أمة واحدة
8.33K subscribers
911 photos
316 videos
251 files
679 links
ما هي مرآة الأمم ، التي تعكس ماضيها، وتترجم حاضرها ، وتستلهم من خلاله مستقبلها ؟!!
إنها التاريخ
نعرض وقائع التاريخ الإسلامي
للوصول الى كامل ارشيف القناة اضغط على الهاشتاج التالي 👇👇👇
#ارشيف_الموسوعة_التاريخية

بوت التواصل معنا @bassammoharram_bot
Download Telegram
#زمن_العزة

#هارون_الرشيد_5

🌿 (( قلب أبيض )) 💖

.. ، و على الرغم من تلك الهيبة و هذا الجلال الذي كان يتميز به أمير المؤمنين / هارون الرشيد إلا إنه كان يمتلك قلبا أبيض .. رقيق .. مرهف الحس .. ، فكان يتأثر بالمواعظ تأثرا شديدا إلى درجة البكاء .. ، و أنتم تعلمون جيدا أن هذا الأمر نادر جدا في طبقة الملوك و الأمراء .. ، فالاستغناء بالمال و الاستقواء بالسلطة بقسي القلب و يورث الكبر و التعالي على الناس .. ، و لذلك قال الله تعالى :

(( كلا إن الإنسان ليطغى ، أن رآه استغنى ))

............. ................ ...................

في إحدى الأيام دخل ( ابن سماك ) على هارون الرشيد ، فأراد أن يعظه فيزهده في المال و السلطان و يشعره بهوان الدنيا .. ، فلما رآه يأخذ كوبا من الماء ليشرب قال له :

(( على رسلك يا أمير المؤمنين ..
، ماذا لو منعت هذه الشربة
، بكم كنت تشتريها ... ؟!!! ))

.. ، فقال له : (( بنصف مالي ))
.. ، فقال ابن سماك : (( اشرب يا أمير المؤمنين .. هنأك الله ))

.. ، فلما شرب قال له ابن سماك :

(( و الآن أسألك يا أمير المؤمنين :
ماذا لو منعت خروجها من بدنك
.. ، بماذا كنت تشتري خروجها ... ؟!!! ))

.. ، فقال هارون الرشيد بلا تردد : (( بجميع ملكي ))

.. ، فقال له ابن سماك :
(( فإن ملكا قيمته شربة ماء و بولة لجدير ألا يتنافس عليه ))

.. ، فوجدت هذه الكلمات مكانها في قلب أمير المؤمنين .. ، فأخذ يبكي بكاء شديدا حتى أشفق عليه جلساءه .... !!!!!!

.. ، و كان هارون الرشيد يحب المواعظ ، و يقرب العلماء و الوعاظ حتى يستمع إليهم ..

.. ، و ذات مرة قال لأحدهم : (( عظني ))
.. ، فقال له :
(( يا أمير المؤمنين .. لأن تصحب من يخوفك حتى يدركك الأمن خير لك من أن تصحب من يؤمنك حتى يدركك الخوف ))
.. ، فقال له هارون الرشيد : (( فسر لي هذا الكلام ))
.. ، فقال له :
(( يا أمير المؤمنين .. من يقول لك : اتق الله فأنت مسؤول عن الرعية ، خير لك و انصح ممن يقول لك :
أنتم من آل البيت .. أنتم قرابة نبيكم صلى الله عليه وسلم .. أنتم مغفور لكم .. ))

.. ، فأجهش هارون الرشيد في البكاء ... !!

................. ......................

.. ، و في الحج ..
كان المسلمون ينظرون إلى أمير المؤمنين في دهشة بالغة و هو يقف في المناسك حافيا على الحصباء .. يرفع يديه بالدعاء و التضرع و هو يرتعد و يبكي .. !!

.. ، و سمعه بعضهم يقول في دعائه :

(( يارب .. أنا العواد إلى الذنب ،
و أنت العواد إلى المغفرة .. ، فاغفر لي ))

.. ، فكان الناس يقولون :

(( ما رأينا أغزر دمعا عند ذكر الله من
الفضيل بن عياض ، و هارون الرشيد ))

........... تابعونا ............

🎀 بسام محرم 🎀