🌷⇦.شهِـداْؤنا | عظمـَاْؤنا.↝
847 subscribers
7K photos
6.54K videos
424 files
9.06K links
شهداْؤنا .. مصدر إلهاْمناَ ونحن فيّ دربهمِ سائروُن. 🍂

قناة منوعة :
🔸خواطر للشهِداْء صور وفيديوهات الشهداء
🔹محاضرات ومقتطفات من هدي القـرآن
🔸فلاشات.. زوامل..اناشيد...قصائد
🔹قصص.. مقالات..أدعية..مناّجاة
Download Telegram
﴿ كــــلمــات مــن نـــور﴾

عندما نسمع - أيها الإخوة - زعماء العرب, زعماء المسلمين كلهم يسرعون إلى الموافقة على أن تكون أمريكا حليفة، على أن تكون أمريكا هي من يتزعم الحلف لمحاربة ما يسمى بالإرهاب، وعندما نراهم جميعاً يعلنون وقوفهم مع أمريكا في مكافحة ما يسمونه بالإرهاب؛ لأنهم جميعاً يعشقون السلطة؛ لأنهم جميعاً يحرصون على البقاء في مناصبهم مهما كان الثمن، لكنهم لا يمكن أن يصرحوا بهذا، هم يقولون: من أجل الحفاظ على الأمن والإستقرار، من أجل الحفاظ على مصلحة الوطن! أو يقولون: خوفاً من العصا الغليظة, العبارة الجديدة التي سمعناها من البعض: الخوف من العصا الغليظة! وأي عصا أغلظ من عصا الله، من جهنم, ومن الخزي في الدنيا؟ هل هناك أغلظ من هذه العصا؟.
الإمام علي (عليه السلام) أراد أن يعلم كل من يمكن أن يصل إلى موقع السلطة في هذه الأمة أنه لا يجوز بحال أن تكون ممن يعشق المنصب؛ لأنك إذا عشقت المنصب ستضحي بكل شيء في سبيله، وأن لا تخاف من شيء أبداً فإذا ما خفت من غير الله فسترى كل شيء مهما كان صغيراً أو كبيراً يبدو عصا غليظة أمامك.

#ألقاها_الشـــهيد_القـــــائـد
السيد/حسيــن بـدر الدين الحوثي
....رضـــوان الـلـه علـيــه....

#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
دروس من وحي عاشوراء

#الجبهة_الثقافية_لأنصارالله

النجم الثاقب
telegram.me/alnajm_althaqb
🍀القسم الرابع🍀

🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – إذا كانت ضربة موسى تعجز عن أن تشق البحر أو أن تفجر الماء من الحجر، فلماذا أوحى الله تعالى إلى موسى بأن يضرب البحر بعصاه لينشق بعد ذلك، أو أن يضرب بعصاه الجحر ليتفجر منه الماء؟
🔸 – ما الذي يرسمه حديث الثقلين من طريقة لنجاة هذه الأمة من الوضعية المهينة التي تعيشها اليوم؟
🔸 – إذا ما قصر أهل البيت في مسؤولياتهم يكون ذنبهم عند الله وعذابهم ضعفين مما يستحقه غيرهم، فلماذا؟
🔸 – كيف يحصن أهل البيت أنفسهم من الأثر السيء للثقافة المغلوطة التي زحفت إليهم من الآخرين؟

🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
#مسؤولية_أهل_البيت_عليهم_السلام
بتاريخ: 21/12/2002م
اليمن - صعدة

لاحظ كيف قال موسى (صلوات الله عليه): كلا لن يدركونا {إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} (الشعراء: من الآية62) وهو يرى نفسه متجهًا إلى البحر، ومعه الآلاف من بني إسرائيل، وها هم جيش فرعون، وفرعون على مرأى من بني إسرائيل.
هل انفلق البحر لبني إسرائيل تلقائيًا؟ لا، كان لا بد أن يتم على يد موسى {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ} (الشعراء: من الآية63) هل أن عصى موسى هي التي شقت البحر؟ هل أن ضربة عصا ستشق البحر؟ لا، إن الله هو الذي شق البحر، ولكن لابد أن يتم على يد موسى بضربة عصى؛ ليقول لهؤلاء ولكل الناس من بعد: إن الفرج لن يتم إلا على يد أعلام، هو الذي اصطفاهم، على يد أعلام دينه، لن يتم فرج أبدًا إلا على يد أعلام دينه، لابد من أن يضرب موسى بعصاه البحر ليربط الله تعالى بني إسرائيل بموسى كما ربط العرب بمحمد وآل محمد.
عندما كانوا بحاجة إلى الماء في الصحراء، في مرحلة التيه كان لابد من عصى موسى أن يضرب موسى بها الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا لماذا؟ ليعلم هؤلاء بأن الفرج من العدو، وأن تحقيق الخير أيضًا لهم لن يتم إلا على يد أعلام دينه، وإلا فلا عصا موسى سحرية هي التي تستطيع أن تشق البحر، ولا عصى موسى هي التي تستطيع أن تحول الحجر إلى حجر يتفجر منها الماء، إنه الله سبحانه وتعالى الذي فجر منها الماء.
هو الله سبحانه وتعالى الذي شق البحر، وشق لهم في البحر طريقًا يابسًا لكن لابد أن يتم على يد أعلام دينه، على يد موسى، كنا نقول: أبدًا، وكان كثير منا نحن [الزيدية] شيعة أهل البيت الذين لا نفهم النصوص في أهل البيت، لا نفهم السنن الإلهية.
كان البعض ينشدون إلى أسامة، ويصفقون إذا ما ظهرت صورته على شاشة التلفزيون، ويترضُّون عليه، وهو وهابي! كنا نقول: مهما كان هذا الشخص لن يتم إنقاذ الأمة على يديه، هذه سنة إلهية، لو أن هناك شيء آخر يمكن أن يتحقق للأمة النجاة به خارج إطار [الثقلين] لما كان هناك معنى [لحديث الثقلين] فقط اثنين، ثقلين فقط.
لن تنجح الأمة، ولن تخرج الأمة من أزماتها، ولن تنقذ الأمة من الوضعية المهينة التي تعيشها إلا بالعودة إليهم (ما إن تمسكتم به لن تضلوا) فإذا لم تتمسكوا ستضلون، سنن إلهية ثابتة. حينئذٍ ليتعبد المتعبدون، وليدع الداعون، وليتصدق المتصدقون، وليتركع المتركعون، لن يستجيب لهم إلا بالعودة إلى ما أرشدهم إليهم.
أوليس المسلمون يحجون كل عام؟ ويدعون الله هناك على اليهود والنصارى وعلى إسرائيل؟ أوليسوا في المساجد، في شهر رمضان، وفي غيره يدعون من مكبرات الصوت، على إسرائيل، يدعون على أمريكا، على اليهود والنصارى؛ لم يمسسهم سوء، وإذا ما مسهم شيء هناك فلن يكون ما يمسهم فيه إنقاذ لنا هنا.
إن الله قد هدى الناس، وقد عمل على إنقاذهم، وأرشدهم إلى ما فيه إنقاذهم من قبل أن توجد إسرائيل بمئات السنين عندما قال على لسان نبيه (صلوات الله عليه وعلى آله): (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدًا)، والضلال هنا: الضلال عن الهداية، الضلال في الحياة، الضياع، الجهل، التخلف، الذلة، الاستكانة، التفرق، التمزق.
الضلال في اللغة العربية كلمة تعني: الضياع، إذا لم تتمسكوا بالقرآن وبأهل البيت فستضيعون، ستضلون في معتقداتكم، تتيهون في حياتكم، يتغلب عليكم أعداؤكم، تتفرق كلمتكم، تفسد نفسياتكم، يدوسكم الجبابرة، والطغاة، والظالمون، هذا هو الضلال الذي ما كان يمكن أن تقع الأمة فيه لو تمسكت بالثقلين من بعد موت رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، وأول العترة، وأول الثقل الأصغر هو: علي ابن أبي طالب (صلوات الله عليه).
وها نحن نرى مصداق ما كنا نتوقع ونقول، أين أسامة؟ وأين طالبان؟ أولئك الآلاف المؤلفة من الشباب الذين تخرجوا متمسكين، وملتزمين بقواعد السنية وعقائدهم، وحتى في المندوبات، والمستحبات والهيئات، أين هم؟ أين أسامة؟ كلهم تلاشوا، وتبخروا.
ملزمة الأسبوع:
🍀القسم الأول🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – ماذا حصل حتى تقع مثل فاجعة كربلاء في تاريخ الإسلام؟ ما الذي جعل الساحة الإسلامية مسرحًا لمثل هذه المآسي والأحداث المفجعة؟ ما الذي جعل من يسمون أنفسهم مسلمين، ويحسبون على الإسلام هم من ينفِّذون مثل هذه الكارثة!؟ وضد من؟ هل ضد شخص ظل طيلة عمره كافرًا يعبد الأصنام، ويصد عن الدين؟ هل ضد رجل عاش حياته نفاقًا ومكرًا وخداعًا وظلمًا وجبروتًا؟
🔸 – ما الذي جعل الأمور تصل إلى أن يصبح الضحية في الساحة الإسلامية وتحت عنوان خلافة إسلامية وعلى يد أبناء هذه الأمة الإسلامية، أن يكون الضحية هو هذا الرجل العظيم؟
🔸 – فاجعة كربلاء هل كانت وليدة يومها؟ هل كانت مجرد صدفة؟ هل كانت فلتة؟ أم أنها كانت نتاجا طبيعيا لانحراف حدث في مسيرة هذه الأمة؟
🔸 – ما هو أول قرار اتخذه الإمام علي عليه السلام عندما آلت إليه الخلافة؟ ولماذا أصر على تنفيذه حتى لوكان الثمن إبعاده من منصب الخلافة أو أن يستشهد؟
🔸 – لماذا اعتبر الإمام علي عليه السلام معاوية مضلا؟ وأين تكمن الخطورة في الضلال؟ وما هي عواقبه؟
🔸 – لماذا لا يجوز لمن هو في موقع السلطة في هذه الأمة أن يعشق المنصب أو يخاف من شيء؟
🔸 – ما هو الثمن الذي يدفعه الرؤساء والزعماء العرب حتى يحافظوا على مناصبهم؟ وإذا كان الخوف من أمريكا هو ما يدفعهم لاسترضائها فهل أمريكا أشد إخافة من عذاب الله تعالى؟

#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 10/1/1423 ه‍ الموافق: 23/3/2002م
اليمن - صعدة
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي بعثه الله رحمة للعالمين، لينقذ الأمة من الطغيان، والشرك، والجهالة ويخرجهم من الظلمات إلى النور، صلى الله عليه وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين، الذين نهجوا نهجه، وسلكوا طريقه، وحملوا رايته، ونصحوا لأمته.
في هذا اليوم، يوم عاشوراء، في هذا اليوم، يوم العاشر من محرم وقعت فاجعة عظيمة ومأساة كبرى في تاريخ هذه الأمة، الأمة التي دينها الإسلام، وسماها الله ونبيها: المسلمين. تلك الفاجعة كان المفترض أن لا يقع مثلها إلا في تلك العصور المظلمة، في عصر الجاهلية، في عصر الشرك، في عصر الظلمات، كان الشيء المفترض والطبيعي لحادثةٍ مثل هذه أن لا تكون في عصر الإسلام، وفي ساحة الإسلام، وعلى يدي من يسمون، أو يحسبون على الإسلام، فما الذي حصل؟.
لم نسمع في تاريخ الجاهلية بحادثة كهذه!. ما الذي جعل الساحة الإسلامية مسرحًا لمثل هذه المآسي؟ لمثل هذه الأحداث المفجعة؟ ما الذي جعل من يسمون أنفسهم مسلمين، ويحسبون على الإسلام هم من ينفِّذون مثل هذه الكارثة!؟ مثل تلك العملية المرعبة المفجعة!
وضد من؟ ضد من؟! هل ضد شخص ظل طيلة عمره كافرًا يعبد الأصنام، ويصد عن الدين؟ هل ضد رجل عاش حياته نفاقًا ومكرًا وخداعًا وظلمًا وجبروتًا؟ كان هذا هو المفترض لأمة كهذه، أن يكون لها موقف كهذا أمام أشخاص على هذا النحو: كفر وشرك وطغيان وجبروت وظلم ونفاق.
لكنَّا نرى أن تلك الحادثة التي وقعت في الساحة الإسلامية، وعلى يد أبناء الإسلام، بل وتحت غطاء الإسلام وعناوين إسلامية، وخلافة تسمي نفسها خلافة إسلامية، نرى أن ذلك الذي كان الضحية هو من؟ واحد من سادة شباب أهل الجنة (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة). هو ابن سيد النبيين، هو ابن القرآن، هو ابن سيد الوصيين، وسيد العرب، على بن أبي طالب، هو ابن سيدة النساء فاطمة الزهراء، هو ابن سيد الشهداء حمزة.
ما الذي جعل الأمور تصل إلى أن يصبح الضحية في الساحة الإسلامية وتحت عنوان خلافة إسلامية وعلى يد أبناء هذه الأمة الإسلامية، أن يكون الضحية هو هذا الرجل العظيم؟.
إنه حدث - أيها الإخوة - مليء بالدروس، مليء بالعبر.. وما أحوجنا نحن في هذا الزمن إلى أن نعود إلى تاريخنا من جديد، إلى أن نعود إلى الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) فنتطلع في سيرته وحركته الرسالية، منذ أن بعثه الله رسولًا إلى أن صعدت روحه الشريفة للقاء ربه، إلى أن نعود إلى علي (عليه السلام) لنقرأ سيرته وحركته في الحياة، إلى أن نعود إلى الحسن وإلى فاطمة الزهراء وإلى الحسين، إلى الحسين الذي نجتمع هذا اليوم لنعزي أنفسنا بفقد مثله، وإلى أن نستلهم في هذا اليوم بالذات ما يمكننا أن نفهمه من دروس وعبر من تلك الحادثة التي كان هو وأهل بيته ضحيتها.
حادثة كربلاء فاجعة كربلاء هل كانت وليدة يومها؟ هل كانت مجرد صدفة؟ هل كانت فلتة؟ أم أنها كانت هي نتاج طبيعي لانحراف حدث في مسيرة هذه الأمة، انحراف في ثقافة هذه الأمة، انحراف في تقديم الدين الإسلامي لهذه الأمة من اليوم الأول الذي فارق فيه الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) هذه الأمة للقاء ربه.

إذا ما فهمنا أن حادثة كربلاء هي نَتاج لذلك الإنحراف، حينئذٍ يمكننا أن نفهم أن تلك القضية هي محط دروس وعبر كثيرة لنا نحن، من نعيش في هذا العصر المليء ب
🍀القسم الثالث🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – "ماذا نعمل"؟ سؤوال يردده الكثيرون خلال مراحل متعددة من الصراع مع اليهود والنصارى، فكيف ترد عليه؟
🔸 – هناك من يتحركون في التخريب، وتثبيط الأمة عن الدعوة إلى ما دعاها الله إليه، فما الموقف العملي الصحيح في مواجهتهم؟
🔸 – ما مصير المخربين من المنافقين والمرجفين والذين في قلوبهم مرض حين يجدون أمامهم مواقف وعي وحكمة جادة؟
🔸 – متى يتمكن المرجفون والمنافقون ووسائل إعلامهم من التأثير في المجتمع؟ وما اللازم تجاه ذلك؟
🔸من هم المفلحون؟ وهل للفلاح أكثر من طريق؟

🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_سورة_آل_عمران (3- 4)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الثالث
{ولْتَكُنْ مِنْكُم أمَّة}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 11/1/2002م
اليمن – صعدة

ثم أليس من الدعوة إلى الخير ومن الأمر بالمعروف أن نتحرك، يتحرك علماؤنا يتحرك المتعلمون فينا يتحرك طلاب العلم، يتحرك كل من لديه فهم؟ إلى أن يكشف للناس خطورة هذا الواقع الذي نعيشه خطورة هذه المرحلة وهذه الأحداث التي نواجهها ويدعون الناس جميعًا إلى كيف يجتمعون على كلمة واحدة، معتصمين بحبل الله جميعًا؟ أليس هذا من الدعوة إلى الخير ومن الأمر بالمعروف؟ أليس من النهي عن المنكر النهي عن أي ثقافة تخلق وجهات النظر المتباينة؟ النهي عن تعدد الوسائل، والمؤسسات الثقافية – وإن كانت باسم الدين – التي تخلق آثارًا متباينة في الأمة وتفرق كلمة الأمة؟
أليس من النهي عن المنكر النهي عن تلك القواعد التي تخلق نظرة ضيقة وقاصرة، وتؤدي إلى عدم ثقة أو نقصٍ كبيرٍ في الثقة بالله وبكتابه وبرسوله؟ من النهي عن المنكر أن ننهى عنها؛ لأنها هي التي ضربتنا سواء كنا علماء أو متعلمين أو متعبدين أو دعاة نتحرك في الميادين ندعو الناس إلى الله ونحن في الواقع نجني على دين الله، ونجني على عباد الله ونفرق كلمتهم.
ميدان العمل أمامنا مفتوح، من يقول: [ماذا نعمل؟]. نقول: ميدان العمل أمامك مفتوحٌ أمام الجميع مفتوح، المطلوب أن تتحرك لا أن تتساءل، ميدان العمل فيه ما يكفيك أن تعمل بكل قدراتك وبكل طاقاتك مهما كانت، ويتساءل [ماذا نعمل؟] وكأنه ليس هناك ما يمكن أن نعمله حتى يقول: ماذا نعمل؟ وكأننا قد أكملنا كل شيء، قد صلح كل شيء.!
ميدان العمل أمامك مفتوح من الآن أن تتحرك على هذا النحو، إذا كنت مؤمنًا بالله، إذا كنت واثقًا بالله، إذا كنت واثقًا بكتاب الله، إذا كنت تعتبر هذه آيات، أعلامًا على حقائق واقعة، حقائق لا تتخلف فتحرك وميدان العمل أمامك واسع، حاول أن تجعل من نفسك لبنة في صرح بناءٍ واحد متماسك، حاول أن تجعل من نفسك عنصرًا فاعلًا متحركًا في مقام الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في إطار وحدة لمجتمع يسير على خطة واحدة ونهج واحد.
ثم أي شيء من هذا ليس في متناولنا؟ كله في متناولنا، البُعد في أعماق أنفسنا نحن، المستحيل هو في أنفسنا نحن، متى ما غيرناها بلفتةٍ صادقة إلى الله، بالتجاء صادقٍ إلى الله، بثقة قوية بالله، وثقة بكتابه، ونتحرك في إطار الثقلين: الكتاب والعترة، فسيصبح كل شيء بمتناولنا وسنمشي على نهج واحد ونعرف كيف تكون آثاره طيبة، وكيف تكون ثماره طيبة، وآثاره بنّاءة.
من يقول [ماذا نعمل؟]، ليبرر لنفسه أنه لا قيمة لما يقال ولما يدعى إليه، وكأنه يُدعَى إلى المستحيل، يُدعى إلى ما ليس لـه وسيلة في واقع الحياة، ليعرف أنه إنما هو الذي يجهل، إنما هو الذي يتهرب ويبحث عن مبررات لنفسه، ميادين العمل مفتوحة، تتسع لأن تشمل كل طاقاتك، طاقاتك المعنوية وطاقاتك المادية، لكن حاول أن تغير من نفسك حتى تصبح إنسانًا فاعلًا قادرًا على تغيير نفسية المجتمع بأكمله نحو الأفضل، نحو الأصلح، نحو العزة، نحو الشرف، نحو الاهتداء بهدي الله، نحو طريق الجنة طريق رضوان الله سبحانه وتعالى.
آيات الله التي فيها هداية للناس أليست الدعوة إليها من الدعوة إلى الخير؟ أليست الدعوة إليها من الأمر بالمعروف؟ فأولئك الذين يتحركون في أوساط الناس يدعون الناس – ويقدمون أنفسهم كناصحين مشفقين على هذا أو ذاك – إلى ما يخالف هذه الآيات، إلى ما يخالف هذه الدعوة التي دعانا الله إليها أليس عملهم من المنكر؟ أليس عملهم منكرًا؟
إذا كانت هذه آيـات ووثقنا بها بأنها آيات أتتنا ممن هو أرحم الراحمين، أتتنا ممن يعلم السر في السماوات والأرض، أتتنا ممن يعلم الغيب والشهادة ويقول بأنها هداية لنا {لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُوْنَ}، ثم ينطلق أحد من الناس ليدعونا إلى ما يُثَبِّطنا عن العمل بها، فعندما يبدو مشفقًا يبدو وكأنه ناصح لا ينبغي إطلاقًا أن نلتفت إليه، سواء كان مشفقًا في واقع الأمر وناصحًا، نقول: أنت لا تفهم. شكرًا لك على نصيحتك، وشكرًا لك على إشفاقك لكني أرى أن الله سبحانه وتعالى هو أنصح لي منك، وأرحم بي منك، وأشفق عليّ منك وأهدى لي منك، أليس بالإمكان أن نقول لأي شخص؟
🍀القسم الأول🍀

🔶أسئلة قبلية:

🔸 - ما معنى التسبيح؟
🔸 – " سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم"، ما الأثر الذي رواه الإمام علي عليه السلام عن هذه التسبيحة؟
🔸 - ما أهمية التسبيح حتى تتكرر في الصلاة كل يوم؟
🔸 - هل يكفي أن نسبح الله كل يوم بأعداد كبيرة دون أن نفقه معناه؟
🔸 - من خلال التسبيح كيف يمكنك الثبات في إيمانك ومواجهة الضلال؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀

#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#معنى_التسبيح
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 9/2/2002م
اليمن - صعدة

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله.
قبل أن نبدأ بالدرس، بعض الشباب قدم سؤالًا حول معنى التسبيح في الصلاة: (سبحان الله العظيم وبحمده.. سبحان الله الأعلى وبحمده).
التسبيح في الصلاة جاء في القيام، في الركعتين الأخيرتين، وفي الركوع، وفي السجود.. ويدل ذلك على أهمية التسبيح، وعلى حاجتنا نحن، حاجتنا نحن البشر إلى تسبيح الله سبحانه وتعالى.
تسبيح الله معناه: تنـزيهه وتقديسه.. تنـزيهه عما لا يليق به، تنـزيهه عن نسبة أي شيء إليه يتنافى مع عدله، وكماله المطلق سبحانه وتعالى، يتنافى مع حكمته، مع رحمته، مع عظمته وجلاله.
التسبيح يمثِّل قاعدة مهمة، ومقياسًا مهمًا جدًا؛ لذلك كان من المهم أن يتكرر في الصلاة التي تتكرر هي في اليوم خمس مرات، وأمر الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين بتسبيحه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} (الأحزاب:41 - 42) {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ} (الروم:17).
ووردت أخبار بأذكار معينة: (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم) روي عن الإمام زيد (عليه السلام) عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه) أنه قال في هذه التسبيحة: (أن من سبحها مائة مرة في اليوم دفع الله عنه سبعين نوعًا من البلاء أدناها أو أهونها القتل: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم).
التسبيح - كما قلت سابقًا - يعتبر قاعدة مهمة جدًا، نكرر التسبيح في صلاتنا، وفي كل أوقاتنا ليترسخ معناه، فتكون نظرتنا إلى الله سبحانه وتعالى نظرة تقوم على أساس تنـزيهه، وتقديسه سبحانه وتعالى؛ لأننا لما كانت إدراكاتنا محدودة، وما يمكن أن نتعقله من الأشياء أيضًا تكون إمكانية التعقل لدينا محدودة أيضًا، وأفعال الله سبحانه وتعالى قد يكون هناك أفعال من أفعال الله، شيء من مخلوقات الله سبحانه وتعالى لا نفهم نحن وجه الحكمة فيها، لا ندرك نحن الغاية من فعلها، أو من تشريعها، أو من خلقها، فإذا ما كنا نستشعر دائمًا تنـزيه الله سبحانه وتعالى في ذاته وفي أفعاله، وفي تشريعاته، فستكون هذه القاعدة هي التي تحافظ على سلامة إيماننا بالله، وحسن ظننا به، واستمرار إيماننا بنزاهته، وقدسيته سبحانه وتعالى.
وما أكثر ما نجهل من الأشياء في مخلوقات الله، وفي تشريعات الله، ما أكثر ما نجهل وجه الحكمة فيها، أو إدراك الغاية منها، ولكننا نقطع بأن الله سبحانه وتعالى ما دام وقد ثبت أن هذا فعله فهو الحكيم الذي لا يفعل إلا ما فيه حكمة، ونقطع فيما ثبت لنا من تشريعه وهدايته مما لا ندرك وجه الحكمة فيه: أن الله لا يشرِّع إلا تشريعًا فيه حكمة، فليس هناك عبث في أفعاله، ليس هناك تلاعب في أفعاله سبحانه وتعالى، هو الحكيم.
التسبيح لله سبحانه وتعالى أيضًا أمام ما نسمع من هنا أو هنا من مقولات تنسب إلى الله سبحانه وتعالى.. فنحن سنعتمد على هذه القاعدة، وسيتجلى لنا من خلالها بطلان ذلك القول، أو تلك العقيدة؛ لأنها تخالف ما يجب علينا أن نحكم به، ونعتقده، وننطق به من تنـزيه الله.
وقد جاء التسبيح - كما كررنا ذلك في جلسات متعددة - جاء التسبيح لله سبحانه وتعالى واسعًا جدًا {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} (الجمعة: من الآية1) {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} (الحشر1ا) الملائكة كما حكى الله عنهم {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ} (الانبياء:20)، فهذا الاستنفار العام لكل المخلوقات أن تنطلق في تسبيح الله تعالى بلسان المقال، ولسان الحال يدل على أهمية أن نتعقل التسبيح، يدل على أهمية أن تملأ نفوسنا مشاعر التنـزيه لله سبحانه وتعالى، وأن من يغفل عن هذه القاعدة سيقع في الضلال، تفسد عقائده، يؤمن بالباطل؛ فينسب إلى الله القبائح، ينسب إليه الفواحش، ينسب إليه الظلم! وهذا ما حصل عند كثير من البشر، يجعلون لله شركاء، يجعلون لله أندادًا، يجعلون معه آلهة! هذا ما حصل عند كثير من البشر، وهو حاصل عند كثير من المسلمين!
ملزمة الأسبوع:
🍀القسم الثاني🍀

🔶أسئلة قبلية:

🔸 - ماهو سبب سوء الظن بالله تعالى عند الشدائد؟ وكيف يمكن أن تكون ممن يزدادون إيمانا عند مرورك بهذه الشدائد؟
🔸 - كيف نجعل حادثة كربلاء مثالا لحسن الظن بالله وتنزيهه عن خلف الوعد بالنصر؟
🔸 - هل وعد الله تعالى بالنصر يتضمن النصر المادي للشخص؟ أم هناك صور أخرى للنصر؟وماهي خطورة هذه النظرة الشخصية للنصر؟
🔸 - {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ} هل هذ الآية تعني بأنني إذا تحركت لن أجد العناء ولن أتعب؟

🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀

#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#معنى_التسبيح
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 9/2/2002م
اليمن - صعدة

إذا كان الإنسان ضعيف الإيمان، ضعيف الثقة بالله، ضعيف في إدراكه لتنـزيه الله سبحانه وتعالى قد يهتز عند الشدائد، إما أن يسيء الظن في موقفه: [ربما موقفنا غير صحيح وإلا لكنا انتصرنا، لكنا نجحنا..] تحصل ربما، ربما..إلى آخره، أو يسيء الظن بالله تعالى وكأنه تخلى عنا، وكأنه ما علم أننا نعمل في سبيله، وأننا نبذل أنفسنا وأموالنا في سبيله: [لماذا لم ينصرنا؟ لماذا لم..؟].
الإنسان المؤمن، الإنسان المؤمن يزداد إيمانًا مع الشدائد: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} (آل عمران:173)؛ لأن الحياة كل أحداثها دروس، كل أحداثها آيات تزيدك إيمانًا، كما تزداد إيمانًا بآيات القرآن الكريم {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا} (الأنفال: من الآية2) كذلك المؤمن يزداد إيمانًا من كل الأحداث في الحياة، يزداد بصيرة، كم هو الفارق بين من يسيؤون الظن عندما تحصل أحداث، وبين من يزدادون إيمانًا؟ وهي في نفس الأحداث، أليس الفارق كبيرًا جدًا؟
لماذا هذا ساء ظنه، وضعف إيمانه، وتزلزل وتردد وشك وارتاب؟ وهذا ازداد يقينًا وازداد بصيرة وازداد إيمانًا؟! هذا علاقته بالله قوية، تصديقه بالله سبحانه وتعالى، وثقته بالله قوية، تنزيهه لله تنزيه مترسخ في أعماق نفسه، يسيطر على كامل مشاعره فلا يمكن أن يسيء الظن بالله مهما كانت الأحوال، حتى ولو رأى نفسه في يوم من الأيام وقد جثم على صدره [شمر بن ذي الجوشن] ليحتز رأسه كالإمام الحسين (صلوات الله عليه).
حادثة كربلاء ألم تكن حادثة مؤلمة جدًا؟ كانت كلمات الإمام الحسين فيها تدل على قوة إيمانه، كمال وعيه، كمال يقينه، بصيرته، كان همه من وراء كل ذلك أن يكون لله فيه رضى، ما دام وفيه رضى لك فلا يهمني ما حصل. وهذه هي نفسية المؤمن، نفسية المؤمن هو أن ينطلق في أعماله يريد من ورائها كلها رضى الله.
رضى الله هو الغاية.. وإن وضع له أهدافًا مرحلية، وداخلية، هي ليست كل شيء لديه، ليست كل شيء لديه، فإذا لم يتحقق ذلك شك وارتاب، أن يجندوا أنفسهم لمعركة ما مع أعداء الله ثم ينهزمون، أو يرون أنفسهم مضطرين إلى أن يتصالحوا صلحًا مؤقتًا، فيرجعون بنفوس مرتابة لماذا؟ ألم نسمع أن الله تعالى قال: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} (الحج: من الآية40) لماذا، لماذا؟!
المؤمن هدفه هو أن يحصل على رضى الله، وأن يكسب رضى الله، وأن يكون في أعماله ما يحقق رضا الله، وأن النصر الذي يريده، النصر الذي ينشده هو نصر القضية التي يتحرك من أجلها، هي تلك القضية التي تتطلب منه أن يبذل نفسه وماله، فإذا كان مطلوب منك أن تبذل نفسك ومالك فهل ذلك يعني بالنسبة لك نصرًا ماديًا شخصيًا؟ الذي يبذل ماله ونفسه فيقتل في سبيل الله، هل حصل نصر مادي له شخصي؟ هو انتصر للقضية، هو حصل على الغاية التي ينشدها، حتى وإن كان صريعًا فوق الرمضاء، ألم يصبح شهيدًا؟ حظي بتلك الكرامة العظيمة التي وعد الله بها الشهداء، دمه ودم أمثاله، روحه وروح أمثاله، أليست هي الوسيلة المهمة لتحقيق النصر للقضية؟
المؤمن لا ينظر إلى نفسه، النصر الشخصي، المقصد الشخصي، قضيته الخاصة، خِطته المعينة، موقفه الخاص. المسيرة هي المسيرة الطويلة: العمل على إعلاء كلمة الله، النصر لدين الله، في هذه المرة أو في المرة الثانية أو في المرة الثالثة، إن لم يكن على يديك أنت فقد يكون على يد آخرين ممن هيأتهم أنت، وهكذا.. حتى تنتصر، ولا بد أن يتحقق النصر.

وأنت منتصر أيضاَ عندما تسقط شهيدًا في سبيل الله، أنت منتصر أيضًا، أنت عملت ما عليك أن تعمله فبذلت نفسك ومالك في سبيل الله. فأن يرى المسلمون، أو يرى المؤمنون بعضهم صرعى في ميادين الجهاد، كما حصل في يوم أحد، ألم يتألم رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) عندما رأى حمزة صريعًا؟ وصرع كثير من المجاهدين، ولكن هل توقف بعدها؟ لم يتوقف أبدًا، وإن كانت تلك خسارة أن يفقد أشخاصا مهمّين كحمزة لكنه نصر للمسيرة، نصر لحركة الرسالة بكلها.. ولا بد في هذه المسيرة أن يسقط شهداء، وإن كانوا على أرفع
🍀القسم الثالث🍀
- 🔶أسئلة قبلية:

🔸 - انظر لماذا تتحرك؟ هل أنت تتحرك في سبيل الله؟ وماذا يتطلب منك هذا التحرك؟
🔸 - كيف ننزه الله تعالى في ذاته و أفعاله وتشريعاته؟
🔸 - كيف يمكن لهذه القاعدة: [تنـزيه الله سبحانه وتعالى] أن تفيدنا في الثبات والعمل على بصيرة؟
🔸 - التنـزيه لله سبحانه وتعالى هل هو الحكم ببراءته من النقائص والعيوب فقط؟ أم أنه لابد أن يلازمه الثناء؟

🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀

#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#معنى_التسبيح
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 9/2/2002م
اليمن - صعدة

انظر لماذا تتحرك؟ هل أنت تتحرك في سبيل الله؟ ألم تكن هذه العبارة هي التي تكررت في القرآن الكريم بعد كلمة: {يجاهدون، جاهدوا، جاهِدوا؟ في سبيل الله، في سبيل الله، في الله} هذه هي الغاية، هو الهدف الذي من أجله أتحرك، أنا أتحرك في سبيل الله، وأن التحرك في هذا الميدان هو يتطلب مني أن أصل إلى استعداد بأن أبذل نفسي ومالي. أليس معنى ذلك إلغاء النظرة الشخصية والمكسب الشخصي؟ أن أتحرك في هذا الميدان لأحقق النصر لدين الله، والعمل لإعلاء كلمته وإن كان ذلك بماذا؟ ببذل نفسي ومالي، أليس معناها التلاشي؟ التلاشي المادي بالنسبة لي؟ وجودي، جسدي، وماديات أموالي، ما المعنى هكذا؟
إذًا فليس هناك مجال للتفكير في النصر الشخصي، كل شخص ينطلق على أساس أنه يريد أن يتحقق له النصر الشخصي. لا. ربما قد يكون مكتوب لك أن تكون من الشهداء، هذا هو النصر الشخصي، النصر الشخصي بالنسبة لك حتى لو لم تكتمل المسيرة، أو جُبن الآخرون من ورائك، أما أنت فقد حققت النصر، قمت بالعمل الذي يراد منك أن تقوم به، وبذلت كل ما بإمكانك أن تبذله، فأنت قد نصرت القضية على أعلى مستوى، وتحقق لك النصر، أوليس نصرًا عظيمًا أن تكتب عند الله من الشهداء الذين قال عنهم: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} (آل عمران:169 - 170) أليس هذا هو نصر؟
تنـزيه الله سبحانه وتعالى الذي يعني: تنـزيهه في ذاته، فلا يمكن أن نصفه بما يستلزم منه أن يكون مشابهًا لمخلوقاته أبدًا. تنـزيهه في أفعاله هو، فلا يمكن أن نتهمه في فعل من أفعاله أنه صدر منه مخالفًا لمقتضى الحكمة، مخالفًا لما يليق بجلاله وحكمته وعظمته، تنـزيهه في أن ننسب إليه - فيما يتعلق بوعوده - أنه يخلف الميعاد، أنه لم يف بوعده {وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ} (البقرة: من الآية40).
تنـزيهه في تشريعه أيضًا، أن يشرِّع ما يتنافى مع كماله سبحانه وتعالى، أن يشرع لنا ما يتنافى مع قدسيته، مع عظمته، مع جلاله، مع حكمته، مع عدله. كل ما يتنافى مع ذلك لا يمكن أن يشرِّعه الله سبحانه وتعالى لعباده.
هو الذي لعن الظالمين، هل يمكن أن يوجب عليّ طاعتهم؟! لا.. فمن يأتي ليقول: إن الحاكم الفلاني هو خليفة المسلمين يجب طاعته؛ لأنه أصبح ولي الأمر فتجب طاعته، فهو يحدثني بكلمة: [تجب طاعته] يضفي على المسألة امتدادًا تشريعيًا أي أن الله أوجب علي طاعة هذا أليس كذلك؟ أي: أن من شريعة الله، من دين الله أن أطيع هذا.. هذا لا يمكن أبدًا أن يكون من دين الله، لا يمكن أبدًا أن يكون مما يرضى به الله سبحانه وتعالى.
وهكذا ظهرت أشياء كثيرة جدًا نسبت إلى دين الله سواءً في مجال العقائد، في المواقف، في التشريعات الأخرى، قد يلقاها أيُّ إنسان طالب علم، فإذا ما كان ينطلق من هذه القاعدة: [تنـزيه الله سبحانه وتعالى] فسيرى كم ستفيده هذه القاعدة، وسيرى البصيرة العظيمة التي تتحقق له من وراء اعتماده على هذه القاعدة، قاعدة ماذا؟ تنـزيه الله سبحانه وتعالى؟
الله يعلم أن كثيرًا من عباده سينسبون إليه مالا يليق به فأوضح لنا نحن خطورة المسألة على أنفسنا في نظرتنا إلى الله سبحانه وتعالى، خطورة المسألة على أنفسنا فيما يتعلق بواقع الحياة، فأبان لنا في القرآن الكريم الآيات التي تدل على ماذا؟ على أن قضية تنـزيهه قضية مهمة استنفر لها كل مخلوقاته: {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} (الجمعة: من الآية1) أليس هذا استنفارًا عامًا لكل المخلوقات؟ طبعها بأن تسبحه، ما كان منها بلسان المقال، وما كان منها بلسان الحال، فهو يشهد بأنه - فيما هو عليه - يشهد بنـزاهة الله.
التنـزيه لله سبحانه وتعالى ليس فقط مجرد حكم ببراءته من كذا، عندما نقول في صلاتنا أثناء الركوع: (سبحان الله العظيم وبحمده) ألسنا نقول:(وبحمده)؟ التنـزيه الذي يجب أن ينطلق منا نحو الله سبحانه وتعالى ليس فقط مجرد التبرئة وإصدار حكم ببراءته من كذا، بل التنـزيه المتلبس بالثناء عليه.
🍀القسم الرابع🍀

- 🔶أسئلة قبلية:

🔸 - لماذا نجد التسبيح في كل حالات الصلاة من قيام وركوع وسجود؟ وكيف ينعكس ذلك على واقع حياتنا اعتمادا على هذه الحالات؟
🔸 - كيف نعمل على أن نرسخ معنى التسبيح في نفوسنا وفي مشاعرنا؟

🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀

#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#معنى_التسبيح
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 9/2/2002م
اليمن - صعدة

{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (الفاتحة:2) أليست هذه أول سورة الفاتحة؟ بعد: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (الفاتحة:1- 2) أول آية بعد البسملة تُصدَّر بالثناء على الله {الْحَمْدُ لِلَّهِ} أن يكون هو أهل للثناء عليه، أن يكون هو من يستحق الثناء عليه، فأن يثني على نفسه، ويثني عليه عباده يعني ذلك أنه منـزه، أنه الكامل الذي لا يليق به، لا يليق بكماله، لا يليق بجلاله أن يصدر منه هذا الشيء، أو هذا الشيء، أو أن يكون على هذا النحو في ذاته، أو أن يصدر منه هذا الفعل السيئ، هذا معنى: (سبحان الله العظيم وبحمده.. سبحان الله الأعلى وبحمده) الحمد معناه: الثناء على الله سبحانه وتعالى.
فأنت تنـزه الله في كل حالاتك، وأنت تحمده في كل حالاتك، تثني عليه في كل حالاتك، في حالة القيام، في حالة الركوع، في حالة السجود، فيما قد توحي به هذه الحالات الثلاث داخل الصلاة من حالات في واقع حياتك تمر بها أنت.
أليس الإنسان يمر في حياته بأحوال فيرى نفسه مرتاحًا، بخير، متوفر له حاجياته، لا يوجد عنده مشكلة، قد يحصل له مواقف تركِّعه، قد تحصل له مواقف أكبر أو مشاكل، هل الإنسان يبقى منتصبًا في حياته دائمًا؟ يمر بمشاكل. العرب كانوا يمثلون للمصائب الكبيرة بالدواهي، أو بقاصمة الظهر، أو يقولون: تثقل الكاهل. بعبارات من هذه تصوير للإنسان، وكأنه فيما إذا وقعت عليه مشكلة، أو مصيبة أو عانى معاناة من مرض في بدنه، أو مرض بأحد من أصدقائه، أو أفراد أسرته.. يتبادر إلى الذهن وكأنه شيء يثقل كاهله وسيحنيه.
أنت في كل حالاتك كن مسبحًا لله، كن واثقًا بالله، وفي كل الحالات يكون همك هو رضى الله، متى ما عرفت أن المعاناة التي أنت فيها هي في سبيله، المعاناة التي أنت فيها ليست خنوعًا لأعدائه، ليست ذلًا تحت وطأة أعدائه تحمَّل واصبر.. وهذا هو المطلوب من المؤمن أن يتجلد، أن يكون لديه حالة من الجلد، التجلد والتصبر.
هذا النوع من المؤمنين هو الذي يستطيع أن يقف المواقف المهمة في سبيل إعلاء كلمة الله، أما الذي يسقط من أول شدة يتعرض لها، سواء تحصل له شدائد في نفسه... بعض الناس قد يرى نفسه متى ما توجه توجهًا إيمانيًا ثم مرض أحد من أقاربه، ثم حصل بَرَد على أمواله، ثم حصل كذا.. وهو يتجه هذا الإتجاه.. فيحاول أن يتخذ قرارًا آخر بأنه يبطِّل، فيدعو الله فلا يرى أنها استجيبت دعوته، يرجع ينفر في الله: [كم ادّعينا وما جوَّب، ما هو نافع إلا يقم واحد هو يدوِّر، يتحرك هو].
هذه كلها تدل على جهل شديد، جهل شديد بالله سبحانه وتعالى، جهل بالحياة، جهل بقصورنا أننا قاصرون، أننا ناقصون.
أنت تعيش في حالة تمنن على الله سبحانه وتعالى عندما ترى بأنك - الحمد لله - أصبحت تتجه باتجاه الفئة الفلانية، أو نحن - الحمد لله - أصبحنا الآن اتجاهنا متدينين - كما يقال - ثم قد أنت منتظر من بعد.. ولا عاد ولا أي شيء يمَسَّك، قد أنت منتظر إنك ما عاد تلقى أي مصيبة. [ها ما عاد نشتي يحصل أي حاجة]!
قد تأتي أشياء أخرى هي بما كسبت يدك، أو أشياء أخرى هي بما كسبت أيدي الآخرين من المجرمين، ثم تغضب على الله؛ لأنك لم تعرف بأنك لا تزال قاصرًا وناقصًا أنت.
نحن قلنا في محاضرة يوم الخميس حول قول الله تعالى لرسوله (صلوات الله عليه وعلى آله) وهو الإنسان الكامل، رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) الكامل في إيمانه، في تقواه، في طهارة نفسه، في حرصه على هداية عباد الله. عندما يقول الله سبحانه وتعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} (محمد: من الآية19) {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} (الفتح: من الآية2).
فأنا عندما أرى نفسي بأنني أصبحت لا ذنب لي، ماذا يعني هذا؟ أصبحت وكأنه ليس هناك أي ذنب لدي إطلاقًا، ما عاد باقي إلا أن أنتظر، قد القضية عليك أنت يا ألله اما الآن.. أنا... قالوا كما قال الرئيس عندما اجتمع بالعلماء قال: نحن الأمراء أصلحنا نفوسنا، الباقي أنتم تصلحوا نفوسكم، أنتم تقولون إنه فئتان من الناس إذا صلحوا صلح الناس: الأمراء والعلماء، أو السلاطين والعلماء. نحن صلحنا إذًا أنتم اصلحوا.
هكذا قد تكون أنت مع الله تقول: [إحنا خلاص استقمنا! إحنا ما عاد بعدنا] باقي أن تفي أنت بما وعدت به، باقي أنت يا الله تنـزل البركات، وتعطينا كل شيء بسرعة!
🍀القسم الرابع🍀

- 🔶أسئلة قبلية:

🔸 - لماذا نجد التسبيح في كل حالات الصلاة من قيام وركوع وسجود؟ وكيف ينعكس ذلك على واقع حياتنا اعتمادا على هذه الحالات؟
🔸 - كيف نعمل على أن نرسخ معنى التسبيح في نفوسنا وفي مشاعرنا؟

🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀

#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#معنى_التسبيح
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 9/2/2002م
اليمن - صعدة

{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (الفاتحة:2) أليست هذه أول سورة الفاتحة؟ بعد: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (الفاتحة:1- 2) أول آية بعد البسملة تُصدَّر بالثناء على الله {الْحَمْدُ لِلَّهِ} أن يكون هو أهل للثناء عليه، أن يكون هو من يستحق الثناء عليه، فأن يثني على نفسه، ويثني عليه عباده يعني ذلك أنه منـزه، أنه الكامل الذي لا يليق به، لا يليق بكماله، لا يليق بجلاله أن يصدر منه هذا الشيء، أو هذا الشيء، أو أن يكون على هذا النحو في ذاته، أو أن يصدر منه هذا الفعل السيئ، هذا معنى: (سبحان الله العظيم وبحمده.. سبحان الله الأعلى وبحمده) الحمد معناه: الثناء على الله سبحانه وتعالى.
فأنت تنـزه الله في كل حالاتك، وأنت تحمده في كل حالاتك، تثني عليه في كل حالاتك، في حالة القيام، في حالة الركوع، في حالة السجود، فيما قد توحي به هذه الحالات الثلاث داخل الصلاة من حالات في واقع حياتك تمر بها أنت.
أليس الإنسان يمر في حياته بأحوال فيرى نفسه مرتاحًا، بخير، متوفر له حاجياته، لا يوجد عنده مشكلة، قد يحصل له مواقف تركِّعه، قد تحصل له مواقف أكبر أو مشاكل، هل الإنسان يبقى منتصبًا في حياته دائمًا؟ يمر بمشاكل. العرب كانوا يمثلون للمصائب الكبيرة بالدواهي، أو بقاصمة الظهر، أو يقولون: تثقل الكاهل. بعبارات من هذه تصوير للإنسان، وكأنه فيما إذا وقعت عليه مشكلة، أو مصيبة أو عانى معاناة من مرض في بدنه، أو مرض بأحد من أصدقائه، أو أفراد أسرته.. يتبادر إلى الذهن وكأنه شيء يثقل كاهله وسيحنيه.
أنت في كل حالاتك كن مسبحًا لله، كن واثقًا بالله، وفي كل الحالات يكون همك هو رضى الله، متى ما عرفت أن المعاناة التي أنت فيها هي في سبيله، المعاناة التي أنت فيها ليست خنوعًا لأعدائه، ليست ذلًا تحت وطأة أعدائه تحمَّل واصبر.. وهذا هو المطلوب من المؤمن أن يتجلد، أن يكون لديه حالة من الجلد، التجلد والتصبر.
هذا النوع من المؤمنين هو الذي يستطيع أن يقف المواقف المهمة في سبيل إعلاء كلمة الله، أما الذي يسقط من أول شدة يتعرض لها، سواء تحصل له شدائد في نفسه... بعض الناس قد يرى نفسه متى ما توجه توجهًا إيمانيًا ثم مرض أحد من أقاربه، ثم حصل بَرَد على أمواله، ثم حصل كذا.. وهو يتجه هذا الإتجاه.. فيحاول أن يتخذ قرارًا آخر بأنه يبطِّل، فيدعو الله فلا يرى أنها استجيبت دعوته، يرجع ينفر في الله: [كم ادّعينا وما جوَّب، ما هو نافع إلا يقم واحد هو يدوِّر، يتحرك هو].
هذه كلها تدل على جهل شديد، جهل شديد بالله سبحانه وتعالى، جهل بالحياة، جهل بقصورنا أننا قاصرون، أننا ناقصون.
أنت تعيش في حالة تمنن على الله سبحانه وتعالى عندما ترى بأنك - الحمد لله - أصبحت تتجه باتجاه الفئة الفلانية، أو نحن - الحمد لله - أصبحنا الآن اتجاهنا متدينين - كما يقال - ثم قد أنت منتظر من بعد.. ولا عاد ولا أي شيء يمَسَّك، قد أنت منتظر إنك ما عاد تلقى أي مصيبة. [ها ما عاد نشتي يحصل أي حاجة]!
قد تأتي أشياء أخرى هي بما كسبت يدك، أو أشياء أخرى هي بما كسبت أيدي الآخرين من المجرمين، ثم تغضب على الله؛ لأنك لم تعرف بأنك لا تزال قاصرًا وناقصًا أنت.
نحن قلنا في محاضرة يوم الخميس حول قول الله تعالى لرسوله (صلوات الله عليه وعلى آله) وهو الإنسان الكامل، رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) الكامل في إيمانه، في تقواه، في طهارة نفسه، في حرصه على هداية عباد الله. عندما يقول الله سبحانه وتعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} (محمد: من الآية19) {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} (الفتح: من الآية2).
فأنا عندما أرى نفسي بأنني أصبحت لا ذنب لي، ماذا يعني هذا؟ أصبحت وكأنه ليس هناك أي ذنب لدي إطلاقًا، ما عاد باقي إلا أن أنتظر، قد القضية عليك أنت يا ألله اما الآن.. أنا... قالوا كما قال الرئيس عندما اجتمع بالعلماء قال: نحن الأمراء أصلحنا نفوسنا، الباقي أنتم تصلحوا نفوسكم، أنتم تقولون إنه فئتان من الناس إذا صلحوا صلح الناس: الأمراء والعلماء، أو السلاطين والعلماء. نحن صلحنا إذًا أنتم اصلحوا.
هكذا قد تكون أنت مع الله تقول: [إحنا خلاص استقمنا! إحنا ما عاد بعدنا] باقي أن تفي أنت بما وعدت به، باقي أنت يا الله تنـزل البركات، وتعطينا كل شيء بسرعة!
🍀القسم الخامس🍀

🔶أسئلة قبلية:

🔸 - بماذا يمكن أن تبرر لنفسك عند وقوعك في شدة حتى لا ترد اللوم إلى الله سبحانه وتعالى؟
🔸 - لماذا لم ينتصر المسلمين في غزوتي أحد وحنين؟وما هوالسبيل حتى لا نقع في تلك الأخطاء؟

🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀

#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#معنى_التسبيح
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 9/2/2002م
اليمن - صعدة

أحيانًا الإنسان إذا لم يكن يعي ما يقول، ويعي ما يقرأ، ويعي ما يشاهد، تكون الأشياء كلها تمر على سمعه وبصره، وتنطلق من لسانه، وتمر مرور الكرام، لا تترك أي أثر، حاول أن ترسخ في نفسك دائمًا التنـزيه لله، وإذا لمست بأنك لا تزال في وضعية قد تتعرض فيها لارتياب فاعلم بأنك لا تزال مهيئًا لنفسك أن تكون ضحية للضلال في أي وقت.. فيقولون لك: قال رسول الله كذا، وكان السلف الصالح كذا، وقال الصحابي الفلاني كذا، وكان كذا، والمفسر الفلاني قال كذا..... ويهذفوا عليك حتى تعتقد عقيدة باطلة هي كفر بنـزاهة الله، كفر بقدسية الله، فتؤمن بها على أنها من دين الله، أليس هذا هو من الضلال؟
الله يريد منا أن نتعبد له بقدسيته، بنـزاهته، فنأتي لنتعبده بماذا؟ بالنقص، نتعبد له بنسبة الفواحش إليه، نتعبد له بالسوء، أليس هذا من الباطل؟ الباطل الذي يعتبر باطل مضحك [وشر البلية ما تضحك].
نجد كذلك التسبيح مما ًامر به أولياء الله، والرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) يقول الله له: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ} (الطور:48 - 49).
وحتى في حالة الشدة كما حدث لنبي الله يونس وهو في بطن الحوت ماذا قال؟ {فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ} (الأنبياء: من الآية87) ألم يقل سبحانك؟ أنزهك {إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} (الأنبياء: من الآية87) فأن تكون أنت مؤمن بهذه القاعدة بشكلٍ واعٍ، وفي كل الحالات؛ لأنها قاعدة إيمانية في كل الظروف لا يمكن لحظة واحدة من لحظات حياتك تقول فيها: أما هذه ما تنـزه فيها.. أما هذه ما تنزه فيها.. لا يصح إطلاقًا. في كل الظروف في كل الحالات، في كل الشدائد، في حالة الشدة والرخاء، وحالة السراء والضراء، لا بد أن تكون قاعدة لديك ثابتة.
نبي الله يونس ألم يسبِّح وهو في بطن الحوت {سُبْحَانَكَ}؟ هذه لها أثرها الكبير، أنك دائمًا سترجع إلى نفسك في كل حدث تواجهه في الحياة، وأنت تعمل في سبيل الله، وأنت ترى نفسك بأنك تسير على نهج أولياء الله، لا ترد اللوم على الله أبدًا، حتى وإن كان من عنده ما أصابك فإنما ذلك إما لأنك أنت كنت جديرًا بأن صدر منك ما تستوجب به أن يحصل عليك هذا الشيء، وإما لأن في ذلك مصلحة لك، وحكمة، حكمة من الله أن تلاقي تلك الشدة، أو تحصل عليك تلك المصيبة، لمصلحتك أنت.
من يضعف إيمانهم دائمًا يردون - كما نقول نحن - المَحْق، يردون المَحْق في الله، فيحمِّل الله مسؤولية ما حصل، ثم ينطلق ليسيء الظن في الله {وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا} (الأحزاب: من الآية10) فحصل عند البعض عندما حوصر المسلمون في المدينة مع الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) في غزوة الأحزاب: {وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا} حتى انطلق بعضهم يسخرون من النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) وهم يحفرون الخندق، عندما ضرب الصخرة فانقدحت فقال: (الله أكبر إني لأرى قصور فارس، إني لأرى قصور صنعاء) فقالوا: يعدنا بأن يصل ديننا، أو أن تفتح هذه المناطق على أيدينا، وها نحن لا يأمن الواحد منا أن يخرج ليبول. ألم يقولوا هكذا؟ انطلق بعض الناس يقول هكذا.
في [سورة آل عمران] بعد أحداث [أحد] حصل في غزوة أحد شدائد، وحصل فيها ما جعل البعض يرتبك، ما جعل البعض ينظر أنه لماذا أصابنا هذا الشيء {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} (آل عمران: من الآية165) وهم قدهم يريدوا يتجهوا إلى الله! المحق منه، هو السبب، يمكن نَسيْ، يمكن..! يعني في واقع الحال أنت قد تكون تتعامل مع الله على هذا النحو، ربما نسي، ربما لم يف، ربما.. وإن لم تنطق أنت بهذه، سوء الظن.
🍀القسم الأول🍀

🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – هل ينفع التهرب من مواجهة المشقات والمعناة في الالتزام بهدى الله في بعض الأوقات؟ وكيف كانت حياة العظماء من الأنبياء والأولياء؟
🔸 – إلى أين تفضي مطاوعة أهل الكتاب ومسايرتهم؟
🔸 – ما البدائل التي حلت محل الله ورسوله في حياة المسلمين؟ وما أثر هذه البدائل في حياة الأمة؟
🔸 – كثير هو الدعاء على إسرائيل وأعلام الشر والكفر في العالم، ولكن دون أن يكون له أثر في الواقع العملي! فما سبب غياب تأثير الدعاء؟

🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀

#سلسلة_سورة_آل_عمران (2 - 4)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
الدرس الثاني
"وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ"
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ 9/1/2002 م
اليمن - صعدة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.
قد يكون من مظاهر الضياع بالنسبة لنا كمسلمين، من مظاهر الضلال في نفوسنا أن يصبح الحديث عن قضايا مهمة جدا هي من صميم الدين، الحديث عن مشاكل كبيرة جدًا وخطيرة جدًا هي عامة لجميع المسلمين قد تبدو عند الكثير شيء ليس هناك حاجة للحديث عنه، أو شيء ليس هناك حاجة لمعرفته، شيء لا يهمنا عمله.
هذه الحالة النفسية في حد ذاتها ضلال كبير، وخطورة بالغة على الإنسان. يعود الواحد إلى تشغيل البرنامج المألوف لديه: [ما لنا حاجة با نصلّ ونصم، ونِلْهَم الله بين أموالنا].
إذا كانت هذه النظرة عند إنسان فليعرف بأنه في خطورة بالغة، ويعيش في حالة رهيبة من الجهل بدينه، وقد يكون فعلا سائر إلى طريق جهنم وهو يعتقد أنه هو الذي رسم لنفسه طريقا سليمة هادئة إلى الجنة، لكن محمدا (صلوات الله عليه وعلى آله) رسول الله احتاج إلى أن يسلك الطريق الشاقة إلى الجنة؛ أليست هذه حماقة؟
حماقة في النظرة إلى الدين، وفي النظرة إلى الجنة، في النظرة إلى الله سبحانه وتعالى، أن أتصور أنا، ومن أنا؟ أن باستطاعتي أن أرسم لنفسي طريقًا هادئة، طريقًا لا تشغلني عن أي شيء من أمور ديني، لا تشغلني عن أي شيء من أمور دنياي وأصل إلى الجنة بكل هدوء، لكن أولئك الأنبياء (صلوات الله عليهم) كانوا مساكين احتاجوا إلى أن يسلكوا الطريق الشاقة إلى الله.
سيد الأنبياء والمرسلين (صلوات الله عليه وعلى آله) الله يقول له: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ} (النساء: من الآية84) {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ} (هود: من الآية1121) {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} (الأحقاف: من الآية35) {جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} (التحريم: من الآية9). رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) وهو سيد المرسلين، وهو من هو في إيمانه بالله، وقربه من الله.
إذًا فالإنسان يقيس نفسه برسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) أنه لماذا ذلك الرجل العظيم الذي قال الله لنا في مقام النظرة إليه: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (الأحزاب:21). أصبحت المأساة جدًا لدى المسلمين أنه ليس فقط مجرد تقصير في قضية هم يؤمنون بأهميتها، ويؤمنون بأنها جزء مهم من دينهم: الاهتمام بأمر المسلمين، الاهتمام بأمر الدين، محاربة أعداء الله من اليهود والنصارى وعملائهم، لم يعد هناك شعور تقريبًا عند كثير من الناس وخاصة داخلنا نحن الزيدية، من أصبحوا في أحط مستوى من الوعي.
قد نشعر بأن هذه القضية مهمة ولكن نبدو مقصرين فهذا لا بأس يمثل نقلة جيدة، بل أحيانًا وعند الكثير، بل وعند بعض المتعبدين أيضًا تبدو قضايا لا أهمية لها، وأشياء خارج إطار ما يجب أن نهتم به من أمر ديننا، إذا كان هناك حالة مثل هذه تحصل عند أي شخص منا فلينظر إلى ما حكاه الله سبحانه وتعالى عن رسوله محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) أنه هو كُلّف بأن يمشي ولو بمفرده في الطريق الشاقة.
الطرق الأخرى قد تكون كثيرة عند الناس، وقد ينطلق بعض الناس فيها بإعجاب أيضًا، بإعجاب بأنه قد رسم لنفسه طريق سلام من أحسن الطرق، ما الذي ينتج منها؟ ينتج منها تقصير في القضايا التي هي بالغة الأهمية عند الله، عدم شعور بأهميتها، وقد يرى نفسه في الأخير في وضعية سيئة جدًا، بسبب تقصيره، قد يكون قد رسم لنفسه طريقًا ويرى نفسه أيضًا أنه مسلم، وقد يأتي الواقع فيكشف ولو لم يكن إلا يوم القيامة فيرى أنه كان قد كفر فعلًا، أصبحت تلك الطريقة التي رسمها لنفسه إنما هي طريق أبعدته عن الله، طريق جعلته بعيدًا عن الجنة، طريق أدت به إلى النار.
🍀القسم الثالث🍀

🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – انطلق أصحاب الإمام علي (عليه السلام) تحت رايته، وهم يحملون اسم جند الله، وأنصار الله لكن وعيهم، وإيمانهم القاصر، أدى إلى أن يرتكبوا جناية فضيعة على الأمة، فماذا صنع ذلك الإيمان الناقص؟ وضح ذلك، واربطه بما تعايشه اليوم.
🔸 – ما عوامل انتصار بني أمية في آخر المطاف على جند الحق؟
🔸 – توفر القيادة العظيمة لا تنتهي بنا حتما إلى النصر على أعدائنا، فكيف ذلك؟
🔸 – لماذا لم يكن لدى المجتمع المسلم في العراق الذي عاش الإمام علي وسطه بصيرة ووعيا لمواجهة الباطل آنذاك؟ هل أن الإمام عليا (عليه السلام) لم يكن يعمل على أن يصنع لدى الآخرين بصيرة؟

🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀

#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#مكارم_الإخلاق_الدرس_الأول
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 1/2/2002م
اليمن – صعدة

أولئك [الخوارج]، الخوارج هم مجموعة من جند الإمام علي (عليه السلام) انشقوا عنه في أيام [صفين] بعد أن رفع معاوية وأصحابه المصاحف عندما أحسوا بالهزيمة وقالوا: بيننا وبينكم كتاب الله، فأولئك المتعبدون على جهل، الجنود الذين هم غير واعين تأثروا بتلك الدعاية! وهكذا سيحصل في كل عصر لأي فئة وإن انطلقوا تحت اسم أنهم جنود لله، وأنصار لله، إذا ما كان إيمانهم ناقصًا، سيجنون على العمل الذي انطلقوا فيه، سيجنون على الأمة التي يتحركون في أوساطها، سيجنون على الأجيال من بعدهم، وهم من انطلقوا باسم أنهم يريدون أن ينصروا الله، وأن يكونوا من جنده لكن إيمانهم ناقص، ووعيهم ناقص.
إذا كان ولابد كما هو الحال بالنسبة لواقعنا والأمة في مواجهة صريحة مع اليهود والنصارى، مع أمريكا وإسرائيل ونحن في زمنٍ التضليل فيه بلغ ذروته في أساليبه الماكرة، في وسائله الخبيثة، في خداعه الشديد، فإن المواجهة تتطلب جندًا يكونون على مستوى عال من الوعي. زين العابدين (عليه السلام) صاغ صحيفته بشكل دروس، في الوقت الذي هي دعاء، دروس وتوجيهات، دروس وتوجيهات وحقائق، صاغها بشكل دعاء.
هو من عرف ماذا صنع ذلك الإيمان الناقص، أولئك الجند الذين ينقصهم الكثير من الوعي، أيام جده علي بن أبي طالب، أيام الحسين بن علي، أيام الحسن، وأيام الحسين، كان أمامه تاريخ رأى فيه ما تركه الإيمان الناقص من أثر سيء، الجهل قلة البصيرة، ضعف البصيرة، عدم الوعي.
أتظنون أن انتصار الدولة الأموية، وتمكنها لتقهر الآخرين، ثم تمكنها لأن تصنع أمة أخرى غير الأمة التي أراد محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) أن يبنيها من ذلك الزمان إلى الآن؟ أنه فقط قوتهم، بل تخاذل من هم يحملون اسم جند الحق، قلة إيمانهم، ضعف إيمانهم، ضعف وعيهم. لماذا انتهت معركة صفين دون هزيمة لمعاوية وقد كانت مؤشرات الهزيمة بدأت؟ عندما تخاذل أولئك الجنود من صف الإمام علي وتحت رايته.
لماذا وقد تحرك الإمام الحسن ليواصل المسيرة، مسيرة والده الإمام علي فآل الحال إلى أن يقف مقهورا ويأخذ ما يمكن من الشروط لتأمين مجتمع أهل العراق، عندما تخاذل أصحابه. الإمام الحسين آلت قضيته إلى أن يقتل في كربلاء، بسبب ماذا؟! تخاذل أصحابه، التخاذل الذي يصنعه ضعف الإيمان، قلة اليقين، انعدام الوعي.
وكان الإمام علي (عليه السلام) يحذِّر، وعندما كان يحذر كان يوجه تحذيره إلى جيشه، إلى أصحابه، وليس إلى أولئك إلى جيش معاوية، يقول لأهل العراق: ((والله إني لأخشى أن يدال هؤلاء القوم منكم لاجتماعهم على باطلهم وتفرقكم عن حقكم)). كان جيش معاوية يجتمعون تحت رايته لكن أصحاب الإمام علي كانوا يتخاذلون ويتثاقلون، والتفرق قائم بينهم، لا يتحركون إلا بعد عناء وتعب شديد وتحريض مستمر.
ما الذي جعلهم على هذا النحو؟ هو قلة إيمانهم فلهذا كان زين العابدين (عليه السلام) يوم صاغ هذا الدعاء [دعاء مكارم الأخلاق] صدّره بهذه الفقرة المهمة ((اللهم بلغ بإيماني أكمل الإيمان)) فأنا رأيت ما عمله في الأمة، ما عمله في الإسلام ضعف الإيمان، ما عمله الإيمان الناقص من آثار سيئة، عدم وعي إلى درجة رهيبة أن يكون أولئك الناس الذي بينهم علي بن أبي طالب أمير المؤمنين، لكنهم كانوا عندما يرون أنفسهم لا يخافون عليا يأمنون جانبه، كان يكثر شقاقهم، ونفاقهم، وكلامهم، ومخالفاتهم، وتحليلاتهم وتمردهم، وأذيتهم.
هكذا يعمل الناس الذين وعيهم قليل، من لا يعرفون الرجال، من لا يقدرون القادة المهمين، لأني أنا آمن جانب علي لا أخاف أن يقتلني على التهمة أو الظِنة كما كان يعمل معاوية، لا أخاف أن يدبر لي اغتيالا، لا أخاف أن يصنع لي مشاكل، لا أخاف أن يوجد لي خصوماً يصنعهم من هنا أو من هنا فكانوا يأمنون جانبه.
🍀القسم الرابع🍀

🔶 أسئلة قبلية:
🔸من يضع لنفسه خطا في الإيمان لا يتجاوزه ويرضى به، سيكون ضحية للتأثر بأساليب التضليل والخداع. وضح ذلك.
🔸 – إذا لم يكن الناس في مستوى أن يتبخر النفاق أمامهم، أن يتبخر التضليل أمامهم فإنهم هم قبل أعدائهم من سيجنون على أنفسهم وعلى الدين، وعلى الأمة، وضح ذلك بشواهد من الواقع ومن التاريخ.
🔸 – ليس فقط بنو أمية الذين يتحملون أوزار هذه الأمة، بل وأولئك الذين تخاذلوا تحت راية الإمام علي عليه السلام، فلماذا؟
🔸 – قال الله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} (آل عمران: من الآية110) ، في هذه الآية إعلان تكريم ومسؤولية، فكيف ذلك؟

🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀

#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#مكارم_الإخلاق_الدرس_الأول
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 1/2/2002م
اليمن – صعدة

ونحن نحذر دائما من أن يضع الإنسان لنفسه خطا فإذا ما رأى بأن ظروف المعيشة هيأته إلى أن يتفرغ أكثر من جانب من جوانب العبادة كالصلاة مثلا كما يستمع موعظة هنا وموعظة هناك مرة أو مرتين ثم يقول: الحمد لله اكتفيت!
تأتي المتغيرات، وتأتي الأحداث، ويأتي الضلال، والخداع والتلبيس بالشكل الذي ستكون ضحيته أنت، يكاد أن يأخذ حتى بأولئك الكاملين، بعض المتغيرات، وبعض الأحداث، وبعض وسائل التضليل، وأساليب الخداع تكاد أن تخدع الكبار، أولئك الذين يدعون دائما ((وبلغ بإيماننا أكمل الإيمان)).
ألم يذكر القرآن الكريم عن خداع بني إسرائيل، عن خداع اليهود أنهم كادوا أن يضلوا رسول الله؟ كادوا أن يضلوه لولا فضل الله عليه ورحمته، أولئك الناس الذين كانوا يجاهدون تحت رايته ألم يكونوا يتعرضون للتثبيط فيتخاذلون من جانب المنافقين، وهم من يسمعون كلام رسول الله (صلوات الله عليه وآله)؟
هكذا إذا أنت لم ترب نفسك، إذا أنت لم تنم إيمانك ووعيك، فإن المنافقين هم من ينمون نفاقهم، هم من يطورون أساليبهم حتى يصبحوا مردة، يصبحوا خطيرين قادرين على التأثير، قادرين على ضرب النفوس، {وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ}(التوبة: من الآية101) من خبثهم استطاعوا أن يستروا أنفسهم حتى عن رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، استطاعوا أن يستروا أنفسهم حتى عن بقية الناس، أنهم منافقون، ثم تنطلق منهم عبارات التثبيط، عبارات الخذلان فيؤثرون على هذا وعلى هذا، وعلى هذا، تأثيرا كبيرا، هؤلاء مردة، كيف أصبحوا مردة؟
لأنهم هم من يطورون أساليب نفاقهم، من ينّمون القدرات النفاقية داخل أنفسهم، فأنت يا من أنت جندي تريد أن تكون من أنصار الله، ومن أنصار دينه في عصر بلغ فيه النفاق ذروته، بلغ فيه الضلال والإضلال قمته يجب أن تطور إيمانك، أن تعمل على الرفع من مستوى وعيك.
فإذا لم يكن الناس إلى مستوى أن يتبخر النفاق أمامهم، أن يتبخر التضليل أمامهم فإنهم هم قبل أعدائهم من سيجنون على أنفسهم وعلى الدين، وعلى الأمة، كما فعل السابقون، كما فعل أولئك الذين كانوا في ظل راية الإمام علي، وفي ظل راية الحسن، وفي ظل راية الحسين، وفي ظل راية زيد (عليه السلام).
كان الإمام زيد عليه السلام يقول: ((البصيرة، البصيرة))، يقول في ذلك القرن في مطلع القرن الثاني: ((البصيرة، البصيرة)) يدعو أصحابه إلى أن يتحلوا بالوعي، ألم ينهزم الكثير ممن خرجوا معه؟ ألم يتفرقوا عنه؟ لأنهم كانوا ضعفاء البصيرة، كانوا ضعفاء الإيمان، كانوا قليلي الوعي، أدى إلى أن يستشهد قائدهم العظيم، أدى إلى أن تستحكم دولة بني أمية من جديد.
رأينا ماذا عملوا، جنوا على الأمة من جديد، فتحملوا أوزار من بعدهم، وهكذا، الهزيمة في مجال العمل لله، ضعف البصيرة في مجال العمل لله، ضعف الإيمان في مجال العمل لله قد يجعلك تترك أثرا سيئا تتحمل فيه أوزار الأمة، وأوزار الأجيال من بعدك، ليست قضية سهلة، خطورة بالغة، خطورة بالغة هي أخطر بكثير من تخاذل الطرف الآخر عن بعضهم بعض؛ لهذا رأينا ماذا حصل في أحد - وهو درس مهم - عندما تخاذل أصحاب الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)، عندما بدأوا يتنازعون، بدأ الفشل، بدأ العصيان، وهم تحت قيادة النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) ماذا حصل؟ هيئ لهم أن يُضربوا بالكافرين فعلا، {وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ} (آل عمران: من الآية166).
لتفهموا أن تخاذلكم ليس سهلا هو جناية على الأمة، جناية على الرسالة، لكن إذا تخاذل جند أبي سفيان هل سيتحمل أولئك المتخاذلون شيئًا؟ لا. مطلوب منهم أن يخرجوا عما هم عليه، لكنك أنت متى تخاذلت وأنت تحت راية محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) فأنت من تهيئ الساحة لأن ينتصر الجانب الآخر جانب الكفر، فستجني على الرسالة، وتجني على البشرية كلها.
أنا أعتقد أن الفساد في العالم كله، الم