👥 رفقاء طومر ..!
---------------------------------
ألقى #طومر بنظراتِ الوداع الأخيرة، نحو رفقائه وأحبائه، ثم أسلم روحه الطاهرة لربه، وصاح رفقاء السلاح" فاز بها طومر"، "نال الشهادة هاني".
فاحَت رائحة من الجنة وملأت صدور المؤمنين ثقة وعزيمة..كان الموقفُ صعبًا، فالمرتزقة يسيطرون على معظم الجبال، والمجاهدين على جبلين منفصلين متباعدين، والفاصل بينهما رمال شاسعة، تقع تحت أمطار الرصاص الرخيصة، لكن جبلا سقط الآن، توسط الجبال طومر، فكان أعلى وأثقل من الجبال.
اجتمع رفقاء طومر؛ فيهم الجرحى الذين ما تزال دماؤهم تنزف، والمفجوعين الذين كانت أعينهم من المحبة تذرف؛ تعاهدوا بلا كلام على ألا يتركوا جثة هاني لحظة واحدة، رسموا المخطط في دقائق معدودة، وبدأ الجميع في التحرك حسب المسارات المرسومة، هذا يجر قدمه المكسورة، وذاك يتكئ على يده الذابلة، وآخر يسير بقدمين متعرجتين، ورابع يلملم أحشاءه ويعيدها كلما حاولت الفرار من تحت الشيلان المشدودة، وخامسٌ يُعلق مغذيته فوق كتفه، تزاحمُ حزامَ رشاشه...
ويصعد الجميع إلى الجبال، في بسالةٍ لا تشبهها إلا بسالة طومر...
كان رفيقهم حاضرا رغم استشهاده، وكان قريبًا رغم بعده، لكن روحه وصوته ورسالته، ما تزال تملأ السهول والجبال.
لعلعَ الرصاص، وتزاحم الأبطال في قنص الأنذال، وتسابق الأسود إلى مخابئ القرود...
ارتفعت صيحات المرتزقة من كل مكان "إن مددا كبيرا وصل للحوثيين"، "إن سلاحًا خطيرا يصيبنا من كل مكان".
وبدأ مسلسل الهروب، يسابق الدقائق والثوان، وماهي إلا سويعات، وجميع الجبال تهتفُ بصرخةٍ موحدة، وصوتٍ معروف، وتركَ العبيد الكثير من العتاد، والأكثر من الجثث المتضخمة.
وهبطَ النخبة إلى مهبط الشجاعة، وموضع البسالة، وتحلقوا حول طومر، وقد وجدوا الهيبة والكرامة، فجسده الطاهر قد امتلأ في كل موضع بالرصاص، لكن ابتسامةً ما تزال تضيء وجه البطل، ولون دمه الأحمر القاني؛ مازال طريًا وساخنًا.
حملوه على ظهورهم، وكأنما يحملون ملاكًا نزل من السماء، أو وليًا جاء الجنة.
ساروا به مكبرين ومهللين، وجاء بعض الجرحى الذين أنقذهم، وأخذوا يقبلونه، ويقولون له:
بدمك يا هاني تحررت هذه السلسلة الطويلة، بدمك يا ابن المسيرة تحرر العشرات من المحاصرين، بدمك يا ابن القرآن هزمنا المرتزقة شر هزيمة، بدمك يا جندي أبا جبريل نزل الرعب في قلوب العبيد.
عاد ابو فاضل لتستقبله مران البطولة وصعدة المنورة، وأسرته المناضلة.
عاد هاني محسن طومر، وبإحدى يديه الشهادة، وبيده الأخرى النصر.
التحية لكم يا رفقاء أبا فضل، فقد كنتم منه كما كان منكم، وأنتم وهاني ثمارٌ من خير شجرة وأطهر مسيرة في القرن الواحد والعشرين..."إنما المؤمنون إخوة "
#أبو_فاضل_طومر
✍🏻 د #مصباح_الهمداني
---------------------------------
ألقى #طومر بنظراتِ الوداع الأخيرة، نحو رفقائه وأحبائه، ثم أسلم روحه الطاهرة لربه، وصاح رفقاء السلاح" فاز بها طومر"، "نال الشهادة هاني".
فاحَت رائحة من الجنة وملأت صدور المؤمنين ثقة وعزيمة..كان الموقفُ صعبًا، فالمرتزقة يسيطرون على معظم الجبال، والمجاهدين على جبلين منفصلين متباعدين، والفاصل بينهما رمال شاسعة، تقع تحت أمطار الرصاص الرخيصة، لكن جبلا سقط الآن، توسط الجبال طومر، فكان أعلى وأثقل من الجبال.
اجتمع رفقاء طومر؛ فيهم الجرحى الذين ما تزال دماؤهم تنزف، والمفجوعين الذين كانت أعينهم من المحبة تذرف؛ تعاهدوا بلا كلام على ألا يتركوا جثة هاني لحظة واحدة، رسموا المخطط في دقائق معدودة، وبدأ الجميع في التحرك حسب المسارات المرسومة، هذا يجر قدمه المكسورة، وذاك يتكئ على يده الذابلة، وآخر يسير بقدمين متعرجتين، ورابع يلملم أحشاءه ويعيدها كلما حاولت الفرار من تحت الشيلان المشدودة، وخامسٌ يُعلق مغذيته فوق كتفه، تزاحمُ حزامَ رشاشه...
ويصعد الجميع إلى الجبال، في بسالةٍ لا تشبهها إلا بسالة طومر...
كان رفيقهم حاضرا رغم استشهاده، وكان قريبًا رغم بعده، لكن روحه وصوته ورسالته، ما تزال تملأ السهول والجبال.
لعلعَ الرصاص، وتزاحم الأبطال في قنص الأنذال، وتسابق الأسود إلى مخابئ القرود...
ارتفعت صيحات المرتزقة من كل مكان "إن مددا كبيرا وصل للحوثيين"، "إن سلاحًا خطيرا يصيبنا من كل مكان".
وبدأ مسلسل الهروب، يسابق الدقائق والثوان، وماهي إلا سويعات، وجميع الجبال تهتفُ بصرخةٍ موحدة، وصوتٍ معروف، وتركَ العبيد الكثير من العتاد، والأكثر من الجثث المتضخمة.
وهبطَ النخبة إلى مهبط الشجاعة، وموضع البسالة، وتحلقوا حول طومر، وقد وجدوا الهيبة والكرامة، فجسده الطاهر قد امتلأ في كل موضع بالرصاص، لكن ابتسامةً ما تزال تضيء وجه البطل، ولون دمه الأحمر القاني؛ مازال طريًا وساخنًا.
حملوه على ظهورهم، وكأنما يحملون ملاكًا نزل من السماء، أو وليًا جاء الجنة.
ساروا به مكبرين ومهللين، وجاء بعض الجرحى الذين أنقذهم، وأخذوا يقبلونه، ويقولون له:
بدمك يا هاني تحررت هذه السلسلة الطويلة، بدمك يا ابن المسيرة تحرر العشرات من المحاصرين، بدمك يا ابن القرآن هزمنا المرتزقة شر هزيمة، بدمك يا جندي أبا جبريل نزل الرعب في قلوب العبيد.
عاد ابو فاضل لتستقبله مران البطولة وصعدة المنورة، وأسرته المناضلة.
عاد هاني محسن طومر، وبإحدى يديه الشهادة، وبيده الأخرى النصر.
التحية لكم يا رفقاء أبا فضل، فقد كنتم منه كما كان منكم، وأنتم وهاني ثمارٌ من خير شجرة وأطهر مسيرة في القرن الواحد والعشرين..."إنما المؤمنون إخوة "
#أبو_فاضل_طومر
✍🏻 د #مصباح_الهمداني