#اليمن_تاريخ_وثقافة
قلعة #خوران #الحدأ
كتب ؛؛ علي ناصر #صوال
دراسة تاريخية حديثة عن قلعة الذراع
( قلعة خوران ) الحداء - محافظ ذمار
[ 8 /11/ 2018 م ]
__________________________
ونستعرض في هذه الدراسة
• الأهمية الإستراتيجية لهذه القلعة وموقعها الفريد.
• تحديد الشكل الإفتراضي للقلعة من خلال مسح قياس أبعاد الأساسات من كل الجوانب.
• التعريف بمحتوى النقوش التي تم العثور عليها في هذا الموقع وأهمية المعلومات التي وردت فيها.
وهنا يجدر القول أن هذه القلعة خيالية البناء والعلو والأستراتيجية المكانية المنقطعة النظير ويعتبر التخطيط الهندسي لهذه القلعة معلماً حضارياً يعكس عظمة الإنسان على هذه الأرض عبر مراحل التاريخ العتيق ، حيث تتخذ شكلاً هندسياً عسكري النمط ...!!
وتقع على الطريق الرسمي للقوافل قديماً يقال له طريق العِيس اوطريق المحجة الرابط بين ما كان يسمى باليمن الأسفل واليمن الأعلى.
وتبعد هذه القلعة عن زراجة مركز المديرية 7 كم وعن المحافظة ذمار 57 كم وعن العاصمة صنعاء 67كم تقريباً وقد شُيِّدت علي قمة جبل يبلغ إرتفاعه 2600 متر عن مستوى سطح البحر .
وكانت هذه القلعة تؤدي دور البيت والحصن والسجن ومستودع الأسلحة وبيت المال ومركز الحكومة المحلية.
حيث تتكون هذهِ القلعة من قصر رئيسي يبلغ من الطول 10.50 متراً × عرض8.50 متراً دائري الشكل من الخلف جهة الشمال ، وله مدخل من جهة الجنوب بجانب الركن الغربي يبلغ قياس العرض 1.30متراً وتحيط به صرحة من ثلاث جهات الجنوب والشرق والغرب ، ومكسية من الداخل بمادة القضاض طولها 14 متراً × عرض 10 أمتار .
وعلى يمين القصر من جهة الغرب مسكن جماعي واسع يبلغ من الطول 26.70 متراً × عرض 3.50 متراً ويقابله غرفة رباعية الشكل وفي الجهة المقابلة يساراً من الجهة الشرقية مسكن جماعي بنفس الطول والعرض ويقابله أيضاً غرفة رباعية الشكل .
ويحيط بالقلعة سور طوله 35 متراً × عرض 30 متراً وتزينه أربعة أبراج دفاعية إسطوانية الشكل ويتوسط السور من جهة الجنوب بوابة يبلغ عرضها 2.23 متراً وفي كل جانب من البوابة يوجد غرفة . ويلي كل غرفة من هذه الغرف التي بجانب البوابة خزان ماء تحت الارض لتجميع مياه الامطار ويمتد كلٌ منهما حتى آخر السور وبين كل غرفة وخزان فاصل أي أنه يوجد مسافة فارغة بينهما وذلك تحسباً لأعمال الصيانة المحتملة في الخزانات المخصصة للماء.
وأبعاد الطول والعرض 8.70 متراً × 3.30 متراً أما العمق المتبقي = 3 أمتار والبقية مردوم ويُقدر بـ 5 أمتار تقريباً وله تصميم هندسي غاية في الدقة من حيث طريقة التخزين وحفظ المياة وتأمين سلامة الجدران من ضغط المياه أو التسريب.
وللقلعة أيضاً سور خارجي واسع وله خمسة ابراج دافاعية تم توزيع بناءها حسب ماتقتضيه الحاجة وتقع بوابته في الجهة الجنوبية .
ويضم مجموعة من المرافق خصوصاً في الجهة الجنوبية الغربية ، وفي أقصى السور من جهة الشمال أيضاً يوجد حاجز مائي من الداخل لتجميع مياه الامطار ، أما من خارج الاسوار جهة الجنوب يوجد برج إضافي واحد مخصص لمتابعة سير القوافل وتأمينها وبالقرب منه مبنى صغير اعتقد انه كان بيت العبادة .
كذلك يوجد خارج الأسوار من جهة الجنوب حاجر مائي ( ماجل) لتجميع مياه الامطار وبجانبه من جهة الغرب خزان طبيعي وسط الصخر يقوم بتجميع مياه الامطار يشبة الشارع الضيق و في أطرفه تم بناء حاجزين من أجل حفظ المياه وتغطيهما مادة القضاض من الداخل كمايلاحظ إضافة مادة القضاض ايضاً في بعض الاماكن تفادياً من تسرب المياه ، وطوله 15 متراً × عرض 1.34متراً ويقول كبار السن أن له 32 من الدرج إلى الاسفل وماؤه شديد البرودة وله ساقية مقضضة متفرعة من ساحة السور الخارجي .
وكانت هذه القلعة في عصر دولة سبأ تقع ضمن الأراضي التابعة لقبيلة ذي جرة التي هي اليوم سنحان وبلاد الروس وقد ورد اسمها في نقوش المسند العربي (ذي جرت)
وقد جاء ذِكر هذا القلعة في كثير من المراجع التاريخية أهمها كتاب (البرق اليماني في الفتح العثماني ص 248) للمؤرخ / قطب الدين النهروالي المكي
وكتاب (المقتطف من تاريخ اليمن ص 215 - 215 - 217 ) للباحث والمؤرخ / الجرافي
وكتاب (الجوهرة المنيرة ص297 - 534)
للمؤرخ / الجرمزي
وكتاب ( اللطائف السنية في أخبار الممالك اليمنية ص 239 - 240 ) للمؤرخ / الكبسي
وتحدثت تلك المراجع عن الأهمية الإستراتيجية التى كان يتميز بها هذا الموقع الفريد ، والذي طالما تصارعت عليه القوى الحربية في الساحة ، إلا أن ما أوردته تلك المصادر لا يتجاور من الزمان خمس مائة عام .
أما المصادر الأبعد رمناً فقد جاءات في النقوش المسندية التي تم العثور عليها وفي نفس المكان ورغم الفارق الزمني إلا أن ماذكرته تلك المصادر عن حالة الصراع بين القوى الحربية نجد أنه يتوافق مع نقوش المسند في تشابه الأحداث في هذا المكان الأستراتيجي .
فقد ورد في أحد النقوش الحديث عن حالة الصراع الذي كان قائماً بين القوى
قلعة #خوران #الحدأ
كتب ؛؛ علي ناصر #صوال
دراسة تاريخية حديثة عن قلعة الذراع
( قلعة خوران ) الحداء - محافظ ذمار
[ 8 /11/ 2018 م ]
__________________________
ونستعرض في هذه الدراسة
• الأهمية الإستراتيجية لهذه القلعة وموقعها الفريد.
• تحديد الشكل الإفتراضي للقلعة من خلال مسح قياس أبعاد الأساسات من كل الجوانب.
• التعريف بمحتوى النقوش التي تم العثور عليها في هذا الموقع وأهمية المعلومات التي وردت فيها.
وهنا يجدر القول أن هذه القلعة خيالية البناء والعلو والأستراتيجية المكانية المنقطعة النظير ويعتبر التخطيط الهندسي لهذه القلعة معلماً حضارياً يعكس عظمة الإنسان على هذه الأرض عبر مراحل التاريخ العتيق ، حيث تتخذ شكلاً هندسياً عسكري النمط ...!!
وتقع على الطريق الرسمي للقوافل قديماً يقال له طريق العِيس اوطريق المحجة الرابط بين ما كان يسمى باليمن الأسفل واليمن الأعلى.
وتبعد هذه القلعة عن زراجة مركز المديرية 7 كم وعن المحافظة ذمار 57 كم وعن العاصمة صنعاء 67كم تقريباً وقد شُيِّدت علي قمة جبل يبلغ إرتفاعه 2600 متر عن مستوى سطح البحر .
وكانت هذه القلعة تؤدي دور البيت والحصن والسجن ومستودع الأسلحة وبيت المال ومركز الحكومة المحلية.
حيث تتكون هذهِ القلعة من قصر رئيسي يبلغ من الطول 10.50 متراً × عرض8.50 متراً دائري الشكل من الخلف جهة الشمال ، وله مدخل من جهة الجنوب بجانب الركن الغربي يبلغ قياس العرض 1.30متراً وتحيط به صرحة من ثلاث جهات الجنوب والشرق والغرب ، ومكسية من الداخل بمادة القضاض طولها 14 متراً × عرض 10 أمتار .
وعلى يمين القصر من جهة الغرب مسكن جماعي واسع يبلغ من الطول 26.70 متراً × عرض 3.50 متراً ويقابله غرفة رباعية الشكل وفي الجهة المقابلة يساراً من الجهة الشرقية مسكن جماعي بنفس الطول والعرض ويقابله أيضاً غرفة رباعية الشكل .
ويحيط بالقلعة سور طوله 35 متراً × عرض 30 متراً وتزينه أربعة أبراج دفاعية إسطوانية الشكل ويتوسط السور من جهة الجنوب بوابة يبلغ عرضها 2.23 متراً وفي كل جانب من البوابة يوجد غرفة . ويلي كل غرفة من هذه الغرف التي بجانب البوابة خزان ماء تحت الارض لتجميع مياه الامطار ويمتد كلٌ منهما حتى آخر السور وبين كل غرفة وخزان فاصل أي أنه يوجد مسافة فارغة بينهما وذلك تحسباً لأعمال الصيانة المحتملة في الخزانات المخصصة للماء.
وأبعاد الطول والعرض 8.70 متراً × 3.30 متراً أما العمق المتبقي = 3 أمتار والبقية مردوم ويُقدر بـ 5 أمتار تقريباً وله تصميم هندسي غاية في الدقة من حيث طريقة التخزين وحفظ المياة وتأمين سلامة الجدران من ضغط المياه أو التسريب.
وللقلعة أيضاً سور خارجي واسع وله خمسة ابراج دافاعية تم توزيع بناءها حسب ماتقتضيه الحاجة وتقع بوابته في الجهة الجنوبية .
ويضم مجموعة من المرافق خصوصاً في الجهة الجنوبية الغربية ، وفي أقصى السور من جهة الشمال أيضاً يوجد حاجز مائي من الداخل لتجميع مياه الامطار ، أما من خارج الاسوار جهة الجنوب يوجد برج إضافي واحد مخصص لمتابعة سير القوافل وتأمينها وبالقرب منه مبنى صغير اعتقد انه كان بيت العبادة .
كذلك يوجد خارج الأسوار من جهة الجنوب حاجر مائي ( ماجل) لتجميع مياه الامطار وبجانبه من جهة الغرب خزان طبيعي وسط الصخر يقوم بتجميع مياه الامطار يشبة الشارع الضيق و في أطرفه تم بناء حاجزين من أجل حفظ المياه وتغطيهما مادة القضاض من الداخل كمايلاحظ إضافة مادة القضاض ايضاً في بعض الاماكن تفادياً من تسرب المياه ، وطوله 15 متراً × عرض 1.34متراً ويقول كبار السن أن له 32 من الدرج إلى الاسفل وماؤه شديد البرودة وله ساقية مقضضة متفرعة من ساحة السور الخارجي .
وكانت هذه القلعة في عصر دولة سبأ تقع ضمن الأراضي التابعة لقبيلة ذي جرة التي هي اليوم سنحان وبلاد الروس وقد ورد اسمها في نقوش المسند العربي (ذي جرت)
وقد جاء ذِكر هذا القلعة في كثير من المراجع التاريخية أهمها كتاب (البرق اليماني في الفتح العثماني ص 248) للمؤرخ / قطب الدين النهروالي المكي
وكتاب (المقتطف من تاريخ اليمن ص 215 - 215 - 217 ) للباحث والمؤرخ / الجرافي
وكتاب (الجوهرة المنيرة ص297 - 534)
للمؤرخ / الجرمزي
وكتاب ( اللطائف السنية في أخبار الممالك اليمنية ص 239 - 240 ) للمؤرخ / الكبسي
وتحدثت تلك المراجع عن الأهمية الإستراتيجية التى كان يتميز بها هذا الموقع الفريد ، والذي طالما تصارعت عليه القوى الحربية في الساحة ، إلا أن ما أوردته تلك المصادر لا يتجاور من الزمان خمس مائة عام .
أما المصادر الأبعد رمناً فقد جاءات في النقوش المسندية التي تم العثور عليها وفي نفس المكان ورغم الفارق الزمني إلا أن ماذكرته تلك المصادر عن حالة الصراع بين القوى الحربية نجد أنه يتوافق مع نقوش المسند في تشابه الأحداث في هذا المكان الأستراتيجي .
فقد ورد في أحد النقوش الحديث عن حالة الصراع الذي كان قائماً بين القوى
#الحدأ
أشهر أعلام مديرية الحداء، ومن أشهرهم الشاعر الكبير المرحوم عبدالله صالح البردوني الذي كان لي الشرف أن أدرس عنده قبل ثورة سبتمبر 1962م وقد تأثرت به كثيراً، وعند وفاته رحمه الله حاولت أن أرثيه ببعض الكلمات والأسطر التي كانت تعبر عن مشاعري وحبي له، وقد سبق أن نُشرت في صحيفة صنعاء اليمن في العدد (29) بتاريخ 5سبتمبر 2006م، وأوردها هنا:
(الأقلام تكسرت والأحبار جفت وتمزقت الصحف على النجم الذي غاب عن سماء أرض سبأ أرض الجنتين في مدينة أزال في باحة قصر غمدان الشهير الشاعر اليماني المولود في قرية البردون من بلاد الحدا واليها ينتسب كان يرى بقلبه لا بعينيه.. حروف الهجاء ناحت حزناً على الحكيم اليماني الذي شع علمه وأدبه على الناطقين بلغة القرآن والبيان والحديث والحكمة. لقد صاغ من علوم القرآن أدباًً انتشر عبقه إلى كل محافل الفكر والأدب. سل عنه منتدى أبي تمام سل عنه بغداد والقاهرة ودمشق ومطابع بيروت ستقول لك أنه كان ركناً من أركان الفكر والشعر في بلاد العرب. كان زاهداً متواضعاً يكره الظلم والاستبداد والنفاق وكان يردد أن الناس متكافئون فيما بينهم إلا بما يحملونه من علم أو يحسنونه من عمل نافع للناس في حياتهم.. كان يرى بقلبه كل ألوان الطيف وخبايا الضلوع والنفوس من خلال تحليل الكلمات والنصوص وتكاد أن تكون أشعاره ناراً ونوراً على الظالمين تحرق افئدتهم وعلى البائسين تخفف عنهم معاناتهم.. عرفه كل حاملي لواء الشعر والفكر في كوكبنا الكبير وترجمت أشعاره إلى كل اللغات الحية. عرفه أدباء العالم ورجال الثقافة شجرة عطرة من ارض بلقيس وأختلف النقاد حول تصنيفه هل هو شاعر أم فيلسوف أم حكيم. استوعب حياة مجتمعه والمجتمعات الإنسانية وأستوعب البيئة وحياة الإنسان عبر العصور.. جبل نقم أهتزت أركانه وزلزلت أوتاده لموت الشاعر الحكيم. مكة والمدينة في شمال الجزيرة توشحتا بالسواد على رحيل فارس الكلمة في جنوبها والنيل ودجلة والفرات توقفت أنهارها حزناً على من تغنى بشعره أبناء الشام والعراق ومصر. فاس وشنقيط والزيتونة فقدت بغيابه بهجة لغة الضاد وسيبويه والزبيدي من جديد.. نعت اليونسكو باسم العالم رحيل الإنسان المتواضع المجاهد ضد الظلم والحرمان والفقر في كل أرجاء المعمورة. صنعاء حزينة أنها يتيمة بموت من كان جزءاً من نسيجها الاجتماعي ومنارة من مناراتها وفنونها وعماراتها الجميلة.. اليمن بسهولها وجبالها وبحارها فقدت من عاش لقضاياها وهمومها ومن ناضل في سبيل وحدتها وكتب للشجر والحجر والبحر والمطر للزرع للثمر كتب عن الفنون والحداء والغناء والزامل ومواسم الأمطار والزواج وهجرة الطيور والرجال..لكن يا وطني لا تيأس فلا تزال في ساحتك نجوم أخرى تدور في فلك سمائك تشع بعلمها وفكرها على كل سهولك وجبالك ياوطني.)
هجر العلم في مديرية الحداء
• العمارية: هجرة من هجر العلم في بلاد الحداء شرقي محافظة ذمار، ينسب إليها الفقهاء والعلماء(آل العمري)، أصلهم من مراد، ومنهم بها بقية. وكان من أشهرهم العلامة الفقيه محمد بن أسعد المرادي المذحجي أحد الدعاة أيام الإمام المنصور عبدالله بن حمزة (ت614هـ/1217م)، توجه إلى عجم العراق والجيل والديلم (فارس) وكان ممن أحضر معه كتب المعتزلة إلى اليمن. وفي العصر الحديث كان الفقيه القاضي علي بن محمد العمري (ت1182هـ /1770م) جد (آل العمري) بصنعاء وقد انتقل من هجرته واستقر بالعاصمة وعمل وزيراً للمهدي عباس وبها توفي. وقد أورد القاضي المرحوم إسماعيل الأكوع هجرة العمارية ضمن كتابه (هجر العلم ومعاقله في اليمن) بأنها قرية عامرة من مخلاف العابسية من ناحية الحداء. في الجنوب الشرقي من صنعاء. وقد ترجم القاضي المرحوم إسماعيل بن علي الأكوع في (هجر العلم ومعاقله في اليمن) لـ (16) علماً من أعلامها..
من أشهر أعلام مديرية الحداء
• الشاعر الكبير عبدالله البردوني: (1348-9/5/1420هـ /1929-30/8/1999م) عبدالله بن صالح بن عبدالله بن حسين هو شاعر اليمن الكبير في أواخر القرن العشرين صنفه الكثير من النقاد بأنه أحد القمم الشعرية العربية في أواخر القرن العشرين، وقد وصفته مجلة الكويت في عددها رقم (277) الصادر في سبتمبر 2002م بقولها: “وها نحن في هذا العدد نشحذ الحرف ليصل إلى هامة عالية مثل عبدالله البردوني الشاعر اليمني العربي الذي دعا إلى أن قال القائلون: هناك شعر حداثة، وشعر تقليد، وشعر عبدالله البردوني.. هكذا يظل البردوني وهجاً مشعاً أبداً.. ويظل الحاضر الغائب في كل مناسبة.” وقد حصل على جائزة الأمم المتحدة (اليونسكو) حيث أصدرت عملة فضية عليها صورته عام 1402هـ،1982م، ولد في قرية “البردون” من قبيلة (بني حسن) في ناحية (الحدأ) شرقي مدينة ذمار، أصيب بمرض الجدري وفقد على إثرها بصره وهو في الخامسة أو السادسة من عمره، أنتقل إلى مدينة ذمار في الثامنة أو التاسعة من عمره، حيث أكمل تعليمه للقرآن الكريم حفظاً وتجويداً، ثم أنتقل إلى دار العلوم (المدرسة الشمسية)، ثم أنتقل وعمره 13 سنة إلى صنعاء ودرس بالجا
أشهر أعلام مديرية الحداء، ومن أشهرهم الشاعر الكبير المرحوم عبدالله صالح البردوني الذي كان لي الشرف أن أدرس عنده قبل ثورة سبتمبر 1962م وقد تأثرت به كثيراً، وعند وفاته رحمه الله حاولت أن أرثيه ببعض الكلمات والأسطر التي كانت تعبر عن مشاعري وحبي له، وقد سبق أن نُشرت في صحيفة صنعاء اليمن في العدد (29) بتاريخ 5سبتمبر 2006م، وأوردها هنا:
(الأقلام تكسرت والأحبار جفت وتمزقت الصحف على النجم الذي غاب عن سماء أرض سبأ أرض الجنتين في مدينة أزال في باحة قصر غمدان الشهير الشاعر اليماني المولود في قرية البردون من بلاد الحدا واليها ينتسب كان يرى بقلبه لا بعينيه.. حروف الهجاء ناحت حزناً على الحكيم اليماني الذي شع علمه وأدبه على الناطقين بلغة القرآن والبيان والحديث والحكمة. لقد صاغ من علوم القرآن أدباًً انتشر عبقه إلى كل محافل الفكر والأدب. سل عنه منتدى أبي تمام سل عنه بغداد والقاهرة ودمشق ومطابع بيروت ستقول لك أنه كان ركناً من أركان الفكر والشعر في بلاد العرب. كان زاهداً متواضعاً يكره الظلم والاستبداد والنفاق وكان يردد أن الناس متكافئون فيما بينهم إلا بما يحملونه من علم أو يحسنونه من عمل نافع للناس في حياتهم.. كان يرى بقلبه كل ألوان الطيف وخبايا الضلوع والنفوس من خلال تحليل الكلمات والنصوص وتكاد أن تكون أشعاره ناراً ونوراً على الظالمين تحرق افئدتهم وعلى البائسين تخفف عنهم معاناتهم.. عرفه كل حاملي لواء الشعر والفكر في كوكبنا الكبير وترجمت أشعاره إلى كل اللغات الحية. عرفه أدباء العالم ورجال الثقافة شجرة عطرة من ارض بلقيس وأختلف النقاد حول تصنيفه هل هو شاعر أم فيلسوف أم حكيم. استوعب حياة مجتمعه والمجتمعات الإنسانية وأستوعب البيئة وحياة الإنسان عبر العصور.. جبل نقم أهتزت أركانه وزلزلت أوتاده لموت الشاعر الحكيم. مكة والمدينة في شمال الجزيرة توشحتا بالسواد على رحيل فارس الكلمة في جنوبها والنيل ودجلة والفرات توقفت أنهارها حزناً على من تغنى بشعره أبناء الشام والعراق ومصر. فاس وشنقيط والزيتونة فقدت بغيابه بهجة لغة الضاد وسيبويه والزبيدي من جديد.. نعت اليونسكو باسم العالم رحيل الإنسان المتواضع المجاهد ضد الظلم والحرمان والفقر في كل أرجاء المعمورة. صنعاء حزينة أنها يتيمة بموت من كان جزءاً من نسيجها الاجتماعي ومنارة من مناراتها وفنونها وعماراتها الجميلة.. اليمن بسهولها وجبالها وبحارها فقدت من عاش لقضاياها وهمومها ومن ناضل في سبيل وحدتها وكتب للشجر والحجر والبحر والمطر للزرع للثمر كتب عن الفنون والحداء والغناء والزامل ومواسم الأمطار والزواج وهجرة الطيور والرجال..لكن يا وطني لا تيأس فلا تزال في ساحتك نجوم أخرى تدور في فلك سمائك تشع بعلمها وفكرها على كل سهولك وجبالك ياوطني.)
هجر العلم في مديرية الحداء
• العمارية: هجرة من هجر العلم في بلاد الحداء شرقي محافظة ذمار، ينسب إليها الفقهاء والعلماء(آل العمري)، أصلهم من مراد، ومنهم بها بقية. وكان من أشهرهم العلامة الفقيه محمد بن أسعد المرادي المذحجي أحد الدعاة أيام الإمام المنصور عبدالله بن حمزة (ت614هـ/1217م)، توجه إلى عجم العراق والجيل والديلم (فارس) وكان ممن أحضر معه كتب المعتزلة إلى اليمن. وفي العصر الحديث كان الفقيه القاضي علي بن محمد العمري (ت1182هـ /1770م) جد (آل العمري) بصنعاء وقد انتقل من هجرته واستقر بالعاصمة وعمل وزيراً للمهدي عباس وبها توفي. وقد أورد القاضي المرحوم إسماعيل الأكوع هجرة العمارية ضمن كتابه (هجر العلم ومعاقله في اليمن) بأنها قرية عامرة من مخلاف العابسية من ناحية الحداء. في الجنوب الشرقي من صنعاء. وقد ترجم القاضي المرحوم إسماعيل بن علي الأكوع في (هجر العلم ومعاقله في اليمن) لـ (16) علماً من أعلامها..
من أشهر أعلام مديرية الحداء
• الشاعر الكبير عبدالله البردوني: (1348-9/5/1420هـ /1929-30/8/1999م) عبدالله بن صالح بن عبدالله بن حسين هو شاعر اليمن الكبير في أواخر القرن العشرين صنفه الكثير من النقاد بأنه أحد القمم الشعرية العربية في أواخر القرن العشرين، وقد وصفته مجلة الكويت في عددها رقم (277) الصادر في سبتمبر 2002م بقولها: “وها نحن في هذا العدد نشحذ الحرف ليصل إلى هامة عالية مثل عبدالله البردوني الشاعر اليمني العربي الذي دعا إلى أن قال القائلون: هناك شعر حداثة، وشعر تقليد، وشعر عبدالله البردوني.. هكذا يظل البردوني وهجاً مشعاً أبداً.. ويظل الحاضر الغائب في كل مناسبة.” وقد حصل على جائزة الأمم المتحدة (اليونسكو) حيث أصدرت عملة فضية عليها صورته عام 1402هـ،1982م، ولد في قرية “البردون” من قبيلة (بني حسن) في ناحية (الحدأ) شرقي مدينة ذمار، أصيب بمرض الجدري وفقد على إثرها بصره وهو في الخامسة أو السادسة من عمره، أنتقل إلى مدينة ذمار في الثامنة أو التاسعة من عمره، حيث أكمل تعليمه للقرآن الكريم حفظاً وتجويداً، ثم أنتقل إلى دار العلوم (المدرسة الشمسية)، ثم أنتقل وعمره 13 سنة إلى صنعاء ودرس بالجا