🌺 #ملزمة_الأسبوع🌺
🍀القسم الثالث🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – [شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي]، كيف استطاع هذا الحديث المزعوم عن النبي أن يحول دون أي تربية إيمانية للجيش الإسلامي الذي يطلب منه الصمود في وجه الأعداء؟
🔸 – من الذي كان يقول للغرب: "إن على دول العالم أ، تفهم أن الإسلام لا يقبل الهزيمة"؟ ومن الذي حاول تقديم شاهد لليهود والنصارى بأن الإسلام يقبل الهزيمة؟
🔸 – هناك من يلعنون الشيعة على منابرهم، فلماذا لا يلعنون اليهود؟
🔸 – " الحق لا يعرف بالرجال" ما أهمية هذا المقياس في الواقع العملي؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
دروس من هدي القرآن الكريم
#في_ظلال_دعاء_مكارم_الأخلاق_الدرس_الثاني
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 2/2/2002م
اليمن - صعدة
هذه هي التي تضرب التربية الإيمانية: أن يقال لك بأن الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) سيشفع لأهل الكبائر، والفرار من الزحف هو من الكبائر، إذًا فالجندي الذي ربيته، وأطلق دقنه طويلا ستكون خطواته قصيرة في ميدان الجهاد؛ لأنه وإن رأى أن الفرار من الزحف كبيرة.. الكبيرة لا تشكل لديه أي شيء يزعجه.. الكبيرة زائد كبيرة أخرى، زائد كبيرة يعني: أن تحظى بشفاعة محمد فتدخل الجنة، إذًا سيهرب من الزحف، سينهزم في مواجهة اليهود، سينهزم في مواجهة الكافرين.
أن يقول لهم المرشد الفلاني: لا يجوز الفرار من الزحف، يجب المواجهة حتى آخر قطرة وإلا فالفرار من الزحف كبيرة، هو من كان يحدثهم في المسجد قبل أيام: أن الرسول سيشفع لأهل الكبائر، فكيف بإمكانه أن يوجد جنودا يندفعون ويخافون أن يقعوا في كبيرة؟ أليس هذا تناقض؟ هل يمكنك أنت وأنت تنطلق لإرشاد الناس في ميادين المواجهة فتقول لهم ما قال الله في القرآن الكريم: أن الفرار من الزحف يبوء الإنسان فيه بغضب من الله، وأنه من الكبائر، وأنت من كنت تقول لهم سابقا: أن الرسول سيشفع لأهل الكبائر، وأنت من كتبت فوق روضة الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) على أحد أبواب روضته المطهرة [شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي].
هذا الحديث وحده، وهذه العقيدة وحدها هي مما يحول دون تربية جيش إسلامي يصمد في وجه أعداء الله مهما كانت قوتهم.
نقول لأولئك الدعاة الذين يملأون محاريب المساجد بأجسامهم الدسمة والضخمة: نحن الآن في مواجهة مع اليهود والنصارى، في مواجهة مع أمريكا وإسرائيل، وأنتم الآن وكما نراكم، وكما ترون أنفسكم في قائمة المطاردين من جانب أمريكا وإسرائيل، راجعوا أنفسكم، وانظروا من جديد إلى ما كنتم تقدمونه للناس من عقائد، راجعوا عقائدكم، صححوها، وإلا فإنكم إنما تبنون أمة منهزمة، وإلا فإنكم إنما تصدرون الشواهد، الشاهد تلو الشاهد على أن الإسلام يقبل الهزيمة، وأنه لا يستطيع أن يصمد في مواجهة الكافرين، وإلا فإنكم ستكونون بأعمالكم هذه وبهزيمتكم النكراء من أول صيحة في مواجهتكم أنتم من ستزرعون اليأس في نفوس الحركات الإسلامية في أي منطقة.. وربما أراد الأمريكيون، وأراد كباركم من انكماشكم السريع أن يزرعوا اليأس في نفوس الحركات الإسلامية هنا أو هناك.
يرى الناس أنفسهم بأنهم لو وصل بهم الأمر بتهيئة من الظروف أن تصبح هذه الحركة أو تلك حركة كبيرة فإن غاية ما يمكن أن تصل إليه أن تصل إلى ما وصل إليه طالبان. أليس كذلك؟ ثم رأينا طالبان انكمشت بسرعة، وذابت بسرعة في مواجهة الأمريكيين، في مواجهة اليهود والنصارى.
سنقول: هذه الحركة إذًا لا تستطيع أن تعمل شيئًا، نحن غاية ما يمكن أن نصل إليه أن نكون كطالبان، وطالبان هكذا حصل لها، إذًا فنحن لا نستطيع أن تعمل شيئًا. فأنتم قدمتم الشاهد على أن الإسلام يقبل الهزيمة، وأن الإسلام لا يستطيع أن يقف في وجه الذين ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة.
لكننا نقول: إسلامكم أنتم فقط.. الإمام الخميني كان يقول: ((إن الإسلام لا يقبل الهزيمة.. إن على دول العالم أن تفهم أن الإسلام لا يقبل الهزيمة)).
وأراد أولئك العملاء أن يقدموا شاهدا لليهود والنصارى: أن الإسلام يقبل الهزيمة، ففي أفغانستان هزموا سريعا، وفي اليمن انطلقوا ليحلقوا ذقونهم، انطلقوا وذابوا وتلاشوا في اليمن أمام كلمة وليس أمام قنبلة أو صاروخ، فتلاشوا فرأيناهم كيف أصبحوا ضعافًا بينما هم كانوا أقوياء على الشيعة! ألم يكونوا أقوياء علينا في مساجدنا، وفي مدارسنا؟ أقوياء على علمائنا، أقوياء على أئمتنا، أقوياء على تراثنا: هذا بدعة، وهذا ضلال، وهذا كفر.. يكفر هذا، يضلل هذا، يبدع هذا، وهذا كتاب ضلال، وهذا كتاب بدعة.. إلى آخره.
إذًا أنتم قد أصبحتم في مواجهة مع الكفر الصريح، مع الكفر البواح يا من كنتم تقولون [إلا أن تروا كفرا بواحا] ألستم الآن يقال عنكم: إنكم إرهابيون، وأن أمريكا تطاردكم، وأن أمريكا تريد أن تضربكم، لماذا لم تثبتوا ولو يوما واحدا؟!
🍀القسم الثالث🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – [شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي]، كيف استطاع هذا الحديث المزعوم عن النبي أن يحول دون أي تربية إيمانية للجيش الإسلامي الذي يطلب منه الصمود في وجه الأعداء؟
🔸 – من الذي كان يقول للغرب: "إن على دول العالم أ، تفهم أن الإسلام لا يقبل الهزيمة"؟ ومن الذي حاول تقديم شاهد لليهود والنصارى بأن الإسلام يقبل الهزيمة؟
🔸 – هناك من يلعنون الشيعة على منابرهم، فلماذا لا يلعنون اليهود؟
🔸 – " الحق لا يعرف بالرجال" ما أهمية هذا المقياس في الواقع العملي؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
دروس من هدي القرآن الكريم
#في_ظلال_دعاء_مكارم_الأخلاق_الدرس_الثاني
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 2/2/2002م
اليمن - صعدة
هذه هي التي تضرب التربية الإيمانية: أن يقال لك بأن الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) سيشفع لأهل الكبائر، والفرار من الزحف هو من الكبائر، إذًا فالجندي الذي ربيته، وأطلق دقنه طويلا ستكون خطواته قصيرة في ميدان الجهاد؛ لأنه وإن رأى أن الفرار من الزحف كبيرة.. الكبيرة لا تشكل لديه أي شيء يزعجه.. الكبيرة زائد كبيرة أخرى، زائد كبيرة يعني: أن تحظى بشفاعة محمد فتدخل الجنة، إذًا سيهرب من الزحف، سينهزم في مواجهة اليهود، سينهزم في مواجهة الكافرين.
أن يقول لهم المرشد الفلاني: لا يجوز الفرار من الزحف، يجب المواجهة حتى آخر قطرة وإلا فالفرار من الزحف كبيرة، هو من كان يحدثهم في المسجد قبل أيام: أن الرسول سيشفع لأهل الكبائر، فكيف بإمكانه أن يوجد جنودا يندفعون ويخافون أن يقعوا في كبيرة؟ أليس هذا تناقض؟ هل يمكنك أنت وأنت تنطلق لإرشاد الناس في ميادين المواجهة فتقول لهم ما قال الله في القرآن الكريم: أن الفرار من الزحف يبوء الإنسان فيه بغضب من الله، وأنه من الكبائر، وأنت من كنت تقول لهم سابقا: أن الرسول سيشفع لأهل الكبائر، وأنت من كتبت فوق روضة الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) على أحد أبواب روضته المطهرة [شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي].
هذا الحديث وحده، وهذه العقيدة وحدها هي مما يحول دون تربية جيش إسلامي يصمد في وجه أعداء الله مهما كانت قوتهم.
نقول لأولئك الدعاة الذين يملأون محاريب المساجد بأجسامهم الدسمة والضخمة: نحن الآن في مواجهة مع اليهود والنصارى، في مواجهة مع أمريكا وإسرائيل، وأنتم الآن وكما نراكم، وكما ترون أنفسكم في قائمة المطاردين من جانب أمريكا وإسرائيل، راجعوا أنفسكم، وانظروا من جديد إلى ما كنتم تقدمونه للناس من عقائد، راجعوا عقائدكم، صححوها، وإلا فإنكم إنما تبنون أمة منهزمة، وإلا فإنكم إنما تصدرون الشواهد، الشاهد تلو الشاهد على أن الإسلام يقبل الهزيمة، وأنه لا يستطيع أن يصمد في مواجهة الكافرين، وإلا فإنكم ستكونون بأعمالكم هذه وبهزيمتكم النكراء من أول صيحة في مواجهتكم أنتم من ستزرعون اليأس في نفوس الحركات الإسلامية في أي منطقة.. وربما أراد الأمريكيون، وأراد كباركم من انكماشكم السريع أن يزرعوا اليأس في نفوس الحركات الإسلامية هنا أو هناك.
يرى الناس أنفسهم بأنهم لو وصل بهم الأمر بتهيئة من الظروف أن تصبح هذه الحركة أو تلك حركة كبيرة فإن غاية ما يمكن أن تصل إليه أن تصل إلى ما وصل إليه طالبان. أليس كذلك؟ ثم رأينا طالبان انكمشت بسرعة، وذابت بسرعة في مواجهة الأمريكيين، في مواجهة اليهود والنصارى.
سنقول: هذه الحركة إذًا لا تستطيع أن تعمل شيئًا، نحن غاية ما يمكن أن نصل إليه أن نكون كطالبان، وطالبان هكذا حصل لها، إذًا فنحن لا نستطيع أن تعمل شيئًا. فأنتم قدمتم الشاهد على أن الإسلام يقبل الهزيمة، وأن الإسلام لا يستطيع أن يقف في وجه الذين ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة.
لكننا نقول: إسلامكم أنتم فقط.. الإمام الخميني كان يقول: ((إن الإسلام لا يقبل الهزيمة.. إن على دول العالم أن تفهم أن الإسلام لا يقبل الهزيمة)).
وأراد أولئك العملاء أن يقدموا شاهدا لليهود والنصارى: أن الإسلام يقبل الهزيمة، ففي أفغانستان هزموا سريعا، وفي اليمن انطلقوا ليحلقوا ذقونهم، انطلقوا وذابوا وتلاشوا في اليمن أمام كلمة وليس أمام قنبلة أو صاروخ، فتلاشوا فرأيناهم كيف أصبحوا ضعافًا بينما هم كانوا أقوياء على الشيعة! ألم يكونوا أقوياء علينا في مساجدنا، وفي مدارسنا؟ أقوياء على علمائنا، أقوياء على أئمتنا، أقوياء على تراثنا: هذا بدعة، وهذا ضلال، وهذا كفر.. يكفر هذا، يضلل هذا، يبدع هذا، وهذا كتاب ضلال، وهذا كتاب بدعة.. إلى آخره.
إذًا أنتم قد أصبحتم في مواجهة مع الكفر الصريح، مع الكفر البواح يا من كنتم تقولون [إلا أن تروا كفرا بواحا] ألستم الآن يقال عنكم: إنكم إرهابيون، وأن أمريكا تطاردكم، وأن أمريكا تريد أن تضربكم، لماذا لم تثبتوا ولو يوما واحدا؟!
💐 #ملزمة_الأسبوع 💐
🍀القسم الرابع🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – ما هي العقيدة الصحيحة التي تتوافق مع مقتضيات التربية الإيمانية في من مات عاصيا لله سبحانه وتعالى متجاوزا لحدوده وإن كان يقول: لا إله إلا الله، وإن حمل اسم الإيمان، لكنه لم يتب قبل الموت، ولم يحسن العمل؟
🔸 – لماذا لم تجدي التربية على الألفة والأخوة والمحبة وحسن التعامل ويلمس لها أثرٌ في واقعنا؟
🔸 – كيف تصنع الروح المهذبة، الروح الزاكية، الروح السامية، الروح التي تجعل صاحبها نورا في أي مكان كان؟
🔸 – كيف تتجلى آثار الصرخة في الواقع العملي اقتصاديا؟
🔸 – كيف كان أثر الشعار في الثورة الإسلامية في إيران؟ وكيف ستكون النتيجة حين لا تجد أمريكا سخطا في نفوسنا تجاهها بعد كل الذي تفعله من إفساد في واقعنا؟
🔸 – من يقف مهزوما ساكتا أمام أعداء الله، فإنه يشهد على نفسه بأن ادعاءه أنه على الحق ادعاء غير صحيح، كيف تستطيع توضيح ذلك؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
دروس من هدي القرآن الكريم
#في_ظلال_دعاء_مكارم_الأخلاق_الدرس_الثاني
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 2/2/2002م
اليمن - صعدة
نحن ليس في عقائدنا: أن الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) يشفع لأهل الكبائر فيدخلون الجنة بشفاعته دون أن يكون قد حصل منهم في الدنيا توبة، ولا تصميم على التخلي عن تلك الكبائر، ولا رجوع عنها كما هي عقيدة الآخرين. نحن عقيدتنا: أن من مات عاصيا لله سبحانه وتعالى متجاوزا لحدوده وإن كان يقول: لا إله إلا الله، وإن حمل اسم الإيمان فإنه فعـلًا ممن ينطبق عليه وعيد الله للمجرمين وللعاصين وللمتجاوزين لحدوده {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّين وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ} (الانفطار:16) ونحن من يجب أن يكون إيماننا قويا، وخوفنا من الله عظيما.
لأن أولئك يطمئنون أنفسهم بالشفاعة وهي وهمية على ذلك النحو الذي يقولون هم، أما نحن فليس في عقيدتنا الشفاعة - على ذلك النحو - لأهل الكبائر، فنحن من يجب أن نخاف الله سبحانه وتعالى على ألا نكون في واقعنا تاركين لشيء مما يجب علينا أمامه فنكون بذلك مرتكبين لكبيرة، نكون مرتكبين لكبيرة من كبائر العصيان التي تؤدي بالإنسان إلى الخلود في النار.
الزيدية يجب أن يكونوا أكثر المسلمين اهتمامًا، وأن يكونوا أول المسلمين انطلاقة في مواجهة أعداء الله، وأن يكونوا أكثر المسلمين وعيًا إيمانيًا؛ لأن معتقداتهم خطيرة جدا عليهم، وليس شيئًا انتحلوه أو بحثوا عن التثقيل على أنفسهم؛ إنه منطق القرآن، إنه هو الذي هدد بالخلود في النار لمن يتجاوز حدوده حتى فيما يتعلق بقسمة المواريث ناهيك عن الأعمال الأخرى التي يترتب عليها إقامة الدين، والحفاظ على الدين، وعلى الأمة.
ونحن إذا رجعنا إلى أنفسنا فعلًا نجد أننا ما نزال - وإن كانت معتقداتنا من حيث المبدأ صحيحة - لكن هناك نقصًا كبيرًا في وعينا، وعينا للواقع من حولنا، ووعينا لما يمكنا أن نعمله.. لدينا المراكز منتشرة في مناطق كثيرة.. مراكز فيها أساتذة وفيها طلاب علم، كنا نسمع من بعض الشباب داخل هذه المراكز ممن قد تجاوز دورتين أو ثلاث ويرى أنه قد اكتمل إيمانه فهو يبحث عن ماذا بقي أن نعمل، يجب أن نعمل شيئًا.. ثم وجدناهم أنفسهم وإذا بهم في هذه الأيام على الرغم مما تكرر من جانبنا من حديث حول أهمية رفع شعار: الموت لأمريكا والموت لإسرائيل يواجهون هذا الكلام ببرودة وكأنه شيء لا أهمية له ولا قيمة له.
إذاُ فلنقل: نحن لا نزال في وعينا قاصرين جدا.. إذا كنت بعد لم تفهم وأنت تسمع تهديد أمريكا لدول الإسلام والمسلمين جميعا وللدول كلها داخل هذه المنطقة، وأنت من سمعت أن هذا الشعار كان يعمل عمله، وهذا الشعار الإمام الخميني هو الذي وضعه وهو الشخص الحكيم الذكي الواعي.. ثم لا ترفع هذا الشعار.. أليس هذا يدل على أن وعيي ما يزال قاصرا، وأنا أحمل اسم أستاذ.. أستاذ يعني: مربي ومعلم داخل هذا المركز، وأعمل جلسات روحية داخل هذا المركز أو ذلك المركز.
إنك لا تستطيع أن تعمل شيئا في أرواح الآخرين إذا لم تهيئ أنفسهم بالشكل الذي يمكن أن يحصلوا على تأييد من الله، وهداية من الله سبحانه وتعالى، هو الذي سيصنع أرواحهم.
الإمام زين العابدين هنا يقـول: ((وبلغ بإيماني أكمل الإيمان واجعل يقيني أفضل اليقين)) الله هو الذي سيجلس - إن صح التعبير - ليعمل معك جلسة روحية إذا كنت مهيئا لنفسك، أن أجلس معك أريد أن أعمل معك جلسات روحية أهذّب نفسيتك لا يمكن، {لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ} (الأنفال: من الآية63).
🍀القسم الرابع🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – ما هي العقيدة الصحيحة التي تتوافق مع مقتضيات التربية الإيمانية في من مات عاصيا لله سبحانه وتعالى متجاوزا لحدوده وإن كان يقول: لا إله إلا الله، وإن حمل اسم الإيمان، لكنه لم يتب قبل الموت، ولم يحسن العمل؟
🔸 – لماذا لم تجدي التربية على الألفة والأخوة والمحبة وحسن التعامل ويلمس لها أثرٌ في واقعنا؟
🔸 – كيف تصنع الروح المهذبة، الروح الزاكية، الروح السامية، الروح التي تجعل صاحبها نورا في أي مكان كان؟
🔸 – كيف تتجلى آثار الصرخة في الواقع العملي اقتصاديا؟
🔸 – كيف كان أثر الشعار في الثورة الإسلامية في إيران؟ وكيف ستكون النتيجة حين لا تجد أمريكا سخطا في نفوسنا تجاهها بعد كل الذي تفعله من إفساد في واقعنا؟
🔸 – من يقف مهزوما ساكتا أمام أعداء الله، فإنه يشهد على نفسه بأن ادعاءه أنه على الحق ادعاء غير صحيح، كيف تستطيع توضيح ذلك؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
دروس من هدي القرآن الكريم
#في_ظلال_دعاء_مكارم_الأخلاق_الدرس_الثاني
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 2/2/2002م
اليمن - صعدة
نحن ليس في عقائدنا: أن الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) يشفع لأهل الكبائر فيدخلون الجنة بشفاعته دون أن يكون قد حصل منهم في الدنيا توبة، ولا تصميم على التخلي عن تلك الكبائر، ولا رجوع عنها كما هي عقيدة الآخرين. نحن عقيدتنا: أن من مات عاصيا لله سبحانه وتعالى متجاوزا لحدوده وإن كان يقول: لا إله إلا الله، وإن حمل اسم الإيمان فإنه فعـلًا ممن ينطبق عليه وعيد الله للمجرمين وللعاصين وللمتجاوزين لحدوده {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّين وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ} (الانفطار:16) ونحن من يجب أن يكون إيماننا قويا، وخوفنا من الله عظيما.
لأن أولئك يطمئنون أنفسهم بالشفاعة وهي وهمية على ذلك النحو الذي يقولون هم، أما نحن فليس في عقيدتنا الشفاعة - على ذلك النحو - لأهل الكبائر، فنحن من يجب أن نخاف الله سبحانه وتعالى على ألا نكون في واقعنا تاركين لشيء مما يجب علينا أمامه فنكون بذلك مرتكبين لكبيرة، نكون مرتكبين لكبيرة من كبائر العصيان التي تؤدي بالإنسان إلى الخلود في النار.
الزيدية يجب أن يكونوا أكثر المسلمين اهتمامًا، وأن يكونوا أول المسلمين انطلاقة في مواجهة أعداء الله، وأن يكونوا أكثر المسلمين وعيًا إيمانيًا؛ لأن معتقداتهم خطيرة جدا عليهم، وليس شيئًا انتحلوه أو بحثوا عن التثقيل على أنفسهم؛ إنه منطق القرآن، إنه هو الذي هدد بالخلود في النار لمن يتجاوز حدوده حتى فيما يتعلق بقسمة المواريث ناهيك عن الأعمال الأخرى التي يترتب عليها إقامة الدين، والحفاظ على الدين، وعلى الأمة.
ونحن إذا رجعنا إلى أنفسنا فعلًا نجد أننا ما نزال - وإن كانت معتقداتنا من حيث المبدأ صحيحة - لكن هناك نقصًا كبيرًا في وعينا، وعينا للواقع من حولنا، ووعينا لما يمكنا أن نعمله.. لدينا المراكز منتشرة في مناطق كثيرة.. مراكز فيها أساتذة وفيها طلاب علم، كنا نسمع من بعض الشباب داخل هذه المراكز ممن قد تجاوز دورتين أو ثلاث ويرى أنه قد اكتمل إيمانه فهو يبحث عن ماذا بقي أن نعمل، يجب أن نعمل شيئًا.. ثم وجدناهم أنفسهم وإذا بهم في هذه الأيام على الرغم مما تكرر من جانبنا من حديث حول أهمية رفع شعار: الموت لأمريكا والموت لإسرائيل يواجهون هذا الكلام ببرودة وكأنه شيء لا أهمية له ولا قيمة له.
إذاُ فلنقل: نحن لا نزال في وعينا قاصرين جدا.. إذا كنت بعد لم تفهم وأنت تسمع تهديد أمريكا لدول الإسلام والمسلمين جميعا وللدول كلها داخل هذه المنطقة، وأنت من سمعت أن هذا الشعار كان يعمل عمله، وهذا الشعار الإمام الخميني هو الذي وضعه وهو الشخص الحكيم الذكي الواعي.. ثم لا ترفع هذا الشعار.. أليس هذا يدل على أن وعيي ما يزال قاصرا، وأنا أحمل اسم أستاذ.. أستاذ يعني: مربي ومعلم داخل هذا المركز، وأعمل جلسات روحية داخل هذا المركز أو ذلك المركز.
إنك لا تستطيع أن تعمل شيئا في أرواح الآخرين إذا لم تهيئ أنفسهم بالشكل الذي يمكن أن يحصلوا على تأييد من الله، وهداية من الله سبحانه وتعالى، هو الذي سيصنع أرواحهم.
الإمام زين العابدين هنا يقـول: ((وبلغ بإيماني أكمل الإيمان واجعل يقيني أفضل اليقين)) الله هو الذي سيجلس - إن صح التعبير - ليعمل معك جلسة روحية إذا كنت مهيئا لنفسك، أن أجلس معك أريد أن أعمل معك جلسات روحية أهذّب نفسيتك لا يمكن، {لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ} (الأنفال: من الآية63).
🍀القسم الخامس🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – ما قيمة مفردة "متعني" التي استخدمها الإمام زين العابدين في الدعاء حين قال: "ومتعني بهدى صالح".
🔸 – ما معنى الاستبدال للهدى الذي ذكره الإمام زين العابدين؟ وأين شاهد ذلك في القرآن الكريم؟
🔸 – متى تجد نفسك تبحث عن المبررات، وماذا يعني البحث عن المبررات في الواقع العملي؟
🔸 – كيف عبّر الإمام علي زين العابدين عن أهمية النية؟
🔸 – كيف يجب أن تكون حياتك؟ وهل يصح أن تتمنى في بعض الأوقات الموت؟ وكيف ذلك؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
دروس من هدي القرآن الكريم
#في_ظلال_دعاء_مكارم_الأخلاق_الدرس_الثاني
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 2/2/2002م
اليمن - صعدة
ولنواصل الحديث حول بعض فقرات هذا الدعاء المهم، دعاء [مكارم الأخلاق] للإمام زين العابدين (صلوات الله عليه) يقول (عليه السلام): ((اللهم صل على محمد وآل محمد ومتعني بهدى صالح لا أستبدل به، وطريقة حق لا أزيغ عنها، ونية رشد لا أشك فيها)). قضية الهدى قضية مهمة، وهي نفس المسألة التي نتعامل معها ببرودة، والكثير من الناس لا يهمه قضية أن يبحث عن كيف يهتدي، وأن يعرف من نفسه أنه يسير على طريق هدي الله، وأنه يتعلم هدى الله، وأنه يربي نفسه على أساس من هدى الله سبحانه وتعالى.
الإمام زين العابدين يدعو الله أن يمتعه؛ لأنها متعة فعلا أن تجد من نفسك أنك على هدى، وأنك على حق في اعتقاداتك، ومواقفك، تجد في نفسك طمأنينة هي السعادة بكلها، هي العزة، هي متعة، حتى متعة الحياة. ((متعني)) هيئ لي أن أتمتع بهدى صالح لا أستبدل به، كيف يكون قضية أن تتمتع بهدى صالح لا تستبدل به؟ عندما يكون هدى تحرص عليه، هدى تكون واعيا وأنت تتمتع به، فلا تتعرض لأن تستبدل به غيره، وهل هناك غير الهدى إلا الضلال {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ} (يونس: من الآية32) لا أستبدل به شيئا من الدنيا، لا أستبدل به شيئا من دعاوى الضلال التي تقدم تحت اسم هدى، تحت اسم دعوة إلى التوحيد.
أنا أريد منك يا الله أنت أن توفقني إلى هدى صالح لا أستبدل به، فلا أستبدل به شيئا من الدنيا، فيكون الإنسان كما حكى الله عن بني إسرائيل {يشترون بآيات الله ثمنا قليلا} {يشترون بعهد الله ثمنا قليلا} وآيات الله هي هداه، وعهد الله هو هداه فيما عهد به إليهم، فأن تستبدل بهدي الله شيئا من الدنيا، أن تستبدل بهدي الله شيئا من المكانة المعنوية: شهادة جامعة، شهادة ثانوية، شهادة تقدير، وظيفة في أي مكان كنت، كلها تعتبر قليلا؛ ولهذا جاء في القرآن الكريم وهو يتحدث عن بني إسرائيل: {يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} (آل عمران: من الآية77) يقول: دائما قليلا. قليلا.. كلما تحدث عما جعلوه بدلا عن الدين من الدنيا يقول عنه: ثمنا قليلا، والدنيا بكلها هي ثمن قليل، أن تستبدل بها تجعلها بدلا عن دينك، تجعلها بدلا عن الهدى الذي متعك الله به، ومنحك إياه.
فالإنسان فيما إذا ما تمتع بالهدى هو بحاجة أيضًا إلى أن يكون حريصا على ذلك الهدى؛ لأنه فيما إذا وقع الضلال سيكون ممن يقع في الضلال بعد المعرفة في الضلال بعد العلم، في الضلال بعد الهدى، وهذا أسوأ أنواع الضلال، وأشد الضلال عاقبة على صاحبه: أن يضل بعد هدى، سواء أن يستبدل ثقافة أخرى، عقائد أخرى منهجا آخر، أو يستبدل بهداه شيئا من الدنيا، والدنيا بكلها مادياتها، ومعنوياتها تعتبر ثمنا قليلا لدينك؛ لأنها ثمن في الواقع لنفسك، وهل ترضى لنفسك أن تكون الدنيا كلها ثمنا لنفسك؟ وتكون عاقبتك جهنم.
من الذي يرضى؟ أليس المجرم - كما حكى الله عنه - سيتمنى يوم القيامة لو أن الدنيا كلها وهي ذهب له لافتدى بها يوم القيامة؟ فالإنسان يتمنى أن لو يملك أي شيء، الدنيا كلها بل أقاربه أيضا فيجعلهم فداء لنفسه ولا يدخل جهنم؟ ((إنه ليس لأنفسكم ثمنا إلا الجنة)). فمن يستبدل بالهدى شيئا من الدنيا فإنه باع نفسه فأوبق نفسه، أوبق نفسه - أهلكها - والكثير الكثير يبيعون أنفسهم! ومن هو ذلك الذي قد باع دينه بالدنيا كلها هل أحد عمل هذه؟ البعض يبيع دينه، ويبيع هداه بأقل القليل، بالشيء البسيط، وهذا مما يكشف - وللأسف الكبير - أنه ليس للهدى.. ليس للإيمان.. ليس للدين أهمية عند الكثير منا إذا ما كان مستعدا أن يبيعه بأتفه الأشياء. إنك من يجب أن تحرص على الهدى، وألا تستبدل به غيره حتى ولو كان ذلك الشيء هو الدنيا بكلها.
((وطريقة حق لا أزيغ عنها)) في ميدان العمل أن أسلك طريقة حق، وأن أستقيم عليها، وأن أثبت عليها، فلا أزيغ عنها أبدا، هذا يعني: أن الإمام زين العابدين (صلوات الله عليه) يرى أن الإنسان فيما إذا وفق لأن يسير على طريقة حق أنه أصبح في نعمة عظيمة، أن عليه أن يشكر الله عليها، أن عليه أن يستقيم ويثبت عليها.
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – ما قيمة مفردة "متعني" التي استخدمها الإمام زين العابدين في الدعاء حين قال: "ومتعني بهدى صالح".
🔸 – ما معنى الاستبدال للهدى الذي ذكره الإمام زين العابدين؟ وأين شاهد ذلك في القرآن الكريم؟
🔸 – متى تجد نفسك تبحث عن المبررات، وماذا يعني البحث عن المبررات في الواقع العملي؟
🔸 – كيف عبّر الإمام علي زين العابدين عن أهمية النية؟
🔸 – كيف يجب أن تكون حياتك؟ وهل يصح أن تتمنى في بعض الأوقات الموت؟ وكيف ذلك؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
دروس من هدي القرآن الكريم
#في_ظلال_دعاء_مكارم_الأخلاق_الدرس_الثاني
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 2/2/2002م
اليمن - صعدة
ولنواصل الحديث حول بعض فقرات هذا الدعاء المهم، دعاء [مكارم الأخلاق] للإمام زين العابدين (صلوات الله عليه) يقول (عليه السلام): ((اللهم صل على محمد وآل محمد ومتعني بهدى صالح لا أستبدل به، وطريقة حق لا أزيغ عنها، ونية رشد لا أشك فيها)). قضية الهدى قضية مهمة، وهي نفس المسألة التي نتعامل معها ببرودة، والكثير من الناس لا يهمه قضية أن يبحث عن كيف يهتدي، وأن يعرف من نفسه أنه يسير على طريق هدي الله، وأنه يتعلم هدى الله، وأنه يربي نفسه على أساس من هدى الله سبحانه وتعالى.
الإمام زين العابدين يدعو الله أن يمتعه؛ لأنها متعة فعلا أن تجد من نفسك أنك على هدى، وأنك على حق في اعتقاداتك، ومواقفك، تجد في نفسك طمأنينة هي السعادة بكلها، هي العزة، هي متعة، حتى متعة الحياة. ((متعني)) هيئ لي أن أتمتع بهدى صالح لا أستبدل به، كيف يكون قضية أن تتمتع بهدى صالح لا تستبدل به؟ عندما يكون هدى تحرص عليه، هدى تكون واعيا وأنت تتمتع به، فلا تتعرض لأن تستبدل به غيره، وهل هناك غير الهدى إلا الضلال {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ} (يونس: من الآية32) لا أستبدل به شيئا من الدنيا، لا أستبدل به شيئا من دعاوى الضلال التي تقدم تحت اسم هدى، تحت اسم دعوة إلى التوحيد.
أنا أريد منك يا الله أنت أن توفقني إلى هدى صالح لا أستبدل به، فلا أستبدل به شيئا من الدنيا، فيكون الإنسان كما حكى الله عن بني إسرائيل {يشترون بآيات الله ثمنا قليلا} {يشترون بعهد الله ثمنا قليلا} وآيات الله هي هداه، وعهد الله هو هداه فيما عهد به إليهم، فأن تستبدل بهدي الله شيئا من الدنيا، أن تستبدل بهدي الله شيئا من المكانة المعنوية: شهادة جامعة، شهادة ثانوية، شهادة تقدير، وظيفة في أي مكان كنت، كلها تعتبر قليلا؛ ولهذا جاء في القرآن الكريم وهو يتحدث عن بني إسرائيل: {يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} (آل عمران: من الآية77) يقول: دائما قليلا. قليلا.. كلما تحدث عما جعلوه بدلا عن الدين من الدنيا يقول عنه: ثمنا قليلا، والدنيا بكلها هي ثمن قليل، أن تستبدل بها تجعلها بدلا عن دينك، تجعلها بدلا عن الهدى الذي متعك الله به، ومنحك إياه.
فالإنسان فيما إذا ما تمتع بالهدى هو بحاجة أيضًا إلى أن يكون حريصا على ذلك الهدى؛ لأنه فيما إذا وقع الضلال سيكون ممن يقع في الضلال بعد المعرفة في الضلال بعد العلم، في الضلال بعد الهدى، وهذا أسوأ أنواع الضلال، وأشد الضلال عاقبة على صاحبه: أن يضل بعد هدى، سواء أن يستبدل ثقافة أخرى، عقائد أخرى منهجا آخر، أو يستبدل بهداه شيئا من الدنيا، والدنيا بكلها مادياتها، ومعنوياتها تعتبر ثمنا قليلا لدينك؛ لأنها ثمن في الواقع لنفسك، وهل ترضى لنفسك أن تكون الدنيا كلها ثمنا لنفسك؟ وتكون عاقبتك جهنم.
من الذي يرضى؟ أليس المجرم - كما حكى الله عنه - سيتمنى يوم القيامة لو أن الدنيا كلها وهي ذهب له لافتدى بها يوم القيامة؟ فالإنسان يتمنى أن لو يملك أي شيء، الدنيا كلها بل أقاربه أيضا فيجعلهم فداء لنفسه ولا يدخل جهنم؟ ((إنه ليس لأنفسكم ثمنا إلا الجنة)). فمن يستبدل بالهدى شيئا من الدنيا فإنه باع نفسه فأوبق نفسه، أوبق نفسه - أهلكها - والكثير الكثير يبيعون أنفسهم! ومن هو ذلك الذي قد باع دينه بالدنيا كلها هل أحد عمل هذه؟ البعض يبيع دينه، ويبيع هداه بأقل القليل، بالشيء البسيط، وهذا مما يكشف - وللأسف الكبير - أنه ليس للهدى.. ليس للإيمان.. ليس للدين أهمية عند الكثير منا إذا ما كان مستعدا أن يبيعه بأتفه الأشياء. إنك من يجب أن تحرص على الهدى، وألا تستبدل به غيره حتى ولو كان ذلك الشيء هو الدنيا بكلها.
((وطريقة حق لا أزيغ عنها)) في ميدان العمل أن أسلك طريقة حق، وأن أستقيم عليها، وأن أثبت عليها، فلا أزيغ عنها أبدا، هذا يعني: أن الإمام زين العابدين (صلوات الله عليه) يرى أن الإنسان فيما إذا وفق لأن يسير على طريقة حق أنه أصبح في نعمة عظيمة، أن عليه أن يشكر الله عليها، أن عليه أن يستقيم ويثبت عليها.
🍀القسم السادس🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – لماذا الحرص على إصلاح العيوب ولو كان في خصلة واحدة فقط؟ ولماذا إعادة ذلك إلى الله؟
🔸 – السكوت على وجود العيوب وعدم إصلاحها لا يقتصر ضرره على الفرد، بل يتعداه إلى المجتمع، فكيف ذلك؟
🔸 – كيف كانت عملية إصلاح العيوب عملا جماعيا في الإسلام؟
🔸 – ما معنى أن يكون لنبي الله إبراهيم لسان صدق في الآخرين؟ وماذا يعني ذلك؟
🔸 – ما مصدر العزة الحقيقية؟ ومتى يكون المؤمن ذليلا؟
🔸 – متى نرى الزعماء الأعزاء أمام شعوبهم أذلاء؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
دروس من هدي القرآن الكريم
#في_ظلال_دعاء_مكارم_الأخلاق_الدرس_الثاني
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 2/2/2002م
اليمن - صعدة
ثم يقول عليه السلام: ((اللهم لا تدع خصلة تعاب مني إلا أصلحتها)) لأن هناك من العيوب ما لا ندركها، هناك من العيوب ما لا نستشعرها، فنحن دائمًا نرجع إلى من يعلم السر في السماوات والأرض، إلى من هو عليم بذات الصدور، إلى من هو أعلم بنا من أنفسنا، أن يتولى صلاح أنفسنا فأي عائبة فينا نسأله أن يصلحها فيوفقنا إلى كيف نصلحها.
ماذا يعني هذا؟ وما هو هذا العيب الذي يطلب من الله، ويريد من كل واحد منا يطلب من الله أن يصلحه؟ هل هو عيب خلقي، لونه؟ أو شكل أنفه، أو شكل عينيه؟ أم أن تلك العيوب الأخلاق السيئة، السيئات، المساوئ، النقص في الإيمان، النقص في الوعي، العيوب المعنوية، وما أكثرها! وهي العيوب التي هي خطيرة علينا، أن يكون أنفك طويلًا جدًا أو قصيرًا، أو يكون شكل عينيك ليس بالشكل الذي ترغبه أنت.. هل هذا يشكل خطورة عليك يوم تلقى الله سبحانه وتعالى؟ هل يشكل خطورة عليك في واقع حياتك، أو خطورة على دينك، أو على أمتك؟ لا.
إنها تلك العيوب والتي دائمًا لا نعمل على أن نصلحها، نحن نصلح عيوبنا الخلقية، نقصص شواربنا ودقوننا لتكون جميلة، ونهتم بمظهرنا، نهتم بأبداننا لتبدو أبداننا ليس فيها عيوب.. أليس كذلك هو ما يحصل؟ لكن عيوبنا الخطيرة علينا هي التي لا نعمل على إصلاحها، هي التي لا يهمنا أن نبحث عن كيف نصلحها.
فيجب أن نرجع إلى الله سبحانه وتعالى، وأن نحرص على كيف نصلح عيوب أنفسنا.. لا ندع خصلة ولو خصلة واحدة، الخصلة الواحدة تجر إلى خصال أخرى، الإنسان هو أشبه في واقعه بالسيارة أو بأي جهاز آخر، السيارة إذا ما تعطلت قطعة واحدة فيها وسكتّ عنها، ما ظهر لك وانقطعت الخصلة الأخرى، القطعة الأخرى المرتبطة بها، وهكذا فيوم كان بإمكانك أن تصلح تلك القطعة بألف ريال سترى نفسك لا تستطيع أن تصلح سيارتك إلا بمائة ألف ريال.. تتداعى، العيوب تتداعى وتتلاحق حتى في الماكينات هذه في الأجهزة نفسها.. والإنسان كذلك {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (المطففين:14).
خصلة تعاب بها تجر إلى خصلة، وخصلة تجر إلى خصلتين.. وهكذا.. حتى يظلم قلبك، ويقسو قلبك، ويطبع الله على قلبك، ويستولي الرين الذي يعني: [الوسخ] - في لغتنا - يستولي على قلبك {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (المطففين:14) وماذا كانوا يكسبون؟ عيوبا.
الإنسان لا يولد وهو مليء بالعيوب من جهة الله سبحانه وتعالى، هو يولد على الفطرة.. يولد نقيا، يولد طاهرًا لكنه هو من يكتسب العيوب واحدة بعد واحدة.. ولا يصلح هذا العيب فيجره هذا العيب إلى عيوب أخرى حتى يصبح قلبه كله عيبًا، وحينئذ لا ينفع فيه هدى.. وحينئذ لا يحرص على هدى، وحينئذ لا يفكر أيضا في إصلاح أي شيء من عيوبه.
فلخطورة العيوب، العيوب النفسية، العيوب الإيمانية التي تؤثر على جانب الإيمان، هو يدعو الله ألا يدع حتى ولا خصلة واحدة.. أليس الكثير منا قد يرى في نفسه عيوبا ثم يستمر في حياته عليها ويقول: [الله غفور رحيم.. والله إنه حقيقة ان احنا كذا، وان احنا كذا، وان احنا كذا....] ألسنا نعدد معائبنا أحيانا؟ [ولكن الله غفور رحيم].
هو غفور رحيم، فلأنه غفور رحيم قال لك: أنب إليه، تب إليه، أصلح عيوبك وهو سيغفر لك، هو سيهديك، هو سيرحمك متى انطلقت أنت لإصلاح عيوبك.. إذا ما شعر كل واحد منا بعيوب في نفسه فليعمل جاهدًا على إصلاحها وليدعو الله.
نحن بحاجة إلى أن ندعو الله سبحانه وتعالى إلى أن يعيننا على أنفسنا في أن نصلح عيوبها، ونحن بحاجة إلى بعضنا بعض في أن نصلح عيوب بعضنا بعض: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} (المائدة: من الآية2) {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} (آل عمران: من الآية104) {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} (العصر:3).
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – لماذا الحرص على إصلاح العيوب ولو كان في خصلة واحدة فقط؟ ولماذا إعادة ذلك إلى الله؟
🔸 – السكوت على وجود العيوب وعدم إصلاحها لا يقتصر ضرره على الفرد، بل يتعداه إلى المجتمع، فكيف ذلك؟
🔸 – كيف كانت عملية إصلاح العيوب عملا جماعيا في الإسلام؟
🔸 – ما معنى أن يكون لنبي الله إبراهيم لسان صدق في الآخرين؟ وماذا يعني ذلك؟
🔸 – ما مصدر العزة الحقيقية؟ ومتى يكون المؤمن ذليلا؟
🔸 – متى نرى الزعماء الأعزاء أمام شعوبهم أذلاء؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
دروس من هدي القرآن الكريم
#في_ظلال_دعاء_مكارم_الأخلاق_الدرس_الثاني
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 2/2/2002م
اليمن - صعدة
ثم يقول عليه السلام: ((اللهم لا تدع خصلة تعاب مني إلا أصلحتها)) لأن هناك من العيوب ما لا ندركها، هناك من العيوب ما لا نستشعرها، فنحن دائمًا نرجع إلى من يعلم السر في السماوات والأرض، إلى من هو عليم بذات الصدور، إلى من هو أعلم بنا من أنفسنا، أن يتولى صلاح أنفسنا فأي عائبة فينا نسأله أن يصلحها فيوفقنا إلى كيف نصلحها.
ماذا يعني هذا؟ وما هو هذا العيب الذي يطلب من الله، ويريد من كل واحد منا يطلب من الله أن يصلحه؟ هل هو عيب خلقي، لونه؟ أو شكل أنفه، أو شكل عينيه؟ أم أن تلك العيوب الأخلاق السيئة، السيئات، المساوئ، النقص في الإيمان، النقص في الوعي، العيوب المعنوية، وما أكثرها! وهي العيوب التي هي خطيرة علينا، أن يكون أنفك طويلًا جدًا أو قصيرًا، أو يكون شكل عينيك ليس بالشكل الذي ترغبه أنت.. هل هذا يشكل خطورة عليك يوم تلقى الله سبحانه وتعالى؟ هل يشكل خطورة عليك في واقع حياتك، أو خطورة على دينك، أو على أمتك؟ لا.
إنها تلك العيوب والتي دائمًا لا نعمل على أن نصلحها، نحن نصلح عيوبنا الخلقية، نقصص شواربنا ودقوننا لتكون جميلة، ونهتم بمظهرنا، نهتم بأبداننا لتبدو أبداننا ليس فيها عيوب.. أليس كذلك هو ما يحصل؟ لكن عيوبنا الخطيرة علينا هي التي لا نعمل على إصلاحها، هي التي لا يهمنا أن نبحث عن كيف نصلحها.
فيجب أن نرجع إلى الله سبحانه وتعالى، وأن نحرص على كيف نصلح عيوب أنفسنا.. لا ندع خصلة ولو خصلة واحدة، الخصلة الواحدة تجر إلى خصال أخرى، الإنسان هو أشبه في واقعه بالسيارة أو بأي جهاز آخر، السيارة إذا ما تعطلت قطعة واحدة فيها وسكتّ عنها، ما ظهر لك وانقطعت الخصلة الأخرى، القطعة الأخرى المرتبطة بها، وهكذا فيوم كان بإمكانك أن تصلح تلك القطعة بألف ريال سترى نفسك لا تستطيع أن تصلح سيارتك إلا بمائة ألف ريال.. تتداعى، العيوب تتداعى وتتلاحق حتى في الماكينات هذه في الأجهزة نفسها.. والإنسان كذلك {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (المطففين:14).
خصلة تعاب بها تجر إلى خصلة، وخصلة تجر إلى خصلتين.. وهكذا.. حتى يظلم قلبك، ويقسو قلبك، ويطبع الله على قلبك، ويستولي الرين الذي يعني: [الوسخ] - في لغتنا - يستولي على قلبك {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (المطففين:14) وماذا كانوا يكسبون؟ عيوبا.
الإنسان لا يولد وهو مليء بالعيوب من جهة الله سبحانه وتعالى، هو يولد على الفطرة.. يولد نقيا، يولد طاهرًا لكنه هو من يكتسب العيوب واحدة بعد واحدة.. ولا يصلح هذا العيب فيجره هذا العيب إلى عيوب أخرى حتى يصبح قلبه كله عيبًا، وحينئذ لا ينفع فيه هدى.. وحينئذ لا يحرص على هدى، وحينئذ لا يفكر أيضا في إصلاح أي شيء من عيوبه.
فلخطورة العيوب، العيوب النفسية، العيوب الإيمانية التي تؤثر على جانب الإيمان، هو يدعو الله ألا يدع حتى ولا خصلة واحدة.. أليس الكثير منا قد يرى في نفسه عيوبا ثم يستمر في حياته عليها ويقول: [الله غفور رحيم.. والله إنه حقيقة ان احنا كذا، وان احنا كذا، وان احنا كذا....] ألسنا نعدد معائبنا أحيانا؟ [ولكن الله غفور رحيم].
هو غفور رحيم، فلأنه غفور رحيم قال لك: أنب إليه، تب إليه، أصلح عيوبك وهو سيغفر لك، هو سيهديك، هو سيرحمك متى انطلقت أنت لإصلاح عيوبك.. إذا ما شعر كل واحد منا بعيوب في نفسه فليعمل جاهدًا على إصلاحها وليدعو الله.
نحن بحاجة إلى أن ندعو الله سبحانه وتعالى إلى أن يعيننا على أنفسنا في أن نصلح عيوبها، ونحن بحاجة إلى بعضنا بعض في أن نصلح عيوب بعضنا بعض: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} (المائدة: من الآية2) {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} (آل عمران: من الآية104) {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} (العصر:3).
🍀اليوم الثالث عشر🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – ما واقعنا مع التربية الإيمانية اليوم كأمة مسلمة؟
🔸 – لماذا كان أهل البيت في تاريخهم الطويل كان الإمام الذي يحكم هو من يسطر بيده وجوب الثورة عليه فيما إذا ظلم؟
🔸 – ما هو البديل للإيمان؟ ما هو البديل للجهاد بكل مجالاته في مواجهة أعداء الأمة؟ بأي شيء يمكن أن نواجه أولئك؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
دروس من هدي القرآن الكريم
#في_ظلال_دعاء_مكارم_الأخلاق_الدرس_الثاني
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 2/2/2002م
اليمن - صعدة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
بالأمس كان حديثنا حول دعاء الإمام زين العابدين (صلوات الله عليه) [دعاء مكارم الأخلاق] الذي قال فيه: ((اللهم صل على محمد وآله وبلغ بإيماني أكمل الإيمان)) وبلغ بإيماني أكمل الإيمان، وتحدثنا كثيرًا حول هذه النقطة بالذات، وأن من كمال الإيمان هو الوعي والبصيرة، وأن كمال الإيمان يحتاج إلى هداية من الله سبحانه وتعالى، يهدي هو.
عندما تعود إلى كتابه الكريم يهديك هو إلى المقامات التي من خلالها تحصل على كمال الإيمان، يهديك إلى من يمكن أن تحصل بواسطتهم على كمال الإيمان، وفيما يتعلق بهذا الموضوع الذي يحتاج إلى أن يكون هناك في الأمة من يعمل على تربية الأمة ليصل بها إلى كمال الإيمان، أو ليترقى بها في درجات كمال الإيمان.
الشيء الملاحظ في تاريخ الأمة أن كل أولئك الذين حكموا المسلمين بدءًا من أبي بكر، أولئك الذين حكموا المسلمين - من غير الإمام علي (عليه السلام) ومن غير أهل البيت، ومن كانوا في حكمهم أيضا - خارجين عن مقتضى الإيمان، هم من أضاعوا إيمان الأمة، بينما نجد أنه على يد أهل البيت (عليهم السلام) كالإمام علي (صلوات الله عليه) ومن بعده من أئمة أهل البيت هم من عملوا على تربية الأمة تلك التربية التي ترقى بها في درجات كمال الإيمان.
فالذي اتضح جليا أن الكثير من حكام المسلمين بما فيهم حكام هذا العصر لا يمكن بواسطتهم ومن خلالهم أن يقوموا بتربية الأمة تربية إيمانية تترقى بهم في درجات كمال الإيمان، ونحن نجد أنفسنا، وكل واحد منكم شاهد على ذلك، بل ربما كل مواطن عربي في أي منطقة في البلاد العربية شاهد على ذلك.. أنه متى ما انطلق الناس ليربوا أنفسهم تربية إيمانية من خلال القرآن الكريم بما في ذلك الحديث عن الجهاد في سبيل الله، وعن مباينة أعداء الله، وعن إعداد أنفسهم للوقوف في وجوه أعداء الله كلهم يحس بخوف من سلاطينهم ومن زعمائهم.
أليس الجهاد في سبيل الله هو سنام الإسلام؟ كما قال الإمام علي (عليه السلام)، أليس الجهاد في سبيل الله هو شرط أساسي من شروط كمال الإيمان؟ هذا هو ما أضاعه سلاطين المسلمين في هذا العصر، وإلغاؤه هو ما كان ضمن مواثيق [منظمة المؤتمر الإسلامي] ألا يكون هناك حديث عن الجهاد، وهم من استبدلوا كلمة: جهاد، بكلمة: نضال، ومناضل، ومقاومة، وانتفاضة، وعناوين أخرى من هذه المفردات التي تساعد على إلغاء كلمة: الجهاد التي هي كلمة قرآنية، كلمة إسلامية.
أي مؤمن يمكن أن يقول أو أي إنسان يمكنه أن يقول: إن بإمكانه أن يكون مؤمنا دون أن يكون على أساس، دون أن يكون إيمانه على أساس مواصفات المؤمنين في القرآن الكريم، لا يستطيع أحد أن يدعي ذلك.
إذًا فهل هؤلاء يسعون إلى أن يربوا الأمة تربية إيمانية؟ لا. التربية الإيمانية لا تكون إلا في ظل أهل بيت رسول الله، لا تكون إلا على يدي أهل بيت رسول الله (صلوات الله عليه وعليهم)، هذا ما شهد به التاريخ، وارجعوا أنتم إلى التأريخ كله بدءًا من يوم [السقيفة] إلى الآن.. هؤلاء هم من لا يريدون للناس أن يتحدثوا عن الجهاد في سبيل الله، وعن الإنفاق في سبيل الله.
ألم نكن نسمع أنهم يسخطون إذا ما أحد أنفق في التعاون لمدارس علمية؟ ألم نكن نسمع أنهم يعملون دعاية على أن هناك علماء يستلمون الزكاة، ويصرفونها في مدارس علمية فيسخطهم ذلك، وينطلقون في عداء شديد لأولئك العلماء، بينما هم يعلمون علم اليقين أن هناك [مشائخ] آخرين يأكلون الزكاة، يأكل بعضهم زكاة أصحابه، يستلمها ويأكلها فلا يزعجهم ذلك، ولا يتكلمون بكلمة واحدة ضده؛ لأن القضية لديهم ليست قضية زكاة، المشكلة هو أن هذا أو ذاك من العلماء قد يستلم الزكاة، هذا ما يخيفهم.. لو كان سيأكلها، لو كان سيشتري بها [الكباش] وكل يوم يأكل هو ومن يفد عليه أكثر من كبش لما آلمهم ذلك، لكن خوفهم من أن تمول مدارس علمية دينية تعلم الناس دين الله، تعلم الشباب دين الله، تعلم أبناءنا القرآن الكريم، هذا هو ما يزعجهم.
التربية الإيمانية.. هل نحن نسمعها من التلفزيون أو من الإذاعة؟ لا نسمع شيئا، ليس هناك تربية إيمانية، وإذا ما تحدثوا عن جوانب معينة كانت من تلك المجالات التي ليس للجهاد فيها أي نصيب.. وكأننا أمة ليس لنا أعداء، وكأننا ليس لنا أعداء يملكون أفتك الأسلحة المتطورة..
إسرائيل، أمريكا، بريطانيا، وغيرها من دول اليهود والنصارى، من دول الكفر.
في هذه
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – ما واقعنا مع التربية الإيمانية اليوم كأمة مسلمة؟
🔸 – لماذا كان أهل البيت في تاريخهم الطويل كان الإمام الذي يحكم هو من يسطر بيده وجوب الثورة عليه فيما إذا ظلم؟
🔸 – ما هو البديل للإيمان؟ ما هو البديل للجهاد بكل مجالاته في مواجهة أعداء الأمة؟ بأي شيء يمكن أن نواجه أولئك؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
دروس من هدي القرآن الكريم
#في_ظلال_دعاء_مكارم_الأخلاق_الدرس_الثاني
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 2/2/2002م
اليمن - صعدة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
بالأمس كان حديثنا حول دعاء الإمام زين العابدين (صلوات الله عليه) [دعاء مكارم الأخلاق] الذي قال فيه: ((اللهم صل على محمد وآله وبلغ بإيماني أكمل الإيمان)) وبلغ بإيماني أكمل الإيمان، وتحدثنا كثيرًا حول هذه النقطة بالذات، وأن من كمال الإيمان هو الوعي والبصيرة، وأن كمال الإيمان يحتاج إلى هداية من الله سبحانه وتعالى، يهدي هو.
عندما تعود إلى كتابه الكريم يهديك هو إلى المقامات التي من خلالها تحصل على كمال الإيمان، يهديك إلى من يمكن أن تحصل بواسطتهم على كمال الإيمان، وفيما يتعلق بهذا الموضوع الذي يحتاج إلى أن يكون هناك في الأمة من يعمل على تربية الأمة ليصل بها إلى كمال الإيمان، أو ليترقى بها في درجات كمال الإيمان.
الشيء الملاحظ في تاريخ الأمة أن كل أولئك الذين حكموا المسلمين بدءًا من أبي بكر، أولئك الذين حكموا المسلمين - من غير الإمام علي (عليه السلام) ومن غير أهل البيت، ومن كانوا في حكمهم أيضا - خارجين عن مقتضى الإيمان، هم من أضاعوا إيمان الأمة، بينما نجد أنه على يد أهل البيت (عليهم السلام) كالإمام علي (صلوات الله عليه) ومن بعده من أئمة أهل البيت هم من عملوا على تربية الأمة تلك التربية التي ترقى بها في درجات كمال الإيمان.
فالذي اتضح جليا أن الكثير من حكام المسلمين بما فيهم حكام هذا العصر لا يمكن بواسطتهم ومن خلالهم أن يقوموا بتربية الأمة تربية إيمانية تترقى بهم في درجات كمال الإيمان، ونحن نجد أنفسنا، وكل واحد منكم شاهد على ذلك، بل ربما كل مواطن عربي في أي منطقة في البلاد العربية شاهد على ذلك.. أنه متى ما انطلق الناس ليربوا أنفسهم تربية إيمانية من خلال القرآن الكريم بما في ذلك الحديث عن الجهاد في سبيل الله، وعن مباينة أعداء الله، وعن إعداد أنفسهم للوقوف في وجوه أعداء الله كلهم يحس بخوف من سلاطينهم ومن زعمائهم.
أليس الجهاد في سبيل الله هو سنام الإسلام؟ كما قال الإمام علي (عليه السلام)، أليس الجهاد في سبيل الله هو شرط أساسي من شروط كمال الإيمان؟ هذا هو ما أضاعه سلاطين المسلمين في هذا العصر، وإلغاؤه هو ما كان ضمن مواثيق [منظمة المؤتمر الإسلامي] ألا يكون هناك حديث عن الجهاد، وهم من استبدلوا كلمة: جهاد، بكلمة: نضال، ومناضل، ومقاومة، وانتفاضة، وعناوين أخرى من هذه المفردات التي تساعد على إلغاء كلمة: الجهاد التي هي كلمة قرآنية، كلمة إسلامية.
أي مؤمن يمكن أن يقول أو أي إنسان يمكنه أن يقول: إن بإمكانه أن يكون مؤمنا دون أن يكون على أساس، دون أن يكون إيمانه على أساس مواصفات المؤمنين في القرآن الكريم، لا يستطيع أحد أن يدعي ذلك.
إذًا فهل هؤلاء يسعون إلى أن يربوا الأمة تربية إيمانية؟ لا. التربية الإيمانية لا تكون إلا في ظل أهل بيت رسول الله، لا تكون إلا على يدي أهل بيت رسول الله (صلوات الله عليه وعليهم)، هذا ما شهد به التاريخ، وارجعوا أنتم إلى التأريخ كله بدءًا من يوم [السقيفة] إلى الآن.. هؤلاء هم من لا يريدون للناس أن يتحدثوا عن الجهاد في سبيل الله، وعن الإنفاق في سبيل الله.
ألم نكن نسمع أنهم يسخطون إذا ما أحد أنفق في التعاون لمدارس علمية؟ ألم نكن نسمع أنهم يعملون دعاية على أن هناك علماء يستلمون الزكاة، ويصرفونها في مدارس علمية فيسخطهم ذلك، وينطلقون في عداء شديد لأولئك العلماء، بينما هم يعلمون علم اليقين أن هناك [مشائخ] آخرين يأكلون الزكاة، يأكل بعضهم زكاة أصحابه، يستلمها ويأكلها فلا يزعجهم ذلك، ولا يتكلمون بكلمة واحدة ضده؛ لأن القضية لديهم ليست قضية زكاة، المشكلة هو أن هذا أو ذاك من العلماء قد يستلم الزكاة، هذا ما يخيفهم.. لو كان سيأكلها، لو كان سيشتري بها [الكباش] وكل يوم يأكل هو ومن يفد عليه أكثر من كبش لما آلمهم ذلك، لكن خوفهم من أن تمول مدارس علمية دينية تعلم الناس دين الله، تعلم الشباب دين الله، تعلم أبناءنا القرآن الكريم، هذا هو ما يزعجهم.
التربية الإيمانية.. هل نحن نسمعها من التلفزيون أو من الإذاعة؟ لا نسمع شيئا، ليس هناك تربية إيمانية، وإذا ما تحدثوا عن جوانب معينة كانت من تلك المجالات التي ليس للجهاد فيها أي نصيب.. وكأننا أمة ليس لنا أعداء، وكأننا ليس لنا أعداء يملكون أفتك الأسلحة المتطورة..
إسرائيل، أمريكا، بريطانيا، وغيرها من دول اليهود والنصارى، من دول الكفر.
في هذه
🍀اليوم الرابع عشر🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – كيف مثلت الإسلام حركة طالبان ونظائرها من الحركات المنسوبة للإسلام يوم كانت بين المسلمين، ويوم كانت في مواجهة الأمريكيين؟
🔸 – مثلت الشفاعة والخروج من النار يوم الدين أنموذجا للأثر السيء للواقع العملي الناتج عن التربية غير الإيمانية، فكيف كان ذلك؟
🔸 – ما هي العقيدة الصحيحة التي تتوافق مع مقتضيات التربية الإيمانية في من مات عاصيا لله سبحانه وتعالى متجاوزا لحدوده وإن كان يقول: لا إله إلا الله، وإن حمل اسم الإيمان، لكنه لم يتب قبل الموت، ولم يحسن العمل؟
🔸 – لماذا لم تجدي التربية على الألفة والأخوة والمحبة وحسن التعامل ويلمس لها أثرٌ في واقعنا؟
🔸 – كيف تصنع الروح المهذبة، الروح الزاكية، الروح السامية، الروح التي تجعل صاحبها نورا في أي مكان كان؟
🔸 – كيف تتجلى آثار الصرخة في الواقع العملي اقتصاديا؟
🔸 – كيف كان أثر الشعار في الثورة الإسلامية في إيران؟ وكيف ستكون النتيجة حين لا تجد أمريكا سخطا في نفوسنا تجاهها بعد كل الذي تفعله من إفساد في واقعنا؟
🔸 – من يقف مهزوما ساكتا أمام أعداء الله، فإنه يشهد على نفسه بأن ادعاءه أنه على الحق ادعاء غير صحيح، كيف تستطيع توضيح ذلك؟
🍂🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
دروس من هدي القرآن الكريم
#في_ظلال_دعاء_مكارم_الأخلاق_الدرس_الثاني
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 2/2/2002م
اليمن – صعدة
الإمام زين العابدين عندما يقول: ((اللهم صل على محمد وآله وبلغ بإيماني أكمل الإيمان)). نحن قلنا، - وهو شيء معروف عند كثير من الناس - أن الإمام زين العابدين صاغ توجيهاته, وصاغ المبادئ التي يؤمن بها بشكل دعاء, كأنه يقول للناس: ادعوا الله أن يبلغ بإيمانكم أكمل الإيمان, واسعوا أنتم لأن يكون إيمانكم من أكمل الإيمان. ومصادر الحصول على كمال الإيمان هي تبدأ من الله سبحانه وتعالى فيما هدى إليه. أليس من كمال إيماننا في مواجهة تهديد أعدائنا هو أن نكون أمة مجاهدة؟ أليس من كمال أن نكون أمة مجاهدة أن نكون أمة مكتفية معتمدة على نفسها في قوتها الضروري؟.. إذا فيصبح القوت الضروري، يصبح الاكتفاء الذاتي للأمة من كمال الإيمان, من كمال الإيمان. ولكن من الذي يربينا هذه التربية من حكامنا فيهتم باقتصادنا, ويهتم بإيماننا، ويهتم بكل الأشياء التي تهيئ لنا أن نكون أمة تقف في وجه أعدائها، بل أمة تستطيع أن تتحمل الضربة من عدوها؟. للأسف البالغ وصلنا إلى الدرجة هذه: أن الشعوب لا تحلم بأن تواجه، بل ترى نفسها لا تستطيع أن تتحمل الضربة لفترة قصيرة!. انتهى موضوع الحديث عن السلطة والحكومات. أولئك الذين تحركوا أولئك الذين كانوا يكاد أن تتفجر من أصواتهم مكبرات الصوت في المساجد وهم يدعون الناس إلى الإسلام، ويقولون بأنهم دعاة إلى الإسلام وإلى الإيمان، وأنه لا إسلام إلا ما عندهم, ولا إيمان إلا لمن كان على نهجهم.. الوهابيون. ألم يبذلوا الأموال الكثيرة داخل المعاهد؟ داخل المدارس؟ ألم يبذلوا الأموال الكثيرة للدعاة؟ ألم تبذل الأموال الكثيرة لأشرطة الكاسيت لدعاتهم ولمشائخهم, محاضراتهم تصل إلى كل مكان وهم يدعون الناس إلى الإسلام.. إسلام.. إسلام.. وتربية إيمانية!. هؤلاء وجدناهم هم غير قديرين على أن يربوا الأمة تربية إيمانية، هم من كانوا يرون أنفسهم قد بلغوا أعلى درجات كمال الإيمان, فأصبح لهم دولة في أفغانستان, وأصبحوا في اليمن حزبا كبيرا, ومجاميع كثيرة, ولديهم إمكانيات كبيرة. ألم يكونوا فرسانا في المساجد؟ وفي المدارس؟ ألم يكونوا أبطالا ضد الشيعة؟ ويتهجمون على الشيعة, يتهجمون على أئمتنا وعلى علمائنا؟ ثم رأيناهم كيف انهزموا، رأيناهم كيف انكمشوا في مواجهة اليهود!.حركة طالبان التي خرجت حركة متشددة في دينها فيما يتعلق باللحى، بالدقون فيما يتعلق بالحجاب, فيما يتعلق بأشياء كثيرة.. هؤلاء عندما غزاهم الأمريكيون، انكمشوا وذابوا!!. هل هذا هـو الإيمان؟ أن ينكمشوا, وأن ينهزموا دون أن يوجدوا أي نكاية بالعدو؟! الله قـال سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَار وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ} (الأنفال:16) هذه كبيرة, هذه جريمة.. هذا تشويه للإسلام, تشويه للإسلام: أن ينكمشوا على هذا النحو، وهم من أظهروا
لنا أنفسهم بأنهم قمة في الإيمان، قمة في الصمود, وقوة قوة قاهرة! لكن فعلا كانوا قوة قاهرة على الشيعة، قوة قاهرة على كثير من المساكين. لماذا برزوا على هذا النحو؟. هل هو الإيمان؟. الإيمان الحقيقي لا يكون أهله هكذا.. الإيمان الحقيقي هو ذلك الذي وصف الله به أولئك الذين قال عنهم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَاف
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – كيف مثلت الإسلام حركة طالبان ونظائرها من الحركات المنسوبة للإسلام يوم كانت بين المسلمين، ويوم كانت في مواجهة الأمريكيين؟
🔸 – مثلت الشفاعة والخروج من النار يوم الدين أنموذجا للأثر السيء للواقع العملي الناتج عن التربية غير الإيمانية، فكيف كان ذلك؟
🔸 – ما هي العقيدة الصحيحة التي تتوافق مع مقتضيات التربية الإيمانية في من مات عاصيا لله سبحانه وتعالى متجاوزا لحدوده وإن كان يقول: لا إله إلا الله، وإن حمل اسم الإيمان، لكنه لم يتب قبل الموت، ولم يحسن العمل؟
🔸 – لماذا لم تجدي التربية على الألفة والأخوة والمحبة وحسن التعامل ويلمس لها أثرٌ في واقعنا؟
🔸 – كيف تصنع الروح المهذبة، الروح الزاكية، الروح السامية، الروح التي تجعل صاحبها نورا في أي مكان كان؟
🔸 – كيف تتجلى آثار الصرخة في الواقع العملي اقتصاديا؟
🔸 – كيف كان أثر الشعار في الثورة الإسلامية في إيران؟ وكيف ستكون النتيجة حين لا تجد أمريكا سخطا في نفوسنا تجاهها بعد كل الذي تفعله من إفساد في واقعنا؟
🔸 – من يقف مهزوما ساكتا أمام أعداء الله، فإنه يشهد على نفسه بأن ادعاءه أنه على الحق ادعاء غير صحيح، كيف تستطيع توضيح ذلك؟
🍂🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
دروس من هدي القرآن الكريم
#في_ظلال_دعاء_مكارم_الأخلاق_الدرس_الثاني
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 2/2/2002م
اليمن – صعدة
الإمام زين العابدين عندما يقول: ((اللهم صل على محمد وآله وبلغ بإيماني أكمل الإيمان)). نحن قلنا، - وهو شيء معروف عند كثير من الناس - أن الإمام زين العابدين صاغ توجيهاته, وصاغ المبادئ التي يؤمن بها بشكل دعاء, كأنه يقول للناس: ادعوا الله أن يبلغ بإيمانكم أكمل الإيمان, واسعوا أنتم لأن يكون إيمانكم من أكمل الإيمان. ومصادر الحصول على كمال الإيمان هي تبدأ من الله سبحانه وتعالى فيما هدى إليه. أليس من كمال إيماننا في مواجهة تهديد أعدائنا هو أن نكون أمة مجاهدة؟ أليس من كمال أن نكون أمة مجاهدة أن نكون أمة مكتفية معتمدة على نفسها في قوتها الضروري؟.. إذا فيصبح القوت الضروري، يصبح الاكتفاء الذاتي للأمة من كمال الإيمان, من كمال الإيمان. ولكن من الذي يربينا هذه التربية من حكامنا فيهتم باقتصادنا, ويهتم بإيماننا، ويهتم بكل الأشياء التي تهيئ لنا أن نكون أمة تقف في وجه أعدائها، بل أمة تستطيع أن تتحمل الضربة من عدوها؟. للأسف البالغ وصلنا إلى الدرجة هذه: أن الشعوب لا تحلم بأن تواجه، بل ترى نفسها لا تستطيع أن تتحمل الضربة لفترة قصيرة!. انتهى موضوع الحديث عن السلطة والحكومات. أولئك الذين تحركوا أولئك الذين كانوا يكاد أن تتفجر من أصواتهم مكبرات الصوت في المساجد وهم يدعون الناس إلى الإسلام، ويقولون بأنهم دعاة إلى الإسلام وإلى الإيمان، وأنه لا إسلام إلا ما عندهم, ولا إيمان إلا لمن كان على نهجهم.. الوهابيون. ألم يبذلوا الأموال الكثيرة داخل المعاهد؟ داخل المدارس؟ ألم يبذلوا الأموال الكثيرة للدعاة؟ ألم تبذل الأموال الكثيرة لأشرطة الكاسيت لدعاتهم ولمشائخهم, محاضراتهم تصل إلى كل مكان وهم يدعون الناس إلى الإسلام.. إسلام.. إسلام.. وتربية إيمانية!. هؤلاء وجدناهم هم غير قديرين على أن يربوا الأمة تربية إيمانية، هم من كانوا يرون أنفسهم قد بلغوا أعلى درجات كمال الإيمان, فأصبح لهم دولة في أفغانستان, وأصبحوا في اليمن حزبا كبيرا, ومجاميع كثيرة, ولديهم إمكانيات كبيرة. ألم يكونوا فرسانا في المساجد؟ وفي المدارس؟ ألم يكونوا أبطالا ضد الشيعة؟ ويتهجمون على الشيعة, يتهجمون على أئمتنا وعلى علمائنا؟ ثم رأيناهم كيف انهزموا، رأيناهم كيف انكمشوا في مواجهة اليهود!.حركة طالبان التي خرجت حركة متشددة في دينها فيما يتعلق باللحى، بالدقون فيما يتعلق بالحجاب, فيما يتعلق بأشياء كثيرة.. هؤلاء عندما غزاهم الأمريكيون، انكمشوا وذابوا!!. هل هذا هـو الإيمان؟ أن ينكمشوا, وأن ينهزموا دون أن يوجدوا أي نكاية بالعدو؟! الله قـال سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَار وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ} (الأنفال:16) هذه كبيرة, هذه جريمة.. هذا تشويه للإسلام, تشويه للإسلام: أن ينكمشوا على هذا النحو، وهم من أظهروا
لنا أنفسهم بأنهم قمة في الإيمان، قمة في الصمود, وقوة قوة قاهرة! لكن فعلا كانوا قوة قاهرة على الشيعة، قوة قاهرة على كثير من المساكين. لماذا برزوا على هذا النحو؟. هل هو الإيمان؟. الإيمان الحقيقي لا يكون أهله هكذا.. الإيمان الحقيقي هو ذلك الذي وصف الله به أولئك الذين قال عنهم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَاف