🍀القسم الخامس🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – ما قيمة مفردة "متعني" التي استخدمها الإمام زين العابدين في الدعاء حين قال: "ومتعني بهدى صالح".
🔸 – ما معنى الاستبدال للهدى الذي ذكره الإمام زين العابدين؟ وأين شاهد ذلك في القرآن الكريم؟
🔸 – متى تجد نفسك تبحث عن المبررات، وماذا يعني البحث عن المبررات في الواقع العملي؟
🔸 – كيف عبّر الإمام علي زين العابدين عن أهمية النية؟
🔸 – كيف يجب أن تكون حياتك؟ وهل يصح أن تتمنى في بعض الأوقات الموت؟ وكيف ذلك؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
دروس من هدي القرآن الكريم
#في_ظلال_دعاء_مكارم_الأخلاق_الدرس_الثاني
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 2/2/2002م
اليمن - صعدة
ولنواصل الحديث حول بعض فقرات هذا الدعاء المهم، دعاء [مكارم الأخلاق] للإمام زين العابدين (صلوات الله عليه) يقول (عليه السلام): ((اللهم صل على محمد وآل محمد ومتعني بهدى صالح لا أستبدل به، وطريقة حق لا أزيغ عنها، ونية رشد لا أشك فيها)). قضية الهدى قضية مهمة، وهي نفس المسألة التي نتعامل معها ببرودة، والكثير من الناس لا يهمه قضية أن يبحث عن كيف يهتدي، وأن يعرف من نفسه أنه يسير على طريق هدي الله، وأنه يتعلم هدى الله، وأنه يربي نفسه على أساس من هدى الله سبحانه وتعالى.
الإمام زين العابدين يدعو الله أن يمتعه؛ لأنها متعة فعلا أن تجد من نفسك أنك على هدى، وأنك على حق في اعتقاداتك، ومواقفك، تجد في نفسك طمأنينة هي السعادة بكلها، هي العزة، هي متعة، حتى متعة الحياة. ((متعني)) هيئ لي أن أتمتع بهدى صالح لا أستبدل به، كيف يكون قضية أن تتمتع بهدى صالح لا تستبدل به؟ عندما يكون هدى تحرص عليه، هدى تكون واعيا وأنت تتمتع به، فلا تتعرض لأن تستبدل به غيره، وهل هناك غير الهدى إلا الضلال {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ} (يونس: من الآية32) لا أستبدل به شيئا من الدنيا، لا أستبدل به شيئا من دعاوى الضلال التي تقدم تحت اسم هدى، تحت اسم دعوة إلى التوحيد.
أنا أريد منك يا الله أنت أن توفقني إلى هدى صالح لا أستبدل به، فلا أستبدل به شيئا من الدنيا، فيكون الإنسان كما حكى الله عن بني إسرائيل {يشترون بآيات الله ثمنا قليلا} {يشترون بعهد الله ثمنا قليلا} وآيات الله هي هداه، وعهد الله هو هداه فيما عهد به إليهم، فأن تستبدل بهدي الله شيئا من الدنيا، أن تستبدل بهدي الله شيئا من المكانة المعنوية: شهادة جامعة، شهادة ثانوية، شهادة تقدير، وظيفة في أي مكان كنت، كلها تعتبر قليلا؛ ولهذا جاء في القرآن الكريم وهو يتحدث عن بني إسرائيل: {يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} (آل عمران: من الآية77) يقول: دائما قليلا. قليلا.. كلما تحدث عما جعلوه بدلا عن الدين من الدنيا يقول عنه: ثمنا قليلا، والدنيا بكلها هي ثمن قليل، أن تستبدل بها تجعلها بدلا عن دينك، تجعلها بدلا عن الهدى الذي متعك الله به، ومنحك إياه.
فالإنسان فيما إذا ما تمتع بالهدى هو بحاجة أيضًا إلى أن يكون حريصا على ذلك الهدى؛ لأنه فيما إذا وقع الضلال سيكون ممن يقع في الضلال بعد المعرفة في الضلال بعد العلم، في الضلال بعد الهدى، وهذا أسوأ أنواع الضلال، وأشد الضلال عاقبة على صاحبه: أن يضل بعد هدى، سواء أن يستبدل ثقافة أخرى، عقائد أخرى منهجا آخر، أو يستبدل بهداه شيئا من الدنيا، والدنيا بكلها مادياتها، ومعنوياتها تعتبر ثمنا قليلا لدينك؛ لأنها ثمن في الواقع لنفسك، وهل ترضى لنفسك أن تكون الدنيا كلها ثمنا لنفسك؟ وتكون عاقبتك جهنم.
من الذي يرضى؟ أليس المجرم - كما حكى الله عنه - سيتمنى يوم القيامة لو أن الدنيا كلها وهي ذهب له لافتدى بها يوم القيامة؟ فالإنسان يتمنى أن لو يملك أي شيء، الدنيا كلها بل أقاربه أيضا فيجعلهم فداء لنفسه ولا يدخل جهنم؟ ((إنه ليس لأنفسكم ثمنا إلا الجنة)). فمن يستبدل بالهدى شيئا من الدنيا فإنه باع نفسه فأوبق نفسه، أوبق نفسه - أهلكها - والكثير الكثير يبيعون أنفسهم! ومن هو ذلك الذي قد باع دينه بالدنيا كلها هل أحد عمل هذه؟ البعض يبيع دينه، ويبيع هداه بأقل القليل، بالشيء البسيط، وهذا مما يكشف - وللأسف الكبير - أنه ليس للهدى.. ليس للإيمان.. ليس للدين أهمية عند الكثير منا إذا ما كان مستعدا أن يبيعه بأتفه الأشياء. إنك من يجب أن تحرص على الهدى، وألا تستبدل به غيره حتى ولو كان ذلك الشيء هو الدنيا بكلها.
((وطريقة حق لا أزيغ عنها)) في ميدان العمل أن أسلك طريقة حق، وأن أستقيم عليها، وأن أثبت عليها، فلا أزيغ عنها أبدا، هذا يعني: أن الإمام زين العابدين (صلوات الله عليه) يرى أن الإنسان فيما إذا وفق لأن يسير على طريقة حق أنه أصبح في نعمة عظيمة، أن عليه أن يشكر الله عليها، أن عليه أن يستقيم ويثبت عليها.
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – ما قيمة مفردة "متعني" التي استخدمها الإمام زين العابدين في الدعاء حين قال: "ومتعني بهدى صالح".
🔸 – ما معنى الاستبدال للهدى الذي ذكره الإمام زين العابدين؟ وأين شاهد ذلك في القرآن الكريم؟
🔸 – متى تجد نفسك تبحث عن المبررات، وماذا يعني البحث عن المبررات في الواقع العملي؟
🔸 – كيف عبّر الإمام علي زين العابدين عن أهمية النية؟
🔸 – كيف يجب أن تكون حياتك؟ وهل يصح أن تتمنى في بعض الأوقات الموت؟ وكيف ذلك؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
دروس من هدي القرآن الكريم
#في_ظلال_دعاء_مكارم_الأخلاق_الدرس_الثاني
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 2/2/2002م
اليمن - صعدة
ولنواصل الحديث حول بعض فقرات هذا الدعاء المهم، دعاء [مكارم الأخلاق] للإمام زين العابدين (صلوات الله عليه) يقول (عليه السلام): ((اللهم صل على محمد وآل محمد ومتعني بهدى صالح لا أستبدل به، وطريقة حق لا أزيغ عنها، ونية رشد لا أشك فيها)). قضية الهدى قضية مهمة، وهي نفس المسألة التي نتعامل معها ببرودة، والكثير من الناس لا يهمه قضية أن يبحث عن كيف يهتدي، وأن يعرف من نفسه أنه يسير على طريق هدي الله، وأنه يتعلم هدى الله، وأنه يربي نفسه على أساس من هدى الله سبحانه وتعالى.
الإمام زين العابدين يدعو الله أن يمتعه؛ لأنها متعة فعلا أن تجد من نفسك أنك على هدى، وأنك على حق في اعتقاداتك، ومواقفك، تجد في نفسك طمأنينة هي السعادة بكلها، هي العزة، هي متعة، حتى متعة الحياة. ((متعني)) هيئ لي أن أتمتع بهدى صالح لا أستبدل به، كيف يكون قضية أن تتمتع بهدى صالح لا تستبدل به؟ عندما يكون هدى تحرص عليه، هدى تكون واعيا وأنت تتمتع به، فلا تتعرض لأن تستبدل به غيره، وهل هناك غير الهدى إلا الضلال {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ} (يونس: من الآية32) لا أستبدل به شيئا من الدنيا، لا أستبدل به شيئا من دعاوى الضلال التي تقدم تحت اسم هدى، تحت اسم دعوة إلى التوحيد.
أنا أريد منك يا الله أنت أن توفقني إلى هدى صالح لا أستبدل به، فلا أستبدل به شيئا من الدنيا، فيكون الإنسان كما حكى الله عن بني إسرائيل {يشترون بآيات الله ثمنا قليلا} {يشترون بعهد الله ثمنا قليلا} وآيات الله هي هداه، وعهد الله هو هداه فيما عهد به إليهم، فأن تستبدل بهدي الله شيئا من الدنيا، أن تستبدل بهدي الله شيئا من المكانة المعنوية: شهادة جامعة، شهادة ثانوية، شهادة تقدير، وظيفة في أي مكان كنت، كلها تعتبر قليلا؛ ولهذا جاء في القرآن الكريم وهو يتحدث عن بني إسرائيل: {يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} (آل عمران: من الآية77) يقول: دائما قليلا. قليلا.. كلما تحدث عما جعلوه بدلا عن الدين من الدنيا يقول عنه: ثمنا قليلا، والدنيا بكلها هي ثمن قليل، أن تستبدل بها تجعلها بدلا عن دينك، تجعلها بدلا عن الهدى الذي متعك الله به، ومنحك إياه.
فالإنسان فيما إذا ما تمتع بالهدى هو بحاجة أيضًا إلى أن يكون حريصا على ذلك الهدى؛ لأنه فيما إذا وقع الضلال سيكون ممن يقع في الضلال بعد المعرفة في الضلال بعد العلم، في الضلال بعد الهدى، وهذا أسوأ أنواع الضلال، وأشد الضلال عاقبة على صاحبه: أن يضل بعد هدى، سواء أن يستبدل ثقافة أخرى، عقائد أخرى منهجا آخر، أو يستبدل بهداه شيئا من الدنيا، والدنيا بكلها مادياتها، ومعنوياتها تعتبر ثمنا قليلا لدينك؛ لأنها ثمن في الواقع لنفسك، وهل ترضى لنفسك أن تكون الدنيا كلها ثمنا لنفسك؟ وتكون عاقبتك جهنم.
من الذي يرضى؟ أليس المجرم - كما حكى الله عنه - سيتمنى يوم القيامة لو أن الدنيا كلها وهي ذهب له لافتدى بها يوم القيامة؟ فالإنسان يتمنى أن لو يملك أي شيء، الدنيا كلها بل أقاربه أيضا فيجعلهم فداء لنفسه ولا يدخل جهنم؟ ((إنه ليس لأنفسكم ثمنا إلا الجنة)). فمن يستبدل بالهدى شيئا من الدنيا فإنه باع نفسه فأوبق نفسه، أوبق نفسه - أهلكها - والكثير الكثير يبيعون أنفسهم! ومن هو ذلك الذي قد باع دينه بالدنيا كلها هل أحد عمل هذه؟ البعض يبيع دينه، ويبيع هداه بأقل القليل، بالشيء البسيط، وهذا مما يكشف - وللأسف الكبير - أنه ليس للهدى.. ليس للإيمان.. ليس للدين أهمية عند الكثير منا إذا ما كان مستعدا أن يبيعه بأتفه الأشياء. إنك من يجب أن تحرص على الهدى، وألا تستبدل به غيره حتى ولو كان ذلك الشيء هو الدنيا بكلها.
((وطريقة حق لا أزيغ عنها)) في ميدان العمل أن أسلك طريقة حق، وأن أستقيم عليها، وأن أثبت عليها، فلا أزيغ عنها أبدا، هذا يعني: أن الإمام زين العابدين (صلوات الله عليه) يرى أن الإنسان فيما إذا وفق لأن يسير على طريقة حق أنه أصبح في نعمة عظيمة، أن عليه أن يشكر الله عليها، أن عليه أن يستقيم ويثبت عليها.
🍀القسم السادس🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – لماذا الحرص على إصلاح العيوب ولو كان في خصلة واحدة فقط؟ ولماذا إعادة ذلك إلى الله؟
🔸 – السكوت على وجود العيوب وعدم إصلاحها لا يقتصر ضرره على الفرد، بل يتعداه إلى المجتمع، فكيف ذلك؟
🔸 – كيف كانت عملية إصلاح العيوب عملا جماعيا في الإسلام؟
🔸 – ما معنى أن يكون لنبي الله إبراهيم لسان صدق في الآخرين؟ وماذا يعني ذلك؟
🔸 – ما مصدر العزة الحقيقية؟ ومتى يكون المؤمن ذليلا؟
🔸 – متى نرى الزعماء الأعزاء أمام شعوبهم أذلاء؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
دروس من هدي القرآن الكريم
#في_ظلال_دعاء_مكارم_الأخلاق_الدرس_الثاني
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 2/2/2002م
اليمن - صعدة
ثم يقول عليه السلام: ((اللهم لا تدع خصلة تعاب مني إلا أصلحتها)) لأن هناك من العيوب ما لا ندركها، هناك من العيوب ما لا نستشعرها، فنحن دائمًا نرجع إلى من يعلم السر في السماوات والأرض، إلى من هو عليم بذات الصدور، إلى من هو أعلم بنا من أنفسنا، أن يتولى صلاح أنفسنا فأي عائبة فينا نسأله أن يصلحها فيوفقنا إلى كيف نصلحها.
ماذا يعني هذا؟ وما هو هذا العيب الذي يطلب من الله، ويريد من كل واحد منا يطلب من الله أن يصلحه؟ هل هو عيب خلقي، لونه؟ أو شكل أنفه، أو شكل عينيه؟ أم أن تلك العيوب الأخلاق السيئة، السيئات، المساوئ، النقص في الإيمان، النقص في الوعي، العيوب المعنوية، وما أكثرها! وهي العيوب التي هي خطيرة علينا، أن يكون أنفك طويلًا جدًا أو قصيرًا، أو يكون شكل عينيك ليس بالشكل الذي ترغبه أنت.. هل هذا يشكل خطورة عليك يوم تلقى الله سبحانه وتعالى؟ هل يشكل خطورة عليك في واقع حياتك، أو خطورة على دينك، أو على أمتك؟ لا.
إنها تلك العيوب والتي دائمًا لا نعمل على أن نصلحها، نحن نصلح عيوبنا الخلقية، نقصص شواربنا ودقوننا لتكون جميلة، ونهتم بمظهرنا، نهتم بأبداننا لتبدو أبداننا ليس فيها عيوب.. أليس كذلك هو ما يحصل؟ لكن عيوبنا الخطيرة علينا هي التي لا نعمل على إصلاحها، هي التي لا يهمنا أن نبحث عن كيف نصلحها.
فيجب أن نرجع إلى الله سبحانه وتعالى، وأن نحرص على كيف نصلح عيوب أنفسنا.. لا ندع خصلة ولو خصلة واحدة، الخصلة الواحدة تجر إلى خصال أخرى، الإنسان هو أشبه في واقعه بالسيارة أو بأي جهاز آخر، السيارة إذا ما تعطلت قطعة واحدة فيها وسكتّ عنها، ما ظهر لك وانقطعت الخصلة الأخرى، القطعة الأخرى المرتبطة بها، وهكذا فيوم كان بإمكانك أن تصلح تلك القطعة بألف ريال سترى نفسك لا تستطيع أن تصلح سيارتك إلا بمائة ألف ريال.. تتداعى، العيوب تتداعى وتتلاحق حتى في الماكينات هذه في الأجهزة نفسها.. والإنسان كذلك {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (المطففين:14).
خصلة تعاب بها تجر إلى خصلة، وخصلة تجر إلى خصلتين.. وهكذا.. حتى يظلم قلبك، ويقسو قلبك، ويطبع الله على قلبك، ويستولي الرين الذي يعني: [الوسخ] - في لغتنا - يستولي على قلبك {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (المطففين:14) وماذا كانوا يكسبون؟ عيوبا.
الإنسان لا يولد وهو مليء بالعيوب من جهة الله سبحانه وتعالى، هو يولد على الفطرة.. يولد نقيا، يولد طاهرًا لكنه هو من يكتسب العيوب واحدة بعد واحدة.. ولا يصلح هذا العيب فيجره هذا العيب إلى عيوب أخرى حتى يصبح قلبه كله عيبًا، وحينئذ لا ينفع فيه هدى.. وحينئذ لا يحرص على هدى، وحينئذ لا يفكر أيضا في إصلاح أي شيء من عيوبه.
فلخطورة العيوب، العيوب النفسية، العيوب الإيمانية التي تؤثر على جانب الإيمان، هو يدعو الله ألا يدع حتى ولا خصلة واحدة.. أليس الكثير منا قد يرى في نفسه عيوبا ثم يستمر في حياته عليها ويقول: [الله غفور رحيم.. والله إنه حقيقة ان احنا كذا، وان احنا كذا، وان احنا كذا....] ألسنا نعدد معائبنا أحيانا؟ [ولكن الله غفور رحيم].
هو غفور رحيم، فلأنه غفور رحيم قال لك: أنب إليه، تب إليه، أصلح عيوبك وهو سيغفر لك، هو سيهديك، هو سيرحمك متى انطلقت أنت لإصلاح عيوبك.. إذا ما شعر كل واحد منا بعيوب في نفسه فليعمل جاهدًا على إصلاحها وليدعو الله.
نحن بحاجة إلى أن ندعو الله سبحانه وتعالى إلى أن يعيننا على أنفسنا في أن نصلح عيوبها، ونحن بحاجة إلى بعضنا بعض في أن نصلح عيوب بعضنا بعض: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} (المائدة: من الآية2) {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} (آل عمران: من الآية104) {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} (العصر:3).
إذا ما انطلق الناس فيما بينهم ينصح بعضهم بعضا، ويأمر بعضهم بعضا بالمعروف وينهاه عن المنكر، ونتواصى بعمل الحق، ونتواصى بالصبر على الحق.. أليس هذا هو من العمل على إصلاح أنفسنا؟ وعلى سد ثغرات عيوبنا؟
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – لماذا الحرص على إصلاح العيوب ولو كان في خصلة واحدة فقط؟ ولماذا إعادة ذلك إلى الله؟
🔸 – السكوت على وجود العيوب وعدم إصلاحها لا يقتصر ضرره على الفرد، بل يتعداه إلى المجتمع، فكيف ذلك؟
🔸 – كيف كانت عملية إصلاح العيوب عملا جماعيا في الإسلام؟
🔸 – ما معنى أن يكون لنبي الله إبراهيم لسان صدق في الآخرين؟ وماذا يعني ذلك؟
🔸 – ما مصدر العزة الحقيقية؟ ومتى يكون المؤمن ذليلا؟
🔸 – متى نرى الزعماء الأعزاء أمام شعوبهم أذلاء؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
دروس من هدي القرآن الكريم
#في_ظلال_دعاء_مكارم_الأخلاق_الدرس_الثاني
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 2/2/2002م
اليمن - صعدة
ثم يقول عليه السلام: ((اللهم لا تدع خصلة تعاب مني إلا أصلحتها)) لأن هناك من العيوب ما لا ندركها، هناك من العيوب ما لا نستشعرها، فنحن دائمًا نرجع إلى من يعلم السر في السماوات والأرض، إلى من هو عليم بذات الصدور، إلى من هو أعلم بنا من أنفسنا، أن يتولى صلاح أنفسنا فأي عائبة فينا نسأله أن يصلحها فيوفقنا إلى كيف نصلحها.
ماذا يعني هذا؟ وما هو هذا العيب الذي يطلب من الله، ويريد من كل واحد منا يطلب من الله أن يصلحه؟ هل هو عيب خلقي، لونه؟ أو شكل أنفه، أو شكل عينيه؟ أم أن تلك العيوب الأخلاق السيئة، السيئات، المساوئ، النقص في الإيمان، النقص في الوعي، العيوب المعنوية، وما أكثرها! وهي العيوب التي هي خطيرة علينا، أن يكون أنفك طويلًا جدًا أو قصيرًا، أو يكون شكل عينيك ليس بالشكل الذي ترغبه أنت.. هل هذا يشكل خطورة عليك يوم تلقى الله سبحانه وتعالى؟ هل يشكل خطورة عليك في واقع حياتك، أو خطورة على دينك، أو على أمتك؟ لا.
إنها تلك العيوب والتي دائمًا لا نعمل على أن نصلحها، نحن نصلح عيوبنا الخلقية، نقصص شواربنا ودقوننا لتكون جميلة، ونهتم بمظهرنا، نهتم بأبداننا لتبدو أبداننا ليس فيها عيوب.. أليس كذلك هو ما يحصل؟ لكن عيوبنا الخطيرة علينا هي التي لا نعمل على إصلاحها، هي التي لا يهمنا أن نبحث عن كيف نصلحها.
فيجب أن نرجع إلى الله سبحانه وتعالى، وأن نحرص على كيف نصلح عيوب أنفسنا.. لا ندع خصلة ولو خصلة واحدة، الخصلة الواحدة تجر إلى خصال أخرى، الإنسان هو أشبه في واقعه بالسيارة أو بأي جهاز آخر، السيارة إذا ما تعطلت قطعة واحدة فيها وسكتّ عنها، ما ظهر لك وانقطعت الخصلة الأخرى، القطعة الأخرى المرتبطة بها، وهكذا فيوم كان بإمكانك أن تصلح تلك القطعة بألف ريال سترى نفسك لا تستطيع أن تصلح سيارتك إلا بمائة ألف ريال.. تتداعى، العيوب تتداعى وتتلاحق حتى في الماكينات هذه في الأجهزة نفسها.. والإنسان كذلك {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (المطففين:14).
خصلة تعاب بها تجر إلى خصلة، وخصلة تجر إلى خصلتين.. وهكذا.. حتى يظلم قلبك، ويقسو قلبك، ويطبع الله على قلبك، ويستولي الرين الذي يعني: [الوسخ] - في لغتنا - يستولي على قلبك {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (المطففين:14) وماذا كانوا يكسبون؟ عيوبا.
الإنسان لا يولد وهو مليء بالعيوب من جهة الله سبحانه وتعالى، هو يولد على الفطرة.. يولد نقيا، يولد طاهرًا لكنه هو من يكتسب العيوب واحدة بعد واحدة.. ولا يصلح هذا العيب فيجره هذا العيب إلى عيوب أخرى حتى يصبح قلبه كله عيبًا، وحينئذ لا ينفع فيه هدى.. وحينئذ لا يحرص على هدى، وحينئذ لا يفكر أيضا في إصلاح أي شيء من عيوبه.
فلخطورة العيوب، العيوب النفسية، العيوب الإيمانية التي تؤثر على جانب الإيمان، هو يدعو الله ألا يدع حتى ولا خصلة واحدة.. أليس الكثير منا قد يرى في نفسه عيوبا ثم يستمر في حياته عليها ويقول: [الله غفور رحيم.. والله إنه حقيقة ان احنا كذا، وان احنا كذا، وان احنا كذا....] ألسنا نعدد معائبنا أحيانا؟ [ولكن الله غفور رحيم].
هو غفور رحيم، فلأنه غفور رحيم قال لك: أنب إليه، تب إليه، أصلح عيوبك وهو سيغفر لك، هو سيهديك، هو سيرحمك متى انطلقت أنت لإصلاح عيوبك.. إذا ما شعر كل واحد منا بعيوب في نفسه فليعمل جاهدًا على إصلاحها وليدعو الله.
نحن بحاجة إلى أن ندعو الله سبحانه وتعالى إلى أن يعيننا على أنفسنا في أن نصلح عيوبها، ونحن بحاجة إلى بعضنا بعض في أن نصلح عيوب بعضنا بعض: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} (المائدة: من الآية2) {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} (آل عمران: من الآية104) {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} (العصر:3).
إذا ما انطلق الناس فيما بينهم ينصح بعضهم بعضا، ويأمر بعضهم بعضا بالمعروف وينهاه عن المنكر، ونتواصى بعمل الحق، ونتواصى بالصبر على الحق.. أليس هذا هو من العمل على إصلاح أنفسنا؟ وعلى سد ثغرات عيوبنا؟