اليمن_تاريخ_وثقافة
11.2K subscribers
143K photos
351 videos
2.19K files
24.7K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
الناحية الاجتماعية أكثر من أي شيء آخر. لكن المشايخ كانوا يتعلمون في مدرسة الحياة أولاً وأخيراً. عندما توفي جدي لوالدي ناصر، عاد الإمام إلى مواجهة والدي وأعمـامي فسجنهم وأتعبهم بوسائل وطرق كررها مراراً من سنة 1340هجرية حتى سنة 1382هجرية ، أي لأكثر من 40 سنة عانوا خلالها كثيراً. كانت لدينا أملاك تستر على حالنا، ولولا هذه الأملاك لكان من الصعب علينا أن نقاوم ونصمد لأن مزايدات الإمام كانت كبيرة وحبوساته كثيرة بحق العائلة.

أما أنا فتسلمت مسئولية حاشد في سن الـ16 وأصبحت المسؤولية بوجهي في المنطقة ، لأن الوالد كان مسجوناً مع أخي حميد بعد مقتل الإمام يحيى سنة 1948 ميلادية.

عندما قتل الإمام يحيى خلفه الإمام أحمد الذي اعتقل أخي حميد في مدينة تعز عندما دخل مقامه ليسلم عليه فكان علي ساعتئذ أن أتحمل مسئولية المشيخة ولي من العمر 16 سنة . توليتها بقدر الإمكان طبعاً . وكان ذلك في سنة 1950م في ذلك الحين توجهت إلى قصر الإمام للمطالبة بإطلاق والدي الذي كان مسجوناً في تعز.

·      ذهبت على رأس وفد من حاشد أم منفرداً؟

§      اصطحبت معي مرافقين فقط. لم يستجب الإمام طلبي على الفور، لكنه وافق بعد سنة ونصف سنة على إطلاقه على أن يذهب إلى البلاد لمدة ثلاث أو أربعة أشهر وسجنني بدلاً منه. والسجن ليس كما هو اليوم خصوصاً بالنسبة إلى المشايخ وذوي المراتب الاجتماعية العالية . كانت لدى الإمام طرق عدة للحبس بعضها أشبه بالإقامة الجبرية ولكن ليس في بيت الشخص المعني وإنما في مقر الإمام. وأنا لم أكن محبوساً في السجن ، وإنما في مكان يراقبه العسكر ويحرسونه.

منذ العام 1950 دخلت في شريط من الأحداث السياسية وكان علي أن أحتك بالناس والعلماء والسياسيين . وهذا مصدر كبير للمعرفة لأن الإنسان لم يكن يعرف شيئاً إلا في العاصمة وكان مقام الإمام في العاصمة مقراً يجتمع فيه العلماء والمشايخ والمثقفون وتتم فيه مداولات مهمة لم تكن الوسائل الإعلامية متوافرة في ذلك الحين كما هي الحال اليوم ولم تكن تنقل المعرفة إلى البيوت المنعزلة في القرى النائية . هكذا دخلت منذ 50 سنة في معترك الحياة السياسية والاجتماعية.

·      ما هي المواصفات التي يجب أن يتمتع بها الشيخ وهل تكفي الوراثة وحدها؟

§      لا .. أبداً . ليس بالوراثة يصبح المرء شيخاً بعد الأب تجتمع القبيلة وتوقع صك اختيار الشيخ البديل.

·      …وفقاً لأية شروط؟

§      الشروط كثيرة من بينها السلوك الخلقي الجيد وهذا الشرط يأتي في الطليعة. ناهيك عن الاستقامة وأداء الفرائض الدينية والعبادات.

·      هل للشجاعة دور حاسم في اختيار الشيخ؟

§      الشجاعة والأخلاق والمقدرة على العطاء وحسن المعاملة..الخ.

·      هل يدخل الغنى المادي عنصراً حاسماً في اختيار الشيخ؟

§      لا .. أبداً .

·      عندما عينت شيخاً هل كان في حاشد من هم أكثر غنى منك مادياً؟

§      طبعاً ولكن في المناطق الشمالية من اليمن لا يوجد عموماً أغنياء. الغنى المادي ليس من العناصر المؤثرة في اختيار الشيخ.

·      هل يجب على الشيخ أن يجيد فنون القتال باعتبار أن القبائل كانت بمثابة جيوش للأئمة ومشايخها قادة لهذه الجيوش؟

§      لا يخضع الشيخ لاختبار معين لمعرفة هل هو مقاتل أم لا. هذا الأمر لم يكن وارداً.

·      لكنك تجيد فنون القتال؟

§      هذا معروف عند الناس ، ولا حاجة إلى الحديث عن هذا الجانب . إن طبيعة حياتنا في المجتمع اليمني كانت تقتضي ذلك لكن هذا الأمر ليس شرطاً لكن من الشروط المهمة: الحفاظ على الشعائر الإسلامية وحسن السلوك. والتعامل مع الآخرين والمقدرة والكفاءة..الخ.

·      سجنت سنة 1950 ميلادية فكم دام سجنك؟

§      بقيت مسجوناً بدل الوالد حتى سنة 1953م.

·      هل تصف لنا السجن؟

§      كان سجناً محترماً. إنه سجن تحفظي في قصر الإمام وليس سجناً كالسجون العادية. فأنا لم أرتكب جريمة.

·      هل كنت تحضر الجلسات التي كانت تعقد في قصر الإمام؟

§      إذا رغبت في ذلك كان يجب طلب استئذان من الإمام وبعدها يسمح لي بالحضور.

·      عرفت الإمام أحمد فما هو انطباعك الشخصي عنه؟

§      شخصية نادرة، شهم شجاع كريم عالم شاعر محنك جبري صاحب قرار صاحب رأي ظالم مستبد.

·      ماذا فعلت بعد خروجك من السجن عام 1953؟ إلى أين توجهت؟

§      عدت إلى قبيلة حاشد ومعي أخي حميد الذي يكبرني بحوالي سنتين. وحصلت له على ترخيص من الإمام إلى نائب حجة حيث كان مسجوناً وذلك لكي يتزوج. ومدة الترخيص 3 أشهر ، ولم يكن حميد قد تزوج بعد. أنا تزوجت قبله في سن الـ17 وعاد أخي بعد زواجه إلى تعز بدلاً من حجة وهناك فاجأ الإمام بوجوده. فرحب به وبقي هو ووالدي في مقام الإمام.

·      ماذا كان موقفه من حركة التمرد عام 1955م؟

§      كان يقاتل إلى جانب الإمام وكان موجوداً معه.

·      لماذا قاتل مع الإمام؟

§      كان السياسيون والمفكرون يرون حينذاك أن الإمامة يجب أن تبقى للإمام البدر. وكان في حينه ولياً للعهد
ال 3 سنوات (1959-1962) ورسائلي إلى المشايخ تشهد على ذلك. وكان شركاؤنا وأولاد عمي والجميع مرتبطين بي وأنا في السجن.

·      كيف أعدم والدك وأخوك؟ هل وصفت لك العملية ما دام أنك كنت في السجن؟

§      تم الإعدام بطريقة سرية، لم يكن الإمام يعدم كبار الناس في الساحات العامة. تم الإعدام في السجن بواسطة السيف ولم يحضره أحد كنت أتوقع أن يحصل الإعدام منذ أن اعتقلني الإمام. وكنت أخاف أن يعدم الوالد لأنه شايب ومكانته كبيرة ولم يكن من الناشطين في الحركة كحميد ، راجعت الإمام قبل القبض على حميد فقال لي والله لن أدع رأساً إلا وأقطعه ولن أدع بيتاً من بيوت الأحمر إلا وأهدمه من الخصري إلى قلعة سنجد غرب حجة حيث يقيم آل الأحمر. عندما سمعت هذا الكلام أرسلت إلى الوالد وحميد رسالة طلبت فيها أن يقاتلوا ووصلت الرسالة وكان الوالد ما يزال في البيت في حاشد ، لكنه كان يعتقد بأن حميد هرب ونجا وكان يظن أن فرار حميد يحمي الجميع، وهو لم يكن خائفاً على نفسه ولكنه لم يعمل برسالتي.

·      ماذا كان رد فعل حاشد على مقتل الوالد ، وحميد ؟

§      والله تفاشلوا، عندما أعدم الإمام أخي حميد أبقى على الوالد 15 يوماً في سجن سري لمعرفة رد فعل حاشد ولم يكن أحد يعرف هل أعدم أم لا. وعندما أيقن أن حاشد لم تتحرك أعدم الوالد بعد 15 يوماً .

·      هل تأسف لهذا الموقف الذي اتخذته حاشد ؟

§      لا، لقد كفروا عن هذا الموقف عند قيام الثورة التفوا حولي التفافاً كبيراً وبذلوا تضحيات كبيرة وبذلوا خيرة رجالهم دافعاً عن الثورة.
وكانوا يراهنون عليه آملين أن يكون منفتحاً وأن يغير البلاد ويرفع مكانة اليمن . وكانوا يعتقدون بأن خروج الإمامة من أبيه وتحويلها إلى سيف الإسلام الحسن وعبد الله بن الإمام سيؤديان إلى قيام نظام أكثر تشدداً وأسوأ وأقسى من النظام القائم ، لذا وقفوا إلى جانب الإمام أحمد وابنه البدر.

·      وقفوا مع الإمام الذي أعدم في ما بعد والدك وأخاك؟

§      لم يكن أخي وحيداً في هذا الموقف فقد التف حول الإمام رجال السياسة والعلماء والمشايخ والمثقفون ومن ضمنهم القاضي عبد الرحمن الإرياني والعمري والسلال وغيرهم التفوا جميعاً حول الإمام أحمد وانتزعوا منه ولاية العهد للإمام البدر وكان منافس البدر في حينه عمه حسن فتغلبنا على هذا الأخير وحصلنا على ولاية العهد للبدر الذي كان مصدر آمال كبيرة للجميع في حينه.

وهنا ألفت الانتباه إلى أن الإمام أحمد كان مريضاً وكان الجميع يراهن على موته المبكر. لذا اجتهدوا لتولية البدر. لكن أحمد لم يمت كما كان متوقعاً وكان الجميع يخاف أن يؤثر الهاشميون وأسرة حميد الدين في قرار الإمام أحمد بالنسبة إلى تولية البدر ونزع الولاية منه وإعطائها لأحد إخوته.

مع اشتداد المرض على الإمام. قرر الذهاب إلى روما للعلاج سنة 1959 ميلادية. وكان البدر متفقاً مع الشخصيات التي ذكرتها على الإصلاح وبدأت الخطط ترسم في هذا الاتجاه خلال غياب الإمام الذي كان أنصاره في صنعاء وفي اليمن فأرسل هؤلاء من يخبره بحقيقة ما يرتب للبلاد من التيار المتمحور حول البدر. لذا عجل الإمام عودته واختصر إقامته في روما.

وكان المصريون في حينه ضالعين في خطة تعيين البدر بدلاً من الإمام أحمد وكان جمال عبد الناصر ظالعاً في هذه الخطة وكانت تربطه علاقة جيدة مع البدر من خلال سفيره في صنعاء.

·      علاقة خفية أم ظاهرة؟

§      خفية وظاهرة . ظاهرة باعتباره ولياً للعهد وإمام المستقبل اتفق البدر في حينه مع عبد الناصر على أن الإمام إذا رجع من روما سيمر حتماً في مطار القاهرة فيحتجزه عبدالناصر في مصر ويضعه قيد الإقامة الجبرية ويظل هناك لتمضية ما بقي من حياته فيتاح للبدر تسلم الحكم من أجل إصلاح الأوضاع في اليمن.

عندما علم الإمام أحمد بالخطة المدبرة، امتنع عن ركوب الطائرة وقرر العودة إلى اليمن بالباخرة والواقع أنه تبلغ الخطة وهو في الجو فأمر قائد الطائرة بالعودة إلى روما ومنها ركب الباخرة ، ولدى مرور الباخرة في قناة السويس ألتقاه جمال عبد الناصر وطلب منه النزول في القاهرة ورفض الإمام وواصل سفره حتى ميناء الحديدة وهناك أعلن الصرخة الكبرى الشهيرة التي قال فيها أن الإمامة لا يطوي لها علم، وأن من يريد أن يجرب حظه فلينزل إلى الميدان وأنه سيقطع رأس كل من يتحرك ضده وقال : لا أبالي من أحمر ولا أصفر ولا أخضر.

·      الأحمر إشارة إليكم؟

§      نعم . وهدد بقطع الرؤوس بالسيف ونفذ تهديده فلم تمض إلا أيام حتى جهز جيشاً كبيراً ضد قبيلة حاشد. ثم جاؤوا بوالدي الذي دخل إلى مقام الإمام وسلم نفسه. أما أخي حميد فهرب وكان مقرراً أن يذهب إلى بيحان.

·      هل قاتلت حاشد دفاعاً عن والدك وأخيك؟

§      لم يقاتلوا تخاذلوا. وعندما وصل حميد إلى الجوف في طريقه إلى بيحان قبضوا عليه وكان الوالد يظن أنه نجا وأصبح في بيحان.

·      أين كنت في ذلك الحين؟

§      كنت عند الإمام كان عدد كبير من المشايخ ملتفين حول الإمام البدر في صنعاء لكنهم هربوا بعد الصرخة التي أطلقها الإمام أحمد في ذلك الحين قال الوالد : ننزل عند الإمام وكان يسميه الإمام الفقيه وكان الإمام يحترمه كثيراً دخلنا مقام الإمام في الحديدة وخرجنا معه منها وجرت محاولات لتلطيف الأجواء ولكن من دون نتيجة. وعندما خرجت الجيوش إلى حاشد دخل الوالد في وجه البدر وهرب حميد أما أنا فأبقاني الإمام عنده إلى اليوم الذي قرر إعدام الوالد وأخي حميد. وبدلاً من أن يحتجزني عنده أرسلني إلى سجن المحابشة الواقع شمال مدينة حجة وفي المدينة نفسها أعدم والدي وأخي وبقيت أنا في السجن ثلاث سنوات.

·      هل كنت موافقاً على الرهان الذي عقده عبد الناصر والأحرار على البدر؟

§      كان البدر ضعيفاً وكان ضعفه سبباً في الرهان عليه، لأن الأحرار كانوا يعتقدون بأنهم سيقودونه كما يشتهون وكما كان ضعفه مفيداً في حال تسليمه الحكم ، كان مضراً عندما فشلت الخطة فهو أصيب بالانهيار عندما وصل والده إلى الحديدة ولم يعد قادراً على المواجهة وأذكر أنني دخلت إلى مقامه وقلت له لقد خرج الجيش الأمامي على حاشد والوالد وأخي حميد يعتمدان عليك فقال لي لا أستطيع أن أفعل شيئاً قل لحميد أن يهرب لم يتمكن البدر من عمل شيء. رجا الإمام أحمد كثيرا لكنه لم يستمع إليه وسخر منه وتحامل عليه ، لم ينفعنا ضعف البدر.

·      كيف تلقيت نبأ إعدام الوالد وحميد وماذا كان وقع الحدث عليك؟

§      تولدت لدي مشاعر إحباط ومشاعر حزن وأسى وحيرة ولكن لم يتملكني اليأس وأن الحياة لم يعد لها معنى . بقيت أنظر إلى المستقبل وأدير حاشد من السجن خل
حكايات الشيخ والامام

ناصر يحيى*

شكّل الأئمة الزيديون وشيوخ القبائل ثنائيا مذهبيا مسلحا في مناطق ظهور الدولة الشيعية في الجزء الشمالي الغربي من اليمن قرابة 1200 عام، وعزز تبادلية هذه العلاقة أن عقيدة حصر السلطة/الإمامة في العقيدة الشيعية على فئة السادة العلويين من أبناء فاطمة بنت النبي محمد صلى الله عليه وسلم، قطعت على الشيوخ أي إمكانية للتفكير فيها

لكنّ الحاجة إليهم في الحرب والكر والفر ولاءً لهذا الإمام أو ذاك، والدور التاريخي للقبائل في احتضان العلويين وحمايتهم، عزز من قوة القبيلة ونفوذ الشيوخ عند الأئمة، وجعلهم في كثير من الأحيان شوكة الميزان التي تغلب إماما على منافسيه. وكانت القبائل القوية مثل قبيلة "حاشد" تعد نفسها من أنصار الإمام، وليست مجرد رعية وأتباع! 

التنافس على الإمامة
ومع استمرار الصراعات على السلطة بين المتنافسين على الإمامة، صار دور القبيلة المحاربة محكوما -دون إنكار وجود بُعد ديني- بقدر ما يستطيع الطامعون في الإمامة أن يتحملوه من تكاليف المقاتلين.

"
اليمن شهد في فترات متعددة ظهور دعاة متنافسين على الإمامة في وقت واحد -وأحيانا في مناطق متقاربة- قد يصل عددهم خمسة أو أكثر.. وكل هؤلاء كانوا بحاجة إلى جيوش من المقاتلين لا يستطيع إلا شيوخ القبائل توفيرهم
"

فقد كان اليمن يشهد في فترات متعددة ظهور دعاة متنافسين على الإمامة في وقت واحد -وأحيانا في مناطق متقاربة- قد يصل عددهم خمسة أو أكثر. وكل هؤلاء كانوا بحاجة إلى جيوش من المقاتلين لا يستطيع إلا شيوخ القبائل توفيرهم لخدمة القادر على توفير الأموال والطعام. وعلى منوال العبارة الشهيرة "البقاء للأقوى"، فقد صارت هنا "البقاء للأكثر مالا وطعاما".

ولذلك، لم يكن مستغربا أن يتخلى المجاهدون عن إمام كانوا يقاتلون تحت رايته بعد أن تنفد خزائنه من المال والطعام، ويسارعون إلى الالتحاق بالإمام المنافس على الجانب الآخر إن علموا أن خزائنه ما تزال مليئة بزاد الحروب! أو كما قال أحد شعراء القبائل:
ما أنا قبيلي أحد ولا حد دولتي   ما دولتي إلا من املا جيبي قروش.

وكان الإمام يحيى حميد الدين (1918-1948) أحد الأئمة الذين حكموا اليمن فترة طويلة، وهو كغيره اعتمد على القبائل وشيوخها في محاربة الأتراك بوصفهم قوة أجنبية غازية، وفي تثبيت سلطانه. ولما استتب له الأمر، بدأ في مضايقة أبناء القبائل وإقصائهم عنه ومحاولة إذلالهم، الأمر الذي جعل كثيرين ينقلبون ضده.

أئمة وشيوخ
وتحتفظ الذاكرة الشعبية اليمنية بحكايات عديدة عن تصدي المشايخ الأقوياء لتعنت الإمام يحيى ورفضهم لبعض سياساته وممارساته، خاصة مع انتشار المظالم والفقر والجهل الذي صار سياسة مقصودة من الأئمة لتحجيم المعارضة والرفض الشعبي لهم.

"
الذاكرة الشعبية تحتفظ بحكايات عن تصدي الشيوخ الأقوياء لتعنت الإمام يحيى ورفضهم لبعض سياساته وممارساته، خاصة مع انتشار المظالم والفقر والجهل الذي صار سياسة مقصودة من الأئمة لتحجيم المعارضة والرفض الشعبي لهم
"

وفي الأخير، كانت نهايته على يد شيخ ثائر قاد عملية اغتياله بعد أن حصل على فتوى من "السيد" الذي سيخلفه إماما في ثورة الدستور عام 1948!

وحتى وصول يحيى إلى منصب الإمامة، كان للشيخ ناصر الأحمر -جد الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر- دور حاسم في إقناع فقهاء الزيدية باختياره إماما.

ففي اجتماع للفقهاء لتحديد اسم الإمام الجديد من بين المتنافسين -الحق أنه كان اجتماعا نادرا في تاريخهم، وإلا فإن الأصل هو إعلان الطامح إلى الإمامة عن نفسه إماما بالسيف- حدث خلاف كبير حول المستحق للمنصب، وكان الشيخ الأحمر حاضرا وميالا إلى اختيار يحيى ابن الإمام السابق، وعندما سمع الفقهاء يتحدثون عن افتقاده شرطا من شروط الإمامة (14 شرطا) أخرج سيفه وهزه أمام عيونهم قائلا لهم "ما بش (لا يوجد) إمام إلا سيدي يحيى.. وهذا الشرط الناقص".. فسكتوا وقبلوا تنصيبه إماما!

ورغم هذا الموقف الحاسم، فإن الشيخ الأحمر لم يتردد في التمرد -ومعه مجموعة من الشيوخ الكبار- على الإمام يحيى والانشقاق عنه عندما صالح الأتراك ودخل في طاعتهم مقابل منحه سلطة دينية على أتباع المذهب الزيدي، فلم يستطع الشيخ وزملاؤه أن يستوعبوا مبرر الصلح وقبول الخضوع للأتراك التي قامت دعاية الحرب الإمامية ضد وجودهم في اليمن بأنهم خارجون عن الدين والملة، فاسدون أخلاقيا يرتكبون المحرمات ويشربون الخمور! فانضموا إلى إمام منافس شافعي هذه المرة هو محمد الإدريسي الذي كان في جيزان وصبيا، وعندما سئل واحد منهم عن سبب مناصرته له وهو شافعي وهم زيود، قال ببساطة "هذا إمام الذهب.. وذاك إمام المذهب".. وذهبت العبارة مثلا!

أول صدام
وفي حكايات اليمنيين عن دولة الإمام يحيى، يقال إن أول شيخ قبيلة تهجم عليه علنا هو الشيخ علي مطلق شيخ همدان، فمع حدوث خلاف بين الرجلين أهان الإمام الشيخ قائلا "من جعبلك (حوّلك) وفعلك شيخ؟"، فرد عليه باحتقار "الذي جعبلك (حوّلك) وفعلك إمام وأنت فقيه!".. ولقب "فقيه" يطلق عادة
للسخرية والاحتقار على صغار الفقهاء!

"
عندما سمع الشيخ ناصر الأحمر الفقهاء يتحدثون عن افتقاد الإمام يحيى لشرط من شروط الإمامة (14 شرطا)، أخرج سيفه وهزه أمام عيونهم قائلا لهم: لا يوجد إمام إلا سيدي يحيى.. وهذا الشرط الناقص، فقبلوا تنصيبه
"

وتطور الخلاف بين الرجلين حتى أطلق الشيخ الرصاص على قصر الإمام فحبسه 11 عاما ولم يطلق سراحه حتى استنفد كل أمواله!

شيخ ثان اسمه حمود شريان كان من الكارهين للإمام، ذكيا سريع البديهة والجواب.. دخل يوما على الإمام لمتابعة أمر ما فلاحظ تشاغله عنه بما بين يديه من الأوراق الكثيرة المبعثرة، فلما ألحّ عليه اعتذر الإمام بكثرة انشغالاته وما بين يديه من مراجعات وقضايا الرعية التي لا تنتهي، فرد عليه ساخرا ردا صار مثلا على ألسنة اليمنيين "هم حق العام يا مولاي!".. أي أن هذه القضايا هي نفسها التي كنت تتظاهر بالانشغال بها العام الماضي فلم تنجزها وما زالت معطلة عندك!

وهناك حكاية أخرى جرت بينهما، فقد زار وفد فرنسي الإمام وفي اليوم نفسه جاء وفد من يهود المنطقة التي يتولى مسؤوليتها الشيخ شرهان فاستضافهم في بيته، وشاع الخبر بين الناس فاتخذها الإمام وسيلة للإساءة إليه، فاستدعاه وسأله مستنكرا "مه يا نقيب حمود.. عندك يهود في البيت؟"، فرد عليه سريعا "نعم يا مولاي.. هم الوفد حقي!".. أي "أنا معي وفد من اليهود.. وأنت معك وفد من النصارى"!

وهناك قائد آخر من قادة الإمام الذين استعان بهم في تثبيت سلطته يدعى علي زلعاط من قادة الفرسان، فلما تمكن من الحكم بدأ في الاستغناء عنهم ومضايقتهم وإنقاص مخصصاتهم من الغاز المستخدم للإضاءة، فلما اشتكى للإمام من أن مخصصه لا يكفي للإنارة قال له الإمام "احسكوا - أي أطعموا الدابة مساء- وارقدوا.."، فرد عليه ساخرا "كان -أي إذًا- قولوا لنا إنكم جيتوا ترقدونا
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#اليمن_تاريخ_وثقافة

#صور_يمنية


من اليمن لليمن للحضارة للفن للمدن للقرى للماضي للحاضر للارض للانسان للحرب للواقع
هنا
#اليمن

#صور_يمنية
#صور_يمنية
. #صور_يمنية

⬇️⬇️⬇️⬇️⬇️⬇️⬇️⬇️⬇️⬇️⬇️


👍🏻


للاشتراك فـي القناة عبر الرابط التالي
👇👇👇👇👇👇👇👇👇

https://telegram.me/taye5
صور وثائقية 1900- 1970م من اليمن
https://tttttt.me/taye5
ومنه اخذ الامام رايته رايه حمراء صافيه
https://tttttt.me/taye5