الغراب المتهم .
الحلقة 2
بقلم طارق اللبيب
كان سعد بن ورقة . طفلا لايتجاوز الثانية عشر ولكنه بفهم رجل وبصدق الصالحين وامانة الصادقين حقا".. كان يتمتع بروح القيادة والسيادة .. وانه كان في لعبه مع الاطفال يلعب لعبة القائد وجيشه
ويحب المبارزة بالسيوف المصنوعة من جريد النخل ..
مرت الايام ووذهب ورقة الى سوق كبير يسمى سوق (وضرة).. للعلم فقط هذه الاحداث تدور في اليمن جنوب الجزيرة العربية .
وبني عجلان من اشراف اليمن . والى الأن يعيشون في مديرية وضرة . التابعة لمحافظة حجة .
ورقة وكان من فرسان الاشراف وهو والد لأربعة ذكور اصغرهم سعد .
ولكنه كان اكبرهم قدرا وفهما وعلما وذكاء ..
دخل ورقة السوق الكبير وكان يتاجر في العطور والأزياء التي تأتيه من بلاد الشام .. في السوق قابل صديقا له .. وتحادثا .. في امر يوسف التيمي ..
وما جرى بينه وبين سعد بن ورقة ..
فقال له لقد سمعت هذا الكلام من يوسف يتحدث به عن غلام من بني عجلان .. ولكني لم اكن اعلم انه ابنك ..
قال له ورقة هل تدري ان سعد يرفض المال الذي وهبه له يوسف .
ويقول انه يطلب بنته زوجة . او سيفه وفرسه ..
قال له احلام ابنك اكبر من سنه .. ودوما الأمال تبنى .. في الصغر وتثمر في الكبر .. فلا تقل لابنك كلاما يثبط همته .. و يثني عزيمته.
قال له ورقة .. مهما قلنا له من قول يأتينا بحديث يطيش بالعقول ..
انا سأعطيك هذا المال .. لانك ستقابل يوسف التيمي .. فاخبره برفض ابني . وشروط قبوله المكافاة ..
يتحادثان ويضحكان ..
لما رجع ورقة الى الدار وقابل ابنه .. قال لي يا ابتي هل اعطيت الرجل ماله؟
قال لا ولكن ارسلته اليه ..
قال ابنه متحسرا .. واحسرتاه .. كنت اتمنى ان تعطيه اياه بنفسك وتخبره بشروطي .. حتى تنقل لي تعابير وجهه ورده على كلامي ..
قال ورقة يابني .. اني اسألك سؤالا..
لماذا تطلب زواجك من بنت يوسف .. واهلك الاشراف لهم من البنات اجمل ماخلق الله ..
قال له يا ابتي .. ان الرجال لايتزوجون النساء من اجل الجمال .. ولكن من اجل الرجال الذين رعوهن .. وادبوهن .. وربوهن ..
فان صديقك هذا .. اعجبني سمته .. وابهرني منطقه .. وحتى فرسه الذي يمتطيه فرس الفرسان ..
رجل يعطي المال للامين .. ويدعي الدين ليعرف مكان صديقه .. هذا رجل لو كانت له بنت ستكون هي مطلبي ومرادي ..
تبسم ورقة وهو يهز راسه متعجبا ..
وصل الخبر الى يوسف التيمي .. واعطاهو الرجل ماله واخبره برفض الصبي .. وشروطه ..
لم يتأخر يوسف التيمي فركب وجاء الى دار ورقة مرة اخرى ..
ولما دخل عله قال يا صديقي اليوم جاء يوم اختبارك .. اني اريد الغلام ..
قال ماذا تريد منه .. قال له احضره لي لاقول ما اقول امامه فوالله ان لابنك عقلا يوازي عقلي وعقلك ..
لما جاء سعد ووجد الضيف مرة اخرى .. سلم عليه وقال له .. اراك اكثرت الخطى الينا .. لعله ان يكون دينا اخر ..
قال لا لقد جئت هذه المرة من اجلك .. ساعطيك سيفي .. وفرسي ..
وازوجك بنتي هل انت مستعد لذلك؟ ..
وورقة ينظر ويستمع والحيرة تملا راسه ..
قال الغلام .. اقول الصدق لست مستعدا لامتطاء فرسك فانه جسور ..
ولا لحمل سيفك فانه ثقيل .. ولا زواج ابنتك فاني صغير ..
ولكن ان تعدني بذلك فسيكون سيفي عهدة عندك. وفرسي تمتطيه حتى اتيه .. وعروسي عندك تربيها حتي اناهز الحلم .والحق ملحق الرجال ..
فال يوسف حسبي الله ونعم الوكيل .. ماهذا الغلام ياورقة؟
قال له انه امامك وتكلم. اما انا فليس لي كلاما ازيد عليه ..وانا موافق على ماقال..
قال يوسف التيمي .. يا ايها الغلام هل تذهب معي الى بلدي .. ادربك على ركوب الخيل ومبارزة السيوف .. واصنع منك فارسا لايقهر .. وجلمودا لايلين ..
فان اباك رجل تشغله التجارة .. لا يفرغ ليعطيك مما سأعطيك ..
ها ماذا تقول ..
قال له سعد اما انا.. فهذا يوم فرحتي .. اتابع فرسي .. واتعلم حمل سيفي .. وارى خطيبتي ..
ولكن القول مايقول ابي فان وافق فاردفني خلفك الان ..
قال ورقة والله ماعندي شك في قدرتك يايوسف .. واني اعلم انك ستصنع منه فارسا تخافه الكماة ..
ولكن دعني استشير امه .. فانه صغيرها ولاتقوى على فراقه ..
(كدي في رايكم ممكن الحاجة تدق جرس؟ولابتوافق؟)
الى اللقاء
الحلقة 2
بقلم طارق اللبيب
كان سعد بن ورقة . طفلا لايتجاوز الثانية عشر ولكنه بفهم رجل وبصدق الصالحين وامانة الصادقين حقا".. كان يتمتع بروح القيادة والسيادة .. وانه كان في لعبه مع الاطفال يلعب لعبة القائد وجيشه
ويحب المبارزة بالسيوف المصنوعة من جريد النخل ..
مرت الايام ووذهب ورقة الى سوق كبير يسمى سوق (وضرة).. للعلم فقط هذه الاحداث تدور في اليمن جنوب الجزيرة العربية .
وبني عجلان من اشراف اليمن . والى الأن يعيشون في مديرية وضرة . التابعة لمحافظة حجة .
ورقة وكان من فرسان الاشراف وهو والد لأربعة ذكور اصغرهم سعد .
ولكنه كان اكبرهم قدرا وفهما وعلما وذكاء ..
دخل ورقة السوق الكبير وكان يتاجر في العطور والأزياء التي تأتيه من بلاد الشام .. في السوق قابل صديقا له .. وتحادثا .. في امر يوسف التيمي ..
وما جرى بينه وبين سعد بن ورقة ..
فقال له لقد سمعت هذا الكلام من يوسف يتحدث به عن غلام من بني عجلان .. ولكني لم اكن اعلم انه ابنك ..
قال له ورقة هل تدري ان سعد يرفض المال الذي وهبه له يوسف .
ويقول انه يطلب بنته زوجة . او سيفه وفرسه ..
قال له احلام ابنك اكبر من سنه .. ودوما الأمال تبنى .. في الصغر وتثمر في الكبر .. فلا تقل لابنك كلاما يثبط همته .. و يثني عزيمته.
قال له ورقة .. مهما قلنا له من قول يأتينا بحديث يطيش بالعقول ..
انا سأعطيك هذا المال .. لانك ستقابل يوسف التيمي .. فاخبره برفض ابني . وشروط قبوله المكافاة ..
يتحادثان ويضحكان ..
لما رجع ورقة الى الدار وقابل ابنه .. قال لي يا ابتي هل اعطيت الرجل ماله؟
قال لا ولكن ارسلته اليه ..
قال ابنه متحسرا .. واحسرتاه .. كنت اتمنى ان تعطيه اياه بنفسك وتخبره بشروطي .. حتى تنقل لي تعابير وجهه ورده على كلامي ..
قال ورقة يابني .. اني اسألك سؤالا..
لماذا تطلب زواجك من بنت يوسف .. واهلك الاشراف لهم من البنات اجمل ماخلق الله ..
قال له يا ابتي .. ان الرجال لايتزوجون النساء من اجل الجمال .. ولكن من اجل الرجال الذين رعوهن .. وادبوهن .. وربوهن ..
فان صديقك هذا .. اعجبني سمته .. وابهرني منطقه .. وحتى فرسه الذي يمتطيه فرس الفرسان ..
رجل يعطي المال للامين .. ويدعي الدين ليعرف مكان صديقه .. هذا رجل لو كانت له بنت ستكون هي مطلبي ومرادي ..
تبسم ورقة وهو يهز راسه متعجبا ..
وصل الخبر الى يوسف التيمي .. واعطاهو الرجل ماله واخبره برفض الصبي .. وشروطه ..
لم يتأخر يوسف التيمي فركب وجاء الى دار ورقة مرة اخرى ..
ولما دخل عله قال يا صديقي اليوم جاء يوم اختبارك .. اني اريد الغلام ..
قال ماذا تريد منه .. قال له احضره لي لاقول ما اقول امامه فوالله ان لابنك عقلا يوازي عقلي وعقلك ..
لما جاء سعد ووجد الضيف مرة اخرى .. سلم عليه وقال له .. اراك اكثرت الخطى الينا .. لعله ان يكون دينا اخر ..
قال لا لقد جئت هذه المرة من اجلك .. ساعطيك سيفي .. وفرسي ..
وازوجك بنتي هل انت مستعد لذلك؟ ..
وورقة ينظر ويستمع والحيرة تملا راسه ..
قال الغلام .. اقول الصدق لست مستعدا لامتطاء فرسك فانه جسور ..
ولا لحمل سيفك فانه ثقيل .. ولا زواج ابنتك فاني صغير ..
ولكن ان تعدني بذلك فسيكون سيفي عهدة عندك. وفرسي تمتطيه حتى اتيه .. وعروسي عندك تربيها حتي اناهز الحلم .والحق ملحق الرجال ..
فال يوسف حسبي الله ونعم الوكيل .. ماهذا الغلام ياورقة؟
قال له انه امامك وتكلم. اما انا فليس لي كلاما ازيد عليه ..وانا موافق على ماقال..
قال يوسف التيمي .. يا ايها الغلام هل تذهب معي الى بلدي .. ادربك على ركوب الخيل ومبارزة السيوف .. واصنع منك فارسا لايقهر .. وجلمودا لايلين ..
فان اباك رجل تشغله التجارة .. لا يفرغ ليعطيك مما سأعطيك ..
ها ماذا تقول ..
قال له سعد اما انا.. فهذا يوم فرحتي .. اتابع فرسي .. واتعلم حمل سيفي .. وارى خطيبتي ..
ولكن القول مايقول ابي فان وافق فاردفني خلفك الان ..
قال ورقة والله ماعندي شك في قدرتك يايوسف .. واني اعلم انك ستصنع منه فارسا تخافه الكماة ..
ولكن دعني استشير امه .. فانه صغيرها ولاتقوى على فراقه ..
(كدي في رايكم ممكن الحاجة تدق جرس؟ولابتوافق؟)
الى اللقاء
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
الغراب المتهم
الحلقة 3
بقلم طارق اللبيب
ذهب ورقة الى زوجته واخبرها ..ودار بينهما مايلي..
قال لها : هل تعرفين يوسف التيمي ..
قالت له نعم اعرفه صديقك فارس فرسان بني فسيله..الذي قاد جيشه لقتال
هولاء الانجاس الروافض. ولما سمعوا بمقدمه دخلوا بيوتهم ولبسوا براقع النساء اليس هو؟
قال لها نعم انه هو. وهو يطلب مني ان ارسل معه سعد ليعلمه ركوب الخيل ومنازلة الابطال. وجئت اطلب اذن امه.
قالت له وماذا تريد الام؟ الا ان يكون ابنها فارسأ مثل يوسف التيمي
قل ان ابني ولد من صلب الرجال. وتربى بحليب ام. لم ير اجنبي منها زينة .. وقل له ان ابني مادخل جوفه من مال الحرام درهما ..
قل له ان ابني لايبكي كالاطفال .. ولا يتدلل كألنساء .. وانما ربيته ليصير اشما عاليا .. مرفوع الراس .. بارز الصدر .. محمود المقام.
تحمر عيونه اذا حزن .و يتمعر وجهه اذا غضب .. قل له ان ابني اذا تكلم صمت له الحكماء .. واذا خرج تمنت ان تلد مثله النساء ..
قل له ان ابني زينة الحي. ونبراس الديار .. ولن يرى منه الا مايسره ..وقد كنت اتمنى ان يجد ابني مثل يوسف ليصقله.. ويجعله سيفا يفل الحديد..
ناد لي ابني لاوصيه ..
تبسم ورقة من حديث زوجته وجاء ليوسف.
وقال له ابشر فان امه فرحت كفرحه . وقالت كذا وكذا. فقال يوسف لا ادري اعجب من الغلام ام من امه .. الان زال استغرابي من حنكة الغلام.. مادامت امه كهذا..
دخل سعد الى امه .. يمشي كمشية الفرسان .. ويتبسم تبسم المنتصر . فلما نظرت اليه .. قالت له :
يابني غير مشيتك .. وارفق بنفسك .. فان الغرور قاتل .. وان الاعجاب بالنفس .. مذموم ولكن الثقة بها محمودة .. فمن وثق في نفسه .. تواضع .. ومن نقصت نفسه عن مايريد تكبر وتصنع ..
يابني ان الصدق في القول منجاة لك من المهالك .. ولو كنت ترى الموت فيه .. وان الكذب مهلكة لو كنت ترى فيه النجاة ..
يابني انك ذاهب الى دار ليست بدارك .. والى اهل ليسو بأهلك ..
فلاترفع صوتك .. ولاتظهر عضبك .. ولا تكثر التلفت في بيوت الناس .. ولاتجلس حتى يؤذن لك ..
واذا جلست فلاتجلس بمحاذاة الكبار .. اذا جعت فلاتطلب الطعام
واذا نعست فاطرد عن عينيك المنام .. حلا يناموا
يابني لا تسأل عما لايعنيك .. ولاتتكلم في ما لايمسك ..
يابني اذا مشيت فاسرع الخطى .. واذا ضربت فاضرب بقسوة ..
واذا عطفت فاعطف بعدل .. يابني ان الكبير حرم فاحترمه .. وان الصغير ضعيف فارحمه ..
يابني حارب الراحة فانها ام الكسل .. وحارب النوم فانه والد الفشل .. يابني لاتتمنى ولندكن اسعى لما تريد .. فان الاماني خواطر العاجز .
ولكن العزيمة والمضي فيما تأمل هو شانك ..
يابني .. اريد ان اسمع بك مقداما ولو مت .. ولا اريد ان اسمع عنك جبانا ولو كنت حيا معافى .. ولا تتذكر امك كفتاه تحن الى امها ..
وذا ذهبت ماشيا في مقصدك فلاتلتفت الى الوراء..
ارحل في امان الله ورعايته ..
قال لها ابشري يا اماه لقد ولدت رجلا . لن يخيب ظنك .. ولن تجدي فيه حسرة ..
وودعها ورحل مع يوسف التيمي ..
ولما وصلا الى ديار فسيلة . تفاجأ سعد بن رقة بما وجد .. وجد ان يوسف .. زعيم في قومة .. كثير الابناء له سبعة من الولد ومن البنات مثلهم .. اي اربعة عشر بطنا .
ولما رأوا اباهم قد جلب معه صبي .. علت الدهشة الاستغراب على وجوههم ..
اما الاولاد . مصعب وجابر والبشير . ومحمد الاعرج . ويونس والفيصل . واليسع قلب الاسد ..
واما البنات .. فسلمى ونعمى واروى وليلى . ونسيبة ورفيدة والعنود..
اخذ اياما ليتعرف بهم وانهم من زوجتين .. واخذ فترة ليعرف اي من الابناء ابن اي من الامهات ..
وفي اول دخوله في عصر الجمعة في الرابع من شهر المحرم .
قال له يوسف .. عليك ان تختار في البيتين .. مع ايهما تريد المقام
قال له .. اريد ان اقيم في اول ايامي.. سبع ايام مع هولاء وسبع مع هولاء .. وسأخبرك بعدها بمقامي الدائم ..
قال له احسنت فبمن تبدأ ..
قال له ابدأ بما بدات به انت .. زوجتك الاولى .. وابنائك الكبار ..
قال له احسنت ايها الغلام ولكل معضلة لك حلولا..
فاقام بن ورقة مع ام الكرام .. زوجة يوسف الاولى .. وعندها خمسة اولاد وبنتان ..
مصعب وجابر والبشير ومحمدالاعرج .. وبناتها ..نسيبه ورفيدة ..
وكلهم اكبر منه سنا ..
وفرحوا به واكرموه .. وعلموا من ابيهم انه ابن صديقه .. الذي سمعو به كثيرا .. رجل تاجر من اشراف بني عجلان ..
فاصبحوا من اول الايام يسمونه الشريف ..
واحبوه واعجبوا به الابناء والام .. وتمنوا ان يقيم معهم بقية مدته
ولكنه كان شرط ..
كان يتمتع بادب الكبار وبحكمة العلماء .. وذكاء ليس له مثيل في ابناء عمره ..
وفعل كما اوصته امه .. اراد ان يسأل يوسف التيمي .. عم من من البنات جعلها له .. في وعده ولكنه فضل السكوت ..
ومرت الايام واكمل الاسبوع الاول .. ثم قال له يوسف اليوم يوم انتقالك الى البيت الثاني .. ام انك نسيت؟ .. قال لم انس .. ولكني اريد منك الاذن ..
ارتحل يوسف الى بيت زبيدة ام اليسع قلب الاسد هذا ولدها الكبير واصغر منه
الحلقة 3
بقلم طارق اللبيب
ذهب ورقة الى زوجته واخبرها ..ودار بينهما مايلي..
قال لها : هل تعرفين يوسف التيمي ..
قالت له نعم اعرفه صديقك فارس فرسان بني فسيله..الذي قاد جيشه لقتال
هولاء الانجاس الروافض. ولما سمعوا بمقدمه دخلوا بيوتهم ولبسوا براقع النساء اليس هو؟
قال لها نعم انه هو. وهو يطلب مني ان ارسل معه سعد ليعلمه ركوب الخيل ومنازلة الابطال. وجئت اطلب اذن امه.
قالت له وماذا تريد الام؟ الا ان يكون ابنها فارسأ مثل يوسف التيمي
قل ان ابني ولد من صلب الرجال. وتربى بحليب ام. لم ير اجنبي منها زينة .. وقل له ان ابني مادخل جوفه من مال الحرام درهما ..
قل له ان ابني لايبكي كالاطفال .. ولا يتدلل كألنساء .. وانما ربيته ليصير اشما عاليا .. مرفوع الراس .. بارز الصدر .. محمود المقام.
تحمر عيونه اذا حزن .و يتمعر وجهه اذا غضب .. قل له ان ابني اذا تكلم صمت له الحكماء .. واذا خرج تمنت ان تلد مثله النساء ..
قل له ان ابني زينة الحي. ونبراس الديار .. ولن يرى منه الا مايسره ..وقد كنت اتمنى ان يجد ابني مثل يوسف ليصقله.. ويجعله سيفا يفل الحديد..
ناد لي ابني لاوصيه ..
تبسم ورقة من حديث زوجته وجاء ليوسف.
وقال له ابشر فان امه فرحت كفرحه . وقالت كذا وكذا. فقال يوسف لا ادري اعجب من الغلام ام من امه .. الان زال استغرابي من حنكة الغلام.. مادامت امه كهذا..
دخل سعد الى امه .. يمشي كمشية الفرسان .. ويتبسم تبسم المنتصر . فلما نظرت اليه .. قالت له :
يابني غير مشيتك .. وارفق بنفسك .. فان الغرور قاتل .. وان الاعجاب بالنفس .. مذموم ولكن الثقة بها محمودة .. فمن وثق في نفسه .. تواضع .. ومن نقصت نفسه عن مايريد تكبر وتصنع ..
يابني ان الصدق في القول منجاة لك من المهالك .. ولو كنت ترى الموت فيه .. وان الكذب مهلكة لو كنت ترى فيه النجاة ..
يابني انك ذاهب الى دار ليست بدارك .. والى اهل ليسو بأهلك ..
فلاترفع صوتك .. ولاتظهر عضبك .. ولا تكثر التلفت في بيوت الناس .. ولاتجلس حتى يؤذن لك ..
واذا جلست فلاتجلس بمحاذاة الكبار .. اذا جعت فلاتطلب الطعام
واذا نعست فاطرد عن عينيك المنام .. حلا يناموا
يابني لا تسأل عما لايعنيك .. ولاتتكلم في ما لايمسك ..
يابني اذا مشيت فاسرع الخطى .. واذا ضربت فاضرب بقسوة ..
واذا عطفت فاعطف بعدل .. يابني ان الكبير حرم فاحترمه .. وان الصغير ضعيف فارحمه ..
يابني حارب الراحة فانها ام الكسل .. وحارب النوم فانه والد الفشل .. يابني لاتتمنى ولندكن اسعى لما تريد .. فان الاماني خواطر العاجز .
ولكن العزيمة والمضي فيما تأمل هو شانك ..
يابني .. اريد ان اسمع بك مقداما ولو مت .. ولا اريد ان اسمع عنك جبانا ولو كنت حيا معافى .. ولا تتذكر امك كفتاه تحن الى امها ..
وذا ذهبت ماشيا في مقصدك فلاتلتفت الى الوراء..
ارحل في امان الله ورعايته ..
قال لها ابشري يا اماه لقد ولدت رجلا . لن يخيب ظنك .. ولن تجدي فيه حسرة ..
وودعها ورحل مع يوسف التيمي ..
ولما وصلا الى ديار فسيلة . تفاجأ سعد بن رقة بما وجد .. وجد ان يوسف .. زعيم في قومة .. كثير الابناء له سبعة من الولد ومن البنات مثلهم .. اي اربعة عشر بطنا .
ولما رأوا اباهم قد جلب معه صبي .. علت الدهشة الاستغراب على وجوههم ..
اما الاولاد . مصعب وجابر والبشير . ومحمد الاعرج . ويونس والفيصل . واليسع قلب الاسد ..
واما البنات .. فسلمى ونعمى واروى وليلى . ونسيبة ورفيدة والعنود..
اخذ اياما ليتعرف بهم وانهم من زوجتين .. واخذ فترة ليعرف اي من الابناء ابن اي من الامهات ..
وفي اول دخوله في عصر الجمعة في الرابع من شهر المحرم .
قال له يوسف .. عليك ان تختار في البيتين .. مع ايهما تريد المقام
قال له .. اريد ان اقيم في اول ايامي.. سبع ايام مع هولاء وسبع مع هولاء .. وسأخبرك بعدها بمقامي الدائم ..
قال له احسنت فبمن تبدأ ..
قال له ابدأ بما بدات به انت .. زوجتك الاولى .. وابنائك الكبار ..
قال له احسنت ايها الغلام ولكل معضلة لك حلولا..
فاقام بن ورقة مع ام الكرام .. زوجة يوسف الاولى .. وعندها خمسة اولاد وبنتان ..
مصعب وجابر والبشير ومحمدالاعرج .. وبناتها ..نسيبه ورفيدة ..
وكلهم اكبر منه سنا ..
وفرحوا به واكرموه .. وعلموا من ابيهم انه ابن صديقه .. الذي سمعو به كثيرا .. رجل تاجر من اشراف بني عجلان ..
فاصبحوا من اول الايام يسمونه الشريف ..
واحبوه واعجبوا به الابناء والام .. وتمنوا ان يقيم معهم بقية مدته
ولكنه كان شرط ..
كان يتمتع بادب الكبار وبحكمة العلماء .. وذكاء ليس له مثيل في ابناء عمره ..
وفعل كما اوصته امه .. اراد ان يسأل يوسف التيمي .. عم من من البنات جعلها له .. في وعده ولكنه فضل السكوت ..
ومرت الايام واكمل الاسبوع الاول .. ثم قال له يوسف اليوم يوم انتقالك الى البيت الثاني .. ام انك نسيت؟ .. قال لم انس .. ولكني اريد منك الاذن ..
ارتحل يوسف الى بيت زبيدة ام اليسع قلب الاسد هذا ولدها الكبير واصغر منه
يونس وهو في عمر سعد الشريف ..ثم الفيصل.. اصغر الابناء ومازال يحبو .. وبناتها اروى وسلمى ونعمى وليلى والعنود .. وكلهن دون البلوغ الا اروى فهي في السابعة عشر ..
ولكن لم يجد في هذه البيت راحته .. فان الاطفال ضايقوه .. وأساءوا معاملته .. وكانوا يلعبون باغراضه .. ويرشون عليه الماء وهو نائم وهم .. يلعبون به ويسخرون به طول الوقت ..
ولكنه كان صابرا ليكمل اسبوعه.. ويرتحل الى بيت ام الكرام التي اكرمته هي وابنائها الكبار..
لما كان يومه الاخير .. وقال لهم سأرتحل منكم الى بيت ام الكرام
بكت احدى البنات .. وتقاطرت دموعها وهي تقول لامها امنعيه ياأمي من الذهاب .. ودعيه يقيم معنا .. فاني احببته ..
قالت لها امها يابنيتي .. لكل احد مقام يجد فيه راحته .. وانا اريده ان يرحل الى هناك.. ولا اريده ان يقيم معنا هنا ..
فما ذهبت الطفلة التي تسمى سلمي.. وهي الثامنة من عمرها ..
استفرد سعد بالام وقال لها .. هل لي ان أسالك سؤالا"؟
قالت له سل مابدا لك ..
قال لها لماذا تريدين مني ان ارحل عنك الى ابناء زوجك.. وفي علمي كل ضرة تريد ان تتميز على ضرتها .. فما الذي جعلك تتنازلين عن هذا الحق؟..
قالت له انك غلام صغير في عقل رجل كبير .. حتي نظراتك توحي الي انك في الثلاثين من عمرك .. فبصدق لا اظمئن وانت تسرح مع بناتي وتمرح .. هل تقول الصدق اذا سألتك؟
قال سلي .. قالت له .. هل اعجبك شئ في بناتي ؟؟
فتبسم وقال لها اصدقك القول .. فان سلمى الباكية هذه قد شغلت قلبي .. وشغلتني في منامي واحلامي .. فاسجعلها لي .. ولا اريد سواها .. فاما ان ارحل واما ان تحجبيها مني ..
فاني اذا رأيتها خفق قلبي وارتجفت اطرافي كقصبة في مهب الريح .. قالت ارحل ارحل .. قبل ان يسمعك احد .. الا تستطيع ان تكذب وتخفي هذا القول؟
رحل ابن ورقة الى ام الكرام .. وزبيدة اخبرت زوجها بماقال الغلام
فغضب يوسف التيمي عضبا شديدأ
ونادى سعد فجاء سعد ووقف امامه ..ووجه يوسف التيمي يتقطع من الغضب ..
اها خم وصر .. عامل فيها روميو..
الى اللقاء
ولكن لم يجد في هذه البيت راحته .. فان الاطفال ضايقوه .. وأساءوا معاملته .. وكانوا يلعبون باغراضه .. ويرشون عليه الماء وهو نائم وهم .. يلعبون به ويسخرون به طول الوقت ..
ولكنه كان صابرا ليكمل اسبوعه.. ويرتحل الى بيت ام الكرام التي اكرمته هي وابنائها الكبار..
لما كان يومه الاخير .. وقال لهم سأرتحل منكم الى بيت ام الكرام
بكت احدى البنات .. وتقاطرت دموعها وهي تقول لامها امنعيه ياأمي من الذهاب .. ودعيه يقيم معنا .. فاني احببته ..
قالت لها امها يابنيتي .. لكل احد مقام يجد فيه راحته .. وانا اريده ان يرحل الى هناك.. ولا اريده ان يقيم معنا هنا ..
فما ذهبت الطفلة التي تسمى سلمي.. وهي الثامنة من عمرها ..
استفرد سعد بالام وقال لها .. هل لي ان أسالك سؤالا"؟
قالت له سل مابدا لك ..
قال لها لماذا تريدين مني ان ارحل عنك الى ابناء زوجك.. وفي علمي كل ضرة تريد ان تتميز على ضرتها .. فما الذي جعلك تتنازلين عن هذا الحق؟..
قالت له انك غلام صغير في عقل رجل كبير .. حتي نظراتك توحي الي انك في الثلاثين من عمرك .. فبصدق لا اظمئن وانت تسرح مع بناتي وتمرح .. هل تقول الصدق اذا سألتك؟
قال سلي .. قالت له .. هل اعجبك شئ في بناتي ؟؟
فتبسم وقال لها اصدقك القول .. فان سلمى الباكية هذه قد شغلت قلبي .. وشغلتني في منامي واحلامي .. فاسجعلها لي .. ولا اريد سواها .. فاما ان ارحل واما ان تحجبيها مني ..
فاني اذا رأيتها خفق قلبي وارتجفت اطرافي كقصبة في مهب الريح .. قالت ارحل ارحل .. قبل ان يسمعك احد .. الا تستطيع ان تكذب وتخفي هذا القول؟
رحل ابن ورقة الى ام الكرام .. وزبيدة اخبرت زوجها بماقال الغلام
فغضب يوسف التيمي عضبا شديدأ
ونادى سعد فجاء سعد ووقف امامه ..ووجه يوسف التيمي يتقطع من الغضب ..
اها خم وصر .. عامل فيها روميو..
الى اللقاء
الغراب المتهم
الحلقة 4
بقلم طارق اللبيب
نظر ابن ورقة الي عيني يوسف.. ولم يرف له جفن.. ولم ترتعش له يد .. كان ثابتا لايظهر عل وجهه شي من الفرع..
قال له يوسف ماهذا الذي اسمعه يافتى؟
قال هل اخبرتك زوجتك بقولي ؟
قال نعم .. وهل انت تعترف بماتقول؟
قال له ليس هنالك امر عيب فانكره .. ولم اقل شيئا يستحق مني الخوف من عضبك.. سألتني زوجتك عما اشعر فاخبرتها بالحقيقة .. انتم اهل الشأن ..ان كان ماقلته يستحق العقاب . فعلى الدنيا السلام .. من اجل هذه النظرات التي تنظر بها الي..
يكذب عليكم اولادكم .. وينكرون مايفعلون خوفا .. فتدفعونهم الى الكذب دفعا .. لكن لن تجدني جبانا لو قتلتني ..
قل يا عماه .. ماذا اغضبك في قولي؟ ..
لانني شعرت في قلبي شعورا لا اتحكم لي فيه .. ام لانني تكلمت بالصدق عما شعرت؟
قال له يوسف .. كان لك من اول ان شعرت.. هذا الشعور ان تغادر الدار ..
قال له لماذا؟ انا لا اخاف على احد من نفسي ..
لا تسول لي نفسي امرا يجر علي اللوم .. يصغرني في اعين الرجال ..
انا لا اخون من يطعمني في داره ..
انقضت فترتي ولم ير مني اولادك غير البر والاحسان.. واحتمال الاذى والصبر المتواصل ..
كل هذا الحديث يدور بين سعد ويوسف وزبيدة تنظر ..
التفت اليها زوجها يوسف وقال لها . هل رايت منه ما يجعلك تشكين في شي ؟
قالت اللهم لا.. ما لفتني شي .. غير وعيه الزائد .. وعقله الراجح .. فرايت انه ليس كالاطفال .. فانتابني الخوف منه فسألته ..
قال له يوسف ..يا بني ليس لدينا عليك مأخذ حت نعاتبك .. ولانستطيع ان نرميك بسوء لم تفعله فنعاقبك .. ولكن ابتعد عن اطفالي ..
قال له سعد سافعل ولكن هل بشي قبل اغادر محكمتك؟
قال قل .. انا اسمع ..
قال له يا عماه لقد وعدتني بتزويج بنتك .. وانا قد اخترت سلمي
فاريدك ان تجدد العهد لي بها تحديدا .. ولا اريد غيرها ..
قال له يابني ان الاوان لم يئن لهذا الكلام .. ونحن اتينا بك للتعليم ..
قال له ولا يمنع ذلك . ان اعلم من هي شريكتي في حياتي ..
قال له يوسف .. هب اني واقفت لك عليها.. ثم كبرت ورفضتك .. ماذا تفعل ؟؟
قال له تكون انت قد افيت بعهدك .. ولكن الله لم يقسم لي فيها نصيب ..
فليس عليك لم بعدها ملامة ..
قال له اقول لك حسنا .. ماذا تقولين يا ام سلمى؟ .. قالت له
انا لم اعده بشي .. ولن اعترض اليوم على عهدك له.. ولكن لي كلمتي في وقتها .. لكل حدث حديث..
ارتحل ابن ورقة الى دار ام الكرام .. كان بين الدارين .. سبعمائة خطوة حسبها سعد يوم ارتحل ..
اقام ابن ورقة مع ام الكرام اربعة سنوات .. كان يحبها حبا جما .. يحترمها ..فمثلت له امه وعطفت عليه واحبته .. كانت تؤثره بالطعام الجيد على اولادها .. اذ انه اصغر من في البيت ..
كان اولاد ام الكرام فرسان اشاوس لايشق لهم غبار ولا تلين لهم قناة
ولا يستطيع المحاربون مجابهتم في ساحات الوغى ..
في هذه السنوات التي اخذها سعد تعلم كل شي .. فكان يخرج لمجالس العرب فيسمع العلم والفقه والأدب الحكمة والشعر والقصص .. وتعلم فنون القتال واسرار الحروب من يوسف التيمي ..
وتدرب كثيرا مع ابناءه المحاربين الافذاذ ..
وكان ذكيا لبقا لماحا.. لما بلغ السادسة عشر من عمره لم يكن احد في البقاع والاصقاع يستطيع منازلته ..
لكنه كان دائما مشغول البال بسلمي.. التي منذ ان خرج من بيته لم يراها ولا مرة ..
حتي في يوم موت اخيها جابر .. ابن ابيها توفي في الثلاثين من عمره .. بسبب الحمر التي اجتاحت اليمن في تلك الايام ..
وكانت تسمى حمى السحايا .. وهو السحائي المعروف ..
لم تخرج سلمي في وفاة اخيها .. ولم تحضر جنازته ..لم يستطيع سعد ان يسأل عنها طيلة تلك الفترة ..
كل اخواتها الصغار والكبار يخرجن .. الى العراء ويذهبن الى الجوار والاعراس ..
الا سلمى .. وكل ما يريد سعد ان يسأل عن سبب عدم خروجها ..كأن شيئا يمسكه ويمنعه .. ولكن جل تفكيره .. يقول انهم ربما يمنعونها الخروج خوفا عليها مني ..
في تلك الفترة كانت الحروب في هذه المنطقة .. تتلاشى وتضمحل الا غارات هنا وهناك ..من طوائف الشيعة الروافض على بعض القبائل السنية ..
وكان يوسف التيمي قائد الجناح العسكري في السنة .. وكان ابن عمه القاسم بن عبدالله التيمي .. من جهابذة العلماء الذين كانوا ينيرون الليالي بعلومهم الغزيرة ..
وكان ايضا بعض الصعاليك البدو يعتدون على الابل ويسرقونها
وكثيرا مايقطعون الطريق على المسافرين والتجار فينهبون اموالهم ويسوقون ابلهم .. وبعد ذلك اما يقتلوهم او يتركوهم في الصحراء للموت بالعظش ..
لما بلغ سعد السابعة عشر من عمره وقد قوي عوده .. وسمق جسده .. فكر في الرجوع الى اهله ..
تغيرت فيه كثير من الطباع .. فاصبح كثير السكوت .. يطيل النظر الأرض .. كثير الحياء والخجل ..
جلس يوما في الصباح امام يوسف التيمي .. وراسه مطأطا الى الارض بكل ادب ..
وقال له ياعماه .. منذ شهر وانا اريد ان اتحدث معك ولكن الحياء منك يمنعني .. فاليوم جررت الغطاء على قلبي لاخاطبك .. ياعماه .
الحلقة 4
بقلم طارق اللبيب
نظر ابن ورقة الي عيني يوسف.. ولم يرف له جفن.. ولم ترتعش له يد .. كان ثابتا لايظهر عل وجهه شي من الفرع..
قال له يوسف ماهذا الذي اسمعه يافتى؟
قال هل اخبرتك زوجتك بقولي ؟
قال نعم .. وهل انت تعترف بماتقول؟
قال له ليس هنالك امر عيب فانكره .. ولم اقل شيئا يستحق مني الخوف من عضبك.. سألتني زوجتك عما اشعر فاخبرتها بالحقيقة .. انتم اهل الشأن ..ان كان ماقلته يستحق العقاب . فعلى الدنيا السلام .. من اجل هذه النظرات التي تنظر بها الي..
يكذب عليكم اولادكم .. وينكرون مايفعلون خوفا .. فتدفعونهم الى الكذب دفعا .. لكن لن تجدني جبانا لو قتلتني ..
قل يا عماه .. ماذا اغضبك في قولي؟ ..
لانني شعرت في قلبي شعورا لا اتحكم لي فيه .. ام لانني تكلمت بالصدق عما شعرت؟
قال له يوسف .. كان لك من اول ان شعرت.. هذا الشعور ان تغادر الدار ..
قال له لماذا؟ انا لا اخاف على احد من نفسي ..
لا تسول لي نفسي امرا يجر علي اللوم .. يصغرني في اعين الرجال ..
انا لا اخون من يطعمني في داره ..
انقضت فترتي ولم ير مني اولادك غير البر والاحسان.. واحتمال الاذى والصبر المتواصل ..
كل هذا الحديث يدور بين سعد ويوسف وزبيدة تنظر ..
التفت اليها زوجها يوسف وقال لها . هل رايت منه ما يجعلك تشكين في شي ؟
قالت اللهم لا.. ما لفتني شي .. غير وعيه الزائد .. وعقله الراجح .. فرايت انه ليس كالاطفال .. فانتابني الخوف منه فسألته ..
قال له يوسف ..يا بني ليس لدينا عليك مأخذ حت نعاتبك .. ولانستطيع ان نرميك بسوء لم تفعله فنعاقبك .. ولكن ابتعد عن اطفالي ..
قال له سعد سافعل ولكن هل بشي قبل اغادر محكمتك؟
قال قل .. انا اسمع ..
قال له يا عماه لقد وعدتني بتزويج بنتك .. وانا قد اخترت سلمي
فاريدك ان تجدد العهد لي بها تحديدا .. ولا اريد غيرها ..
قال له يابني ان الاوان لم يئن لهذا الكلام .. ونحن اتينا بك للتعليم ..
قال له ولا يمنع ذلك . ان اعلم من هي شريكتي في حياتي ..
قال له يوسف .. هب اني واقفت لك عليها.. ثم كبرت ورفضتك .. ماذا تفعل ؟؟
قال له تكون انت قد افيت بعهدك .. ولكن الله لم يقسم لي فيها نصيب ..
فليس عليك لم بعدها ملامة ..
قال له اقول لك حسنا .. ماذا تقولين يا ام سلمى؟ .. قالت له
انا لم اعده بشي .. ولن اعترض اليوم على عهدك له.. ولكن لي كلمتي في وقتها .. لكل حدث حديث..
ارتحل ابن ورقة الى دار ام الكرام .. كان بين الدارين .. سبعمائة خطوة حسبها سعد يوم ارتحل ..
اقام ابن ورقة مع ام الكرام اربعة سنوات .. كان يحبها حبا جما .. يحترمها ..فمثلت له امه وعطفت عليه واحبته .. كانت تؤثره بالطعام الجيد على اولادها .. اذ انه اصغر من في البيت ..
كان اولاد ام الكرام فرسان اشاوس لايشق لهم غبار ولا تلين لهم قناة
ولا يستطيع المحاربون مجابهتم في ساحات الوغى ..
في هذه السنوات التي اخذها سعد تعلم كل شي .. فكان يخرج لمجالس العرب فيسمع العلم والفقه والأدب الحكمة والشعر والقصص .. وتعلم فنون القتال واسرار الحروب من يوسف التيمي ..
وتدرب كثيرا مع ابناءه المحاربين الافذاذ ..
وكان ذكيا لبقا لماحا.. لما بلغ السادسة عشر من عمره لم يكن احد في البقاع والاصقاع يستطيع منازلته ..
لكنه كان دائما مشغول البال بسلمي.. التي منذ ان خرج من بيته لم يراها ولا مرة ..
حتي في يوم موت اخيها جابر .. ابن ابيها توفي في الثلاثين من عمره .. بسبب الحمر التي اجتاحت اليمن في تلك الايام ..
وكانت تسمى حمى السحايا .. وهو السحائي المعروف ..
لم تخرج سلمي في وفاة اخيها .. ولم تحضر جنازته ..لم يستطيع سعد ان يسأل عنها طيلة تلك الفترة ..
كل اخواتها الصغار والكبار يخرجن .. الى العراء ويذهبن الى الجوار والاعراس ..
الا سلمى .. وكل ما يريد سعد ان يسأل عن سبب عدم خروجها ..كأن شيئا يمسكه ويمنعه .. ولكن جل تفكيره .. يقول انهم ربما يمنعونها الخروج خوفا عليها مني ..
في تلك الفترة كانت الحروب في هذه المنطقة .. تتلاشى وتضمحل الا غارات هنا وهناك ..من طوائف الشيعة الروافض على بعض القبائل السنية ..
وكان يوسف التيمي قائد الجناح العسكري في السنة .. وكان ابن عمه القاسم بن عبدالله التيمي .. من جهابذة العلماء الذين كانوا ينيرون الليالي بعلومهم الغزيرة ..
وكان ايضا بعض الصعاليك البدو يعتدون على الابل ويسرقونها
وكثيرا مايقطعون الطريق على المسافرين والتجار فينهبون اموالهم ويسوقون ابلهم .. وبعد ذلك اما يقتلوهم او يتركوهم في الصحراء للموت بالعظش ..
لما بلغ سعد السابعة عشر من عمره وقد قوي عوده .. وسمق جسده .. فكر في الرجوع الى اهله ..
تغيرت فيه كثير من الطباع .. فاصبح كثير السكوت .. يطيل النظر الأرض .. كثير الحياء والخجل ..
جلس يوما في الصباح امام يوسف التيمي .. وراسه مطأطا الى الارض بكل ادب ..
وقال له ياعماه .. منذ شهر وانا اريد ان اتحدث معك ولكن الحياء منك يمنعني .. فاليوم جررت الغطاء على قلبي لاخاطبك .. ياعماه .
. لقد اكرمت نزلي .. وعطفت علي عطف الوالد على الولد .. وربيتني كانني من صلبك .. ما رايت منك ظلما .. ولابخلا .. ولا سوءا .. فاصبحت عندي بمقام ابي .. وانني لا اقوي على فراقك .. ولا امي ام الكرام .. ولا اخوتي .. ولكن لكل امر منتهى .. ولكل مدخل مخرج ..الفترة التي رمناها ..تمت
ونلت الهدف .. فقد علمتني .. ماجئت من اجله.. وما لم أت من اجله
فلم اكن اعلم اني سأتعلم الفقه والعلم والادب والشعر .. علاوة على فنون القتال .. فكم من الفضل لك علي .بعد الله .. وان لساني يخذلني ان اوفيك شكرا .. اني اطلب الاذن بالرحيل الى داري وانا ملتفح بالخجل ومتسربل بالحياء..
فقال له يوسف التيمي .. لقد اكملت تعليمك .. واصبحت بطلا تهابه الفرسان .. وجبلا تخاف منه الرياح ..
ولكن قبل ان تذهب نحن عندنا .. دين عليك نريد ان تقضيه .. وعندك معنا وعود نريد ان نوفيها معك ..
فلما قال له ذلك فرح سعد فرحا عظيما .. اخيرا سيهنا بلقاء سلمي التي طالما اشتاقت نفسه لرؤياها ..
قال له اما الدين الذي عليك .. هو ان بني سهيل جيراننا قد اغار عليهم بدو من جيهة صيعر ..
وقادوا منهم ثلاث من اعرق الابل وانقاها ..
وان اخوك البشير اراد ان يلحق بهم ويرد لبني سهيل ابلهم .. فهل تستطيع ان تركب بدله وتذهب الي هولاء الصعاليك البدو .. ترجع لبني سهيل مالهم؟
قال سمعا طاعة ياعماه .. ساذيقهم مر العذاب .. وسانزع منهم الحق الذي سلبوه ..
قال اركب فرسي الذي وعدتك به .. واحمل سيفي الذي وعدتك به ..
انتصر عليهم ثم سيفي وجوادي حلال عليك .. سواء نجحت في مسعاك ام لم تنجح ..
قال له ياعماه ماشأن الوعد الثالث..
قال انا علي وعدي لازوجك سلمى .. ولكن اخشى ان تنكص انت عهدك .. وتغير مطلبك .. فخير لنا ان نسكت.. ونترك هذا الوعد لئلا يكون لك امتحانا عسيرا يابني ..
قال قل ياعماه .. فانك لن تجدني جبانا ولا عاجزا ..
قال يوسف يابني ان سلمى مريضة منذ اربع سنوات ..
ال اللقاء ..
ونلت الهدف .. فقد علمتني .. ماجئت من اجله.. وما لم أت من اجله
فلم اكن اعلم اني سأتعلم الفقه والعلم والادب والشعر .. علاوة على فنون القتال .. فكم من الفضل لك علي .بعد الله .. وان لساني يخذلني ان اوفيك شكرا .. اني اطلب الاذن بالرحيل الى داري وانا ملتفح بالخجل ومتسربل بالحياء..
فقال له يوسف التيمي .. لقد اكملت تعليمك .. واصبحت بطلا تهابه الفرسان .. وجبلا تخاف منه الرياح ..
ولكن قبل ان تذهب نحن عندنا .. دين عليك نريد ان تقضيه .. وعندك معنا وعود نريد ان نوفيها معك ..
فلما قال له ذلك فرح سعد فرحا عظيما .. اخيرا سيهنا بلقاء سلمي التي طالما اشتاقت نفسه لرؤياها ..
قال له اما الدين الذي عليك .. هو ان بني سهيل جيراننا قد اغار عليهم بدو من جيهة صيعر ..
وقادوا منهم ثلاث من اعرق الابل وانقاها ..
وان اخوك البشير اراد ان يلحق بهم ويرد لبني سهيل ابلهم .. فهل تستطيع ان تركب بدله وتذهب الي هولاء الصعاليك البدو .. ترجع لبني سهيل مالهم؟
قال سمعا طاعة ياعماه .. ساذيقهم مر العذاب .. وسانزع منهم الحق الذي سلبوه ..
قال اركب فرسي الذي وعدتك به .. واحمل سيفي الذي وعدتك به ..
انتصر عليهم ثم سيفي وجوادي حلال عليك .. سواء نجحت في مسعاك ام لم تنجح ..
قال له ياعماه ماشأن الوعد الثالث..
قال انا علي وعدي لازوجك سلمى .. ولكن اخشى ان تنكص انت عهدك .. وتغير مطلبك .. فخير لنا ان نسكت.. ونترك هذا الوعد لئلا يكون لك امتحانا عسيرا يابني ..
قال قل ياعماه .. فانك لن تجدني جبانا ولا عاجزا ..
قال يوسف يابني ان سلمى مريضة منذ اربع سنوات ..
ال اللقاء ..
قصة ظلم :
قصة وقعت في اليمن - حضرموت - القطن جاء رجل معه سيارة شاحنة ( DYNA) إلى مغسلة سيارات للتغسيل وكانت في السيارة نقود لصاحب السيارة ، وكان المنظف بعد ما أتم تغسيل السيارة ، قام بعملية التصفية بواسطة ضغط الهواء وأثناء قيامه بهذه العملية تناثرت النقود وهو لا يعلمها ، فقام على نياته وجمع هذه النقود ليردها إلى مكانها وأثناء ذلك جاء صاحب السيارة وأتهمه بالسرقة لمبلغ (10000) ظلماً وزوراً ، وكان الرجل - أي المغسل - حالته المادية ضعيفة جداً ... بلغ صاحب السيارة الشرطة وقاموا بإحتجازه وكانت مع الرجل - أي المغسل شاة يملكها ويسقي ولده من لبنها كل يوم فباعها بخمسة ألف ريال وهو يبكي على بيعها لأنه كانت تغذي ولده أما بقية المبلغ قام أحد أقاربه بجمعها له وأخرجوه من السجن فدعاء ذلك الرجل الله سبحانه وتعالى فقال ( اللهم أصبه في ماله وأهله ) وصاحب السيارة بعدما أخذ العشرة الألف المذكورة ظلماً ..... قام يشتري قات(نبات مخدر) هو وأصحابه ويخزنون بها القات في جبل وكانت سيارة الرجل تحت صخرة وهم - أي الأشخاص بعيدين عنها - فخرت الصخرة على السيارة وأتلفتها بالكامل وإلى هذه اللحظة باقية آثارها ، فعرف الرجل أنها دعوة من المظلوم فذهب إلى الر جل ويستسمحه .
🌺🌺🌺🌺🌺🌺
#مفيد_للقصص
قصة وقعت في اليمن - حضرموت - القطن جاء رجل معه سيارة شاحنة ( DYNA) إلى مغسلة سيارات للتغسيل وكانت في السيارة نقود لصاحب السيارة ، وكان المنظف بعد ما أتم تغسيل السيارة ، قام بعملية التصفية بواسطة ضغط الهواء وأثناء قيامه بهذه العملية تناثرت النقود وهو لا يعلمها ، فقام على نياته وجمع هذه النقود ليردها إلى مكانها وأثناء ذلك جاء صاحب السيارة وأتهمه بالسرقة لمبلغ (10000) ظلماً وزوراً ، وكان الرجل - أي المغسل - حالته المادية ضعيفة جداً ... بلغ صاحب السيارة الشرطة وقاموا بإحتجازه وكانت مع الرجل - أي المغسل شاة يملكها ويسقي ولده من لبنها كل يوم فباعها بخمسة ألف ريال وهو يبكي على بيعها لأنه كانت تغذي ولده أما بقية المبلغ قام أحد أقاربه بجمعها له وأخرجوه من السجن فدعاء ذلك الرجل الله سبحانه وتعالى فقال ( اللهم أصبه في ماله وأهله ) وصاحب السيارة بعدما أخذ العشرة الألف المذكورة ظلماً ..... قام يشتري قات(نبات مخدر) هو وأصحابه ويخزنون بها القات في جبل وكانت سيارة الرجل تحت صخرة وهم - أي الأشخاص بعيدين عنها - فخرت الصخرة على السيارة وأتلفتها بالكامل وإلى هذه اللحظة باقية آثارها ، فعرف الرجل أنها دعوة من المظلوم فذهب إلى الر جل ويستسمحه .
🌺🌺🌺🌺🌺🌺
#مفيد_للقصص
الغراب المتهم
الحلقة 5
بقلم طارق اللبيب .
لما سمع ابو ورقة عن مرض سلمى.. ارتعب وعلاهو الخوف والشفقة عليها ..
وقال ليوسف .. اخبرني ياعماه مم تشكي سلمى ..
قال له انها يتملكها الخوف.. كلما خرجت من غرفتها.. وترتعد فرائصها .. وربما تصرخ ويغمى عليها .. من شدة الخوف ..
ولكنها في غرفتها لاتشتكي من شي .. تأكل وتنام جيدا .. وتصلي فروضها.. وتتنفل.. وتقرا القران .. حتى انها حفظت كتاب الله كاملا ..
ولكنها لاتستطيع الخروج من قوقعها ..
قال له ولكن ياعماه ما الذي يخيفها ؟.. قال له هي تذكر انها كلما خرجت من غرفتها .. ترى غرابا" مخيفا يطاردها.. حتى تدخل غرفتها .. وهي على يقين انه مرسل اليها ليؤذيها .. ولكننا لم نرى هذا الغراب يوما .
وكثيرا تتخيل اشياء.. لا واقع لها وترى اشخاصا ..
ونعتقد انها تتوهم الأمر.. وهي مجرد خيالات.. لا علاقة لها بالواقع ..
وقد سعينا لها بكل سعي .. ولم نجد لها دواء ..
قال له ياعماه هل لي ان اراها قبل ان اسافر؟
قال اذهب ال مهمتك المكلف بها .. وبعد ان ترجع منتصرا باذن الله
ونشاورها في لقاءك.. فان سمحت لنا اذنا لك ..
قال له سمعا وطاعة .. الان ياعماه لابد ان انتصر.. واتي بالابل وانا سليم معافى ..
قال له يوسف.. لابد ان تنهي مهمتك قبل اسبوع.. حتى تحضر عرس اخيك . الاكبر بعد عشرة ايام ..
قال له ان شاء الله .. ساكمل المهمة في اقل من اسبوع
المسيرة ثلاث ايام ذهابا وثلاث ايابا" .. وساتخلص من اللصوص في يوم واحد .. بأذن الله ..
وركب سعد بن ورقة.. وعمره حينها في نهاية السابعة عشر .. ولكنه في جسد فارس .. وقوة محارب عظيم ..
وركب الفرس الاسود.. الذي كان يراقبه من خمس سنوات .. صحيح ان الفرس اصابه الوهن.. ولكنه مازال جموحا لايقهر ..
وحمل سيف يوسف التيمي .. والسيف الذي خاض اكثر من ثلاثين حربا مابين صد وغارة . حمل ابن ورقة معه الزاد الكافي.. وماء في شن ( سعن) ..
وركب الريح.. وتوجه في اتجاه الشرق الشمالي.. الى اولئك البدو المتفلتين .. وكان يعرف الطرق .. فهو بن البادية الذي يعرف اسماء الجبال والوديان .. فلن يضل في طريقه ..
بعد مسيرة يوم كامل .. وفي المساء بعد ان اسدل الليل ستوره .. وتسربلت الارض بغطاء الظلام .. تعب ونزل منزلا عل بطن وادي ..
وربط فرسه .. وصلى المغرب والعشاء.. وافترش بردة كانت معه واضجع لينام .. فسمع اصوات قريبة منه ..
اصوات غناء وطرب.. وصفير وصياح غريب.. لم يسمع مثله من قبل ..
فقام وتلفت يمينا وشمالا.. ولم ير احد ولكن الاصوات قريبة جدا ..
فعرف بما لايدع مجالا للشك.. ان هولاء هم الجن .. لان تلك الاودية معروفة انها مأهولة بالجن .. فهي تسمى ربع الارض الخالي ..
وفيها وادي عبقر.. ووادي الهواشير .. وتخوم الجن .. وجبل الشيطان ..
وكل هذه التسميات.. تدل عل الناس رأوا فيها الجن.. فاطلقو على البقاع هذه الاسماء ..
قام سعد ابن ورقة من مكانه.. وحل رباط فرسه .. وذهب الى وادي اخر ..
ولكنه مالبث كثير.. فسمع تلك الاصوات تقترب منه.. مرة اخرى ..
فصاح فيهم.. وقال اذهبوا بعيدا.. فاني اريد ان انام.. اليس لديكم اكرام لضيف؟ ولا عابر سبيل؟ .. اهكذا ترعجون المسافر؟
انصرفوا ال مكان اخر .. فقال له احدهم .. انت جئت الينا .. ونحن لم نأت اليك .. فارتحل ..
قال له ان كنت رجلا حقيقيا.. فاظهر نفسك ولا تتكلم معي مختفي مثل الجبناء.. فظهر له رجل في الثلاثين من عمره.. في بنية قوية .. وجسد ممشوق .. تلمع عيناهو كانها جمرتين .. ويحمل سيفا يبرق كألذهب ..وقال له انت تصفني بالجبان في ارضي وامام قومي؟
والله لن اتركك .. هلمو ايها الابطال .. فظهر قريب الاربعين من الفرسان على هيئة هذا الاول .. فقال لهم ابن ورقة من اي القوم انتم .. قال له نحن من قبيلة فزام .. الم تسمع بابي نهشل الفزامي ..
قال لا والله ماسمعت بالرجل ولا بالقبيلة ..
هل انت من الجن ام من الانس .. فقال له نحن لانجيبك عل سؤال ايها المعتدي ..
اقبضوا عليه .. فاجتمع الفرسان عل ابن ورقة .. فاستل سيفه وبدا يضرب يمينا وشمالا .. ولكن الضرب لايصيبهم .. فهو يضرب في الهواء وهم يضحكون عليه .. وحتى الان لم يعلم هل هم جن او سحرة من سحرة الصحراء ..
ولكنهم استطاعو ان يمسكو به.. فلما مست ايدهم جسده انشل ولم يستطع المقاومة .. واصبح لايستطيع ان يحرك يدا ولا رجلا .. ثم اخذوه ووثقوهو بالسلاسل ..وحملو وساقو فرسه الى جبل وادخلوه هو والفرس في غار في بطن ذلك الجبل .. ثم اجتمعوا علل صخرة كبيرة .. فسدوا بها الغار حت لايراه احد لو مر بالجبل
وليس هنالك اصلا انسي يمر بالمكان .. من مئات السنين .. وبعد ان اغلقوا عليه الغار هو وفرسه تركوه وذهبوا .. والوقت ليس فيه قمر مكتمل ..
فلما التفت ابن ورقة ال لم يجد اي وثاق ولا اثر ربط عل يديه وقدميه .. فما اصبح علي الصبح رأ انوار الفجر تلوح من اطرف الصخرة التي سدت الغار .. قام وصلي واخرج شيئأ من زاده فاكل واعطى الفرس من زاد كان يحم
الحلقة 5
بقلم طارق اللبيب .
لما سمع ابو ورقة عن مرض سلمى.. ارتعب وعلاهو الخوف والشفقة عليها ..
وقال ليوسف .. اخبرني ياعماه مم تشكي سلمى ..
قال له انها يتملكها الخوف.. كلما خرجت من غرفتها.. وترتعد فرائصها .. وربما تصرخ ويغمى عليها .. من شدة الخوف ..
ولكنها في غرفتها لاتشتكي من شي .. تأكل وتنام جيدا .. وتصلي فروضها.. وتتنفل.. وتقرا القران .. حتى انها حفظت كتاب الله كاملا ..
ولكنها لاتستطيع الخروج من قوقعها ..
قال له ولكن ياعماه ما الذي يخيفها ؟.. قال له هي تذكر انها كلما خرجت من غرفتها .. ترى غرابا" مخيفا يطاردها.. حتى تدخل غرفتها .. وهي على يقين انه مرسل اليها ليؤذيها .. ولكننا لم نرى هذا الغراب يوما .
وكثيرا تتخيل اشياء.. لا واقع لها وترى اشخاصا ..
ونعتقد انها تتوهم الأمر.. وهي مجرد خيالات.. لا علاقة لها بالواقع ..
وقد سعينا لها بكل سعي .. ولم نجد لها دواء ..
قال له ياعماه هل لي ان اراها قبل ان اسافر؟
قال اذهب ال مهمتك المكلف بها .. وبعد ان ترجع منتصرا باذن الله
ونشاورها في لقاءك.. فان سمحت لنا اذنا لك ..
قال له سمعا وطاعة .. الان ياعماه لابد ان انتصر.. واتي بالابل وانا سليم معافى ..
قال له يوسف.. لابد ان تنهي مهمتك قبل اسبوع.. حتى تحضر عرس اخيك . الاكبر بعد عشرة ايام ..
قال له ان شاء الله .. ساكمل المهمة في اقل من اسبوع
المسيرة ثلاث ايام ذهابا وثلاث ايابا" .. وساتخلص من اللصوص في يوم واحد .. بأذن الله ..
وركب سعد بن ورقة.. وعمره حينها في نهاية السابعة عشر .. ولكنه في جسد فارس .. وقوة محارب عظيم ..
وركب الفرس الاسود.. الذي كان يراقبه من خمس سنوات .. صحيح ان الفرس اصابه الوهن.. ولكنه مازال جموحا لايقهر ..
وحمل سيف يوسف التيمي .. والسيف الذي خاض اكثر من ثلاثين حربا مابين صد وغارة . حمل ابن ورقة معه الزاد الكافي.. وماء في شن ( سعن) ..
وركب الريح.. وتوجه في اتجاه الشرق الشمالي.. الى اولئك البدو المتفلتين .. وكان يعرف الطرق .. فهو بن البادية الذي يعرف اسماء الجبال والوديان .. فلن يضل في طريقه ..
بعد مسيرة يوم كامل .. وفي المساء بعد ان اسدل الليل ستوره .. وتسربلت الارض بغطاء الظلام .. تعب ونزل منزلا عل بطن وادي ..
وربط فرسه .. وصلى المغرب والعشاء.. وافترش بردة كانت معه واضجع لينام .. فسمع اصوات قريبة منه ..
اصوات غناء وطرب.. وصفير وصياح غريب.. لم يسمع مثله من قبل ..
فقام وتلفت يمينا وشمالا.. ولم ير احد ولكن الاصوات قريبة جدا ..
فعرف بما لايدع مجالا للشك.. ان هولاء هم الجن .. لان تلك الاودية معروفة انها مأهولة بالجن .. فهي تسمى ربع الارض الخالي ..
وفيها وادي عبقر.. ووادي الهواشير .. وتخوم الجن .. وجبل الشيطان ..
وكل هذه التسميات.. تدل عل الناس رأوا فيها الجن.. فاطلقو على البقاع هذه الاسماء ..
قام سعد ابن ورقة من مكانه.. وحل رباط فرسه .. وذهب الى وادي اخر ..
ولكنه مالبث كثير.. فسمع تلك الاصوات تقترب منه.. مرة اخرى ..
فصاح فيهم.. وقال اذهبوا بعيدا.. فاني اريد ان انام.. اليس لديكم اكرام لضيف؟ ولا عابر سبيل؟ .. اهكذا ترعجون المسافر؟
انصرفوا ال مكان اخر .. فقال له احدهم .. انت جئت الينا .. ونحن لم نأت اليك .. فارتحل ..
قال له ان كنت رجلا حقيقيا.. فاظهر نفسك ولا تتكلم معي مختفي مثل الجبناء.. فظهر له رجل في الثلاثين من عمره.. في بنية قوية .. وجسد ممشوق .. تلمع عيناهو كانها جمرتين .. ويحمل سيفا يبرق كألذهب ..وقال له انت تصفني بالجبان في ارضي وامام قومي؟
والله لن اتركك .. هلمو ايها الابطال .. فظهر قريب الاربعين من الفرسان على هيئة هذا الاول .. فقال لهم ابن ورقة من اي القوم انتم .. قال له نحن من قبيلة فزام .. الم تسمع بابي نهشل الفزامي ..
قال لا والله ماسمعت بالرجل ولا بالقبيلة ..
هل انت من الجن ام من الانس .. فقال له نحن لانجيبك عل سؤال ايها المعتدي ..
اقبضوا عليه .. فاجتمع الفرسان عل ابن ورقة .. فاستل سيفه وبدا يضرب يمينا وشمالا .. ولكن الضرب لايصيبهم .. فهو يضرب في الهواء وهم يضحكون عليه .. وحتى الان لم يعلم هل هم جن او سحرة من سحرة الصحراء ..
ولكنهم استطاعو ان يمسكو به.. فلما مست ايدهم جسده انشل ولم يستطع المقاومة .. واصبح لايستطيع ان يحرك يدا ولا رجلا .. ثم اخذوه ووثقوهو بالسلاسل ..وحملو وساقو فرسه الى جبل وادخلوه هو والفرس في غار في بطن ذلك الجبل .. ثم اجتمعوا علل صخرة كبيرة .. فسدوا بها الغار حت لايراه احد لو مر بالجبل
وليس هنالك اصلا انسي يمر بالمكان .. من مئات السنين .. وبعد ان اغلقوا عليه الغار هو وفرسه تركوه وذهبوا .. والوقت ليس فيه قمر مكتمل ..
فلما التفت ابن ورقة ال لم يجد اي وثاق ولا اثر ربط عل يديه وقدميه .. فما اصبح علي الصبح رأ انوار الفجر تلوح من اطرف الصخرة التي سدت الغار .. قام وصلي واخرج شيئأ من زاده فاكل واعطى الفرس من زاد كان يحم
له له من الحنظة والشعير .. واكل.. وشرب قليلا وسقى الفرس ..
ولكن هذا الزاد والماء لن يدوم طويلا فكان عليه ان يقتصد فعلا ..
فلربما يطول به امد الحبس.. في بطن هذا الجبل الغريب ..
لما اضاء النهار.. ودخلت اشعة الشمس من اطراف الصخرة .. اضاء الكهف قليلا .. فقام ابن ورقة ليحرك الصخرة .. ويخرج .. ولكنها كانت كبيرة جدا.. لايستطيع .. هو ولا عشرة من امثال قوته ليزحزحوها ..
فلما عجز من تحريكها .. بدأ يحفر الارض تحتها لتسقط .. ولكن كانت الرمال قليلة.. فلما نفدت الرمال .. تبين له الصخرة موضوعة عل كبد الجبل باحكام .. فليس هنالك سبيل للحفر .. وجلس يفكر .. ماذا افعل؟ .. وماهذا الذي ابتلاني الله به .؟
قام وربط حبل الفرس في اطراف الصخرة .. واخذ بلجام الفرس الى الداخل.. لعل الفرس يستطيع ان يحرك الصخرة.. ولو قليلا .. لكن هيهات .. ذلك الحصان الاسود القوي.. عجز عن تحريك الصخرة ولو قيد انملة ..
لما تقطعت السبل به.. وانتهت كل حيلة في طريق للخروج.. من هذا النفق .. اتجه الى الله .. وقال اللهم انت القائل .. (امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء) .. اللهم اني مضظر .. والم بي السوء .. فاجب دعوتي .. واكشف السوء عني ..
وجلس ينتظر الله ..
ومر اليوم الاول والثاني والثالث .. وهو لايزال عل الدعاء
والماء عل شك ان ينفد .. والزاد اصبح شحيحا ..
وصلى ابن ورقة في هذا الغار الى الان خمسة عشر فرضا .. وقراكثيرا من القران ودعاء دعاء كثيرا لايمل ولايكل ..
وقال مرة في ماقال ..
وهو يشكي الي الله تعالى حاله وهو في بطن الغار..
واذا انتهى عزي وشاخت قوتي ..
فالله يرحم من يبــــــــــدل لونه
فهو الذي اجرى السحاب بمائه..
وهو الذي خلق الانام وكونه ..
يا ملجئي بالعفو اطلب راجــيا ..
اجعل لعبدك مخرجا كن عونه..
احس ابن ورقة في هذا الوقت بتعب شديد .. وغلب عليه النوم.. فنام ..
ثم راي في النمام انه الصخرة قد انفرجت.. وخرج منها وذهب.. الى البدو وقابلهم.. وهم سبعة .. وقاتلهم.. وهزمهم واستسلموا له بصلح ..
وسلموهو ابل بني سهيل .. ورجع ال الدار .. ورأي سلمى وكانت في جمال لايضاهى .. وتعافت من مرضها .. وتزوجها وخرجت معه في ابهى حلة .. حتى اشرقت الارض من حولها من شدة جمالها وبريقها .. وكان سعيد سعادة لا تشبهها سعادة .. ولكنه فجأة استيقظ من نومه .. فراى انه مازال محبوسا في الغار .. فانطبق عليه الهم بعد الفرح الذي كان قد احسه في منامه ..
ال اللقاء ..
ولكن هذا الزاد والماء لن يدوم طويلا فكان عليه ان يقتصد فعلا ..
فلربما يطول به امد الحبس.. في بطن هذا الجبل الغريب ..
لما اضاء النهار.. ودخلت اشعة الشمس من اطراف الصخرة .. اضاء الكهف قليلا .. فقام ابن ورقة ليحرك الصخرة .. ويخرج .. ولكنها كانت كبيرة جدا.. لايستطيع .. هو ولا عشرة من امثال قوته ليزحزحوها ..
فلما عجز من تحريكها .. بدأ يحفر الارض تحتها لتسقط .. ولكن كانت الرمال قليلة.. فلما نفدت الرمال .. تبين له الصخرة موضوعة عل كبد الجبل باحكام .. فليس هنالك سبيل للحفر .. وجلس يفكر .. ماذا افعل؟ .. وماهذا الذي ابتلاني الله به .؟
قام وربط حبل الفرس في اطراف الصخرة .. واخذ بلجام الفرس الى الداخل.. لعل الفرس يستطيع ان يحرك الصخرة.. ولو قليلا .. لكن هيهات .. ذلك الحصان الاسود القوي.. عجز عن تحريك الصخرة ولو قيد انملة ..
لما تقطعت السبل به.. وانتهت كل حيلة في طريق للخروج.. من هذا النفق .. اتجه الى الله .. وقال اللهم انت القائل .. (امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء) .. اللهم اني مضظر .. والم بي السوء .. فاجب دعوتي .. واكشف السوء عني ..
وجلس ينتظر الله ..
ومر اليوم الاول والثاني والثالث .. وهو لايزال عل الدعاء
والماء عل شك ان ينفد .. والزاد اصبح شحيحا ..
وصلى ابن ورقة في هذا الغار الى الان خمسة عشر فرضا .. وقراكثيرا من القران ودعاء دعاء كثيرا لايمل ولايكل ..
وقال مرة في ماقال ..
وهو يشكي الي الله تعالى حاله وهو في بطن الغار..
واذا انتهى عزي وشاخت قوتي ..
فالله يرحم من يبــــــــــدل لونه
فهو الذي اجرى السحاب بمائه..
وهو الذي خلق الانام وكونه ..
يا ملجئي بالعفو اطلب راجــيا ..
اجعل لعبدك مخرجا كن عونه..
احس ابن ورقة في هذا الوقت بتعب شديد .. وغلب عليه النوم.. فنام ..
ثم راي في النمام انه الصخرة قد انفرجت.. وخرج منها وذهب.. الى البدو وقابلهم.. وهم سبعة .. وقاتلهم.. وهزمهم واستسلموا له بصلح ..
وسلموهو ابل بني سهيل .. ورجع ال الدار .. ورأي سلمى وكانت في جمال لايضاهى .. وتعافت من مرضها .. وتزوجها وخرجت معه في ابهى حلة .. حتى اشرقت الارض من حولها من شدة جمالها وبريقها .. وكان سعيد سعادة لا تشبهها سعادة .. ولكنه فجأة استيقظ من نومه .. فراى انه مازال محبوسا في الغار .. فانطبق عليه الهم بعد الفرح الذي كان قد احسه في منامه ..
ال اللقاء ..
الغراب المتهم
الحلقة 6
بقلم طارق اللبيب
لما انسدت الأمال علي بن ورقة والايام تمر .. والماء ينفد والزاد قد نفد بالفعل ..لم يستسلم .. ولم يترك الدعاء وفي صباح اليوم الخامس .. سمع حركة خارج الغار .. وضجيج ونقاش حاد .. فاقترب من الصخرة ونظر من فتحة كانت بين الصخرة وشفير الغار .. فرأى هيئة الرجال الذين اعتقلوه ولكن معهم شيخ كبير يلبس لباسا وقورا ..
ويكتسي وجههة بالوضاء والنور .. وهو غاضب .. يقول اسرعوا وازيحوا هذه الصخرة .. فوالله لو مات هذا الرجل لاقتلنكم واحدا واحدا ..
فانفرجت الصخرة ورأهم يزحزحونها من مكانها كانها قطعة خشب خفيفة لم يبذلوا كثير جهد في ازاحتها .. فخرج بن ورقة وكان الوقت صباحا بعد الشروق بقليل ..
فاخذ بفرسه وخرج .. فقال له هذا الشيخ الذي يظهر انه زعيم قبيله
ماذا حدث؟ لماذا حبسك هولاء السفهاء هنا؟
قال له والله يا عماه لا ادري ذنبي ..
قال له ماذا قلت؟ ياعماه؟
قال له نعم انت في مقام عمي .. ولابد لي ان اخاطبك بالاجلال والاحترام ..
قال له يابني .. والله هولاء ابنائي وابناء اخي .. لم يتكلم منهم احد في يوم مثل كلامك المحترم .. من علمك ومن رباك؟؟ .. هيا هيا .. تذهب معنا الى ديارنا .. فنكرمك ونقتص لك بحقك منهم ..
قال له ياعماه ان امامي سفرا طويلا .. وايامي قد انقضت في هذا الحبس .. فاخشي ان يحسب الذين ارسلوني اني ميت ..
فقال له لا .. والله لن اتركك تذهب بحالتك هذه .. فانت متعب كمريض ولاتقوى على السفر .. هيا .. فاخدوه واركبوه على الفرس المنهك ايضا..
وذهبوا به الى مكان ليس ببعيد ..
ووقف الشيخ عل تلة ثم صاح .. بكلمة غريبة .. فتطايرت الرمال كان اعصارا هب عليها .. وفتحت ابواب عظيمة .. تؤدي ال ابار تحت الارض ..
فدخوا فيها وادخلو معهم ابن ورقة.. وهو يكاد ان يطيش من الدهشة والخوف .. ولكنه كان مطمئنا لذلك العجوز ..
ولما تمكنوا داخل الارض.. راي مدينة كاملة مبنية تحت الارض وفيها مافيها من العجائب والغرائب ..
فدخل في مكان في وسط المدينة وقصر منيف .. يكاد يأخد الابصار من بياضه ..
ودخل ووضعوا له طعاما في هذا القصر .. وفتيات يخدمن ويوزعن الطعام .. ويخدمن الضيوف كانهن الدراري ..
والذي يظهر ان هذا الشيخ الكبير مالك هذا القصر .. ويتصرف كانه ملك ..
فلما اكل ابن ورقة من الطعام الذي لاول مرة يراه.. ويتذوق طعمه الشهي .. قال له الشيخ انا ملك الجن في فزام .. وهولاء هم خدام الممكلة في هذه القبيلة .. نحن مسلمون لانعتدي على احد .. ولكن هولاء السفهاء حادو عن الطريق.. فاصبح همهم شرب الخمر ومعاقرة النساء والغناء في الاودية والصحاري .. والله يابني لم اكن اعلم بحبسك حتى اختلف هذان الاخوان .. فوشى احدهما بالاخر .. وهذه اول وشاية يكون فيها الخير .. ونجاة مسلم من الموت .. والله لقد غضبت من تصرفهم معك غضبا شديدا .. وهأنذا اعتذر اليك عمافعلوا ..
قال له لاعليك ياعماه .. هذه اقدار الله علينا.. ونحن في دمة الله وبحكمه وقضائه ..
قال له خذ راحتك هنا في قصري .. وان شئت فتنزه في ارجاء المملكة ..فلن يمسك احد من الجن فانت في عهدي .. حتى اتيك المساء .. فان لي مجلسا" في القضاء قد يطول .. واذا اتاك رسول مني يستدعيك فاتني معه..
اضطجع ابن ورقة عل فراش وثير .. لم ير مثله في حياته .. وهو ينظر الى سقف القصر ونقوشه العجيبة .. وينظر ال تلك الجوارى التي ملاهن الخالق رونقا وجمالا .. ونضافة وزينه .. شي لم تره عيناه من قبل ..
ولكن كان مرهق وعيونه من النعاس كأن فيهن الحصى والرمال ..
فاغمض عينيه وسرقته عيناه فنام ..
نام حتى صلاة الظهر فسمع أذان من اجمل الاصوات الذي سمعها في حياته .. فقام وتوضأ وصلى . فجأءه أحد الفرسان وقال له ان الملك يدعوك الى مجلس القضاء .. فجاء ابن ورقة وجلس امام الملك ..وكانت الحاشية في مجلس دائري وكان الوزاء يلبسون ملابس زاهية .. ويتمتعون بصور جميلة ..
قال له الملك هل قلت اسمك سعد بن ورقة ؟
قال له نعم .. قال له هل انت مقيم مع يوسف التيمي ؟ قال نعم ..
قال له من الذي ارسلك؟ قال ارسلني عمي يوسف الى قبيلة كذا من اجل كذا وكذا ..
قال له ابشر سنعاونك في ذلك ..
ولكن الان نحن بصدد الظلم الذي تعرضت له.. فقد اقر ابنائي وابناء اخي انهم مذنبون بحقك .. وانا حكمت عليهم بالسجن خمسة اشهر والتجويع خمسة ايام كمافعلوا بك ..
قال له يامولاي ان كان حكمك سبق فليس لدي ما اقوله .. وان كان يحق لي التدخل في الحكم فلتاذن لي جلالتك ..
قال له الملك الحكم حكمك ..والمظلوم انت ..فقل حكمك ..والله سوف اطبقه عليهم ولو حكمت عليهم بالقتل ..
قال يامولاي هم لم يحبسوني خمسة اشهر .. وانما خمسة ايام .. وفي الخمسة ايام لم اجع ولم اعطش ..فكان زادي ومائي معي ..
فان الحكم الصائب والعادل ..ان يحبسوا خمسة ايام ولا يجوعوا ابدا .. هذا هو العدل ..
وان اردت مني الفضل.. فاني اعفو عنهم اكرامك لك يامولاي ..
قال له يابني انت صغير في السن ..
ولكن عقلك يزن عقول الملوك
فوالله لقد حكمت بالعدل .
الحلقة 6
بقلم طارق اللبيب
لما انسدت الأمال علي بن ورقة والايام تمر .. والماء ينفد والزاد قد نفد بالفعل ..لم يستسلم .. ولم يترك الدعاء وفي صباح اليوم الخامس .. سمع حركة خارج الغار .. وضجيج ونقاش حاد .. فاقترب من الصخرة ونظر من فتحة كانت بين الصخرة وشفير الغار .. فرأى هيئة الرجال الذين اعتقلوه ولكن معهم شيخ كبير يلبس لباسا وقورا ..
ويكتسي وجههة بالوضاء والنور .. وهو غاضب .. يقول اسرعوا وازيحوا هذه الصخرة .. فوالله لو مات هذا الرجل لاقتلنكم واحدا واحدا ..
فانفرجت الصخرة ورأهم يزحزحونها من مكانها كانها قطعة خشب خفيفة لم يبذلوا كثير جهد في ازاحتها .. فخرج بن ورقة وكان الوقت صباحا بعد الشروق بقليل ..
فاخذ بفرسه وخرج .. فقال له هذا الشيخ الذي يظهر انه زعيم قبيله
ماذا حدث؟ لماذا حبسك هولاء السفهاء هنا؟
قال له والله يا عماه لا ادري ذنبي ..
قال له ماذا قلت؟ ياعماه؟
قال له نعم انت في مقام عمي .. ولابد لي ان اخاطبك بالاجلال والاحترام ..
قال له يابني .. والله هولاء ابنائي وابناء اخي .. لم يتكلم منهم احد في يوم مثل كلامك المحترم .. من علمك ومن رباك؟؟ .. هيا هيا .. تذهب معنا الى ديارنا .. فنكرمك ونقتص لك بحقك منهم ..
قال له ياعماه ان امامي سفرا طويلا .. وايامي قد انقضت في هذا الحبس .. فاخشي ان يحسب الذين ارسلوني اني ميت ..
فقال له لا .. والله لن اتركك تذهب بحالتك هذه .. فانت متعب كمريض ولاتقوى على السفر .. هيا .. فاخدوه واركبوه على الفرس المنهك ايضا..
وذهبوا به الى مكان ليس ببعيد ..
ووقف الشيخ عل تلة ثم صاح .. بكلمة غريبة .. فتطايرت الرمال كان اعصارا هب عليها .. وفتحت ابواب عظيمة .. تؤدي ال ابار تحت الارض ..
فدخوا فيها وادخلو معهم ابن ورقة.. وهو يكاد ان يطيش من الدهشة والخوف .. ولكنه كان مطمئنا لذلك العجوز ..
ولما تمكنوا داخل الارض.. راي مدينة كاملة مبنية تحت الارض وفيها مافيها من العجائب والغرائب ..
فدخل في مكان في وسط المدينة وقصر منيف .. يكاد يأخد الابصار من بياضه ..
ودخل ووضعوا له طعاما في هذا القصر .. وفتيات يخدمن ويوزعن الطعام .. ويخدمن الضيوف كانهن الدراري ..
والذي يظهر ان هذا الشيخ الكبير مالك هذا القصر .. ويتصرف كانه ملك ..
فلما اكل ابن ورقة من الطعام الذي لاول مرة يراه.. ويتذوق طعمه الشهي .. قال له الشيخ انا ملك الجن في فزام .. وهولاء هم خدام الممكلة في هذه القبيلة .. نحن مسلمون لانعتدي على احد .. ولكن هولاء السفهاء حادو عن الطريق.. فاصبح همهم شرب الخمر ومعاقرة النساء والغناء في الاودية والصحاري .. والله يابني لم اكن اعلم بحبسك حتى اختلف هذان الاخوان .. فوشى احدهما بالاخر .. وهذه اول وشاية يكون فيها الخير .. ونجاة مسلم من الموت .. والله لقد غضبت من تصرفهم معك غضبا شديدا .. وهأنذا اعتذر اليك عمافعلوا ..
قال له لاعليك ياعماه .. هذه اقدار الله علينا.. ونحن في دمة الله وبحكمه وقضائه ..
قال له خذ راحتك هنا في قصري .. وان شئت فتنزه في ارجاء المملكة ..فلن يمسك احد من الجن فانت في عهدي .. حتى اتيك المساء .. فان لي مجلسا" في القضاء قد يطول .. واذا اتاك رسول مني يستدعيك فاتني معه..
اضطجع ابن ورقة عل فراش وثير .. لم ير مثله في حياته .. وهو ينظر الى سقف القصر ونقوشه العجيبة .. وينظر ال تلك الجوارى التي ملاهن الخالق رونقا وجمالا .. ونضافة وزينه .. شي لم تره عيناه من قبل ..
ولكن كان مرهق وعيونه من النعاس كأن فيهن الحصى والرمال ..
فاغمض عينيه وسرقته عيناه فنام ..
نام حتى صلاة الظهر فسمع أذان من اجمل الاصوات الذي سمعها في حياته .. فقام وتوضأ وصلى . فجأءه أحد الفرسان وقال له ان الملك يدعوك الى مجلس القضاء .. فجاء ابن ورقة وجلس امام الملك ..وكانت الحاشية في مجلس دائري وكان الوزاء يلبسون ملابس زاهية .. ويتمتعون بصور جميلة ..
قال له الملك هل قلت اسمك سعد بن ورقة ؟
قال له نعم .. قال له هل انت مقيم مع يوسف التيمي ؟ قال نعم ..
قال له من الذي ارسلك؟ قال ارسلني عمي يوسف الى قبيلة كذا من اجل كذا وكذا ..
قال له ابشر سنعاونك في ذلك ..
ولكن الان نحن بصدد الظلم الذي تعرضت له.. فقد اقر ابنائي وابناء اخي انهم مذنبون بحقك .. وانا حكمت عليهم بالسجن خمسة اشهر والتجويع خمسة ايام كمافعلوا بك ..
قال له يامولاي ان كان حكمك سبق فليس لدي ما اقوله .. وان كان يحق لي التدخل في الحكم فلتاذن لي جلالتك ..
قال له الملك الحكم حكمك ..والمظلوم انت ..فقل حكمك ..والله سوف اطبقه عليهم ولو حكمت عليهم بالقتل ..
قال يامولاي هم لم يحبسوني خمسة اشهر .. وانما خمسة ايام .. وفي الخمسة ايام لم اجع ولم اعطش ..فكان زادي ومائي معي ..
فان الحكم الصائب والعادل ..ان يحبسوا خمسة ايام ولا يجوعوا ابدا .. هذا هو العدل ..
وان اردت مني الفضل.. فاني اعفو عنهم اكرامك لك يامولاي ..
قال له يابني انت صغير في السن ..
ولكن عقلك يزن عقول الملوك
فوالله لقد حكمت بالعدل .
. وتفضلت بالفضل .. فمايزال لك علينا وعليهم فضل .. ولم ينزل عندنا ضيف اكرم منك ..
وناداهم جميعا وقال لهم اذهبو ال صعاليك العرب من قبيلة كذا وكذا
وااوثقوهم بالحبال ..وقودو جمال بني سهيل واتو بها الينا في يوم وليلة وان تأخرتم فالويل لكم ..
قال له ابن ورقة .. يامولاي .. انا صاحب الشان وانا الذي سأذهب واحارب بسيفي هذا واسترجع الابل الى اهلها .. فلا استطيع ان اقبل هذا .. كيف اجلس هنا كالنساء ..
ويذهب الرجال فيقومون بمهمتي ؟
قال له الملك .. الامر لك ولكني اطلب منك السماح لهم ان يرافقونك
ولا يدخلون في حربك حت تحتاج اليهم ..
قال له قلت فعدلت يامولاي ..
قال له فاذا رجعت فلابد ان تأتيني .. فاكرم وفادتك .. قال له سمعا وطاعة ايها الملك العادل ..
وناوله الملك كأسا كان امامه وقال اشرب هذا .. واجرع منه ثلاثا ..
فشرب منه ابن ورقة .. واحس بعد بشي يجري في جسده كالقشعريرة .. قال له الملك هذا سر من اسرارنا .. انك سترى الجن في كل مكان اردت ان تراه.. ولايستطيع الجن كائنا من كان.. ان يتخفى عنك .. فقد انكشف عنك الحجاب .. وازيل من عينيك الستار ..
عند الصباح الباكر ودع الملك .. وقال له اكرمك الله كما اكرمتني يامولاي ..
قال له اذهب وسيلحق بك الفرسان .. ذهب بن ورقة وركب فرسه الذي عادت له قوته .. وقد قضى يوما واحدا
مع الملك عبدالجليل .. ملك مملكة فزام ..في الربع الخالي ..
سار الى قريب العصر .ولم ير احد من اولائك الفرسان يتبعه ..
ولكنه لاحظ ان هنالك اربعة غربان تذهب معه اينما ذهب .. فلما نزل وصل الظهر والعصر نزلت الغربان واتخفت في ظهر جبل من الجبال ..
واكمل يومين وليله وهو يسير من فج الى فج ومن سهل الى سهل ومن وادي الى وادي حتى بلغ هدفه ووصل .. صيعر وهي منطقة
يتجمع بها البدو اللصوص .. الذين ينهبون ابل العرب ..
ونزل وربط فرسة واخترط سيفه وجاء ..وجد جماعة منهم يجلسون
في ظل صخرة .. فقال لهم ان جماعة منكم اغارو على بني سهيل فاخذوا منهم ثلاث من الابل واني جئت لاخذها ..
فظهر عليهم خوف عظيم .. وقال له احدهم نعم نعم .. اخذناها ونحن نعتذر لذلك تلك هي الابل فخذها واذهب ..
استغرب بن ورقة من خوف هولاء المجرمين .. وسرعة استسلامهم
فلما نظر خلفه وجد اصحابه ابناء الملك عبدالجليل الاربعة وهم يحملون سيوفهم .. باجسام ضخمة وهيئات مخيفة ..
فعرف ان اللصوص خافو منهم .. فغضب منهم وقال . ليس في هذا مزية لي .. ولم استرجع الأبل بقوتي .. وانما بالخوف منكم ..
فقالوا له نحن مأمورون بمرافقتك ..
فاقتاد الابل ورجع .. ولما تقدم بمسيرة ساعات .. تحولو الى غربان وطاروا من امامه ..
الى اللقاء
وناداهم جميعا وقال لهم اذهبو ال صعاليك العرب من قبيلة كذا وكذا
وااوثقوهم بالحبال ..وقودو جمال بني سهيل واتو بها الينا في يوم وليلة وان تأخرتم فالويل لكم ..
قال له ابن ورقة .. يامولاي .. انا صاحب الشان وانا الذي سأذهب واحارب بسيفي هذا واسترجع الابل الى اهلها .. فلا استطيع ان اقبل هذا .. كيف اجلس هنا كالنساء ..
ويذهب الرجال فيقومون بمهمتي ؟
قال له الملك .. الامر لك ولكني اطلب منك السماح لهم ان يرافقونك
ولا يدخلون في حربك حت تحتاج اليهم ..
قال له قلت فعدلت يامولاي ..
قال له فاذا رجعت فلابد ان تأتيني .. فاكرم وفادتك .. قال له سمعا وطاعة ايها الملك العادل ..
وناوله الملك كأسا كان امامه وقال اشرب هذا .. واجرع منه ثلاثا ..
فشرب منه ابن ورقة .. واحس بعد بشي يجري في جسده كالقشعريرة .. قال له الملك هذا سر من اسرارنا .. انك سترى الجن في كل مكان اردت ان تراه.. ولايستطيع الجن كائنا من كان.. ان يتخفى عنك .. فقد انكشف عنك الحجاب .. وازيل من عينيك الستار ..
عند الصباح الباكر ودع الملك .. وقال له اكرمك الله كما اكرمتني يامولاي ..
قال له اذهب وسيلحق بك الفرسان .. ذهب بن ورقة وركب فرسه الذي عادت له قوته .. وقد قضى يوما واحدا
مع الملك عبدالجليل .. ملك مملكة فزام ..في الربع الخالي ..
سار الى قريب العصر .ولم ير احد من اولائك الفرسان يتبعه ..
ولكنه لاحظ ان هنالك اربعة غربان تذهب معه اينما ذهب .. فلما نزل وصل الظهر والعصر نزلت الغربان واتخفت في ظهر جبل من الجبال ..
واكمل يومين وليله وهو يسير من فج الى فج ومن سهل الى سهل ومن وادي الى وادي حتى بلغ هدفه ووصل .. صيعر وهي منطقة
يتجمع بها البدو اللصوص .. الذين ينهبون ابل العرب ..
ونزل وربط فرسة واخترط سيفه وجاء ..وجد جماعة منهم يجلسون
في ظل صخرة .. فقال لهم ان جماعة منكم اغارو على بني سهيل فاخذوا منهم ثلاث من الابل واني جئت لاخذها ..
فظهر عليهم خوف عظيم .. وقال له احدهم نعم نعم .. اخذناها ونحن نعتذر لذلك تلك هي الابل فخذها واذهب ..
استغرب بن ورقة من خوف هولاء المجرمين .. وسرعة استسلامهم
فلما نظر خلفه وجد اصحابه ابناء الملك عبدالجليل الاربعة وهم يحملون سيوفهم .. باجسام ضخمة وهيئات مخيفة ..
فعرف ان اللصوص خافو منهم .. فغضب منهم وقال . ليس في هذا مزية لي .. ولم استرجع الأبل بقوتي .. وانما بالخوف منكم ..
فقالوا له نحن مأمورون بمرافقتك ..
فاقتاد الابل ورجع .. ولما تقدم بمسيرة ساعات .. تحولو الى غربان وطاروا من امامه ..
الى اللقاء
الغراب المتهم
الحلقة 7
بقلم طارق اللبيب
ـــــــــــــــــــــــــــ
سار سعد بن ورقة من ديار صيعر .. حتى وصل الى ديار ملك الجن المسلم .. عبدالجليل الكاسر .. فوقف عل التلة .. التي وقف بها الملك لما نادى بكلمة فرقت الرمال .. ولكنه لم يتذكر الكلمة التي نادى بها الملك ..
فقال بأعلى صوتة ايها الملك الصالح .. انا سعد بن ورقه قد اتيت على وعدي ..
فتطايرت الرمال ..وفتحت الابواب التي تؤدي به الى ديارهم .. فاستقبله الملك في اول دخوله .. ورحب به .. وادخله الى دار الضيافة .. وصل ابن ورقة في وقت بين الظهر والعصر.. فصلى وقرا حزبه من القران ..وحينما بدأ في القراءة اجتمعت الجن حوله يستمعون ويبكون ..
فقصد ان يقرا (واذ صرفنا اليك نفرا من الجن يستمعون القران) .. ال اخر الايات
فقالت الجن بصوت واحد ..سمعنا واطغنا غفرانك ربنا واليك المصير
ماكان سعد بن ورقة يعتقد انه سيلتقي بقوم في هذه الطيبة وهم من الجن ..
ولكنه كان مستعجب من ظلم اولئك الفرسان الذين قيدوه في الغار ..
فذكر ذلك للملك وقال له يامولاي .. ان ابناءك وابناء اخيك لايشبهون هذه الامة التي اراها .. فهولاء قوم صالحون وهم ليسو كذلك ..
قال له يابني انا منا الصالحون ومنا دون ذلك .. كنا طرائق قددا ..
تزوجنا انا واخي من قبيلة اخرى .. وتربى اولادنا مع اخوالهم فنشأوا بطبيعة فاسقة .. اسأل الله لهم الهداية .. ولكنهم رجال مواقف .. ولايرضون في دين الله طعنا" ولاتنقيصا" ..ويحبون الله ورسوله ..
قال له بن ورقة والله ان فيهم خيرا .. ونرجو الله لهم ..
طلب منه الملك ان يبيت ليلته تلك ..ويواصل المسير في اليوم التالي
وقال له الملك ان عندي كلام كتير اريد ان اقوله لك في هذه الليلة .. فقد اصبحنا اصدقاء .. والود بين الاخوة ليس شيئا سهلا..
ولما كان من الليل طلب الملك من ابن سعد ان يصلي بهم العشاء ويعظ القوم من علمه ..
فقال له اذن اطلب لي اولادك ليسمعوا موعظتي يامولاي ..
فبعد ان صلى ابن سعد بالجن صلاة العشاء ..
وقف وقال ..
ايها القوم .. ان الله اذا انعم على العباد نعمة.. فلم يشكروها ..سلبت منهم .. واذا اصابهم بمصيبة .. فلم يصبروا عليها .. كانت عليهم وبالا" وذنوبا..
ايها القوم ان الأعجاب بالنفس من شيم الضعفاء .. وان التواضع شأن الاقوياء .. ايها الناس ان القوة بيد الله .. يمنحها لاهل طاعته .. فان اهل المعصية ضعافا ولو قويت اجسامهم .. وعلت قاماتهم ..
ايها القوم ان الله ارسل رسوله ليبلغ الناس الهدى .. فلما قبضه اليه.. كان حقأ على امته واحبابه.. ان يكملو لرسول الله صل الله عليه وسلم مهمته .. فيبلغوا رسالته.. وقد قال (بلغوا عني ولو ايه) .. وان الله اعطاكم قدرة لم يأتينا اياها .. وجعل لكم مزايا اكثر منا .. فسخرو قوتكم لنصرة الله .. وسخروا مقدراتكم لمنفعة الخلق .. وفعل الخيرات .. فهذا هو شكر النعم ..
فان اللهو والطرب .. من شأن السفهاء .. وان السكر والعهر لايشبه الابطال الاوفياء ..
هل يرضى احدكم ان ينادى يوم القيامة .. على رؤوس الاشهاد بالماجن السكير .. وبحضور انبياء الله وعباده الصالحين ..
عباد الله .. ان هذه الدنيا زائلة .. والعمر فيها محدود .. فسخروا هذه الساعات المؤقته ..للاستعداد ليوم الرحيل الى الدار الابدية..
والصلاة والسلام على رسول الله .. اقول قولي هذا.. واستغفر الله لي ولكم ..
كان الملك يجلس .. ويستمع بكل اعجاب.. وبعد ان قضى سعد من خطبته العصماء .. التي خاطب بها جموع الجن .. دخل القصر مع الملك مكرما .. فجلس معه الملك طويلا.. وتجاذبا اطراف الحديث ..
فسأله الملك عن علاقته بيوسف التيمي .. فاخبره سعد بالقصة
حتى وصل الى سلمى المريضة.. التي ترى غرابا وتخاف منه .. فاستغرب الملك من كلامه وقال له .. ان التحول الى الغربان هو سر مملكتنا ..
فان كان ماتراه هذه الفتاة حقيقيا" .. وليس توهما منها .. فان هذا جني من مملكتي .. وهو امر مقدور عليه ..
قال له كيف اعرف ذلك يا مولاي ؟
قال عليك ان تراقب .. مداخل ومخارج البيت.. فان رأيت غرابا يقترب منها .. فقل اني من اصحاب عبد الجليل الكاسر..
وان عبد الجليل يأمرك ان تايه في الحال .. فانه سوف يفارقها ان سمع منك كلمة السر . فسيصدقك ..
قال ماهي كلمة السر؟ ..
قال له ..قل له .. (الهامة) .. فانها كلمة السر .. لافراد جنودنا في مشارق الارض ومغاربها .. قال له الهامة هذه التي هي مقدمة الراس؟ قال نعم انها هي ..
فان لم تر شيئا ولثلاث ايام.. فاعلم ان الفتاة مخبولة تتوهم .. فالله يكون في عونها ..
فرح ابن ورقة في ليله تلك.. وعلم ان الله اراد له خيرا .. وان الجنود السفهاء الذين اعتقلوه .. وتلك الايام الخمس التي قضاها في الغار .. كانت لخير له ونعمة .. فكم من مصيبة يراها الانسان شرا مسطيرا .. ولكنها خير له ..
ودوما الخير فيما يختاره الله ..
اصبح الصباح .. وسافر سعد ابن ورقة الى ديار تيم يمتطى الريح .. وهو اسم لفرس يوسف التيمي من شدة سرعته .. ويسوق معه الابل الاص
الحلقة 7
بقلم طارق اللبيب
ـــــــــــــــــــــــــــ
سار سعد بن ورقة من ديار صيعر .. حتى وصل الى ديار ملك الجن المسلم .. عبدالجليل الكاسر .. فوقف عل التلة .. التي وقف بها الملك لما نادى بكلمة فرقت الرمال .. ولكنه لم يتذكر الكلمة التي نادى بها الملك ..
فقال بأعلى صوتة ايها الملك الصالح .. انا سعد بن ورقه قد اتيت على وعدي ..
فتطايرت الرمال ..وفتحت الابواب التي تؤدي به الى ديارهم .. فاستقبله الملك في اول دخوله .. ورحب به .. وادخله الى دار الضيافة .. وصل ابن ورقة في وقت بين الظهر والعصر.. فصلى وقرا حزبه من القران ..وحينما بدأ في القراءة اجتمعت الجن حوله يستمعون ويبكون ..
فقصد ان يقرا (واذ صرفنا اليك نفرا من الجن يستمعون القران) .. ال اخر الايات
فقالت الجن بصوت واحد ..سمعنا واطغنا غفرانك ربنا واليك المصير
ماكان سعد بن ورقة يعتقد انه سيلتقي بقوم في هذه الطيبة وهم من الجن ..
ولكنه كان مستعجب من ظلم اولئك الفرسان الذين قيدوه في الغار ..
فذكر ذلك للملك وقال له يامولاي .. ان ابناءك وابناء اخيك لايشبهون هذه الامة التي اراها .. فهولاء قوم صالحون وهم ليسو كذلك ..
قال له يابني انا منا الصالحون ومنا دون ذلك .. كنا طرائق قددا ..
تزوجنا انا واخي من قبيلة اخرى .. وتربى اولادنا مع اخوالهم فنشأوا بطبيعة فاسقة .. اسأل الله لهم الهداية .. ولكنهم رجال مواقف .. ولايرضون في دين الله طعنا" ولاتنقيصا" ..ويحبون الله ورسوله ..
قال له بن ورقة والله ان فيهم خيرا .. ونرجو الله لهم ..
طلب منه الملك ان يبيت ليلته تلك ..ويواصل المسير في اليوم التالي
وقال له الملك ان عندي كلام كتير اريد ان اقوله لك في هذه الليلة .. فقد اصبحنا اصدقاء .. والود بين الاخوة ليس شيئا سهلا..
ولما كان من الليل طلب الملك من ابن سعد ان يصلي بهم العشاء ويعظ القوم من علمه ..
فقال له اذن اطلب لي اولادك ليسمعوا موعظتي يامولاي ..
فبعد ان صلى ابن سعد بالجن صلاة العشاء ..
وقف وقال ..
ايها القوم .. ان الله اذا انعم على العباد نعمة.. فلم يشكروها ..سلبت منهم .. واذا اصابهم بمصيبة .. فلم يصبروا عليها .. كانت عليهم وبالا" وذنوبا..
ايها القوم ان الأعجاب بالنفس من شيم الضعفاء .. وان التواضع شأن الاقوياء .. ايها الناس ان القوة بيد الله .. يمنحها لاهل طاعته .. فان اهل المعصية ضعافا ولو قويت اجسامهم .. وعلت قاماتهم ..
ايها القوم ان الله ارسل رسوله ليبلغ الناس الهدى .. فلما قبضه اليه.. كان حقأ على امته واحبابه.. ان يكملو لرسول الله صل الله عليه وسلم مهمته .. فيبلغوا رسالته.. وقد قال (بلغوا عني ولو ايه) .. وان الله اعطاكم قدرة لم يأتينا اياها .. وجعل لكم مزايا اكثر منا .. فسخرو قوتكم لنصرة الله .. وسخروا مقدراتكم لمنفعة الخلق .. وفعل الخيرات .. فهذا هو شكر النعم ..
فان اللهو والطرب .. من شأن السفهاء .. وان السكر والعهر لايشبه الابطال الاوفياء ..
هل يرضى احدكم ان ينادى يوم القيامة .. على رؤوس الاشهاد بالماجن السكير .. وبحضور انبياء الله وعباده الصالحين ..
عباد الله .. ان هذه الدنيا زائلة .. والعمر فيها محدود .. فسخروا هذه الساعات المؤقته ..للاستعداد ليوم الرحيل الى الدار الابدية..
والصلاة والسلام على رسول الله .. اقول قولي هذا.. واستغفر الله لي ولكم ..
كان الملك يجلس .. ويستمع بكل اعجاب.. وبعد ان قضى سعد من خطبته العصماء .. التي خاطب بها جموع الجن .. دخل القصر مع الملك مكرما .. فجلس معه الملك طويلا.. وتجاذبا اطراف الحديث ..
فسأله الملك عن علاقته بيوسف التيمي .. فاخبره سعد بالقصة
حتى وصل الى سلمى المريضة.. التي ترى غرابا وتخاف منه .. فاستغرب الملك من كلامه وقال له .. ان التحول الى الغربان هو سر مملكتنا ..
فان كان ماتراه هذه الفتاة حقيقيا" .. وليس توهما منها .. فان هذا جني من مملكتي .. وهو امر مقدور عليه ..
قال له كيف اعرف ذلك يا مولاي ؟
قال عليك ان تراقب .. مداخل ومخارج البيت.. فان رأيت غرابا يقترب منها .. فقل اني من اصحاب عبد الجليل الكاسر..
وان عبد الجليل يأمرك ان تايه في الحال .. فانه سوف يفارقها ان سمع منك كلمة السر . فسيصدقك ..
قال ماهي كلمة السر؟ ..
قال له ..قل له .. (الهامة) .. فانها كلمة السر .. لافراد جنودنا في مشارق الارض ومغاربها .. قال له الهامة هذه التي هي مقدمة الراس؟ قال نعم انها هي ..
فان لم تر شيئا ولثلاث ايام.. فاعلم ان الفتاة مخبولة تتوهم .. فالله يكون في عونها ..
فرح ابن ورقة في ليله تلك.. وعلم ان الله اراد له خيرا .. وان الجنود السفهاء الذين اعتقلوه .. وتلك الايام الخمس التي قضاها في الغار .. كانت لخير له ونعمة .. فكم من مصيبة يراها الانسان شرا مسطيرا .. ولكنها خير له ..
ودوما الخير فيما يختاره الله ..
اصبح الصباح .. وسافر سعد ابن ورقة الى ديار تيم يمتطى الريح .. وهو اسم لفرس يوسف التيمي من شدة سرعته .. ويسوق معه الابل الاص
يله ..
وصل ابن ورقة الى الديار في مسا اليوم الثامن .. ولم يجد في الديار احدا.. لافي بيت ام الكرام ..ولاحركة في بيت زبيدة ..الذي يبعد منه سبعمائة خطوة .. كلهم سافروا للعرس ..
فوقف ونظر الى بيت زبيدة واصبح يتسأءل .. هل ياترا سلمى سافرت معهم؟؟ .. ام ان انها مازالت في غرفتها حبيسة المرض الذي الم بها؟ ..
وبينما هو ينظر خرجت خادمة ليوسف كانت في دار زبيدة اسمها درة ..
فناداها سعد .. يادرة يادرة .. تعال الى هنا ..
فجاءته تمشي.. فسألها وقال لها اين الجميع؟.. قالت له ذهبوا الى العرس من البارحة ..
قال لها ومتى يأتون ؟
قالت له غدا مساء ان شاء الله .. قال لها ومن معك؟ قالت ليس احد الا انا وسلمى .. التي حرمت من حضور العرس بسببها ..
وهي تصرخ طول اليوم.. اذهب ايها الغراب الملعون .. اذهب اذهب ..
قال لها وهل رايت انت هذا الغراب يادرة؟
قالت له والله لا انا ولا اي احد راه.. فان البنت مجنونة تتخيل ماليس بحقيقة ..
قال لها ومتى بدا هذا الصراخ؟ .. لانها لم تكن تصرخ فيما مضى قالت له منذ ان سافر اهلها ..
قال لها انا سأجلس هنا ..واراقب المكان .. فان صرخت فناديني ..
قالت له ستسمعها فان صرختها تدوي ..
ذهبت درة الى سلمى .. وبقي سعد بالقرب من دار ام الكرام.. وعينه على غرفة سلمى يراقب .. حتى ارخى الليل ستوره .. ورشق نجومه في كبد السماء .. وكان متعبا فصلى ونام في العراء ..
وقام في الفجر فصلى .. ثم ادار وجهه ينظر الى غرفة سلمى .. ويظهر هنالك ضوء يخرج من نافذتها .. كانها ساهرت الليل تحت السراج ..
قام واخرج شيئا من العشب للدواب فاكلت .. وسقاها ..
ثم مشى في الصحراء يحوم قلقا" من غير هدف .. وان القلق والشفقة على سلمى تقطع قلبه.. والشوق الى رؤياها يحرق فؤاده .. ولكنه لم يقترب من غرفتها ابدا ..
وبينما هو يحوم رأى غرابا يقترب .. !!!!
فاحس ان هذا الغراب هو الغراب المتهم ..
فتبعه بنظره .. واقترب الغراب من غرفة سلمى ..فكان هذا الوقت بعد الشروق بقليل ..
دخل سعد غرفته سريعا واخد سيفه وسله من غمده وخرج مسرعا صوب غرفة سلمى .. ليرى ماذا يحدث .. وقلبه ينبض سريعا لامرين..
اولا فرح فرحا شديد .. اذا ان الامر ليس توهما .. هو جني حقا.. والامل في شفاء سلمى ممكن وقريب ..
وفجاة جاء الغراب .. وحط على نافذة غرفة سلمى ..ودخل الغرفة وصرخت سلمى صراخا مخيفا ..
فاضطرب سعد اضظرابا شديدا .. وهرول بسرعة نحو الغرفة .. وهو يقول .. انتظرني ايها الملعون .. اليوم لاقطعنك نصفين ..
فلما اقترب سعد من غرفة سلمى.. طار الغراب .. وحلق الهواء وهو ينظر الى سعد .. ولم يستطع سعد ان يقول له كلمة من وصايا الملك الصالح .. حتى غاب سريعا في الجو ..ومازالت سلمى تصرخ ..
فوقف سعد على باب غرفتها.. ليقول لها لقد طار الغراب.. ويهدئ روعها .. فرأها .. راها ترتعش من الخوف هي تحاول ان تغطي جسدها ..
فلما رأته صرخت واغمي عليها ..
فادار وجهه ورجع يصيح لدرة .. يادرة .. يادرة ..
الحقي سلمي فقد اغمي عليها .. قالت له وانت ما الذي ادخلك عليها؟ .. اليوم سأخبر سيدي بمافعلت ايها الخائن ..
الى اللقاء ..
وصل ابن ورقة الى الديار في مسا اليوم الثامن .. ولم يجد في الديار احدا.. لافي بيت ام الكرام ..ولاحركة في بيت زبيدة ..الذي يبعد منه سبعمائة خطوة .. كلهم سافروا للعرس ..
فوقف ونظر الى بيت زبيدة واصبح يتسأءل .. هل ياترا سلمى سافرت معهم؟؟ .. ام ان انها مازالت في غرفتها حبيسة المرض الذي الم بها؟ ..
وبينما هو ينظر خرجت خادمة ليوسف كانت في دار زبيدة اسمها درة ..
فناداها سعد .. يادرة يادرة .. تعال الى هنا ..
فجاءته تمشي.. فسألها وقال لها اين الجميع؟.. قالت له ذهبوا الى العرس من البارحة ..
قال لها ومتى يأتون ؟
قالت له غدا مساء ان شاء الله .. قال لها ومن معك؟ قالت ليس احد الا انا وسلمى .. التي حرمت من حضور العرس بسببها ..
وهي تصرخ طول اليوم.. اذهب ايها الغراب الملعون .. اذهب اذهب ..
قال لها وهل رايت انت هذا الغراب يادرة؟
قالت له والله لا انا ولا اي احد راه.. فان البنت مجنونة تتخيل ماليس بحقيقة ..
قال لها ومتى بدا هذا الصراخ؟ .. لانها لم تكن تصرخ فيما مضى قالت له منذ ان سافر اهلها ..
قال لها انا سأجلس هنا ..واراقب المكان .. فان صرخت فناديني ..
قالت له ستسمعها فان صرختها تدوي ..
ذهبت درة الى سلمى .. وبقي سعد بالقرب من دار ام الكرام.. وعينه على غرفة سلمى يراقب .. حتى ارخى الليل ستوره .. ورشق نجومه في كبد السماء .. وكان متعبا فصلى ونام في العراء ..
وقام في الفجر فصلى .. ثم ادار وجهه ينظر الى غرفة سلمى .. ويظهر هنالك ضوء يخرج من نافذتها .. كانها ساهرت الليل تحت السراج ..
قام واخرج شيئا من العشب للدواب فاكلت .. وسقاها ..
ثم مشى في الصحراء يحوم قلقا" من غير هدف .. وان القلق والشفقة على سلمى تقطع قلبه.. والشوق الى رؤياها يحرق فؤاده .. ولكنه لم يقترب من غرفتها ابدا ..
وبينما هو يحوم رأى غرابا يقترب .. !!!!
فاحس ان هذا الغراب هو الغراب المتهم ..
فتبعه بنظره .. واقترب الغراب من غرفة سلمى ..فكان هذا الوقت بعد الشروق بقليل ..
دخل سعد غرفته سريعا واخد سيفه وسله من غمده وخرج مسرعا صوب غرفة سلمى .. ليرى ماذا يحدث .. وقلبه ينبض سريعا لامرين..
اولا فرح فرحا شديد .. اذا ان الامر ليس توهما .. هو جني حقا.. والامل في شفاء سلمى ممكن وقريب ..
وفجاة جاء الغراب .. وحط على نافذة غرفة سلمى ..ودخل الغرفة وصرخت سلمى صراخا مخيفا ..
فاضطرب سعد اضظرابا شديدا .. وهرول بسرعة نحو الغرفة .. وهو يقول .. انتظرني ايها الملعون .. اليوم لاقطعنك نصفين ..
فلما اقترب سعد من غرفة سلمى.. طار الغراب .. وحلق الهواء وهو ينظر الى سعد .. ولم يستطع سعد ان يقول له كلمة من وصايا الملك الصالح .. حتى غاب سريعا في الجو ..ومازالت سلمى تصرخ ..
فوقف سعد على باب غرفتها.. ليقول لها لقد طار الغراب.. ويهدئ روعها .. فرأها .. راها ترتعش من الخوف هي تحاول ان تغطي جسدها ..
فلما رأته صرخت واغمي عليها ..
فادار وجهه ورجع يصيح لدرة .. يادرة .. يادرة ..
الحقي سلمي فقد اغمي عليها .. قالت له وانت ما الذي ادخلك عليها؟ .. اليوم سأخبر سيدي بمافعلت ايها الخائن ..
الى اللقاء ..
Forwarded from #حياتنا_غير ♡
🔵 الحلقة السابعة .. حياتنا غير3 | #ح_تعدي ~💙
.. محمد عبدالرحمن 📝
.. محمد عبدالرحمن 📝
الغراب المتهم
الحلقة 8
بقلم طارق اللبيب
قال لها يادرة دعك من هذا الكلام واسرعي اليها .. فهرولت درة ودخلت على سلمى وجدتها مغمى عليه فرشت على وجهها بلماء فاقاقت مفزوعة وقالت لها من هذا الذي دخل علي؟ ثم استحى واشاح بوجهه مني .؟
قالت لها هذا هو الخائن الذي يسكن في بيت ام الكرام .. سعد بن ورقة ..
قالت لها .. يا الله .. هذا هو سعد بن ورقة؟ .. لقد اصبح رجلا .. هل تعلمين يا درة.. اني لم ارة منذ خمس سنوات؟
قالت لها وانا اره كل يوم لم اتكلم معه الا اليوم لما رايته يدخل عليك
قالت لها وهل راي مني شيئا" ؟
قالت لها لا اعلم ولكن جاءني يركض ..وقال لي ادركي سلمى قد اغمي عليها .. فلما عنفـته لم يهتم وامرني بالاسراع اليك ..
قالت لها ياسلم هذا الفتى امين ليس بخائن ..فنظرته الى كانت بالحياء والشفقة وكانت خاطفة ثم التفت .. ونا لم اعرفه.. فلو عرفته لما اغمي علي.. فلا تخبري ابي بشي ..فيشكون فيه
قالت لها سمعا وطاعة ..
ولما ارتفعت الشمس كان الوقت ضحى .. قالت لها اذهبي اليه وأساليه.. ماذا يأكل؟
فاصنعي له طعاما.. وقولي له ان سلمى بخير .. ففعلت درة مثلما قالت لها سلمى .. وفي اثناء ما كان في غرفته
ا
يأكل الطعام الذي صنعته له درة . جاء الغراب واختبا ورا الغرفة
ولم يره احد .. يتحين فرصة ..
فجاءت درة وادخلت الطعام لسلمى وقالت لها هيا نأكل ..
فاكلتا معا.. وفي اثناء الاكل قالت لها يادرة.. ان هذا الفتى يشغل قلبي منذ ان كنت طفلة .. وهو يحبني كما اخبرتني امي بذلك .. ولكن لا اعلم ..هل هو الى الان ..على حبه؟؟
ام ان الايام غيرة الدواخل ..
قالت لها يا سلمى ان هذا الفتى يحبك حقا.. انك مارأيتي كيف كان يتكلم عنك بشفقة عظيمة.. عندما كنت في الاغماء ..
وكان هذا الحوار يدور والغراب يسمع .. فلما خرجت درة تحول الغراب ال صورة رجل يشبه سعد بن ورقة .. ودخل عليها .. وازاح عنها ثيابها فصرخت .. فجأءت درة تجري ..فلم تر شيئأ وسلمى تصرخ ..
قالت لها اطردي هذا الرجل من هنا يادرة ؟ قالت لها انا لا اراه ..
قالت لها انتي كذابة يادرة.. انت تتفقين معه لاذيني ..
فسمع سعد بن ورقة الصراخ.. فلما خرج من غرفته.. خرج الجني سريعا من غرفة سلمى.. .وتحول الى غراب وطار ..
ولما وصل ابن ورقة.. بالقرب من الغرفة نادى على درة .. وقال لها يادرة .. مالها سلمى؟؟
فقالت لها سلمى .. يادرة اذهبي الى هذا الملعون .. يناديك ..
قالت لها انه سعد بن ورقة ياسلمى .. قالت لها انه نفسه الرجل الذي كان معي ..
قالت لها نسأل الله لك العافية ..
لم يدخل سعد بن ورقة في غرفتك ياسلمى ..فهو بالخارج الان .. قالت لها اعلم انه بالخارج ..
لقد كان هنا ..وخرج الا يخشى الله هذا الفتى . سبحان الله لقد كنت احترمه قبل قليل.. فسقط من نظري ..
قالت لها درة ياسلمى ..لا تظلمي بريئا ..بسبب رؤياك غير الحقيقية ..
قضت يومها كله وهي حزينة ..حتى جاء اهلها عصرا ..
لما نزل يوسف واولاده ..ورأوا ان سعد جا بالابل .. فرحوا واستبشروا ببسالته.. التي قهر بها الاعداء.. وشكره يوسف وقال له ياسعد اذهب انت واحد اخوتك الى بني سهيل .. واخبرهم انك انت الذي ارجعت لهم دوابهم .. قال له ياعماه.. ولكن الفضل في ذلك ليس لي وحدي ..
قال له حتى ولو ساعدك احد .. لايهمنا .. اذهب سريعا وادخل الفرح على بني سهيل فانهم اصدقاؤنا ..
اما سلمي فمازال الحزن والغضب يكتنفاها .. ثم عزمت ان تخبرهم
فنادت اباها ..وقالت له يا ابتي .. ان هذا الفتى الذي يقال له سعد ابن ورقة .. قال لها ماله سعد يحفظه الله ؟
قالت له ..
نال منك .. وكشف سترك .. ولم يحفظ غيبتك ..
قال لها استغفري الله يابنيتي ماذا حدث؟ ..
قالت له لقد .. تجاوز بابي .. وجر ثيابي .. واهان شبابي ..
قال لها ابوها بئس ماتقولين يا سلمى .. فانت تتخيلين .. قالت له لقد اخبرتك يا ابي وانت بالخيار .. اصدقتني ام كذبت ..
قال يوسف يادرة ماذا تقول سلمى ؟
قالت له انها تهذي يامولاي.. لم يدخل عليها.. ولما كانت تصرخ هو كان في غرفته .. وانا شاهدة عل ذلك ..
قالت سلمي يا ابي لاتصدقها.. وصدقني انا التي رأيت ..
فقال لها ابوها ..حسنا حسنا ياسلمى انت صادقة خير خير .. ارتاحي قليلا حتى ارجع اليك .. ولاتخبري احدا بماحدث..
ولما خرج يوسف من غرفة ابنته .. وخارج الغرفة وامام الباب.. نظر الى الارض .. فرأى اثار احذية سعد عند الباب .. وهذا الاثر صحيح ..
عندما جاء ووقف في الصباح عند الباب ليطمئنها ..
فلما رأى يوسف الاثر قال .. لقد صدقت ابنتي.. ان الفتى خانني وانا غائب .. ولكن ماذا افعل به؟ .. وذهب كئيبا حزينا .. وهو صامت ..
ولم يخبر اخد بماقالته سلمى له ..
جلس يوسف يفكر ..ويقول في نفسه .. لماذا يفعل سعد هذا الامر .. وهو بكل هذا الادب.. وهذا الألتزام بالحق والعدل .. والله لو لم ار اثار اقدامه امام بابها.. لماصدقت مايجري ..
لا اله الا الله .. يارب ماهذا الذي يحدث .. ؟؟
فلما وصل سعد فرحا من بني سهيل .. قابل يوسف .. وقال له ابشر يا عماه
الحلقة 8
بقلم طارق اللبيب
قال لها يادرة دعك من هذا الكلام واسرعي اليها .. فهرولت درة ودخلت على سلمى وجدتها مغمى عليه فرشت على وجهها بلماء فاقاقت مفزوعة وقالت لها من هذا الذي دخل علي؟ ثم استحى واشاح بوجهه مني .؟
قالت لها هذا هو الخائن الذي يسكن في بيت ام الكرام .. سعد بن ورقة ..
قالت لها .. يا الله .. هذا هو سعد بن ورقة؟ .. لقد اصبح رجلا .. هل تعلمين يا درة.. اني لم ارة منذ خمس سنوات؟
قالت لها وانا اره كل يوم لم اتكلم معه الا اليوم لما رايته يدخل عليك
قالت لها وهل راي مني شيئا" ؟
قالت لها لا اعلم ولكن جاءني يركض ..وقال لي ادركي سلمى قد اغمي عليها .. فلما عنفـته لم يهتم وامرني بالاسراع اليك ..
قالت لها ياسلم هذا الفتى امين ليس بخائن ..فنظرته الى كانت بالحياء والشفقة وكانت خاطفة ثم التفت .. ونا لم اعرفه.. فلو عرفته لما اغمي علي.. فلا تخبري ابي بشي ..فيشكون فيه
قالت لها سمعا وطاعة ..
ولما ارتفعت الشمس كان الوقت ضحى .. قالت لها اذهبي اليه وأساليه.. ماذا يأكل؟
فاصنعي له طعاما.. وقولي له ان سلمى بخير .. ففعلت درة مثلما قالت لها سلمى .. وفي اثناء ما كان في غرفته
ا
يأكل الطعام الذي صنعته له درة . جاء الغراب واختبا ورا الغرفة
ولم يره احد .. يتحين فرصة ..
فجاءت درة وادخلت الطعام لسلمى وقالت لها هيا نأكل ..
فاكلتا معا.. وفي اثناء الاكل قالت لها يادرة.. ان هذا الفتى يشغل قلبي منذ ان كنت طفلة .. وهو يحبني كما اخبرتني امي بذلك .. ولكن لا اعلم ..هل هو الى الان ..على حبه؟؟
ام ان الايام غيرة الدواخل ..
قالت لها يا سلمى ان هذا الفتى يحبك حقا.. انك مارأيتي كيف كان يتكلم عنك بشفقة عظيمة.. عندما كنت في الاغماء ..
وكان هذا الحوار يدور والغراب يسمع .. فلما خرجت درة تحول الغراب ال صورة رجل يشبه سعد بن ورقة .. ودخل عليها .. وازاح عنها ثيابها فصرخت .. فجأءت درة تجري ..فلم تر شيئأ وسلمى تصرخ ..
قالت لها اطردي هذا الرجل من هنا يادرة ؟ قالت لها انا لا اراه ..
قالت لها انتي كذابة يادرة.. انت تتفقين معه لاذيني ..
فسمع سعد بن ورقة الصراخ.. فلما خرج من غرفته.. خرج الجني سريعا من غرفة سلمى.. .وتحول الى غراب وطار ..
ولما وصل ابن ورقة.. بالقرب من الغرفة نادى على درة .. وقال لها يادرة .. مالها سلمى؟؟
فقالت لها سلمى .. يادرة اذهبي الى هذا الملعون .. يناديك ..
قالت لها انه سعد بن ورقة ياسلمى .. قالت لها انه نفسه الرجل الذي كان معي ..
قالت لها نسأل الله لك العافية ..
لم يدخل سعد بن ورقة في غرفتك ياسلمى ..فهو بالخارج الان .. قالت لها اعلم انه بالخارج ..
لقد كان هنا ..وخرج الا يخشى الله هذا الفتى . سبحان الله لقد كنت احترمه قبل قليل.. فسقط من نظري ..
قالت لها درة ياسلمى ..لا تظلمي بريئا ..بسبب رؤياك غير الحقيقية ..
قضت يومها كله وهي حزينة ..حتى جاء اهلها عصرا ..
لما نزل يوسف واولاده ..ورأوا ان سعد جا بالابل .. فرحوا واستبشروا ببسالته.. التي قهر بها الاعداء.. وشكره يوسف وقال له ياسعد اذهب انت واحد اخوتك الى بني سهيل .. واخبرهم انك انت الذي ارجعت لهم دوابهم .. قال له ياعماه.. ولكن الفضل في ذلك ليس لي وحدي ..
قال له حتى ولو ساعدك احد .. لايهمنا .. اذهب سريعا وادخل الفرح على بني سهيل فانهم اصدقاؤنا ..
اما سلمي فمازال الحزن والغضب يكتنفاها .. ثم عزمت ان تخبرهم
فنادت اباها ..وقالت له يا ابتي .. ان هذا الفتى الذي يقال له سعد ابن ورقة .. قال لها ماله سعد يحفظه الله ؟
قالت له ..
نال منك .. وكشف سترك .. ولم يحفظ غيبتك ..
قال لها استغفري الله يابنيتي ماذا حدث؟ ..
قالت له لقد .. تجاوز بابي .. وجر ثيابي .. واهان شبابي ..
قال لها ابوها بئس ماتقولين يا سلمى .. فانت تتخيلين .. قالت له لقد اخبرتك يا ابي وانت بالخيار .. اصدقتني ام كذبت ..
قال يوسف يادرة ماذا تقول سلمى ؟
قالت له انها تهذي يامولاي.. لم يدخل عليها.. ولما كانت تصرخ هو كان في غرفته .. وانا شاهدة عل ذلك ..
قالت سلمي يا ابي لاتصدقها.. وصدقني انا التي رأيت ..
فقال لها ابوها ..حسنا حسنا ياسلمى انت صادقة خير خير .. ارتاحي قليلا حتى ارجع اليك .. ولاتخبري احدا بماحدث..
ولما خرج يوسف من غرفة ابنته .. وخارج الغرفة وامام الباب.. نظر الى الارض .. فرأى اثار احذية سعد عند الباب .. وهذا الاثر صحيح ..
عندما جاء ووقف في الصباح عند الباب ليطمئنها ..
فلما رأى يوسف الاثر قال .. لقد صدقت ابنتي.. ان الفتى خانني وانا غائب .. ولكن ماذا افعل به؟ .. وذهب كئيبا حزينا .. وهو صامت ..
ولم يخبر اخد بماقالته سلمى له ..
جلس يوسف يفكر ..ويقول في نفسه .. لماذا يفعل سعد هذا الامر .. وهو بكل هذا الادب.. وهذا الألتزام بالحق والعدل .. والله لو لم ار اثار اقدامه امام بابها.. لماصدقت مايجري ..
لا اله الا الله .. يارب ماهذا الذي يحدث .. ؟؟
فلما وصل سعد فرحا من بني سهيل .. قابل يوسف .. وقال له ابشر يا عماه
.. فان القوم استبشرو خيرا .. وقد حملوني تحياتهم ودعواتهم لك بدوام الصحة والعافية ..
اعلم ياعمي .. لولا الله ثم تربيتك لي .. لان اكون رجلا .. لما استطعت ان اتجاوز هذه المحنة .. سعد يتكلم .. ويوسف ينظر اليه عابسأ غاضبا مكفهر الوجه .. ..
فانتبه سعد الى ماكان ناسيا .. او كاد ان ينسى.. ان الخادمة ربما تكون اخبرت مولاها بان سعد اقترب من غرفة سلمى .. فاصابه رعب وخوف شديد ..
فقال له يوسف.. يا سعد بن ورقة.. انزل الرحل .. فاني اريدك في بعض الشان .. هيا بنا الى تلك البئر نتكلم قليلا .. قال له امرك ياعماه ..
فنزل سعد ومشى مع يوسف الى ان وصلوا البئر حيث لايراهم احد ..
فجلسا معا" ..فقال له يوسف يابني .. انا عندما رايتك وانت طفل ..فتى براق الثنايا .. مرفوع الهامة .. شريف الاصل .. طيب المعشر .. ذكيا لبقا .. صادقا امينا .. رايت فيك ضالتي .. لاعلمك مما علمني الله .. من الحق والعلم والحروب ..
فاستأمنني ابوك عليك .. ووثقك في امك .. ودفعوك لي ولم يٍسألوا عنك طول هذه السنين .. وهم يحسبون انني احسنت تربيتك .. وسارجعك اليهم خيرا ..مما اخذتك منهم ..
ولكن ماحدث اليوم .. يجعلني اندم على اليوم الذي ادخلني دياركم .. لارى اولئك الصبية يلعبون .. ولاسأل من دار ابيك ..
فانني ماكنت احسب .. ان الذي اكل طعامي .. ونام على فراشي .. واسـامنته عل حرمي .. يغدر بي ويخون ثقتي ..
خاف يوسف في بداية الامر.. ولكنه كان ثابتا في مظهره .. وعيونه كعيون الرجال ثابتة .. واطرافه لم ترتعد ..
بل كانت تعلوه ابتسامة الواثق ..
قال له اكمل ماعندك ياعماه .. فانني تعودت على لا ارد عل احد حتى يكمل حديثه.. فربما يكون في ذيل الحديث .. مايلقنني حجتي ..
..
قال له ياسعد .. ما الذي حدا بك لتدخل غرفة ابنتي .. وانا غائب وتجر عنها ثيابها وتكشف ستري ..
قال له هل اكملت ماتريد ان تقول ياعماه؟
قال نعم اكملت .. قال اذن صبرك علي .. حتى اكمل حديثي ولاتعجل علي..
الى اللقاء..
اعلم ياعمي .. لولا الله ثم تربيتك لي .. لان اكون رجلا .. لما استطعت ان اتجاوز هذه المحنة .. سعد يتكلم .. ويوسف ينظر اليه عابسأ غاضبا مكفهر الوجه .. ..
فانتبه سعد الى ماكان ناسيا .. او كاد ان ينسى.. ان الخادمة ربما تكون اخبرت مولاها بان سعد اقترب من غرفة سلمى .. فاصابه رعب وخوف شديد ..
فقال له يوسف.. يا سعد بن ورقة.. انزل الرحل .. فاني اريدك في بعض الشان .. هيا بنا الى تلك البئر نتكلم قليلا .. قال له امرك ياعماه ..
فنزل سعد ومشى مع يوسف الى ان وصلوا البئر حيث لايراهم احد ..
فجلسا معا" ..فقال له يوسف يابني .. انا عندما رايتك وانت طفل ..فتى براق الثنايا .. مرفوع الهامة .. شريف الاصل .. طيب المعشر .. ذكيا لبقا .. صادقا امينا .. رايت فيك ضالتي .. لاعلمك مما علمني الله .. من الحق والعلم والحروب ..
فاستأمنني ابوك عليك .. ووثقك في امك .. ودفعوك لي ولم يٍسألوا عنك طول هذه السنين .. وهم يحسبون انني احسنت تربيتك .. وسارجعك اليهم خيرا ..مما اخذتك منهم ..
ولكن ماحدث اليوم .. يجعلني اندم على اليوم الذي ادخلني دياركم .. لارى اولئك الصبية يلعبون .. ولاسأل من دار ابيك ..
فانني ماكنت احسب .. ان الذي اكل طعامي .. ونام على فراشي .. واسـامنته عل حرمي .. يغدر بي ويخون ثقتي ..
خاف يوسف في بداية الامر.. ولكنه كان ثابتا في مظهره .. وعيونه كعيون الرجال ثابتة .. واطرافه لم ترتعد ..
بل كانت تعلوه ابتسامة الواثق ..
قال له اكمل ماعندك ياعماه .. فانني تعودت على لا ارد عل احد حتى يكمل حديثه.. فربما يكون في ذيل الحديث .. مايلقنني حجتي ..
..
قال له ياسعد .. ما الذي حدا بك لتدخل غرفة ابنتي .. وانا غائب وتجر عنها ثيابها وتكشف ستري ..
قال له هل اكملت ماتريد ان تقول ياعماه؟
قال نعم اكملت .. قال اذن صبرك علي .. حتى اكمل حديثي ولاتعجل علي..
الى اللقاء..
الغراب المتهم
الحلقة 9
بقلم طارق اللبيب
قال له يا عماه .. حينما ذهبت الى هولاء اللصوص في صيعر لم يكونوا هم من الصياعرة .. ولكنهم بدو متفلتون وصيعر منهم براء .. في طريقي .. حدث كذا وكذا .. وقص له حكاية الجن بالتفصيل .. قال له واعطاني الملك شيئا شربته.. وقال انه سيكشف عني مايحجب عن عامة الناس.. من رؤية الجن .. فلما جئت هنا حدث ان رايت الغراب الذي كانت تراه سلمى .
فقاطعة يوسف التيمي . وقال له يا سعد لاتستخف بعقلي .. انت رجل صادق من طفولتك .. ماهذه الاكاذيب التي تحكيها لي .. هل تعتقد اني سأصدق هذه الخرافات؟.. انا سافرت عشرات المرات.. بطريقك هذا الذي سلكت .. فمارايت شيئا"
انت تختلق قصصا لتعذر نفسك عما فعلت .. فلو تصدقني القول لربما اعذرك .. فان العشق يابني مرض .. قد يجرك لاشياء لاتسطيع مقاومتها .. فاصدقني ولاتكذب ..
قال له ياعماه .. انا قلت لك دعني اكمل حديثي .. ولاتقاطعني .. ثم تكلم عني بعدها ماتشاء ..
قال له لقد مللت من هذه الاسطورة التي تحكيها .. واضعت وقتي ..
قال له اصبر علي حتي اكمل ..
قال اكمل ..
قال له ياعماه فلما رايت الغراب يدخل غرفة سلمى .. جئت احمل سيفي واصيح لاقطعنك .. فلما بلغت الباب .. لم ادخل فلما راتني اغمي عليها
وانا رجعت ولم ادخل عليها ..
ثم اتتني درة بطعام فسمعت صرخة اخرى .. ولكنها لم تلبث بها طويلا ..
قال له اذن لماذا لم تخبر الغراب بالكلمة التي قالها لك ملك الجن؟
قال له لقد طار عقلي في تلك اللحظة.. ولم اذكر شئيا من هول المفاجأة.. ومن انزعاجي بالصياح ..
ولكن والله لم ادخل عليها.. ولم ادقق حتي النظر اليها ..
وما اظن قولها اني دخلت عليها .. واخذت بثيابها.. الا ان الجني الملعون ..
تمثل لها بصورتي .. فضحك يوسف التيمي ساخرا"
وقال يابني لقد اهتزت ثقتي فيك .. ولم اصدق مما قلت كلمة واحدة ..
ومن اعاجيب كذبك واختلاقك.. انك تريدني ان اصدق خيالات ابنتي .. فلذلك لا اريد ان اكذب عليك .. وان وعدي معك نافذ .. فالفرس لك والسيف لك .. ولكن ابنتي لن تكون لك لامورثلاث :
اولا .. لانها ليست مكلفة لان تعطي فيك رايا ..
وثانيا هي غاضبة عليك وترفضك ..
وثالثا لان استعجلت امرك.. وكشفت ستري.. قبل ان اذن لك بذلك ..
وما جرى منك سأتجاوزه.. لاني لا املك البينات الكافية لادانتك .. وسافوض امري لله فهم الحكم العدل ..
اذهب راشدا الى ديارك .. فلا مقام لك بعد اليوم عندي ..
قال له سعد .. لا الومك على شي ..ولا اجبرك على التصديق .. وانت معذور في الغضب .. ولكني اطلب منك طلبا اخيرا .. هل لك ان تمهلني ثلاثة ايام ..
قال ماذا تريد فيها .. قال فقط ثلاثة ايام .. واكون شاكرا لك ..
قال له ولكن في هذه التلاتة ايام.. لاتريني وجهك .. فاني لا امن عليك سطوة غضبي ..
قال له ساقيم بالمسجد.. حتى تنقضي ايامي ثم ارحل .. فاذن له بذلك ..
كان المسجد لايبعد كثيرا عن المنزلين ..
وقد رابط سعد في المسج.. د وهو يراقب غرفة سلمي .. يمني نفسه
انه ان يرى ذلك الغراب فيخبره برسالة الملك عبدالجليل ..
ولكن مرت الايام الثلاثة .. ولم يرى شيئأ .. فنادى درة وقال لها هل رات سلمى شيئا؟ قالت له من ذلك اليوم ... لا..
ودع سعد الجميع .. وخص بالوداع ام الكرام.. التي بكت لفراقه .. وقالت له والله اني لاعلم انك برئ .. واسأل الله ان ينصفك .. قال لها يا اماه .. هل تزوديني في سفري زاد لثلاثة ايام بلياليها ..
قالت له لك ذلك بالبركة.. وزودته.. وقال لها بلغي عمي سلامي ووداعي ..
وذهب الى اين؟ .. ليس الى اهله.. انما لديار ملك الجن الصالح
عبدالجليل ..
فلما وصل التلة .. التي ينادي بها نادى باعلى صوته.. ايها الملك الصالح .. انا سعد بن ورقة .. ففتحت له الابواب ودخل ورحب به الملك .. وكل سكان المملكة الطيبة ..
فقال للملك جئتك يامولاي منكوبا مظلوما .. فقد حدث كذا وكذا ..
وان عمي الذي احسن في وعلمني وكان في مقام ابي .. غاضب علي .. وانا في كرب عظيم .. وحكى له كل شي ..
قال له الملك عبدالجليل هدئ من روعك.. ارتاح قليلا وامرك محلول باذن الله ..
اولا هل يوسف التيمي ينكر وجود الجن؟.. وهل هو لاوؤمن بكتاب الله.. الذي انزل سورة كاملة.. سماها باسمنا .. سماها سورة الجن ..
ام ينكر رؤية الجن ..
فان المسلم والكافر يرون الجن.. باذن الله ان ارد ربنا ..
اولم ير الكفار ابليس.. وهو من قبيلنا من الكفرة في غزوة بدر؟
فقد قال الله .. تعالى ... وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ ۖ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَىٰ مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ ۚ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ ..
اولم يعلم يوسف التيمي ان الصحابة رأو الجن؟؟ .. وان اباهريرة راي جنا ياخذ من تمر الصدقة .. والحديث فيه مشهور معروف ؟
قال له سعد والله يا مولاي ان ي
الحلقة 9
بقلم طارق اللبيب
قال له يا عماه .. حينما ذهبت الى هولاء اللصوص في صيعر لم يكونوا هم من الصياعرة .. ولكنهم بدو متفلتون وصيعر منهم براء .. في طريقي .. حدث كذا وكذا .. وقص له حكاية الجن بالتفصيل .. قال له واعطاني الملك شيئا شربته.. وقال انه سيكشف عني مايحجب عن عامة الناس.. من رؤية الجن .. فلما جئت هنا حدث ان رايت الغراب الذي كانت تراه سلمى .
فقاطعة يوسف التيمي . وقال له يا سعد لاتستخف بعقلي .. انت رجل صادق من طفولتك .. ماهذه الاكاذيب التي تحكيها لي .. هل تعتقد اني سأصدق هذه الخرافات؟.. انا سافرت عشرات المرات.. بطريقك هذا الذي سلكت .. فمارايت شيئا"
انت تختلق قصصا لتعذر نفسك عما فعلت .. فلو تصدقني القول لربما اعذرك .. فان العشق يابني مرض .. قد يجرك لاشياء لاتسطيع مقاومتها .. فاصدقني ولاتكذب ..
قال له ياعماه .. انا قلت لك دعني اكمل حديثي .. ولاتقاطعني .. ثم تكلم عني بعدها ماتشاء ..
قال له لقد مللت من هذه الاسطورة التي تحكيها .. واضعت وقتي ..
قال له اصبر علي حتي اكمل ..
قال اكمل ..
قال له ياعماه فلما رايت الغراب يدخل غرفة سلمى .. جئت احمل سيفي واصيح لاقطعنك .. فلما بلغت الباب .. لم ادخل فلما راتني اغمي عليها
وانا رجعت ولم ادخل عليها ..
ثم اتتني درة بطعام فسمعت صرخة اخرى .. ولكنها لم تلبث بها طويلا ..
قال له اذن لماذا لم تخبر الغراب بالكلمة التي قالها لك ملك الجن؟
قال له لقد طار عقلي في تلك اللحظة.. ولم اذكر شئيا من هول المفاجأة.. ومن انزعاجي بالصياح ..
ولكن والله لم ادخل عليها.. ولم ادقق حتي النظر اليها ..
وما اظن قولها اني دخلت عليها .. واخذت بثيابها.. الا ان الجني الملعون ..
تمثل لها بصورتي .. فضحك يوسف التيمي ساخرا"
وقال يابني لقد اهتزت ثقتي فيك .. ولم اصدق مما قلت كلمة واحدة ..
ومن اعاجيب كذبك واختلاقك.. انك تريدني ان اصدق خيالات ابنتي .. فلذلك لا اريد ان اكذب عليك .. وان وعدي معك نافذ .. فالفرس لك والسيف لك .. ولكن ابنتي لن تكون لك لامورثلاث :
اولا .. لانها ليست مكلفة لان تعطي فيك رايا ..
وثانيا هي غاضبة عليك وترفضك ..
وثالثا لان استعجلت امرك.. وكشفت ستري.. قبل ان اذن لك بذلك ..
وما جرى منك سأتجاوزه.. لاني لا املك البينات الكافية لادانتك .. وسافوض امري لله فهم الحكم العدل ..
اذهب راشدا الى ديارك .. فلا مقام لك بعد اليوم عندي ..
قال له سعد .. لا الومك على شي ..ولا اجبرك على التصديق .. وانت معذور في الغضب .. ولكني اطلب منك طلبا اخيرا .. هل لك ان تمهلني ثلاثة ايام ..
قال ماذا تريد فيها .. قال فقط ثلاثة ايام .. واكون شاكرا لك ..
قال له ولكن في هذه التلاتة ايام.. لاتريني وجهك .. فاني لا امن عليك سطوة غضبي ..
قال له ساقيم بالمسجد.. حتى تنقضي ايامي ثم ارحل .. فاذن له بذلك ..
كان المسجد لايبعد كثيرا عن المنزلين ..
وقد رابط سعد في المسج.. د وهو يراقب غرفة سلمي .. يمني نفسه
انه ان يرى ذلك الغراب فيخبره برسالة الملك عبدالجليل ..
ولكن مرت الايام الثلاثة .. ولم يرى شيئأ .. فنادى درة وقال لها هل رات سلمى شيئا؟ قالت له من ذلك اليوم ... لا..
ودع سعد الجميع .. وخص بالوداع ام الكرام.. التي بكت لفراقه .. وقالت له والله اني لاعلم انك برئ .. واسأل الله ان ينصفك .. قال لها يا اماه .. هل تزوديني في سفري زاد لثلاثة ايام بلياليها ..
قالت له لك ذلك بالبركة.. وزودته.. وقال لها بلغي عمي سلامي ووداعي ..
وذهب الى اين؟ .. ليس الى اهله.. انما لديار ملك الجن الصالح
عبدالجليل ..
فلما وصل التلة .. التي ينادي بها نادى باعلى صوته.. ايها الملك الصالح .. انا سعد بن ورقة .. ففتحت له الابواب ودخل ورحب به الملك .. وكل سكان المملكة الطيبة ..
فقال للملك جئتك يامولاي منكوبا مظلوما .. فقد حدث كذا وكذا ..
وان عمي الذي احسن في وعلمني وكان في مقام ابي .. غاضب علي .. وانا في كرب عظيم .. وحكى له كل شي ..
قال له الملك عبدالجليل هدئ من روعك.. ارتاح قليلا وامرك محلول باذن الله ..
اولا هل يوسف التيمي ينكر وجود الجن؟.. وهل هو لاوؤمن بكتاب الله.. الذي انزل سورة كاملة.. سماها باسمنا .. سماها سورة الجن ..
ام ينكر رؤية الجن ..
فان المسلم والكافر يرون الجن.. باذن الله ان ارد ربنا ..
اولم ير الكفار ابليس.. وهو من قبيلنا من الكفرة في غزوة بدر؟
فقد قال الله .. تعالى ... وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ ۖ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَىٰ مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ ۚ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ ..
اولم يعلم يوسف التيمي ان الصحابة رأو الجن؟؟ .. وان اباهريرة راي جنا ياخذ من تمر الصدقة .. والحديث فيه مشهور معروف ؟
قال له سعد والله يا مولاي ان ي