زينبيات العصر في اليمن
1.28K subscribers
4.33K photos
1.79K videos
480 files
15.2K links
🔮 قناة شاملة في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي على بلدنا الحبيب 🇾🇪
⭕️اخبارية
📚 ثقافية:
✌️ جهادية :
📕 توعوية:
🎼 اروع الزوامل :
♻️ شاملة :كل مايخص المسيرة القرآنية

زينبيـ العصر ـات فـ اليمن ـي
ஜ═━━━━━━━━━━━━━━━━━═ஜ
📝 @wksqzh 🔏
🎧 ⓣ.me/wksqzh
Download Telegram
🌺ملزمة الأسبوع🌺

🍀القسم الثاني🍀

🍂🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀🍁
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
(اشتروا بآيات الله ثمناً قليلا )
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 24/1/2002م
اليمن - صعدة

فعندما يقول الله سبحانه وتعالى لنا: {فَاتَّبِعُوهُ}؛ لأن فيه ما نحن بحاجة إلى اتباعه، نحن لا نجد في سواه ما يمكن أن يجعلنا نثق به في اتباعنا له. هو كتاب عملي َاتَّبِعُوهُ. لا تستطيع أن تقول: ماذا نتبع فيه؟. ماذا؟ ما الذي فيه؟. {وَاتَّقُوا} وتأتي كلمة {اتَّقُوا} في مواضع كثيرة في القرآن الكريم، في حالات التحذير عن التفريط مما ألزم به سبحانه وتعالى، فبعد أن قال: {فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا}: أحذروا أن تفرطوا في اتباعكم له، أحذروا أن تبتعدوا عن اتباعكم له. ثم بعد أن نكون قد اتبعناه، واتقينا الله في أن لا نفرط في اتباعنا له, {لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} عسى أن ترحموا، هذا الجزء من هذه الآية المباركة قول الله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} عسى أن ترحموا، رجاء أن ترحموا؛ ليوحي للناس أن من لا يتبعون القرآن ما أبعدهم عن رحمته، أن من لا يتقون الله في تفريطهم في اتباع القرآن ما أبعدهم عن رحمته، وأين رحمته؟ وأين مستقر رحمته؟ رحمته في الدنيا، ومستقر رحمته في الآخرة وهي الجنة، أليس في هذا نوع من التهديد؟ أليس في هذا إيحاء بخطورة الموقف؟. ونجد شبيها بمثل قوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} مع النبي (صلوات الله وسلامه عليه): {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} (الفتح:2) {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}(محمد: من الآية19) في أكثر من آية يأمر الله سبحانه وتعالى نبيه محمداً (صلوات الله عليه وعلى آله) أن يستغفر لذنبه، وهو من كان يتحرك بحركة القرآن, لكن ربما في علم الله أن القرآن الكريم في عمقه، في وسعه، هو أوسع، أوسع من أن يطيق بشر مهما كان كاملا كإنسان أن يكون محيطا بدائرة سعة القرآن الكريم في حركته العامة في الحياة. الرسول (صلوات الله وسلامه عليه) لم يأل جهداً، ولم يقصر، ولم يتوانَ، هو من وصفه الله سبحانه وتعالى بحرصه الشديد على هداية الأمة، بتألمه الشديد أن لا تهتدي الأمة، أسفه البالغ أن يرى قومه معرضين عن ذكر الله وهديه، لما يعلمه (صلوات الله وسلامه عليه) من خطورة موقف الأمة في ما يتعلق بإلهها يوم تقف بين يديه يوم القيامة، ولعلمه (صلوات الله عليه وعلى آله) بعظم هذا القرآن الذي أنزل عليه، وبحاجة الأمة الماسة إليه وإلى الاهتداء به، {لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} عسى أن ترحموا، رجاء أن ترحموا. فنحن يا من نسمي أنفسنا مسلمين، نسمي أنفسنا مؤمنين، نسمي أنفسنا أتباعا للرسول وللقرآن ولأهل البيت أين نحن من هذه الآية؟ كل واحد منا يرجو أن يرحم، متى ترجو أن ترحم؟ بعد أن تتبع القرآن وتكون متقياً لله في أن تفرط في اتباعك للقرآن، هناك يمكن لك أن ترجو الرحمة من ربك. ما أكثر ما نقول, ويقول الناس جميعاً: [الله غفور رحيم، رحمة الله واسعة، عسى الله يرحمنا] ما هذه العبارات التي نرددها كثيراً؟ هنا يقول لنا: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (الأنعام:155). رجاء أن ترحموا. نحن لو سألنا أنفسنا هل هناك خيار آخر غير هذا لنحصل من خلاله على الرحمة من الله سبحانه وتعالى؟ نحن في هذه الحياة ليس بين أيدينا سوى القرآن الكريم هو ما يمكن من خلاله أن تتحقق لنا الرحمة من الله سبحانه وتعالى أو أن نرجو رحمته، هل هناك خيار آخر؟ هل هناك سبيل آخر؟ هل هناك كتاب آخر؟ هل هناك نبي آخر؟ هل هناك خيار أن لا نقف بين يدي الله سبحانه وتعالى يوم القيامة؟ فإذا ما وقفنا بين يديه يوم القيامة، ماذا يكون الناس هناك ينتظرون؟ أليس كل واحد منهم يرى نفسه في أمس الحاجة إلى رحمة ربه؟ وهو يرى جهنم أمامه لها زفير وشهيق. لقد أرشدنا الله - هنا في الدنيا - أنه لا خيار سوى هذا: {فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} أن نأتي يوم القيامة ونحن نريد من الله الرحمة، سيقال لنا: {أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ}(المؤمنون: من الآية105)؟ {أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ}(غافر: من الآية50)؟ هو الجواب في المحشر, والجواب حتى عند خزنة جهنم: {أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا}(غافر: من الآية50) نحن لا نستجيز أن ندعو لكم، حرام ندعو لكم، الدعاء للظالم لا يجوز حتى مع أهل جهنم, مع خزنة جهنم, فادعوا أنتم. {قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} (طـه:126) أنت في أمس الحاجة إلى الرحمة، تريد ذرة رحمة من ربك، سيقال لك: كانت الرحمة قد قدمت إليك في الدنيا لكنك كنت تنساها، وكذلك كما نسيت آياتنا في الدنيا اليوم - يوم القيامة الذي
🌺ملزمة الأسبوع🌺

🍀القسم الثالث🍀

🍂🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀🍁
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
(اشتروا بآيات الله ثمناً قليلا )
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 24/1/2002م
اليمن - صعدة

المؤمنون الذين يصفهم في القرآن الكريم كلهم ليسوا من نوعيتنا أبداً، الذين يعدهم بالنصر ويعدهم بالفوز، ويعدهم بالفلاح، ويعدهم بالرحمة، ويعدهم بالجنة، ويعدهم بالرضوان، نوعية أخرى, عملية, لا يهدءون، لا يهدأ لهم بال وهم يرون الله يعصى في أرضه، وهم يرون كتابه يخالف، يرون الباطل يسود، يرون الحق يضيع، يرون الأمة تظلم وتقهر. {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}(التوبة: من الآية71) {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ} (آل عمران:134) {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ} (التوبة:111) {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} (الأحزاب:23) {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} (الحجرات:15). وهكذا يتحدث عن المؤمنين. لماذا لم نفكر؟ لماذا لم يفكر كل واحد منا بأن يعرض نفسه على القرآن؟ وهو من يسمي نفسه مؤمنا، أو أنه يتحدث عن مؤمنين آخرين كانوا سيئي الحظ أن يكلفوا بأن يقوموا بهذه المهام، وأن يتحملوا هذه المشاق، وأن ينطلقوا في هذه الأعمال، أما نحن فنحن مؤمنون حظنا حسن؛ سندخل الجنة بدون أي عمل يذكر إلا ما لحقناه من هنا وهنا من هامش هدي الله ومن هامش دين الله. لماذا لم يفكر كل واحد منا أن يعرض نفسه؟ لنرحم أنفسنا هنا ونحن في الدنيا، نرحم أنفسنا هنا ونحن في الدنيا قبل أن لا نجد من يرحمنا في الآخرة، فنسمع تلك الآيات التي يحكيها الله سبحانه وتعالى جواباً لمن أعرض عن ذكره، حتى أولئك الذين يتمسكون بآخرين هم من المستكبرين في الأرض، ممن يرون أنفسهم أنهم عزيزون بالولاء لهم والتمسك بهم واتباعهم، ويرون لأنفسهم مقاماً رفيعاً في هذه الدنيا عليهم أن يرجعوا إلى القرآن الكريم ليعرفوا من خلاله كيف ستكون حالتهم يوم يلقون الله سبحانه وتعالى، يوم يتبرأ منهم هؤلاء الذين خدموهم في الدنيا, وسخروا أنفسهم لخدمتهم، ولتنفيذ مخططاتهم، عندما يتبرأون منهم {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّأُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} (البقرة:167). تبرأ أنت منهم في الدنيا قبل أن يتبرءوا منك في الآخرة، إذا كان يوم الفصل، يوم القيامة هو اليوم الذي تتبين فيه الحقائق بشكل أوضح وأجلى، وهي نفسها حقائق تمثلت في الدنيا لكنا نحن الذين نعرض عنها، سترى نفسك في حسرة شديدة {يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ}(الزمر: من الآية56) ثم عندما يساق بك إلى جهنم فيقال لك: {أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ}(غافر: من الآية50) ستكون إجابتك هي إجابة أهل جهنم جميعاً: {بَلَى}، لم يكن هناك تقصير، لم يكن هناك تفريط من قبل الله سبحانه وتعالى, ومن قبل رسله, ومن قبل المنذرين منه سبحانه وتعالى من أوليائه، فترى نفسك بأنك جدير بأن تعذب في جهنم، وترى نفسك أنك تستحق جهنم {بَلَى} تشهد على نفسك. لماذا لا تتبين الحقائق هنا وأنت في الدنيا؟. لماذا لا نحاول أن نعرف الحقائق ونحن هنا في الدنيا؟ حتى لا نكون ممن يقول: {يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ}(الزمر: من الآية56). كان أولئك يهتفون بـ [الموت لأمريكا، والموت لإسرائيل..] ونحن نسخر منهم، كانوا يتجمعون في تجمعات يقولون أنهم فيها يريدون أن يعرفوا ماذا عليهم أن يعملوا من أجل الله، وفي مواجهة أعدائه فكنا نسخر منهم. الساخرون في هذه الدنيا، من يسخر بلسانه, أو من يسخر من الموقف الذي هو فيه، يرى بأنه موقف لا يعني شيئا، موقف لا حاجة إليه، موقف قد يكون أشبه شيء بألعاب الأطفال. المؤمنون كل شيء لديهم مهم، معصية لله سبحانه وتعالى، مهما كانت بسيطة تهمهم، عمل صال
🌺ملزمة الأسبوع🌺

🍀القسم الرابع🍀

🍂🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀🍁
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
(اشتروا بآيات الله ثمناً قليلا )
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 24/1/2002م
اليمن - صعدة

لنأتِ إلى القرآن الكريم، ولنأتِ إلى الواقع ما حدث خلال هذا الأسبوع. في خلال هذا الأسبوع مسئول أمريكي يزور اليمن، والموضوع الذي يشغل بال الجميع هو: موضوع الإرهاب، وما إرهاب! وهل نحن - يا سيدتنا أمريكا - ضمن منهم في قائمة الإرهاب لديك أم لا؟! سؤال الجميع لأمريكا. المسئول الأمريكي هذا حظي بوعد من اليمنيين بأن يعملوا بجدية في مكافحة الإرهاب، وهو من جانبه وعد بأن تعمل أمريكا بما يتعلق برفع مستوى التنمية, أو تقدم مساعدات في مجال التنمية لليمن. من المفارقات العجيبة في هذه الأيام الفارق الكبير بين الإعلام في اليمن وبين الإعلام في السعودية، الإعلام في السعودية يكاد أن ينصبغ نوعاً ما بصبغة جهادية، منطق من هو معد لنفسه، والإعلام في اليمن والمواقف في اليمن بشكل آخر، صوت من هو مؤيد، صوت من جند نفسه، صوت من يرى أنه يستغفل هذا الشعب، يستغفله، يستخف به، لا يسمع كلمة من هنا أو من هناك تقول له: لا. لسنا مستعدين أن نرى أنفسنا جنودا لأمريكا، لسنا مستعدين أن نرى اليهود يعبثون في البلاد الإسلامية هنا وهنا فنسكت. وثقوا؛ لأنهم لم يسمعوا أحداً يتكلم - فيما أعلم - لم يسمعوا أن أحداً يتكلم، لكن القرآن هو الذي يتكلم ويقول: أننا في واقعنا أصبحنا مثل اليهود الذين حكى الله عنهم في أكثر من آية أنهم كانوا يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً، يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً، تكرر هذا في القرآن الكريم عن النفسية اليهودية التي كانت تبيع الدين، تبيع الدين مقابل ثمن زهيد. لمَّا أصبحنا نحن نتثقف بثقافة اليهود، وهم من يثقفوننا ويحركون أنظارنا, أو وجهات أنظارنا كما يريدون، أصبحنا هكذا همنا: تنمية، همنا الدولارات. نسمع في الأجواء كثيراً يتردد كلام عن مبالغ موعود بها من هنا وهناك؛ لإعمار أفغانستان، اليهود يدمرون, والعالم عليه أن يبني ما دمروه من أجل مصالحهم، على الآخرين أن يبذلوا أموالهم! حتى البلدان الإسلامية وحتى السعودية نفسها - فيما يقال - أنها مسئولة عن قسط كبير من المبالغ المرصودة لإعمار أفغانستان!. يقال عن اليهود إنهم يقولون: [أنهم شعب الله المختار, وأن بقية الناس ليسوا بشراً حقيقيين وإنما خلقهم الله بشكل بشر ليكونوا مسخرين في خدمة اليهود, وليكن اللائق بهم أن يخدموهم] هكذا يقولون، وهكذا صدَّق الآخرون هذه المقولة. شيء عجيب!! اليهود من يفسدون في الأرض، من يدمرون الأنفس، والاقتصاد, والمنازل، والمساجد, والمدارس والمستشفيات, ثم يقولون للآخرين: تحركوا أعمروا أنتم، هم من يبحثون عن من يتهمونه بأنه يعمل ضدهم هنا وهناك، ولكنهم سيظلون في موقف السيد المحترم فيقولون للآخرين من البشر الوهميين - كما يزعمون - نحن: تحركوا أنتم، انظروا هناك إرهابي هاتوه، إرهابي هناك امسكوه، وإرهابي في منطقة أخرى تفضلوا ائتوا به حياً أو ميتاً وهكذا. أليس هذا ما نشاهده؟ على أيدي من؟ من الذي يقدم المسلمين لأمريكا إلا مسلمون، من الذي يحرك أمريكا نفسها إلا اليهود؟. لقد صدَّق الناس بأفعالهم تلك النظرة اليهودية: أنهم هم الناس الحقيقيون وبقية البشر ليسوا بشراً حقيقيين إنما خلقوا لخدمة اليهود، لكن كان من المناسب أن يكونوا بشكل إنسان ليتمكنوا من خدمتهم على النحو الأفضل! وهذا ما هو حاصل {يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً}(آل عمران77) {اشْتَرَوْا بِآياتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً}(التوبة: من الآية9) هذه الروحية اليهودية هي الآن التي تعمم في أوساط المسلمين دولاً وشعوباً! حتى نحن همنا عندما تأتي انتخابات، تقييمنا لأي شخصية هو بقدر ما يبذل، هل هو مستعد أن يعطينا مشاريع؟ هل هو مستعد أن يعطينا أموالاً وعدنا بها فنحن معه!. الإشتراء معناه: الاستبدال، أن تقبل ذلك المال بأي شكل كان, وعلى أي صفة وعدت به، تقبله مقابل دينك, هذا هو بيع الدين. ونحن قلنا في الجلسة السابقة: أن هذه قضية أصبحوا هم واثقين من أنفسهم بأن بإمكانهم أن تكون مقبولة لدى الناس جميعاً أنه ستعطينا أمريكا مبالغ, مئات الملايين, أو ستعطي باكستان ملايين, أو يعفوننا عن قروض أو يعفون باكستان أو أي دولة أخرى تتحرك في خدمتهم عن قروض ثم ينفذون لها ما تريد!. أليس هذا هو من بيع الدين؟ أليس هذا هو من بيع الوطن؟ أليس هذا هو من بيع أبناء الوطن؟ أليس هذا هو من بيع الأنفس وبيع المسلمين؟ ولكن بيع ممن؟ بيع من الشيطان ومن أولياء الشيطان. من الذي اعترض؟ أو هل سمعنا أحداً اعترض حتى من علماء الدين؟ عندما نسمع أن أمريكا استعدت أن تعمل لباكستان كذا كذا مقابل موقفه منها، أو أن ترفع عنه الحصار الذي كان قد فرض عليه أثناء قيامه بتجارب نووية، أو أنها مستعدة أن تعطي اليمن مبلغاً من الملايين مقابل تعهده بمحاربة الإرهاب، نسمع مثل هذه العبارات ولا نعرف بأنها هي النفس
🌺ملزمة الأسبوع🌺

🍀القسم الخامس🍀

🍂🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀🍁
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
(اشتروا بآيات الله ثمناً قليلا )
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 24/1/2002م
اليمن - صعدة

الآن أليس الناس كلهم يخافون من أن يعملوا شيئاً ضد أمريكا أو ضد إسرائيل؟ بل يخافون متى ما سمعوا أن هناك تهديداً لشعب آخر؛ لأنه ربما يحدث غلاء فيما يتعلق بالحبوب, وفيما يتعلق بالحاجيات الأخرى فيسارعون إلى اقتناء الحبوب بكميات كبيرة، أليس هذا هو ما يحصل؟. نرى أنفسنا أننا لا نستطيع أن نقف المواقف التي يجب علينا أن نقفها؛ لأننا نعرف أن حاجياتنا كلها هي من عند أعدائنا، أليس هذا هو الذي يحصل؟ ومن الذي أوصلنا إلى هذه الدرجة؟ هم أولئك الذين يعدوننا بالتنمية، يعدوننا بالتنمية كل يوم، كل يوم. ولكن عندما نقول: يجب أن نعمل، نحن نريد أن نعرض أنفسنا لرحمة الله سبحانه وتعالى الذي يقول: {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً} (الجـن:16) نحن الذين يجب أن نبدأ, أن نعمل وإن تعبنا، وأن نعلن عن وحدة كلمتنا في مواجهة أعداء الله من اليهود وأوليائهم، وأن نقول ما يجب علينا أن نقوله، وأن نعمل ما بإمكاننا أن نعمله في سبيل الحفاظ على ديننا وكرامتنا، في سبيل أداء مسئوليتنا التي أوجبها الله علينا في كتابه الكريم، وهناك سيبدأ الله سبحانه وتعالى برحمته لنا {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً} لقد وصلنا إلى وضعية لا بد في طريق التخلص منها أن نسير وأن نبدأ نحن ولو تعبنا، إن الله سبحانه وتعالى يقول: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}(الرعد: من الآية11). فلا نتصور أنه - إذاً - إذا كان الله يريد منا أن نعمل عملاً ما، إذاً فليبدأ هو، لينزل علينا الأمطار، ويسبغ علينا النعم، فنرى أنفسنا نملك غذاءنا، ونرى بين أيدينا الحاجيات الضرورية من داخل بلادنا، ثم إذاً نحن مستعدون أن نعمل.. لا. أنتم من فرطتم, الأمة من فرطت، ولا يأتي فرج إلا بعد شدة، ولو كانت الشدة هي عملية النقلة للخطوة الأولى، وقد يكون أبرز شدائد الدنيا في هذا العصر هو ما يتعلق بالجانب الاقتصادي، فنحن قلنا: يجب أن نعمل، وأن نتحدث، وأن نكشف الحقائق, وأن نعلن عن وحدة كلمتنا، وأن نعلن أنه لا بد أن نحيي القرآن في أنفسنا, وفي واقع حياتنا قبل أن يتحول إلى كتاب إرهابي يغيب من بين أيدينا، ومن مساجدنا وبيوتنا.. أو أن هذا غير محتمل؟ لقد غاب في بلدان الاتحاد السوفيتي أيام كان يحكمها اليهود باسم الحزب الشيوعي الذي كان أعضاء اللجنة المركزية فيه معظمهم من اليهود، استطاعوا أن يغيبوا القرآن في بلدان واسعة هي أوسع من البلاد العربية بكلها فغيبوه. والآن عنوان [إرهاب] سيتجهون إلى القرآن, ويتجهون إلى كل كلمة فيها حديث عن اليهود، أو لعن للظالمين أو للفاسقين، أو للمجرمين، وحينها - ولن يصل الأمر إلى هذه الحالة إلا بعد أن نكون قد خذلنا من قبل الله سبحانه وتعالى كما أعتقد - وحينها لا نستطيع أن نعمل شيئاً. فيجب قبل أن نسمع - وأكرر كما كررت في الجلسة السابقة - أن نحيي في أنفسنا, وفي واقع حياتنا ما يمسح أن تترسخ كلمة: [إرهاب] في داخل نفوس الناس في بلادنا, وفي أي بلاد يمكن أن يصل إليها صوتنا، وأن نعلن أننا أصبحنا الآن, اتجهنا بجدية إلى القرآن الكريم؛ لنحيي القرآن في نفوسنا وفي واقعنا. ومن الذي يستطيع أن يحول بيننا وبين القرآن إلا بعد أن نكون قد شهدنا على أنفسنا بالكفر. نحن نريد أن نثقف أنفسنا بثقافة القرآن الكريم، وأن تتسع أعمالنا في الدنيا بسعة المجالات التي تناولها القرآن الكريم، فمن يمنعنا ممن يحمل اسم إسلام فليس بمسلم، من يعمل ضدنا ونحن نتحرك لنثقف أنفسنا بثقافة القرآن قبل أن يثقفنا اليهود - أكثر مما قد حصل - بثقافتهم، فإنه من أولياء اليهود, من يحاول أن يحول بيننا وبين ذلك. أو لنقول لأنفسنا من الآن بأننا غير مستعدين أن نكون جادين في هذه المسألة، هل أحد منا مستطيع أن يقول: لا. أنا لست معكم؟.
🍁☘️🍁☘️🍁☘️🍁
🌺ملزمة الأسبوع🌺

🍀القسم السادس🍀

🍂🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀🍁
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
(اشتروا بآيات الله ثمناً قليلا )
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 24/1/2002م
اليمن - صعدة

أنتم - أيها الإخوة - في هذه القاعة هل أحد مستعد أن يقول: أنا لست جادا معكم في هذا؟ ولا أريد أن أتثقف بثقافة القرآن، أنا سأبحث لي عن مجال آخر، أو وسيلة أخرى، أو سأنطلق انطلاقة أخرى؟ كلنا نقول: لا. كلنا نقول: لا. ويجب أن نقول: لا. وإلا فماذا وراءنا؟ بالله عليكم ماذا وراءنا؟. أليس الحديث عن جهنم هو ما ملأ صفحات القرآن الكريم؟. أليس الحديث عن الذلة والشقاء وظنك المعيشة في الدنيا هو ما امتلأت به آيات القرآن الكريم؟ ليعِد من يعرضون عن ذكره، من ينبذون كتابه وراء ظهورهم، أليس هذا هو ما نعرفه في القرآن الكريم؟. إذاً لا مجال من أن ننطلق لنثقف أنفسنا بالقرآن الكريم قبل أن يثقفنا الآخرون. ونحن نثقف بهذه المفسدة الرهيبة مسألة: [الإشتراء بآيات الله ثمنا قليلاً] أسألُ أيَّ واحد منكم الذين يتساءلون بأنه لا يلمس أن هناك نفوذاً لليهود داخل نفسه؟ عندما سمعت أنت عندما زار المسئول الأمريكي اليمن وسمعته يعد الرئيس بتنمية اليمن أو بأن تسهم أمريكا في مجال التنمية هل تبادر إلى ذهنك أن هذا هو من الإشتراء بآيات الله ثمنا قليلاً؟ لا. وإنه لمن أشهر وأعظم المصاديق لهذه الآية، وإنها النفس اليهودية التي نفذت إلى كبيرنا وصغيرنا، حتى ربما قد يكون بعضنا يفرح، بماذا يمكن أن تفرح؟ أنت تنسى في نفس الوقت أن الله قال لك عن اليهود: {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ}(البقرة: من الآية105). فالتنمية هذه التي تسمع عنها, تنمية, هل تعتقد أنها تنمية حقيقية؟ هم يحذرون من أن يعطوك تنمية حقيقية تعطيك بنية اقتصادية حقيقية تقف على قدميك فوق بنيانها أبداً. لا تخرج تنميتهم عن استراتيجية أن تبقى الشعوب مستهلكة، ومتى ما نمت فلتتحول إلى أيد عاملة داخل مصانعهم في بلداننا، لإنتاج ماركاتهم داخل بلداننا, ونمنحها عناوين وطنية[إنتاج محلي] والمصنع أمريكي، المصنع يهودي، والمواد الأولية من عندهم، وحتى الأغلفة من عندهم. التنمية لهم هنا, وفروا على أنفسهم كثيراً من المبالغ لأن الأيدي العاملة هنا أرخص من الأيدي العاملة لديهم في بلدان أوربا وأمريكا وغيرها من البلدان الصناعية، إذاً فليكن [الدخان] هنا منتجاً محلياً [صنع في اليمن] ، [سمن البنت صنع في اليمن، صابون كذا صنع في اليمن]، لكن بترخيص من شركة من؟ زر وانظر أين يصنَّع حتى الغلاف، وانظر من أين تأتي المواد الأولية، لترى في الأخير من الجميع يعملون معه؟ إنهم يعملون مع اليهود والنصارى. هل هذه تنمية؟!. عد إلى واقع الحياة، أين التنمية الزراعية, أين الزراعة؟ أين قوت الناس الضروري؟ ألم يكن قد غاب؟ ألم يغب نهائياً؟ لقد غاب فعلاً، هل يملك اليمن الآن ما يكفيه شهراً واحداً من إنتاج أرضه, من قوته من الحبوب؟ لا يوجد. هم يعملون أشياء أخرى ولكن لن تجد نفسك أكثر من متجول في سوق كبيرة تستهلك منتجاتهم، ولن تجد نفسك تتجول داخل مصانع يمنيه.. المصانع تتحرك، والأيدي العاملة تتحرك وتحركها, كلها تعمل معهم، ليس هناك تنمية؟. القروض التي يعطوننا قروضا منهكة، مثقلة. وهل تعتقدون أن القروض تسجل على الدولة الفلانية, أو على الرئيس الفلاني، وعلى رئيس الوزراء الفلاني؟. تسجل على الشعب، وهي في الأخير من ستدفع من أجساد الشعب نفسه في حالة التقشف التي مرت بها بلدان أخرى أنهكتها القروض، يفرضون حالة من التقشف. ألسنا متقشفين؟ ستفرض حالات أسوأ مما نحن فيها تحت عناوين أخرى، ستدفع أنت ثمن تلك القروض من شحمك ولحمك أنت وأبناؤك، تذبل أجسامنا من سوء التغذية، فندفع تلك الفوائد الربوية، من أين؟ من شحمنا ولحمنا ودمائنا، ألستم تسمعون بأن هناك بلدانا كالبرازيل وبلد كتركيا أصبحت الآن مشرفة على أن تعلن عن حالة التقشف؟ واليمن ألستم تسمعون كل شهر قروض؟. قروض بعد قروض، كنا في مجلس النواب لا يكاد يمر أسبوع واحد ليس فيه قروض، وهم يصادقون عليها، قروض بالملايين من الدولارات، قروض شهر بعد شهر، سنة بعد سنة، قروض [للتنمية، للتنمية] نموا هم، أما نحن فما نزال جائعين، أليس كذلك؟ المسئولون هم من نموا, هم من غلظت أجسامهم, وعلت بيوتهم وقصورهم, هم من نموا، ونمت شركاتهم، من نما أولادهم، من نمت أرصدتهم في البنوك, والشعب هو من سيدفع ثمن ذلك كله؛ لأنه كله من القروض. إذاً يجب - أيها الإخوة - أن نفهم، وهذه الحقيقة مما أردت أن أقولها في هذا اليوم: حقيقة {يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً}(آل عمران: من الآية77) {اشْتَرَوْا بِآياتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً}(التوبة: من الآية9) أنها من الحقائق التي كشفت بشكل مرئي في هذا الزمن. حقيقة النفس اليهودية التي أصبحنا نراها في كبيرنا وصغيرنا، وأصبحنا لا نعود إلى القرآن الكريم عن
🌺ملزمة الأسبوع🌺

🍀القسم السابع🍀

🍂🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀🍁
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
(اشتروا بآيات الله ثمناً قليلا )
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 24/1/2002م
اليمن - صعدة
ويجب علينا - أيها الإخوة - أن يستقر في قرارة أنفسنا, وأن يعمل كل واحد منا على أن يوصل هذا الوعي إلى الآخرين، بأن ننظر لليهود والنصارى من منظار القرآن، فهم من ملأت أخبارهم صفحات القرآن، وهم من أوضحهم الله لنا أوضح بيان، فمتى ما وعدوك بتنمية، لا تصدق. إنها لن تكون تنمية حقيقية، متى ما طلبوا منك أن تنفذ مخططا لهم مقابل تنمية فاعلم بأنك ممن يحمل النفسية اليهودية التي تبيع الدين بالمال، وتبيع الوطن بالمال، وتبيع الناس بالمال.. هذا هو ما يجب أن نفهمه فيما يتعلق بهذه القضية. وترون الآن كيف رئيس حكومة أفغانستان المؤقتة يبحث ويلهث وراء تلك الوعود، هم وعدوا أفغانستان بمبالغ كبيرة خيالية، وهو مسلم، مسلم هو وصدََّق! مرة في الصين, ومرة في اليابان ومرة في دول أخرى يبحث عن تلك الوعود أن تتحق وهي وعود وهمية, حتى الاستقرار السياسي في أفغانستان قد يكون وهمياً أيضاً. إنما عملت أمريكا فقط عملية تجميلية لتحفظ ماء وجهها فتنسحب عن أفغانستان, وتوهم الآخرين بأنها قد قضت على أولئك، ونحن - كما قلنا سابقاً - لم نجد أنها قضت على طالبان ولا على قادة طالبان، إذاً أوصلت البلد إلى أن وضعت بديلا، هذا البديل وهمي وقد بدأت مؤشرات الصراع بين فصائل التحالف داخل أفغانستان, ومن المحتمل جداً أن يعود أفغانستان من جديد، ومن المحتمل أيضاً أن تعود طالبان من جديد. طالبان إنما انكمشت بتوجيهات لتمتد بتوجيهات أخرى. وعود كثيرة بالتنمية وعدوا بها أفغانستان من أجل أن يبنوا ما دمر اليهود, ولن يصدقوا أيضاً، وإذا ما صدقوا فستكون بالشكل الذي لا ينفع الأفغانيين. من الحقائق القرآنية أيضاً - التي تجلت خلال هذا الأسبوع في الأحداث - في موقف [حزب الله], حزب الله الذين اهتدوا بالقرآن الكريم فمنحهم الله ما وعد أولياءه في قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} (المائدة:56) أمطروا معسكرات الجيش الإسرائيلي بالنار, بالصواريخ, بقاذفات الهاون، لم يرتعبوا، لم يرتبكوا؛ لأن قلوبهم ليس فيها مرض، قلوبهم مليئة بتولي الله ورسوله وعلي بن أبي طالب, تحدوا وانطلق أمين عام حزب الله بكلماته القوية يتحدى أمريكا, ويتحدى إسرائيل، ويشد من معنويات اللبنانيين, ويقول بعبارة: إن كل ذلك لا يرعب ولا طفلاً واحداً في حزب الله. أليس هذا هو موقف الرجال، هو موقف المؤمنين؟ أم أولئك الزعماء الذين يمتلكون أضعاف أضعاف ما يمتلكه حزب الله من المعدات, ويهيمنون على ملايين البشر, فيطأطئون رؤوسهم للأمريكيين، لمساعد مساعد وزير خارجية، أو مساعد نائب وكيل وزير داخلية.. من هذه الأشياء. يرسلون بطفل أمريكي، ولو بفرََّاش أمريكي فيطأطأ من يحكم ملايين البشر رأسه, ويعدهم بأنه مستعد أن يجند نفسه لخدمتهم. أما أولئك الأبطال الذين آمنوا بقول الله تعالى - بعد أن يهيئوا أنفسهم ليكونوا بمستوى المواجهة في إيمانهم, في إعداد ما يستطيعون من قوة - صدَّقوا بقول الله تعالى: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}(محمد: من الآية7) لأن أي عمل ضد اليهود هو نصر لله؛ لأنهم هم المفسدون في أرض الله، المفسدون لعباد الله، الظالمون لعباد الله، المحاربون والصادون عن دين الله.. وثقوا بقول الله تعالى: {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ} (آل عمران:111). ضربوا، ومن ضربوا؟ هل ضربوا بيتا هنا أو هناك؟ بل ضربوا الجيش الإسرائيلي نفسه، أليست هذه هي الجرأة, هي القوة؟ أن يضربوا معسكرات الجيش الإسرائيلي نفسه, وبتحدي واضح بالقول وبالفعل، وثقوا من قول الله تعالى: {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ}(آل عمران: من الآية112). هكذا تتجلى الحقائق كي نرى نحن مصاديق الإلتزام بكتاب الله، ويتجلى لنا أيضاً مصاديق الابتعاد عن كتاب الله، حينما نرى مظاهر الخزي، مظاهر الذلة، الصمت، الإلتزام بالصمت عن أن تنطلق كلمة من فم هذا الزعيم، أو فم هذا, فإذا ما أطلقها مرة سحبها مرة أخرى وتلافاها. ألم يكن البعض قد قدم نفسه بالشكل الذي أطلق عليه الفلسطينيون:[فارس العرب] ثم ها هو يترجل عن صهوة الحصان؛ ليطمئن الأمريكيين ويبدي استعداده الكامل بأن يعمل ضد الإرهاب هنا. قبل أن يسأل ما هو الإرهاب؟ وأين هو الإرهاب؟ قبل أن يسأل أين هو الإرهاب هنا؟ هل هناك إرهاب؟ هل الوهابيون عملوا شيئاً بأمريكا؟ لم يعملوا شيئاً بأمريكا، هم من حركهم عملاء أمريكا. ونحن نقول: مهما كانت ال
💐 ملزمة الأسبوع💐

🍀القسم الأول🍀

☘️🍁☘️🍁

#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
(دروس من وحي عاشوراء)
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 10/1/1423ه‍
الموافق: 23/3/2002م
اليمن - صعدة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله. والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي بعثه الله رحمة للعالمين، لينقذ الأمة من الطغيان, والشرك, والجهالة ويخرجهم من الظلمات إلى النور، صلى الله عليه وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين، الذين نهجوا نهجه، وسلكوا طريقه, وحملوا رايته, ونصحوا لأمته.في هذا اليوم, يوم عاشوراء، في هذا اليوم, يوم العاشر من محرم وقعت فاجعة عظيمة ومأساة كبرى في تاريخ هذه الأمة، الأمة التي دينها الإسلام, وسماها الله ونبيها: المسلمين. تلك الفاجعة كان المفترض أن لا يقع مثلها إلا في تلك العصور المظلمة، في عصر الجاهلية، في عصر الشرك، في عصر الظلمات، كان الشيء المفترض والطبيعي لحادثةٍ مثل هذه أن لا تكون في عصر الإسلام، وفي ساحة الإسلام، وعلى يدي من يسمون, أو يحسبون على الإسلام، فما الذي حصل؟.لم نسمع في تاريخ الجاهلية بحادثة كهذه!. ما الذي جعل الساحة الإسلامية مسرحاً لمثل هذه المآسي؟ لمثل هذه الأحداث المفجعة؟ ما الذي جعل من يسمون أنفسهم مسلمين، ويحسبون على الإسلام هم من ينفِّذون مثل هذه الكارثة!؟ مثل تلك العملية المرعبة المفجعة!وضد من؟ ضد من؟! هل ضد شخص ظل طيلة عمره كافراً يعبد الأصنام, ويصد عن الدين؟ هل ضد رجل عاش حياته نفاقاً ومكراً وخداعاً وظلماً وجبروتاً؟ كان هذا هو المفترض لأمة كهذه، أن يكون لها موقف كهذا أمام أشخاص على هذا النحو: كفر وشرك وطغيان وجبروت وظلم ونفاق.لكنَّا نرى أن تلك الحادثة التي وقعت في الساحة الإسلامية، وعلى يد أبناء الإسلام، بل وتحت غطاء الإسلام وعناوين إسلامية، وخلافة تسمي نفسها خلافة إسلامية، نرى أن ذلك الذي كان الضحية هو من؟ واحد من سادة شباب أهل الجنة (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة). هو ابن سيد النبيين، هو ابن القرآن، هو ابن سيد الوصيين، وسيد العرب, على بن أبي طالب، هو ابن سيدة النساء فاطمة الزهراء، هو ابن سيد الشهداء حمزة.ما الذي جعل الأمور تصل إلى أن يصبح الضحية في الساحة الإسلامية وتحت عنوان خلافة إسلامية وعلى يد أبناء هذه الأمة الإسلامية، أن يكون الضحية هو هذا الرجل العظيم؟.إنه حدث - أيها الإخوة - مليء بالدروس، مليء بالعبر.. وما أحوجنا نحن في هذا الزمن إلى أن نعود إلى تاريخنا من جديد، إلى أن نعود إلى الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) فنتطلع في سيرته وحركته الرسالية، منذ أن بعثه الله رسولاً إلى أن صعدت روحه الشريفة للقاء ربه، إلى أن نعود إلى علي (عليه السلام) لنقرأ سيرته وحركته في الحياة، إلى أن نعود إلى الحسن وإلى فاطمة الزهراء وإلى الحسين، إلى الحسين الذي نجتمع هذا اليوم لنعزي أنفسنا بفقد مثله، وإلى أن نستلهم في هذا اليوم بالذات ما يمكننا أن نفهمه من دروس وعبر من تلك الحادثة التي كان هو وأهل بيته ضحيتها. حادثة كربلاء فاجعة كربلاء هل كانت وليدة يومها؟ هل كانت مجرد صدفة؟ هل كانت فلتة؟ أم أنها كانت هي نتاج طبيعي لانحراف حدث في مسيرة هذه الأمة، انحراف في ثقافة هذه الأمة، انحراف في تقديم الدين الإسلامي لهذه الأمة من اليوم الأول الذي فارق فيه الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) هذه الأمة للقاء ربه.إذا ما فهمنا أن حادثة كربلاء هي نَتاج لذلك الإنحراف، حينئذٍ يمكننا أن نفهم أن تلك القضية هي محط دروس وعبر كثيرة لنا نحن, من نعيش في هذا العصر المليء بالعشرات من أمثال يزيد وأسوء من يزيد.إن الحديث عن كربلاء هو حديث عن الحق والباطل، حديث عن النور والظلام، حديث عن الشر والخير، حديث عن السمو في أمثلته العليا، وعن الإنحطاط, إنه حديث عن ما يمكن أن تعتبره خيراً, وما يمكن أن تعتبره شراً، ولذا يقول البعض: إن حادثة كربلاء, إن ثورة الحسين (عليه السلام) حدث تستطيع أن تربطه بأي حدث في هذه الدنيا، تستطيع أن تستلهم منه العبر والدروس أمام أيٍّ من المتغيرات والأحداث في هذه الدنيا؛ لذا كان مدرسة, كان مدرسةً مليئة بالعبر, مليئةً بالدروس لمن يعتبرون, لمن يفقهون, لمن يعلمون.الإمام علي (عليه السلام) عندما آلت الخلافة إليه كان أمامه عقبة كئوداً, شخص معاوية في الشام. أول قرار اتخذه الإمام علي (عليه السلام) هو أنه يجب عزل هذا الرجل ولا يمكن أن يبقى دقيقة واحدة في ظل حكم علي، يحكم منطقة كالشام باسم علي, وباسم الإسلام.البعض نصح الإمام علياً (عليه السلام) بأنه ليس الآن وقت أن تتخذ مثل هذا القرار، معاوية قد تمكن في الشام، انتظر حتى تتمكن خلافتك ثم بإمكانك أن تعزله. يبدو هذا عند من يفهمون سطحية السياسة، وعند من لا يصل فهمهم إلى الدرجة المطلوبة بالنسبة للآثار السيئة, والعواقب الوخيمة لأن يتولى مثل ذلك الرجل على منطقة كَبُرَت أو صَغُرَت, على رقاب المسلمين, كمعاوية، تبدو هذه
💐 ملزمة الأسبوع💐

🍀القسم الثاني🍀

☘️🍁☘️🍁
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
(دروس من وحي عاشوراء)
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 10/1/1423ه‍
الموافق: 23/3/2002م
اليمن - صعدة

عندما نسمع - أيها الإخوة - زعماء العرب, زعماء المسلمين كلهم يسرعون إلى الموافقة على أن تكون أمريكا حليفة، على أن تكون أمريكا هي من يتزعم الحلف لمحاربة ما يسمى بالإرهاب، وعندما نراهم جميعاً يعلنون وقوفهم مع أمريكا في مكافحة ما يسمونه بالإرهاب؛ لأنهم جميعاً يعشقون السلطة؛ لأنهم جميعاً يحرصون على البقاء في مناصبهم مهما كان الثمن، لكنهم لا يمكن أن يصرحوا بهذا، هم يقولون: من أجل الحفاظ على الأمن والإستقرار، من أجل الحفاظ على مصلحة الوطن! أو يقولون: خوفاً من العصا الغليظة, العبارة الجديدة التي سمعناها من البعض: الخوف من العصا الغليظة! وأي عصا أغلظ من عصا الله، من جهنم, ومن الخزي في الدنيا؟ هل هناك أغلظ من هذه العصا؟.الإمام علي (عليه السلام) أراد أن يعلم كل من يمكن أن يصل إلى موقع السلطة في هذه الأمة أنه لا يجوز بحال أن تكون ممن يعشق المنصب؛ لأنك إذا عشقت المنصب ستضحي بكل شيء في سبيله، وأن لا تخاف من شيء أبداً فإذا ما خفت من غير الله فسترى كل شيء مهما كان صغيراً أو كبيراً يبدو عصا غليظة أمامك.سترى معاوية... هل معاوية, والذي كان موقعه فعلاً في الأيام الأولى لخلافة الإمام علي (عليه السلام) بل في أيام عثمان كانت دولته أقوى في الواقع من محيط الخليفة نفسه، كان في تلك الفترة حكمه مستقراً، ويمتلك جيشاً كثير العدد، هو كان أقوى في الواقع من المجتمع الذي جاء ليبايع علياًً (عليه السلام)، من مجتمع المدينة وما حولها.كان هناك استقرار لدى معاوية.. سنين طويلة من أيام عمر, من أيام الفاروق، الفاروق الذي جعل هذه الأمة تفارق علياً، وتفارق القرآن، وتفارق عزها ومجدها من يوم أن ولىَّ معاوية على الشام، وهو يعلم من هو معاوية, هو يعلم من هو معاوية. إذاً كل بلية أصيبت بها هذه الأمة، كل انحطاط وصلت إليه هذه الأمة، كل كارثة مرت في هذه الأمة بما فيها كربلاء، إن المسئول الأول عنها هو عمر، المسئول عنها بالأولوية هو عمر قبل أبي بكر نفسه، قبل أبي بكر نفسه، عمر الذي ولى معاوية على الشام سنيناً طويلة. نجد الفاروق الحقيقي، الذي يفرق بين الحق والباطل لا يسمح لنفسه أن يبقي معاوية دقيقة واحدة على الشام، ومن هو الشخص الذي قال عنه الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله): أنه مع القرآن؟ هل عمر أم علي؟ ((علي مع القرآن والقرآن مع علي)) أم قال عمر مع القرآن والقرآن مع عمر؟.وعندما نجد أن علياً لا يسمح لنفسه أن يبقي معاوية لحظة واحدة على الشام، فإنه يتحرك باسم القرآن، وأنه منطق القرآن، وموقف القرآن.إذاً فالموقف الآخر الذي سمح لنفسه أن يبقي معاوية سنيناً طويلة لا يحاسبه على شيء من أعماله، ويقول عنه: [ذلك كسرى العرب] هو الموقف الذي لا ينسجم مع القرآن بحال، هو الموقف المفارق للقرآن, هو الموقف الذي ضرب القرآن, وأمة القرآن, وقرناء القرآن. فهنيئاً لفاروق هذه الأمة, هنيئاً يوم يلقى الله فيُسأل عن كل حادث حدث في هذه الأمة. لا تنظر إلى فاجعة كربلاء أنها وليدة يومها.. من الذي حرك الجيوش لتواجه الحسين في كربلاء؟ من الذي أرسل ابن زياد إلى الكوفة ليغري زعماء العشائر بالأموال, ويرغّب ويرهب حتى يجيشهم، حتى يحولهم إلى جيش يتوجه لضرب الحسين بعد أن كانوا قد بايعوا الحسين، من هو؟ إنه يزيد.من الذي جعل يزيداً خليفة على رقاب المسلمين؟ إنه معاوية, من الذي جعل الأمة - تلك الأمة - تقبل مثل يزيد؟ من الذي جعل ليزيد سنداً قوياً وقاعدة قوية؟ إنه معاوية, من الذي ولى معاوية على الشام؟ إنه عمر, من الذي ولى عمر؟ هو أبو بكر. أبو بكر وعمر كانا يتحركان كما قال الإمام علي (عليه السلام) لعمر: (أحلب حلباً لك شطره, شدّها لـه اليوم يردها عليك غداً). حركة واحدة كانت على هذا النحو ممن يعشقون السلطة, ممن يعشقون المنصب، ممن يعشقون الوجاهة.يقول البعض: لو كان أولئك ممن يعشقون السلطة لرأيناهم مترفين؛ لأننا نشاهد أن من يعشقون السلطة هم عادة إنما من أجل أن تتوفر لهم الأموال, وتتوفر لهم الملذات.. إلى آخر ما قيل في هذا الموضوع.يقول أحد العلماء الآخرين - وهو محمد باقر الصدر - : ليس صحيحاً كل هذا، بل وجدنا في التاريخ من ظهروا بمظهر المتقشفين الزهاد من أجل أن يصلوا إلى السلطة. إن هناك من يحب السلطة فتبدوا لديه ألذ من كل مطائب العيش، ألذ من كل ملذات الدنيا كلها، فمن أجل الوصول إلى السلطة يتقشف، ومن أجل الوصول إلى السلطة يبدو زاهداً.وقد وجدنا في اليمن نفسه [علي بن الفضل], علي بن الفضل عندما وصل إلى اليمن جلس في واد يتعبد زاهداً ويتركع، يقبل الشيء اليسير مما يعطى، زاهد متقشف متعبد. إن هناك نوعيات في البشر يعشقون المنصب، يعشقون الوجاهة فتبدو كل لذة أخرى من ملذات الطعام والشراب والنكاح والبنيان وغيره، تبدو كلها لا تساوي عنده شيئاً، سيضحي بها جميعا
💐 ملزمة الأسبوع💐

🍀القسم الثالث🍀

☘️🍁☘️🍁
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
(دروس من وحي عاشوراء)
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 10/1/1423ه‍
الموافق: 23/3/2002م
اليمن - صعدة
عودوا - أيها الإخوة - إلى تاريخ أهل البيت، ادرسوه دراسة حقيقية واقعية حتى تجدوا أنه ليس هناك مكان لتلك المقولة: بأنهم كانوا إنما يثورون من أجل أن يصلوا إلى السلطة، وأنهم كانوا عشاق سلطة. هم عشاق حق، هم من قال لهم جدهم - وهو يوصي الحسن - ((وخض الغمرات للحق حيث كان)) خض غمرات الموت من أجل الحق حيث كان. هذه هي طريقتهم.وعندما نعرف أن الإضلال الذي تبناه معاوية طيلة أيام إمارته، ثم بعد أن أصبح يحمل لقب خليفة يحكم البلاد الإسلامية بعد استشهاد الإمام علي (عليه السلام), ثم من بعد استشهاد الإمام الحسن (عليه السلام) رأينا كيف حول ذلك المجتمع إلى مجتمع يناصر الباطل، ويقف في صف الباطل.ورأينا أيضاً - أيها الإخوة - كيف يكون الجانب الآخر - وهو ما كنا نقوله أكثر من مرة - : أن الجرائم ليست في العادة هي نتيجة عمل طرف واحد فقط, المجرمون من جهة, المضلون من جهة يجنون، والمفرِّطون والمقصرون والمتوانون واللائباليون هم أيضاً يجنون من طرف آخر. فالجريمة مشتركة, الجريمة مشتركة من أول يوم حصل الإنحراف بمسيرة هذه الأمة عن هدي القرآن، وهدي رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، وكيف يمكن أن يسمع الناس منطق الحق ثم نراهم في يوم من الأيام يقفون في وجه الحق، في صف الباطل، هذا هو الذي حصل بالنسبة لأهل العراق. معاوية أضل أهل الشام فكانوا قاعدة لإمارته وخلافته، وقاعدة لخلافة ابنه يزيد، وكانوا جيشاً قوياً يتحركون لتنفيذ أهدافه, وأهل العراق من جانب آخر. ما الذي حصل؟. ألم يعش علي (عليه السلام) بينهم سنين خلافته ماعدا الأيام الأولى منها كانت في العراق.. وعلي ببلاغته.. علي بمنطقه.. علي بحجـته.. علي بمعرفته وعلمه الواسع ((باب مدينة العلم)) هو من كان دائماً يتحدث مع أهل العراق، من كان دائماً يوجه ويتحدث ويرشد ويعلِّم ويحذِّر وينذر من عواقب الأمور. فلماذا رأينا أهل العراق يقفون هم قبل أهل الشام في صف يزيد في مواجهة الحسين نفسه؟! إنه التفريط، ليس فقط التفريط أمام الحدث، بل التفريط يوم نسمع التوجيهات فلا تعطيها أهميتها. أن تحصل حادثة معينة، فتتقاعس، تقاعسك، قعودك، إنما هو نتيجة لتفريطك الأول يوم كنت تسمع توجيهات علي، يوم كنت تسمع إنذار علي، يوم كنت تسمع الحِِكَمَ تتساقط من فم علي كالدرر، فتنظر إليها و كأنها بَعَر، لا تهتم بها. التفريط.. التفريط إنما هذا منبعه: يوم أن يسمع الناس الكلام، ويسمعون التوجيهات ويسمعون منطق الحق ثم لا يهتمون ولا يبالون، ولا يعطون كل قضية ما تستحقه من الأهمية.لماذا تربع أبو بكر على الخلافة بعد أن سمع المسلمون ما قاله الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) في يوم الغدير وما سمعوه قبل ذلك وبعده؟ سمعوا علياً، وسمعوا محمداً (صلوات الله عليه وعلى آله)، وسمعوا كل شيء, لكن [وأبو بكر لا بأس المهم واحد]!، حالة اللامبالاة. من هنا بدأ التفريط، فتربع أبو بكر على الخلافة، ولولا أبو بكر لما كان عمر كما قال عبد الله بن حمزة [ولولا عمر لما كان عثمان، ولولا عثمان لما كان معاوية، ولولا معاوية لما كان يزيد]. لولا تفريط أولئك لما كان أبو بكر من البداية، ولولا تفريط أهل العراق يوم كانوا يسمعون علياً يتحدث، ومن أبلغ من علي بعد القرآن وبعد الرسول! ومن أبلغ من منطقه, وأعظم أثراً - إن كان هناك ما يمكن أن يترك أثراً - بعد القرآن وبعد كلام الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) من مثل كلام علي؟!. ذلك التفريط هو الذي جعل أهل العراق قبل أهل الشام يصلون إلى كربلاء فيحاصرون الحسين (عليه السلام) وأهل بيته، وجعلهم قبل أهل الشام يوجهون النبال إلى صدره، وهم من عاش بينهم علي (عليه السلام) سنين يحدثهم ويعظهم ويرشدهم؛ لماذا؟ ما الذي أوصلهم إلى هذا الحد؟. هم فرطوا, وعندما يفرط الإنسان فيما يسمع ستأتي البدائل المغلوطة، إما أن يتلقاها من أمثاله ممن يفهمون الأمور فهماً مغلوطاً، ممن لا يعرفون عواقب الأمور,.أو من جهة نفسه هو فيكون هو من يحلل, ومن يحاول أن يضع لكل قضية حداً معيناً، يظن أنها لا تتجاوزه. ربما كانوا يتصورون أن الحسين هو المشكلة.. يمكن أن يُصفى الحسين وتبقى الأجواء طبيعية!. بعد أن قُتل الحسين.. (عليه السلام) هل بقيت الأجواء طبيعية؟ هل استقر وضع أهل العراق؟ أم بدأ العراق يغلي، أم بدأت النكبات, والكوارث تتابع على أهل العراق جيلاً بعد جيل إلى هذا العصر الذي نحن فيه. لم يسلم أهل العراق، لم يسلم لهم دينهم، لم تسلم لهم دنياهم، لم تسلم أنفسهم. ما أسوء الإنسان أن يسمع كلمة الحق ثم يرى نفسه في يوم من الأيام يقف في وجه الحق يضربه بسيفه، إنه أسوء من ذلك الذي تربى على الضلال من يومه الأول، إنه أسوء من أولئك؛ ولذلك تجد مثلاًً واضحاً على هذا.. أليس تاريخ العراق أسوء من تاريخ سوريا, أليس العراقيون في كل عصر لا
💐 ملزمة الأسبوع💐

🍀القسم الرابع🍀

☘️🍁☘️🍁
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
(دروس من وحي عاشوراء)
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 10/1/1423ه‍
الموافق: 23/3/2002م
اليمن - صعدة

لا يجوز بحال إذا كنا نحن من نلوم أولئك، أي واحد منا يلوم أهل الكوفة أليس كذلك؟ يلوم أهل العراق، يلوم ذلك المجتمع الذي لم يصغ لتوجيهات الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) بعد أن ولى علياً, يلوم أهل المدينة، يلوم أهل البصرة، يلوم أهل الشام، يلوم. إذا كنا فقط إنما نلوم الآخرين، ولا نعرف على ماذا نلومهم، أنت تلومهم لأنهم قتلوا الحسين, أليس كذلك؟ فعلاً يلامون على أنهم قتلوا الحسين, لكن ما الذي جرّهم إلى أن يقتلوا الحسين؟. أنت تعيش النفسية، تعيش الحالة التي جرتهم إلى أن يخرجوا ليواجهوا الحسين، فَلُمْ أنت نفسك, ولمُهم أنت على تفريطهم يوم كانوا يسمعون علياً، واحذر أنت أن تكون ممن يفرط وهو يتكرر عليك هدي علي، وهدي القرآن الكريم الذي هو فوق كل هدي.أوليس القرآن الكريم حياً بين أظهرنا؟ أولسنا نقرأه؟ أولسنا نحاول أن نعرض الأحداث على القرآن الكريم لنستلهم من خلال القرآن ما هو الموقف المطلوب منا؟ بل لنحصل من خلال القرآن على وعي وبصيرة نفهم من خلالها ما يدور حولنا؟ فمن يُعرض، من يُفرط، من لا يهتم، من لا يبالي إنه يعيش نفسية من يلومهم قبل ألف سنة وأكثر من ألف سنة.بل أرى أن اللوم علينا أشد.. لماذا؟ عادة الناس إذا تحدث معهم رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) وحذرهم من عواقب الأمور، الكثير من الناس هو يكون من أولئك الذين يريدون أن ينظروا إلى الأشياء متجسدة أمامهم حتى يصدقوا، وحتى يستشعروا الخطورة، وحتى يهتموا, أو يكون لهم موقف, يريدون كما قال بنو إسرائيل: {اجْعَلْ لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ}(الأعراف: من الآية138) بعد أن خرجوا من البحر، بعد تلك الآية العظيمة، الآية الدالة على قدرة الله سبحانه وتعالى. وهم مؤمنون بالله، لكنهم ما زالوا يريدون أن يروا إلهاً متجسداً أمامهم، حتى قالوا: {لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً}(البقرة: من الآية55) ألم يقولوا هكذا؟ {لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً}هذه الروحية: [لن نصدقك حتى نرى الأحداث ماثلة] هذا هو الغباء، هذا هو الخطأ، هذه هي الأمية الحقيقية، هذه هي الجهالة، هذه الروحية هي التي تؤدي إلى ضرب الأمة في كل عصر. الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) عندما كان يتحدث.. القرآن الكريم ((فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم)) يتحدث هو أيضاً عن عواقب الأمور، عن عواقب التفريط، عن عواقب اللامبالاة، عن أضرار الضلال والباطل عليكم في الدنيا قبل الآخرة. الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) أيضاً تحدث لكن لم تكن هناك أحداث واسعة بسعة ما يسمعونه من حديثه، وهم من نوعية من يقول في واقعه - من حيث لا يشعر - [لن نؤمن لك حتى نرى عواقب الأمور جهرة!]. الإمام علي (عليه السلام) تحدث مع الناس، وكانت أيضاً قد عرضت في الحياة أحداث كثيرة، فكان من المفترض أن يكون من يعيشون في عصر علي - لأن منطق علي هو منطق القرآن، ومنطق محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) - أن يكونوا أكثر وعياً؛ لأنهم من قد شاهدوا الأحداث الكثيرة والمتغيرات من بعد موت الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) إلى أن قام علي، ورأوه فوق منبرهم في الكوفة يتحدث معهم ويوجههم. كذلك من جاء بعدهم، نحن في هذا العصر من أمامنا رصيد هائل من الأحداث، أمامك كربلاء، وأمامك يوم الحرة، وأمامك ضرب الكعبة، وأمامك استشهاد زيد، واستشهاد أصحاب [فَخْ]، وأمامك الأحداث تلو الأحداث الرهيبة التي تكشف لك عواقب التفريط والضلال والتقصير والجهل، أصبحت مثلاً شاهداً من واقع الحياة تستطيع أن تضربه مثلاً أمام كل قضية تتحدث عنها. إذا ما كنا نحن لا نفهم بعد ولا نعي وأمامنا رصيد من هذه الأحداث، أمامنا كربلاء التي نحن في هذا اليوم نتحدث عنها، ونستلهم العبر منها. هذا الحدث نفسه إذا لم تكن أنت، وأنت في هذا العصر من يفهم الأمور - وأمامك هذا الرصيد - فإنك أسوء ممن خرج يقاتل الحسين، أنت أسوء ممن خرج يقاتل الحسين. وإذا كان أولئك لتفريطهم هيئوا الساحة لأن يتولى يزيد فأنت هنا لتفريطك ستهيئ الساحة لأن يحكمها [بوش]، ولتحكمها إسرائيل، فيحكمها اليهود، أوليس اليهود أسوء من يزيد؟ إن من يهيئ الساحة لتحكمها أمريكا، من يهيئ الساحة لتحكمها إسرائيل، من يهيأ الساحة لتحكمها ثقافة الملعونين من اليهود والنصارى بدل ثقافة القرآن هم أسوء ممن شهروا سيوفهم في وجه الحسين. لأنها كلها حالة عربية واحدة، كلنا نحن العرب حالة مترسخة لدينا: {لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً} ((حَذْوَ بني إسرائيل)) هم قالوا: {لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً}(البقرة: من الآية55) لن نؤمن لك يا علي عندما تقول: ((والله إني لأخشى أن يُدَال هؤلاء القوم منكم؛ لاجتماعهم على باطلهم وتفرقكم عن حقكم)) لن نؤمن لك حتى نرى معاوية جهرة ف
💐 ملزمة الأسبوع💐

🍀القسم الخامس🍀

☘️🍁☘️🍁
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
(دروس من وحي عاشوراء)
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 10/1/1423ه‍
الموافق: 23/3/2002م
اليمن - صعدة

ونحن - أيها الإخوة - أيضاً هناك ما هو أسوء من هذا، في الوقت الذي نحن نشاهد زعماء العرب جميعاً في موقع نحن نسخر منهم، أنهم فرطوا في هذه الأمة، وأنهم دائماً يتحدثون عن السلام، ويبحثون عن السلام من أمريكا، ثم عندما وصلت الأمور إلى ساحتنا - نحن المواطنين - إذا بنا نكرر العبارة نفسها، ونتخذ الموقف نفسه، [نريد السلام، والأفضل هو أن نسكت وأن نجمد وأن نحاول أن لا نثير وأن.. وأن..]!. أليس هذا هو ما كنا نلوم عليه زعماء العرب؟ أليس هذا هو ما نلوم عليه أننا نسمع أنه قد يمكن أن يخرج المؤتمر - مؤتمر القمة الذي سينعقد في بيروت - أن قراره قد حُسِم هي التسوية مع إسرائيل، هي المصالحة مع إسرائيل لتتوقف الإنتفاضة؛ لأن تلك العمليات البطولية التي ينفذها الفلسطينيون أصبح الزعماء هؤلاء يخافون منها كما تخاف منها إسرائيل نفسها، وإلا لماذا؟. هذا موقف غير طبيعي، الموقف الطبيعي أنك عندما تشاهد الشعب الفلسطيني في انتفاضته بدأ يستخدم الوسيلة الصحيحة فبدأ يضرب العدو ضربات موجعة هو أن تدعمه بالسلاح، أن تدعمه بالرجال، أن تسانده بالمال من أجل أن يتمكن في مواصلة أعماله ليحرر نفسه وليرفع الظلم والجبروت عن كاهله، أما أن تبادر إلى تسويات تجعل ذلك الشعب يتوقف وتصنع أمامه عائقاً، فإذا ما تحرك نفس التحرك بدا أمام الجميع كله أنه عمل غير مشروع! لماذا؟!. هذا عمل غير طبيعي.إن هذا يدل على أنك تخاف من الإنتفاضة نفسها كما يخاف منها الإسرائيليون؛ لأن تلك العمليات, لأن تلك الأعمال البطولية، وتلك الإنتفاضة هي التي جعلت العرب, كما نشاهده اليوم مظاهرات في معظم البلدان الإسلامية, مظاهرات يرفعون فيها شعارات تهتف ضد أمريكا وضد إسرائيل، ويحرقون فيها العَلَم الأمريكي، ويحرقون فيها العَلَم الإسرائيلي، سخط يتنامى ويتداعى في الساحة العربية. يعرف هؤلاء أن هذا السخط ليس في صالحهم، أن الشعوب أن تتجه هذا الإتجاه، ليس في صالحهم هم, نفس الحاكمون، إذاً فليوقفوا هذا.نحن أسوء من هؤلاء عندما نربط نظرتنا إلى الأحداث وموقفنا من هذه الأحداث بهم، هذا هو الموقف السيء. لماذا؟ أنت عندما تخرج في مظاهرة تؤيد فيها تلك الأعمال، وتؤيد فيها أولئك الأبطال، ألست تطلب منهم أن يواصلوا المسيرة؟ وأنك تعلن عن وقوفك إلى جانبهم, وتأييدك لأعمالهم؟ ألست بعملك هذا تحاول أن توجه رسالة إلى عدوك وعدوهم أن الجميع قد يقفون كلهم في وجهك؟. إذاً فليس من الطبيعي أن تقف من القضية موقف زعمائك الذين هم سيضحون بهذه الأعمال البطولية، ويكون قرارهم مما يدعو إلى إيقافها. فنحن عندما نشاهد هذه الأحداث، ونحن عندما نكون من يعرف أنها أحداث موجهة ضد ديننا, وضد أمتنا، وضد أنفسنا, وضد مصالحنا ثم نقف منها موقف الزعماء فهذا هو أيضاً دليل آخر على أنك أسوء من ذلك العراقي الذي وقف موقف يزيد من قضية مواجهة الإمام الحسين, أنت أسوء منه.أنت هنا تخرج في هذه المظاهرة تعبر عن هذا الموقف، وترى الزعماء يعبرون عن موقف آخر، ثم أنت من يرتبط بهم وأنت من تؤيد ما وصلوا إليه، ثم عندما تصل القضية إلى ساحتك أنت من تتبنى نفس الموقف الذي تبنوه، أنت من تقول: لا ينبغي أن نرفع مثل هذا الشعار، نحن نخاف أن تضربنا أمريكا، نحن نخاف [العصا الغليظة] العبارة الجديدة [العصا الغليظة] لتعرفوا صدق قول الله سبحانه وتعالى: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ} (المائدة:52). ألم يكونوا دائماً يقولون: حفاظاً على مصلحة الشعب؟ إن الإمام علياً (عليه السلام) يقول: ((ما أضمر إنسان شيئاً في قلبه إلا ظهر على قسمات وجهه وفلتات لسانه)) يوم كانوا يتحدثون عن الحفاظ على الأمن ومصلحة الشعب، ومن أجل التنمية - وهو منطق الزعماء جميعاً - بدأ الصدق, صدق ما في قلوبهم: يخشون {نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ}(المائدة: من الآية52) بعبارة: [نخاف العصا الغليظة].نحن يجب أن نقول: نحن لا نخاف تلك العصا التي تسمونها غليظة، ونحن لا يجوز أن نخاف من أي عصا في هذه الدنيا. كلمة: {مَرَضٌ} في القرآن الكريم واسعة جداً، واسعة جداً، مجمل ما تعني: أنه موقف غير طبيعي، موقف غير سليم، موقف غير صحيح، موقف غير واقعي, أن تسارع إلى أعدائك وأعداء دينك، أن تسارع إليهم، أن تثبط الأمة عن مواجهتهم، ثم تتحدث بأنه من أجل الحفاظ على الأمن والمصلحة والتنمية ونحوها. إن الله يقول: إن ذلك موقف من في قلبه مرض، سواء كان زعيماً أو مواطناً عادياً أو وجيهاً أو كيف ما كان، من يقف هذا الموقف في قلبه مرض، وليكن ذلك المرض في أدنى حالاته هو [الجُبن] وهل الجبن
💐 ملزمة الأسبوع💐

🍀القسم السادس🍀

☘️🍁☘️🍁
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
(دروس من وحي عاشوراء)
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 10/1/1423ه‍
الموافق: 23/3/2002م
اليمن - صعدة

نحن لا نسمح لأنفسنا ونحن قد فهمنا - فيما أعتقد - كل شيء، نحن استطعنا أن نفهم كل شيء، وهم في نفس الوقت عندما يتحدثون معنا حديث من يرى أنه وحده من يفهم أمريكا وإسرائيل، ويفهم السياسة في هذا العالم, ويفهم الخطورة في هذا العالم، ويفهم كل شيء، أما أنتم يا أبناء الشعب فليس أحد منكم بمستوى أن يفهم؛ لأننا نحن من نسبح دائماً بحمدهم ونقدسهم ونصفق لهم، حتى أصبحوا يرون أنفسهم عظماء إلى درجة أن رأوا في أنفسهم أنه لا يمكن أن يكون هناك أحد من الناس يفهم الواقع كمثلهم.نقول: نحن من خلال القرآن، من خلال الأحداث استطعنا أن نفهم الواقع الذي أنتم جزء منه، استطعنا أن نفهم خلاف الفهم الذي أنت تفهمه، فَهْمُكم أنتم هو الذي جعلكم ترون أمريكا وإسرائيل عصاً غليظة، أما نحن فإن فهمنا هو فهم القرآن الذي يقول: {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ}(آل عمران:111) هل هذه عصا غليظة، أم أن هذه قشة؟!. هذه في الواقع قشة، وليست عصاً غليظة.فمن الأولى بالفهم الصحيح؟ من يرى أمريكا عصاً غليظة أم من يراها وفق ما قال عنها وعن أمثالها القرآن الكريم: {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ}(آل عمران:112) هذه هي التي ترونها عصاً غليظة، هذه هي التي تجعلكم تضطربون وترتعد فرائصكم أمام مبعوث صغير من أمريكا أو من أي بلد من تلك البلدان التي ترونها كبيرة. إن رؤية القرآن, إن وراء القرآن من نزل القرآن، القوي العزيز، القادر القاهر، هو الذي يريد أن يجعل أولياءه ينظرون إلى أولئك الذين تسمونهم [عصاً غليظة] أنهم ضعفاء {فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً}(النساء: من الآية76) {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}(آل عمران:175).نحن من فهمنا من خلال القرآن - وهو ما يجب أن يُفهم دائماً بالرجوع إلى القرآن وبالرجوع إلى الأحداث، ونحن أيضاً من نستطيع أن نفهم مصالحنا، ونفهم سلامتنا - إنه إذا لم يسلم ديننا فلا سلامة لنا، لا أمن لنا، لا كرامة لنا.فعندما يتحدثون بأن من يتحدث عن الجهاد هو قد يؤدي إلى خلق إختلالات أمنية! نقول: إن من يسمح للأمريكيين بالدخول إلى اليمن هو من سيعمل على أن يجعل اليمن بؤرة للفساد، ومن سيجعل اليمن مضطرباً، من سيفقد اليمن أمْنه، وإن كان في الواقع لم يتمتع في يوم من الأيام بالأمن بالشكل الذي يريده اليمنيون، من يدخل الأمريكيين, من يسمح للأمريكيين أن يدخلوا هو من سيشكل خطورة على أمن اليمن, أوليس كذلك؟ لأن من التأكيد أن الأمريكيين لن ينتظروا اليمنيين حتى يتحرك أحد اليمنيين ليعمل شيئاً ضدهم، هم من سيفجرون على أنفسهم، هم من سيضربون أنفسهم، هم من سيضربون على سفارتهم، هم من سيضربون على أي منشئة لهم؛ ليقولوا: إنهم أولئك، إنه ذلك الشخص، أنها تلك الجماعة. وهم من سيدخِّلون من يسمونهم إرهابيين إلى اليمن، قد يدخِّلون أفراداً من [القاعدة] فيبثونهم في مناطق في اليمن، ثم يقولون: هناك في تلك المنطقة واحد من أفراد القاعدة، هناك في تلك المنطقة واحد من تنظيم طالبان، أولئك هم يحتضنون إرهابيين، هم يساندون إرهابيين، اضربوهم!. لن يبقى لليمن أمن ولا إيمان ولا حكمة، نحن نقول عن اليمن: إنه بلد الحكمة بلد الإيمان (الإيمان يمان والحكمة يمانية) لن تبقى حكمة، ولن يبقى إيمان من بعد أن يدخل الأمريكيون. وعندما يدخل الأمريكيون في هذه الفترة هو يختلف عن دخولهم إلى أي بلدان أخرى دخلوها قبل عشرات السنين، وأنشئوا فيها قواعد عسكرية، الآن هي المرحلة التي يتوجه فيها أولئك لضرب الإسلام، وضرب الأمة. دخلوا بلدان وبنوا فيها قواعد عسكرية، وفعلاً انهكوها، وفعلاً أذلوها، وأنهكوا اقتصادها, وأذلوا زعماءها، لكن دخولهم في هذه الفترات لبناء قواعد عسكرية، لإرباك وضعية الأمة.. هو فعلاً سيكون في مرحلة تنفيذ الخطة الأخيرة لضرب الإسلام والمسلمين.وما أجمل ما قال السيد حسن نصر الله - في تحليل هذه المسألة - قال: [إن أولئك عندما يتحركون ليس من أجل أموالهم ومصالحهم، فأموالهم ومصالحهم في المنطقة مأمونة وهناك قواعد تحميها، وهناك أنظمة تحميها، وليس من أجل خيرات معينة، هم من تصب خيرات الشعوب العربية في بنوكهم، إنه تحرك - قال - لضرب الإسلام، إن المستهدف في هذه الفترة هو الإسلام، هو القرآن، وقد نجد أنهم سيلغون هذه الآيات في المنهج أو في الخطب، أ
💐 ملزمة الأسبوع💐

🍀القسم السابع🍀

☘️🍁☘️🍁
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
(دروس من وحي عاشوراء)
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 10/1/1423ه‍
الموافق: 23/3/2002م
اليمن - صعدة


يجب أن نرتبط بالقرآن الكريم من جديد، ونتعلمه ونعلم أبناءنا وبناتنا ونساءنا، ونكثر من تلاوته، ونهدي مصاحفه لبعضنا البعض وأشرطة تلاوته، نتحرك في إطار أن نشد أنفسنا إلى القرآن من جديد، وأن نرسخ قدسيته ومكانته وعظمته في نفوسنا من جديد؛ لأن القرآن,لأن القرآن هو من لو لم يكن من عظمته وفضله إلا أنه يكشف الحقائق أمامنا. لا يمكن لأي كتاب في هذه الدنيا أن يريك الحقائق ماثلة أمامك.حقيقة منها عندما نرى زعماءنا في مختلف المناطق متى ما جاء مبعوث أمريكي، متى ما سمعوا خطاباً فيه تهديد لرئيس أمريكا, أو لأي مسئول في إسرائيل، أو أي بلد آخر من تلك البلدان..أليسوا من يظهرون حكماء, ويظهرون لينين, ويظهرون أذلاء، لكنهم متى وقفوا ليتحدثوا أمامنا ويخاطبونا أليسوا من يتحدث بلهجة قوية، وبشدة وبأعين مفتحة، وبأوداج منتفخة، وبالعبارات المُهدِدة؟.. ما الذي يصدق عليهم؟. إن الله سبحانه وتعالى قال عن نوعية معينة هم من يمكن أن ينتصروا لدينه, هم من يمكن أن يقفوا في مواجهة أعدائه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ للَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ}(المائدة:54) هؤلاء عندما يتحدثون معنا نراهم أعزةً علينا، نحن قد استضعفنا, قد استذلينا, قد أُهنّا من قبل الآخرين، لم يعد حديثكم بهذه اللهجة يشرفكم أن تتحدثوا به أمامنا، نحن في وضعية, وضعية المريض، وضعية المستضعف المقهور المستذل، وهو الذي يحتاج إلى كلمة رقيقة لينة منكم. لماذا نراكم تتحدثون معنا بهذه اللهجة القاسية وبالأعين المفتحة وبالعبارات الجزلة، وتستخدمون عبارات هي عبارات الفاتحين، عبارات القادة العظماء في ميادين مواجهة أعداء الله، تستخدمونها معنا، وإذا ما كنتم تتحدثون مع أولئك, أو تواجهون تهديدات صرح بها الرئيس الأمريكي نراكم تتحدثون بلين.أولئك هم من يحتاجون إلى كلمة قاسية، وليس نحن، هم من يحتاجون منا جميعاً إلى كلمة خشنة، إلى موقف صلب في مواجهة تهديداتهم، وفي مواجهة ما يعملونه.. لماذا أصبحتم عكس هذه الآية؟ لأنه فعلاً يكشف أن واقعكم لستم ممن يحب الله، ولا ممن يحبهم الله، ولستم ممن يمكن أن تعتز بهم هذه الأمة، ولا ممن يمكن أن ينتصر بهم الله سبحانه وتعالى لدينه؛ لأنكم أصبحتم هكذا: أعزةً على شعوبكم، قساةً في منطقكم، تتهجمون عليهم، تقسون عليهم [اضربوا بيدٍ من حديد] تستخدمونها في الخطاب مع شعوبكم.إن مَنْ هم محتاجون إلى الضرب بيد من حديد, يدنا جميعاً - نحن وأنتم - هم أولئك الذين يضربون أبناءنا في فلسطين, وفي أفغانستان, وفي مختلف بقاع البلاد الإسلامية، مَن هو المحتاج إلى ضربة اليد الحديدية أمريكا أم هذه الشعوب المستضعفة؟ أمريكا أم نحن الذين لا نمتلك شيئاً؟. من هو الذي يشكل خطورة على الدين والدنيا, والأمة والبشرية كلها؟ أمريكا وإسرائيل ومن يدور في فلكهم أم هذه الشعوب المغلوبة على أمرها المسكينة؟ من هو الذي يحتاج إلى أن يُضرب بيد من حديد وإلى أن تُرفع فوق رأسه العصا الغليظة؟ إنهم الأمريكيون والإسرائيليون ومن يدورون في فلكهم، وليست هذه الشعوب المستضعفة.نحن نقول: إن من نعم الله العظيمة علينا هو القرآن الكريم، الذي استطاع أن يكشف الحقائق كلها ماثلة أمامنا حتى أصبحنا نستطيع أن نعرف زعماءنا هل هم مؤهلون لأن يفكوا عن هذه الأمة هذه المعاناة التي تعيشها، أم أنهم جزء من هذا الواقع الذي تعاني منه الأمة، إنه القرآن الكريم الذي يجب أن نعود إليه، وأنك أيضاً أنت في أي شعب كنت من أبناء هذه الأمة إذا كنت من تخاف مثل تلك الخطب المليئة بالتهديد فإنك أيضاً ممن يرى كل شيء غير الله عصاً غليظة، ممن يرى القشات عصاً غليظة. إن الله لا يريد لعباده أن يكونوا هكذا، يريد لعباده المؤمنين أن يكونوا من هذه النوعية: {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} فيما بينهم, رحماء فيما بينهم، {أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ}(المائدة: من الآية54)، فعندما نسمع خطابات من تلك النوعية التي توجه نحونا بعبارة مهددة تستخدم من أقسى العبارات التي كنا نتمنى أن نسمع مثلها من هؤلاء الزعماء لنقف في صفهم, و نؤيدهم ونصفق لهم لو أطلقوها في مواجهة أمريكا، لو سمعنا مرة واحدة من زعيم من زعمائنا يقول: إنه يحب أن نقف في وجه أمريكا لنضربها بيد من حديد .. أليست هذه كلمة كانت ستجعل الجميع يصفقون معهم؟ لكنها وجهت في غير مكانها، وجهت إلى غير أهلها.نحن نقول أيضاً: نحن ممن لا يخاف مثل تلك الخطب, فلا اليد الحديدية, ولا العصا الغليظة يمكن أن تخيفنا أبداً. لأن الله سبحانه أوجب علينا أن لا نخاف غيره، أوجب علينا أن لا نخشى سوا
💐ملزمة الأسبوع💐

🍀 القسم الثاني🍀

🍁☘️🍁☘️⁩⁦☘️🍁☘️
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
(لتحذن جذو بني إسرائيل)
السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 7/2/2002م
اليمن - صعدة

أولسنا نرى الدين الآن على رقعة واسعة من الدنيا هذه؟ أليست البلاد العربية كلها تحمل اسم بلاد إسلامية؟. أليست هناك شعوب أخرى تمتد إلى أوساط آسيا، وإلى أوربا، وإلى بلدان أفريقيا، أليست رقعة البلاد الإسلامية واسعة؟ أليست إذاً مساحة الدين منتشرة بشكل واسع؟ لكن ما بال هذا الدين لم يعمل شيئاً لهذه الأمة؟ ما باله؟ إنه قدم ناقصاً. حينئذ سيكون عملك وأنت مرشد، وأنت تملك مشروعاً ثقافياً دينياً لن يعمل شيئا للأمة، ولست تختلف عن الكثير من أمثالك، وعن من يملكون أكثر مما تملك من مشاريع دينية على طول وعرض هذه الرقعة الإسلامية الكبيرة، ممن لم يقدموا للأمة الحلول التي تضمنها ديننا، الحلول التي تضمنها كتابنا، الحلول التي وجهنا إليها نبينا (صلوات الله عليه وعلى آله). ثم يقول: [حفاظاً على المذهب، حفاظاً على الدين، مراعاة للمصلحة العامة!] وكأن الدين أمامه هو أن يرى أن مدرسة كهذه أصبح في قاعتها ألف طالب.. هذا هو الدين! إن هناك ألف مليون, هناك ألف مليون مسلم.. أليس كذلك؟ فأنت تقول: ألف طالب أصبح لدينا (15) ألف طالب، لدينا (20) ألف طالب، لدينا كم معاهد، لدينا كم مراكز, عبارات من هذه. انظر إذا كنت ممن لا يعمل على أن يقدم الدين كاملاً بنقائه وإن كنت تشعر بخطورة بالغة عليك فإن تلك الأرقام لا تشكل أي شيء في إضافتها إلى هذه الأمة التي هي أوسع مما لديك، والكثيرون داخلها يمتلكون أكثر مما تمتلك. إن بيع الدين - سواء من قِبَل من يحملون اسمه, ومن يتحركون باسمه, أو من قبل بقية الناس - مقابل مصالح مادية لا يبررها إطلاقاً، لا تجد مبرراً لها إطلاقاً، لا أن تقول: حفاظاً على المصلحة العامة، ولا أن تقول: حفاظاً على المذهب.. ماذا يضرنا إذا سكتنا عن هذه مقابل أن يبقوا لنا [حي على خير العمل]، ويبقوا لنا أشياء من هذه الأخرى؟ فهذا هو المذهب نحافظ عليه!. هذا ليس مبرراً، أنت تريد أن تحافظ على الدين، أنت تريد أن تعمل للدين؟ إن الدين للأمة، فانظر ما الأمة بحاجة إليه، انظر وضعيتها، وحلل وضعيتها، وانظر ما هو الذي ضاع من الدين في أوساطها فانطلق لتحييه إنه الدين، والحفاظ على الدين، والحفاظ على المصلحة العامة للأمة.. أنت تريد أن تحافظ على المصلحة العامة للأمة، أو لبلد، أو لشعب فحافظ على الدين بأكمله أن يُقدم لتلك الأمة، أوليس الدين لمصلحة الأمة؟ إن الدين لمصلحة الأمة فمن يهمه مصلحتها فليقدم الدين لها كاملاً، وليوجهها بتوجيه الدين كاملاً. أما إذا قدمت الدين منقوصاً فأنت من تضرب الأمة وإن قلت من أجل مصلحة الأمة، وأنت من تضرب الدين وإن قلت حفاظاً على المذهب وعلى الدين.. الله لم يفرق، هو الذي تكفل بالمصلحة العامة لعباده, متى؟. متى ما ساروا على دينه على نحو كامل وصحيح، أما إذا آمنوا ببعض وكفروا ببعض، ألم تضرب المصلحة العامة في الدنيا والآخرة؟. {لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}(المائدة: من الآية33) ألم يقل هكذا؟. الخزي في الدنيا هو حفاظ على المصلحة العامة؟! العذاب العظيم في الآخرة هو حفاظ على المصلحة العامة؟! من أين جاء الخزي في الدنيا؟ ومن أين جاء العذاب العظيم في الآخرة؟ إنه من الإيمان ببعض الكتاب والكفر ببعض. فأنت يا من تُعلِّم، يا من ترشد، يا من لديك مشاريع, معاهد علمية، أو مراكز، أن تكون حركتك على هذا النحو هي في واقعها: إيمان ببعض وكفر ببعض، فإنك من تعمل على أن توقع الأمة في الخزي في الدنيا، وأن تسير بالأمة إلى العذاب العظيم في الآخرة. في هذه النقطة؛ لأن الزعماء يعرفون أن السوق ينفق فيها بيع الدين بالدنيا، أننا أصبحنا جميعاً كمسلمين في مختلف الأقطار الإسلامية لا يهمنا الدين، يهمنا أن نرى مشاريع وإن كانت مشاريع بسيطة، وإن كانت مشاريع هي من قوتنا، هي قروض، هي من قوتنا، أو هي فضلة, فضلة ما انتهبه الآخرون من ثرواتنا.. متى ما أحد وعدنا بشيء من هذه انطلقنا وراءه، ولا نسأل عن دين. بل ولا نسأل عن واقع الدنيا أنه ما قيمة ما يريد أن يقدمه لنا، أو ما قد قدمه لنا بالنسبة لما أكله علينا! أنه من أين جاء ما قدمه لنا، وما لمع شخصيته أمامنا به؟ هل هو من ثرواتنا الطبيعية؟ أم أنه من عرق جبيننا ومن قوتنا؟ أم أنه قروض تثقل كاهلنا، وتصنع لنا الأزمات، وتخنقنا سياسياً، واقتصادياً، وثقافياً، وتجعل زمام أمورنا بأيدي أعدائنا؟ حتى عن جانب الدنيا لا نستوضح، أما الدين فهو ذاك الذي لا نلتفت إليه. لمّا كانوا قد عرفوا أن الأمة أصبحت على هذا النحو؛ انطلقوا كلهم كما انطلق فرعون يوم قال لأولئك في مواجهة ما كان يدعوهم نبي الله موسى إليه: {وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ} (الزخرف:51) ألم يعرض مشاريع
💐ملزمة الأسبوع💐

🍀 القسم الثالث🍀

🍁☘️🍁☘️⁩⁦☘️🍁☘️
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
(لتحذن حذو بني إسرائيل)
السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 7/2/2002م
اليمن - صعدة

تراهم في كل مناسبة وطنية يعرضون علينا المنجزات! نحن نقول: أين المنجزات الحقيقة التي تحافظ على كرامتنا؟ أين البناء الاقتصادي، والتنمية الحقيقية التي تجعلنا أمة تستطيع أن تقف على قدميها؟ إذا كنتم تبنون مستشفى هنا، ومستوصف هناك من أجل متى ما أحسسنا بألم ما صداع في الرأس، أو جرح، أو ضيق في الشرايين، أو في التنفس، يكون هناك أمامنا مستشفى.. إننا نعيش الألم النفسي، نعيش ألماً شديداً ليس من نقص في الفيتامينات إنما من نقص في الكرامة وفي العزة، نقص في الحياة الكريمة التي أراد ديننا أن تتوفر لنا، نعيش الألم فأين هو العلاج؟ نعيش الجوع الذي سيجعلنا مستسلمين أمام أعدائنا فأين هو الغذاء من أوطاننا؟ هذا هو العلاج الحقيقي، هذا هو العلاج الحقيقي.. هل هناك عمل على توفيره؟ لا يوجد. لماذا؟ لأن الشعوب نفسها لا تتحدث مع أولئك. نحن قلنا في الجلسة السابقة أنه يجب في كل انتخابات أن نقول: نحن لسنا مستعدين أن نصوت لأحد إذا لم نراه يهتم باقتصادنا، ببناء اقتصادي تقوم عليه أقدامنا، اقتصاد صحيح، تنمية حقيقية، زراعة. النساء عندما كن يصوتن في حجة, وفي مناطق أخرى مقابل [تنانير]، تنور من الغاز، بعض الأعضاء وزعوا كميات كبيرة من التنانير، تنانير الغاز للنساء ليصوتن، وزوجها مرتاح أن صوت زوجته وفَّر له تنور، لكن التنور هذه, الخبز الذي تريد أن تصنعه فيها من أين يأتيك؟ حاول - على أقل تقدير - أن تصوت للخبز أولاً، صوت ولا تعط صوتك إلا لمن يوفر لك خبزك وطعامك من داخل وطنك، أما التنور فهي تلك التي لا تنفعك فيما بعد عندما ترى لا دقيق ولا قمح موجود. عند ما يقال أن هناك إرهابيين في اليمن إذاً فليحاصر اليمن، إذاً فليضرب اليمن، التنانير ستبقى حينئذ باردة لا تشتغل، وسنرى الأراضي الواسعة الشاسعة في بلادنا بيضاء, بيضاء لا تزرع، ويتعاقب الزعماء زعيما بعد زعيم، وأعضاء مجلس النواب عضواً بعد عضو، وأعضاء الحكومة عضواً بعد عضو أيضاً، وما تزال أراضي بيضاء. لكن إذا ما كانت الزراعة لصالحهم فسيزرعون (المانجو) ليبيعوه بالملايين، ويصلحون تلك الأراضي الواسعة ومن مال من يصلحونها؟ الله يعلم من مال من يصلحونها؟ وتلك العائدات التي تدرُّ عليهم هذه المزارع الكبيرة, مزارع (المانجو) الله أعلم في أي بنوك تودع؟ الله أعلم من هو الذي يستثمرها فيجني من ورائها أكثر مما يجنونه هم من تلك المزارع؟ ألم تصبح حينئذ الأراضي قابلة للزراعة؟!. لكن للحبوب غير قابلة للزراعة، لمختلف المنتجات الزراعية التي المواطنون بحاجة إليها غير قابلة للزراعة!. القروض الكثيرة جداً تتوارد على البلاد أيضاً لا تصرَّف إلى المجال الزراعي. لماذا مشى كل هذا؟ لأننا لا نتفوه بكلمة، نحن لا نعرف مصالحنا، ما قالوا هم بأنه مصلحة لنا نُسلِّم! حتى عندما يقولون: نحن سنكافح الإرهاب، وأمريكا تريد منا أن نتصدى للإرهاب, لأي كتاب إرهابي، لأي مدرسة إرهابية، لأي مدرسة تحفيظ قرآن إرهابية تُصَنَّف عند أمريكا إرهابية، لأي شخص يقال أنه إرهابي سنضربه حفاظاً على مصلحة الوطن لأن لا تضربه أمريكا، أو نواجه بحصار من جانب أمريكا!. أليسوا هم من يرسمون لنا المصالح، ونسلِّم؟ مع أنها ليست مصالح حقيقية. الأمر الذي يكف عنكم الضغط الأمريكي، الذي اضطركم إلى أن تجندوا أنفسكم وتستعدوا لمكافحة كل ما قالت أمريكا أنه إرهابي، وأنتم من رأيتموهم يسألونكم عن مدارس تحفيظ القرآن، ويسألونكم عن (مركز بدر)، وسيسألونكم عن مراكز [الشباب المؤمن]، وسيسألونكم عن المساجد الفلانية، وعن العلماء الفلانيين، وعن، وعن... قائمة طويلة عريضة. دعوا الشعب يصرخ في وجه الأمريكيين، وسترون أمريكا كيف ستتلطف لكم.. هي الحكمة. ألسنا نقول: أن الإيمان يماني، والحكمة يمانية؟ أين هي الحكمة؟ إن من يعرف اليهود والنصارى، إن من يعرف أن كل مصالحهم في بلادنا، لو وقف اليمن ليصرخ صرخة في أسبوع واحد لحولت أمريكا كل منطقها، ولعدّلت كل منطقها، ولأعفت اليمن عن أن يكون فيه إرهابيين. هكذا عمل الإيرانيون، هل انطلق رئيسهم، هل انطلق قائدهم الأعلى ليقول: اسكتوا أمريكا تهددنا؟ والمواطنون يعلمون فعلاً أنهم مستهدفون، وقد عانوا من حصار اقتصادي طويل، لكن الإمام الخميني كان يقول لهم: إنه في مصلحتكم، إنكم حينئذ ستتجهون لبناء أنفسكم, والعمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي في مختلف المجالات داخل وطنكم. هؤلاء هل انطلقوا ليقولوا للناس اسكتوا؟ أم أنهم خرجوا إلى الميادين زعماء، وإمام، وشعب ليتحدوا أمريكا؟. ويأتي التهديد من كل المسئولين بما فيهم وزير الدفاع نفسه يتهدد بضربة مباشرة. ألم تغير أمريكا منطقها؟ تأملوا أنتم، لأن الكثير منا يخافون أيضاً [قد يضربنا الأمريكيون، قد يحصل.. قد يحصل].. إذا كنت تريد أن تسلم أولئك فامش على قاعدتهم هم، هم الذين يقولون: [إذا أردت السلام فاح
💐ملزمة الأسبوع💐

🍀 القسم الرابع🍀

☘️🍁☘️⁩⁦☘️🍁☘️
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
(لتحذن حذو بني إسرائيل)
السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 7/2/2002م
اليمن - صعدة

ويقول الله سبحانه وتعالى أيضاً عن بني إسرائيل أنهم يشترون الضلالة بالهدى {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ} (النساء:44) أُوتوا نصيباً وافراً من الكتاب، أُورثوا الكتاب، لكن أصبح الكتاب لا قيمة له لديهم، وأصبحوا هم يشترون الضلالة، يبحثون عن الضلالة.. الضلالة في أنفسهم‎، والضلالة ليصدروها للآخرين {وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ} يريدون أن تضلوا السبيل، والذي يريد أن أضل أليس أنه عندما يتمكن, ويحصل على الإمكانيات التي يستطيع بها أن يضلني ألن يعمل على إضلالي؟. لأنه يريد أن يضلني، أليس كذلك؟ هم يريدون أن نضل، وقد أصبحوا يمتلكون إمكانيات هائلة جداً من الآليات والماديات، ألن يسعوا بجد؟ أليس هناك ما يدفعهم إلى أن يتحركوا لتصدير الضلالة إلينا وإلى أن يضلونا؟. فعلاً هم يمتلكون مليارات، ويمتلكون شركات السينما، ويمتلكون القنوات الفضائية الكثيرة، يمتلكون الآليات بمختلف أنواعها.. ألسنا نرى أنها كلها تُجَنَّد لإضلال الآخرين؟ لإضلال الشعوب؟ ألسنا نعاني من إضلال كبير يأتي من مختلف وسائل الإعلام؟ ومن مختلف وسائل النشر؟ ومن الأقلام الكثيرة التي تكتب؟ وفي كل بلد, وبكل وسيلة؟. أولسنا نرى أنه هنا في اليمن كل سنة ينتشر فيها الفساد والضلال أكثر من السنة السابقة؟ لأن الله قال عنهم أن أولئك من أهل الكتاب، من اليهود والنصارى اشتروا الضلالة، نبذوا الكتاب وراء ظهورهم ليستبدلوا به الضلالة، وأنهم في نفس الوقت يريدون من الآخرين أن يضلوا {وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ}. فلنرجع لنتلمس آثار إضلالهم في واقع حياتنا، تلك نقطة عرفنا أنها.. قضية بيع الدين بالدنيا أليست هي السائدة داخل أوساط المسلمين؟. هناك فيما يتعلق أيضاً بجوانب كثيرة لأن عبارة {الضَّلالَةَ} تعني أنهم عندما يكونون يريدون أن نضل السبيل كل وسيلة سيسلكونها؛ لأنهم لن يتحرجوا إذا، وما الذي سيدفعهم إلى أن يتحرجوا من أن يستخدموا كل وسيلة فيها إضلال لنا‎؟ هل دينهم سيمنعهم؟ لقد نبذوا الدين وراء ظهورهم، لقد نبذوا الكتاب وراء ظهورهم، فما الذي سيجعلهم يتحرجون من أن يستخدموا أي وسيلة للإضلال؟ إنهم يستخدمون حتى بناتهم ونسائهم لإضلال الآخرين، إنهم يستخدمون اليهوديات المصابات بمرض (الإيدز) لينتشرن داخل مصر من أجل أن ينتشر ذلك المرض الفتاك، ومن أجل أن يفسدوا شباب المصريين زيادة على ما قد حصل. هم من يعملون على نشر الفساد الأخلاقي في مختلف البلاد العربية، هم من دفعوا المرأة المسلمة، المرأة المحتشمة، المرأة التي يلزمها دينها وقيمها العربية أن تكون متأدبة ومحتشمة، هي من أصبحت الآن تتبرج، هي من أصبحت الآن تكشف شعرها وبدنها، هي من أصبحت الآن تزاحم الرجل في جميع مناحي الحياة بحجة مشاركتها في المجال السياسي. الآن في اليمن يطعِّمون المكاتب بالنساء! هنا مدير وهنا سكرتيرة لتكون أجواء المكتب لطيفة، لتكون أجواء المكتب كلها أجواء حب .. ومتى سينصح هؤلاء لشعبهم وأجواء مكاتبهم كلها حب؟!. يسرح الموظف من بيته وهو يحاول كيف يكون شكله مقبولاً أمام الموظفة، أمام السكرتيرة، أو أمام امرأة أخرى تشاركه في مكتبه، الآن يعملون على أن تشارك المرأة الرجل في المكاتب، في الدوائر الحكومية، ويعتبرون أن هذه هي المشاركة الحقيقية للمرأة في الحياة. تلك المشاركة التي تقوم بها المرأة في الريف, هي من تربي الأبقار، وتربي الأغنام، هي من توفر على أسرتها كثيراً من الأشياء التي يحتاج رب الأسرة إلى دفع فلوس كثيرة في توفيرها، هي تربي الأبقار، وتربي الأغنام، هي توفر الحطب، هي توفر الماء، هي تعمل جاهدةً في المجال الزراعي .. أليست هذه هي مشاركة حقيقية في التنمية؟. مشاركة تجعل الأسرة كلها تتحمل جميعاً أعباء الحياة، تلك الأعباء التي فرضها علينا هؤلاء، هذه الحياة التي أصبحت صعبة.. هذه لم يعترفوا بأنها مشاركة بل يصنفونها بأنها ظلم، وأنها امتهان للمرأة!. من أين جاء هذا التقييم؟ من أين جاء؟. يقال أن رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) قضى على فاطمة الزهراء بأعمال منزلية، وأعمال ترتبط بالمنزل، وعلى الإمام علي بأعمال خارج المنزل.. وهكذا المرأة في اليمن تشارك الرجل في جميع مناحي الحياة. لكن هذه التي هي مشاركة حقيقية، ويلمس الجميع أن زوجاتهم وبناتهم وأخواتهم يساعدنهم مساعدة كبيرة على تحمل أعباء الحياة، هذه تصنف عند أعدائنا بأنها امتهان للمرأة!. لا، المشاركة الحقيقة هي أن تكشف نفسها ووجهها، وتزاحم الرجل هذه هي التنمية أن تزاحم الرجل في المكاتب، أن تزاحم الرجل في محطات التلفزيون، أن تزاحم الرجل في كل مناحي الأعمال الأخرى.. لا حاجة إلى هذه؛ لأن هذه ليست مشاركة حقيقية. إن الذي يجب عليكم هو أن تشجع
💐ملزمة الأسبوع💐

🍀 القسم الخامس🍀

☘️🍁☘️⁩⁦☘️🍁☘️
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
(لتحذن حذو بني إسرائيل)
السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 7/2/2002م
اليمن - صعدة

سافر إلى القاهرة، أو إلى عمَّان، أو إلى دمشق، أو إلى بغداد، أو إلى أي بلد عربي إسلامي تجد المرأة العربية المسلمة لا تفرق بين مظهرها وشكلها وبين المرأة الأوربية المسيحية أو اليهودية، حتى النساء في فلسطين وفي (البوسنة) ترى المرأة التي تصرخ وتبكي على ابنها وهو قتيل، أو جريح، أو تبكي على بيتها وهو مهدم على أيدي اليهود هي في شكلها لا تختلف عن أم ذلك اليهودي، عن زوجة ذلك اليهودي الذي هدّم بيتها وقتل ابنها. لنقول أيضاً: أنه حتى عندما نسير وراء الآخرين فيما نعتبره حضارة وتقدماً، نقول للمرأة عندما تخرجين متبرجة، عندما تخرجين سافرة لوجهك وبدنك مكشوف هل رحموكِ؟. هل رحموها؟ هل كفوا عن تدمير منزلها؟. لأنها أصبحت قد لحقت بركابهم؟ إنهم يرْكُلُون كل من لحق بركابهم من عندنا. هل كفوا عن ابنها؟. هل كفوا عن زوجها؟ ثم هل تريدين أنت أن يكف الله عنك وأنت من تسيرين وراء ضلالة هؤلاء أكثر مما تسيرين وراء هدي الله؟ الله لن يكف عنك، الله لن ينقذك وأنت من تسيرين وراء من يريدون أن تضلي، ويريدون أن تهاني، ويريدون أن تظلمي، وأنت تقلدينهم في كل مظاهر الحياة. أليس هذا هو ما يحصل؟ إن الله لن يكف عن تلك النساء. حتى أصبح البعض منا فعلاً يوم كنا نشاهد ما يحصل في البوسنة على شاشات التلفزيون، ألم تكن ترى المرأة المسلمة كالمرأة الصربية؟ شكل واحد، وزي واحد، ترى الفلسطينيات وهن يهربن أمام الإسرائيليين كالإسرائيليات سواء. حاول أن تشاهد فيما لو تمكنت أن تشاهد شاشة التلفزيون الإسرائيلي ستجد أنه لا يختلف لا يختلف أبداً عما تشاهده في شاشة أي تلفزيون آخر في البلاد العربية. لقد ضلينا السبيل، سبيل ديننا، سبيل عزتنا، سبيل كرامتنا.. السبيل كل ما تعنيه كلمة {السَّبِيلَ} الذي يهدي إلى التي هي أقوم، الذي يهدي إلى العزة والكرامة {وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ}. وهم عندما يريدون أن نضل السبيل، هم كالشيطان يعرفون سبيل عزتنا ليصرفونا عنه، هم لا يغلطون، يعرفون سبيل الحق فيصرفونا عنه، يعرفون سبيل تنميتنا الحقيقية فيصرفونا عنها، يعرفون سبيل زكاء نفوسنا، وسمو أرواحنا فيصرفونا عنه، يعرفون سبيل قوتنا في توحدنا فيصرفوننا عنها {وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ}. وهم يعلمون أن التركيز على الجانب الأخلاقي الذي وسيلته المرأة، المرأة هي وسيلة سهلة، سهل إفسادها، وعظيم جداً إفسادها أيضاً، إنها تفسد بسهولة، وهي من تفسد الرجل بسهولة أيضاً.. يركزون على المرأة لتفسد في نفسها من خلال ما تشاهد. وهم من حتى يقدمون في المسلسلات العربية - التي يسمونها عربية - يقدمون المرأة التي زيها مازال زياً عربياً هي الشغالة، وهي الخادمة، ألسنا نشاهد هذا في المسلسلات المصرية؟ المرأة التي دورها شغالة، أو خادمة، أو بوابة عملها عمل ممتهن، أليست هي تبدو بالشكل العربي وبزيها العربي؟ لكن المرأة ذات الدور المهم داخل المسلسل، بطلة تلك القصة هي من تبدو مشبهة تماماً للمرأة الأوربية؛ لنقول: هكذا هو التحضر. لا يليق بها حتى ولا أن تمثل دوراً لائقاً إلا وهي بزي المرأة الأوربية، الزي المفضوح، الزي الذي يفسد كل من يشاهده, ويرسخ في أذهان نسائنا أن تلك النساء اللاتي ما يزلن محافظات على زيهن العربي، على حجابهن الإسلامي ها هن منحطات, إنما هن فرَّاشات ويقمن بدور الفرَّاشة، بدور الخادمة، بدور الطباخة في هذا المسلسل الذي يسمونه أيضاً [المسلسل العربي]، والذي يقول مخرجوه: أنه من أجل معالجة مشكلات اجتماعية. أليس هذا هو من يصنع مشكلات اجتماعية؟. أليس هذا هو من يخدم أعداء الله؟. أليس هذا هو من يساعد المرأة، من يدفع بالمرأة التي تشاهد إلى أن تتبرج؟. هل نحن نرى النساء يقلدن من يشاهدنه من النساء داخل تلك المسلسلات ممن لا يزلن يحملن الزي العربي؟. أم أنهن ينطلقن لتقليد تلك النساء التي يتبرجن؟. من يقلدن؟. هي لا تنشد لتقليد تلك المرأة؛ لأن دورها في المسلسل قُدم دور ممتهن إذاً فهذا اقترن الزي بالدور، اقترن الزي العربي الزي الإسلامي بالدور الممتهن للمرأة داخل المسلسل، من أجل المرأة العربية التي تشاهد المسلسل لا تنشد لتقليد هذه المرأة وإنما تنشد لتقليد تلك المتبرجة السافرة؛ لأن دورها في المسلسل هو دور البطلة، هو دور الممثلة الكبيرة، أليس هذا إضلال؟ {وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ}. بل أصبحنا نضل وبأموالنا نحن المسلمين نضل بعضنا بعضا، تموّل كل تلك الأعمال التي فيها إضلال لنساء المسلمين، التي تدفع المرأة إلى السفور والتبرج تمول من الأموال العامة للشعب، تمول, أو تشجع من الأموال العامة للشعب إذا ما كان هناك قطاع خاص هو من يقوم بتلك الأعمال، والمعاهد التي يتلقى التدريب والتعليم فيها من يتخرجون فيما بعد مخرجين أو ممثلين هي أيضاً من المشاريع التي تمول من قبل المال العا
💐ملزمة الأسبوع💐

🍀 القسم السادس🍀

☘️🍁☘️⁩⁦☘️🍁☘️
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
(لتحذن حذو بني إسرائيل)
السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 7/2/2002م
اليمن - صعدة

لكن الله سبحانه وتعالى لا يتعامل معنا ونحن نضل، كما نتعامل نحن مع الضلالة، كل شيء مرصود، وعقوبات الأعمال كلها تحصل حتى وإن كنت تراها شيئاً عادياً وغير مثير. هذا فيما يتعلق بالجانب الأخلاقي، والجانب الأخلاقي, فساد المرأة هو مما استخدمه الإسرائيليون وكانوا يغرون ولا يزالون يغرون به العملاء من فلسطين ولبنان، وهم من يدفعون النساء، الغربيون هم من يخرجون النساء بشكل سائحات إلى اليمن، ويقولون بأنه يعجبهم البيوت القديمة في صنعاء باعتبارها نمط معماري قديم! إنهم يريدون أن يدخلوا إلى داخل الأحياء السكنية.. هناك بيوت في صنعاء، - وبعضها وللأسف الشديد كانت بيوت علم وعلماء - أصبحت فنادق يتجمع فيها السواح الخليعون من كل منطقة، من بلدان أوربا وغيرها، ثم لا ستائر على الطياق، ولاشيء، سفور، وخلاعة، وتبرج.. وصنعاء القديمة بيوتها هكذا كثيفة ومتقاربة جداً. يقول بعض الناس: بأنه فسد كثير من البيوت المجاورة, فسدوا بواسطة ذلك البيت الذي قد أصبح فندق يأوي إليه السواح؛ لأنه يعجبهم المباني القديمة, ونمط معماري قديم. ليس لهذا، ليس لهذا، إنهم يريدون أن يدخلوا إلى أعماق أحيائنا السكنية, لم يكفهم أن يكونوا في الشوارع العامة، ولا في الأسواق العامة، ولا أن يسير شبابنا وراءهم يتطلعون إلى تلك النساء، بل يريدون أن يدخلوا إلى داخل الأحياء العامة في العاصمة, وفي أي مدينة. وأولئك الذين يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً لا يهمهم‎، لا يهمه وقد يكون بعضهم من أسرة علمية يؤجر بيته مقابل مبلغ من الدولارات ليكون فندق، ولا يهمه أن يكون من ينام مكان جده الذي كان عالماً من علماء الدين، أن ينام في تلك الغرفة التي كان يتردد كتاب الله فيها كل حين، أن ينام خليعون من أي بلد من بلدان أوربا.. أليس هذا هو تنكر لقيم ألآباء والأجداد؟ أليس هذا هو إساءة للآباء؟ إساءة للأجداد العظماء من أولياء الله؟. تتحول بيوت كانت بيوت علم ودين، وبيوت فضيلة تتحول إلى بيوت فاسدة، ثم تفسد الحارة كلها وهو لا يبالي يحسب كم سيستلم في آخر الشهر من دولارات مقابل تأجيره لهذا المنزل.. أليس هذا أيضاً من الضلالة؟ ألم يصبح هذا الذي باع دينه يشتري الضلالة, ولا يبالي أن يضل الآخرون؟. هكذا يصبح العرب أنفسهم, يصبح المسلمون أنفسهم.. وكل هذا شاهد على أنه لو تمكنت أمريكا من بلادنا ستجد الكثير والكثير من الشباب قابلين لأن يكونوا عملاء يسخرون النساء كما يعملون في فلسطين, وكما يعملون في لبنان.. لو تقرؤوا قصص العملاء أشخاصاً فلسطينيين, وأشخاصاً لبنانيين تحولوا إلى عملاء وكان من أكثر الأشياء إغراءً لهم النساء والمال فيتحول إلى عدو يتنكر لدينه، ويعمل على أن يغتال, ويُغتال على يديه العظماء من الأحرار الذين يحاربون من أجل شرفه, ومن أجل وطنه.. إن النساء خطيرات جداً إذا ما أتجه الإفساد إليهن. ونحن لا نعمل، حتى أولئك الذين كانوا يتشدقون بأنهم دعاة إسلاميين،لم يهتموا بهذا الجانب وهم من تمكنوا أيضاً في السلطة، وهم من أصبح في معاهدهم ومدارسهم مجاميع كبيرة من النساء، يستطيعون أن يوجهوا فلم يوجهوا بالشكل المطلوب الذي يجعل المرأة اليمنية ترفض هذا الشكل, وهذا التقليد الذي يريد اليهود أن تسير عليه. هذا في الجانب الأخلاقي، وهذا ما يعمله اليهود، مع أننا نجد أن نبياً من أنبياء الله العظماء وهو من بني إسرائيل جعله الله مثلاً للعفة, مثلاً للنزاهة على الرغم من جماله البارع، على الرغم من شبابه المكتمل، وعلى الرغم من الأجواء المهيأة الكاملة لفساد أخلاقي، لفاحشة يرتكبها.. فإذا به يصبح مثلاً للعفة, نبي الله يوسف، سورة يوسف، قصة يوسف في القرآن الكريم هي مثل للعفة، مثل للطهارة، نبي الله يوسف هو مثل لكل شاب مهما رأى نفسه في المرآة جميلاً، الكثير من الشباب متى ما تصفح وجهه في المرآة فرأى شعره جميلاً، وشكله مقبولاً انطلق هنا وهناك، وراء البنات، انطلق وهو بكل غرائزه مستعد لأن يسقط في مستنقع الرذيلة. إن نبي الله يوسف الذي قد يكون ربما أجمل إنسان خلقه الله، وكان في وقت مكتمل الشباب، هو من قال عندما اجتمعت [المصريات] عليه وبعد أن بـهرهن جماله، وقطعن أيديهن، وهددنه بالسجن إن لم يقبل ما يردن منه قال: {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ}(يوسف:33) هذا هو الشاب التقي الطاهر. أليس من بني إسرائيل؟ نقول لشبابنا، نقول لشاباتنا، نقول لبنينا وبناتنا في كل مكان: أنتم وراء من تسيرون؟ وبمن تقتدون؟ كلنا - سلمنا - وراء بني إسرائيل .. لكن وراء من؟ إنكم تسيرون وراء أولئك الذين يبيعون بناتهم، ويبيعون أعراضهم من بني إسرائيل.. لماذا لا تسيرون بسيرة يوسف نبي الله؟. لماذا لا تسيرون هذه السيرة لتحصل
💐ملزمة الأسبوع💐

🍀 القسم السابع🍀

☘️🍁☘️⁩⁦☘️🍁☘️
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
(لتحذن حذو بني إسرائيل)
السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 7/2/2002م
اليمن - صعدة

{وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ}(آل عمران: من الآية69)[ يتمنون وبكل لهف وشوق أن يضلوكم {وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ}(آل عمران: من الآية69) وعندما يكونون - كما قال الله تعالى عنهم - يودون، فمن الطبيعي أنهم عندما يمتلكون كل وسائل الإضلال أنهم سينطلقون إلى إضلالنا، فنحن هنا وجدنا فيما يتعلق بنموذج واحد من أنبيائهم أنه النموذج الذي لا يسير وراءه شبابنا، أو الكثير من شبابنا في البلاد العربية. أوليس اليهود هم من يصنعون للشباب نماذج يتعلقون بهم في مجال الفن، في مختلف مجالات الألعاب الرياضية؟. تجد الشاب هو من يتعلق ببطل في الأرجنتين، أو في البرازيل، أو في أي منطقة أخرى وهو يتنكر لكل أعلام تاريخه، ولكل أعلام دينه، بل يتنكر للعظماء من أنبياء الله فلا يلتفت إليهم، ولا يعمل على أن يتحلى بأخلاقهم، والله هو من أمره، وأمر بقية الشباب المسلمين، أمر الناس جميعاً أن يؤمنوا برسل الله كما في آخر [سورة البقرة]: {لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ}(البقرة: من الآية285). لأن كل نبي من أنبياء الله هو عَلَم من أعلامه، ويحتاج الناس إلى أن يقتبسوا من هديه، أن يتأسوا به في مواقفه المشرفة، في مواقفه العظيمة، وكثير من أنبياء الله عُرضت لهم مواقف عظيمة جداً وهم مازالوا في مرحلة شبابهم، في فترة ريعان شبابهم كنبي الله موسى، نبي الله موسى الذي تكررت قصته في القرآن الكريم كثيراً، كما تكرر الحديث عن فرعون أيضاً كثيراً، كما تكرر الحديث عن بني إسرائيل؛ لأن فيه أسوة، وليقال لنا: هذا هو نبي اليهود، الذي يؤمنون به, وهو نبي من أنبياء الله لكنهم أصبحوا بعيدين عنه.. فهل أنتم يا من آمنتم بموسى كما آمنتم بمحمد هل ستتركون محمداً، وتتركون موسى وعيسى وتسيرون وراء أولئك؟. نبي الله موسى لاهتمامه العظيم بأمر الدين، والفارق الكبير فيما بينه وبين أولئك الذين أصبحوا من بني إسرائيل يشترون الدنيا بالدين، يبيعون الدين بثمن قليل من الدنيا، كان للدين مكانته العظيمة في نفسه. أليس هو من استشاط غضباً عندما عاد ووجد قومه قد أصبحوا يعبدون العجل؟. ألقى الألواح وهي تلك الألواح التي ظل بكل شوق ينتظر الموعد مع الله ليتلقى منه الهداية، لكنه عندما عاد عاد غضباناً أسفاً، وألقى الألواح، وأخذ برأس أخيه يجره إليه.. أخوه نبي الله هارون، انفعل انفعالاً شديداً، غضب غضباً عارماً حتى جر رأس أخيه هارون بانفعاله الشديد فقال له هارون: {يَا ابْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي}(طـه: من الآية94) هز بلحيته، وهز برأسه، وأخوه هارون هو الذي لم يقصر.. هذه النفس التي يستـثيرها أن ترى ذلك الهدى، أن ترى تلك الأمة التي هو حريص على هدايتها، ويعرف قيمة الهدى بالنسبة لها، أهمية الدين والهدى بالنسبة لها يراها تتحول إلى عجل، تتنكر لنعمة الله عليها يوم أنقذها من آل فرعون، يوم أن شق لهم البحر طريقاً يبساً ليخرجوا ثم ينطبق البحر على أعدائهم، ثم يتجهون لعبادة عجل!.. غضب غضباً شديداً، انفعل انفعالاً شديداً. هو نفسه من هدد قارون ذلك الذي كان لديه الأموال الكثيرة الطائلة، الذي قال الله عنه: {وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ}(القصص: من الآية76) هل قال موسى: حاول أن تدي لنا سلفة، حاول تعطينا من هذا ونحن سنعمل كذا، ونحن سنتمشى معك؟. هدده، وفي الأخير دعا الله عليه أن يخسف به وبداره الأرض، ولم يلتفت إلى ماله، ولم يصبح لقارون ولا لماله وزن عنده. من هو ذاك منا الذي يغضب والعجول تعبد؟ عجول من البشر! عجول من اليهود والنصارى تعبد من دون الله! عجول من الطاغوت يسير الناس وراءها فيعبدونها من دون الله!. من هم أولئك الذين يغضبون لهذا؟. هل أحد يغضب؟. اللهم لا ندري من هو الذي يغضب. ما الذي أو صلنا إلى هذه الحالة؟ هي أننا حملنا النفسية اليهودية بين أكتافنا، تلك النفسية التي لا قيمة للدين عندها، والذي لا قيمة للدين عنده لن يغضب إذا ما رأى الأمة تعبد عجلاً سواء عجلاً من الفضة، أو عجلاً من البشر، لا يغضب.. ألسنا نرى أن الشيء الذي هو غائب عن أوساط المسلمين هو الغضب لله؟ بل يصبح الاستسلام هو الحكمة, أن تهدأ، أن تسكت، أن تمسك أعصابك لا تغضب هذه هي الحكمة، ودع الأمة كلها تعبد تلك العجول، وتعبد ذلك العجل الكبير في البيت الأبيض .. أليس هذا هو منطق الحكمة داخل البلاد العربية؟. أما من ينفعل، أما من يغضب، فإنه أحمق، وإنه لا يقدر مصلحة الأمة، وإنه لا يبالي بوضعية الأمة. وهكذا تصبح النفسية اليهودية هي الحكمة، وهي الرزانة، وهي الحفاظ على المصلحة العامة، على الرغم من آلاف المسلمين يعبدون العشرات من العجول من البشر، ممن يصدون عن دين الله، ممن يسعون في الأ
💐ملزمة الأسبوع💐

🍀القسم الأول🍀

🍁☘️🍁☘️🍁☘️🍁
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
(في ظلال دعاء مكارم الأخلاق)
الدرس الأول
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 1/2/2002م
اليمن - صعدة

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلّ وسلم على محمد وعلى آله الطاهرين. الحمد لله رب العالمين، {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ} (الأعراف: من الآية43). في دعاء مكارم الأخلاق - للإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (صلوات الله عليهم) - فيه ما ينبه على أشياء كثيرة مما يجب أن يكون الإنسان فيها راجعاً إلى الله يطلبها منه، يطلب الهداية إليها منه، يطلب التوفيق إليها منه. الهداية ليس هنالك آلية مبرمجة للهداية بحيث أن الإنسان ممكن أن يوفرها، لا بد من الرجوع إلى الله، لا بد من الدعاء، أن نطلب من الله الهداية، أن نطلب من الله التوفيق، أن نطلب من الله الاستقامة، أن يوفقنا للاستقامة، أن نطلب من الله أن يثبت خطانا، أن نطلب من الله أن يسدد أقوالنا. الإنسان لا يستطيع بنفسه، لا يستطيع من خلال الاعتماد على نفسه أن يحقق لنفسه الهداية، والتوفيق في المجـالات التي ترتبط بحيـاته، وفيما يتعلق بآخرته، هنا يقول الإمام زين العابدين (صلوات الله عليه): ((اللهم صل على محمد وآله وبلغ بإيماني أكمل الإيمان)) هو على ما هو عليه من العبادة والتقوى لم يحدث في نفسه غرور, ولا إعجاب بحالته التي هو عليها, وهو من سُمّي - لما كان عليه من العبادة - زين العابدين، وسيد الساجدين، ما زال يطلب من الله أن يبلغ بإيمانه أكمل الإيمان. القرآن الكريم تضمن في آياته الكريمة داخل سور متعددة الحديث عن الإيمان, وأعلى درجات الإيمان، وأكمل الإيمان, من مثل قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} (الأنفال:2) ومثل قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} (الحجرات:15). مطلب مهم, وغاية تستحق أن يسعى الإنسان دائماً إلى الوصول إليها: أن تطلب من الله أن يبلغ بإيمانك أكمل الإيمان. لا ترضى بما أنت عليه، لا تقف فقط على ما أنت عليه فتضع لنفسك خطّا لا تتجاوزه في درجات الإيمان، وفي مراتب كمال الإيمان. من يرضى لنفسه أن يكون له خطّ معين لا يتجاوزه في إيمانه فهو من يرضى لنفسه بأن يظل تحت، وأن يظل دون ما ينبغي أن يكون عليه أولياء الله. الإنسان المؤمن هو جندي من جنود الله، وميدان تدريبه, ميدان ترويضه ليكون جندياً فاعلاً في ميادين العمل لله سبحانه وتعالى هي الساحة الإيمانية، ساحة النفس، كلما ترسخ الإيمان في نفسك كلّما ارتقيت أنت في درجات كمال الإيمان، كلما كنت جندياً أكثر فاعلية، وأكثر تأثيراً، وأحسن وأفضل أداء. نحن نرى الدول كيف تختار من داخل الجيش فرقاً معينة تدربها تدريبات خاصة، تدريبات واسعة, وتدريبات شاملة لمختلف المهام، تدريبات على مختلف الحركات ليكون أولئك الجنود داخل تلك الفرقة في مستوى الفاعلية لتنفيذ مهام معينة، مهام صعبة، وتلك المهام وتلك القضايا التي هي في ذهن رئيس دولة, أو ملك هي دون ما ينبغي أن يكون في رأس المؤمن في ميادين العمل لله سبحانه وتعالى، مهام واسعة. الجندي قد ينطلق في تنفيذ مهام كلها تنفيذية, كلها حركة, لكن جندي الله مهامه تربوية، مهامه تثقيفية، مهامه جهادية، مهامه شاملة, يحتاج إلى أن يروض نفسه, فإذا ما انطلق في ميادين التثقيف للآخرين، الدعوة للآخرين، إرشادهم, هدايتهم, الحديث عن دين الله بالشكل الذي يرسخ شعوراً بعظمته في نفوسهم يجب أن يكون على مستوى عال في هذا المجال، جندي الجيش العسكري في أي فرقة، لا يحتاج إلى أن يمارس مهاماً من هذا النوع، مهامه حركة في حدود جسمه, قفزة من هنا إلى هناك، أو حركة سريعة بشكل معين. لكن أنت ميدان عملك هي نفس الإنسان، وليس بيته لتنهبه، وليس بيته لتقفز فوق سطحه، الجندي قد يتدرب ليتعلم سرعة تجاوز الموانع، أو سرعة القفز، أو تسلق الجدران، أو تسلق البيوت، لكن أنت ميدان عملك هو نفس الإنسان, الإنسان الذي ليس واحداً ولا اثنين، آلاف البشر، ملايين البشر، تلك النفس التي تغزى من كل جهة، تلك النفس التي يأتيها الضلال من بين يديها ومن خلفها وعن يمينها وعن شمالها. فمهمة المؤمن يجب أن ترقى بحيث تصل إلى درجة تستطيع أن تجتاح الباطل وتزهقه من داخل النفوس، ومتى ما انزهق الباطل من داخل النفوس انزهق من واقع الحياة، {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (الرعد: من الآية11). وأنت جندي تنطلق في سبيل الله سترى كم ستواجهك من دعايات تثير الريب تثير الشك في الطريق الذي أنت تسير علي