبحانه وتعالى لعباده في آيات كلماتها من أرق الكلمات وألطفها، منها يستشعر الإنسان رحمة الله الواسعة التي تتجلى في عمله على أن يهدي عباده إلى ما ينقذهم من عذابه الشديد.
قال سبحانه وتعالى:{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ{53} وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ{54} وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ{55}أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ{56} أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ{57} أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ{58} بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ{59} وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ{60} وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} (الزمر53 ـ61).
هذه فيما يقال عنها، عن هذه الآيات هي: من أرق الآيات في القرآن الكريم وألطف العبارات، تأتي بهذا المنطق المتلطف:{يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ} (الزمر: من الآية53) بالمعاصي، بما وقعوا فيه من ضلال، لا يصل بكم استعراض ماضيكم وما أنتم عليه، فترى أن ماضيك مظلم، وأن أعمالك كانت كلها أو معظمها قبيحة؛ فيتعزز في نفسك اليأس وتظن بأنه: جهنم، جهنم.
{لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} (الزمر: من الآية53) لا تيأسوا. والشيطان قد يعمل على أن يصل بالإنسان إلى اليأس، فإذا ما أتى إليك وأنت تحدث نفسك بماضيك وبمواقفك وبتقصيرك، فترى أن أعمالك الحسنة قليلة جدًا، وأعمالك السيئة كثيرة جدًا، فقد يعمل على أن يوجد لديك حالة من اليأس؛ الله يقول: {لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} من رجاء رحمته، من أن تحظوا برحمته، وتحصلوا على ما يوصلكم إلى مستقر رحمته.
{إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} (الزمر: من الآية53) ما يبعد الإنسان عن رحمة الله هي: الذنوب، ما قد يجعله يقنط من رحمة الله هي: الذنوب، فهنا يقول: كل الذنوب قد جعل لها توبة، من كل الذنوب يمكن أن تتخلص {إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} أيّ ذنب أنت فيه، أيّ ذنب وقعت فيه بإمكانك أن تتخلص منه وتتوب إلى الله منه، ليس هناك ذنب لا تقبل منه توبة، ليس له توبة {إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (الزمر: من الآية53) هو سبحانه وتعالى يغفر لمن أناب إليه، يتوب على من تاب إليه؛ لأنه غفور وهو رحيم، بهذه العبارة التي تعني المبالغة - كما يقولون - أي: كثير الغفران، عظيم الرحمة.
{وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ} (الزمر: من الآية54). أليس هنا يرشد؟ بعد أن دعا عباده حتى أولئك أو هي دعوة في أساسها موجهة إلى أولئك الذين أسرفوا على أنفسهم، أن يقول لهم: أن بإمكانهم أن يتخلصوا مما هم عليه فلا ييأسوا من رحمته فإنه غفور رحيم.
🍀القسم الرابع🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – إذا لم ينطلق المرء في العمل على ما يقتضيه إيمانه بآيات القرآن الكريم فإلامَ يتحول هذا الإيمان؟
🔸 – ما السبب الذي يحمل الإنسان على الكذب على الله ونسبة كثير من الأشياء إلى الدين دون وجه حق؟
🔸 – لماذا تكثر تساؤلات الناس في المواقف العملية مثل الجهاد والإنفاق، وتقل في العبادات العادية؟
🔸 – يتخذ بعض العلماء مواقف في حماية أنفسهم من أي استهداف ظنا منهم أنهم يقدمون خدمة للإسلام بهذا الموقف، فكيف ينبغي أن ننظر إلى هذه القضية؟
🔸 – ما العامل المهم في النجاة يوم القيامة؟
🔸 – هل يمكن أن نجد شخصا متقيا لله إذا كان يمايز بين الأشياء على أساس الواجب والمندوب والمباح، وكذا حين يكتفي بالتنظير وانتقاد أخطاء غيره؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (11- 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
[#الدرس_الحادي_عشر]
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوْا عَلَى أَنْفُسِهِمْ}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 30/1/2002م
اليمن - صعدة
فإذا كان إيماني بالله لا ينفعني؛ لأنني لم أنطلق في العمل على ما يقتضيه هذا الإيمان فكذلك الإيمان بآيات الله، أو أن الإيمان بآيات الله سيكون أكثر من الإيمان بالله هو؟! الإيمان بآياته وأنت لا تنطلق في ميدان العمل بها ستكون كالمكذب بها.
{بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ} (الزمر: من الآية59) الإنسان يقف أمام آيات الله موقف الرافض لاعتبارات أخرى، وموقف المستكبر الذي يأنف من أن يلتزم بها في واقعه. {وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ} (الزمر: من الآية59) الكفر أساسًا هو رفض، فالذي يرفض في واقعه كمن يرفض في منطقه. الذي يقول: لا. هذا ليس بنبي، هذا ليس كلام الله. أليس هذا كفر؟ في الواقع العملي ما الذي يفرق بينه وبين من قال: نعم هذا نبي وهذا كتاب الله. ولكنه لا يعمل بما جاء به النبي ولا يهتدي بهذا النبي؛ أليسوا في الواقع العملي مستوين؟
{وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ} نعوذ بالله {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ} (الزمر:60) فقد يكون مما يحمل الإنسان على الكذب على الله حالة ترفع من التزام بما هدى إليه الله، كما هو في داخل المسلمين الآن حالات كثيرة من الكذب على الله سبحانه وتعالى، حالات كثيرة من الكذب على الله في الاعتقادات، في الحديث عن الدين، في الحديث عن المواقف التي يجب أن يقفها المسلمون.
ونحن أيضًا في أعمالنا في مواقفنا كمن يكذب على الله؛ ألسنا نقول أحيانًا: [لو كان هذا صحيحًا لكان سيدي فلان في المقدمة]؛ ألسنا نقول هكذا؟ أي فليس صحيحًا؛ أليس هكذا؟ ما هو هذا؟ أليس هذا تكذيبًا؟ تسير إلى العالم الفلاني فتقول: [يا خبير هذا فلان يقول لازم نعمل كذا وننطلق من أجل نعمل كذا، وأن القرآن قال كذا وكذا] قد يقول لك: ما يلزمك هذا بكله، أو ذا عندك شيء ربما ما له فائدة].
أنت قلت في نفسك قبل، أو ستقول للآخرين: [لو كان هذا العمل صحيح أو لازم لكان سيدي فلان وسيدنا فلان والعالم الفلاني والعلامة الفلاني في المقدمة؛ ما معهم إلا كذب]؟
ألست إذًا كذبت بهذا؟ أي قلت: هذا غير صحيح فكأنك قلت: هذا عمل لا قيمة له. قلت: هذا عمل ليس لله فيه رضى. هذا نفسه مظهر من مظاهر الكذب على الله، أنت قدمت الموضوع: بأن هذا لا علاقة بينه وبين الله، فأنت كذبت في هذا.
وما أكثر ما يحصل من الناس من ضعاف الإيمان هذه التساؤلات في حالات المواقف العملية.لا أحد يسأل عن الصلاة، أو يسأل عن الصيام، أو عبادات من هذه؛ ألسنا كلنا ننطلق في أدائها بسهولة، ولا أحد يذهب ليسأل يبحث إذا وجد له مخرجًا منها؟ لكن متى ما جاءت أعمال هي الأعمال المهمة التي تتوقف عليها النجاة، هذه الأعمال التي يتمناها هؤلاء: التقوى، الإحسان، {لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} {فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} تبدأ التساؤلات وتبدأ التشكيكات هذه هي من الظلم للنفس، من جهالتي، من جهالتي إذا لم أنطلق على هذا النحو؛ لماذا أتهرب مما فيه نجاتي من النار؟ لماذا أحاول أن أتهرب مما فيه لله رضى؟؛ هل أن الله عدو لي فأنا أريد أن لا أعمل له إلا أقل ما يمكن؟ أقاصي إلى هذا الحد، هذه حالة غير طبيعية أبدًا.
ممكن أن تسأل فقط لتتأكد هل هذا مشروع أو أنه محرم، حرام لا بأس أنت تريد أن تعرف هل هذا العمل حرام باعتباره ليس مشروعًا باعتباره مخالف لشرع الله.
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – إذا لم ينطلق المرء في العمل على ما يقتضيه إيمانه بآيات القرآن الكريم فإلامَ يتحول هذا الإيمان؟
🔸 – ما السبب الذي يحمل الإنسان على الكذب على الله ونسبة كثير من الأشياء إلى الدين دون وجه حق؟
🔸 – لماذا تكثر تساؤلات الناس في المواقف العملية مثل الجهاد والإنفاق، وتقل في العبادات العادية؟
🔸 – يتخذ بعض العلماء مواقف في حماية أنفسهم من أي استهداف ظنا منهم أنهم يقدمون خدمة للإسلام بهذا الموقف، فكيف ينبغي أن ننظر إلى هذه القضية؟
🔸 – ما العامل المهم في النجاة يوم القيامة؟
🔸 – هل يمكن أن نجد شخصا متقيا لله إذا كان يمايز بين الأشياء على أساس الواجب والمندوب والمباح، وكذا حين يكتفي بالتنظير وانتقاد أخطاء غيره؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (11- 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
[#الدرس_الحادي_عشر]
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوْا عَلَى أَنْفُسِهِمْ}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 30/1/2002م
اليمن - صعدة
فإذا كان إيماني بالله لا ينفعني؛ لأنني لم أنطلق في العمل على ما يقتضيه هذا الإيمان فكذلك الإيمان بآيات الله، أو أن الإيمان بآيات الله سيكون أكثر من الإيمان بالله هو؟! الإيمان بآياته وأنت لا تنطلق في ميدان العمل بها ستكون كالمكذب بها.
{بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ} (الزمر: من الآية59) الإنسان يقف أمام آيات الله موقف الرافض لاعتبارات أخرى، وموقف المستكبر الذي يأنف من أن يلتزم بها في واقعه. {وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ} (الزمر: من الآية59) الكفر أساسًا هو رفض، فالذي يرفض في واقعه كمن يرفض في منطقه. الذي يقول: لا. هذا ليس بنبي، هذا ليس كلام الله. أليس هذا كفر؟ في الواقع العملي ما الذي يفرق بينه وبين من قال: نعم هذا نبي وهذا كتاب الله. ولكنه لا يعمل بما جاء به النبي ولا يهتدي بهذا النبي؛ أليسوا في الواقع العملي مستوين؟
{وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ} نعوذ بالله {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ} (الزمر:60) فقد يكون مما يحمل الإنسان على الكذب على الله حالة ترفع من التزام بما هدى إليه الله، كما هو في داخل المسلمين الآن حالات كثيرة من الكذب على الله سبحانه وتعالى، حالات كثيرة من الكذب على الله في الاعتقادات، في الحديث عن الدين، في الحديث عن المواقف التي يجب أن يقفها المسلمون.
ونحن أيضًا في أعمالنا في مواقفنا كمن يكذب على الله؛ ألسنا نقول أحيانًا: [لو كان هذا صحيحًا لكان سيدي فلان في المقدمة]؛ ألسنا نقول هكذا؟ أي فليس صحيحًا؛ أليس هكذا؟ ما هو هذا؟ أليس هذا تكذيبًا؟ تسير إلى العالم الفلاني فتقول: [يا خبير هذا فلان يقول لازم نعمل كذا وننطلق من أجل نعمل كذا، وأن القرآن قال كذا وكذا] قد يقول لك: ما يلزمك هذا بكله، أو ذا عندك شيء ربما ما له فائدة].
أنت قلت في نفسك قبل، أو ستقول للآخرين: [لو كان هذا العمل صحيح أو لازم لكان سيدي فلان وسيدنا فلان والعالم الفلاني والعلامة الفلاني في المقدمة؛ ما معهم إلا كذب]؟
ألست إذًا كذبت بهذا؟ أي قلت: هذا غير صحيح فكأنك قلت: هذا عمل لا قيمة له. قلت: هذا عمل ليس لله فيه رضى. هذا نفسه مظهر من مظاهر الكذب على الله، أنت قدمت الموضوع: بأن هذا لا علاقة بينه وبين الله، فأنت كذبت في هذا.
وما أكثر ما يحصل من الناس من ضعاف الإيمان هذه التساؤلات في حالات المواقف العملية.لا أحد يسأل عن الصلاة، أو يسأل عن الصيام، أو عبادات من هذه؛ ألسنا كلنا ننطلق في أدائها بسهولة، ولا أحد يذهب ليسأل يبحث إذا وجد له مخرجًا منها؟ لكن متى ما جاءت أعمال هي الأعمال المهمة التي تتوقف عليها النجاة، هذه الأعمال التي يتمناها هؤلاء: التقوى، الإحسان، {لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} {فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} تبدأ التساؤلات وتبدأ التشكيكات هذه هي من الظلم للنفس، من جهالتي، من جهالتي إذا لم أنطلق على هذا النحو؛ لماذا أتهرب مما فيه نجاتي من النار؟ لماذا أحاول أن أتهرب مما فيه لله رضى؟؛ هل أن الله عدو لي فأنا أريد أن لا أعمل له إلا أقل ما يمكن؟ أقاصي إلى هذا الحد، هذه حالة غير طبيعية أبدًا.
ممكن أن تسأل فقط لتتأكد هل هذا مشروع أو أنه محرم، حرام لا بأس أنت تريد أن تعرف هل هذا العمل حرام باعتباره ليس مشروعًا باعتباره مخالف لشرع الله.
🍀القسم الأول🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – كيف خاطب الله المسرفين على أنفسهم بالمعاصي؟ وما سبب رقة الخطاب الإلهي الموجه إليهم؟
🔸 – طالبنا الله بالتوبة والإنابة، فماهي الضمانات العملية التي وضعها الله تعالى حتى لا نعود إلى واقع المعاصي مجددا؟ وحتى يكون للتوبة أثرها؟
🔸 – منهج الله تعالى للبشر كان منهجا شاملا لكل جوانب الحياة، فهل يمكن أن توجد أجزاء من آثار هذا المنهج في الواقع إذا ما تم الالتزام ببعض أجزائه فقط؟
🔸 – هل المناداة بألقاب تدل على الإيمان مثل يا ولي الله أو يا مجاهد تصح لمن هو في واقعه الجهادي مقصر في سبيل الله، وعلاقته بالله متأرجحة؟
🔸 – ما معنى أن يأتي العذاب بغتة يوم القيامة؟ وعلى من يأتي؟
🔸 – هل يمكن أن نكون ممن يأتيهم العذاب بغتة ونحن مؤمنون نصلي ونصوم؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (11- 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
[#الدرس_الحادي_عشر]
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوْا عَلَى أَنْفُسِهِمْ}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 30/1/2002م
اليمن - صعدة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.
ولنبدأ في الدرس، درس حول دعوة من الله سبحانه وتعالى لعباده في آيات كلماتها من أرق الكلمات وألطفها، منها يستشعر الإنسان رحمة الله الواسعة التي تتجلى في عمله على أن يهدي عباده إلى ما ينقذهم من عذابه الشديد.
قال سبحانه وتعالى:{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ{53} وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ{54} وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ{55}أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ{56} أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ{57} أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ{58} بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ{59} وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ{60} وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} (الزمر53 ـ61).
هذه فيما يقال عنها، عن هذه الآيات هي: من أرق الآيات في القرآن الكريم وألطف العبارات، تأتي بهذا المنطق المتلطف:{يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ} (الزمر: من الآية53) بالمعاصي، بما وقعوا فيه من ضلال، لا يصل بكم استعراض ماضيكم وما أنتم عليه، فترى أن ماضيك مظلم، وأن أعمالك كانت كلها أو معظمها قبيحة؛ فيتعزز في نفسك اليأس وتظن بأنه: جهنم، جهنم.
{لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} (الزمر: من الآية53) لا تيأسوا. والشيطان قد يعمل على أن يصل بالإنسان إلى اليأس، فإذا ما أتى إليك وأنت تحدث نفسك بماضيك وبمواقفك وبتقصيرك، فترى أن أعمالك الحسنة قليلة جدًا، وأعمالك السيئة كثيرة جدًا، فقد يعمل على أن يوجد لديك حالة من اليأس؛ الله يقول: {لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} من رجاء رحمته، من أن تحظوا برحمته، وتحصلوا على ما يوصلكم إلى مستقر رحمته.
{إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} (الزمر: من الآية53) ما يبعد الإنسان عن رحمة الله هي: الذنوب، ما قد يجعله يقنط من رحمة الله هي: الذنوب، فهنا يقول: كل الذنوب قد جعل لها توبة، من كل الذنوب يمكن أن تتخلص {إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} أيّ ذنب أنت فيه، أيّ ذنب وقعت فيه بإمكانك أن تتخلص منه وتتوب إلى الله منه، ليس هناك ذنب لا تقبل منه توبة، ليس له توبة {إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (الزمر: من الآية53) هو سبحانه وتعالى يغفر لمن أناب إليه، يتوب على من تاب إليه؛ لأنه غفور وهو رحيم، بهذه العبارة التي تعني المبالغة - كما يقولون - أي: كثير الغفران، عظيم الرحمة.
{وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ} (الزمر: من الآية54). أليس هنا يرشد؟ بعد أن دعا عباده حتى أولئك أو هي دعوة في أساسها موجهة إلى أولئك الذين أسرفوا على أنفسهم، أن يقول لهم: أن بإمكانهم أن يتخلصوا مما هم عليه فلا ييأسوا من رحمته فإنه غفور رحيم.
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – كيف خاطب الله المسرفين على أنفسهم بالمعاصي؟ وما سبب رقة الخطاب الإلهي الموجه إليهم؟
🔸 – طالبنا الله بالتوبة والإنابة، فماهي الضمانات العملية التي وضعها الله تعالى حتى لا نعود إلى واقع المعاصي مجددا؟ وحتى يكون للتوبة أثرها؟
🔸 – منهج الله تعالى للبشر كان منهجا شاملا لكل جوانب الحياة، فهل يمكن أن توجد أجزاء من آثار هذا المنهج في الواقع إذا ما تم الالتزام ببعض أجزائه فقط؟
🔸 – هل المناداة بألقاب تدل على الإيمان مثل يا ولي الله أو يا مجاهد تصح لمن هو في واقعه الجهادي مقصر في سبيل الله، وعلاقته بالله متأرجحة؟
🔸 – ما معنى أن يأتي العذاب بغتة يوم القيامة؟ وعلى من يأتي؟
🔸 – هل يمكن أن نكون ممن يأتيهم العذاب بغتة ونحن مؤمنون نصلي ونصوم؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (11- 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
[#الدرس_الحادي_عشر]
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوْا عَلَى أَنْفُسِهِمْ}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 30/1/2002م
اليمن - صعدة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.
ولنبدأ في الدرس، درس حول دعوة من الله سبحانه وتعالى لعباده في آيات كلماتها من أرق الكلمات وألطفها، منها يستشعر الإنسان رحمة الله الواسعة التي تتجلى في عمله على أن يهدي عباده إلى ما ينقذهم من عذابه الشديد.
قال سبحانه وتعالى:{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ{53} وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ{54} وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ{55}أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ{56} أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ{57} أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ{58} بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ{59} وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ{60} وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} (الزمر53 ـ61).
هذه فيما يقال عنها، عن هذه الآيات هي: من أرق الآيات في القرآن الكريم وألطف العبارات، تأتي بهذا المنطق المتلطف:{يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ} (الزمر: من الآية53) بالمعاصي، بما وقعوا فيه من ضلال، لا يصل بكم استعراض ماضيكم وما أنتم عليه، فترى أن ماضيك مظلم، وأن أعمالك كانت كلها أو معظمها قبيحة؛ فيتعزز في نفسك اليأس وتظن بأنه: جهنم، جهنم.
{لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} (الزمر: من الآية53) لا تيأسوا. والشيطان قد يعمل على أن يصل بالإنسان إلى اليأس، فإذا ما أتى إليك وأنت تحدث نفسك بماضيك وبمواقفك وبتقصيرك، فترى أن أعمالك الحسنة قليلة جدًا، وأعمالك السيئة كثيرة جدًا، فقد يعمل على أن يوجد لديك حالة من اليأس؛ الله يقول: {لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} من رجاء رحمته، من أن تحظوا برحمته، وتحصلوا على ما يوصلكم إلى مستقر رحمته.
{إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} (الزمر: من الآية53) ما يبعد الإنسان عن رحمة الله هي: الذنوب، ما قد يجعله يقنط من رحمة الله هي: الذنوب، فهنا يقول: كل الذنوب قد جعل لها توبة، من كل الذنوب يمكن أن تتخلص {إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} أيّ ذنب أنت فيه، أيّ ذنب وقعت فيه بإمكانك أن تتخلص منه وتتوب إلى الله منه، ليس هناك ذنب لا تقبل منه توبة، ليس له توبة {إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (الزمر: من الآية53) هو سبحانه وتعالى يغفر لمن أناب إليه، يتوب على من تاب إليه؛ لأنه غفور وهو رحيم، بهذه العبارة التي تعني المبالغة - كما يقولون - أي: كثير الغفران، عظيم الرحمة.
{وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ} (الزمر: من الآية54). أليس هنا يرشد؟ بعد أن دعا عباده حتى أولئك أو هي دعوة في أساسها موجهة إلى أولئك الذين أسرفوا على أنفسهم، أن يقول لهم: أن بإمكانهم أن يتخلصوا مما هم عليه فلا ييأسوا من رحمته فإنه غفور رحيم.
🍀القسم الثاني🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – في الدين مبادئ كبيرة كمبدأ الجهاد على الناس أن يهتموا بها، فماذا لو أهملها الناس؟
🔸 – هل أنت متأكد أنك تتبع أحسن ما أنزل الله إلى هذه الأمة؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (11- 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
[#الدرس_الحادي_عشر]
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوْا عَلَى أَنْفُسِهِمْ}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 30/1/2002م
اليمن - صعدة
{وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ} ولأن في توجيهات الله داخل القرآن الأحكام الشرعية الهداية من الله سبحانه وتعالى داخل القرآن الكريم مثل الجهاد، الجهاد سماه الإمام علي: "سنام الإسلام". يرتبط به أشياء كثيرة فهناك حسن وأحسن داخل التشريع نفسه، فالأحسن هو الذي يقودك إلى أن تطبق كلما هو مرتبط به، فمتى ما انطلقت للاهتمام به ستهيئ نفسك والآخرين سيهيئون أنفسهم لأن يطبقوا كلما هي مرتبطة به من هداية الله سبحانه وتعالى من الأعمال والأقوال والسلوك وغيرها.
لكن متى ما أهمل الناس هذه المبادئ المهمة الكبيرة، متى ما أهمل الناس المبادئ الكبيرة أهملوا كلما وراءها، أو انطلقوا في الصغار بشكل لا يترك أثرًا. من يتأمل في سيرة أهل البيت (عليهم السلام)، القدامى من أئمة أهل البيت يرون هكذا: أن هناك في الإسلام أشياء الدين كله مرتبط بها متى ما غابت أصبح الدين كلا شيء، وأصبحت أعمال الناس كلا شيء.
اجتمع مجموعة من كبارهم في بيت واحد من أولياء أهل البيت [محمد بن منصور المرادي] وكانوا يصلون فرادى وهم مجتمعون، وليس من منطلق أنه لا أحد منهم يثق بالآخر كلهم يقدرون بعضهم بعضًا ويحترمون بعضهم بعضًا من كبار علماء أهل البيت لكن هم يرون أنه حتى صلاة الجماعة أصبحت لا تصح مع غياب إمام حق، فكانوا يصلون فرادى، فطلب منهم [محمد بن منصور المرادي] أن يعينوا شخصًا منهم وأن يتفقوا على شخص منهم يجعلونه إماما قال: لنتمكن من أن نصلي جماعة فتصح جمعتنا وجماعتنا.
سيرى الناس أنفسهم متباينة، قلوبهم يستنكرونها، لا ألفة فيما بينهم، لا إخاء فيما بينهم، لا صدق فيما بينهم، لا وفاء، لا اهتمام بشأن بعضهم بعض!؛ أليست هذه حالة نلمسها في المجتمعات؟ هي حالة نحن نلمسها؛ تحصل هذه إذا ما حصل تقصير.
ويدل هذا على أن تلك الأعمال التي تعملها هي لا تقبل منك، ما يدرينا هل صلاتنا تقبل؟ هل صيامنا يقبل؟ هل زكاتنا تقبل؟ ربما أقصى ما يمكن إذا صحت صلاتنا وزكاتنا وصيامنا أننا فقط لا نؤاخذ على أننا تركنا الصلاة وتركنا الزكاة وتركنا الصيام، لكن أن تقبل منا فنعطى ثوابًا وجزاءً من الله عليها هذا شيء آخر، فقط لا نؤاخذ بأننا تاركي صلاة.
أنا أصلي لكن صلاتي لا تقبل، في الوقت الذي لا تقبل قد يكون أكثر ما أحصل عليه من خلالها هو أنني لا أعذب بأني تارك صلاة، لكن أن تحصل على الثواب الكبير من الصلاة؛ ألسنا نتزاحم في المساجد جماعات، ونقول الجماعة بخمسة وعشرين صلاة؟ لا أعتقد بأنها قد تقبل حتى الصلاة الواحدة بالشكل المطلوب، وهي من أشياء كثيرة.
أليس هنا هو ربط التوبة نفسها وقبول التوبة باتباع أحسن ما أنزل إليكم من ربكم؟ التوبة من هذا الذنب أو من هذا أو من هذا مرتبطة بالإتباع لأحسن ما أنزل إلينا من الله، وأن ينبهنا على هذا {مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً} وهذه هي الخطورة.
نحن في مسيرتنا نرى أنفسنا وكأننا نؤدي كل شيء كاملًا؛ فلسنا نتوقع أننا قد نعذب أليس كذلك؟ فسيكون العذاب بالنسبة للناس على هذا النحو عندما يرون أنفسهم قد يقعون في العذاب هو يعتبر مفاجئًا بالنسبة لهم؛ أليس يعتبر مفاجئًا بالنسبة لهم؟ لكن المجرم؛ أليس المجرم هو يتوقع أنه سيؤاخذ على أعماله؟ إذًا لم يكن العذاب بالنسبة إليه مفاجئًا، السارق أو الذي يعمل معصية سيكون السجن بالنسبة إليه مفاجئًا؟ لا. هو يعرف من بداية ما يدخل بين أموالك ليسرق أنه في حالة يمكن أن يسجن ولهم حق أن يسجنوه فلن يكون السجن بالنسبة له مفاجئًا، سيكون مفاجئًا لك أن تكون في بيتك فيأتوا ليدعوك ويقولوا جاوب فيسجنوك وأنت لا تدري لماذا؛ أليس هذا مفاجئًا؟ بغتة هذا؟
هكذا قد نكون في وضعية متفقين مع أنفسنا أننا ماشين في طريق الجنة، وأننا نعمل بالقرآن لكننا في الواقع كافرين أو تاركين أو رافضين لأشياء مهمة هي من أحسن ما أنزل الله، فلا يفتح الناس أعينهم إلا على شفير جهنم، سيكون هناك العذاب بالنسبة لهم مفاجئًا، سيكون بغتة {وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ} بأنكم كنتم تتجهون إلى طريق جهنم، بأن تلك الذنوب هي قد تؤدي بكم إلى جهنم.
لا يمكن يوم القيامة أن تقول: [والله لا سرقت ولا زنيت، ولا قتلت نفس محرم، ولا أكلت حق أحد] أليست هذه هي العبارات المعروفة لدينا؟ لكن باقي، ارجع إلى القرآن تجد كم باقي أشياء كثيرة.
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – في الدين مبادئ كبيرة كمبدأ الجهاد على الناس أن يهتموا بها، فماذا لو أهملها الناس؟
🔸 – هل أنت متأكد أنك تتبع أحسن ما أنزل الله إلى هذه الأمة؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (11- 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
[#الدرس_الحادي_عشر]
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوْا عَلَى أَنْفُسِهِمْ}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 30/1/2002م
اليمن - صعدة
{وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ} ولأن في توجيهات الله داخل القرآن الأحكام الشرعية الهداية من الله سبحانه وتعالى داخل القرآن الكريم مثل الجهاد، الجهاد سماه الإمام علي: "سنام الإسلام". يرتبط به أشياء كثيرة فهناك حسن وأحسن داخل التشريع نفسه، فالأحسن هو الذي يقودك إلى أن تطبق كلما هو مرتبط به، فمتى ما انطلقت للاهتمام به ستهيئ نفسك والآخرين سيهيئون أنفسهم لأن يطبقوا كلما هي مرتبطة به من هداية الله سبحانه وتعالى من الأعمال والأقوال والسلوك وغيرها.
لكن متى ما أهمل الناس هذه المبادئ المهمة الكبيرة، متى ما أهمل الناس المبادئ الكبيرة أهملوا كلما وراءها، أو انطلقوا في الصغار بشكل لا يترك أثرًا. من يتأمل في سيرة أهل البيت (عليهم السلام)، القدامى من أئمة أهل البيت يرون هكذا: أن هناك في الإسلام أشياء الدين كله مرتبط بها متى ما غابت أصبح الدين كلا شيء، وأصبحت أعمال الناس كلا شيء.
اجتمع مجموعة من كبارهم في بيت واحد من أولياء أهل البيت [محمد بن منصور المرادي] وكانوا يصلون فرادى وهم مجتمعون، وليس من منطلق أنه لا أحد منهم يثق بالآخر كلهم يقدرون بعضهم بعضًا ويحترمون بعضهم بعضًا من كبار علماء أهل البيت لكن هم يرون أنه حتى صلاة الجماعة أصبحت لا تصح مع غياب إمام حق، فكانوا يصلون فرادى، فطلب منهم [محمد بن منصور المرادي] أن يعينوا شخصًا منهم وأن يتفقوا على شخص منهم يجعلونه إماما قال: لنتمكن من أن نصلي جماعة فتصح جمعتنا وجماعتنا.
سيرى الناس أنفسهم متباينة، قلوبهم يستنكرونها، لا ألفة فيما بينهم، لا إخاء فيما بينهم، لا صدق فيما بينهم، لا وفاء، لا اهتمام بشأن بعضهم بعض!؛ أليست هذه حالة نلمسها في المجتمعات؟ هي حالة نحن نلمسها؛ تحصل هذه إذا ما حصل تقصير.
ويدل هذا على أن تلك الأعمال التي تعملها هي لا تقبل منك، ما يدرينا هل صلاتنا تقبل؟ هل صيامنا يقبل؟ هل زكاتنا تقبل؟ ربما أقصى ما يمكن إذا صحت صلاتنا وزكاتنا وصيامنا أننا فقط لا نؤاخذ على أننا تركنا الصلاة وتركنا الزكاة وتركنا الصيام، لكن أن تقبل منا فنعطى ثوابًا وجزاءً من الله عليها هذا شيء آخر، فقط لا نؤاخذ بأننا تاركي صلاة.
أنا أصلي لكن صلاتي لا تقبل، في الوقت الذي لا تقبل قد يكون أكثر ما أحصل عليه من خلالها هو أنني لا أعذب بأني تارك صلاة، لكن أن تحصل على الثواب الكبير من الصلاة؛ ألسنا نتزاحم في المساجد جماعات، ونقول الجماعة بخمسة وعشرين صلاة؟ لا أعتقد بأنها قد تقبل حتى الصلاة الواحدة بالشكل المطلوب، وهي من أشياء كثيرة.
أليس هنا هو ربط التوبة نفسها وقبول التوبة باتباع أحسن ما أنزل إليكم من ربكم؟ التوبة من هذا الذنب أو من هذا أو من هذا مرتبطة بالإتباع لأحسن ما أنزل إلينا من الله، وأن ينبهنا على هذا {مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً} وهذه هي الخطورة.
نحن في مسيرتنا نرى أنفسنا وكأننا نؤدي كل شيء كاملًا؛ فلسنا نتوقع أننا قد نعذب أليس كذلك؟ فسيكون العذاب بالنسبة للناس على هذا النحو عندما يرون أنفسهم قد يقعون في العذاب هو يعتبر مفاجئًا بالنسبة لهم؛ أليس يعتبر مفاجئًا بالنسبة لهم؟ لكن المجرم؛ أليس المجرم هو يتوقع أنه سيؤاخذ على أعماله؟ إذًا لم يكن العذاب بالنسبة إليه مفاجئًا، السارق أو الذي يعمل معصية سيكون السجن بالنسبة إليه مفاجئًا؟ لا. هو يعرف من بداية ما يدخل بين أموالك ليسرق أنه في حالة يمكن أن يسجن ولهم حق أن يسجنوه فلن يكون السجن بالنسبة له مفاجئًا، سيكون مفاجئًا لك أن تكون في بيتك فيأتوا ليدعوك ويقولوا جاوب فيسجنوك وأنت لا تدري لماذا؛ أليس هذا مفاجئًا؟ بغتة هذا؟
هكذا قد نكون في وضعية متفقين مع أنفسنا أننا ماشين في طريق الجنة، وأننا نعمل بالقرآن لكننا في الواقع كافرين أو تاركين أو رافضين لأشياء مهمة هي من أحسن ما أنزل الله، فلا يفتح الناس أعينهم إلا على شفير جهنم، سيكون هناك العذاب بالنسبة لهم مفاجئًا، سيكون بغتة {وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ} بأنكم كنتم تتجهون إلى طريق جهنم، بأن تلك الذنوب هي قد تؤدي بكم إلى جهنم.
لا يمكن يوم القيامة أن تقول: [والله لا سرقت ولا زنيت، ولا قتلت نفس محرم، ولا أكلت حق أحد] أليست هذه هي العبارات المعروفة لدينا؟ لكن باقي، ارجع إلى القرآن تجد كم باقي أشياء كثيرة.
🍀القسم الثالث🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – كيف ستتحول قضية الإنفاق في سبيل الله حين ننظر إليها مرتبطة بقضية الإنقاذ من عذاب جهنم؟
🔸 – الذي يعيش حالة السخرية يبتعد كثيرا عن حالة الاهتداء، فكيف ذلك؟
🔸 –
🔸 –
🔸 – ما صفات الذين وقوا أنفسهم من عذاب جهنم في القرآن الكريم؟
🔸 – حالة الإيمان بأن الله موجود، وأنه من خلق السموات والأرض هل تكفي لتكون مؤمنا بالله؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (11- 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
[#الدرس_الحادي_عشر]
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوْا عَلَى أَنْفُسِهِمْ}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 30/1/2002م
اليمن - صعدة
اذهب اسأل عالم من الناس عن الإنفاق في سبيل الله سيقول لك: [هذه آيات منسوخة بآيات الزكاة]؛ أليس كذلك؟ الآن اذهب اسأل. لكن انظر ماذا يقول الناس هنا المتحسرون والمتندمون، تنَدّم أنه لم يعمل كل ما كان بإمكانه أن يعمل مما فيه لله رضى في هذه الدنيا، واجب مندوب مستحب كيف ما كان، لا "يقاصي"؛ لأن جهنم فعلًا، إن الإنسان يفكر في أن يقي نفسه منها، هي مما تفكر أن تقي نفسك بأي شيء، ليس شيئًا بسيطًا وهينًا تكون مقاصي جدًا فيما يقيك منها؛ [هذا قدو يلزمنا يا سيدي فلان يا سيدنا فلان، قدو يلزم، قدو واجب علينا، أو عاد معنا مخرج أو معنا كذا]؟
أنت انظر أن أمامك جهنم؛ أو ليست جهنم بالشكل الذي يجعلك تنطلق أنت لتعمل كلما يمكن أن تعمله مما فيه نجاة نفسك منها؟ [ما واحد يأتي يفتح الشنطة ويخرج فلوس إذا قدو مشاجر ويريدوا يسجنوه؟] يعطي رشوة لهذا ورشوة لهذا؛ هل هو "يقاصي"؟ لا يعد "يقاصي"؛ هات عشرة ألف إذا بدك وهم با يخرجوك؛ قال: تفضلوا. وفي البيت عندما يقولوا - وهو بيشتري له مثلًا بمائتين ريال لحمة - لماذا لا تزد بمائتين سيقول: "ما هو باربع مائة كل يوم"؛ هذا كثير! ما هو قد "يقاصي" هنا؟ لكن في حالة السجن: عشرة ألف وبا يخرجوك، قال تفضلوا؛ ما هو رأى بأنها سهلة؟ لن يقول: أبدًا بدك بتسعة ألف وخمس مائة والاّ، لا. هل أحد سيراجل هكذا؟ تسعة آلاف وخمس ما أنا مزيد ريال واحد؛ قد يقول "أمانة ما رضيوا إلا باثنعشر ألف"؛ ستقول: تفضل، ما أحد "بـيقاصي".
جهنم ليست مما تقاصي، فالإنسان لا ينطلق في وقاية نفسه من جهنم من منطلق المقاصاة. ليكن سؤالك للعلماء: هل في هذا لله رضى؟ هذا هو الصحيح. هل إذا أنفقت في مجال كذا هل فيه لله رضى؟ من الذي سيقول لك: لا؟ هذا هو السؤال الصحيح؛ [هل قدو يلزمني؟ هل قدو واجب عليّ؛ هل...؟ هل...؟ إلى آخره.
تختلف أنظار العلماء في هذه، والذي يقول لك: لا. قد يتحدث معك من وجهة نظره، قد لا ينفعك يوم القيامة هو. قد يكون الأمر ليس كما قال ذلك الشخص، تكون في الواقع ملزمًا، إنما أنت الذي تبحث عن مخارج وحيل. انطلق في سؤالك للعلماء - إذا كنت ترى بأن جهنم شديدة، وأنها تستدعي منك أن تبحث عما فيه نجاة لنفسك - فقل: هل هذا العمل فيه وقاية من النار؟ هل هذا العمل فيه لله رضى؟ وستجد الجواب واحدًا. وهذا هو الصحيح، سترى الإجابة واحدة.
{أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} (الزمر:56) كنت في الدنيا من الساخرين، وما أكثر ما يسخر بعض الناس من أشياء كثيرة هي مما تقي الإنسان من عذاب الله ومن الحسرة والندامة يوم القيامة.
بل إن حالة السخرية هي مما يبعد الإنسان عن الاهتداء. قد يكون هناك من يسخر باجتماع كهذا؛ لأنه في نفسه في حالة شعور بسخرية هل هو سيأتي؟ لا؛ يمشي: [اترك أبوهم] ما هكذا يقول؟ سخرية، الساخر لا يهتدي، الساخر يحول بين نفسه وبين مصادر الهداية، وبين مجالس الهداية أليس هنا يتحسر، ويتندم. {وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} كنت في الدنيا ممن يسخرون.
عرض عدة حالات من حالات الندم والتحسر {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ}، {أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} (الزمر:57) ليت أن الله هداني، {لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي} حالة تمني، ليت أن الله هداني؛ "جوّب" عليه هناك: {بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا} (الزمر: من الآية59) ليؤكد الله لعباده بأنه لا يأتي من جانبه تقصير أبدًا، بل ولا يخاطبهم بالحد الأدنى، يكرر ويعمل على ترسيخ هدايته، يوضح، يبين، يكرر، يؤكد، يقسم. وليس فقط يحدثنا بالحد الأدنى، أو بالشيء الذي يكفي فقط.
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – كيف ستتحول قضية الإنفاق في سبيل الله حين ننظر إليها مرتبطة بقضية الإنقاذ من عذاب جهنم؟
🔸 – الذي يعيش حالة السخرية يبتعد كثيرا عن حالة الاهتداء، فكيف ذلك؟
🔸 –
🔸 –
🔸 – ما صفات الذين وقوا أنفسهم من عذاب جهنم في القرآن الكريم؟
🔸 – حالة الإيمان بأن الله موجود، وأنه من خلق السموات والأرض هل تكفي لتكون مؤمنا بالله؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (11- 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
[#الدرس_الحادي_عشر]
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوْا عَلَى أَنْفُسِهِمْ}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 30/1/2002م
اليمن - صعدة
اذهب اسأل عالم من الناس عن الإنفاق في سبيل الله سيقول لك: [هذه آيات منسوخة بآيات الزكاة]؛ أليس كذلك؟ الآن اذهب اسأل. لكن انظر ماذا يقول الناس هنا المتحسرون والمتندمون، تنَدّم أنه لم يعمل كل ما كان بإمكانه أن يعمل مما فيه لله رضى في هذه الدنيا، واجب مندوب مستحب كيف ما كان، لا "يقاصي"؛ لأن جهنم فعلًا، إن الإنسان يفكر في أن يقي نفسه منها، هي مما تفكر أن تقي نفسك بأي شيء، ليس شيئًا بسيطًا وهينًا تكون مقاصي جدًا فيما يقيك منها؛ [هذا قدو يلزمنا يا سيدي فلان يا سيدنا فلان، قدو يلزم، قدو واجب علينا، أو عاد معنا مخرج أو معنا كذا]؟
أنت انظر أن أمامك جهنم؛ أو ليست جهنم بالشكل الذي يجعلك تنطلق أنت لتعمل كلما يمكن أن تعمله مما فيه نجاة نفسك منها؟ [ما واحد يأتي يفتح الشنطة ويخرج فلوس إذا قدو مشاجر ويريدوا يسجنوه؟] يعطي رشوة لهذا ورشوة لهذا؛ هل هو "يقاصي"؟ لا يعد "يقاصي"؛ هات عشرة ألف إذا بدك وهم با يخرجوك؛ قال: تفضلوا. وفي البيت عندما يقولوا - وهو بيشتري له مثلًا بمائتين ريال لحمة - لماذا لا تزد بمائتين سيقول: "ما هو باربع مائة كل يوم"؛ هذا كثير! ما هو قد "يقاصي" هنا؟ لكن في حالة السجن: عشرة ألف وبا يخرجوك، قال تفضلوا؛ ما هو رأى بأنها سهلة؟ لن يقول: أبدًا بدك بتسعة ألف وخمس مائة والاّ، لا. هل أحد سيراجل هكذا؟ تسعة آلاف وخمس ما أنا مزيد ريال واحد؛ قد يقول "أمانة ما رضيوا إلا باثنعشر ألف"؛ ستقول: تفضل، ما أحد "بـيقاصي".
جهنم ليست مما تقاصي، فالإنسان لا ينطلق في وقاية نفسه من جهنم من منطلق المقاصاة. ليكن سؤالك للعلماء: هل في هذا لله رضى؟ هذا هو الصحيح. هل إذا أنفقت في مجال كذا هل فيه لله رضى؟ من الذي سيقول لك: لا؟ هذا هو السؤال الصحيح؛ [هل قدو يلزمني؟ هل قدو واجب عليّ؛ هل...؟ هل...؟ إلى آخره.
تختلف أنظار العلماء في هذه، والذي يقول لك: لا. قد يتحدث معك من وجهة نظره، قد لا ينفعك يوم القيامة هو. قد يكون الأمر ليس كما قال ذلك الشخص، تكون في الواقع ملزمًا، إنما أنت الذي تبحث عن مخارج وحيل. انطلق في سؤالك للعلماء - إذا كنت ترى بأن جهنم شديدة، وأنها تستدعي منك أن تبحث عما فيه نجاة لنفسك - فقل: هل هذا العمل فيه وقاية من النار؟ هل هذا العمل فيه لله رضى؟ وستجد الجواب واحدًا. وهذا هو الصحيح، سترى الإجابة واحدة.
{أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} (الزمر:56) كنت في الدنيا من الساخرين، وما أكثر ما يسخر بعض الناس من أشياء كثيرة هي مما تقي الإنسان من عذاب الله ومن الحسرة والندامة يوم القيامة.
بل إن حالة السخرية هي مما يبعد الإنسان عن الاهتداء. قد يكون هناك من يسخر باجتماع كهذا؛ لأنه في نفسه في حالة شعور بسخرية هل هو سيأتي؟ لا؛ يمشي: [اترك أبوهم] ما هكذا يقول؟ سخرية، الساخر لا يهتدي، الساخر يحول بين نفسه وبين مصادر الهداية، وبين مجالس الهداية أليس هنا يتحسر، ويتندم. {وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} كنت في الدنيا ممن يسخرون.
عرض عدة حالات من حالات الندم والتحسر {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ}، {أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} (الزمر:57) ليت أن الله هداني، {لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي} حالة تمني، ليت أن الله هداني؛ "جوّب" عليه هناك: {بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا} (الزمر: من الآية59) ليؤكد الله لعباده بأنه لا يأتي من جانبه تقصير أبدًا، بل ولا يخاطبهم بالحد الأدنى، يكرر ويعمل على ترسيخ هدايته، يوضح، يبين، يكرر، يؤكد، يقسم. وليس فقط يحدثنا بالحد الأدنى، أو بالشيء الذي يكفي فقط.
🍀القسم الرابع🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – إذا لم ينطلق المرء في العمل على ما يقتضيه إيمانه بآيات القرآن الكريم فإلامَ يتحول هذا الإيمان؟
🔸 – ما السبب الذي يحمل الإنسان على الكذب على الله ونسبة كثير من الأشياء إلى الدين دون وجه حق؟
🔸 – لماذا تكثر تساؤلات الناس في المواقف العملية مثل الجهاد والإنفاق، وتقل في العبادات العادية؟
🔸 – يتخذ بعض العلماء مواقف في حماية أنفسهم من أي استهداف ظنا منهم أنهم يقدمون خدمة للإسلام بهذا الموقف، فكيف ينبغي أن ننظر إلى هذه القضية؟
🔸 – ما العامل المهم في النجاة يوم القيامة؟
🔸 – هل يمكن أن نجد شخصا متقيا لله إذا كان يمايز بين الأشياء على أساس الواجب والمندوب والمباح، وكذا حين يكتفي بالتنظير وانتقاد أخطاء غيره؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (11- 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
[#الدرس_الحادي_عشر]
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوْا عَلَى أَنْفُسِهِمْ}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 30/1/2002م
اليمن - صعدة
فإذا كان إيماني بالله لا ينفعني؛ لأنني لم أنطلق في العمل على ما يقتضيه هذا الإيمان فكذلك الإيمان بآيات الله، أو أن الإيمان بآيات الله سيكون أكثر من الإيمان بالله هو؟! الإيمان بآياته وأنت لا تنطلق في ميدان العمل بها ستكون كالمكذب بها.
{بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ} (الزمر: من الآية59) الإنسان يقف أمام آيات الله موقف الرافض لاعتبارات أخرى، وموقف المستكبر الذي يأنف من أن يلتزم بها في واقعه. {وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ} (الزمر: من الآية59) الكفر أساسًا هو رفض، فالذي يرفض في واقعه كمن يرفض في منطقه. الذي يقول: لا. هذا ليس بنبي، هذا ليس كلام الله. أليس هذا كفر؟ في الواقع العملي ما الذي يفرق بينه وبين من قال: نعم هذا نبي وهذا كتاب الله. ولكنه لا يعمل بما جاء به النبي ولا يهتدي بهذا النبي؛ أليسوا في الواقع العملي مستوين؟
{وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ} نعوذ بالله {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ} (الزمر:60) فقد يكون مما يحمل الإنسان على الكذب على الله حالة ترفع من التزام بما هدى إليه الله، كما هو في داخل المسلمين الآن حالات كثيرة من الكذب على الله سبحانه وتعالى، حالات كثيرة من الكذب على الله في الاعتقادات، في الحديث عن الدين، في الحديث عن المواقف التي يجب أن يقفها المسلمون.
ونحن أيضًا في أعمالنا في مواقفنا كمن يكذب على الله؛ ألسنا نقول أحيانًا: [لو كان هذا صحيحًا لكان سيدي فلان في المقدمة]؛ ألسنا نقول هكذا؟ أي فليس صحيحًا؛ أليس هكذا؟ ما هو هذا؟ أليس هذا تكذيبًا؟ تسير إلى العالم الفلاني فتقول: [يا خبير هذا فلان يقول لازم نعمل كذا وننطلق من أجل نعمل كذا، وأن القرآن قال كذا وكذا] قد يقول لك: ما يلزمك هذا بكله، أو ذا عندك شيء ربما ما له فائدة].
أنت قلت في نفسك قبل، أو ستقول للآخرين: [لو كان هذا العمل صحيح أو لازم لكان سيدي فلان وسيدنا فلان والعالم الفلاني والعلامة الفلاني في المقدمة؛ ما معهم إلا كذب]؟
ألست إذًا كذبت بهذا؟ أي قلت: هذا غير صحيح فكأنك قلت: هذا عمل لا قيمة له. قلت: هذا عمل ليس لله فيه رضى. هذا نفسه مظهر من مظاهر الكذب على الله، أنت قدمت الموضوع: بأن هذا لا علاقة بينه وبين الله، فأنت كذبت في هذا.
وما أكثر ما يحصل من الناس من ضعاف الإيمان هذه التساؤلات في حالات المواقف العملية.لا أحد يسأل عن الصلاة، أو يسأل عن الصيام، أو عبادات من هذه؛ ألسنا كلنا ننطلق في أدائها بسهولة، ولا أحد يذهب ليسأل يبحث إذا وجد له مخرجًا منها؟ لكن متى ما جاءت أعمال هي الأعمال المهمة التي تتوقف عليها النجاة، هذه الأعمال التي يتمناها هؤلاء: التقوى، الإحسان، {لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} {فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} تبدأ التساؤلات وتبدأ التشكيكات هذه هي من الظلم للنفس، من جهالتي، من جهالتي إذا لم أنطلق على هذا النحو؛ لماذا أتهرب مما فيه نجاتي من النار؟ لماذا أحاول أن أتهرب مما فيه لله رضى؟؛ هل أن الله عدو لي فأنا أريد أن لا أعمل له إلا أقل ما يمكن؟ أقاصي إلى هذا الحد، هذه حالة غير طبيعية أبدًا.
ممكن أن تسأل فقط لتتأكد هل هذا مشروع أو أنه محرم، حرام لا بأس أنت تريد أن تعرف هل هذا العمل حرام باعتباره ليس مشروعًا باعتباره مخالف لشرع الله.
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – إذا لم ينطلق المرء في العمل على ما يقتضيه إيمانه بآيات القرآن الكريم فإلامَ يتحول هذا الإيمان؟
🔸 – ما السبب الذي يحمل الإنسان على الكذب على الله ونسبة كثير من الأشياء إلى الدين دون وجه حق؟
🔸 – لماذا تكثر تساؤلات الناس في المواقف العملية مثل الجهاد والإنفاق، وتقل في العبادات العادية؟
🔸 – يتخذ بعض العلماء مواقف في حماية أنفسهم من أي استهداف ظنا منهم أنهم يقدمون خدمة للإسلام بهذا الموقف، فكيف ينبغي أن ننظر إلى هذه القضية؟
🔸 – ما العامل المهم في النجاة يوم القيامة؟
🔸 – هل يمكن أن نجد شخصا متقيا لله إذا كان يمايز بين الأشياء على أساس الواجب والمندوب والمباح، وكذا حين يكتفي بالتنظير وانتقاد أخطاء غيره؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (11- 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
[#الدرس_الحادي_عشر]
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوْا عَلَى أَنْفُسِهِمْ}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 30/1/2002م
اليمن - صعدة
فإذا كان إيماني بالله لا ينفعني؛ لأنني لم أنطلق في العمل على ما يقتضيه هذا الإيمان فكذلك الإيمان بآيات الله، أو أن الإيمان بآيات الله سيكون أكثر من الإيمان بالله هو؟! الإيمان بآياته وأنت لا تنطلق في ميدان العمل بها ستكون كالمكذب بها.
{بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ} (الزمر: من الآية59) الإنسان يقف أمام آيات الله موقف الرافض لاعتبارات أخرى، وموقف المستكبر الذي يأنف من أن يلتزم بها في واقعه. {وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ} (الزمر: من الآية59) الكفر أساسًا هو رفض، فالذي يرفض في واقعه كمن يرفض في منطقه. الذي يقول: لا. هذا ليس بنبي، هذا ليس كلام الله. أليس هذا كفر؟ في الواقع العملي ما الذي يفرق بينه وبين من قال: نعم هذا نبي وهذا كتاب الله. ولكنه لا يعمل بما جاء به النبي ولا يهتدي بهذا النبي؛ أليسوا في الواقع العملي مستوين؟
{وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ} نعوذ بالله {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ} (الزمر:60) فقد يكون مما يحمل الإنسان على الكذب على الله حالة ترفع من التزام بما هدى إليه الله، كما هو في داخل المسلمين الآن حالات كثيرة من الكذب على الله سبحانه وتعالى، حالات كثيرة من الكذب على الله في الاعتقادات، في الحديث عن الدين، في الحديث عن المواقف التي يجب أن يقفها المسلمون.
ونحن أيضًا في أعمالنا في مواقفنا كمن يكذب على الله؛ ألسنا نقول أحيانًا: [لو كان هذا صحيحًا لكان سيدي فلان في المقدمة]؛ ألسنا نقول هكذا؟ أي فليس صحيحًا؛ أليس هكذا؟ ما هو هذا؟ أليس هذا تكذيبًا؟ تسير إلى العالم الفلاني فتقول: [يا خبير هذا فلان يقول لازم نعمل كذا وننطلق من أجل نعمل كذا، وأن القرآن قال كذا وكذا] قد يقول لك: ما يلزمك هذا بكله، أو ذا عندك شيء ربما ما له فائدة].
أنت قلت في نفسك قبل، أو ستقول للآخرين: [لو كان هذا العمل صحيح أو لازم لكان سيدي فلان وسيدنا فلان والعالم الفلاني والعلامة الفلاني في المقدمة؛ ما معهم إلا كذب]؟
ألست إذًا كذبت بهذا؟ أي قلت: هذا غير صحيح فكأنك قلت: هذا عمل لا قيمة له. قلت: هذا عمل ليس لله فيه رضى. هذا نفسه مظهر من مظاهر الكذب على الله، أنت قدمت الموضوع: بأن هذا لا علاقة بينه وبين الله، فأنت كذبت في هذا.
وما أكثر ما يحصل من الناس من ضعاف الإيمان هذه التساؤلات في حالات المواقف العملية.لا أحد يسأل عن الصلاة، أو يسأل عن الصيام، أو عبادات من هذه؛ ألسنا كلنا ننطلق في أدائها بسهولة، ولا أحد يذهب ليسأل يبحث إذا وجد له مخرجًا منها؟ لكن متى ما جاءت أعمال هي الأعمال المهمة التي تتوقف عليها النجاة، هذه الأعمال التي يتمناها هؤلاء: التقوى، الإحسان، {لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} {فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} تبدأ التساؤلات وتبدأ التشكيكات هذه هي من الظلم للنفس، من جهالتي، من جهالتي إذا لم أنطلق على هذا النحو؛ لماذا أتهرب مما فيه نجاتي من النار؟ لماذا أحاول أن أتهرب مما فيه لله رضى؟؛ هل أن الله عدو لي فأنا أريد أن لا أعمل له إلا أقل ما يمكن؟ أقاصي إلى هذا الحد، هذه حالة غير طبيعية أبدًا.
ممكن أن تسأل فقط لتتأكد هل هذا مشروع أو أنه محرم، حرام لا بأس أنت تريد أن تعرف هل هذا العمل حرام باعتباره ليس مشروعًا باعتباره مخالف لشرع الله.
🍀القسم الأول🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸- كيف خاطب الله المسرفين على أنفسهم بالمعاصي؟ وما سبب رقة الخطاب الإلهي الموجه إليهم؟
🔸- طالبنا الله بالتوبة والإنابة، فماهي الضمانات العملية التي وضعها الله تعالى حتى لا نعود إلى واقع المعاصي مجددا؟ وحتى يكون للتوبة أثرها؟
🔸- منهج الله تعالى للبشر كان منهجا شاملا لكل جوانب الحياة، فهل يمكن أن توجد أجزاء من آثار هذا المنهج في الواقع إذا ما تم الالتزام ببعض أجزائه فقط؟
🔸- هل المناداة بألقاب تدل على الإيمان مثل يا ولي الله أو يا مجاهد تصح لمن هو في واقعه الجهادي مقصر في سبيل الله، وعلاقته بالله متأرجحة؟
🔸- ما معنى أن يأتي العذاب بغتة يوم القيامة؟ وعلى من يأتي؟
🔸- هل يمكن أن نكون ممن يأتيهم العذاب بغتة ونحن مؤمنون نصلي ونصوم؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (11- 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الحادي_عشر.
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوْا عَلَى أَنْفُسِهِمْ}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 30/01/2002
اليمن - صعدة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.
ولنبدأ في الدرس، درس حول دعوة من الله سبحانه وتعالى لعباده في آيات كلماتها من أرق الكلمات وألطفها، منها يستشعر الإنسان رحمة الله الواسعة التي تتجلى في عمله على أن يهدي عباده إلى ما ينقذهم من عذابه الشديد.
قال سبحانه وتعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ * أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ * بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ * وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ * وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} (الزمر: 53 – 61).
هذه فيما يقال عنها، عن هذه الآيات هي: من أرق الآيات في القرآن الكريم وألطف العبارات، تأتي بهذا المنطق المتلطف: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ} (الزمر: من الآية53) بالمعاصي، بما وقعوا فيه من ضلال، لا يصل بكم استعراض ماضيكم وما أنتم عليه، فترى أن ماضيك مظلم، وأن أعمالك كانت كلها أو معظمها قبيحة؛ فيتعزز في نفسك اليأس وتظن بأنه: جهنم، جهنم.
{لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} (الزمر: من الآية53) لا تيأسوا. والشيطان قد يعمل على أن يصل بالإنسان إلى اليأس، فإذا ما أتى إليك وأنت تحدث نفسك بماضيك وبمواقفك وبتقصيرك، فترى أن أعمالك الحسنة قليلة جدًا، وأعمالك السيئة كثيرة جدًا، فقد يعمل على أن يوجد لديك حالة من اليأس؛ الله يقول: {لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} من رجاء رحمته، من أن تحظوا برحمته، وتحصلوا على ما يوصلكم إلى مستقر رحمته.
{إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} (الزمر: من الآية53) ما يبعد الإنسان عن رحمة الله هي: الذنوب، ما قد يجعله يقنط من رحمة الله هي: الذنوب، فهنا يقول: كل الذنوب قد جعل لها توبة، من كل الذنوب يمكن أن تتخلص {إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} أيّ ذنب أنت فيه، أيّ ذنب وقعت فيه بإمكانك أن تتخلص منه وتتوب إلى الله منه، ليس هناك ذنب لا تقبل منه توبة، ليس له توبة {إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (الزمر: من الآية53) هو سبحانه وتعالى يغفر لمن أناب إليه، يتوب على من تاب إليه؛ لأنه غفور وهو رحيم، بهذه العبارة التي تعني المبالغة - كما يقولون - أي: كثير الغفران، عظيم الرحمة.
{وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ} (الزمر: من الآية54). أليس هنا يرشد؟ بعد أن دعا عباده حتى أولئك أو هي دعوة في أساسها موجهة إلى أولئك الذين أسرفوا على أنفسهم، أن يقول لهم: أن بإمكانهم أن يتخلصوا مما هم عليه فلا ييأسوا من رحمته فإنه غفور رحيم.
(1) يتبع
http://tttttt.me/quran_ansarallah
🔰 مديرة قناة زينبيات
🔰 العصر في اليمن
#المجاهدة_الكاتبة_فاطمة_الحمزي_
#زينبيات_العصر_في_اليمن
ஜ═━━━━━━━━━━━━━━━━━═ஜ
📝 @wksqzh 🔏
🎧 ⓣ.me
🔶 أسئلة قبلية:
🔸- كيف خاطب الله المسرفين على أنفسهم بالمعاصي؟ وما سبب رقة الخطاب الإلهي الموجه إليهم؟
🔸- طالبنا الله بالتوبة والإنابة، فماهي الضمانات العملية التي وضعها الله تعالى حتى لا نعود إلى واقع المعاصي مجددا؟ وحتى يكون للتوبة أثرها؟
🔸- منهج الله تعالى للبشر كان منهجا شاملا لكل جوانب الحياة، فهل يمكن أن توجد أجزاء من آثار هذا المنهج في الواقع إذا ما تم الالتزام ببعض أجزائه فقط؟
🔸- هل المناداة بألقاب تدل على الإيمان مثل يا ولي الله أو يا مجاهد تصح لمن هو في واقعه الجهادي مقصر في سبيل الله، وعلاقته بالله متأرجحة؟
🔸- ما معنى أن يأتي العذاب بغتة يوم القيامة؟ وعلى من يأتي؟
🔸- هل يمكن أن نكون ممن يأتيهم العذاب بغتة ونحن مؤمنون نصلي ونصوم؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (11- 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الحادي_عشر.
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوْا عَلَى أَنْفُسِهِمْ}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 30/01/2002
اليمن - صعدة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.
ولنبدأ في الدرس، درس حول دعوة من الله سبحانه وتعالى لعباده في آيات كلماتها من أرق الكلمات وألطفها، منها يستشعر الإنسان رحمة الله الواسعة التي تتجلى في عمله على أن يهدي عباده إلى ما ينقذهم من عذابه الشديد.
قال سبحانه وتعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ * أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ * بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ * وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ * وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} (الزمر: 53 – 61).
هذه فيما يقال عنها، عن هذه الآيات هي: من أرق الآيات في القرآن الكريم وألطف العبارات، تأتي بهذا المنطق المتلطف: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ} (الزمر: من الآية53) بالمعاصي، بما وقعوا فيه من ضلال، لا يصل بكم استعراض ماضيكم وما أنتم عليه، فترى أن ماضيك مظلم، وأن أعمالك كانت كلها أو معظمها قبيحة؛ فيتعزز في نفسك اليأس وتظن بأنه: جهنم، جهنم.
{لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} (الزمر: من الآية53) لا تيأسوا. والشيطان قد يعمل على أن يصل بالإنسان إلى اليأس، فإذا ما أتى إليك وأنت تحدث نفسك بماضيك وبمواقفك وبتقصيرك، فترى أن أعمالك الحسنة قليلة جدًا، وأعمالك السيئة كثيرة جدًا، فقد يعمل على أن يوجد لديك حالة من اليأس؛ الله يقول: {لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} من رجاء رحمته، من أن تحظوا برحمته، وتحصلوا على ما يوصلكم إلى مستقر رحمته.
{إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} (الزمر: من الآية53) ما يبعد الإنسان عن رحمة الله هي: الذنوب، ما قد يجعله يقنط من رحمة الله هي: الذنوب، فهنا يقول: كل الذنوب قد جعل لها توبة، من كل الذنوب يمكن أن تتخلص {إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} أيّ ذنب أنت فيه، أيّ ذنب وقعت فيه بإمكانك أن تتخلص منه وتتوب إلى الله منه، ليس هناك ذنب لا تقبل منه توبة، ليس له توبة {إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (الزمر: من الآية53) هو سبحانه وتعالى يغفر لمن أناب إليه، يتوب على من تاب إليه؛ لأنه غفور وهو رحيم، بهذه العبارة التي تعني المبالغة - كما يقولون - أي: كثير الغفران، عظيم الرحمة.
{وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ} (الزمر: من الآية54). أليس هنا يرشد؟ بعد أن دعا عباده حتى أولئك أو هي دعوة في أساسها موجهة إلى أولئك الذين أسرفوا على أنفسهم، أن يقول لهم: أن بإمكانهم أن يتخلصوا مما هم عليه فلا ييأسوا من رحمته فإنه غفور رحيم.
(1) يتبع
http://tttttt.me/quran_ansarallah
🔰 مديرة قناة زينبيات
🔰 العصر في اليمن
#المجاهدة_الكاتبة_فاطمة_الحمزي_
#زينبيات_العصر_في_اليمن
ஜ═━━━━━━━━━━━━━━━━━═ஜ
📝 @wksqzh 🔏
🎧 ⓣ.me
Telegram
هدى الله
قناة تنشر ملازم
الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي
ومحاضرات السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي
وتحتوي القناة على القرأن الكريم كاملاً بصيغة صوتMp3 وكتاب الكتروني pdf
تابعونا على قناه التيلجرام
T.me/quran_Ansarallah
الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي
ومحاضرات السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي
وتحتوي القناة على القرأن الكريم كاملاً بصيغة صوتMp3 وكتاب الكتروني pdf
تابعونا على قناه التيلجرام
T.me/quran_Ansarallah
🍀القسم الثاني🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸- في الدين مبادئ كبيرة كمبدأ الجهاد على الناس أن يهتموا بها، فماذا لو أهملها الناس؟
🔸- هل أنت متأكد أنك تتبع أحسن ما أنزل الله إلى هذه الأمة؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (11- 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الحادي_عشر.
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوْا عَلَى أَنْفُسِهِمْ}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 30/01/2002
اليمن - صعدة
{وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ} ولأن في توجيهات الله داخل القرآن الأحكام الشرعية الهداية من الله سبحانه وتعالى داخل القرآن الكريم مثل الجهاد، الجهاد سماه الإمام علي: "سنام الإسلام". يرتبط به أشياء كثيرة فهناك حسن وأحسن داخل التشريع نفسه، فالأحسن هو الذي يقودك إلى أن تطبق كلما هو مرتبط به، فمتى ما انطلقت للاهتمام به ستهيئ نفسك والآخرين سيهيئون أنفسهم لأن يطبقوا كلما هي مرتبطة به من هداية الله سبحانه وتعالى من الأعمال والأقوال والسلوك وغيرها.
لكن متى ما أهمل الناس هذه المبادئ المهمة الكبيرة، متى ما أهمل الناس المبادئ الكبيرة أهملوا كلما وراءها، أو انطلقوا في الصغار بشكل لا يترك أثرًا. من يتأمل في سيرة أهل البيت (عليهم السلام)، القدامى من أئمة أهل البيت يرون هكذا: أن هناك في الإسلام أشياء الدين كله مرتبط بها متى ما غابت أصبح الدين كلا شيء، وأصبحت أعمال الناس كلا شيء.
اجتمع مجموعة من كبارهم في بيت واحد من أولياء أهل البيت [محمد بن منصور المرادي] وكانوا يصلون فرادى وهم مجتمعون، وليس من منطلق أنه لا أحد منهم يثق بالآخر كلهم يقدرون بعضهم بعضًا ويحترمون بعضهم بعضًا من كبار علماء أهل البيت لكن هم يرون أنه حتى صلاة الجماعة أصبحت لا تصح مع غياب إمام حق، فكانوا يصلون فرادى، فطلب منهم [محمد بن منصور المرادي] أن يعينوا شخصًا منهم وأن يتفقوا على شخص منهم يجعلونه إماما قال: لنتمكن من أن نصلي جماعة فتصح جمعتنا وجماعتنا.
سيرى الناس أنفسهم متباينة، قلوبهم يستنكرونها، لا ألفة فيما بينهم، لا إخاء فيما بينهم، لا صدق فيما بينهم، لا وفاء، لا اهتمام بشأن بعضهم بعض!؛ أليست هذه حالة نلمسها في المجتمعات؟ هي حالة نحن نلمسها؛ تحصل هذه إذا ما حصل تقصير.
ويدل هذا على أن تلك الأعمال التي تعملها هي لا تقبل منك، ما يدرينا هل صلاتنا تقبل؟ هل صيامنا يقبل؟ هل زكاتنا تقبل؟ ربما أقصى ما يمكن إذا صحت صلاتنا وزكاتنا وصيامنا أننا فقط لا نؤاخذ على أننا تركنا الصلاة وتركنا الزكاة وتركنا الصيام، لكن أن تقبل منا فنعطى ثوابًا وجزاءً من الله عليها هذا شيء آخر، فقط لا نؤاخذ بأننا تاركي صلاة.
أنا أصلي لكن صلاتي لا تقبل، في الوقت الذي لا تقبل قد يكون أكثر ما أحصل عليه من خلالها هو أنني لا أعذب بأني تارك صلاة، لكن أن تحصل على الثواب الكبير من الصلاة؛ ألسنا نتزاحم في المساجد جماعات، ونقول الجماعة بخمسة وعشرين صلاة؟ لا أعتقد بأنها قد تقبل حتى الصلاة الواحدة بالشكل المطلوب، وهي من أشياء كثيرة.
أليس هنا هو ربط التوبة نفسها وقبول التوبة باتباع أحسن ما أنزل إليكم من ربكم؟ التوبة من هذا الذنب أو من هذا أو من هذا مرتبطة بالإتباع لأحسن ما أنزل إلينا من الله، وأن ينبهنا على هذا {مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً} وهذه هي الخطورة.
نحن في مسيرتنا نرى أنفسنا وكأننا نؤدي كل شيء كاملًا؛ فلسنا نتوقع أننا قد نعذب أليس كذلك؟ فسيكون العذاب بالنسبة للناس على هذا النحو عندما يرون أنفسهم قد يقعون في العذاب هو يعتبر مفاجئًا بالنسبة لهم؛ أليس يعتبر مفاجئًا بالنسبة لهم؟ لكن المجرم؛ أليس المجرم هو يتوقع أنه سيؤاخذ على أعماله؟ إذًا لم يكن العذاب بالنسبة إليه مفاجئًا، السارق أو الذي يعمل معصية سيكون السجن بالنسبة إليه مفاجئًا؟ لا. هو يعرف من بداية ما يدخل بين أموالك ليسرق أنه في حالة يمكن أن يسجن ولهم حق أن يسجنوه فلن يكون السجن بالنسبة له مفاجئًا، سيكون مفاجئًا لك أن تكون في بيتك فيأتوا ليدعوك ويقولوا جاوب فيسجنوك وأنت لا تدري لماذا؛ أليس هذا مفاجئًا؟ بغتة هذا؟
هكذا قد نكون في وضعية متفقين مع أنفسنا أننا ماشين في طريق الجنة، وأننا نعمل بالقرآن لكننا في الواقع كافرين أو تاركين أو رافضين لأشياء مهمة هي من أحسن ما أنزل الله، فلا يفتح الناس أعينهم إلا على شفير جهنم، سيكون هناك العذاب بالنسبة لهم مفاجئًا، سيكون بغتة {وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ} بأنكم كنتم تتجهون إلى طريق جهنم، بأن تلك الذنوب هي قد تؤدي بكم إلى جهنم.
لا يمكن يوم القيامة أن تقول: [والله لا سرقت ولا زنيت، ولا قتلت نفس محرم، ولا أكلت حق أحد] أليست هذه هي العبارات المعروفة لدينا؟ لكن باقي، ارجع إلى القرآن تجد كم باقي أشياء كثيرة.
(1) يتبع
http://tttttt.me/quran_ansarallah
🔰 مديرة قناة زينبيات
🔰 العصر في اليمن
#المجاهدة_الكاتبة_فاطمة_الحمزي_
#زينبيات_العصر_في_اليمن
ஜ═━━━━━━━━━━━━━━━━━═ஜ
📝 @wksqzh 🔏
🎧 ⓣ.me/wksqzh
🔶 أسئلة قبلية:
🔸- في الدين مبادئ كبيرة كمبدأ الجهاد على الناس أن يهتموا بها، فماذا لو أهملها الناس؟
🔸- هل أنت متأكد أنك تتبع أحسن ما أنزل الله إلى هذه الأمة؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (11- 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الحادي_عشر.
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوْا عَلَى أَنْفُسِهِمْ}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 30/01/2002
اليمن - صعدة
{وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ} ولأن في توجيهات الله داخل القرآن الأحكام الشرعية الهداية من الله سبحانه وتعالى داخل القرآن الكريم مثل الجهاد، الجهاد سماه الإمام علي: "سنام الإسلام". يرتبط به أشياء كثيرة فهناك حسن وأحسن داخل التشريع نفسه، فالأحسن هو الذي يقودك إلى أن تطبق كلما هو مرتبط به، فمتى ما انطلقت للاهتمام به ستهيئ نفسك والآخرين سيهيئون أنفسهم لأن يطبقوا كلما هي مرتبطة به من هداية الله سبحانه وتعالى من الأعمال والأقوال والسلوك وغيرها.
لكن متى ما أهمل الناس هذه المبادئ المهمة الكبيرة، متى ما أهمل الناس المبادئ الكبيرة أهملوا كلما وراءها، أو انطلقوا في الصغار بشكل لا يترك أثرًا. من يتأمل في سيرة أهل البيت (عليهم السلام)، القدامى من أئمة أهل البيت يرون هكذا: أن هناك في الإسلام أشياء الدين كله مرتبط بها متى ما غابت أصبح الدين كلا شيء، وأصبحت أعمال الناس كلا شيء.
اجتمع مجموعة من كبارهم في بيت واحد من أولياء أهل البيت [محمد بن منصور المرادي] وكانوا يصلون فرادى وهم مجتمعون، وليس من منطلق أنه لا أحد منهم يثق بالآخر كلهم يقدرون بعضهم بعضًا ويحترمون بعضهم بعضًا من كبار علماء أهل البيت لكن هم يرون أنه حتى صلاة الجماعة أصبحت لا تصح مع غياب إمام حق، فكانوا يصلون فرادى، فطلب منهم [محمد بن منصور المرادي] أن يعينوا شخصًا منهم وأن يتفقوا على شخص منهم يجعلونه إماما قال: لنتمكن من أن نصلي جماعة فتصح جمعتنا وجماعتنا.
سيرى الناس أنفسهم متباينة، قلوبهم يستنكرونها، لا ألفة فيما بينهم، لا إخاء فيما بينهم، لا صدق فيما بينهم، لا وفاء، لا اهتمام بشأن بعضهم بعض!؛ أليست هذه حالة نلمسها في المجتمعات؟ هي حالة نحن نلمسها؛ تحصل هذه إذا ما حصل تقصير.
ويدل هذا على أن تلك الأعمال التي تعملها هي لا تقبل منك، ما يدرينا هل صلاتنا تقبل؟ هل صيامنا يقبل؟ هل زكاتنا تقبل؟ ربما أقصى ما يمكن إذا صحت صلاتنا وزكاتنا وصيامنا أننا فقط لا نؤاخذ على أننا تركنا الصلاة وتركنا الزكاة وتركنا الصيام، لكن أن تقبل منا فنعطى ثوابًا وجزاءً من الله عليها هذا شيء آخر، فقط لا نؤاخذ بأننا تاركي صلاة.
أنا أصلي لكن صلاتي لا تقبل، في الوقت الذي لا تقبل قد يكون أكثر ما أحصل عليه من خلالها هو أنني لا أعذب بأني تارك صلاة، لكن أن تحصل على الثواب الكبير من الصلاة؛ ألسنا نتزاحم في المساجد جماعات، ونقول الجماعة بخمسة وعشرين صلاة؟ لا أعتقد بأنها قد تقبل حتى الصلاة الواحدة بالشكل المطلوب، وهي من أشياء كثيرة.
أليس هنا هو ربط التوبة نفسها وقبول التوبة باتباع أحسن ما أنزل إليكم من ربكم؟ التوبة من هذا الذنب أو من هذا أو من هذا مرتبطة بالإتباع لأحسن ما أنزل إلينا من الله، وأن ينبهنا على هذا {مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً} وهذه هي الخطورة.
نحن في مسيرتنا نرى أنفسنا وكأننا نؤدي كل شيء كاملًا؛ فلسنا نتوقع أننا قد نعذب أليس كذلك؟ فسيكون العذاب بالنسبة للناس على هذا النحو عندما يرون أنفسهم قد يقعون في العذاب هو يعتبر مفاجئًا بالنسبة لهم؛ أليس يعتبر مفاجئًا بالنسبة لهم؟ لكن المجرم؛ أليس المجرم هو يتوقع أنه سيؤاخذ على أعماله؟ إذًا لم يكن العذاب بالنسبة إليه مفاجئًا، السارق أو الذي يعمل معصية سيكون السجن بالنسبة إليه مفاجئًا؟ لا. هو يعرف من بداية ما يدخل بين أموالك ليسرق أنه في حالة يمكن أن يسجن ولهم حق أن يسجنوه فلن يكون السجن بالنسبة له مفاجئًا، سيكون مفاجئًا لك أن تكون في بيتك فيأتوا ليدعوك ويقولوا جاوب فيسجنوك وأنت لا تدري لماذا؛ أليس هذا مفاجئًا؟ بغتة هذا؟
هكذا قد نكون في وضعية متفقين مع أنفسنا أننا ماشين في طريق الجنة، وأننا نعمل بالقرآن لكننا في الواقع كافرين أو تاركين أو رافضين لأشياء مهمة هي من أحسن ما أنزل الله، فلا يفتح الناس أعينهم إلا على شفير جهنم، سيكون هناك العذاب بالنسبة لهم مفاجئًا، سيكون بغتة {وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ} بأنكم كنتم تتجهون إلى طريق جهنم، بأن تلك الذنوب هي قد تؤدي بكم إلى جهنم.
لا يمكن يوم القيامة أن تقول: [والله لا سرقت ولا زنيت، ولا قتلت نفس محرم، ولا أكلت حق أحد] أليست هذه هي العبارات المعروفة لدينا؟ لكن باقي، ارجع إلى القرآن تجد كم باقي أشياء كثيرة.
(1) يتبع
http://tttttt.me/quran_ansarallah
🔰 مديرة قناة زينبيات
🔰 العصر في اليمن
#المجاهدة_الكاتبة_فاطمة_الحمزي_
#زينبيات_العصر_في_اليمن
ஜ═━━━━━━━━━━━━━━━━━═ஜ
📝 @wksqzh 🔏
🎧 ⓣ.me/wksqzh
Telegram
هدى الله
قناة تنشر ملازم
الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي
ومحاضرات السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي
وتحتوي القناة على القرأن الكريم كاملاً بصيغة صوتMp3 وكتاب الكتروني pdf
تابعونا على قناه التيلجرام
T.me/quran_Ansarallah
الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي
ومحاضرات السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي
وتحتوي القناة على القرأن الكريم كاملاً بصيغة صوتMp3 وكتاب الكتروني pdf
تابعونا على قناه التيلجرام
T.me/quran_Ansarallah
🍀القسم الثالث🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸- كيف ستتحول قضية الإنفاق في سبيل الله حين ننظر إليها مرتبطة بقضية الإنقاذ من عذاب جهنم؟
🔸- الذي يعيش حالة السخرية يبتعد كثيرا عن حالة الاهتداء، فكيف ذلك؟
🔸- ما صفات الذين وقوا أنفسهم من عذاب جهنم في القرآن الكريم؟
🔸- حالة الإيمان بأن الله موجود، وأنه من خلق السموات والأرض هل تكفي لتكون مؤمنا بالله؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (11- 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الحادي_عشر.
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوْا عَلَى أَنْفُسِهِمْ}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 30/01/2002
اليمن - صعدة
اذهب اسأل عالم من الناس عن الإنفاق في سبيل الله سيقول لك: [هذه آيات منسوخة بآيات الزكاة]؛ أليس كذلك؟ الآن اذهب اسأل. لكن انظر ماذا يقول الناس هنا المتحسرون والمتندمون، تنَدّم أنه لم يعمل كل ما كان بإمكانه أن يعمل مما فيه لله رضى في هذه الدنيا، واجب مندوب مستحب كيف ما كان، لا "يقاصي"؛ لأن جهنم فعلًا، إن الإنسان يفكر في أن يقي نفسه منها، هي مما تفكر أن تقي نفسك بأي شيء، ليس شيئًا بسيطًا وهينًا تكون مقاصي جدًا فيما يقيك منها؛ [هذا قدو يلزمنا يا سيدي فلان يا سيدنا فلان، قدو يلزم، قدو واجب علينا، أو عاد معنا مخرج أو معنا كذا]؟
أنت انظر أن أمامك جهنم؛ أو ليست جهنم بالشكل الذي يجعلك تنطلق أنت لتعمل كلما يمكن أن تعمله مما فيه نجاة نفسك منها؟ [ما واحد يأتي يفتح الشنطة ويخرج فلوس إذا قدو مشاجر ويريدوا يسجنوه؟] يعطي رشوة لهذا ورشوة لهذا؛ هل هو "يقاصي"؟ لا يعد "يقاصي"؛ هات عشرة ألف إذا بدك وهم با يخرجوك؛ قال: تفضلوا. وفي البيت عندما يقولوا - وهو بيشتري له مثلًا بمائتين ريال لحمة - لماذا لا تزد بمائتين سيقول: "ما هو باربع مائة كل يوم"؛ هذا كثير! ما هو قد "يقاصي" هنا؟ لكن في حالة السجن: عشرة ألف وبا يخرجوك، قال تفضلوا؛ ما هو رأى بأنها سهلة؟ لن يقول: أبدًا بدك بتسعة ألف وخمس مائة والاّ، لا. هل أحد سيراجل هكذا؟ تسعة آلاف وخمس ما أنا مزيد ريال واحد؛ قد يقول "أمانة ما رضيوا إلا باثنعشر ألف"؛ ستقول: تفضل، ما أحد "بـيقاصي".
جهنم ليست مما تقاصي، فالإنسان لا ينطلق في وقاية نفسه من جهنم من منطلق المقاصاة. ليكن سؤالك للعلماء: هل في هذا لله رضى؟ هذا هو الصحيح. هل إذا أنفقت في مجال كذا هل فيه لله رضى؟ من الذي سيقول لك: لا؟ هذا هو السؤال الصحيح؛ [هل قدو يلزمني؟ هل قدو واجب عليّ؛ هل...؟ هل...؟ إلى آخره.
تختلف أنظار العلماء في هذه، والذي يقول لك: لا. قد يتحدث معك من وجهة نظره، قد لا ينفعك يوم القيامة هو. قد يكون الأمر ليس كما قال ذلك الشخص، تكون في الواقع ملزمًا، إنما أنت الذي تبحث عن مخارج وحيل. انطلق في سؤالك للعلماء - إذا كنت ترى بأن جهنم شديدة، وأنها تستدعي منك أن تبحث عما فيه نجاة لنفسك - فقل: هل هذا العمل فيه وقاية من النار؟ هل هذا العمل فيه لله رضى؟ وستجد الجواب واحدًا. وهذا هو الصحيح، سترى الإجابة واحدة.
{أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} (الزمر:56) كنت في الدنيا من الساخرين، وما أكثر ما يسخر بعض الناس من أشياء كثيرة هي مما تقي الإنسان من عذاب الله ومن الحسرة والندامة يوم القيامة.
بل إن حالة السخرية هي مما يبعد الإنسان عن الاهتداء. قد يكون هناك من يسخر باجتماع كهذا؛ لأنه في نفسه في حالة شعور بسخرية هل هو سيأتي؟ لا؛ يمشي: [اترك أبوهم] ما هكذا يقول؟ سخرية، الساخر لا يهتدي، الساخر يحول بين نفسه وبين مصادر الهداية، وبين مجالس الهداية أليس هنا يتحسر، ويتندم. {وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} كنت في الدنيا ممن يسخرون.
عرض عدة حالات من حالات الندم والتحسر {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ}، {أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} (الزمر:57) ليت أن الله هداني، {لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي} حالة تمني، ليت أن الله هداني؛ "جوّب" عليه هناك: {بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا} (الزمر: من الآية59) ليؤكد الله لعباده بأنه لا يأتي من جانبه تقصير أبدًا، بل ولا يخاطبهم بالحد الأدنى، يكرر ويعمل على ترسيخ هدايته، يوضح، يبين، يكرر، يؤكد، يقسم. وليس فقط يحدثنا بالحد الأدنى، أو بالشيء الذي يكفي فقط.
(1) يتبع
🔰 مديرة قناة زينبيات
🔰 العصر في اليمن
#المجاهدة_الكاتبة_فاطمة_الحمزي_
#زينبيات_العصر_في_اليمن
ஜ═━━━━━━━━━━━━━━━━━═ஜ
📝 @wksqzh 🔏
🎧 ⓣ.me/wksqzh
https://telegram.me/wksqzh
🔶 أسئلة قبلية:
🔸- كيف ستتحول قضية الإنفاق في سبيل الله حين ننظر إليها مرتبطة بقضية الإنقاذ من عذاب جهنم؟
🔸- الذي يعيش حالة السخرية يبتعد كثيرا عن حالة الاهتداء، فكيف ذلك؟
🔸- ما صفات الذين وقوا أنفسهم من عذاب جهنم في القرآن الكريم؟
🔸- حالة الإيمان بأن الله موجود، وأنه من خلق السموات والأرض هل تكفي لتكون مؤمنا بالله؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (11- 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الحادي_عشر.
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوْا عَلَى أَنْفُسِهِمْ}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 30/01/2002
اليمن - صعدة
اذهب اسأل عالم من الناس عن الإنفاق في سبيل الله سيقول لك: [هذه آيات منسوخة بآيات الزكاة]؛ أليس كذلك؟ الآن اذهب اسأل. لكن انظر ماذا يقول الناس هنا المتحسرون والمتندمون، تنَدّم أنه لم يعمل كل ما كان بإمكانه أن يعمل مما فيه لله رضى في هذه الدنيا، واجب مندوب مستحب كيف ما كان، لا "يقاصي"؛ لأن جهنم فعلًا، إن الإنسان يفكر في أن يقي نفسه منها، هي مما تفكر أن تقي نفسك بأي شيء، ليس شيئًا بسيطًا وهينًا تكون مقاصي جدًا فيما يقيك منها؛ [هذا قدو يلزمنا يا سيدي فلان يا سيدنا فلان، قدو يلزم، قدو واجب علينا، أو عاد معنا مخرج أو معنا كذا]؟
أنت انظر أن أمامك جهنم؛ أو ليست جهنم بالشكل الذي يجعلك تنطلق أنت لتعمل كلما يمكن أن تعمله مما فيه نجاة نفسك منها؟ [ما واحد يأتي يفتح الشنطة ويخرج فلوس إذا قدو مشاجر ويريدوا يسجنوه؟] يعطي رشوة لهذا ورشوة لهذا؛ هل هو "يقاصي"؟ لا يعد "يقاصي"؛ هات عشرة ألف إذا بدك وهم با يخرجوك؛ قال: تفضلوا. وفي البيت عندما يقولوا - وهو بيشتري له مثلًا بمائتين ريال لحمة - لماذا لا تزد بمائتين سيقول: "ما هو باربع مائة كل يوم"؛ هذا كثير! ما هو قد "يقاصي" هنا؟ لكن في حالة السجن: عشرة ألف وبا يخرجوك، قال تفضلوا؛ ما هو رأى بأنها سهلة؟ لن يقول: أبدًا بدك بتسعة ألف وخمس مائة والاّ، لا. هل أحد سيراجل هكذا؟ تسعة آلاف وخمس ما أنا مزيد ريال واحد؛ قد يقول "أمانة ما رضيوا إلا باثنعشر ألف"؛ ستقول: تفضل، ما أحد "بـيقاصي".
جهنم ليست مما تقاصي، فالإنسان لا ينطلق في وقاية نفسه من جهنم من منطلق المقاصاة. ليكن سؤالك للعلماء: هل في هذا لله رضى؟ هذا هو الصحيح. هل إذا أنفقت في مجال كذا هل فيه لله رضى؟ من الذي سيقول لك: لا؟ هذا هو السؤال الصحيح؛ [هل قدو يلزمني؟ هل قدو واجب عليّ؛ هل...؟ هل...؟ إلى آخره.
تختلف أنظار العلماء في هذه، والذي يقول لك: لا. قد يتحدث معك من وجهة نظره، قد لا ينفعك يوم القيامة هو. قد يكون الأمر ليس كما قال ذلك الشخص، تكون في الواقع ملزمًا، إنما أنت الذي تبحث عن مخارج وحيل. انطلق في سؤالك للعلماء - إذا كنت ترى بأن جهنم شديدة، وأنها تستدعي منك أن تبحث عما فيه نجاة لنفسك - فقل: هل هذا العمل فيه وقاية من النار؟ هل هذا العمل فيه لله رضى؟ وستجد الجواب واحدًا. وهذا هو الصحيح، سترى الإجابة واحدة.
{أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} (الزمر:56) كنت في الدنيا من الساخرين، وما أكثر ما يسخر بعض الناس من أشياء كثيرة هي مما تقي الإنسان من عذاب الله ومن الحسرة والندامة يوم القيامة.
بل إن حالة السخرية هي مما يبعد الإنسان عن الاهتداء. قد يكون هناك من يسخر باجتماع كهذا؛ لأنه في نفسه في حالة شعور بسخرية هل هو سيأتي؟ لا؛ يمشي: [اترك أبوهم] ما هكذا يقول؟ سخرية، الساخر لا يهتدي، الساخر يحول بين نفسه وبين مصادر الهداية، وبين مجالس الهداية أليس هنا يتحسر، ويتندم. {وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} كنت في الدنيا ممن يسخرون.
عرض عدة حالات من حالات الندم والتحسر {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ}، {أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} (الزمر:57) ليت أن الله هداني، {لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي} حالة تمني، ليت أن الله هداني؛ "جوّب" عليه هناك: {بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا} (الزمر: من الآية59) ليؤكد الله لعباده بأنه لا يأتي من جانبه تقصير أبدًا، بل ولا يخاطبهم بالحد الأدنى، يكرر ويعمل على ترسيخ هدايته، يوضح، يبين، يكرر، يؤكد، يقسم. وليس فقط يحدثنا بالحد الأدنى، أو بالشيء الذي يكفي فقط.
(1) يتبع
🔰 مديرة قناة زينبيات
🔰 العصر في اليمن
#المجاهدة_الكاتبة_فاطمة_الحمزي_
#زينبيات_العصر_في_اليمن
ஜ═━━━━━━━━━━━━━━━━━═ஜ
📝 @wksqzh 🔏
🎧 ⓣ.me/wksqzh
https://telegram.me/wksqzh
Telegram
زينبيات العصر في اليمن
🔮 قناة شاملة في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي على بلدنا الحبيب 🇾🇪
⭕️اخبارية
📚 ثقافية:
✌️ جهادية :
📕 توعوية:
🎼 اروع الزوامل :
♻️ شاملة :كل مايخص المسيرة القرآنية
زينبيـ العصر ـات فـ اليمن ـي
ஜ ═━━━━━━━━━━━━━━━━━═ஜ
📝 @wksqzh 🔏
🎧 ⓣ.me/wksqzh
⭕️اخبارية
📚 ثقافية:
✌️ جهادية :
📕 توعوية:
🎼 اروع الزوامل :
♻️ شاملة :كل مايخص المسيرة القرآنية
زينبيـ العصر ـات فـ اليمن ـي
ஜ ═━━━━━━━━━━━━━━━━━═ஜ
📝 @wksqzh 🔏
🎧 ⓣ.me/wksqzh