واقف في الممر , حست بنبض قلبها يزيد , مسكت في يد أبوها وعصرتها من دون ما تحس , قال أحمد بخوف لمن حس بقبضتها تطبق على يده بقوة : أزهار اش فيك ؟؟
انتبه مطلق للغصن اللي سحقته أزهار من كثر ما ترص عليه وطالع للمكان اللي متجه له راسها , ورجع وقف قدامها وقال بهمس : مع السلامة يا أزهار , أستناك الجلسة الجاية السبت الجاي , لا تتأخرين وتتهربين زي دايما ..
خف تسارع ضربات قلبها لمن انقطع المنظر اللي شافته وقالت بهمس وهي تحس بمشاعر غرييييييبة تختلط بداخلها : إن شاء الله , مع السلامة ..
ومشيت مع أبوها بصمت , سأل وهو يرص يدها : أزهار اش فيك ؟؟..
ابتسمت وهي تقول : ها ولا شي , بس خساره , طالع غصنها كيف تفغص ..
لف مطلق وراه بعد ما اختفوا في نهاية الممر وحط يدينه في جيوب معطفه وقال بهدوء : تعال يا عمر , ما قلتلك خليك بعيد , البنت مهي مستعدة نفسيا ..
ضحك عمر اللي حس قلبه يخرج من مكانه ويلحق بأزهار اللي اختفت عن نظره , وقال بمرح مصطنع : آسف ما قدرت أقاوم , نظري ضعيف قلت أقرب على وعسى أشوفها أوضح ..
~ أي شجاعة هذي اللي تخليك تضحك وتمزح وانت ودك تصيح بطول صوتك يا عمر ؟؟ ~ قالها مطلق بداخله وهو يقول بابتسامة : ما قلتلك تذكرت جزء من قصة الأوركيد , فعلا كانت مؤثرة عليها زي ما قلت ..
التمعت عيونه وهو يقول بفرح كبير : من جد ؟؟ الله يبشرك بالخير ..
ودخلوا المكتب وهم يتناقشون عن أزهار والأشياء اللي تحبها ..
************************
حطت العنود يدها موضع قلبها وقالت : آآآآآآآآآآآآخ ياقلبي , وردة , معطيها وردة , أبغى أروح طبيب نفسي يا عاااالم ..
ورمت نفسها على ورى وارتمت على السرير , قهقهت أزهار من قلبها على خبال العنود وقالت الهنوف باستنكار : دحيييييييين تبغين تروحين طبيب نفسي عشان وردة , أشتريلك محل ورود بداله يالهبلة ..
قامت العنود وقالت بطريقة طفولية : مو زي هالوردة , اش أبغى بمحل وردك , هذي جايتها من واحد يحبها ..
ضمت أزهار الوردة وقالت بعناد وهي تحرك حواجبها : مووووووتي حرررررره , ما انتي محصلة زي وردتي , روحي انقلعي ذاكري , عندك اختبارات الأسبوع الجاي , انتي على وجه تخرج تسقطين آخر سنة وتفشلينا ..
: ماااااااااااالك دخـــــل , أسقط ولا ما أسقط , الكلام بيجي علي أنا ..
قالت أزهار بتريقة : أخاف بكرة النهار ينادوني يا أخت الساقطة ..
قامت الهنوف وسابتهم لمن بدأوا يتضاربون زي الأطفال وخرجت من غرفتها , لقيت أمها جالسة مع أبوها على قهوة وهم يناقشون خبر طالع في التلفزيون , ابتسمت وهي تفكر هل ممكن يجيها يوم تكون فيه هي وحسان زي كذا , دق التلفون فردت عليه أمها وسمعتها تقول : هلاااااااا أبوية انت , كيف حالك يا جاسم , بشرني عن نفسك ..
~ ياااااااكثر اتصالاته , هو اش عنده ؟؟ أول كان كل أسبوع اتصال ودحين كل يوم وهو داق ~ وراحت لغرفة البندري , دقت الباب ودخلت وهي تقول : السلااااااااام عليكم ..
ما تحركت البندري من سدحتها على السرير فطفت الهنوف الأنوار وخرجت ..
أول ما انصك الباب زفرت البندري بضيق , إلى متى بتظل حابسة نفسها كذا , الموضوع صار وانتهى ما تقدر تغير شي دحين , أزهار قالت لها على كل اللي صار وهي ما قدرت تنطق بحرف , ما قدرت تتأسف منها أو حتى تشكرها على اللي سوته , حست لسانها معقود , حتى عيونها ما قدرت ترفعها عشان تطالع فيها وهي تنصحها بنصايح كثيييييييرة , ومن انتهى هالنقاش صارت تتجنب أزهار وأحيانا تحس بلحظات كره غريب لها ليش تعرف فضيحتها , لكنها بداخلها مؤمنة إنه لولا الله ثم هي كان راحت فيها , غمضت عيونها ودفنت وجهها في المخدة وهي تبكي بصمممممت ....
************************
صك جاسم التلفون وزفر براحة , أخيييييييرا كلم عمه صالح أبوه عشان يخطب البندري لعبد الرحمن , له أسبوع ما هو قادر يتهنى بنوم من كثر التفكير , حتى لو خطبها عبد الرحمن رسمي مازالت أزهار موجودة , هل ممكن تسوي شي عشان تخرب الخطبة ~ بتذبحيييييييييييني يا أزهار , أخرجي من راسي , لازم أكلمها , لااااااااااازم ~ هز راسه وهو يستبعد فكرة اتصاله بها ورمى جواله الجديد على الطاولة وقام من سريره وخرج للشباب المتجمعين في الصالة يلعبون بالوت كعادتهم ...
***************************
ابتسم أحمد وقال وهو يحط يده على راس البندري اللي بالقوة خرجت من قوقعتها اللي فرضتها على نفسها وجات لغرفة أبوها وأمها بناء على طلبهم : البندري بنتي انتي حابسة نفسك ليه ؟؟
رمت أبوها وأمها بنظرة غريبة وهي تصرخ بداخلها ~ دوبكم اللي بدأتم تسألون أنا ليه حابسة نفسي , ويييييييييييينكم من زمان ؟؟ كنت أحبس نفسي بالساعات وما أحد يسأل عني ~ ابتسمت ابتسامة هادية وقالت : تعبانة شوي أبوية ..
مسح على شعرها بحنان وقال : ما شاء الله عليك كبرتي وصرتي عروس
عمك اليوم اتصل علي وطلبك لولده عبد الرحمن ..
مشاعر مختلطة عصفت بداخلها و بلا شعور غطت وجهها وقامت تصييييييح
, شهقت هدى وضمتها وهي تقول : بندري , اش فيييييييييييك ؟؟
مسحت دموعها بع
انتبه مطلق للغصن اللي سحقته أزهار من كثر ما ترص عليه وطالع للمكان اللي متجه له راسها , ورجع وقف قدامها وقال بهمس : مع السلامة يا أزهار , أستناك الجلسة الجاية السبت الجاي , لا تتأخرين وتتهربين زي دايما ..
خف تسارع ضربات قلبها لمن انقطع المنظر اللي شافته وقالت بهمس وهي تحس بمشاعر غرييييييبة تختلط بداخلها : إن شاء الله , مع السلامة ..
ومشيت مع أبوها بصمت , سأل وهو يرص يدها : أزهار اش فيك ؟؟..
ابتسمت وهي تقول : ها ولا شي , بس خساره , طالع غصنها كيف تفغص ..
لف مطلق وراه بعد ما اختفوا في نهاية الممر وحط يدينه في جيوب معطفه وقال بهدوء : تعال يا عمر , ما قلتلك خليك بعيد , البنت مهي مستعدة نفسيا ..
ضحك عمر اللي حس قلبه يخرج من مكانه ويلحق بأزهار اللي اختفت عن نظره , وقال بمرح مصطنع : آسف ما قدرت أقاوم , نظري ضعيف قلت أقرب على وعسى أشوفها أوضح ..
~ أي شجاعة هذي اللي تخليك تضحك وتمزح وانت ودك تصيح بطول صوتك يا عمر ؟؟ ~ قالها مطلق بداخله وهو يقول بابتسامة : ما قلتلك تذكرت جزء من قصة الأوركيد , فعلا كانت مؤثرة عليها زي ما قلت ..
التمعت عيونه وهو يقول بفرح كبير : من جد ؟؟ الله يبشرك بالخير ..
ودخلوا المكتب وهم يتناقشون عن أزهار والأشياء اللي تحبها ..
************************
حطت العنود يدها موضع قلبها وقالت : آآآآآآآآآآآآخ ياقلبي , وردة , معطيها وردة , أبغى أروح طبيب نفسي يا عاااالم ..
ورمت نفسها على ورى وارتمت على السرير , قهقهت أزهار من قلبها على خبال العنود وقالت الهنوف باستنكار : دحيييييييين تبغين تروحين طبيب نفسي عشان وردة , أشتريلك محل ورود بداله يالهبلة ..
قامت العنود وقالت بطريقة طفولية : مو زي هالوردة , اش أبغى بمحل وردك , هذي جايتها من واحد يحبها ..
ضمت أزهار الوردة وقالت بعناد وهي تحرك حواجبها : مووووووتي حرررررره , ما انتي محصلة زي وردتي , روحي انقلعي ذاكري , عندك اختبارات الأسبوع الجاي , انتي على وجه تخرج تسقطين آخر سنة وتفشلينا ..
: ماااااااااااالك دخـــــل , أسقط ولا ما أسقط , الكلام بيجي علي أنا ..
قالت أزهار بتريقة : أخاف بكرة النهار ينادوني يا أخت الساقطة ..
قامت الهنوف وسابتهم لمن بدأوا يتضاربون زي الأطفال وخرجت من غرفتها , لقيت أمها جالسة مع أبوها على قهوة وهم يناقشون خبر طالع في التلفزيون , ابتسمت وهي تفكر هل ممكن يجيها يوم تكون فيه هي وحسان زي كذا , دق التلفون فردت عليه أمها وسمعتها تقول : هلاااااااا أبوية انت , كيف حالك يا جاسم , بشرني عن نفسك ..
~ ياااااااكثر اتصالاته , هو اش عنده ؟؟ أول كان كل أسبوع اتصال ودحين كل يوم وهو داق ~ وراحت لغرفة البندري , دقت الباب ودخلت وهي تقول : السلااااااااام عليكم ..
ما تحركت البندري من سدحتها على السرير فطفت الهنوف الأنوار وخرجت ..
أول ما انصك الباب زفرت البندري بضيق , إلى متى بتظل حابسة نفسها كذا , الموضوع صار وانتهى ما تقدر تغير شي دحين , أزهار قالت لها على كل اللي صار وهي ما قدرت تنطق بحرف , ما قدرت تتأسف منها أو حتى تشكرها على اللي سوته , حست لسانها معقود , حتى عيونها ما قدرت ترفعها عشان تطالع فيها وهي تنصحها بنصايح كثيييييييرة , ومن انتهى هالنقاش صارت تتجنب أزهار وأحيانا تحس بلحظات كره غريب لها ليش تعرف فضيحتها , لكنها بداخلها مؤمنة إنه لولا الله ثم هي كان راحت فيها , غمضت عيونها ودفنت وجهها في المخدة وهي تبكي بصمممممت ....
************************
صك جاسم التلفون وزفر براحة , أخيييييييرا كلم عمه صالح أبوه عشان يخطب البندري لعبد الرحمن , له أسبوع ما هو قادر يتهنى بنوم من كثر التفكير , حتى لو خطبها عبد الرحمن رسمي مازالت أزهار موجودة , هل ممكن تسوي شي عشان تخرب الخطبة ~ بتذبحيييييييييييني يا أزهار , أخرجي من راسي , لازم أكلمها , لااااااااااازم ~ هز راسه وهو يستبعد فكرة اتصاله بها ورمى جواله الجديد على الطاولة وقام من سريره وخرج للشباب المتجمعين في الصالة يلعبون بالوت كعادتهم ...
***************************
ابتسم أحمد وقال وهو يحط يده على راس البندري اللي بالقوة خرجت من قوقعتها اللي فرضتها على نفسها وجات لغرفة أبوها وأمها بناء على طلبهم : البندري بنتي انتي حابسة نفسك ليه ؟؟
رمت أبوها وأمها بنظرة غريبة وهي تصرخ بداخلها ~ دوبكم اللي بدأتم تسألون أنا ليه حابسة نفسي , ويييييييييييينكم من زمان ؟؟ كنت أحبس نفسي بالساعات وما أحد يسأل عني ~ ابتسمت ابتسامة هادية وقالت : تعبانة شوي أبوية ..
مسح على شعرها بحنان وقال : ما شاء الله عليك كبرتي وصرتي عروس
عمك اليوم اتصل علي وطلبك لولده عبد الرحمن ..
مشاعر مختلطة عصفت بداخلها و بلا شعور غطت وجهها وقامت تصييييييح
, شهقت هدى وضمتها وهي تقول : بندري , اش فيييييييييييك ؟؟
مسحت دموعها بع
د فترة صياح وبعدت خصلات شعرها عن وجهها وهي تبتسم لهم بخجل , ضحك أبوها وقال : أنا أول مرة أشوف خجل ينقلب بكاء ..
ضحكت وهي تمسح دموعها اللي مهي راضية توقف , وبدأ أبوها وأمها يعطونها معلومات عن عبد الرحمن وهم مهم دارين إنها عارفة كـــل هالمعلومت عنه , قالت أمها بعد فترة وهي تقوم وتفتح الباب : أروح أجيـ .....
وشهقت لمن انفتح الباب بقوة وطاحت عند عتبته العنود وفوقها أزهار اللي كانوا لاصقين في الباب ووراهم بشوية واقفة الهنوف وهي حاطة يدينها على فمها بصدمة , طااااااالع فيهم أبوهم بصدمة وقالت هدى : بناااااااااات , اش كنتم تسوووووون ؟؟ تتجسسون ؟؟
استحت الهنوف وما نطقت بحرف وهي تطالع في الأرض , دفت العنود أزهار بعيد عنها وقامت بسرعة وهي تقول : قلت لك يا أزهار التجسس حرااااااااام لكنك ما سمعتيني ..
شهقت أزهار وقامت وهي تئن وتقول باستنكار : ميييييييييين اللي قالت لي هذا مو تجسس , هذا اطمئنان على أحوال الرعية ؟؟
قالت العنود وهي رافعة حواجبها بسخرية : وانت تسمعين لي على طول , غبية ما عندك عقل تفكرين به ..
ضربتها أمها وهي تقول : بنت عيييييييب عليك تقولين لأختك اللي أكبر منك غبية ..
ضحكت وقالت : يعني عادي لو قلت البندري غبية ..
: عنووووووووووووووود ..
: عنيدييييييييييييييييييي ..
: بــــنـــــت..
اختلطت هتافات الكل المستنكرة و أبوها يقول : عمري ما شفت أعبط منك ..
قالت وهي تحط يدينها على خصرها : اش عندكم ؟؟ مدخلين البندري غرفتكم هااااااااااااا ؟؟ تراني أغاااااااااااار ..
وراحت جري وجلست بين أبوها والبندري وضمت أبوها وهي تبتسم له , ضحك وقال : الــلـــه يعيني على خبالك , الموضوع إنه البندري تقدم لها واحد ..
سكت الكل ووقفت العنود وغطرفت بفرح , قالت الهنوف : انتي دحين تغطرفين ليه ؟؟ صار شي ؟؟ عرفتي من هو ؟؟
قال أبوها بفرح طاغي : عبد الرحمن ولد عمكم صالح ..
قالت بمزح وهي تجر بشويش خصلة من شعر البندري : مااااااااااا يحتاااااااااااااااج هذا كله , دام بأفتك من خلقة هالنحسة أنا مبسووووووووطه ..
ضحكت أزهار بفرح وهي تحس برااااااااحة غير معقولة داخل صدرها وراحت وضمت البندري وهي تقول : الله يقدم لك اللي فيه الخير يا قلبي ..
بادلتها البندري الاحتضان ورصت عليها بقوووة كإنها تقولها أخيرا تحقق اللي قلتيه وقاله جاسم , قالت أمها بخوف لمن شافت فرحتهم : لسه أول شي تستخير بعدين ورانا التحاليل , سبحان الله , يمكن ما يطلعون متوافقين ...
لكنهم ما اهتموا لهذا كله وهم يجتمعون حول البندري اللي البسمة لأول مرة ترتسم بصدق على وجهها من زمااااااااااااااااان ...
***********************
يوم الإثنين : 19 / 3 / 1427 هـ ..
العصر في فيلا أبو جاسم ..
خبر تقدم عبد الرحمن قبل يومين للبندري اللي وافقت على طول و تغير شحوبها وصار وجهها ينطق بالسعادة انتشر عند العايلة كلها والتلفونات صارت غير مشغولة بالناس اللي تبارك وهدى طول الوقت تقول إن الخبر مو مؤكد إلا بعد التحاليل الخاصة بفحص ما قبل الزواج اللي ما تطلع نتيجته إلا بعد أسبوع من الفحص , قالت العنود وهي لافة بوزها و تطالع في البندري اللي تكلم صحبتها جوال : مالت كإنه محد انخطب غيرها شرط بتطلع لها جناحات وتطير, لسه المفجوعة أول أمس اللي كلموها وعلى طول وافقت وراحت حللت اليوم الصباح , أتحدى صلت صلاة استخارة حتى ..
ضحكت الهنوف وقالت أزهار وهي تحيك الصوف : اش اللي حارق رزك ؟؟ خليها تفرح , مستكثرة عليها الفرحة ..
قالت وهي تضرب المخدة اللي في حضنها : اللي حارق رزي إنها أصغر مني و انخطبت وأنا قاعدة , مفروض يقولون لعبد الرحمن مادام ولد عمي ومنا وفينا إنه يستنى شوية , أما يقطعون رزقي ليه ؟؟..
قالت أزهار بهدوء وهي تنقي لون ثاني : عنودي قلبي محد يقطع رزق أحد , الأرزاق من الله هذا أولا وثانيا أنا لسه ما انخطبت وأنا أكبر منك ..
سكتوا الثنتين وهم يطالعون في بعض بنظرات استوقفت يد أزهار في الهوا وخلتها تسأل : اش هذي النظرة ؟؟ لا يكون أنا مخطوبة و..
قاطعوها مع بعض بصراخ : لالالالا ..
قطبت حواجبها وقالت : إصراركم في الرد شككني أكثر ..
تغيرت ملامح وجههم وهم مهم عارفين اش يقولون , فكرت أزهار بعدين سألت باهتمام : يكون الوردة من خطيب مجهول ؟؟
ضحكوا الثنتين وقالت العنود وهي تفكر بجاسم : اطمني , مستحيييييييييل هالشي ..
سرحت سرحان طويييييييييييييل وقالت أخيرا وهي تهز أكتافها : المهم , أية لون أحلى , هذا ولا هذا ؟؟
زفرت الهنوف براحة إنها غيرت الموضوع فدعست العنود رجلها من تحت الطاولة وهي تقول : البرتقالي أحلى ..
دق جوال الهنوف فردت على عمتها وهي تقول : هلا بأحلى عمه ..
جاها صوت رجولي يقول : السلام عليكم ..
ردت عليه السلام بتردد وهي تفكر إنه أكيد زوج عمتها , قالت : عمي علي ..
: لا ولده ..
قطبت حواجبها وقالت : ولـ.....
وسكتت على طول لمن عرفت إنه حسان , ولمن سمعت ضحكه حمر وجهها وصفرت يدينها وقامت من مكانها على طول ودخلت الغرفة , قالت أزهار وهي منهمكة في
ضحكت وهي تمسح دموعها اللي مهي راضية توقف , وبدأ أبوها وأمها يعطونها معلومات عن عبد الرحمن وهم مهم دارين إنها عارفة كـــل هالمعلومت عنه , قالت أمها بعد فترة وهي تقوم وتفتح الباب : أروح أجيـ .....
وشهقت لمن انفتح الباب بقوة وطاحت عند عتبته العنود وفوقها أزهار اللي كانوا لاصقين في الباب ووراهم بشوية واقفة الهنوف وهي حاطة يدينها على فمها بصدمة , طااااااالع فيهم أبوهم بصدمة وقالت هدى : بناااااااااات , اش كنتم تسوووووون ؟؟ تتجسسون ؟؟
استحت الهنوف وما نطقت بحرف وهي تطالع في الأرض , دفت العنود أزهار بعيد عنها وقامت بسرعة وهي تقول : قلت لك يا أزهار التجسس حرااااااااام لكنك ما سمعتيني ..
شهقت أزهار وقامت وهي تئن وتقول باستنكار : ميييييييييين اللي قالت لي هذا مو تجسس , هذا اطمئنان على أحوال الرعية ؟؟
قالت العنود وهي رافعة حواجبها بسخرية : وانت تسمعين لي على طول , غبية ما عندك عقل تفكرين به ..
ضربتها أمها وهي تقول : بنت عيييييييب عليك تقولين لأختك اللي أكبر منك غبية ..
ضحكت وقالت : يعني عادي لو قلت البندري غبية ..
: عنووووووووووووووود ..
: عنيدييييييييييييييييييي ..
: بــــنـــــت..
اختلطت هتافات الكل المستنكرة و أبوها يقول : عمري ما شفت أعبط منك ..
قالت وهي تحط يدينها على خصرها : اش عندكم ؟؟ مدخلين البندري غرفتكم هااااااااااااا ؟؟ تراني أغاااااااااااار ..
وراحت جري وجلست بين أبوها والبندري وضمت أبوها وهي تبتسم له , ضحك وقال : الــلـــه يعيني على خبالك , الموضوع إنه البندري تقدم لها واحد ..
سكت الكل ووقفت العنود وغطرفت بفرح , قالت الهنوف : انتي دحين تغطرفين ليه ؟؟ صار شي ؟؟ عرفتي من هو ؟؟
قال أبوها بفرح طاغي : عبد الرحمن ولد عمكم صالح ..
قالت بمزح وهي تجر بشويش خصلة من شعر البندري : مااااااااااا يحتاااااااااااااااج هذا كله , دام بأفتك من خلقة هالنحسة أنا مبسووووووووطه ..
ضحكت أزهار بفرح وهي تحس برااااااااحة غير معقولة داخل صدرها وراحت وضمت البندري وهي تقول : الله يقدم لك اللي فيه الخير يا قلبي ..
بادلتها البندري الاحتضان ورصت عليها بقوووة كإنها تقولها أخيرا تحقق اللي قلتيه وقاله جاسم , قالت أمها بخوف لمن شافت فرحتهم : لسه أول شي تستخير بعدين ورانا التحاليل , سبحان الله , يمكن ما يطلعون متوافقين ...
لكنهم ما اهتموا لهذا كله وهم يجتمعون حول البندري اللي البسمة لأول مرة ترتسم بصدق على وجهها من زمااااااااااااااااان ...
***********************
يوم الإثنين : 19 / 3 / 1427 هـ ..
العصر في فيلا أبو جاسم ..
خبر تقدم عبد الرحمن قبل يومين للبندري اللي وافقت على طول و تغير شحوبها وصار وجهها ينطق بالسعادة انتشر عند العايلة كلها والتلفونات صارت غير مشغولة بالناس اللي تبارك وهدى طول الوقت تقول إن الخبر مو مؤكد إلا بعد التحاليل الخاصة بفحص ما قبل الزواج اللي ما تطلع نتيجته إلا بعد أسبوع من الفحص , قالت العنود وهي لافة بوزها و تطالع في البندري اللي تكلم صحبتها جوال : مالت كإنه محد انخطب غيرها شرط بتطلع لها جناحات وتطير, لسه المفجوعة أول أمس اللي كلموها وعلى طول وافقت وراحت حللت اليوم الصباح , أتحدى صلت صلاة استخارة حتى ..
ضحكت الهنوف وقالت أزهار وهي تحيك الصوف : اش اللي حارق رزك ؟؟ خليها تفرح , مستكثرة عليها الفرحة ..
قالت وهي تضرب المخدة اللي في حضنها : اللي حارق رزي إنها أصغر مني و انخطبت وأنا قاعدة , مفروض يقولون لعبد الرحمن مادام ولد عمي ومنا وفينا إنه يستنى شوية , أما يقطعون رزقي ليه ؟؟..
قالت أزهار بهدوء وهي تنقي لون ثاني : عنودي قلبي محد يقطع رزق أحد , الأرزاق من الله هذا أولا وثانيا أنا لسه ما انخطبت وأنا أكبر منك ..
سكتوا الثنتين وهم يطالعون في بعض بنظرات استوقفت يد أزهار في الهوا وخلتها تسأل : اش هذي النظرة ؟؟ لا يكون أنا مخطوبة و..
قاطعوها مع بعض بصراخ : لالالالا ..
قطبت حواجبها وقالت : إصراركم في الرد شككني أكثر ..
تغيرت ملامح وجههم وهم مهم عارفين اش يقولون , فكرت أزهار بعدين سألت باهتمام : يكون الوردة من خطيب مجهول ؟؟
ضحكوا الثنتين وقالت العنود وهي تفكر بجاسم : اطمني , مستحيييييييييل هالشي ..
سرحت سرحان طويييييييييييييل وقالت أخيرا وهي تهز أكتافها : المهم , أية لون أحلى , هذا ولا هذا ؟؟
زفرت الهنوف براحة إنها غيرت الموضوع فدعست العنود رجلها من تحت الطاولة وهي تقول : البرتقالي أحلى ..
دق جوال الهنوف فردت على عمتها وهي تقول : هلا بأحلى عمه ..
جاها صوت رجولي يقول : السلام عليكم ..
ردت عليه السلام بتردد وهي تفكر إنه أكيد زوج عمتها , قالت : عمي علي ..
: لا ولده ..
قطبت حواجبها وقالت : ولـ.....
وسكتت على طول لمن عرفت إنه حسان , ولمن سمعت ضحكه حمر وجهها وصفرت يدينها وقامت من مكانها على طول ودخلت الغرفة , قالت أزهار وهي منهمكة في
شغلها : حسان ها ؟؟..
هزت العنود راسها وهي تقلب القنوات وقالت : واضح من تغير وجهها ..
رصت الهنوف على الجوال لدرجة حسته بيتكسر في يدها وهي تسمع حسان يقول : طحت عليك يالشرادة , وينك ما تردين على جوالك ؟؟
بالقوة همست : ما أعرف رقمك ؟؟
قال بضحكه : أكيد تمزحين ..
سكتت وما عرفت اش ترد , صرخ بصدمة : ما تعرفين رقم جوالي ؟؟
زاد إحراجها وما قدرت تنطق , زفر وقال : صراحة صدمتيني , لكن عادي , طالعي الرقم اللي دق عليك 10 مرات أمس وسجليه باسمي ..
هزت راسها وتذكرت إنه ما يشوفها فقالت : إن شاء الله ..
قال بعد صمت طويل : هنوف ..... هنوف..
همست : نعم ..
سأل : معايا انتي ؟؟..
جاوبته : إيوه ..
زفر وقال : مشكلة لمن الواحد مو عارف اش يقول , كنت مجهز كلام كثير وضاع من سمعت كلمة هلا مع إنها ما كانت موجهة لشخصي الكريم ..
ابتسمت وما ردت عليه وهي تحس بخجل ممزوج بسعاده حلوه , ورغم إنه مكالمتهم مادامت أكثر من خمس دقايق لكنها كانت مستمعة فيها , خرجت بعد تردد ومشيت وجلست في مكانها بينهم وقالت بحماس : أزهار الألوان مرة خطيرة , صارت واضحة دحين ..
طالعت أزهار في القطعة الصوف وقالت بفرح : والله ؟؟
قالت العنود وهي تاكل بطاطس : أزهار القطعة لسه ما تغير فيها شي , ستي هنوف تبغى تضيع موضوع التسحب واللي بالي بالك ..
ماتت الهنوف خجل خاصة لمن قالت أزهار ببراءة وهي تحيك الصوف : قصدك حسان ؟؟ ويعني لو دق عليها وكلمها و كلمته , زوجها ..
قامت الهنوف من وسطهم ودخلت الغرفة وصكت الباب بقووووة , انسدحت العنود على الكنبة وهي تقهقه من قلب وهي تقول : جلطتيها يا أزهار ..
قالت باستنكار : أنا اش قللللللللللت ؟؟
**********************
بعد المغرب في الباحة :
: والله تمشون بالطيب ولا بالغصب ..
مسحت هاله دموعها وقالت بقهر : حراااااااام عليكم اللي تسوونه والله حراااااام , ما أبغى أرووووووووح ..
صرخ عبد الله : أنا حلــــفــــت ..
زاد صياحها و خرجت من الصالة بسرعة , غمضت مشاعل عيونها عشان تصد دموعها ورجعت فتحتها , لقيت النظرااااااات كلها منصبة عليها ~ أمها , عبد الله , بندر , معاذ , حنان , أحلام ~ رمشت بعيونها وقالت بهمس : أنا أروح أكلمها ..
وقامت بسرعة ولحقت بهاله اللي رامية نفسها على السرير وهي تصيييييييييح من قلب , حطت يدها على ظهرها وهي تهمس : هاله ..
لفت عليها هاله وقالت من وسط شهقاتها : ما أبغى أحضر جواز ناصر أنا حره , أنا أككككككككككككرهه وأككككككككككككره خالتي وبناتها وأكككككككرهم كللللللللهم , ما أبغـــــى أروووووووووووح ..
قالت بهدوء مصطنع : عبد الله حلف ..
صرخت بقهر : يحلف على نفسه وعلى حرمته , أنا ليش يحلف علي , والله ما أروح لو على قص رقبتي ..
ومسحت دموعها وهي تقول بقهر : وانتي رااااضية , رااااضية أروح جواز ناصر وأشوف الحيواااااااانة اللي من يوم خطبك وهي تدور حولينه زي الحية تنزف له , وأمها السحاره ترقص وتتشمت فينا ..
~ لااااااااااااااا , والله ما يرضيني يا هاله , والله ما يرضيني تحضرون جوازه كإنه شي ما صار , كان مفروض توقفون معايا , والــــلــــه مايرضيني ~ كتمت آهاتها وهي تقول بابتسامة صفراء : هذا ولد خالتك وخالتي بتزعل لو ما حضرت أختها وبناتها ..
: يعللللللللللللها المووووت هي وبناتها اللي ما حسبوا يفتكون منك , من يومهم مقهورين ليش ناصر متعلق فيك , والله ما أروح ولا أهنيهم بشي ..
انفتح الباب بقوة ودخل منه عبد الله اللي صرخ : بتمشين ورجلي على رقبتك , قاعدة تصارخين وصوتك واصل لآخر البيت يا حيوانه , أنا عارف هذا كللله من تحت راس السوسة اللي جنبك ..
انصعقت مشاعل من كلمته ووقفت بسرعة وهي تقول بحزم ودمها يغلي بداخلها : ما أسمح لك ..
صرخ فيها : اسكتـــــي ..
وجر هاله وهو يقول : تحركي قدامي , تبغين تخلينا علكه في حلوق الناس ..
تحركت مشاعل وفلتت يده بقوة عن هاله ووقفت بينه وبينها وقالت بحزم : أنا ما أبغاها تروح , ارتحت , أبغاها تجلس معايا , أخاف أجلس لوحدي في هالبيت والكل في العرس , قل هالكلام لكل واحد تقابله ..
رماها بنظرات حادة وبادلته نفسها وهي داسة هاله وراها , تحرك وخرج من الغرفة بعد ما صك الباب بكل قوته ~ لييييييييييه ؟؟ ليييييييييه هالحماس كله عشان جواز ناصر , ليييييييييه أخواني كلهم رايحين ؟؟ أمي كإنها هي أم العروسة من الفرحة , وحنان متزينه على سنقة عشرة , هذا كله عشان الواجب , ولا عشان ما يقولون الناس قاطعت أختها وما حضرت الجواز عشانها مقهورة من اللي صار , ويعني لو سويتوا موقف وحطيتم نفسكم واقفين معايا وما تبغون تجرحوني , خلوا الرجال يروحون , مو لازم انتم , ليييه تنثرون الملح على جراحي ؟؟ مو كافي قلبي مقبوض والنوم مجافيني من الوجع , مو كافي ناصر زوجي وحبيبي اليوم بتنزف له وحده ثانية , مو كافي إني أعرف إن الإنسااااااااان اللي بنيت عليه أحلامي صار لحرمة غيري , حراااام عليكم والله الضرب في الميت حرام ~ انتبهت مشاعل إنها كانت تنتفض وصوت أنفاسها يخترق سكون الغرفة البار
هزت العنود راسها وهي تقلب القنوات وقالت : واضح من تغير وجهها ..
رصت الهنوف على الجوال لدرجة حسته بيتكسر في يدها وهي تسمع حسان يقول : طحت عليك يالشرادة , وينك ما تردين على جوالك ؟؟
بالقوة همست : ما أعرف رقمك ؟؟
قال بضحكه : أكيد تمزحين ..
سكتت وما عرفت اش ترد , صرخ بصدمة : ما تعرفين رقم جوالي ؟؟
زاد إحراجها وما قدرت تنطق , زفر وقال : صراحة صدمتيني , لكن عادي , طالعي الرقم اللي دق عليك 10 مرات أمس وسجليه باسمي ..
هزت راسها وتذكرت إنه ما يشوفها فقالت : إن شاء الله ..
قال بعد صمت طويل : هنوف ..... هنوف..
همست : نعم ..
سأل : معايا انتي ؟؟..
جاوبته : إيوه ..
زفر وقال : مشكلة لمن الواحد مو عارف اش يقول , كنت مجهز كلام كثير وضاع من سمعت كلمة هلا مع إنها ما كانت موجهة لشخصي الكريم ..
ابتسمت وما ردت عليه وهي تحس بخجل ممزوج بسعاده حلوه , ورغم إنه مكالمتهم مادامت أكثر من خمس دقايق لكنها كانت مستمعة فيها , خرجت بعد تردد ومشيت وجلست في مكانها بينهم وقالت بحماس : أزهار الألوان مرة خطيرة , صارت واضحة دحين ..
طالعت أزهار في القطعة الصوف وقالت بفرح : والله ؟؟
قالت العنود وهي تاكل بطاطس : أزهار القطعة لسه ما تغير فيها شي , ستي هنوف تبغى تضيع موضوع التسحب واللي بالي بالك ..
ماتت الهنوف خجل خاصة لمن قالت أزهار ببراءة وهي تحيك الصوف : قصدك حسان ؟؟ ويعني لو دق عليها وكلمها و كلمته , زوجها ..
قامت الهنوف من وسطهم ودخلت الغرفة وصكت الباب بقووووة , انسدحت العنود على الكنبة وهي تقهقه من قلب وهي تقول : جلطتيها يا أزهار ..
قالت باستنكار : أنا اش قللللللللللت ؟؟
**********************
بعد المغرب في الباحة :
: والله تمشون بالطيب ولا بالغصب ..
مسحت هاله دموعها وقالت بقهر : حراااااااام عليكم اللي تسوونه والله حراااااام , ما أبغى أرووووووووح ..
صرخ عبد الله : أنا حلــــفــــت ..
زاد صياحها و خرجت من الصالة بسرعة , غمضت مشاعل عيونها عشان تصد دموعها ورجعت فتحتها , لقيت النظرااااااات كلها منصبة عليها ~ أمها , عبد الله , بندر , معاذ , حنان , أحلام ~ رمشت بعيونها وقالت بهمس : أنا أروح أكلمها ..
وقامت بسرعة ولحقت بهاله اللي رامية نفسها على السرير وهي تصيييييييييح من قلب , حطت يدها على ظهرها وهي تهمس : هاله ..
لفت عليها هاله وقالت من وسط شهقاتها : ما أبغى أحضر جواز ناصر أنا حره , أنا أككككككككككككرهه وأككككككككككككره خالتي وبناتها وأكككككككرهم كللللللللهم , ما أبغـــــى أروووووووووووح ..
قالت بهدوء مصطنع : عبد الله حلف ..
صرخت بقهر : يحلف على نفسه وعلى حرمته , أنا ليش يحلف علي , والله ما أروح لو على قص رقبتي ..
ومسحت دموعها وهي تقول بقهر : وانتي رااااضية , رااااضية أروح جواز ناصر وأشوف الحيواااااااانة اللي من يوم خطبك وهي تدور حولينه زي الحية تنزف له , وأمها السحاره ترقص وتتشمت فينا ..
~ لااااااااااااااا , والله ما يرضيني يا هاله , والله ما يرضيني تحضرون جوازه كإنه شي ما صار , كان مفروض توقفون معايا , والــــلــــه مايرضيني ~ كتمت آهاتها وهي تقول بابتسامة صفراء : هذا ولد خالتك وخالتي بتزعل لو ما حضرت أختها وبناتها ..
: يعللللللللللللها المووووت هي وبناتها اللي ما حسبوا يفتكون منك , من يومهم مقهورين ليش ناصر متعلق فيك , والله ما أروح ولا أهنيهم بشي ..
انفتح الباب بقوة ودخل منه عبد الله اللي صرخ : بتمشين ورجلي على رقبتك , قاعدة تصارخين وصوتك واصل لآخر البيت يا حيوانه , أنا عارف هذا كللله من تحت راس السوسة اللي جنبك ..
انصعقت مشاعل من كلمته ووقفت بسرعة وهي تقول بحزم ودمها يغلي بداخلها : ما أسمح لك ..
صرخ فيها : اسكتـــــي ..
وجر هاله وهو يقول : تحركي قدامي , تبغين تخلينا علكه في حلوق الناس ..
تحركت مشاعل وفلتت يده بقوة عن هاله ووقفت بينه وبينها وقالت بحزم : أنا ما أبغاها تروح , ارتحت , أبغاها تجلس معايا , أخاف أجلس لوحدي في هالبيت والكل في العرس , قل هالكلام لكل واحد تقابله ..
رماها بنظرات حادة وبادلته نفسها وهي داسة هاله وراها , تحرك وخرج من الغرفة بعد ما صك الباب بكل قوته ~ لييييييييييه ؟؟ ليييييييييه هالحماس كله عشان جواز ناصر , ليييييييييه أخواني كلهم رايحين ؟؟ أمي كإنها هي أم العروسة من الفرحة , وحنان متزينه على سنقة عشرة , هذا كله عشان الواجب , ولا عشان ما يقولون الناس قاطعت أختها وما حضرت الجواز عشانها مقهورة من اللي صار , ويعني لو سويتوا موقف وحطيتم نفسكم واقفين معايا وما تبغون تجرحوني , خلوا الرجال يروحون , مو لازم انتم , ليييه تنثرون الملح على جراحي ؟؟ مو كافي قلبي مقبوض والنوم مجافيني من الوجع , مو كافي ناصر زوجي وحبيبي اليوم بتنزف له وحده ثانية , مو كافي إني أعرف إن الإنسااااااااان اللي بنيت عليه أحلامي صار لحرمة غيري , حراااام عليكم والله الضرب في الميت حرام ~ انتبهت مشاعل إنها كانت تنتفض وصوت أنفاسها يخترق سكون الغرفة البار
دة وبلا مقدمات حست بدمعة تنساب على خدها , همست بصوت حاولت تخليه متماسك : شكرا لأنك ما رحتي معاهم ..
لفت هاله يدينها حولين بطن مشاعل وشدتها بقوة وسندت راسها بين أكتافها وهي تصييييييييح بصوت مكتوم وبداخلها تصرخ ~ والله حاسة بشعورك يا مشاعل , والله حاسة يا قلبي , الله يرحم حالك ويصبرك ~..
***********************
يوم الأحد 25 / 3 / 1427 هـ :
الساعة 3 الظهر قدام العمارة في الشرقية :
~ أفتقدها , أفتقدها , أفتقد عيونها , ضحكتها , اهتمامها وسؤالها عني , والله أفتقدها لكن , لاااااااا ما أقدر , ما أقدر ~ زفر جاسم وهو يقلب جواله بين يدينه بطفش , ليش يشتاق لليلى بهالشكل الفضيع رغم إنه يعرف إنه اللي كان يسويه غلط , ليش صار يحس حياته بلا طعم ولا شي جديد , من العمل للشقة لطلعات الشباب للنوم للعمل للشقة ....... إلخ , دوامة مالها توقف أو شي غريب يكسر حدتها , انتبه من شروده لمن سمع دق على قزاز سيارته , لف والتقى بصره بوجه عدنان الباسم , ابتسم وفتح الطاقة وقال بتريقة : خيييييييييير يا أخينا , عندك شي ؟؟..
ابتسم عدنان وهو يتكئ على الباب وقال بمرح وهو يرفع الأكياس اللي معاه : والله كنت طالع الشقة وأنا شايل معايا أكياس من المطعم الصيني غدا لواحد من أصحابي صاير غير طفشاااااان ومتملل وغير قاعد في البيت , قلت أنفه عنه شويه , ويوم شفتك ساااااارح في ملكوت الله قلت قبل ما أطلع له أخرجك من الحالة اللي انت فيها عشان ما تنصهر من الشمس ..
ضحك جاسم وقال وهو يحط يده على موضع قلبه : آآآآآآآآآخ صيني , جيت على الجرح ..
وخرج من السيارة على طول وتبع عدنان اللي واقف يستناه عند مدخل العمارة , كان شااااااااكر من الأعماق وقفته له معاه من رجعوا من جدة , ورغم إنه مهو داري عن حقيقة اللي صار لكنه واقف معاه في كل حال ~ اللي صار , أفففففففففف ما أبغى حتى أفكر فيه , أزهار هذي شي مو طبيعي , رغم كل الضرب اللي أعطيتها اياه كانت ..... جاسم , بس تفكير , اش هذا ؟؟ صرت مهووس بأزهار والبندري وعبد الرحمن والبيت , والله حاااااااااااااله ~ دق جواله قاطع أفكاره فخرج الجوال وابتسم لمن شاف رقم أبوه , وأشر لعدنان يسبقه لجوة الشقه ورفع الخط وهو يقول : السلام عليكم , هلا أبوي ..
وصله صوت أبوه البارد نوعا ما وهو يقول بهدوء : نتيجة التحاليل طلعت متوافقة والحمد لله ..
: الحمد لله , ألف مبروك , قلتلها النتيجة ..
قال أبوه : لا لسه ..
رغم برود أبوه معاه من قرر إنه ينسى الموضوع شكليا إلا إنه مازال يهتم به ويقدمه على الكل , ابتسم وقال بشكر عميق : شكرا يا أبويه , ممكن أنا أبشرها ..
قال أبوه بفرح : زين تسوي , وكلم بقية أخواتك وأزهار كمان ..
غمض عيونه وقال : إن شاء الله ..
وصك الخط وزفر وهو يقول بغيييييييض : ليييييييش إلا يبغاني أكلمها الحيوانة ..
: جااااااااااسم ..
دخل الشقة وقال: دقايق أغير وأجي ..
وانصدم لمن شاف كشتين شعر جالسة قادم الكيس , قال وهو يبعد أيمن وهاني : هييييييييييييييييي أكلناااااااااااااا ..
كانت وجوههم مفقعة من كثر النوم , العيون نص مغمضة , الشعر طاير وأثار المخدة لسه في وجيههم , قال أيمن وهو يتثاوب : لقمة هنية تكفـــ....
سحب الأكياس وقال : ما تكفي إلا اثنين , يلا وروني عرض أكتافكم ..
ضحك عدنان وقال : جاسم إن شاء الله تكفينا أنا حاسبهم ..
سحب هاني الأكياس وقال وسط ضحك أيمن : روح لقط لقط , صاحب الأكل حاسبنا ..
قال عدنان اللي ما رضي بشماتتهم لصاحبه : بس ترى العزيمة له ولو قال ما تاكلون ما تاكلون ..
قلبوا الموجة بسرعة وبدأوا يبتسمون ويدحلسون , ضحك جاسم من قلبه على تغيرهم السريع وقال وهو يدخل الغرفة : لا تاكلون قبلي , بأغير وأجي ..
وخرج جواله أول ما دخل ودق على أمه بارك لها وطلب منها يكلم البندري عشان يبشرها ..
دخلت هدى على غرفة البندري وقالت : بندري أخوك يبغاك ..
رفعت العنود راسها من شاشة الكمبيوتر ودقت أزهار السرحانه الغااااااااااااارقه في أفكار حزينة بدت من ملامحها , انتبهت أزهار لمن همشت العنود : جاسم جاسم ..
كانت تحس بضييييييييق من مجرد سماع اسمه , لكنها كتمته وهي تطالع معاها في البندري اللي ردت بخوف واضح ..
أول ما سمع صوتها المتردد الخافت قال : هلااااااااا , كيف حالك يا عروسة ؟؟ وصلتنا الأخبار ..
: أخبار ؟؟
: مبروووووووووك , النتيجة متطابقة ..
همست وهي تحس بفرح وراحة عمييييييييقة بداخلها : متطابقة ..
خرجت أزهار من اكتئابها اللي صايبها من فترة و صرخت هي و العنود بحماس لمن سمعوا كلمتها وهم فرحانين لفرحة البندري اللي دمعت عيونها وهي تقول بهمس : الله يبارك فيك ..
لمن سمع الصراخ قال : أكيد هذي الخبلة عنيدي ما في غيرها ..
ضحكت وقالت وهي ناسية تماما أي شي غير فرحتها : وأزهار معاها كمان , قاعدين ينططون زي المتخلفين ..
ماتوقع إنه يسمع عنها وما توقع أكثر اللي سمعه , يعني فوق كونه وقحة وحقيرة كمان مخادعة وممثلة بارعة , حس إنه في شي في الموضوع , في شي ناقص عشان تكمل الصورة لكنه م
لفت هاله يدينها حولين بطن مشاعل وشدتها بقوة وسندت راسها بين أكتافها وهي تصييييييييح بصوت مكتوم وبداخلها تصرخ ~ والله حاسة بشعورك يا مشاعل , والله حاسة يا قلبي , الله يرحم حالك ويصبرك ~..
***********************
يوم الأحد 25 / 3 / 1427 هـ :
الساعة 3 الظهر قدام العمارة في الشرقية :
~ أفتقدها , أفتقدها , أفتقد عيونها , ضحكتها , اهتمامها وسؤالها عني , والله أفتقدها لكن , لاااااااا ما أقدر , ما أقدر ~ زفر جاسم وهو يقلب جواله بين يدينه بطفش , ليش يشتاق لليلى بهالشكل الفضيع رغم إنه يعرف إنه اللي كان يسويه غلط , ليش صار يحس حياته بلا طعم ولا شي جديد , من العمل للشقة لطلعات الشباب للنوم للعمل للشقة ....... إلخ , دوامة مالها توقف أو شي غريب يكسر حدتها , انتبه من شروده لمن سمع دق على قزاز سيارته , لف والتقى بصره بوجه عدنان الباسم , ابتسم وفتح الطاقة وقال بتريقة : خيييييييييير يا أخينا , عندك شي ؟؟..
ابتسم عدنان وهو يتكئ على الباب وقال بمرح وهو يرفع الأكياس اللي معاه : والله كنت طالع الشقة وأنا شايل معايا أكياس من المطعم الصيني غدا لواحد من أصحابي صاير غير طفشاااااان ومتملل وغير قاعد في البيت , قلت أنفه عنه شويه , ويوم شفتك ساااااارح في ملكوت الله قلت قبل ما أطلع له أخرجك من الحالة اللي انت فيها عشان ما تنصهر من الشمس ..
ضحك جاسم وقال وهو يحط يده على موضع قلبه : آآآآآآآآآخ صيني , جيت على الجرح ..
وخرج من السيارة على طول وتبع عدنان اللي واقف يستناه عند مدخل العمارة , كان شااااااااكر من الأعماق وقفته له معاه من رجعوا من جدة , ورغم إنه مهو داري عن حقيقة اللي صار لكنه واقف معاه في كل حال ~ اللي صار , أفففففففففف ما أبغى حتى أفكر فيه , أزهار هذي شي مو طبيعي , رغم كل الضرب اللي أعطيتها اياه كانت ..... جاسم , بس تفكير , اش هذا ؟؟ صرت مهووس بأزهار والبندري وعبد الرحمن والبيت , والله حاااااااااااااله ~ دق جواله قاطع أفكاره فخرج الجوال وابتسم لمن شاف رقم أبوه , وأشر لعدنان يسبقه لجوة الشقه ورفع الخط وهو يقول : السلام عليكم , هلا أبوي ..
وصله صوت أبوه البارد نوعا ما وهو يقول بهدوء : نتيجة التحاليل طلعت متوافقة والحمد لله ..
: الحمد لله , ألف مبروك , قلتلها النتيجة ..
قال أبوه : لا لسه ..
رغم برود أبوه معاه من قرر إنه ينسى الموضوع شكليا إلا إنه مازال يهتم به ويقدمه على الكل , ابتسم وقال بشكر عميق : شكرا يا أبويه , ممكن أنا أبشرها ..
قال أبوه بفرح : زين تسوي , وكلم بقية أخواتك وأزهار كمان ..
غمض عيونه وقال : إن شاء الله ..
وصك الخط وزفر وهو يقول بغيييييييض : ليييييييش إلا يبغاني أكلمها الحيوانة ..
: جااااااااااسم ..
دخل الشقة وقال: دقايق أغير وأجي ..
وانصدم لمن شاف كشتين شعر جالسة قادم الكيس , قال وهو يبعد أيمن وهاني : هييييييييييييييييي أكلناااااااااااااا ..
كانت وجوههم مفقعة من كثر النوم , العيون نص مغمضة , الشعر طاير وأثار المخدة لسه في وجيههم , قال أيمن وهو يتثاوب : لقمة هنية تكفـــ....
سحب الأكياس وقال : ما تكفي إلا اثنين , يلا وروني عرض أكتافكم ..
ضحك عدنان وقال : جاسم إن شاء الله تكفينا أنا حاسبهم ..
سحب هاني الأكياس وقال وسط ضحك أيمن : روح لقط لقط , صاحب الأكل حاسبنا ..
قال عدنان اللي ما رضي بشماتتهم لصاحبه : بس ترى العزيمة له ولو قال ما تاكلون ما تاكلون ..
قلبوا الموجة بسرعة وبدأوا يبتسمون ويدحلسون , ضحك جاسم من قلبه على تغيرهم السريع وقال وهو يدخل الغرفة : لا تاكلون قبلي , بأغير وأجي ..
وخرج جواله أول ما دخل ودق على أمه بارك لها وطلب منها يكلم البندري عشان يبشرها ..
دخلت هدى على غرفة البندري وقالت : بندري أخوك يبغاك ..
رفعت العنود راسها من شاشة الكمبيوتر ودقت أزهار السرحانه الغااااااااااااارقه في أفكار حزينة بدت من ملامحها , انتبهت أزهار لمن همشت العنود : جاسم جاسم ..
كانت تحس بضييييييييق من مجرد سماع اسمه , لكنها كتمته وهي تطالع معاها في البندري اللي ردت بخوف واضح ..
أول ما سمع صوتها المتردد الخافت قال : هلااااااااا , كيف حالك يا عروسة ؟؟ وصلتنا الأخبار ..
: أخبار ؟؟
: مبروووووووووك , النتيجة متطابقة ..
همست وهي تحس بفرح وراحة عمييييييييقة بداخلها : متطابقة ..
خرجت أزهار من اكتئابها اللي صايبها من فترة و صرخت هي و العنود بحماس لمن سمعوا كلمتها وهم فرحانين لفرحة البندري اللي دمعت عيونها وهي تقول بهمس : الله يبارك فيك ..
لمن سمع الصراخ قال : أكيد هذي الخبلة عنيدي ما في غيرها ..
ضحكت وقالت وهي ناسية تماما أي شي غير فرحتها : وأزهار معاها كمان , قاعدين ينططون زي المتخلفين ..
ماتوقع إنه يسمع عنها وما توقع أكثر اللي سمعه , يعني فوق كونه وقحة وحقيرة كمان مخادعة وممثلة بارعة , حس إنه في شي في الموضوع , في شي ناقص عشان تكمل الصورة لكنه م
ا عرف اش هو , بارك لها بسرعة وأنهى المكالمة لمن سمع إنه العنود تبغى تكلمه , غير ملابسه وخرج للشباب ..
: قفل الخط ..
قالتها البندري وهي تناول الجوال لأمها المبتسمة , شهقت العنود وهي تقول : الدبببببببببببببببببببببببببب ...
قالت أمها : بهذي المناسبة , اختاروا مطعم نروح له عشان نتعشى ..
صرخوا بحماس و بدأوا يفكرون بالمطعم اللي يبغونه , دخلت عليهم الهنوف اللي قلها أبوها على الخبر السعيد ولقيت أزهار والعنود يتضاربون كعادتهم والسبب هالمرة ........ المطعم , تنفست براحة وهي تقول بداخلها ~ كذا أحسن , مرة مو حلو عليها الصمت ~ كانت مبسوطة من مضارباتهم لأول مرة , افتقدتها بشدة الأيام الأخيرة بسبب هدوء أزهار اللي ما فحالها لشي , كل ما عرضوا عليها شي رفضت وقالت تعبانة , ما فحالي , صارت زي الشمعة اللي بدأت تذبل شعلتها , خصوصا بعد الجلسة الأخيرة قبل يومين صار سرحانها كثيييييييييير ..
*************************
السبت 1 / 4 / 1427 هـ :
العصر في فيلا أبو جاسم :
مرت الأيام بهدوء رتيب خصوصا إنه خلاص بدأت الإجازة و ما عاد صار في البيت حركة و ريحة وجيه زي أول , جريت العنود على التلفون وقالت بحماس : هاااااااااااااااالووووووووووو ...
: طيب لو كنت واحد صايع ولا غلطان وانتي تردين بهالترحيب الحااااااار ..
لفت بوزها وقالت : عارفة إني مني محظوظة لهالدرجة عشان أطيح على واحد , ما غيرك انت اللي كسرت التلفونات بكثر اتصالاتك وصحبات أمي النقاقات المزعجات اللي أطيح عليهم ..
وصله صراخه وهو يقول : اش الكلام الوقح هذا ؟؟ يعني ودك تكلمين واحد يعني ؟؟
طالعت في السماعة ورجعت حطتها على إذنها وقالت ببرود : هذا يسمى مزح , دعابة , طرفة يا سيد جااااااسم , ما أدري اش فيكم كلكم صايرين شرارة ..
زفر جاسم وقال بضيق : حتى لو بالمزح ..
تأففت وقالت كلمته المقدسة اللي دايما يقولها : أخلص اش عندك ؟؟؟
: بـــنــــت ...
صرخت بداخلها ~ ولــــــد ~ لكنها مسكت لسانها وقالت بطفش : لحظة أناديلك أمي ..
وصرخت بطول صوتها : أمــــــــــــي ردي على التلفووووووووووووووووووووووون , جااااااااااااااااااااااااسم يبغاااااااااااااك ..
وقالت لجاسم : بأصك السماعة عشان ترد أمي من فوق , أصلا البيت كله صاير ملـــــل ..
وصكت السماعة وهي تحس بغيض داخلي , كانت حاسة إنه تغير أزهار اللي صارت منزوية ومنعزلة مؤخرا كله بسبب سوء الفهم اللي صار بينهم و بسبب ضربه المبرح لها ..
جلست أزهار في الحديقة وهي تفكر بشعورها الغريب , الصباح راحت مواصلة لجلستها عند الدكتور مطلق وبعد ما رجعت صلت الظهر و نامت وأول ما صحيت من النوم قبل شوية حست نفسها في مكان ما تعرفه , خافت وقامت بسرعة من سريرها لقيت نفسها في غرفتها , ليش جاها هالإحساس يمكن عشان الصور اللي وراها لها الدكتور مطلق لبيت صغير وناعم ارتبطت في ذهنها , لا مستحيل إنه بسبب الصور , هي أصلا لها كم مرة لمن تصحى من سرحانها وتطالع للي حولها لوهلة يجيها شعور يقبض قلبها إنها في المكان الغلط وهذا المكان غريب عنها , صارت تخاف من جلسات مطلق , صارت تحس بشعور دائم بداخلها كإنها دوامة مالها قرار ما في راحة ما في أمان , حتى جلساتها مع البنات صارت تحسها ثقييييييييلة على قلبها , اليوم ثالث جلسة لها تتذكر فيها بعض الأشياء وتنساها , تأملت غصن السحلبية وابتسمت وهي تلمس أوراقها الناااعمة , هذي ثالث سحلبية يعطيها إياها الدكتور ويقولها إنها من نفس الشخص المحب , زفرت بقوة وقامت من مكانها وهي تحس بتعب وإرهاق من أفكارها لمن نادتها العنود من الشباك إن الشاهي جاهز , العنود اللي تحاول بشتى الطرق تخرجها من كآبتها اللي هي نفسها كارهتها , تحركت للبيت ووقفت لمن شافت باب المجلس مفتوح , ابتسمت وقالت وهي تدخل : باباتي ..
وانصدمت لمن لقيت قدامها واحد غريب , كان المفروض تتحرك , تشرد , تغطي لكنها لقيت نفسها تطالع في وجه الرجال بعيون وااااااسعة ..
تصنم عمر وهو يشوف أزهار قدامه , شعرها الغجري , عيونها الحنونة , كل شي فيها ذكره بأمه وعمار وعمير وحياتهم , حس بألم لو وزع على البشر كفاهم , دمعت عيونه غصب ولف وجهه وتحرك مبتعد عنها وهو يقاوم إنه يضمها ويصرخ باسمها , خرج أحمد وهو يقول : عمر اش فيك ؟؟
الاسم دوى في عقلها زي القنبلة وبشكل سريع مرعب ~ عمر , عمر , عمر , عامر, عمير , عموري , عامر , عمر , عمر ~ غمضت عيونها بقوة وهي تتمنى لو يوقف الصدى اللي في راسها ..
انرعب أحمد لمن شافها , وعلى طول ضمها وهو يقول : أزهار حبيبتي اش فيك ؟؟
بعدته عنها وهي تهز راسها عشان توقف الأصوات المدوية , غطت أذانيها وهي تصرخ في الصوت اللي حسته يهز جدران عقلها : وقـــــف ..
وقف عمر مصنم مكانه وهو مصدوووووووم من منظرها , هزها أحمد بشويش ورجع ضمها وهو يقول : بسم الله عليك , أزهار اش فييييييييك ؟؟
رفعت راسها وشهقت لمن شافت أحمد , دفته وهي تحس بخوف و صرخت وهي تطالع فيه برعب : انت مين ؟؟ أنا فين ؟؟
كانت صور غريبة تدافع لها , ناس تضحك ,
: قفل الخط ..
قالتها البندري وهي تناول الجوال لأمها المبتسمة , شهقت العنود وهي تقول : الدبببببببببببببببببببببببببب ...
قالت أمها : بهذي المناسبة , اختاروا مطعم نروح له عشان نتعشى ..
صرخوا بحماس و بدأوا يفكرون بالمطعم اللي يبغونه , دخلت عليهم الهنوف اللي قلها أبوها على الخبر السعيد ولقيت أزهار والعنود يتضاربون كعادتهم والسبب هالمرة ........ المطعم , تنفست براحة وهي تقول بداخلها ~ كذا أحسن , مرة مو حلو عليها الصمت ~ كانت مبسوطة من مضارباتهم لأول مرة , افتقدتها بشدة الأيام الأخيرة بسبب هدوء أزهار اللي ما فحالها لشي , كل ما عرضوا عليها شي رفضت وقالت تعبانة , ما فحالي , صارت زي الشمعة اللي بدأت تذبل شعلتها , خصوصا بعد الجلسة الأخيرة قبل يومين صار سرحانها كثيييييييييير ..
*************************
السبت 1 / 4 / 1427 هـ :
العصر في فيلا أبو جاسم :
مرت الأيام بهدوء رتيب خصوصا إنه خلاص بدأت الإجازة و ما عاد صار في البيت حركة و ريحة وجيه زي أول , جريت العنود على التلفون وقالت بحماس : هاااااااااااااااالووووووووووو ...
: طيب لو كنت واحد صايع ولا غلطان وانتي تردين بهالترحيب الحااااااار ..
لفت بوزها وقالت : عارفة إني مني محظوظة لهالدرجة عشان أطيح على واحد , ما غيرك انت اللي كسرت التلفونات بكثر اتصالاتك وصحبات أمي النقاقات المزعجات اللي أطيح عليهم ..
وصله صراخه وهو يقول : اش الكلام الوقح هذا ؟؟ يعني ودك تكلمين واحد يعني ؟؟
طالعت في السماعة ورجعت حطتها على إذنها وقالت ببرود : هذا يسمى مزح , دعابة , طرفة يا سيد جااااااسم , ما أدري اش فيكم كلكم صايرين شرارة ..
زفر جاسم وقال بضيق : حتى لو بالمزح ..
تأففت وقالت كلمته المقدسة اللي دايما يقولها : أخلص اش عندك ؟؟؟
: بـــنــــت ...
صرخت بداخلها ~ ولــــــد ~ لكنها مسكت لسانها وقالت بطفش : لحظة أناديلك أمي ..
وصرخت بطول صوتها : أمــــــــــــي ردي على التلفووووووووووووووووووووووون , جااااااااااااااااااااااااسم يبغاااااااااااااك ..
وقالت لجاسم : بأصك السماعة عشان ترد أمي من فوق , أصلا البيت كله صاير ملـــــل ..
وصكت السماعة وهي تحس بغيض داخلي , كانت حاسة إنه تغير أزهار اللي صارت منزوية ومنعزلة مؤخرا كله بسبب سوء الفهم اللي صار بينهم و بسبب ضربه المبرح لها ..
جلست أزهار في الحديقة وهي تفكر بشعورها الغريب , الصباح راحت مواصلة لجلستها عند الدكتور مطلق وبعد ما رجعت صلت الظهر و نامت وأول ما صحيت من النوم قبل شوية حست نفسها في مكان ما تعرفه , خافت وقامت بسرعة من سريرها لقيت نفسها في غرفتها , ليش جاها هالإحساس يمكن عشان الصور اللي وراها لها الدكتور مطلق لبيت صغير وناعم ارتبطت في ذهنها , لا مستحيل إنه بسبب الصور , هي أصلا لها كم مرة لمن تصحى من سرحانها وتطالع للي حولها لوهلة يجيها شعور يقبض قلبها إنها في المكان الغلط وهذا المكان غريب عنها , صارت تخاف من جلسات مطلق , صارت تحس بشعور دائم بداخلها كإنها دوامة مالها قرار ما في راحة ما في أمان , حتى جلساتها مع البنات صارت تحسها ثقييييييييلة على قلبها , اليوم ثالث جلسة لها تتذكر فيها بعض الأشياء وتنساها , تأملت غصن السحلبية وابتسمت وهي تلمس أوراقها الناااعمة , هذي ثالث سحلبية يعطيها إياها الدكتور ويقولها إنها من نفس الشخص المحب , زفرت بقوة وقامت من مكانها وهي تحس بتعب وإرهاق من أفكارها لمن نادتها العنود من الشباك إن الشاهي جاهز , العنود اللي تحاول بشتى الطرق تخرجها من كآبتها اللي هي نفسها كارهتها , تحركت للبيت ووقفت لمن شافت باب المجلس مفتوح , ابتسمت وقالت وهي تدخل : باباتي ..
وانصدمت لمن لقيت قدامها واحد غريب , كان المفروض تتحرك , تشرد , تغطي لكنها لقيت نفسها تطالع في وجه الرجال بعيون وااااااسعة ..
تصنم عمر وهو يشوف أزهار قدامه , شعرها الغجري , عيونها الحنونة , كل شي فيها ذكره بأمه وعمار وعمير وحياتهم , حس بألم لو وزع على البشر كفاهم , دمعت عيونه غصب ولف وجهه وتحرك مبتعد عنها وهو يقاوم إنه يضمها ويصرخ باسمها , خرج أحمد وهو يقول : عمر اش فيك ؟؟
الاسم دوى في عقلها زي القنبلة وبشكل سريع مرعب ~ عمر , عمر , عمر , عامر, عمير , عموري , عامر , عمر , عمر ~ غمضت عيونها بقوة وهي تتمنى لو يوقف الصدى اللي في راسها ..
انرعب أحمد لمن شافها , وعلى طول ضمها وهو يقول : أزهار حبيبتي اش فيك ؟؟
بعدته عنها وهي تهز راسها عشان توقف الأصوات المدوية , غطت أذانيها وهي تصرخ في الصوت اللي حسته يهز جدران عقلها : وقـــــف ..
وقف عمر مصنم مكانه وهو مصدوووووووم من منظرها , هزها أحمد بشويش ورجع ضمها وهو يقول : بسم الله عليك , أزهار اش فييييييييك ؟؟
رفعت راسها وشهقت لمن شافت أحمد , دفته وهي تحس بخوف و صرخت وهي تطالع فيه برعب : انت مين ؟؟ أنا فين ؟؟
كانت صور غريبة تدافع لها , ناس تضحك ,
ي يا هبلة ..
انفجرت العنود تصيح بلا مقدمات وهي تقول : طيب ليش ما أعطيتني رقمك الجديــــــد ؟؟
انفجع من صياحها وسأل بخوف : عنود صار شي ؟؟؟
قام عدنان من مكتبه لمن سمع صوت صاحبه وطالع في وجهه المخطوف بتوتر ..
قالت من بين دموعها : أزهار قامت اليوم و ما عرفتنا وقامت تهلوس بكلمات غريبة مهي مفهومة وديناها المستشفى فخدروها ونوموها وأبوية ارتفع الضغط عنده ..
: لا تصيحين عشان أفهمك , متى صار هذا الشي ؟؟
دقتها الهنوف وقالت : لا تفجعينه ..
وسحبت منها الجوال وقالت : جاسم , كل شي هادي دحين لا تخاف , أبوية نايم وأزهار في المستشفى ..
قال وهو يفرك جبينه : متى صار هذا كله ؟؟ و فجأة كذا ؟؟ كان في مقدمات ؟؟..
قامت تشرح له عن الجلسات اللي كانت تروح لها في الفترة الأخيرة وحالة السرحان اللي صارت تصيبها باستمرار وختمت كلامها بحكاية عمر و اغماءتها واش صار بعدها ..
زفر وسأل وهو يطالع في عدنان : وتذكرت كل شي ؟؟..
قالت الهنوف : لا , على قولة الدكتور في حلقة مفقودة مسببة لها هالإضطرابات كلها و مو مخليتها تستعيد ذاكرتها كليا , أنا قلت لعنود مو لازم تقولين له لكنها أصرت ..
قال : لا زين اللي قولتولي , إذا استجد جديد بلغوني على طول , سجلي عندك رقمي ....... 055
سجلت الهنوف رقمه في جوالها وقالت : انتبه لنفسك ، مع السـ..
سحبت منها العنود الجوال وقالت وهي تمسح خشمها بطرف بلوزتها : آسفه على الصراخ والسب , و اعتذرلي من صاحبك الدب , ترى ما قصدي كنت معصبة ..
ضحك وقال : ما أقول غير الله يعين جوزك لا عصبتي ..
ضحكت وقالت : يلا مع السلامة , رصيدي بيخلص عليك يالمعفن ..
قال : طيب انقلعي ..
وصك الجوال ورجعه لعدنان وهو يزفر ويقول : آسفين على الإزعاج ..
قال عدنان بتريقة وهو يرجع لمكتبه : في أي وقت ؟؟
لبس ملابسه وهو يقول بسخرية : جهز الجزء الجديد من قصتك , البنت بدأت تستعيد ذاكرتها ..
تمالك عدنان فضوله وسأل وهو ماسك مسطرة الـ T ويسطر بها في مخطط المركز التجاري اللي طلبوا من كل مهندس في الشركة يرسم لهم كروكي له عشان يختارون أحسن مخطط : وليه تقولها بهالنبرة الساخرة ؟؟
تنهد جاسم وقال وهو ينسدح على سريره بإرهاق : لأني بصير زوج حقيقي بعد ما كنت أخ مزيف ..
سأل عدنان وهو منهمك بشغله : مو انت قايل من البداية إن الزواجه تحصيل حاصل , وضربت صدرك وقلت إنك ما انت متضرر سواء تزوجتها ولا لا , اش اللي صار دحين ؟؟
سكت طويييييييل بعدين قال الشي اللي كان مأرقه : ما أدري , كان الموضوع مرتب وعادي في البداية , بس مع الأيام وخاصة بعد أخوها ما طلع ما أدري اش بيصير , قصدي بيرضى أطلق أخته ولا بيعترض ..
حط عدنان مرسامه ومسطرته ولف بكل جسمه على صاحبه وقال : السؤال المفروض اللي ينطرح , انــت تبغى تطلقها ولا لا ؟؟
ساد صمت بعد السؤال هذا , وقام جاسم وجلس متربع فوق السرير وسأل : سواء كان جوابي نعم أو لا اش بتقول ؟؟..
قال بطريقة منطقية : شوف إذا بتطلقها هذا ما أحد بيلومك عليه , يعني هذا اتفاقك معاهم من البداية , حتى عمر ما يقدر يقول شي , وأنا ما أظن قلب أزهار بينكسر لأنها ما عاشت هالعلاقة يعني إبعد هذا الشي من بالك , وإذا جوابك لا هنا المشكلة .......
ولمن شاف انصات جاسم له كمل : قصدي أزهار نفسها بترضى تستمر معاك كزوجة ولا لا ..
صمت جاسم وعدم تعليقه خلاه يلف على شغله ويكمله بهدوء قطعه جاسم بعد قرابة النص ساعة وهو يقول : أرجح شي إني بأطلقها عشان أفتك من المشاكل ..
***********************
....................................... يتبع
انفجرت العنود تصيح بلا مقدمات وهي تقول : طيب ليش ما أعطيتني رقمك الجديــــــد ؟؟
انفجع من صياحها وسأل بخوف : عنود صار شي ؟؟؟
قام عدنان من مكتبه لمن سمع صوت صاحبه وطالع في وجهه المخطوف بتوتر ..
قالت من بين دموعها : أزهار قامت اليوم و ما عرفتنا وقامت تهلوس بكلمات غريبة مهي مفهومة وديناها المستشفى فخدروها ونوموها وأبوية ارتفع الضغط عنده ..
: لا تصيحين عشان أفهمك , متى صار هذا الشي ؟؟
دقتها الهنوف وقالت : لا تفجعينه ..
وسحبت منها الجوال وقالت : جاسم , كل شي هادي دحين لا تخاف , أبوية نايم وأزهار في المستشفى ..
قال وهو يفرك جبينه : متى صار هذا كله ؟؟ و فجأة كذا ؟؟ كان في مقدمات ؟؟..
قامت تشرح له عن الجلسات اللي كانت تروح لها في الفترة الأخيرة وحالة السرحان اللي صارت تصيبها باستمرار وختمت كلامها بحكاية عمر و اغماءتها واش صار بعدها ..
زفر وسأل وهو يطالع في عدنان : وتذكرت كل شي ؟؟..
قالت الهنوف : لا , على قولة الدكتور في حلقة مفقودة مسببة لها هالإضطرابات كلها و مو مخليتها تستعيد ذاكرتها كليا , أنا قلت لعنود مو لازم تقولين له لكنها أصرت ..
قال : لا زين اللي قولتولي , إذا استجد جديد بلغوني على طول , سجلي عندك رقمي ....... 055
سجلت الهنوف رقمه في جوالها وقالت : انتبه لنفسك ، مع السـ..
سحبت منها العنود الجوال وقالت وهي تمسح خشمها بطرف بلوزتها : آسفه على الصراخ والسب , و اعتذرلي من صاحبك الدب , ترى ما قصدي كنت معصبة ..
ضحك وقال : ما أقول غير الله يعين جوزك لا عصبتي ..
ضحكت وقالت : يلا مع السلامة , رصيدي بيخلص عليك يالمعفن ..
قال : طيب انقلعي ..
وصك الجوال ورجعه لعدنان وهو يزفر ويقول : آسفين على الإزعاج ..
قال عدنان بتريقة وهو يرجع لمكتبه : في أي وقت ؟؟
لبس ملابسه وهو يقول بسخرية : جهز الجزء الجديد من قصتك , البنت بدأت تستعيد ذاكرتها ..
تمالك عدنان فضوله وسأل وهو ماسك مسطرة الـ T ويسطر بها في مخطط المركز التجاري اللي طلبوا من كل مهندس في الشركة يرسم لهم كروكي له عشان يختارون أحسن مخطط : وليه تقولها بهالنبرة الساخرة ؟؟
تنهد جاسم وقال وهو ينسدح على سريره بإرهاق : لأني بصير زوج حقيقي بعد ما كنت أخ مزيف ..
سأل عدنان وهو منهمك بشغله : مو انت قايل من البداية إن الزواجه تحصيل حاصل , وضربت صدرك وقلت إنك ما انت متضرر سواء تزوجتها ولا لا , اش اللي صار دحين ؟؟
سكت طويييييييل بعدين قال الشي اللي كان مأرقه : ما أدري , كان الموضوع مرتب وعادي في البداية , بس مع الأيام وخاصة بعد أخوها ما طلع ما أدري اش بيصير , قصدي بيرضى أطلق أخته ولا بيعترض ..
حط عدنان مرسامه ومسطرته ولف بكل جسمه على صاحبه وقال : السؤال المفروض اللي ينطرح , انــت تبغى تطلقها ولا لا ؟؟
ساد صمت بعد السؤال هذا , وقام جاسم وجلس متربع فوق السرير وسأل : سواء كان جوابي نعم أو لا اش بتقول ؟؟..
قال بطريقة منطقية : شوف إذا بتطلقها هذا ما أحد بيلومك عليه , يعني هذا اتفاقك معاهم من البداية , حتى عمر ما يقدر يقول شي , وأنا ما أظن قلب أزهار بينكسر لأنها ما عاشت هالعلاقة يعني إبعد هذا الشي من بالك , وإذا جوابك لا هنا المشكلة .......
ولمن شاف انصات جاسم له كمل : قصدي أزهار نفسها بترضى تستمر معاك كزوجة ولا لا ..
صمت جاسم وعدم تعليقه خلاه يلف على شغله ويكمله بهدوء قطعه جاسم بعد قرابة النص ساعة وهو يقول : أرجح شي إني بأطلقها عشان أفتك من المشاكل ..
***********************
....................................... يتبع
ورجال مبتسم , وحرمة تصيح , وبنت غريبة تناديها , وموية تغرق وسطها , وأسماااااااء تدوي في عقلها , غمضت عيونها وسدت أذانيها وهي تصرخ : خلااااااااااااااااااص , خلااااااااااااااااص , يكفيييييييييييييييي..
وطاحت على الأرض مغمي عليها , صرخ عمر وهو يجري لها : أزهاااااااااااااااااااار ..
وشالها عن الأرض وهو يقول : أزهار , أزهار , أنا السبب , أنا السبب ..
حط أحمد يده على كتفه وهو يقول : عادي ياعمر, أحيانا تجيها هذي الحالة شوية وتفوق , لاتخاف ..
مسح على خدها وتأمل ملامحها وضمها بقوة وهو يتنفس بصوت عالي من كثر ماهو حابس دموعه وهو يقول : ياحبيبتي , ياااااأمي انتي , فالك العافية , ياااااقلبي , سامحيني ياأزهار ..
لف أحمد لقي العنود واقفة عند الباب اللي يوصل بالفيلا وهي حاطة يدينها على فمها ودموعها اللي حابستها تلمع في عيونها , أشر لها أبوها تروح لكنها ماقدرت تبعد عينها عن عمر اللي جالس على الأرض وهو حاضن أزهار وهو يقول بصوت مخنوق : سامحيني يازهرة , سامحيني ياحبيبتي , أنا اللي سبتك لوحدك , أنا اللي سبتك لوحدك في البحر , ماكنت داري اني بأبعد عنك , والله ماكنت داري ولا ماسبتك لثانية , قلتيلي لاتروح لكني ماسمعتلك , قلتيلي لكني سبتك لوحدك , أنا السبب في اللي انتي فيه , أنا السبب , سامحيني سامحينييييي..
قال كلمته الأخيرة وهو ماعاد هو قادر يستحمل وبدأ بعدها يصيح بصوت يقطع القلب وهو يضمها كإنه وده يدخلها جوة صدره , صوت صياحه الممزوج بآهات خارجة من أعماقه خلى أحمد يغطي وجهه بغترته وهو يبكي بصمت , دخلت العنود جوة واستندت على الجدر وهي تصيح من صياحه , كان صوته واصلها وهو يردد اسم أزهار بحرقة , انزلقت على الأرض وغطت وجهها وهي تدعي إن الله يفرج له همه ..
ماتدري كم مر إلين هدأ عمر وبدأ صوت صياحه يخفت ولا متى وقفت هي بكى , مسحت خشمها ببلوزتها اللي صارت مبللة بشكل فضيع وقامت , طلت براسها لقيت المكان فاضي , اندست لمن سمعت صوت أبوها وهو يقول : حأتصل عليك أول ماتفوق عشان أطمنك ..
وسمعت صوت الصندل وهو مبتعد , خرجت راسها وصرخت بطول صوتها لمن لقيت أبوها قدامها , قالت وهي تحط يدها على صدرها : أبويه فجعتني ..
مسك خصلة من قصتها وشدها بخفة وهو يقول : اللقافة سبيك منها , ماقلتلك روحي ..
قالت وهي تمسح بقايا دموعها : كلنا عارفين عن أخوها اللي ماقلتوا لنا عنه , بس توي اللي عرفت إنه عمر ..
قال مبتسم وهو يحاول يبث القوة والراحة فيها : حريم سراقات الوحي , ذكريني أحكيك انتي وأخواتك عن هذا المثل ..
سألت بخوف : وين أزهار ؟؟ واش صار ؟؟
دخل المجلس وهي وراه , كانت أزهار مسدحة على الكنب ونايمة بعمق , قال أبوها : قابلت أخوها وسمعتني وأنا أناديه عمر وجاتها الحالة وهو مسكين انفجع مو متعود عليها ..
تنهدت العنود وقالت : حبيب قلبي هوه , صاح بشكل فضيع ..
ضربها أبوها على كتفها وهو يقول : حبيب قلبك في عينك , قدامي كمان تقولينها ..
حكت كتفها : أنا أكبر منه يا أبويه , يوووه , مشاعر أخويه , والله كان ودي أحضنه وأطبطب على ظهره , آآآآآآي ..
قالتها وهي تحك راسها اللي ضربه أبوها من ورى , طالعت في أبوها وهي لامه بوزها وبداخلها تقول ~ أفففففففففف مافي ديموقراطية في هذا البيت , يعني أنا من جدي بأحضنه , آآآآآآآآي راسي والله تعور ~ ..
****************************
فتحت أزهار عيونها وطالعت في السقف بحيرة , شهقت وقامت , طالعت يمين ويسار , لقيت نفسها في غرفة وااااااااااسعة وهي منسدحة على سرير عالي ومتلحفه بلحاف غريب , دخلت الهنوف وقالت : أخيرا فقتي , نوم العوافي يا عسل الساعة 11 ..
طالعت برعب في البنت اللي ما كانت غريبة عنها وسألت : أنا فين ؟؟
ابتسمت الهنوف وقالت : يعني وين برأيك ؟؟ في غرفتنا ..
رمت أزهار اللحاف وقالت وهب تقوم : أبغى ماما , وين ماما ؟؟
قالت الهنوف بخوف وهي تحط يدها على كتف أزهار : أزهار اش فيك ؟؟
سحبت أزهار كتفها وبعدت عن الهنوف وهي تقول : لا تلمسيني , نادي ماما ..
حست الهنوف برعب وهي تخرج من الغرفة عشان تنادي أمها , دارت أزهار في الغرفة وتأملتها ورجعت تطالع بنص عين للي ورى الباب المفتوح , كان كل شي حولها غريب ومألوف في نفس الوقت , قالت بتمتمة : هذي اسمها الهنوف أنا متأكده وهي مملكة على ولد عمتها عدنان , أنا ليه أعرف هذا كله عنها ..
دخلت هدى مع الهنوف وقالت بخوف : أزهار اش فيك ؟؟
سألت بخوف وهي تطالع للي وراهم : وين ماما ؟؟ أنا فين ؟؟ وين أخواني ؟؟ أنا ليش أعرفكم ؟؟
وطالعت في الغرفة وسألت بحيرة : ليش هذي الغرفة مألوفة ؟؟
غطت الهنوف فمها بصدمة وضربت هدى صدرها وقالت : يا حسرتي على البنية , أزهار حبيبتي اش صار فيك ؟؟
دخلت العنود اللي سمعت الهنوف تنادي أمها وهي تسأل : أمي اش فيه ؟؟
قالت الهنوف وهي تعصر يد العنود بيد واليد الثانية قابضة على موضع قلبها : عنووود الحقي , أزهار مهي عارفتنا وتبغى أمها وأخوانها ..
انقبض قلب العنود وحست كإنه يد باااااارده قاعده تعصر فيه بقوة , قالت أزهار
وطاحت على الأرض مغمي عليها , صرخ عمر وهو يجري لها : أزهاااااااااااااااااااار ..
وشالها عن الأرض وهو يقول : أزهار , أزهار , أنا السبب , أنا السبب ..
حط أحمد يده على كتفه وهو يقول : عادي ياعمر, أحيانا تجيها هذي الحالة شوية وتفوق , لاتخاف ..
مسح على خدها وتأمل ملامحها وضمها بقوة وهو يتنفس بصوت عالي من كثر ماهو حابس دموعه وهو يقول : ياحبيبتي , ياااااأمي انتي , فالك العافية , ياااااقلبي , سامحيني ياأزهار ..
لف أحمد لقي العنود واقفة عند الباب اللي يوصل بالفيلا وهي حاطة يدينها على فمها ودموعها اللي حابستها تلمع في عيونها , أشر لها أبوها تروح لكنها ماقدرت تبعد عينها عن عمر اللي جالس على الأرض وهو حاضن أزهار وهو يقول بصوت مخنوق : سامحيني يازهرة , سامحيني ياحبيبتي , أنا اللي سبتك لوحدك , أنا اللي سبتك لوحدك في البحر , ماكنت داري اني بأبعد عنك , والله ماكنت داري ولا ماسبتك لثانية , قلتيلي لاتروح لكني ماسمعتلك , قلتيلي لكني سبتك لوحدك , أنا السبب في اللي انتي فيه , أنا السبب , سامحيني سامحينييييي..
قال كلمته الأخيرة وهو ماعاد هو قادر يستحمل وبدأ بعدها يصيح بصوت يقطع القلب وهو يضمها كإنه وده يدخلها جوة صدره , صوت صياحه الممزوج بآهات خارجة من أعماقه خلى أحمد يغطي وجهه بغترته وهو يبكي بصمت , دخلت العنود جوة واستندت على الجدر وهي تصيح من صياحه , كان صوته واصلها وهو يردد اسم أزهار بحرقة , انزلقت على الأرض وغطت وجهها وهي تدعي إن الله يفرج له همه ..
ماتدري كم مر إلين هدأ عمر وبدأ صوت صياحه يخفت ولا متى وقفت هي بكى , مسحت خشمها ببلوزتها اللي صارت مبللة بشكل فضيع وقامت , طلت براسها لقيت المكان فاضي , اندست لمن سمعت صوت أبوها وهو يقول : حأتصل عليك أول ماتفوق عشان أطمنك ..
وسمعت صوت الصندل وهو مبتعد , خرجت راسها وصرخت بطول صوتها لمن لقيت أبوها قدامها , قالت وهي تحط يدها على صدرها : أبويه فجعتني ..
مسك خصلة من قصتها وشدها بخفة وهو يقول : اللقافة سبيك منها , ماقلتلك روحي ..
قالت وهي تمسح بقايا دموعها : كلنا عارفين عن أخوها اللي ماقلتوا لنا عنه , بس توي اللي عرفت إنه عمر ..
قال مبتسم وهو يحاول يبث القوة والراحة فيها : حريم سراقات الوحي , ذكريني أحكيك انتي وأخواتك عن هذا المثل ..
سألت بخوف : وين أزهار ؟؟ واش صار ؟؟
دخل المجلس وهي وراه , كانت أزهار مسدحة على الكنب ونايمة بعمق , قال أبوها : قابلت أخوها وسمعتني وأنا أناديه عمر وجاتها الحالة وهو مسكين انفجع مو متعود عليها ..
تنهدت العنود وقالت : حبيب قلبي هوه , صاح بشكل فضيع ..
ضربها أبوها على كتفها وهو يقول : حبيب قلبك في عينك , قدامي كمان تقولينها ..
حكت كتفها : أنا أكبر منه يا أبويه , يوووه , مشاعر أخويه , والله كان ودي أحضنه وأطبطب على ظهره , آآآآآآي ..
قالتها وهي تحك راسها اللي ضربه أبوها من ورى , طالعت في أبوها وهي لامه بوزها وبداخلها تقول ~ أفففففففففف مافي ديموقراطية في هذا البيت , يعني أنا من جدي بأحضنه , آآآآآآآآي راسي والله تعور ~ ..
****************************
فتحت أزهار عيونها وطالعت في السقف بحيرة , شهقت وقامت , طالعت يمين ويسار , لقيت نفسها في غرفة وااااااااااسعة وهي منسدحة على سرير عالي ومتلحفه بلحاف غريب , دخلت الهنوف وقالت : أخيرا فقتي , نوم العوافي يا عسل الساعة 11 ..
طالعت برعب في البنت اللي ما كانت غريبة عنها وسألت : أنا فين ؟؟
ابتسمت الهنوف وقالت : يعني وين برأيك ؟؟ في غرفتنا ..
رمت أزهار اللحاف وقالت وهب تقوم : أبغى ماما , وين ماما ؟؟
قالت الهنوف بخوف وهي تحط يدها على كتف أزهار : أزهار اش فيك ؟؟
سحبت أزهار كتفها وبعدت عن الهنوف وهي تقول : لا تلمسيني , نادي ماما ..
حست الهنوف برعب وهي تخرج من الغرفة عشان تنادي أمها , دارت أزهار في الغرفة وتأملتها ورجعت تطالع بنص عين للي ورى الباب المفتوح , كان كل شي حولها غريب ومألوف في نفس الوقت , قالت بتمتمة : هذي اسمها الهنوف أنا متأكده وهي مملكة على ولد عمتها عدنان , أنا ليه أعرف هذا كله عنها ..
دخلت هدى مع الهنوف وقالت بخوف : أزهار اش فيك ؟؟
سألت بخوف وهي تطالع للي وراهم : وين ماما ؟؟ أنا فين ؟؟ وين أخواني ؟؟ أنا ليش أعرفكم ؟؟
وطالعت في الغرفة وسألت بحيرة : ليش هذي الغرفة مألوفة ؟؟
غطت الهنوف فمها بصدمة وضربت هدى صدرها وقالت : يا حسرتي على البنية , أزهار حبيبتي اش صار فيك ؟؟
دخلت العنود اللي سمعت الهنوف تنادي أمها وهي تسأل : أمي اش فيه ؟؟
قالت الهنوف وهي تعصر يد العنود بيد واليد الثانية قابضة على موضع قلبها : عنووود الحقي , أزهار مهي عارفتنا وتبغى أمها وأخوانها ..
انقبض قلب العنود وحست كإنه يد باااااارده قاعده تعصر فيه بقوة , قالت أزهار
وهي تقطب حواجبها وتحاول تتذكر : أنا اش جابني هنا ؟؟ أنا في مصر دحين ؟؟
وفتحت الستارة وطالعت لبرى ورجعت طالعت في الحريم الثلاثة وصرخت برعب : ليش واقفين وتطالعون فيه كذا ؟؟ تكلموا ..
قالت العنود وهي تحس بالخوف يذوب عظامها : أروح أنادي أبويه ..
قالت الهنوف وهي تشرد من الغرفة : أنا أناديه انتي خليك هنا ..
تحركت أزهار وقالت : خلوني أخرج ..
مسكتها العنود من ذراعها وهي تقول : أزهار بتروحين فين ؟؟
صرخت وهي تفلت يدها : سيبينييييييييي , أبغى أمي , عماااااااااااااااار , انتوا ليش حابسيني هنا ..
ضمتها العنود وقالت بصوت هادي مناقض لخوفها الداخلي وهي تقاوم صراعات أزهار عشان تنفلت من بين يدينها : حبيبتي ما حبسناك , إنتي تعيشين معانا هنا , إحنا قرايب لأبوك , وعمر كان هنا قبل شوي ..
هدت أزهار لمن سمعت اسم عمر وبعدت عنها بخشونة وهي تسأل بلهفة : عمر وينه دحين ؟؟ أنا فين ؟؟
قالت العنود وهي تحس الدموع تحاربها عشان تنزل : انتي في بيتنا دحين , هذي أمي هدى ..
مسحت هدى دموعها وقالت بحسرة وهي مهي قادرة تتقدم وتضم أزهار : يا حبيبتي انتي ..
قطبت أزهار حواجبها وسألت باستغراب : أمك تصيح عليه ليه ؟؟
دمعت عيون العنود وهي تهمس : لأنك غاليه عليها , غاليه علينا كلنا ..
سألت أزهار بشك بعد لحظة تفكييييير عميقة : إحنا فين ؟؟
قالت العنود بصوت متهدج من البكا : في بيتـ...
قاطعتها أزهار بصراخ : في بيتكم عارفة خلاص , في مصر ولا السعودية ؟؟ ..
نزلت دموعها على خدودها وهي تشوف عيون أزهار الزايغة وحركاتها الغير متزنة وقالت : السعودية , جدة ..
تحركت أزهار يمين ويسار وهي تبعد خصلات شعرها بيدين مرتجفة وطالعت فيهم وهي تقول : إحنا في جدة , أجل ليش أعيش عندكم وأنا عندي بيت هنا ؟؟
كانت تحس عقلها زي الجلي , مو قادر يمسك معلومة وحدة , مو قادر يهيأ لها وضع محدد تكون فيه , حست نفسها تسبح في اللاتفكير , لمن يصحى الإنسان من نوم عميييييييييييييق و يتفجأ إنه يمر بلحظة يحاول يدرك فيها واقعه وفي أي يوم وأي ساعه قبل ما يتذكر كل شي في ثانية , أزهار حست نفسها محبوسة داخل هذي اللحظة , تحاول تفوق لكن عقلها هلامي , حطت يدينها على جوانب راسها وضغطتها بقوة , هذي الحرمة اللي قدامها أمها , لكن أمها مزنة , وهذولي البنتين اللي قدامها , العنود والبندري أخواتها لكن أخوانها عمار وعمر وعمير وهي البنت الوحيدة , كيف صار لها أمين , وكيف صار لها أخوات وهي البنت الوحيدة , معقولة لها حياتين مختلفة , و الهنوف راحت تنادي أبوها , لكن هي أبوها مات من 20 سنة , هي ليه تحس إنها مفروض تكون في مصر ؟؟ أمها ليه سابتها عند قرايب أبوها اللي تحسهم أمها وأخواتها ؟؟ أخوانها ليه سابوها عندهم ؟؟ يكنون راحوا مصر لوحدهم ؟؟ لا بس هي كانت في الأردن مع عمار وأمها ولحقوا بهم عمر وعمير , كيف رجعوها جدة ؟؟ طيب هي ليه في جدة ومهي في الأردن ؟؟ المفروض تكون في مصر , رصت يدينها على راسها أكثر وهي تقول : راسي , راسي يعورني ..
طاحت على ركبها وهي ترص راسها بقوة وهي تقول : راسي , راسي ..
دخل عليها رجال حسته أبوها وعقلها يصرخ أبوك مات من 20 سنة ما تفهمين ؟؟ زاد صداعها وبدأت تئن بصوت عالي و ما حست بنفسها إلا وهي مشيولة بين يدين الرجال وهو يصرخ : قولي لسوناردي يشغل السيارة , بسرعه ..
غمضت عيونها وهي تفكر إنها كان مفروض تكون في مصر , ليه ما تدري ؟؟
*************************
وقفت العنود في الممر وأبوها جنبها وعمر رايح جاي وسط الممر وهو يستغفر ويسبح , كانت العنود حاسه إنه يلوم نفسه بداخله وإنه صابتها هالحالة من مقابلته لها , طالعت في باب العيادة المقفول وهي تتساءل اش اللي يصير جوة ..
ابتسم مطلق وقال : زين يعني متذكرة إنك تجيني ..
قطبت حواجبها ولفت عليه وسألته : إيووه صح , أنا ليش كنت أجيك ؟؟
كان لأول مرة من فاقت من غيبوبتها الأولى يشوف وجهها , كان جمييييل ومحلو أكثر من السابق لكن عيونها تااااااااايهة , قال بهدوء : مو مفروض انتي تتذكرين وتقولين لي ؟؟
فكرت شوية وقالت بصوت تايه وهي تطالع في السقف : دكتوووور , أنا ليش أحس إنه عندي عايلتين ؟؟ ...
وضحكت وقالت وهي تأشر بيدها : الرجال اللي برى أبويه مع إنه أبويه مات من زماااااااااان ..
قطب حواجبه غصب عنه وقال بحزم : أزهااااار , ركزي معايا ..
لفت عليه وهي مبوزة , تمالك الخوف اللي ملى قلبه وقال وهو يحط دفتره على جنب : أزهار بإيش تفكرين دحين ؟؟
درات عيونها وهي تفكر : مممممممممممم , مفروض أكون في مصر ..
رفع حواجبه بدهشة وهو يقول : ليييييه ؟؟
: ما أدري , بس أحس كذا ..
: طيب مين تحبين أكثر عمر ولا العنود ؟؟
هزت أكتافها وقالت بصوت ذابل تايه : ما أدري , كلهم يمكن , هم أخواني لكنهم ........
وسكتت طويييييل بعدين قالت بابتسامه : تخيل مهم أخوان بعض !!! كييييييف ؟؟ ما أدري ..
قام بسرعة وفتح دولابه وخرج إبره وعباها محلول وجا وهو يقول : أزهار بأعطيك دوا ينومك دحين عشان ترتاحين ..
قالت وهي تلف عليه : دكتووووور
وفتحت الستارة وطالعت لبرى ورجعت طالعت في الحريم الثلاثة وصرخت برعب : ليش واقفين وتطالعون فيه كذا ؟؟ تكلموا ..
قالت العنود وهي تحس بالخوف يذوب عظامها : أروح أنادي أبويه ..
قالت الهنوف وهي تشرد من الغرفة : أنا أناديه انتي خليك هنا ..
تحركت أزهار وقالت : خلوني أخرج ..
مسكتها العنود من ذراعها وهي تقول : أزهار بتروحين فين ؟؟
صرخت وهي تفلت يدها : سيبينييييييييي , أبغى أمي , عماااااااااااااااار , انتوا ليش حابسيني هنا ..
ضمتها العنود وقالت بصوت هادي مناقض لخوفها الداخلي وهي تقاوم صراعات أزهار عشان تنفلت من بين يدينها : حبيبتي ما حبسناك , إنتي تعيشين معانا هنا , إحنا قرايب لأبوك , وعمر كان هنا قبل شوي ..
هدت أزهار لمن سمعت اسم عمر وبعدت عنها بخشونة وهي تسأل بلهفة : عمر وينه دحين ؟؟ أنا فين ؟؟
قالت العنود وهي تحس الدموع تحاربها عشان تنزل : انتي في بيتنا دحين , هذي أمي هدى ..
مسحت هدى دموعها وقالت بحسرة وهي مهي قادرة تتقدم وتضم أزهار : يا حبيبتي انتي ..
قطبت أزهار حواجبها وسألت باستغراب : أمك تصيح عليه ليه ؟؟
دمعت عيون العنود وهي تهمس : لأنك غاليه عليها , غاليه علينا كلنا ..
سألت أزهار بشك بعد لحظة تفكييييير عميقة : إحنا فين ؟؟
قالت العنود بصوت متهدج من البكا : في بيتـ...
قاطعتها أزهار بصراخ : في بيتكم عارفة خلاص , في مصر ولا السعودية ؟؟ ..
نزلت دموعها على خدودها وهي تشوف عيون أزهار الزايغة وحركاتها الغير متزنة وقالت : السعودية , جدة ..
تحركت أزهار يمين ويسار وهي تبعد خصلات شعرها بيدين مرتجفة وطالعت فيهم وهي تقول : إحنا في جدة , أجل ليش أعيش عندكم وأنا عندي بيت هنا ؟؟
كانت تحس عقلها زي الجلي , مو قادر يمسك معلومة وحدة , مو قادر يهيأ لها وضع محدد تكون فيه , حست نفسها تسبح في اللاتفكير , لمن يصحى الإنسان من نوم عميييييييييييييق و يتفجأ إنه يمر بلحظة يحاول يدرك فيها واقعه وفي أي يوم وأي ساعه قبل ما يتذكر كل شي في ثانية , أزهار حست نفسها محبوسة داخل هذي اللحظة , تحاول تفوق لكن عقلها هلامي , حطت يدينها على جوانب راسها وضغطتها بقوة , هذي الحرمة اللي قدامها أمها , لكن أمها مزنة , وهذولي البنتين اللي قدامها , العنود والبندري أخواتها لكن أخوانها عمار وعمر وعمير وهي البنت الوحيدة , كيف صار لها أمين , وكيف صار لها أخوات وهي البنت الوحيدة , معقولة لها حياتين مختلفة , و الهنوف راحت تنادي أبوها , لكن هي أبوها مات من 20 سنة , هي ليه تحس إنها مفروض تكون في مصر ؟؟ أمها ليه سابتها عند قرايب أبوها اللي تحسهم أمها وأخواتها ؟؟ أخوانها ليه سابوها عندهم ؟؟ يكنون راحوا مصر لوحدهم ؟؟ لا بس هي كانت في الأردن مع عمار وأمها ولحقوا بهم عمر وعمير , كيف رجعوها جدة ؟؟ طيب هي ليه في جدة ومهي في الأردن ؟؟ المفروض تكون في مصر , رصت يدينها على راسها أكثر وهي تقول : راسي , راسي يعورني ..
طاحت على ركبها وهي ترص راسها بقوة وهي تقول : راسي , راسي ..
دخل عليها رجال حسته أبوها وعقلها يصرخ أبوك مات من 20 سنة ما تفهمين ؟؟ زاد صداعها وبدأت تئن بصوت عالي و ما حست بنفسها إلا وهي مشيولة بين يدين الرجال وهو يصرخ : قولي لسوناردي يشغل السيارة , بسرعه ..
غمضت عيونها وهي تفكر إنها كان مفروض تكون في مصر , ليه ما تدري ؟؟
*************************
وقفت العنود في الممر وأبوها جنبها وعمر رايح جاي وسط الممر وهو يستغفر ويسبح , كانت العنود حاسه إنه يلوم نفسه بداخله وإنه صابتها هالحالة من مقابلته لها , طالعت في باب العيادة المقفول وهي تتساءل اش اللي يصير جوة ..
ابتسم مطلق وقال : زين يعني متذكرة إنك تجيني ..
قطبت حواجبها ولفت عليه وسألته : إيووه صح , أنا ليش كنت أجيك ؟؟
كان لأول مرة من فاقت من غيبوبتها الأولى يشوف وجهها , كان جمييييل ومحلو أكثر من السابق لكن عيونها تااااااااايهة , قال بهدوء : مو مفروض انتي تتذكرين وتقولين لي ؟؟
فكرت شوية وقالت بصوت تايه وهي تطالع في السقف : دكتوووور , أنا ليش أحس إنه عندي عايلتين ؟؟ ...
وضحكت وقالت وهي تأشر بيدها : الرجال اللي برى أبويه مع إنه أبويه مات من زماااااااااان ..
قطب حواجبه غصب عنه وقال بحزم : أزهااااار , ركزي معايا ..
لفت عليه وهي مبوزة , تمالك الخوف اللي ملى قلبه وقال وهو يحط دفتره على جنب : أزهار بإيش تفكرين دحين ؟؟
درات عيونها وهي تفكر : مممممممممممم , مفروض أكون في مصر ..
رفع حواجبه بدهشة وهو يقول : ليييييه ؟؟
: ما أدري , بس أحس كذا ..
: طيب مين تحبين أكثر عمر ولا العنود ؟؟
هزت أكتافها وقالت بصوت ذابل تايه : ما أدري , كلهم يمكن , هم أخواني لكنهم ........
وسكتت طويييييل بعدين قالت بابتسامه : تخيل مهم أخوان بعض !!! كييييييف ؟؟ ما أدري ..
قام بسرعة وفتح دولابه وخرج إبره وعباها محلول وجا وهو يقول : أزهار بأعطيك دوا ينومك دحين عشان ترتاحين ..
قالت وهي تلف عليه : دكتووووور
, أحس عقلي زي جيلي الليمون ..
ابتسم وقال وهو يحقنها : اش معنى جلي ليمون مو توت ؟؟
ابتسمت وقالت بهمس : يمكن لأني أحب الليمون ..
وبدأ كلامها الغير متزن يتباطأ ولسانها يثقل وأخيرا نامت , طااااااااااالع فيها ومد يده بيمسد شعرها لكنه وقف يده في اللحظة الأخيرة , زفر واستند على مكتبه وهو يفرك عيونه بتعب , وبعد ما سحب نفس عميق فتح الباب ودخلهم , وقفت العنود جنب السرير اللي فيه أزهار وجلسوا الإثنين قبال مطلق اللي فرك عيونه وفتح دفتره وكتب فيه كم شي وقفله وهو يقول : باختصار وبلغة بسيطة من دون ما أدخل في متاهات المصطلحات العلمية المشكلة و ما فيها , عقلها استعاد ذاكرته وهذا اللي كنا نبغى نوصل له , لكن .........
وتبادل معاهم نظرة طويله قبل ما يكمل : في جزء كبير ناقص , حلقة مفقودة في وسط الأحداث , عقلها رافض يطلعه أو حتى يسترجعه , انعدام هذا الجزء في ذاكرتها خلاها مهي مركزة , مهي قادرة على ربط الأشياء ..
قال عمر بخوف : والحل ؟؟ كيف نساعدها ؟؟
هز أكتافه وجاوب : الوقت , الحل الوحيد حاليا هو انكم تعطونها وقت تتذكر فيه براحة وطبعا هذا لازم يكون بعيد عنكم وعن أي محيط آخر , يعني في المستشفى في القسم اللي أشرف عليه ..
قال عمر بصدمة : القسم النفسي , ليييييييييه ؟؟ حالتها صعبة ..
قال مطلق وهو يتنهد : برضو هذا مانحكم عليه إلا بعد إشراف كم يوم على أزهار ..
بعد سلسلة محادثات و مناقشااااات حادة وقع أحمد على أوراق أزهار ودخلوها في غرفة في قسم المرضى النفسيين , وبما أنها مستشفى حكومي منعوا وجود أي مرافق لأزهار ..
رجعت العنود للبيت بقلب كسير وهناك لقيت أمها والهنوف والبندري بانتظارها في الصالة , رمتهم بنظرة تعب وانهارت على الأرض وهي مغطية وجهها وتصيح من قلبها من عرفوا أخواتها من أبوهم اش صار فتحوا مناحة ليش أزهار منومة , دخل أحمد غرفة نومه وهو مهو عارف يواسي نفسه ولا بناته ولا زوجته ..
وفي المستشفى قعد عمر في كراسي الانتظار في المستشفى وهو يستنى الصباح يطلع عشان يزور أخته ..
***********************
الساعة 2 في الليل في نفس اليوم :
في فيلا أبو جاسم :
: عنووووووووووود ..
لفت العنود على الهنوف وقالت وهي تدق من جوالها : هنوف اهجدي , لازم نقوله على اللي صار , الحيوان مقفل جواله ..
قالت الهنوف : بس هذا رقم غريب ..
ضربت راس الهنوف وقالت وهي تضغط زر الاتصال : تراك صدعتي راسي , هذا الرقم اللي دق عليه ذاك اليوم على جوال أزهار , فاكرة ..
حطت الجوال على إذنها وانتظرت ..
طالع عدنان في الرقم الغريب وطالع في الوقت ورد : نعم ..
مارد عليه أحد لكنه كان سامع أصوات فسأل : مين معايا ؟؟
بعدت العنود الجوال وقالت بهمس : ما أعرف هذا مين ؟؟ اش أقول ؟؟
قالت الهنوف بهمس : أنا اش دراني , قلتلك لا تدقين لكنك ما سمعتي ..
انتفضت وقالت : صك الخط ..
قالت الهنوف بعصبية : أجل بيستنى حضرتك إلين تقررين تتكلمين ولا لا !!!
رجعت دقت الرقم وهي تقول : بأكلمه ويصير اللي يصير ..
أول مارد قال بعصبية : اذا بتسوي حركات استهبال لا عاد تتصل ..
قالت بهمس وهي تأشر بيدها لأختها يعني إلحقيني : السلام عليكم ..
انصدم عدنان من الصوت الناعم فقال بخشونة : خير ..
قطبت العنود حواجبها وقالت هالمرة بصوت واضح : ممكن أكلم جاسم ..
استغرب عدنان , مين اللي تتصل على جواله وتطلب جاسم , جا في باله ليلى ليه ما يدري , قال بخشونة أكثر : مين أقوله ؟؟
سألت بهمس للهنوف : مين أقوله ؟؟
قالت الهنوف بتريقة : قوليله أمه ..
: يا سخافتك ..
قالتها بهمس ورجعت قالت للرجال الغريب : قوله أخته ..
صك الخط في وجهها وهو حاس بدمه يفور من الغيض , يعني بتستهبل عليه ليلى هو ما حسب إنه جاسم يطلع له رقم جديد وهو ناوي يبدأ مرحلة جديدة ..
: الحيوااااااااااااااااااااااااااااااااااااااان , صك الخط في وجهي , الزفففففففففففت ..
قالت الهنوف وهي تشوفها ترجع تدق وهي شوية وتكسر الجوال : العنود خلاااااص , بلاش مشاكل ..
أول مارد عدنان قال : شوفي لو عاد اتصلتي ..
صرخت فيه بعصبية تقاطعه : شوف انت يا أخخخخخخخخخ يا تعطيني جاسم دحين ولا والــلـــه أشتكيك له , عندنا مشكلة كبيرة في البيت ولازم أكلمه دحين , ما عندي رقم له إلا هذا الرقم , جواله مغلق ورقم البيت الزفففففت مشبك في الفاكس ..
طالع عدنان في جاسم اللي داخل الغرفة توه خارج من الحمام وهو لاف المنشفة على خصره , مد الجوال له وقال بهدوء : وحده معصبة شايلة طيران عبد القادر تبغاك ..
مسك جاسم الجوال وقال : نعم ........ عنود ..
وبعد الجوال عن إذنه على طول وصوت العنود خارج برى السماعه وهي تصرخ : مقفل جوالك ليه يا حمااااااااااااار , والدب اللي جنبك هذا ارفسه في بطنه , كم مرة قفل الخط في وجهي ؟؟ لي ساعة أدقدق على جوالك مـغـلـق, ياخي اتق الله , لو مات أبوية ولا أمي و انت قافل جوالك ؟؟..
بعد جاسم عن صاحبه وهو يقول من بين أسنانه : رخي صوتك الملعلع هذا ولا والله بأصك الخط في وجهك , أنا غيرت رقمي من زمان ما قفلت جوال
ابتسم وقال وهو يحقنها : اش معنى جلي ليمون مو توت ؟؟
ابتسمت وقالت بهمس : يمكن لأني أحب الليمون ..
وبدأ كلامها الغير متزن يتباطأ ولسانها يثقل وأخيرا نامت , طااااااااااالع فيها ومد يده بيمسد شعرها لكنه وقف يده في اللحظة الأخيرة , زفر واستند على مكتبه وهو يفرك عيونه بتعب , وبعد ما سحب نفس عميق فتح الباب ودخلهم , وقفت العنود جنب السرير اللي فيه أزهار وجلسوا الإثنين قبال مطلق اللي فرك عيونه وفتح دفتره وكتب فيه كم شي وقفله وهو يقول : باختصار وبلغة بسيطة من دون ما أدخل في متاهات المصطلحات العلمية المشكلة و ما فيها , عقلها استعاد ذاكرته وهذا اللي كنا نبغى نوصل له , لكن .........
وتبادل معاهم نظرة طويله قبل ما يكمل : في جزء كبير ناقص , حلقة مفقودة في وسط الأحداث , عقلها رافض يطلعه أو حتى يسترجعه , انعدام هذا الجزء في ذاكرتها خلاها مهي مركزة , مهي قادرة على ربط الأشياء ..
قال عمر بخوف : والحل ؟؟ كيف نساعدها ؟؟
هز أكتافه وجاوب : الوقت , الحل الوحيد حاليا هو انكم تعطونها وقت تتذكر فيه براحة وطبعا هذا لازم يكون بعيد عنكم وعن أي محيط آخر , يعني في المستشفى في القسم اللي أشرف عليه ..
قال عمر بصدمة : القسم النفسي , ليييييييييه ؟؟ حالتها صعبة ..
قال مطلق وهو يتنهد : برضو هذا مانحكم عليه إلا بعد إشراف كم يوم على أزهار ..
بعد سلسلة محادثات و مناقشااااات حادة وقع أحمد على أوراق أزهار ودخلوها في غرفة في قسم المرضى النفسيين , وبما أنها مستشفى حكومي منعوا وجود أي مرافق لأزهار ..
رجعت العنود للبيت بقلب كسير وهناك لقيت أمها والهنوف والبندري بانتظارها في الصالة , رمتهم بنظرة تعب وانهارت على الأرض وهي مغطية وجهها وتصيح من قلبها من عرفوا أخواتها من أبوهم اش صار فتحوا مناحة ليش أزهار منومة , دخل أحمد غرفة نومه وهو مهو عارف يواسي نفسه ولا بناته ولا زوجته ..
وفي المستشفى قعد عمر في كراسي الانتظار في المستشفى وهو يستنى الصباح يطلع عشان يزور أخته ..
***********************
الساعة 2 في الليل في نفس اليوم :
في فيلا أبو جاسم :
: عنووووووووووود ..
لفت العنود على الهنوف وقالت وهي تدق من جوالها : هنوف اهجدي , لازم نقوله على اللي صار , الحيوان مقفل جواله ..
قالت الهنوف : بس هذا رقم غريب ..
ضربت راس الهنوف وقالت وهي تضغط زر الاتصال : تراك صدعتي راسي , هذا الرقم اللي دق عليه ذاك اليوم على جوال أزهار , فاكرة ..
حطت الجوال على إذنها وانتظرت ..
طالع عدنان في الرقم الغريب وطالع في الوقت ورد : نعم ..
مارد عليه أحد لكنه كان سامع أصوات فسأل : مين معايا ؟؟
بعدت العنود الجوال وقالت بهمس : ما أعرف هذا مين ؟؟ اش أقول ؟؟
قالت الهنوف بهمس : أنا اش دراني , قلتلك لا تدقين لكنك ما سمعتي ..
انتفضت وقالت : صك الخط ..
قالت الهنوف بعصبية : أجل بيستنى حضرتك إلين تقررين تتكلمين ولا لا !!!
رجعت دقت الرقم وهي تقول : بأكلمه ويصير اللي يصير ..
أول مارد قال بعصبية : اذا بتسوي حركات استهبال لا عاد تتصل ..
قالت بهمس وهي تأشر بيدها لأختها يعني إلحقيني : السلام عليكم ..
انصدم عدنان من الصوت الناعم فقال بخشونة : خير ..
قطبت العنود حواجبها وقالت هالمرة بصوت واضح : ممكن أكلم جاسم ..
استغرب عدنان , مين اللي تتصل على جواله وتطلب جاسم , جا في باله ليلى ليه ما يدري , قال بخشونة أكثر : مين أقوله ؟؟
سألت بهمس للهنوف : مين أقوله ؟؟
قالت الهنوف بتريقة : قوليله أمه ..
: يا سخافتك ..
قالتها بهمس ورجعت قالت للرجال الغريب : قوله أخته ..
صك الخط في وجهها وهو حاس بدمه يفور من الغيض , يعني بتستهبل عليه ليلى هو ما حسب إنه جاسم يطلع له رقم جديد وهو ناوي يبدأ مرحلة جديدة ..
: الحيوااااااااااااااااااااااااااااااااااااااان , صك الخط في وجهي , الزفففففففففففت ..
قالت الهنوف وهي تشوفها ترجع تدق وهي شوية وتكسر الجوال : العنود خلاااااص , بلاش مشاكل ..
أول مارد عدنان قال : شوفي لو عاد اتصلتي ..
صرخت فيه بعصبية تقاطعه : شوف انت يا أخخخخخخخخخ يا تعطيني جاسم دحين ولا والــلـــه أشتكيك له , عندنا مشكلة كبيرة في البيت ولازم أكلمه دحين , ما عندي رقم له إلا هذا الرقم , جواله مغلق ورقم البيت الزفففففت مشبك في الفاكس ..
طالع عدنان في جاسم اللي داخل الغرفة توه خارج من الحمام وهو لاف المنشفة على خصره , مد الجوال له وقال بهدوء : وحده معصبة شايلة طيران عبد القادر تبغاك ..
مسك جاسم الجوال وقال : نعم ........ عنود ..
وبعد الجوال عن إذنه على طول وصوت العنود خارج برى السماعه وهي تصرخ : مقفل جوالك ليه يا حمااااااااااااار , والدب اللي جنبك هذا ارفسه في بطنه , كم مرة قفل الخط في وجهي ؟؟ لي ساعة أدقدق على جوالك مـغـلـق, ياخي اتق الله , لو مات أبوية ولا أمي و انت قافل جوالك ؟؟..
بعد جاسم عن صاحبه وهو يقول من بين أسنانه : رخي صوتك الملعلع هذا ولا والله بأصك الخط في وجهك , أنا غيرت رقمي من زمان ما قفلت جوال
الساعة السابعة صباح يوم الأحد 2 / 4 / 1427 هـ :
في مستشفى الملك فهد عنبر المرضى النفسيين :
فتحت أزهار عيونها ببطء وهي ترمش بسبب الضوء الغريب اللي يغمرها , يولع شوية ويتلاشى ويرجع يولع , وصلها صوت صفير متقطع ممزوج بصوت صراخ غريب وهمهمة مزعجة وصوت نسائي حاد : هزا مريز مافي نوووووم دكتور , كله سويه هااااااااااهاااااااااااا..
: أعطية إبرة منوم ..
اكتشفت إن النور اللي جهرها مجرد لمبة صغيرة على طرف جهاز كله أزرار , كانت تبغى تلف لكن جسمها ماطاوعها , حست نفسها صخرة مايتحرك فيها إلا عيونها , كانت تبغى تشوف من هذا اللي وراها واللي تحسه يهمهم في أذنها
غمضت عيونها اللي ماقدرت تثبتها أكثر وغاصت في سوااااد كبيييير , شوية شوية السواد هذا بدأ يتلون للون أزرق مخضر وسماوي وأبيض وأصفر ...
فتحت عونها وشهقت لمن لقيت نفسها لسه وسط البحر وهي طافية بسبب سترة النجاة , كانت تحس وسطها يعورها بسبب عدم ارتكاز رجولها على سطح صلب لفترة طويلة , وبسبب السترة كان من الصعب إنها تنسدح على ظهرها وتسترخي , كانت في أصوات حولينها ورجة لكنها أول ما طالعت في ساعتها , لاحقة تشوف الهم اللي هي فيه , كانت مهي متأكدة من صحة ساعتها بسبب التكثف اللي على سطحها الداخلي بسبب نقاط الموية اللي نفذت لها , الأصوات كانت تتزايد بشكل غريب و تعلى , مسحت السطح بأصابع بيضا مجعده وطقطقت عليها إلين قدرت تلمح إنها في الظهر , لكن في أي يوم , النوم المتقطع والصحيان بسبب الجوع والعطش والنوم مرة ثانية ما خلاها تحس هي في أي يوم , كان الشي الوحيد اللي يحسسها بالأمان لمن تلقى إنها في وقت صلاة فتتوضأ وتصلي , سمعت أصوات حادة تخترق الضوضاء ممزوجة بصراخ وعويل وصوت تخبيط على الموية , طالعت تدور عن الجماعة اللي كانوا معاها آخر مرة وقبل ما تلف وراها نحو الرجة يد مسكت كتفها , صرخت بخوف وهي تسبح وتحاول تتملص منه ..
: أزهااااار ..
الصوت اللي نطق اسمها خلاها تتجمد وتلف بحماس صرخت وهي تضمه : عماااااااااار , ما أصدق عمااااااااااااار ..
تأوه بألم وقال : الحمد لله , انتي حية ..
بعدت عنه وطالعت في وجهه كان شااااااااحب وهو راص بيده اليمين عضده اليسار اللي الدم ينزل منه ويسوي بركة ملونه على سطح الموية , شهقت وقالت : عمار يدك ..
قال بصوت تعبان : دوبي انجرحت لمن انقلب القارب اللي كنت فيه ..
شهقت وقالت : دوبك , قارب ..
وانتبهت تو للناس والخليقة اللي تحاول تسبح واللي يدور على شخص كان معاه , ضمت عمار بقوة وهي تهمس : وين كنت ؟؟ خليتوني لوحدي , كنت بأنجن ..
غمض عيونه بألم وهو يسمع عبارة خليتوني لوحدي , ضمها وهو يئن غصب عنه , بعدت عنه وقالت بخوف : عموري يدك ..
قال وهو يبتسم : ما عليك هو بسيط بس شكله بسبب الموية مو راضي يوقف نزف , عرفتك من بعيد , ما شاء الله متحجبة ..
كانت تقرأ في عيونه شي غريب , مسح على راسها اللي ما نزلت الطرحة عنه وسأل : كيف مر عليك الأمس ؟؟
قالت باستنكار : هو الأمس بس , من غرقنا وأنا بموت خوف و جيعانة وعطشانة كمان ..
سكت , ما كان يبغى ينبهها إنهم دوبهم ظهر الجمعة ولسه ما كملوا 14 ساعة من غرقت السفينة , كان جرحه يعوره وفوق هذا كله ملوحة البحر تحرقه وتحسسه بنار على طول ذراعه , أي قوارب هذه اللي يطلقون عليها قوارب نجاة , الحديد مصدي ومتآكل كان مستعد ينقز من القارب لمن لمحها من بعيد لكن الناس اللي كانوا معاها تدافعوا على القارب وسووا خلل في توازن القارب اللي انقلب بهم كلهم , يده انحشرت في مكان و ما حس إلا بسخونة غريبة في ذراعه قبل ما يغطس في الموية , حمد ربه إنه لابس سترة نجاة , ومن ارتفع سبح لأزهار اللي شهقت وفاقت من نومها ورغم كل هالضوضاء مالفت تشوف الرجة اللي وراها , ابتسم وسألها : قابلتي أمي ولا واحد من أخواني ؟؟
ما قدرت تقوله أمي وعمر غرقوا , سألته عشان تتفادى الإجابة : إنت ما شفتهم ؟؟ ما شفت عمير؟؟ انت رحت تدور عليه صح ؟؟
قال وهو يلف عيونه عنها : إن شاء الله إنهم في واحد من القوارب أو في مكان وصلته النجدة ..
قبل مايحول عيونه عنها قرت فيها ألم غريييييب , هزت راسها بإيوه وهي تحس بألم فضيع بداخلها وهمست : إن شاء الله ..
مسحت على لحيته وقالت بحب : المهم إنك عندي هنا ..
رجعت لعيونه نظرة غريبة مختلفة وهو يقول بهدوء : أهم شي أبغاك قوية ومؤمنة بقضاء الله وقدره , زهورتي , ترى الدنيا معبر ولازم تنتهي يوم والدار الحقيقة هي الآخرة اللي فيها الخلود ..
حست بخوف من كلماته فقالت : عارفة مو لازم تقولي ..
قال بصوت حازم مناقض للحنان اللي في عيونه : اسمعي مني , إذا افترقنا في الدنيا الجنة موعدنا إن شاء الله ..
بدأت دموعها تنزل , ليش تحسه قاعد يودعها ؟؟ ليش يحسسها بهالشعور وهي الخايفة اللي ما صدقت تقابله ؟؟ قال برباطة جأش عجيبة : حبيبتي احنا في عرض البحر ولازم تكون فيه كائنات مهي زي الموجودة على الشاطي زي القروش وغيرها , ومعروف إنه سمك القرش يشم ريحة الدم من آلاف الكيلو مترات ...
صرخت وهي تطالع في يده : لاااااااا
في مستشفى الملك فهد عنبر المرضى النفسيين :
فتحت أزهار عيونها ببطء وهي ترمش بسبب الضوء الغريب اللي يغمرها , يولع شوية ويتلاشى ويرجع يولع , وصلها صوت صفير متقطع ممزوج بصوت صراخ غريب وهمهمة مزعجة وصوت نسائي حاد : هزا مريز مافي نوووووم دكتور , كله سويه هااااااااااهاااااااااااا..
: أعطية إبرة منوم ..
اكتشفت إن النور اللي جهرها مجرد لمبة صغيرة على طرف جهاز كله أزرار , كانت تبغى تلف لكن جسمها ماطاوعها , حست نفسها صخرة مايتحرك فيها إلا عيونها , كانت تبغى تشوف من هذا اللي وراها واللي تحسه يهمهم في أذنها
غمضت عيونها اللي ماقدرت تثبتها أكثر وغاصت في سوااااد كبيييير , شوية شوية السواد هذا بدأ يتلون للون أزرق مخضر وسماوي وأبيض وأصفر ...
فتحت عونها وشهقت لمن لقيت نفسها لسه وسط البحر وهي طافية بسبب سترة النجاة , كانت تحس وسطها يعورها بسبب عدم ارتكاز رجولها على سطح صلب لفترة طويلة , وبسبب السترة كان من الصعب إنها تنسدح على ظهرها وتسترخي , كانت في أصوات حولينها ورجة لكنها أول ما طالعت في ساعتها , لاحقة تشوف الهم اللي هي فيه , كانت مهي متأكدة من صحة ساعتها بسبب التكثف اللي على سطحها الداخلي بسبب نقاط الموية اللي نفذت لها , الأصوات كانت تتزايد بشكل غريب و تعلى , مسحت السطح بأصابع بيضا مجعده وطقطقت عليها إلين قدرت تلمح إنها في الظهر , لكن في أي يوم , النوم المتقطع والصحيان بسبب الجوع والعطش والنوم مرة ثانية ما خلاها تحس هي في أي يوم , كان الشي الوحيد اللي يحسسها بالأمان لمن تلقى إنها في وقت صلاة فتتوضأ وتصلي , سمعت أصوات حادة تخترق الضوضاء ممزوجة بصراخ وعويل وصوت تخبيط على الموية , طالعت تدور عن الجماعة اللي كانوا معاها آخر مرة وقبل ما تلف وراها نحو الرجة يد مسكت كتفها , صرخت بخوف وهي تسبح وتحاول تتملص منه ..
: أزهااااار ..
الصوت اللي نطق اسمها خلاها تتجمد وتلف بحماس صرخت وهي تضمه : عماااااااااار , ما أصدق عمااااااااااااار ..
تأوه بألم وقال : الحمد لله , انتي حية ..
بعدت عنه وطالعت في وجهه كان شااااااااحب وهو راص بيده اليمين عضده اليسار اللي الدم ينزل منه ويسوي بركة ملونه على سطح الموية , شهقت وقالت : عمار يدك ..
قال بصوت تعبان : دوبي انجرحت لمن انقلب القارب اللي كنت فيه ..
شهقت وقالت : دوبك , قارب ..
وانتبهت تو للناس والخليقة اللي تحاول تسبح واللي يدور على شخص كان معاه , ضمت عمار بقوة وهي تهمس : وين كنت ؟؟ خليتوني لوحدي , كنت بأنجن ..
غمض عيونه بألم وهو يسمع عبارة خليتوني لوحدي , ضمها وهو يئن غصب عنه , بعدت عنه وقالت بخوف : عموري يدك ..
قال وهو يبتسم : ما عليك هو بسيط بس شكله بسبب الموية مو راضي يوقف نزف , عرفتك من بعيد , ما شاء الله متحجبة ..
كانت تقرأ في عيونه شي غريب , مسح على راسها اللي ما نزلت الطرحة عنه وسأل : كيف مر عليك الأمس ؟؟
قالت باستنكار : هو الأمس بس , من غرقنا وأنا بموت خوف و جيعانة وعطشانة كمان ..
سكت , ما كان يبغى ينبهها إنهم دوبهم ظهر الجمعة ولسه ما كملوا 14 ساعة من غرقت السفينة , كان جرحه يعوره وفوق هذا كله ملوحة البحر تحرقه وتحسسه بنار على طول ذراعه , أي قوارب هذه اللي يطلقون عليها قوارب نجاة , الحديد مصدي ومتآكل كان مستعد ينقز من القارب لمن لمحها من بعيد لكن الناس اللي كانوا معاها تدافعوا على القارب وسووا خلل في توازن القارب اللي انقلب بهم كلهم , يده انحشرت في مكان و ما حس إلا بسخونة غريبة في ذراعه قبل ما يغطس في الموية , حمد ربه إنه لابس سترة نجاة , ومن ارتفع سبح لأزهار اللي شهقت وفاقت من نومها ورغم كل هالضوضاء مالفت تشوف الرجة اللي وراها , ابتسم وسألها : قابلتي أمي ولا واحد من أخواني ؟؟
ما قدرت تقوله أمي وعمر غرقوا , سألته عشان تتفادى الإجابة : إنت ما شفتهم ؟؟ ما شفت عمير؟؟ انت رحت تدور عليه صح ؟؟
قال وهو يلف عيونه عنها : إن شاء الله إنهم في واحد من القوارب أو في مكان وصلته النجدة ..
قبل مايحول عيونه عنها قرت فيها ألم غريييييب , هزت راسها بإيوه وهي تحس بألم فضيع بداخلها وهمست : إن شاء الله ..
مسحت على لحيته وقالت بحب : المهم إنك عندي هنا ..
رجعت لعيونه نظرة غريبة مختلفة وهو يقول بهدوء : أهم شي أبغاك قوية ومؤمنة بقضاء الله وقدره , زهورتي , ترى الدنيا معبر ولازم تنتهي يوم والدار الحقيقة هي الآخرة اللي فيها الخلود ..
حست بخوف من كلماته فقالت : عارفة مو لازم تقولي ..
قال بصوت حازم مناقض للحنان اللي في عيونه : اسمعي مني , إذا افترقنا في الدنيا الجنة موعدنا إن شاء الله ..
بدأت دموعها تنزل , ليش تحسه قاعد يودعها ؟؟ ليش يحسسها بهالشعور وهي الخايفة اللي ما صدقت تقابله ؟؟ قال برباطة جأش عجيبة : حبيبتي احنا في عرض البحر ولازم تكون فيه كائنات مهي زي الموجودة على الشاطي زي القروش وغيرها , ومعروف إنه سمك القرش يشم ريحة الدم من آلاف الكيلو مترات ...
صرخت وهي تطالع في يده : لاااااااا
ااا ..
قال بحزم : أزهار , المؤمن ما يخاف الموت , أبغاك تكونين قوية إذا صار لي شي , أبغى البنت اللي ربيتها على الإيمان تتسلح بإيمانها في المصايب , الله يثبت الإنسان المؤمن الحق عند المصيبة ويربط على قلبه ..
ضمته وهي تقول : لاااااااااا ما حيصير لك شي , أنا متأكدة ما حيصير لك شي , عمااااااار , عمار إذا مت أنا راح أموت , والله راح أموت ..
استغفر وضمها بيده السليمة وهو يحس قلبه يتقطع من جوة على أخته اليتيمة , ضمممممها وقال بحنان : ما راح تموتين إذا ربي كاتب لك حياة , محد يموت قبل يومه , وأنا عارف إنك بتكونين قوية ..
قالت وهي تبكي وتلف يدينها حولينه وتضمه لها أكثر وهي مقهورة من سترهم اللي ما خلتها تحس بحضنه : لا ماني قوية , عمار خلاص ما أبغى أسمع أكثر ..
قال : أزهار , أبغاك توعديني إنك تكملين حفظ القرآن ..
ولمن ما جاوبته بعدها عنه وهو يقول : أوعديني ..
رفعت وجهها وطالعت فيه , كانت ثانية وحده بس اللي شافت فيها وجهه الحازم المبتسم قبل ما يطلع بوز غريب يلمع من يساره ويسحبه بسرعة رهيبة لداخل البحر , حاولت تستوعب اللي صار ما قدرت , صرخت بطول صوتها : عمااااااااااااااااااااار..
تعالت صرخات الناس اللي حولينها وشقت عنان السماء , قامت زي المجنونة تفك سترتها عشان تغطس وراه , السترة اللي كانت حاضنتها انفتحت فجأة فغطست جوة الموية بلا هدى بسبب المفاجأة , أكتافها الدافية من أشعة الشمس حست جلدها ينكمش من برودة الموية ..
رفعت راسها للسطح وهي تشهق , سمعت صوت صراخ الناس ورجتهم وهو يحاولون يشردون من هالمكان , لكن عيونها تركزت على عمار اللي شافته بعيد عنها شوية وهو يصرخ بوجع ينادي ربه وهو حاط كفه على كتفه اللي ما عاد لذراعها وجود , صرخت وهي تسبح له : عمااااااااااااااااااار ..
صرخ فيها : لا تجين يا مجنونة ..
وانسحب مرة ثانية , لكن هالمرة شافت البوز الغريب بوضوح , شافت الفكين بأسنانها الحادة المتراصة مع بعضها اللي لمعت تحت أشعة الشمس وهي تطبق بكل قوتها على خصر عمار الله صرخ صرخة زلزلت أعماقها وخلتها توقف في مكانها وهي مبلمة وعيونها مثبته على النقطة اللي غاب فيها أخوها ...
حاول عمار يتملص من فك القرش اللي أسنانه مغروزه في بطنه وظهره لكن اش حيلته بيد وحده , خرجت أنفاسه اللي ما قدر يحجزها أكثر ما آلمه شي زي ما آلمه عدم قدرته على نطق الشهادة بصوت عالي لكنها كانت ترن في باله ملايين المرات وهو يدعي إنه ربي يكتبه شهيد ويبعثه يوم القيامة شهيد ..
انتبهت من جمودها لمن طفى جسم عمار مرة ثانية , صرخت بفرحة : عمااااار ..
وسبحت له رغم محاولة بعضهم إنهم يمنعونها , و تصنمت وهي تشوفه , جزء علوي بلا أرجل , عيون شاخصة و يد وحده , صدرها حسته بيتفجر من اللي جوتها , لمسته بتردد , غمضت عيونه وضمته لصدرها وهي تتذكر آخر كلماته : إنا لله وإنا إليه راجعون , إنا لله وإنا إليه راجعون ..
جلست ترددها عشان تصبر نفسها وهي تحاول تتذكر كم مسجد أمه , كم خطبة جمعة ألقاها , كم ليلة قامها , كم عمرة اعتمرها , كم طالب حفظه القرآن , كم قبلة طبعها على جبين أمه الأرملة , كم بسمة رسمها على شفاه أخته اليتيمة , كم يوم إثنين وخميس صامهم , ضمته أكثر و صرخت ودموعها تنزل مالحة أكثر من ملوحة البحر اللي هم في : لاااااااااااااااااااااااا , عمااااااااااااااااااااااااار , لاااااااااااااااااااااااااااااااا , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ..
صرخت وهي متشبثة ببقايا أخوها وصرخت و صرخت وصرخت ...
فتحت عيونها فجأة وهي تشهق , لقيت الزر الصغير مازال يضيء ويتلاشى بلا كلل , طالعت في المحلول المغروز في ذراعها , انقلبت على جنبها اليمين بعد ما بعدت يدها عنها عشان مايتحرك المحلول , غطت وجهها بيدها اليسار وقبضت على المخدة وعصرتها وهي تدفن وجهها فيها و رصت شفايفها اللي ارتجفت بقوووووة , حست بنفس شعورها أول ما شافته , أول ما شافت أخوها الكبير اللي بالنسبة لها الأب الحنون والصديق المخلص والأخ الناصح , شهقت من كثر مهي كاتمة بكاها شهقة قوية وانفجرت بعدها تصيح وهي تصرخ من أعماقها : أنا ماني قوية ياعمااااااااااار, ماني قوية زيــك , آآآآآآآآآآآآآآآآه ...
ما حست كم مر من الوقت مابين صراخها وبين تهدئة الممرضات وبين اليدين اللي ضمتها بقوة وصاحبها يقول : زهورة خلاص , أنا هنا جنبك ..
الصوت الحنون المألوف , النبرة الخايفة , الصدر الدافي حتى الريحة كانت نفسها , قالت من بين دموعها وهي تضمه : مااااااااااااااااااااات يا عمر , عماااااااااااار مااااااااااااات , مات قدام عيوني , و ما قدرت أسوي له شي ..
قال بشجاعة وهو يمسح شعرها : أنا أمي ماتت بين يديني و ما قدرت أسوي شي , ناسية ؟؟ ليش ما سويت زيك ؟؟ لأني عارف إن البكاء ما بيرد ميت , لو بيرد البكى أحد كان رد الرسول للصحابة ..
صرخت بحرقه وهي تدفه بعيد عنها : أكـــله القررررررررررش , أكل عم
قال بحزم : أزهار , المؤمن ما يخاف الموت , أبغاك تكونين قوية إذا صار لي شي , أبغى البنت اللي ربيتها على الإيمان تتسلح بإيمانها في المصايب , الله يثبت الإنسان المؤمن الحق عند المصيبة ويربط على قلبه ..
ضمته وهي تقول : لاااااااااا ما حيصير لك شي , أنا متأكدة ما حيصير لك شي , عمااااااار , عمار إذا مت أنا راح أموت , والله راح أموت ..
استغفر وضمها بيده السليمة وهو يحس قلبه يتقطع من جوة على أخته اليتيمة , ضمممممها وقال بحنان : ما راح تموتين إذا ربي كاتب لك حياة , محد يموت قبل يومه , وأنا عارف إنك بتكونين قوية ..
قالت وهي تبكي وتلف يدينها حولينه وتضمه لها أكثر وهي مقهورة من سترهم اللي ما خلتها تحس بحضنه : لا ماني قوية , عمار خلاص ما أبغى أسمع أكثر ..
قال : أزهار , أبغاك توعديني إنك تكملين حفظ القرآن ..
ولمن ما جاوبته بعدها عنه وهو يقول : أوعديني ..
رفعت وجهها وطالعت فيه , كانت ثانية وحده بس اللي شافت فيها وجهه الحازم المبتسم قبل ما يطلع بوز غريب يلمع من يساره ويسحبه بسرعة رهيبة لداخل البحر , حاولت تستوعب اللي صار ما قدرت , صرخت بطول صوتها : عمااااااااااااااااااااار..
تعالت صرخات الناس اللي حولينها وشقت عنان السماء , قامت زي المجنونة تفك سترتها عشان تغطس وراه , السترة اللي كانت حاضنتها انفتحت فجأة فغطست جوة الموية بلا هدى بسبب المفاجأة , أكتافها الدافية من أشعة الشمس حست جلدها ينكمش من برودة الموية ..
رفعت راسها للسطح وهي تشهق , سمعت صوت صراخ الناس ورجتهم وهو يحاولون يشردون من هالمكان , لكن عيونها تركزت على عمار اللي شافته بعيد عنها شوية وهو يصرخ بوجع ينادي ربه وهو حاط كفه على كتفه اللي ما عاد لذراعها وجود , صرخت وهي تسبح له : عمااااااااااااااااااار ..
صرخ فيها : لا تجين يا مجنونة ..
وانسحب مرة ثانية , لكن هالمرة شافت البوز الغريب بوضوح , شافت الفكين بأسنانها الحادة المتراصة مع بعضها اللي لمعت تحت أشعة الشمس وهي تطبق بكل قوتها على خصر عمار الله صرخ صرخة زلزلت أعماقها وخلتها توقف في مكانها وهي مبلمة وعيونها مثبته على النقطة اللي غاب فيها أخوها ...
حاول عمار يتملص من فك القرش اللي أسنانه مغروزه في بطنه وظهره لكن اش حيلته بيد وحده , خرجت أنفاسه اللي ما قدر يحجزها أكثر ما آلمه شي زي ما آلمه عدم قدرته على نطق الشهادة بصوت عالي لكنها كانت ترن في باله ملايين المرات وهو يدعي إنه ربي يكتبه شهيد ويبعثه يوم القيامة شهيد ..
انتبهت من جمودها لمن طفى جسم عمار مرة ثانية , صرخت بفرحة : عمااااار ..
وسبحت له رغم محاولة بعضهم إنهم يمنعونها , و تصنمت وهي تشوفه , جزء علوي بلا أرجل , عيون شاخصة و يد وحده , صدرها حسته بيتفجر من اللي جوتها , لمسته بتردد , غمضت عيونه وضمته لصدرها وهي تتذكر آخر كلماته : إنا لله وإنا إليه راجعون , إنا لله وإنا إليه راجعون ..
جلست ترددها عشان تصبر نفسها وهي تحاول تتذكر كم مسجد أمه , كم خطبة جمعة ألقاها , كم ليلة قامها , كم عمرة اعتمرها , كم طالب حفظه القرآن , كم قبلة طبعها على جبين أمه الأرملة , كم بسمة رسمها على شفاه أخته اليتيمة , كم يوم إثنين وخميس صامهم , ضمته أكثر و صرخت ودموعها تنزل مالحة أكثر من ملوحة البحر اللي هم في : لاااااااااااااااااااااااا , عمااااااااااااااااااااااااار , لاااااااااااااااااااااااااااااااا , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ..
صرخت وهي متشبثة ببقايا أخوها وصرخت و صرخت وصرخت ...
فتحت عيونها فجأة وهي تشهق , لقيت الزر الصغير مازال يضيء ويتلاشى بلا كلل , طالعت في المحلول المغروز في ذراعها , انقلبت على جنبها اليمين بعد ما بعدت يدها عنها عشان مايتحرك المحلول , غطت وجهها بيدها اليسار وقبضت على المخدة وعصرتها وهي تدفن وجهها فيها و رصت شفايفها اللي ارتجفت بقوووووة , حست بنفس شعورها أول ما شافته , أول ما شافت أخوها الكبير اللي بالنسبة لها الأب الحنون والصديق المخلص والأخ الناصح , شهقت من كثر مهي كاتمة بكاها شهقة قوية وانفجرت بعدها تصيح وهي تصرخ من أعماقها : أنا ماني قوية ياعمااااااااااار, ماني قوية زيــك , آآآآآآآآآآآآآآآآه ...
ما حست كم مر من الوقت مابين صراخها وبين تهدئة الممرضات وبين اليدين اللي ضمتها بقوة وصاحبها يقول : زهورة خلاص , أنا هنا جنبك ..
الصوت الحنون المألوف , النبرة الخايفة , الصدر الدافي حتى الريحة كانت نفسها , قالت من بين دموعها وهي تضمه : مااااااااااااااااااااات يا عمر , عماااااااااااار مااااااااااااات , مات قدام عيوني , و ما قدرت أسوي له شي ..
قال بشجاعة وهو يمسح شعرها : أنا أمي ماتت بين يديني و ما قدرت أسوي شي , ناسية ؟؟ ليش ما سويت زيك ؟؟ لأني عارف إن البكاء ما بيرد ميت , لو بيرد البكى أحد كان رد الرسول للصحابة ..
صرخت بحرقه وهي تدفه بعيد عنها : أكـــله القررررررررررش , أكل عم
ااااااااااااااااااااار , أكل يده و رجوله , أكله والله أكله ..
ضمها بقوة رغم كل مقاوماتها وهو يقول : عارف , عارف ..
صرخت وهي ترفع راسها : ماااااااااااااااااااااااااااااااات , عمااااااااااااااااار مااااااااااااات , ماما مااااااااااااااااااتت , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ..
ضمها وهو يقول بحزم : قولي إنا لله وإنا إليه راجعون ..
صرخت من أعماقها وهي تحس روحها بتخرج من جسدها , شدها أكثر وصرخ : لله ما أعطى ولله ما أخذ , أزهار وين إيمانك , قولي إنا لله وإنا إليه راجعون ..
كلماته ذكرتها بذيك اللحظة اللي غرقت فيها أمها وصرخ فيها بنفس الكلمات لدرجة حست ببرودة موية البحر حولينها وبحركة أمواجه , سمعت صراخ الناس وبكى الأطفال , صرخت من أعماقها : إنا لـــــــله وإنا إليه راجعووووووون , إناااااااااااا لــــــــــله وإنا إليه راجعووووون..
أشر مطلق للمرضة اللي ماسكة إبرة وصرفها ووقف عند راس السرير , دوبه عرف سبب دموعها وسبب حجب عقلها لهالذكرى حس بانقباض لمن تذكر صور عمار المرفقة بملفها , وقف صاااامت وهو يشاهد المنظر , وابتسم وهو يتأمل عمر اللي احتواها بين يدينه وهو شوية و يدخلها داخل قفصه وكل شوية يمسد على شعرها ويسلم على راسها , كان شبيه بدكتور نفسي وهو يكلم أخته عشان يصبرها ..
قال عمر وهو يطبطب على ظهرها بعد ما حس إنها بدأت تهدأ : حبيبتي انتي عارفه إننا لقيناه ..
رفعت راسها ومسحت دموعها وهي تقول بلهفة : والله ؟؟ لقيتوه ..
قال بصوت حنون وهو يبعد خصلات شعرها : وغسلناه هو وأمي بسدر وكافور وكفناهم وصلينا عليهم وعلى عمير ودفناهم جنب بعض ..
تجنب إنه يقولها إنه صلاتهم على عمير كانت غيبية , غطت وجهها لمن سمعت اسم عمير وصاحت بصمت , صاحت الأم والأخ الأب بالنسبة لها والأخ الابن , لكنها في أعماقها حست براحة إنهم صلوا عليهم ودفنوهم , بالذات عمار حتى لو كان بقاياه , أحسن من إنه يكون في بطن القرش ..
رص مطلق على كتف عمر وهمس له بابتسامة : قلت اللي كنت بأقوله وأكثر ..
شد عمر على يده من دون ما يلف عليه ورص عليها بقوة كإنه يشكي له الألم اللي حابسه بداخله , مد مطلق يده الثانية وطبطب على يد عمر بتفهم ...
**************************
تم بحمد الله الفصل السادس ...
تتابعون في الفصل السابع من عندما عبروا حدود الظلام : أين أنت ؟؟؟
.................طالع مطلق فيها وقال بحرص : متأكده من هالخطوة ياأزهار ............
...................كان وده يضمها لكنه عرف إنها حتبدأ مناحة , فهمس ..............
.......................قال وهو يعقد ذراعينه قدام صدره : مو حضرتك اللي طالبة هالمسرحية كلها ؟؟ ........
................. عورها في يدها وهو يدفها لكنها تمسكت بجوالها ...............
.
.
.
.
.
.
ودمتم في رعاية الله
ضمها بقوة رغم كل مقاوماتها وهو يقول : عارف , عارف ..
صرخت وهي ترفع راسها : ماااااااااااااااااااااااااااااااات , عمااااااااااااااااار مااااااااااااات , ماما مااااااااااااااااااتت , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ..
ضمها وهو يقول بحزم : قولي إنا لله وإنا إليه راجعون ..
صرخت من أعماقها وهي تحس روحها بتخرج من جسدها , شدها أكثر وصرخ : لله ما أعطى ولله ما أخذ , أزهار وين إيمانك , قولي إنا لله وإنا إليه راجعون ..
كلماته ذكرتها بذيك اللحظة اللي غرقت فيها أمها وصرخ فيها بنفس الكلمات لدرجة حست ببرودة موية البحر حولينها وبحركة أمواجه , سمعت صراخ الناس وبكى الأطفال , صرخت من أعماقها : إنا لـــــــله وإنا إليه راجعووووووون , إناااااااااااا لــــــــــله وإنا إليه راجعووووون..
أشر مطلق للمرضة اللي ماسكة إبرة وصرفها ووقف عند راس السرير , دوبه عرف سبب دموعها وسبب حجب عقلها لهالذكرى حس بانقباض لمن تذكر صور عمار المرفقة بملفها , وقف صاااامت وهو يشاهد المنظر , وابتسم وهو يتأمل عمر اللي احتواها بين يدينه وهو شوية و يدخلها داخل قفصه وكل شوية يمسد على شعرها ويسلم على راسها , كان شبيه بدكتور نفسي وهو يكلم أخته عشان يصبرها ..
قال عمر وهو يطبطب على ظهرها بعد ما حس إنها بدأت تهدأ : حبيبتي انتي عارفه إننا لقيناه ..
رفعت راسها ومسحت دموعها وهي تقول بلهفة : والله ؟؟ لقيتوه ..
قال بصوت حنون وهو يبعد خصلات شعرها : وغسلناه هو وأمي بسدر وكافور وكفناهم وصلينا عليهم وعلى عمير ودفناهم جنب بعض ..
تجنب إنه يقولها إنه صلاتهم على عمير كانت غيبية , غطت وجهها لمن سمعت اسم عمير وصاحت بصمت , صاحت الأم والأخ الأب بالنسبة لها والأخ الابن , لكنها في أعماقها حست براحة إنهم صلوا عليهم ودفنوهم , بالذات عمار حتى لو كان بقاياه , أحسن من إنه يكون في بطن القرش ..
رص مطلق على كتف عمر وهمس له بابتسامة : قلت اللي كنت بأقوله وأكثر ..
شد عمر على يده من دون ما يلف عليه ورص عليها بقوة كإنه يشكي له الألم اللي حابسه بداخله , مد مطلق يده الثانية وطبطب على يد عمر بتفهم ...
**************************
تم بحمد الله الفصل السادس ...
تتابعون في الفصل السابع من عندما عبروا حدود الظلام : أين أنت ؟؟؟
.................طالع مطلق فيها وقال بحرص : متأكده من هالخطوة ياأزهار ............
...................كان وده يضمها لكنه عرف إنها حتبدأ مناحة , فهمس ..............
.......................قال وهو يعقد ذراعينه قدام صدره : مو حضرتك اللي طالبة هالمسرحية كلها ؟؟ ........
................. عورها في يدها وهو يدفها لكنها تمسكت بجوالها ...............
.
.
.
.
.
.
ودمتم في رعاية الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل السابع : أين أنتي ؟؟..
كنت أصرخ بها بعالي الصوت .... أين أنتي ؟؟
كنت أستنزف كل طاقاتي وأنا أسألها .... أين أنتي ؟؟
جاهدت وحاولت ..
ثم تجاهلت وتناسيت ..
.
.
.
ذاكرتي ...
لماذا غادرتني ؟؟
لماذا ارتديتي عباءة سوداء لتحتجبي عني ؟؟
لماذا ؟؟
أكان ما مر بي شيئا فوق احتمالك ..
أكبر من طاقات استيعابك ..
أم أنني أنهكتك بأفكاري ..
بأحلامي التي تجاوز الخيال ..
.
.
.
ذاكرتي ..
ها قد عدتي بعد طول غياب ..
بعد أن تركتني متخبطة وسط الظلام ..
سأستعيد أخيرا هويتي ..
سأتذكر ماضي وأحلام مستقبلي ..
سأكون أنا من جديد ..
آآآه كم افتقدت ذاتي ..
ولكن هل تعلمين !!!!
.
.
.
ليتك ما عدت ..
ليت ظللت متوارية بداخلي ..
لا أعلم أي الشعورين أكثر إيلاما ؟؟
الخوف أو الوجع ..
كنت خاااااائفة من المجهول ..
وها أنا الآن أتوجع من اللا مجهول ..
الحيرة أم الحسرة ..
كنت حائرة وأنا أبحث عن ذاتي ..
وها أنا الآن أتحسر على الماضي ..
.
.
.
أحلامي الجميلة
أمي
عمار
عمير
يا كل الغرقى
إلى رحمة الله والله المستعان ..
مساء يوم الأحد 2 / 4 / 1427 هـ:
في المستشفى :
~ اش صار ؟؟ أنا ليه ماني قادرة أفتح عيوني ؟؟ في أصوات غريبة , أنا فين ؟؟ أفتكر كان فيه عمر والكتور مطلق , بس ..... ~ فتحت عيونها على صوت غريب حسته عاااااااالي , كانت الرؤية ضبابية قدامها ويسودها لون أبيض , غمضت عيونها وفتحتها مرة ثانية وابتسمت لمن ميزته , شافته داخل و شايل باقة ورد كبيرة , قالت بصوت خامل بسبب المخدر اللي توها فاقت منه : هذا الورد لمين ؟؟
: صح النووووووووووم , هذا الورد لأحلى زهرة ..
: حبيبي شوفتك عندي بالدنيا كلها , ما يحتاج هالورد كله ..
حط الباقة في حضنها و دنق وسلم على جبينها , ضحكت وقالت وهي ودها تضربه بأطراف أصابيعها لكن جسمها ما ساعدها : عمور حسستني كإني عجوز ..
جلس على السرير جنبها ومسك يدها اليمين ورصها وهو يقول بابتسامة واسعة : ولو جدة أزهار , لازم نسلم على راسك لزوم الاحترام ..
ريحت راسها المثقل بالأفكار العائمة على المخدة وهي تغمض عينها وتقول بمرح : عشنا وشفنا , أول كنت أقولك احترمني أنا أكبر تقولي وأنا رجال يعني انتي تحترميني ..
قام وضرب طرف راسها بخفة وهو يقول : و انت ما بدأتي تتذكرين إلا الأشياء السيئة يعني ..
فتحت عيونها بإجهاد وطالعت فيه بصمت , رص على يدها وهو يبتسم لها ابتسامة واااااسعة مليئة بالتفاؤل وهو يفكر بصباح اليوم وكيف إنها من بعد ما استعادت الحلقة المفقودة أصر مطلق ينومها رغم توسلاتها إنها ما تتخدر , لكن لمصلحتها أصر إنها ما تجهد نفسها بالتفكير لأنها لو ظلت صاحية بتستمر في التفكير في كل شي , توسلته إنه يخلي عمر عندها وحلفت عمر إنه ما يبعد عن سريرها دقيقة , إلى الآن يتذكر كفينها الصغيرة مقارنة بيدينه وهي ترص عليها بقوة وهي تقول من بين دموعها : لا تروح عني , خليك جنبي , عمر لا تروح عني ...
كان قلبه يتقطع من جوة وهو يلوم نفسه على الحال اللي وصلت لها أخته , خرجه من عمق أفكاره دق الباب اللي دخلت منه الممرضة تعلن دخول مطلق , أزهار من كثر تعبها وخمولها ما قدرت تتحرك و تغطي راسها لكن عمر مسك طرحتها ولفها لها , دخل مطلق وهو يقول بابتسامة : السلااااااام عليكم ورحمة الله وبركاته , كيف مريضتنا اليوم ؟؟
وراح للسرير وضغط الزر اللي يرفع الظهر عشان تصير جالسة , اكتفت أزهار بهزة خفيفة من راسها دلالة إنها طيبة , سحب كرسي دائري بلا ظهر وجلس عليه وقال وهو يطالع في الكشف : ما شاء الله نمتي أكثر من المتوقع يا أزهار ..
قال عمر اللي واقف جنب السرير وهو يحط يده على كتفها : هي من يومها نومها كثير ..
كان ودها تستنكر كلامه تضربه , لكن جسمها ما ساعدها كانت تحس نفسها
ثقييييييييييلة , خرج اسطوانة معدنية نحيفة من جيبه وحرك الكرسي وراح لنهاية السرير وقال وهو يمسك رجلها : كيف حال صداعك الآن ؟؟
ومرر الاسطوانة في باطن رجلها اللي انكمشت وهي تبعدها , قالت بهمس : ما أحس صداع بس أحسه ثقيل ..
مررها على رجلها الثانية وقال : عادي , هذا تأثير المخدر , شوية ويروح ..
ورجع بالكرسي لجنبها وحط سبابته والوسطى في باطن يدها وقال : رصي أصابعي بكل قوتك ..
كانت رصتها خفيفة , قال بحزم : أزهااااااار هذي كل قوتك , قلت بقوة ..
و ابتسم لم حس بقبضتها الضعيفة ترص أصابيعه بخفة وقال مشجع : إيوه كذا ..
كتب ملاحظات في ملفها وناوله للممرضة اللي علقته على طرف السرير وراحت تجيب جهاز الضغط , قاس ضغطها ودرجة حرارتها وفحص قراءات أجهزتها بصمت , طاااااااالعت فيه أزهار , كانت عارفة إنه يحاول يؤجل الكلام الجامد أكبر قدر ممكن , ابتسمت بتعب وسألت : دكتور , كم مر علي وأنا فاقدة الذاكرة ؟؟...
ساد صمت على المكان , تبادل عمر مع مطلق نظرات قلق صامته , قطعه مطلق وهو يبعد نظراته عن عمر و يقول بهدوء : بالضبط بالضبط , 86 يوم , ثلاثة أشهر إلا أربعة أيام ..
~ يا ااااااااااااارب رحمتك ~ رفعت يدها ورصت كف عمر اللي على كت
الفصل السابع : أين أنتي ؟؟..
كنت أصرخ بها بعالي الصوت .... أين أنتي ؟؟
كنت أستنزف كل طاقاتي وأنا أسألها .... أين أنتي ؟؟
جاهدت وحاولت ..
ثم تجاهلت وتناسيت ..
.
.
.
ذاكرتي ...
لماذا غادرتني ؟؟
لماذا ارتديتي عباءة سوداء لتحتجبي عني ؟؟
لماذا ؟؟
أكان ما مر بي شيئا فوق احتمالك ..
أكبر من طاقات استيعابك ..
أم أنني أنهكتك بأفكاري ..
بأحلامي التي تجاوز الخيال ..
.
.
.
ذاكرتي ..
ها قد عدتي بعد طول غياب ..
بعد أن تركتني متخبطة وسط الظلام ..
سأستعيد أخيرا هويتي ..
سأتذكر ماضي وأحلام مستقبلي ..
سأكون أنا من جديد ..
آآآه كم افتقدت ذاتي ..
ولكن هل تعلمين !!!!
.
.
.
ليتك ما عدت ..
ليت ظللت متوارية بداخلي ..
لا أعلم أي الشعورين أكثر إيلاما ؟؟
الخوف أو الوجع ..
كنت خاااااائفة من المجهول ..
وها أنا الآن أتوجع من اللا مجهول ..
الحيرة أم الحسرة ..
كنت حائرة وأنا أبحث عن ذاتي ..
وها أنا الآن أتحسر على الماضي ..
.
.
.
أحلامي الجميلة
أمي
عمار
عمير
يا كل الغرقى
إلى رحمة الله والله المستعان ..
مساء يوم الأحد 2 / 4 / 1427 هـ:
في المستشفى :
~ اش صار ؟؟ أنا ليه ماني قادرة أفتح عيوني ؟؟ في أصوات غريبة , أنا فين ؟؟ أفتكر كان فيه عمر والكتور مطلق , بس ..... ~ فتحت عيونها على صوت غريب حسته عاااااااالي , كانت الرؤية ضبابية قدامها ويسودها لون أبيض , غمضت عيونها وفتحتها مرة ثانية وابتسمت لمن ميزته , شافته داخل و شايل باقة ورد كبيرة , قالت بصوت خامل بسبب المخدر اللي توها فاقت منه : هذا الورد لمين ؟؟
: صح النووووووووووم , هذا الورد لأحلى زهرة ..
: حبيبي شوفتك عندي بالدنيا كلها , ما يحتاج هالورد كله ..
حط الباقة في حضنها و دنق وسلم على جبينها , ضحكت وقالت وهي ودها تضربه بأطراف أصابيعها لكن جسمها ما ساعدها : عمور حسستني كإني عجوز ..
جلس على السرير جنبها ومسك يدها اليمين ورصها وهو يقول بابتسامة واسعة : ولو جدة أزهار , لازم نسلم على راسك لزوم الاحترام ..
ريحت راسها المثقل بالأفكار العائمة على المخدة وهي تغمض عينها وتقول بمرح : عشنا وشفنا , أول كنت أقولك احترمني أنا أكبر تقولي وأنا رجال يعني انتي تحترميني ..
قام وضرب طرف راسها بخفة وهو يقول : و انت ما بدأتي تتذكرين إلا الأشياء السيئة يعني ..
فتحت عيونها بإجهاد وطالعت فيه بصمت , رص على يدها وهو يبتسم لها ابتسامة واااااسعة مليئة بالتفاؤل وهو يفكر بصباح اليوم وكيف إنها من بعد ما استعادت الحلقة المفقودة أصر مطلق ينومها رغم توسلاتها إنها ما تتخدر , لكن لمصلحتها أصر إنها ما تجهد نفسها بالتفكير لأنها لو ظلت صاحية بتستمر في التفكير في كل شي , توسلته إنه يخلي عمر عندها وحلفت عمر إنه ما يبعد عن سريرها دقيقة , إلى الآن يتذكر كفينها الصغيرة مقارنة بيدينه وهي ترص عليها بقوة وهي تقول من بين دموعها : لا تروح عني , خليك جنبي , عمر لا تروح عني ...
كان قلبه يتقطع من جوة وهو يلوم نفسه على الحال اللي وصلت لها أخته , خرجه من عمق أفكاره دق الباب اللي دخلت منه الممرضة تعلن دخول مطلق , أزهار من كثر تعبها وخمولها ما قدرت تتحرك و تغطي راسها لكن عمر مسك طرحتها ولفها لها , دخل مطلق وهو يقول بابتسامة : السلااااااام عليكم ورحمة الله وبركاته , كيف مريضتنا اليوم ؟؟
وراح للسرير وضغط الزر اللي يرفع الظهر عشان تصير جالسة , اكتفت أزهار بهزة خفيفة من راسها دلالة إنها طيبة , سحب كرسي دائري بلا ظهر وجلس عليه وقال وهو يطالع في الكشف : ما شاء الله نمتي أكثر من المتوقع يا أزهار ..
قال عمر اللي واقف جنب السرير وهو يحط يده على كتفها : هي من يومها نومها كثير ..
كان ودها تستنكر كلامه تضربه , لكن جسمها ما ساعدها كانت تحس نفسها
ثقييييييييييلة , خرج اسطوانة معدنية نحيفة من جيبه وحرك الكرسي وراح لنهاية السرير وقال وهو يمسك رجلها : كيف حال صداعك الآن ؟؟
ومرر الاسطوانة في باطن رجلها اللي انكمشت وهي تبعدها , قالت بهمس : ما أحس صداع بس أحسه ثقيل ..
مررها على رجلها الثانية وقال : عادي , هذا تأثير المخدر , شوية ويروح ..
ورجع بالكرسي لجنبها وحط سبابته والوسطى في باطن يدها وقال : رصي أصابعي بكل قوتك ..
كانت رصتها خفيفة , قال بحزم : أزهااااااار هذي كل قوتك , قلت بقوة ..
و ابتسم لم حس بقبضتها الضعيفة ترص أصابيعه بخفة وقال مشجع : إيوه كذا ..
كتب ملاحظات في ملفها وناوله للممرضة اللي علقته على طرف السرير وراحت تجيب جهاز الضغط , قاس ضغطها ودرجة حرارتها وفحص قراءات أجهزتها بصمت , طاااااااالعت فيه أزهار , كانت عارفة إنه يحاول يؤجل الكلام الجامد أكبر قدر ممكن , ابتسمت بتعب وسألت : دكتور , كم مر علي وأنا فاقدة الذاكرة ؟؟...
ساد صمت على المكان , تبادل عمر مع مطلق نظرات قلق صامته , قطعه مطلق وهو يبعد نظراته عن عمر و يقول بهدوء : بالضبط بالضبط , 86 يوم , ثلاثة أشهر إلا أربعة أيام ..
~ يا ااااااااااااارب رحمتك ~ رفعت يدها ورصت كف عمر اللي على كت
فها وهي تسأل بهمس : و شي طبيعي إني ما أتذكر بالتفاصيل الفترة السابقة اللي مرت بي وأنا فاقدة الذاكرة ؟؟ ..
حرك كرسيه وقرب منها أكثر وسأل وهو يطاااالع فيها : انت اش متذكرة بالضبط من حياتك السابقة ؟؟
هزت أكتافها بحيرة وقالت : متذكرة أشياء بسيطة بس أحسها كإنها صارت من سنين مو قبل كم يوم ..
سألها بهدوء : مين تتذكرين من الناس اللي مروا عليك ؟؟..
غمضت عيونها شوية بعدين فتحتها وقالت : كلهم , بس أكثرهم العنود , أحسها عالقة بذاكرتي أكثر ..
ابتسم وقال : أهو انتي تتذكرين , هذا شي زين , لكن حاليا أبغاك ترتاحين ..
وقام من الكرسي , ولمن شافت في عيونه عدم رغبته بمساعدتها بتذكر اللي صار قالت تناديه : دكتور مطلق ..
لأول مرة يسمعها تنطق اسمه , رغم عنه حس بشعور عميق بداخله , رجع جلس وقال بهدوء : نعم ..
قالت بصوت ثابت عميق : أبغى أعرف كل شي ..
وقبل ما يتكلم قالت بحزم : تعبت من اللاوعي , تعبت من انعدام التفكير والتركيز بداخلي , أبغى أعرف كل شي بالتفصيل ..
كان بيرفض لكن نظرتها الواثقة خلته يزفر وهو يمد اصباعينه لها وهو يقول : رصي أصابعي ..
لمن حس قوتها عرف إنها تخلصت من آخر بقايا المخدر في دمها , سحبت يدها وهي تطالع فيه بحزم , تبادل نظرة طويلة مع عمر ورجع طالع في أزهار وقال : انتي متذكرة العبارة واللي صار فيها طبعا ..
~ العبارة , الحريق , خروج عمير , ميلان السفينة , غرق أمها واختفاء عمر , السباحة لوحدها لساعاااااااات , عمار وسمك القرش ~ كل هالأفكار تتالت عليها كإنها فلاشات تومض داخل زوايا عقلها , هزت راسها وهي ترص على يد عمر اللي ضغط كتفها أكثر كإنه يثبت لها إنه هنا , تابع كلامه : كنتي من ضمن مجموعة ناس لقيناهم على شواطئ جزيرة النعمان , لكن المشكلة إنك كنت وقتها فاقدة للذاكرة نهائيا , ما كنت متذكرة انتي مين ولا أهلك مين وحتى اسمك وفي أي زمن ما كنت متذكرته ..
كانت قوية ظاهريا لكن عيونها اللي كانت ترمش بسرعة دلته على انفعالاتها اللي حاولت تخفيها , كان يسرد لها الوقائع بأبسط طريقة ممكنة وإعجابه بصلابتها وقوتها يزيــــد بداخله , ما قاطعته ولا طلبت منه يوقف عشان تفكر , كانت تستمع بإنصات وأقصى شي كانت تقوم به هو الرمش بعيونها أو بلع ريقها , سكت شوية غصب عنه وبعدين قال الشي اللي أجله لآآآآآآخر الشرح : والحل لهالوضع اللي كنت فيه كان تزويجك بجاسم ولد أحمد الكبير ..
صرخت بداخلها ~ لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ~ وعقلها العائم بمحاولات مستميته للربط بين الفترتين اللي عاشتها بازدواجية غصب عنه استعاد منظر الصور اللي في الجوال و منظر عيونه المتوحشة قبل ما ينزل العقال من راسه , اسودت عيونها وتغير لونها بسبب الكآبة اللي صابتها لكنها غمضتها بسرعة عشان تخفيها عن مطلق اللي سكت أول ما شاف رد فعلها , دنق عليها عمر بخوف أول ما لاحظ الصمت السائد وقال بتوتر : أزهار ..
فتحت عيونها وهمست لأول مرة من بدأ يشرح لها اش صار : صدقني يا عمر موت أمي وأخواني أصعب مليووووووووون مرة من زواج زي كذا ..
شهق عمر ومطلق بصدمة لمن تفجرت دموعها وبدأت تنزل بلا مقدمات زي الشلال على وجهها , شهقت بقوة وغطت وجهها بيدينها وهي تحس رئتينها بتتفجر من كثر الضيق اللي حاسته , ضمها عمر وهو يقول بخوف : أزهار حبيبتي لا تصيحين ...
بعدته على طول وهي تقول بصوت مخنوق : لا تخاف ما فيني شي , والله ما فيني شي , هذا من التعب بس ..
ولمن شافت مطلق يأشر للممرضة على الإبرة قالت بحزم : ما أبغى الإبرة ..
ومسحت دموعها وقالت بثبات : ما فيني شي , مجرد تعب والنوم مو حل له ..
ناولها عمر مناديل أخذتها منه ومسحت بها عيونها وخدودها وهي تقول : كمل يا دكتور ..
تردد وهو يشوف حالتها , طالعت فيه بعزم وقالت : رجاء تكمل ..
ابتسم وهو يسمع نبرة العزم و همس بصوت حنون : أزهار , أمك ماتت قدام عيونك , عمار مات , أكله القرش , عمير مات , فقدت ذاكرتك , تزوجك واحد ما تعرفينه ولا يعرفك , عشتي مع ناس ما تعرفينهم و انتي تحسبينهم أهلك ودحين , صحيتي و بدأتي تعيشين الألم من أول وجديد ..
وكمل وهو يحط يده على كفها اللي قابضة على اللحاف : صيحي بصوت عالي , محد يلومك ..
بدأ صدرها يعلو ويهبط بسرعة وأنفاسها صارت مسموعة من قوتها , رفت بعيونها اللي تلصقت رموشها من الدموع اللي بدأت تطفر منها وسحبت يدها من تحت كفه وغطت بها وجهها وهي تنتحب من قلبها , كان مع صوت بكاها أنين مؤلم وأزيز محرق لصدرها , قام مطلق ووقف بعيد عن السرير و جلس عمر على السرير جنبها و همس بحب وعطف : الصبر يا زهرة , الصبر ..
و لف ذراعينه حولينها وضمها بصمت , سندت جبينها على كتفه الدافي وهي تحس بألم فضيــــــــع يفتك بكل خلية من خلاياها , إلى متى استمر بكاها !! إلى متى ظل عمر حاضنها !! متى فقدت إحساسها بالزمن !! ما تدري , كل اللي كان يدور في داخلها ذاك الوقت هو ذكرياااااااااااااااااااااااااااات مؤلمة ممزقة لروحها ..
***********************
العصر في فيلا أبو جاسم :
حرك كرسيه وقرب منها أكثر وسأل وهو يطاااالع فيها : انت اش متذكرة بالضبط من حياتك السابقة ؟؟
هزت أكتافها بحيرة وقالت : متذكرة أشياء بسيطة بس أحسها كإنها صارت من سنين مو قبل كم يوم ..
سألها بهدوء : مين تتذكرين من الناس اللي مروا عليك ؟؟..
غمضت عيونها شوية بعدين فتحتها وقالت : كلهم , بس أكثرهم العنود , أحسها عالقة بذاكرتي أكثر ..
ابتسم وقال : أهو انتي تتذكرين , هذا شي زين , لكن حاليا أبغاك ترتاحين ..
وقام من الكرسي , ولمن شافت في عيونه عدم رغبته بمساعدتها بتذكر اللي صار قالت تناديه : دكتور مطلق ..
لأول مرة يسمعها تنطق اسمه , رغم عنه حس بشعور عميق بداخله , رجع جلس وقال بهدوء : نعم ..
قالت بصوت ثابت عميق : أبغى أعرف كل شي ..
وقبل ما يتكلم قالت بحزم : تعبت من اللاوعي , تعبت من انعدام التفكير والتركيز بداخلي , أبغى أعرف كل شي بالتفصيل ..
كان بيرفض لكن نظرتها الواثقة خلته يزفر وهو يمد اصباعينه لها وهو يقول : رصي أصابعي ..
لمن حس قوتها عرف إنها تخلصت من آخر بقايا المخدر في دمها , سحبت يدها وهي تطالع فيه بحزم , تبادل نظرة طويلة مع عمر ورجع طالع في أزهار وقال : انتي متذكرة العبارة واللي صار فيها طبعا ..
~ العبارة , الحريق , خروج عمير , ميلان السفينة , غرق أمها واختفاء عمر , السباحة لوحدها لساعاااااااات , عمار وسمك القرش ~ كل هالأفكار تتالت عليها كإنها فلاشات تومض داخل زوايا عقلها , هزت راسها وهي ترص على يد عمر اللي ضغط كتفها أكثر كإنه يثبت لها إنه هنا , تابع كلامه : كنتي من ضمن مجموعة ناس لقيناهم على شواطئ جزيرة النعمان , لكن المشكلة إنك كنت وقتها فاقدة للذاكرة نهائيا , ما كنت متذكرة انتي مين ولا أهلك مين وحتى اسمك وفي أي زمن ما كنت متذكرته ..
كانت قوية ظاهريا لكن عيونها اللي كانت ترمش بسرعة دلته على انفعالاتها اللي حاولت تخفيها , كان يسرد لها الوقائع بأبسط طريقة ممكنة وإعجابه بصلابتها وقوتها يزيــــد بداخله , ما قاطعته ولا طلبت منه يوقف عشان تفكر , كانت تستمع بإنصات وأقصى شي كانت تقوم به هو الرمش بعيونها أو بلع ريقها , سكت شوية غصب عنه وبعدين قال الشي اللي أجله لآآآآآآخر الشرح : والحل لهالوضع اللي كنت فيه كان تزويجك بجاسم ولد أحمد الكبير ..
صرخت بداخلها ~ لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ~ وعقلها العائم بمحاولات مستميته للربط بين الفترتين اللي عاشتها بازدواجية غصب عنه استعاد منظر الصور اللي في الجوال و منظر عيونه المتوحشة قبل ما ينزل العقال من راسه , اسودت عيونها وتغير لونها بسبب الكآبة اللي صابتها لكنها غمضتها بسرعة عشان تخفيها عن مطلق اللي سكت أول ما شاف رد فعلها , دنق عليها عمر بخوف أول ما لاحظ الصمت السائد وقال بتوتر : أزهار ..
فتحت عيونها وهمست لأول مرة من بدأ يشرح لها اش صار : صدقني يا عمر موت أمي وأخواني أصعب مليووووووووون مرة من زواج زي كذا ..
شهق عمر ومطلق بصدمة لمن تفجرت دموعها وبدأت تنزل بلا مقدمات زي الشلال على وجهها , شهقت بقوة وغطت وجهها بيدينها وهي تحس رئتينها بتتفجر من كثر الضيق اللي حاسته , ضمها عمر وهو يقول بخوف : أزهار حبيبتي لا تصيحين ...
بعدته على طول وهي تقول بصوت مخنوق : لا تخاف ما فيني شي , والله ما فيني شي , هذا من التعب بس ..
ولمن شافت مطلق يأشر للممرضة على الإبرة قالت بحزم : ما أبغى الإبرة ..
ومسحت دموعها وقالت بثبات : ما فيني شي , مجرد تعب والنوم مو حل له ..
ناولها عمر مناديل أخذتها منه ومسحت بها عيونها وخدودها وهي تقول : كمل يا دكتور ..
تردد وهو يشوف حالتها , طالعت فيه بعزم وقالت : رجاء تكمل ..
ابتسم وهو يسمع نبرة العزم و همس بصوت حنون : أزهار , أمك ماتت قدام عيونك , عمار مات , أكله القرش , عمير مات , فقدت ذاكرتك , تزوجك واحد ما تعرفينه ولا يعرفك , عشتي مع ناس ما تعرفينهم و انتي تحسبينهم أهلك ودحين , صحيتي و بدأتي تعيشين الألم من أول وجديد ..
وكمل وهو يحط يده على كفها اللي قابضة على اللحاف : صيحي بصوت عالي , محد يلومك ..
بدأ صدرها يعلو ويهبط بسرعة وأنفاسها صارت مسموعة من قوتها , رفت بعيونها اللي تلصقت رموشها من الدموع اللي بدأت تطفر منها وسحبت يدها من تحت كفه وغطت بها وجهها وهي تنتحب من قلبها , كان مع صوت بكاها أنين مؤلم وأزيز محرق لصدرها , قام مطلق ووقف بعيد عن السرير و جلس عمر على السرير جنبها و همس بحب وعطف : الصبر يا زهرة , الصبر ..
و لف ذراعينه حولينها وضمها بصمت , سندت جبينها على كتفه الدافي وهي تحس بألم فضيــــــــع يفتك بكل خلية من خلاياها , إلى متى استمر بكاها !! إلى متى ظل عمر حاضنها !! متى فقدت إحساسها بالزمن !! ما تدري , كل اللي كان يدور في داخلها ذاك الوقت هو ذكرياااااااااااااااااااااااااااات مؤلمة ممزقة لروحها ..
***********************
العصر في فيلا أبو جاسم :
: يا سلااااااااااااااااااام ..
زفر أحمد وقال وهو يبعد جريدته : عنود تراك صدعتي راسي ..
حطت العنود يدينها على خصرها وقالت : ليش بتروح انت وأمي لها وأنا لاااا..
زفرت الهنوف وقالت بطفش : يالله تطولك يا روح ..
وقالت البندري وهي تأشر على راسها : انت غبية ولا تتغابين , قلك أبويه الدكتور قال بصريح العبارة ممنووووووووووع الزيارة إلا للي تطلبهم أزهار شخصيا ..
ضربت الأرض برجلها وقالت : بروح يعني بروح , لو أقعد في غرفة الإنتظار ..
قالت أمها اللي جاية من المطبخ وهي شايلة شنطة رحلات عبتها أكل : والله الحومة , بس بتطقين عباتك وتخرجين ..
رمت نفسها جالسة على الكنبة وقالت : والله لا أوريها الدببببببببب أزهار , ليش ما قالت أبغى العنود , الخاااااااااااينة ..
طبق أبوها الجريدة وقام وهو يقول : يلا أم جاسم ..
قالت هدى وهي تلبس عبايتها : يلا , سوناردي في السيارة ..
جات سيتي وشالت الشنطة لزوجها , نطت العنود و مسكت طرف عباية أمها وقالت وهي تمشي وراها وتزفها زي العروسة : أمي اللي يخليك , انت تمونين على أبو جاسم , تكفيييييييييين قوليله خذ العنود , واللي يرحم الأم الحلوة اللي عقبتك ..
قالت هدى وهي تزفر وتسحب عبايتها : عنيدي لا تقعدين تدهنين سيري تراك أكلتي مخي برجتك , الدكتور قال أنا وأبوك بس ..
بعد ما دخلت سيتي و انصك الباب , حكت العنود شعرها من القهر وضربت الجدر برجلها , سلمت البندري على يدها وجه وقفا وهي تقول : الحمد لله والشكر على نعمة العقل ..
قالت سيتي وهي تشوف الشخطة السوداء اللي في البوية من أثر صندل العنود : أنووود اس هدا , سوفي كيف جدااااااار..
قالت العنود : مدينة مني ناقصتك ..
قالت الهنوف باستنكار : عنووووود ..
راحت سيتي المطبخ وهي تقول : اسم سيتي مو مدينه , اس هدا أنود سوا سوا بزورة ؟؟
قهقهت البندري من قلب وهي تقول : بزره كاكاكاك , يا مهزأة , حتى الشغالة تهزئك ..
قالت العنود وهي تجلس قبالهم : هاهاها , ما يضحك ..
ورجعت قالت بقهر : يعني انتم ما انتم متحمسات زيي لشوفة أزهار بعد ما استعادت ذاكرتها ؟؟
سكتت البندري وقالت الهنوف بتوتر : هو مو حكاية محنا متحمسات , عنود أزهار رجعت لها ذاكرتها , يعني صارت تعرف إحنا مين وإننا محنا أخواتها , ما ندري اش بتكون ردة فعلها وتصرفها الجديد معانا , متذكرتنا أصلا ولا لا ؟؟ بتتقبلنا زي أول ومن جديد ولا لا ؟؟ بتحبنا زي أول ولا بتكرهنا على الكذبة اللي صارت واللي عيشناها فيها ؟؟ بعدين احتمال كبيـــر إنها تتركنا وترجع حياتنا زي أول , هي أكيد تبغى تروح تسكن مع أخوها عمر , ما أظنها بتسيبه لوحده , يعني في تعقيدات كبييييييييرة ما أحد يعرف بدايتها ونهايتها ..
ولمن شافتهم ساكتين بوجوم سألت : ما فكرتم اش ردة فعلها لمن تدري إنه جاسم اللي مد يده عليها هو زوجها اللي حــــي الله موقع على عقد زواجهم بالغصيبة عشان تقابل أبوية لا غير ؟؟..
قالت البندري وهي تحط يدها موضع قلبها : بنات قلبي يعورني ..
قالت العنود وهي تحط يدها على بطنها : مغص , مغص , حمااااااام ..
وراحت جري على الحمام , زفرت الهنوف وقالت : النوم جفى عيوني من خرجت أزهار من هنا من كثر التفكير في كل هالمواضيع ..
**********************
طالع مطلق فيها وقال بحرص : متأكده من هالخطوة يا أزهار ..
شاف الإبتسامة في عيونها من ورى نقابها وهي تقول بصوت واضح النبرات : متأكدة , خليهم يدخلون ..
قال من دون ما يتحرك للباب : أنا بصفتي طبيبك أنصك ما تستعجلين الأمور , يبغالك راحة وتفكير أكثر ..
قالت بهدوء : فكرت بما يكفي ..
سأل وهو يحس بانقباض غريب في قلبه : وجاسم ؟؟
مجرد نطق اسمه أثار مشاعر مختلطة بداخلها لكنها قالت بثبات : لسه ما فكرت بهالموضوع , أنا قلت لكم يا دكتور إنه وفاة الناس اللي أحبهم أكبر من إني أفكر بأي شي ثاني ..
أشر للممرضة تفتح الباب وهو يتحرك من مكانه خارج وهو يقول : إذا حسيتي بأي تعب أو شي قولي للممرضة على طول ..
شكرته في أعماقها مية مرة وهي تراقبه وهو خارج , من صحيت من النوم اللي نامته بعد بكاءها الطويـــــــل جلست تفكر في أشياء كثيييييييرة من ضمنها حياتها السابقة مع أهلها وحياتها الجديدة بدونهم وحياتها الغريبة المبهمة الأجزاء مابين هذي الحياتين , كانت أكبر صدمة واجهتها في الموضوع كله كون جاسم زوجها وفوق هذا كونه تزوجها عشان شي واحد بس , يعني بالمختصر شفقان ومتحسن عليها كمان , لمن نحت تفكيرها عنهم اليوم صباحا بعد تفكير عميــــــــق , اتصلت على أول رقم جا في بالها , بيت (( مشاعل )) تساءلت كثير اش صار لها ؟؟ أكيد إنها متزوجة الآن من فوق الشهرين !! يا ترى تساءلت عن سبب غيابها ؟؟ قرت في الجريدة خبرهم وأسماؤهم ولا لا ؟؟ دقت رقم البيت فوق العشر مرات لكن لا مجيب , تذكرت إنها تنزل الديرة في الإجازة , لكن هي ما عندها رقمهم هناك ولا هي حافظة رقم جوالها , من يومها عندها مشكلة في الحفظ , حتى اسم جدها ما تعرفه عشان تسأل في الاستعلامات عن أي رقم لأبوها في الباحة أو لواحد من أخ
زفر أحمد وقال وهو يبعد جريدته : عنود تراك صدعتي راسي ..
حطت العنود يدينها على خصرها وقالت : ليش بتروح انت وأمي لها وأنا لاااا..
زفرت الهنوف وقالت بطفش : يالله تطولك يا روح ..
وقالت البندري وهي تأشر على راسها : انت غبية ولا تتغابين , قلك أبويه الدكتور قال بصريح العبارة ممنووووووووووع الزيارة إلا للي تطلبهم أزهار شخصيا ..
ضربت الأرض برجلها وقالت : بروح يعني بروح , لو أقعد في غرفة الإنتظار ..
قالت أمها اللي جاية من المطبخ وهي شايلة شنطة رحلات عبتها أكل : والله الحومة , بس بتطقين عباتك وتخرجين ..
رمت نفسها جالسة على الكنبة وقالت : والله لا أوريها الدببببببببب أزهار , ليش ما قالت أبغى العنود , الخاااااااااااينة ..
طبق أبوها الجريدة وقام وهو يقول : يلا أم جاسم ..
قالت هدى وهي تلبس عبايتها : يلا , سوناردي في السيارة ..
جات سيتي وشالت الشنطة لزوجها , نطت العنود و مسكت طرف عباية أمها وقالت وهي تمشي وراها وتزفها زي العروسة : أمي اللي يخليك , انت تمونين على أبو جاسم , تكفيييييييييين قوليله خذ العنود , واللي يرحم الأم الحلوة اللي عقبتك ..
قالت هدى وهي تزفر وتسحب عبايتها : عنيدي لا تقعدين تدهنين سيري تراك أكلتي مخي برجتك , الدكتور قال أنا وأبوك بس ..
بعد ما دخلت سيتي و انصك الباب , حكت العنود شعرها من القهر وضربت الجدر برجلها , سلمت البندري على يدها وجه وقفا وهي تقول : الحمد لله والشكر على نعمة العقل ..
قالت سيتي وهي تشوف الشخطة السوداء اللي في البوية من أثر صندل العنود : أنووود اس هدا , سوفي كيف جدااااااار..
قالت العنود : مدينة مني ناقصتك ..
قالت الهنوف باستنكار : عنووووود ..
راحت سيتي المطبخ وهي تقول : اسم سيتي مو مدينه , اس هدا أنود سوا سوا بزورة ؟؟
قهقهت البندري من قلب وهي تقول : بزره كاكاكاك , يا مهزأة , حتى الشغالة تهزئك ..
قالت العنود وهي تجلس قبالهم : هاهاها , ما يضحك ..
ورجعت قالت بقهر : يعني انتم ما انتم متحمسات زيي لشوفة أزهار بعد ما استعادت ذاكرتها ؟؟
سكتت البندري وقالت الهنوف بتوتر : هو مو حكاية محنا متحمسات , عنود أزهار رجعت لها ذاكرتها , يعني صارت تعرف إحنا مين وإننا محنا أخواتها , ما ندري اش بتكون ردة فعلها وتصرفها الجديد معانا , متذكرتنا أصلا ولا لا ؟؟ بتتقبلنا زي أول ومن جديد ولا لا ؟؟ بتحبنا زي أول ولا بتكرهنا على الكذبة اللي صارت واللي عيشناها فيها ؟؟ بعدين احتمال كبيـــر إنها تتركنا وترجع حياتنا زي أول , هي أكيد تبغى تروح تسكن مع أخوها عمر , ما أظنها بتسيبه لوحده , يعني في تعقيدات كبييييييييرة ما أحد يعرف بدايتها ونهايتها ..
ولمن شافتهم ساكتين بوجوم سألت : ما فكرتم اش ردة فعلها لمن تدري إنه جاسم اللي مد يده عليها هو زوجها اللي حــــي الله موقع على عقد زواجهم بالغصيبة عشان تقابل أبوية لا غير ؟؟..
قالت البندري وهي تحط يدها موضع قلبها : بنات قلبي يعورني ..
قالت العنود وهي تحط يدها على بطنها : مغص , مغص , حمااااااام ..
وراحت جري على الحمام , زفرت الهنوف وقالت : النوم جفى عيوني من خرجت أزهار من هنا من كثر التفكير في كل هالمواضيع ..
**********************
طالع مطلق فيها وقال بحرص : متأكده من هالخطوة يا أزهار ..
شاف الإبتسامة في عيونها من ورى نقابها وهي تقول بصوت واضح النبرات : متأكدة , خليهم يدخلون ..
قال من دون ما يتحرك للباب : أنا بصفتي طبيبك أنصك ما تستعجلين الأمور , يبغالك راحة وتفكير أكثر ..
قالت بهدوء : فكرت بما يكفي ..
سأل وهو يحس بانقباض غريب في قلبه : وجاسم ؟؟
مجرد نطق اسمه أثار مشاعر مختلطة بداخلها لكنها قالت بثبات : لسه ما فكرت بهالموضوع , أنا قلت لكم يا دكتور إنه وفاة الناس اللي أحبهم أكبر من إني أفكر بأي شي ثاني ..
أشر للممرضة تفتح الباب وهو يتحرك من مكانه خارج وهو يقول : إذا حسيتي بأي تعب أو شي قولي للممرضة على طول ..
شكرته في أعماقها مية مرة وهي تراقبه وهو خارج , من صحيت من النوم اللي نامته بعد بكاءها الطويـــــــل جلست تفكر في أشياء كثيييييييرة من ضمنها حياتها السابقة مع أهلها وحياتها الجديدة بدونهم وحياتها الغريبة المبهمة الأجزاء مابين هذي الحياتين , كانت أكبر صدمة واجهتها في الموضوع كله كون جاسم زوجها وفوق هذا كونه تزوجها عشان شي واحد بس , يعني بالمختصر شفقان ومتحسن عليها كمان , لمن نحت تفكيرها عنهم اليوم صباحا بعد تفكير عميــــــــق , اتصلت على أول رقم جا في بالها , بيت (( مشاعل )) تساءلت كثير اش صار لها ؟؟ أكيد إنها متزوجة الآن من فوق الشهرين !! يا ترى تساءلت عن سبب غيابها ؟؟ قرت في الجريدة خبرهم وأسماؤهم ولا لا ؟؟ دقت رقم البيت فوق العشر مرات لكن لا مجيب , تذكرت إنها تنزل الديرة في الإجازة , لكن هي ما عندها رقمهم هناك ولا هي حافظة رقم جوالها , من يومها عندها مشكلة في الحفظ , حتى اسم جدها ما تعرفه عشان تسأل في الاستعلامات عن أي رقم لأبوها في الباحة أو لواحد من أخ
وانها هنا في جدة بسبب تشابه الأسماء , انقطعت أفكارها لمن دخل أحمد وهدى وراه بتردد , قامت من سريها وفردت يدينها على آخرها وهي تقول بصوت مخنوق : ماما ..
ضمتها هدى بقووووة وهي تصيح من الفرحة وتقول : حمد لله على سلامتك يا أزهار , والله قلبي رد لي يوم ناديتيني ماما ..
سلمت أزهار على يدها وراسها وحضنتها مرة ثانية وهي تقول بصدق : الله لا يحرمني منكم ..
ولفت على أحمد وتقدمت منه بحيا وضمته وهي تهمس : جزااااك الله خير ..
سلم عليها بمحبة وضمها وهو يقول : واجب يا بنتي , ما سوينا شي ..
بعد أحضان ثانية وسؤال عن الحال وأكل الأكل اللي كله سمن وعسل , سحبت أزهار كرسي حطته قدام الكنبة اللي جالسين عليها وجلست وهي تقول بابتسامة : بابا , ماما في كلام ضروري لازم ينقال بس قبل هذا الكلام لازم تعرفون إني ممتنة من أعماق قلبي على اللي سويتوه ليه , والله الذي لا إله إلاهو إنه جميل لا يمكن أنساه لكم طول العمر , ولو سويت اللي سويته ما بأوفيكم جزء من اللي سويتوه ..
لمن جات هدى بتقاطعها حطت يدها اليمين على ركبتها وهي تكمل : لو تقولون اللي تقولونه وإنه واجب وشي مفروغ منه اللي سويتوه دين على رقبتي ليوم القيامة , حبيتوني و رعيتوني و عيشتوني كأني وحده من بناتكم , أكلتوني و لبستوني و شربتوني بدون أي تذمر وإن قلت إني حسيت للحظة إنكم طفشتم مني أنا كذابة , عالجتوني و مشيتوني و دلعتوني , وفوق هذا امتنعتم عن أشياء كثيرة عشاني , و سويتوا أشياء أكثر عشاني كمان ..
كانت تقول كلماتها وهي تنقل بصرها بينهم وعيونها تلمع بنظرة إمتنان عميقة , كملت بابتسامة : لدرجة زوجتوني ولدكم عشان ترعوني , الله يجعل كل عملكم في ميزان حسناتكم يا رب ..
و دنقت راسها وقالت بهمس : ويحز في نفسي إني ما حأرجع بعد المستشفى عندكم ..
شهقت هدى وقال أحمد : ليه يا أزهار , إحنا ..
رصت على يد هدى وحطت يدها الثانية على يد أحمد وقالت بثبات : الله يسعدكم لا تزعلون مني , أنا ما حأقطعكم أبد , صدقوني حأزوركم و حأتصل عليكم كل يوم عشان أطمن عليكم لكن لازم أروح لبيتنا , الوضع ما عاد هو زي أول , افهموني , أولا أنا أحتاج وقت أكون فيه لوحدي بعيدة عن كل شي عشان أفكر وأستوعب كل شي صار وطبعا أولهم وضعنا أنا و جاسم اللي لازم ينحل , أنا ناسية معظم اللي صار بعد فقدي للذاكرة واللي قبله كمان , أحس ذاتي متغيرة علي , ثانيا وهو الأهم عمور لوحده في البيت , وهو بحاجة لي أكثر مما أنا بحاجته , أنا على الأقل نسيت اللي صار وعشت فترة مع ناس وجماعة حوليني , صح ما كنت عارفة نفسي لكن على الأقل ما كنت متذكرة كل ألآمي وأحزاني وهو عاش لوحده وفي بيتنا كمان وسط الذكريات ..
كان في شي متغير في أزهار , هدى وأحمد لاحظوا هالشي من أول ما دخلوا , كلامها ونظراتها فيها شي والآن عرف أحمد اش هذا الشي , الثقة , أزهار لمن كانت فاقدة لذاكرتها كانت مترددة وفيها نظرة غريبة في عيونها لكن الآن كلامها هادئ واثق النبرات , نظراتها قوية , حتى حركات يدينها اختلفت , ابتسم أحمد وقال : أنا فاهمك يا بنتي , وإن شاء الله ينحل هذا كله ..
خرجت من تحت مخدتها ثلاث مظاريف وناولتها لهدى وهي تقول : هذي لهنوفه وعنيدي وبندوري , سلميلي عليهم كثير السلام واعتذري لي منهم , والله كان ودي أقابلهم لكن ..
اختنق صوتها لكنها بلعت ريقها بسرعة وهي تتذكر وعدها لنفسها إنها ما عاد تبكي أكثر مما بكت وكملت بثبات : إن شاء الله بأزورهم من يستقر الوضع وهم كمان لازم يزوروني ..
قامت هدى وحضنتها وهي تبكي بصمت , طبطبت أزهار على ظهرها وسلمت على راسها وهي تقول بحب : الله يجزاك خير , ما حسيت بفقد أمي وأنا عندك ..
ولفت على أحمد وحضنته وهي توصيه بأدويته وبهدى والبنات ..
ولمن خرجوا جلست على السرير وهي تفكر بعمق ..
: زهره ..
رفعت راسها وابتسمت لعمر وقالت : يلا البيت ..
طااااااالع فيها بعدين ابتسم وقال : نصلي المغرب ونمشي ..
دق مطلق اللي كان جالس في الممر طول الوقت الباب ودخل وهو يقول : خلاص ماشيين ..
ابتسم عمر وقال : المريضة مصرة , اش نسوي ؟؟
رد له مطلق الابتسامة وهو يقول : بعد إذنك يا عمر لي كلمة مع أزهار ..
راح عمر على جنب غير بعيد عنهم , قال مطلق وهو يطالع في الأرض : أزهار اعرفي إنه لكل طبيب مريض له تأثير وبصمة في حياته المهنية , و انتي بالنسبة لي هذا المريض , حسستيني بأهمية وظيفتي , قوتك وصبرك وشجاعتك زرع فيني الإيمان وخلتني أقبل على العمل بنفس راضية ومنشرحة , حبيت أشكرك على صنيعك هذا معاي ..
قالت بهمس وهي مكسووووفة من كلامه : أنا المفروض اللي أقول شكرا ..
ما يدري ليه حس إنه بيفتقد صوتها المريح , مسك زفرة كانت بتخرج منه وقال بهدوء : تشكريني على واجبي , محد يشكر على الواجب ..
قالت بثقة : ولو كان واجبك , لا يشكر الله من لا يشكر الناس ..
ابتسم ولف على عمر وناوله ورقه وهو يقول : كتبت لها حبوب لازم تاخذها قبل ما تنام كل ليلة , و يا ليت تراجعني بعد أسبوع أو قبل كذا إذا حست بأي شي غريب ..
شكره عمر بحراره وضمه
ضمتها هدى بقووووة وهي تصيح من الفرحة وتقول : حمد لله على سلامتك يا أزهار , والله قلبي رد لي يوم ناديتيني ماما ..
سلمت أزهار على يدها وراسها وحضنتها مرة ثانية وهي تقول بصدق : الله لا يحرمني منكم ..
ولفت على أحمد وتقدمت منه بحيا وضمته وهي تهمس : جزااااك الله خير ..
سلم عليها بمحبة وضمها وهو يقول : واجب يا بنتي , ما سوينا شي ..
بعد أحضان ثانية وسؤال عن الحال وأكل الأكل اللي كله سمن وعسل , سحبت أزهار كرسي حطته قدام الكنبة اللي جالسين عليها وجلست وهي تقول بابتسامة : بابا , ماما في كلام ضروري لازم ينقال بس قبل هذا الكلام لازم تعرفون إني ممتنة من أعماق قلبي على اللي سويتوه ليه , والله الذي لا إله إلاهو إنه جميل لا يمكن أنساه لكم طول العمر , ولو سويت اللي سويته ما بأوفيكم جزء من اللي سويتوه ..
لمن جات هدى بتقاطعها حطت يدها اليمين على ركبتها وهي تكمل : لو تقولون اللي تقولونه وإنه واجب وشي مفروغ منه اللي سويتوه دين على رقبتي ليوم القيامة , حبيتوني و رعيتوني و عيشتوني كأني وحده من بناتكم , أكلتوني و لبستوني و شربتوني بدون أي تذمر وإن قلت إني حسيت للحظة إنكم طفشتم مني أنا كذابة , عالجتوني و مشيتوني و دلعتوني , وفوق هذا امتنعتم عن أشياء كثيرة عشاني , و سويتوا أشياء أكثر عشاني كمان ..
كانت تقول كلماتها وهي تنقل بصرها بينهم وعيونها تلمع بنظرة إمتنان عميقة , كملت بابتسامة : لدرجة زوجتوني ولدكم عشان ترعوني , الله يجعل كل عملكم في ميزان حسناتكم يا رب ..
و دنقت راسها وقالت بهمس : ويحز في نفسي إني ما حأرجع بعد المستشفى عندكم ..
شهقت هدى وقال أحمد : ليه يا أزهار , إحنا ..
رصت على يد هدى وحطت يدها الثانية على يد أحمد وقالت بثبات : الله يسعدكم لا تزعلون مني , أنا ما حأقطعكم أبد , صدقوني حأزوركم و حأتصل عليكم كل يوم عشان أطمن عليكم لكن لازم أروح لبيتنا , الوضع ما عاد هو زي أول , افهموني , أولا أنا أحتاج وقت أكون فيه لوحدي بعيدة عن كل شي عشان أفكر وأستوعب كل شي صار وطبعا أولهم وضعنا أنا و جاسم اللي لازم ينحل , أنا ناسية معظم اللي صار بعد فقدي للذاكرة واللي قبله كمان , أحس ذاتي متغيرة علي , ثانيا وهو الأهم عمور لوحده في البيت , وهو بحاجة لي أكثر مما أنا بحاجته , أنا على الأقل نسيت اللي صار وعشت فترة مع ناس وجماعة حوليني , صح ما كنت عارفة نفسي لكن على الأقل ما كنت متذكرة كل ألآمي وأحزاني وهو عاش لوحده وفي بيتنا كمان وسط الذكريات ..
كان في شي متغير في أزهار , هدى وأحمد لاحظوا هالشي من أول ما دخلوا , كلامها ونظراتها فيها شي والآن عرف أحمد اش هذا الشي , الثقة , أزهار لمن كانت فاقدة لذاكرتها كانت مترددة وفيها نظرة غريبة في عيونها لكن الآن كلامها هادئ واثق النبرات , نظراتها قوية , حتى حركات يدينها اختلفت , ابتسم أحمد وقال : أنا فاهمك يا بنتي , وإن شاء الله ينحل هذا كله ..
خرجت من تحت مخدتها ثلاث مظاريف وناولتها لهدى وهي تقول : هذي لهنوفه وعنيدي وبندوري , سلميلي عليهم كثير السلام واعتذري لي منهم , والله كان ودي أقابلهم لكن ..
اختنق صوتها لكنها بلعت ريقها بسرعة وهي تتذكر وعدها لنفسها إنها ما عاد تبكي أكثر مما بكت وكملت بثبات : إن شاء الله بأزورهم من يستقر الوضع وهم كمان لازم يزوروني ..
قامت هدى وحضنتها وهي تبكي بصمت , طبطبت أزهار على ظهرها وسلمت على راسها وهي تقول بحب : الله يجزاك خير , ما حسيت بفقد أمي وأنا عندك ..
ولفت على أحمد وحضنته وهي توصيه بأدويته وبهدى والبنات ..
ولمن خرجوا جلست على السرير وهي تفكر بعمق ..
: زهره ..
رفعت راسها وابتسمت لعمر وقالت : يلا البيت ..
طااااااالع فيها بعدين ابتسم وقال : نصلي المغرب ونمشي ..
دق مطلق اللي كان جالس في الممر طول الوقت الباب ودخل وهو يقول : خلاص ماشيين ..
ابتسم عمر وقال : المريضة مصرة , اش نسوي ؟؟
رد له مطلق الابتسامة وهو يقول : بعد إذنك يا عمر لي كلمة مع أزهار ..
راح عمر على جنب غير بعيد عنهم , قال مطلق وهو يطالع في الأرض : أزهار اعرفي إنه لكل طبيب مريض له تأثير وبصمة في حياته المهنية , و انتي بالنسبة لي هذا المريض , حسستيني بأهمية وظيفتي , قوتك وصبرك وشجاعتك زرع فيني الإيمان وخلتني أقبل على العمل بنفس راضية ومنشرحة , حبيت أشكرك على صنيعك هذا معاي ..
قالت بهمس وهي مكسووووفة من كلامه : أنا المفروض اللي أقول شكرا ..
ما يدري ليه حس إنه بيفتقد صوتها المريح , مسك زفرة كانت بتخرج منه وقال بهدوء : تشكريني على واجبي , محد يشكر على الواجب ..
قالت بثقة : ولو كان واجبك , لا يشكر الله من لا يشكر الناس ..
ابتسم ولف على عمر وناوله ورقه وهو يقول : كتبت لها حبوب لازم تاخذها قبل ما تنام كل ليلة , و يا ليت تراجعني بعد أسبوع أو قبل كذا إذا حست بأي شي غريب ..
شكره عمر بحراره وضمه
بامتنان ضمممممه طويله ..
*************************
أول ما رن الجرس انفتح الباب وطلت من وراه العنود , كانت أمها وقفة وهي تقول لأبوها : كلمت عبد الرزاق وهاوش ليش ما كلمناه من البداية وعلمناه ..
قال بعصبية : هو ولدك هذا يدق ولا يسأل , من شهر لشهر بالحسرة يدق ....
لفت أمها و ابتسمت لمن شافتها وقالت : شكلك كنتي عند الباب من يوم رحنا ..
طالعت لوراهم على أمل واهي إنه أزهار معاهم , قال أبوها : محد معانا ..
زفرت وقالت وهي تصك الباب وتلحقهم : كنت عارفة , المهم متى بنزورها ؟؟
توقفت أمها عن المشي للحظة وكملت طريقها للصالة , سحبت منها العنود العباية والطرحة وهي تسأل : متى قال الدكتور نزورها ؟؟
قال أبوها بهدوء : أزهار بتخرج من المستشفى اليوم لكنها بتروح على بيتها ..
تصنمت العنود وهي تطالع فيهم , هي كانت متوقعة هذا الشي وتفكر فيه لكن دائما المواجهة هي الأصعب , اشرت لها أمها تجلس جنبها فجلست على طول وعيونها متعلقة بأبوها اللي كمل : استعادت ذاكرتها السابقة والدكتور يقول إنها عانت كثير من تذكرها لأنهم اكتشفوا إنها شافت عامر يموت قدام عيونها وهو سبب فقدها للذاكرة , لكنها مهي متذكرة تماما الفترة اللي عاشتها معانا ..
همست العنود بألم : تذكرت جاسم وعرفت إنه زوجها ؟؟
هز راسه وقال : كل شي قاله لها الدكتور وأخوها ..
قالت أمها بلطف وهي ترص يد العنود الراصة على العباية بكل قوتها : هي توصل سلامها لكم وتقول إنها ما حتتصل علينا أو تجينا لفترة لأنها تحتاج وقت عشان تفكر بكل اللي صار وأرسلت رسالة لكل وحده فيكم ..
وخرجت من شنطتها الرسالة المكتوب على ظهرها (( عمود الكهرب )) , طااااالعت العنود في الرسالة ودمعت عيونها وهي تقول بصوت مخنوق : بس هي متذكرة إني عمود كهرب ..
وغطت وجهها بيدينها وسندت راسها على فخوذ أمها وهي تصيييييييييح من قلبها على فقدها لأزهار اللي بالتأكيد هي الآن في أمس الحاجة لأحد يوقف معاها ..
مسحت أمها على شعرها وهي تقول بصوت مخنوق : هي ما قالت بتقطعنا على طول ولا إنها ناسيتنا تماما , هي متذكرتكم .... كلكم ..
قالت كلمتها ألأخيرة وهي تشوف الصدمة على وجه البندري اللي واقفة عند أول درجة في الصالة , خرجت أمها الرسالة وناولتها لها , تحركت البندري من مكانها وسحبت الظرف وطالعت فيه (( صغيرتي الحالمة )) غمضت البندري عيونها للحظة ورجعت طلعت بسرعة لغرفتها وصفقت الباب بكل قوتها , طالعت الأم في آخر ظرف في شنطتها وهي تحس دموعها غصب عنها تنزل على خدودها , (( ستظلين أختي الكبرى )) ..
**************************
ركبت أزهار ورى في سيارة أبو أمجد بعد ما صرفوا الدوا اللي أصر الدكتور إنها تاخذه لفتره إلين يطلب منها تسيبه , كانت تطالع في الشوارع اللي تذكرتها وكانت مع كل منعطف وكل إشارة تقربها من عمارتهم من شقتهم اللي عاشوا فيها سنين عمرهم , وكان قلبها مع كل ثانية يضرب بقوة من الرهبة , ولمن دخلت السيارة الشارع اللي تطل عليه العمارة حست بمغص فضييييييع في بطنها , توقفت السيارة عن العمارة فنزلت وسبقت أخوها اللي قعد يشكر صاحبه , كل درجة تقربها من الشقة تذكرها بأمها وأخوانها , ريحتهم للمدارس وخرجتهم للبحر والمخططات , وقفت قدام باب الشقة الخشبي وطالعت في الجرس اللي ياما دقته وفتحت لها أمها الباب وهي تعاتبها على إزعاجها وضغطها المستمر على الجرس , قاومت رغبة إنها تدق الجرس وهي تصرخ بداخلها ~ محد فيه , محد بيرد عليك , خلااااااص ماتوا يا أزهار , متى بتقتنعين ~ مر عمر من جنبها وهو يقول بفرح : يا هلااااااااااا والله بزهرة ..
و دخل المفتاح للشقة وهو يحس بخووووف عمييييييييق بداخله عليها كان يدعي من كل قلبه إنها ما تحس نفس إحساسه أول ما دخل الشقة , إنها ما تحس الألـــم والوحدة والفقد والوجع , هو ما رجع الأثاث اللي غيروا فيه المستأجرين زي ما كان في نفس مواضعه سابقا لكن مازال فيه نفس أثاثهم القديم , دخلت أزهار وهي تسمي و فصخت عبايتها في الصالة وهي تبعد بصرها قد ما تقدر عن الكنبة المفضلة لعامر , كان عمر يدقق في وجهها كإنه يطالع من مجهر , كانت حاسة إنه يستنى أي تغير في ملامحها عشان يخرجها من الشقة و يوديها أي مكان ثاني عشان ما تحس بالألم , ابتسمت له وقالت : اش فيك تطالع فيني كذا , روح شوف لك شغلة ..
ودخلت على الغرفة الرئيسية اللي هي غرفتها المشتركة مع أمها , كان السرير مليان أشياء عمر , تقطع قلبها وهي تفكر إنه كان ينام كل ليلة في سرير أمها , كيف قعد لوحده كل هالفترة سخفت له من جد , على الأقل هي كانت فاقدة الذاكرة وعايشة وسط نااااااس , طالعت في الكراتين المغبرة اللي على الأرض وفتحتها , لقيتها ملابسهم مكومة على بعض , قال عمر بهدوء : هذا من سواة صاحب العمارة ..
سحبت ثوب عمير اللي قدامها وطبقته وهي تقول بصوت ثابت : بأفرغ الأشياء عشان نتصدق بها عنهم ..
مسك يدها بحزم وقال : قومي نامي ارتاحي والصباح رباح , الدكتور مطلق قال لازم ما تجهدين نفسك ..
هزت راسها وقالت بابتسامة مرحة وهي ت
*************************
أول ما رن الجرس انفتح الباب وطلت من وراه العنود , كانت أمها وقفة وهي تقول لأبوها : كلمت عبد الرزاق وهاوش ليش ما كلمناه من البداية وعلمناه ..
قال بعصبية : هو ولدك هذا يدق ولا يسأل , من شهر لشهر بالحسرة يدق ....
لفت أمها و ابتسمت لمن شافتها وقالت : شكلك كنتي عند الباب من يوم رحنا ..
طالعت لوراهم على أمل واهي إنه أزهار معاهم , قال أبوها : محد معانا ..
زفرت وقالت وهي تصك الباب وتلحقهم : كنت عارفة , المهم متى بنزورها ؟؟
توقفت أمها عن المشي للحظة وكملت طريقها للصالة , سحبت منها العنود العباية والطرحة وهي تسأل : متى قال الدكتور نزورها ؟؟
قال أبوها بهدوء : أزهار بتخرج من المستشفى اليوم لكنها بتروح على بيتها ..
تصنمت العنود وهي تطالع فيهم , هي كانت متوقعة هذا الشي وتفكر فيه لكن دائما المواجهة هي الأصعب , اشرت لها أمها تجلس جنبها فجلست على طول وعيونها متعلقة بأبوها اللي كمل : استعادت ذاكرتها السابقة والدكتور يقول إنها عانت كثير من تذكرها لأنهم اكتشفوا إنها شافت عامر يموت قدام عيونها وهو سبب فقدها للذاكرة , لكنها مهي متذكرة تماما الفترة اللي عاشتها معانا ..
همست العنود بألم : تذكرت جاسم وعرفت إنه زوجها ؟؟
هز راسه وقال : كل شي قاله لها الدكتور وأخوها ..
قالت أمها بلطف وهي ترص يد العنود الراصة على العباية بكل قوتها : هي توصل سلامها لكم وتقول إنها ما حتتصل علينا أو تجينا لفترة لأنها تحتاج وقت عشان تفكر بكل اللي صار وأرسلت رسالة لكل وحده فيكم ..
وخرجت من شنطتها الرسالة المكتوب على ظهرها (( عمود الكهرب )) , طااااالعت العنود في الرسالة ودمعت عيونها وهي تقول بصوت مخنوق : بس هي متذكرة إني عمود كهرب ..
وغطت وجهها بيدينها وسندت راسها على فخوذ أمها وهي تصيييييييييح من قلبها على فقدها لأزهار اللي بالتأكيد هي الآن في أمس الحاجة لأحد يوقف معاها ..
مسحت أمها على شعرها وهي تقول بصوت مخنوق : هي ما قالت بتقطعنا على طول ولا إنها ناسيتنا تماما , هي متذكرتكم .... كلكم ..
قالت كلمتها ألأخيرة وهي تشوف الصدمة على وجه البندري اللي واقفة عند أول درجة في الصالة , خرجت أمها الرسالة وناولتها لها , تحركت البندري من مكانها وسحبت الظرف وطالعت فيه (( صغيرتي الحالمة )) غمضت البندري عيونها للحظة ورجعت طلعت بسرعة لغرفتها وصفقت الباب بكل قوتها , طالعت الأم في آخر ظرف في شنطتها وهي تحس دموعها غصب عنها تنزل على خدودها , (( ستظلين أختي الكبرى )) ..
**************************
ركبت أزهار ورى في سيارة أبو أمجد بعد ما صرفوا الدوا اللي أصر الدكتور إنها تاخذه لفتره إلين يطلب منها تسيبه , كانت تطالع في الشوارع اللي تذكرتها وكانت مع كل منعطف وكل إشارة تقربها من عمارتهم من شقتهم اللي عاشوا فيها سنين عمرهم , وكان قلبها مع كل ثانية يضرب بقوة من الرهبة , ولمن دخلت السيارة الشارع اللي تطل عليه العمارة حست بمغص فضييييييع في بطنها , توقفت السيارة عن العمارة فنزلت وسبقت أخوها اللي قعد يشكر صاحبه , كل درجة تقربها من الشقة تذكرها بأمها وأخوانها , ريحتهم للمدارس وخرجتهم للبحر والمخططات , وقفت قدام باب الشقة الخشبي وطالعت في الجرس اللي ياما دقته وفتحت لها أمها الباب وهي تعاتبها على إزعاجها وضغطها المستمر على الجرس , قاومت رغبة إنها تدق الجرس وهي تصرخ بداخلها ~ محد فيه , محد بيرد عليك , خلااااااص ماتوا يا أزهار , متى بتقتنعين ~ مر عمر من جنبها وهو يقول بفرح : يا هلااااااااااا والله بزهرة ..
و دخل المفتاح للشقة وهو يحس بخووووف عمييييييييق بداخله عليها كان يدعي من كل قلبه إنها ما تحس نفس إحساسه أول ما دخل الشقة , إنها ما تحس الألـــم والوحدة والفقد والوجع , هو ما رجع الأثاث اللي غيروا فيه المستأجرين زي ما كان في نفس مواضعه سابقا لكن مازال فيه نفس أثاثهم القديم , دخلت أزهار وهي تسمي و فصخت عبايتها في الصالة وهي تبعد بصرها قد ما تقدر عن الكنبة المفضلة لعامر , كان عمر يدقق في وجهها كإنه يطالع من مجهر , كانت حاسة إنه يستنى أي تغير في ملامحها عشان يخرجها من الشقة و يوديها أي مكان ثاني عشان ما تحس بالألم , ابتسمت له وقالت : اش فيك تطالع فيني كذا , روح شوف لك شغلة ..
ودخلت على الغرفة الرئيسية اللي هي غرفتها المشتركة مع أمها , كان السرير مليان أشياء عمر , تقطع قلبها وهي تفكر إنه كان ينام كل ليلة في سرير أمها , كيف قعد لوحده كل هالفترة سخفت له من جد , على الأقل هي كانت فاقدة الذاكرة وعايشة وسط نااااااس , طالعت في الكراتين المغبرة اللي على الأرض وفتحتها , لقيتها ملابسهم مكومة على بعض , قال عمر بهدوء : هذا من سواة صاحب العمارة ..
سحبت ثوب عمير اللي قدامها وطبقته وهي تقول بصوت ثابت : بأفرغ الأشياء عشان نتصدق بها عنهم ..
مسك يدها بحزم وقال : قومي نامي ارتاحي والصباح رباح , الدكتور مطلق قال لازم ما تجهدين نفسك ..
هزت راسها وقالت بابتسامة مرحة وهي ت
سحب يدها بهدوء منه : انت تعرفني ما أعرف أنام والبيت حايس , ترى فقد الذاكرة ما غيرني ..
وبدأت تفرغ الأشياء بصمت , غترة عمار , قميص أمها , بنطلون الرياضة الأزرق اللي يعشقة عمير , فستان أمها العيد الماضي , قعدت تفرغ وتطبق وعمر واقف عند باب الغرفة ما تحرك من مكانه , ولمن شاف إنه ما في فايدة من وقفته راح للصالة وجلس قدام التلفزيون وشغل مجد القرآن وعللى الصوت وهو ما همه لو دق الجيران عشان يشتكون من الإزعاج , كان بحاجة لشي يهدي الثقل اللي في قلبه بسبب منظر أزهار الثابت المصطنع وهي ترتب الأشياء , هو الرجل بكل قوته تجنب إنه يمسك طرف الكرتون عشان ما يشوف شي يذكره بهم , كيف هي ..
سحبت طرحة أمها البيضاء وطبقتها وقبل ما تحطها ضمتها وهي تشمها , كانت ريحة الحنا اللي دايما تستخدمه أمها عالقة فيها , بلعت غصتها وكملت شغلها بهمة , فتحت الكرتون الثاني لقيته الأشياء والتذكارات والتحف اللي كانوا مزينين بها دولاب التلفزيون , بدأت تصنفه , ابتسمت وهي تشوف برواز صور حطت بداخله القصيدة اللي كتبتها مشاعل بعد وفاة أبوها بشهر ..
بَعدك يا أبوي
(يوم الخميس الصبح ثالث أيام الصايمين
دق بابي وهاتفي برنات مجروحة
سألتهم عن صحته واشلون هي أوضاعه
قالوا إنا لله وإنا إليه راجعين
صار العزا وصار الحزن في أيام معدودة
وصرت أصيح والناس أرجوك تكفين
كل على بيته رحل بعد دعوات مكتوبة
وأنا همي بقي بدل ضعف ضعفين
صارت أحلام بأعداد الأيتام مكتوبة
وين الصبر ينباع واشريه بك الملايين
والوالدة من الأرامل صارت اليوم محتدة
خيم علينا الحزن أيام وشهور وسنين )*
كانت وقتها تصبرها وتحاول تخرجها من ألمها وهي تطلب منها تكون أقوى وتذكرها إنها فقدت أبوها من الصغر , الآن حست بمقدار ألم مشاعل , الآن عرفت المعنى الحقيقي للفقد , أبوها لمن فقدته كانت صغيرة , صح ياما بكت وتألمت و اشتاقت لكن مو زي ألمها الآن , تذكرت كلماتها وهي تقول من وسط دموعها (( الكلام سهل يا أزهار لكن تطبيقه صعب )) ضمت البرواز وهي تقول بصوت مخنوق : والله صعب يا مشاعل , ياليتني أقدر أرجع لسنوات على ورى وأضمك ضمة واحد فاهم إحساسك ذاك الوقت ..
كملت شغلها وهي تدعي ربها تجتمع فيها في أقرب فرصة ...
: عممور , عموووور ..
شهق وهو يفتح عيونه , ابتسمت وقالت : آسفة حبيبي أزعجتك , بس أذن الفجر ..
فتح عيونه يبغى يستوعب ومسح وجهه وطالع في ساعته , انتبه إنه مغطى بلحاف ومتمدد على الكنبة وتحت راسه مخده , قالت : صلي العشاء , تراك ما قمت , حتى موية رشيت عليك لكنك في عالم آخر ..
استغفر وهو يقوم , و انصدم لمن لقي كراتين عند الممر وسريرين ساده الطريق , قالت وهي تأشر عليها : هذي تبرع بها كرتونين ملابس أمي وكرتون ثياب عامر وعمير وملابسهم الرياضية والكرتون الصغير فيه كتب عمار وقصص عمير يفضل إننا نتصدق بها كمان والأكياس السوداء فيها أوراق عمار وخطبه ومحاضراته يبغالها حرق عشان فيها اسم الله ..
قال بصدمة : انتي تنظفين من المغرب ؟؟
ابتسمت وقالت بفرح : خلاص ما بقي إلا المطبخ وغسيل الملابس ..
سحبته لغرفة أمها وقالت : تعال شوف غرفتك ..
تبعها وهو يحاول يطرد النوم من عيونه , انبهر لمن شاف مكتبه وأشياءه كلها في غرفة أمه الواسعة واللي تغير ديكورها بسبب تغير الأشياء , الشيئين الوحيدين اللي دله إنها غرفة أمه هو السرير اللي فرشته بفراش نظيف وحطت عليه مخداته المفضله , ودولاب الملابس , لف عليها وسأل بحيرة : و انتي ؟؟
قالت وهي تسحبه : أنا أخذت غرفتكم لأنها أصغر ..
كانت حاطة سرير واحد من أسرتهم ومكتبها و مجمعة كل أشياءها الخاصة في ركن وغرفة عمار الخاصة مفرغتها تماما , لف وطاااااااالع فيها وبعدين مسح على شعرها وقال : الله يقويك , حقيقة يا أزهار ......
وسكت طويل بعدين همس بصوت حاول يخليه ثابت : أنا سجدت لربي سجداااااااات شكر لأنك رجعتيلي , البيت من دونك ما كان له طعم ..
ابتسمت وضمته وهي تقول بتريقه عشان تغطي على دموعها اللي بتهزمها وتنزل : يا ناسو انته يا قلبو ماما أزهار ..
دفها وهو يقول بمزح : فكيني بأروح أصلي ..
ضحكت وهي تضمه أكثر وتقول بصوت مخنوق : ما أبغى ..
قال بحزم : أزهار الصلاة ..
لكنها ما سابته بالعكس زادت من قوة احتضانها وهي تدفن وجهها في كتفه , زفر و لف يدينه حولينها و ضممممممها وهو يهمس بصوت حنون : نفسي يرجع عمار عشان أقول له , بنتك وحبيبتك أزهار اللي ربيتها كانت قوييييييية زي ما كنت تتوقع ..
ولمن حس بأظافرها تنغرز في ظهره من كثر الألم , مسد ظهرها وهو يكمل : راحوا للي أرحم مني ومنك يا أزهار , راحوا للي أرحم مني ومنك ..
بعدت عنه بعد فترة وقالت بمرح : شكرا , يلا الصلاة , انتهت مهمتك هنا ..
ضحك وقال بتريقة : يــــمــــه على بالي قاعدة تصيحين ..
ابتسمت وقالت بصدق : عندي عمر قلبي وأصيح ...
كان شايف دموعها الحبيسة داخل عيونها ومعجب بقوتها اللي خلتها تحبسها وما تطاوعها وتذرفها ...
حط يده على شعرها ومسحه بعنف , قالت وهي تضرب يده : آآآآآآي عورتني وفرقعته ..
:
وبدأت تفرغ الأشياء بصمت , غترة عمار , قميص أمها , بنطلون الرياضة الأزرق اللي يعشقة عمير , فستان أمها العيد الماضي , قعدت تفرغ وتطبق وعمر واقف عند باب الغرفة ما تحرك من مكانه , ولمن شاف إنه ما في فايدة من وقفته راح للصالة وجلس قدام التلفزيون وشغل مجد القرآن وعللى الصوت وهو ما همه لو دق الجيران عشان يشتكون من الإزعاج , كان بحاجة لشي يهدي الثقل اللي في قلبه بسبب منظر أزهار الثابت المصطنع وهي ترتب الأشياء , هو الرجل بكل قوته تجنب إنه يمسك طرف الكرتون عشان ما يشوف شي يذكره بهم , كيف هي ..
سحبت طرحة أمها البيضاء وطبقتها وقبل ما تحطها ضمتها وهي تشمها , كانت ريحة الحنا اللي دايما تستخدمه أمها عالقة فيها , بلعت غصتها وكملت شغلها بهمة , فتحت الكرتون الثاني لقيته الأشياء والتذكارات والتحف اللي كانوا مزينين بها دولاب التلفزيون , بدأت تصنفه , ابتسمت وهي تشوف برواز صور حطت بداخله القصيدة اللي كتبتها مشاعل بعد وفاة أبوها بشهر ..
بَعدك يا أبوي
(يوم الخميس الصبح ثالث أيام الصايمين
دق بابي وهاتفي برنات مجروحة
سألتهم عن صحته واشلون هي أوضاعه
قالوا إنا لله وإنا إليه راجعين
صار العزا وصار الحزن في أيام معدودة
وصرت أصيح والناس أرجوك تكفين
كل على بيته رحل بعد دعوات مكتوبة
وأنا همي بقي بدل ضعف ضعفين
صارت أحلام بأعداد الأيتام مكتوبة
وين الصبر ينباع واشريه بك الملايين
والوالدة من الأرامل صارت اليوم محتدة
خيم علينا الحزن أيام وشهور وسنين )*
كانت وقتها تصبرها وتحاول تخرجها من ألمها وهي تطلب منها تكون أقوى وتذكرها إنها فقدت أبوها من الصغر , الآن حست بمقدار ألم مشاعل , الآن عرفت المعنى الحقيقي للفقد , أبوها لمن فقدته كانت صغيرة , صح ياما بكت وتألمت و اشتاقت لكن مو زي ألمها الآن , تذكرت كلماتها وهي تقول من وسط دموعها (( الكلام سهل يا أزهار لكن تطبيقه صعب )) ضمت البرواز وهي تقول بصوت مخنوق : والله صعب يا مشاعل , ياليتني أقدر أرجع لسنوات على ورى وأضمك ضمة واحد فاهم إحساسك ذاك الوقت ..
كملت شغلها وهي تدعي ربها تجتمع فيها في أقرب فرصة ...
: عممور , عموووور ..
شهق وهو يفتح عيونه , ابتسمت وقالت : آسفة حبيبي أزعجتك , بس أذن الفجر ..
فتح عيونه يبغى يستوعب ومسح وجهه وطالع في ساعته , انتبه إنه مغطى بلحاف ومتمدد على الكنبة وتحت راسه مخده , قالت : صلي العشاء , تراك ما قمت , حتى موية رشيت عليك لكنك في عالم آخر ..
استغفر وهو يقوم , و انصدم لمن لقي كراتين عند الممر وسريرين ساده الطريق , قالت وهي تأشر عليها : هذي تبرع بها كرتونين ملابس أمي وكرتون ثياب عامر وعمير وملابسهم الرياضية والكرتون الصغير فيه كتب عمار وقصص عمير يفضل إننا نتصدق بها كمان والأكياس السوداء فيها أوراق عمار وخطبه ومحاضراته يبغالها حرق عشان فيها اسم الله ..
قال بصدمة : انتي تنظفين من المغرب ؟؟
ابتسمت وقالت بفرح : خلاص ما بقي إلا المطبخ وغسيل الملابس ..
سحبته لغرفة أمها وقالت : تعال شوف غرفتك ..
تبعها وهو يحاول يطرد النوم من عيونه , انبهر لمن شاف مكتبه وأشياءه كلها في غرفة أمه الواسعة واللي تغير ديكورها بسبب تغير الأشياء , الشيئين الوحيدين اللي دله إنها غرفة أمه هو السرير اللي فرشته بفراش نظيف وحطت عليه مخداته المفضله , ودولاب الملابس , لف عليها وسأل بحيرة : و انتي ؟؟
قالت وهي تسحبه : أنا أخذت غرفتكم لأنها أصغر ..
كانت حاطة سرير واحد من أسرتهم ومكتبها و مجمعة كل أشياءها الخاصة في ركن وغرفة عمار الخاصة مفرغتها تماما , لف وطاااااااالع فيها وبعدين مسح على شعرها وقال : الله يقويك , حقيقة يا أزهار ......
وسكت طويل بعدين همس بصوت حاول يخليه ثابت : أنا سجدت لربي سجداااااااات شكر لأنك رجعتيلي , البيت من دونك ما كان له طعم ..
ابتسمت وضمته وهي تقول بتريقه عشان تغطي على دموعها اللي بتهزمها وتنزل : يا ناسو انته يا قلبو ماما أزهار ..
دفها وهو يقول بمزح : فكيني بأروح أصلي ..
ضحكت وهي تضمه أكثر وتقول بصوت مخنوق : ما أبغى ..
قال بحزم : أزهار الصلاة ..
لكنها ما سابته بالعكس زادت من قوة احتضانها وهي تدفن وجهها في كتفه , زفر و لف يدينه حولينها و ضممممممها وهو يهمس بصوت حنون : نفسي يرجع عمار عشان أقول له , بنتك وحبيبتك أزهار اللي ربيتها كانت قوييييييية زي ما كنت تتوقع ..
ولمن حس بأظافرها تنغرز في ظهره من كثر الألم , مسد ظهرها وهو يكمل : راحوا للي أرحم مني ومنك يا أزهار , راحوا للي أرحم مني ومنك ..
بعدت عنه بعد فترة وقالت بمرح : شكرا , يلا الصلاة , انتهت مهمتك هنا ..
ضحك وقال بتريقة : يــــمــــه على بالي قاعدة تصيحين ..
ابتسمت وقالت بصدق : عندي عمر قلبي وأصيح ...
كان شايف دموعها الحبيسة داخل عيونها ومعجب بقوتها اللي خلتها تحبسها وما تطاوعها وتذرفها ...
حط يده على شعرها ومسحه بعنف , قالت وهي تضرب يده : آآآآآآي عورتني وفرقعته ..
:
هو أصلا مفرقع وشعافله واصل السقف ..
: عمــــــر ...
: بروح الصلااااااااااااة ..
: أوريك لمن ترجع ...
************************
بعد 16 يوم :
عصر يوم الأربعاء 19 / 4 / 1428 هـ
في الشقة :
: أزهااااااار ..
خرجت من المطبخ وقالت : خيييييير سيد عمر..
قال وهو يأشر على الملاعق والعيش اللي على السفرة : تراك سقطتي بي اش هذا , ملاعق وعيش من غير أكل ..
قالت وهي تحرك المغرفة في الهوا : اش تبغاني أسوي , انت اللي تأخرت وخليت الأكل يبرد , تبغاني أغرفه بارد ترى ما عندي أي إشكال ..
حك شعره المبلل من الترواشة وقال : ما توقعت إنه لي ساعة في الحمام ..
رفعت يدينها وقالت قبل ما تدخل المطبخ : يا ااااااارب ترحم منى مرة عمر يا رب ..
ابتسم وهو يلعب في الملعقة اللي طاحت من يده لمن انتبه لكلامها وسأل : منى مييييييييييين ؟؟
ضحكت أزهار وقالت بصوت ممطوط عالي من داخل المطبخ : مــنـــى بنت جارنا العزيز سامي , يعني يعني ما أعرفها ..
قال بحيرة : و مين جابلك سيرتها ؟؟ أنا قيد نطقت اسمها على لساني , أصلا أول مرة أدري إنه أبو صلاح عنده بنت اسمها منى ..
خرجت راسها من عند الباب و رسمت ابتسامة معجون أسنان وهي تقول : هذاك عرفت , من بعد ماماتي الله يرحمها أنا المسؤولة الأولى عن اختيار زوجة المستقبل ..
ورجعت دخلت المطبخ , قال بصوت عالي : الله يستر ..
غرفت الأكل وخرجت لقيته مسرح , قالت : هيييييييي على وين وصلنا ؟؟
قال بتريقة : عند بيت الجيران ..
قهقهت أزهار من قلبها وقالت : سم بالله وكل ..
وهو ياكل قالت : شوف يا حبيبي , منى هذي وحيدة أبوها وأمها , أصغر منك بسنتين , سنة ثالث كلية قسم لغة عربية , طيوووووبة وأخلاق وشكلها نعوم , أمي الله يرحمها كانت تحبها وتحب أمها , صراحة أحسها لايقة عليك ..
لف عليها وقال بصدمة : دحين انتي من جدك تتكلمين ؟؟
قالت وهي تحط يدينها على خصرها : لا من عمي , لو ماكنت جادة ماكان فتحت الموضوع ..
رفع حواجبه وقال بتريقة وهو يرجع للأكل : ومنى هذي جالسة تستنى اشارة من يدي عشان توافق ..
زفرت وقالت : عمر لا تتريق , اش اللي يخليها ترفض ؟؟ شاب ملتزم وطيب وعنده وظيفة وراتب زين , والشقة جاهزة وقدام باب أهلها كمان اش تبغى البنت أكثر من كذا ..
قال بهدوء : إذا انتي قنوعة براتب 3500 لا تحسبين الناس كلها زيك , فكري بالعقل 3500 ما تفتح بيت هالأيام ..
قالت بعصبية : والله تفتح , إذا انت مدبر فلوسك وحرمتك قنوعة بالشي المعقول تكفيكم الفلوس بزيادة ربنا يقول (( نحن نرزقهم وإياكم )) والله صدقني ربي بيبارك في فلوسك إذا كملت نص دينك , بعدين أنا ما أتكلم من فراغ , صح في فرق 5 سنوات بيني وبين منى لكنها صحبتي ومعاشرتها , ما شاء الله عليها إنسانة قنوعة ..
سألها بحزم : انتي دحين تتكلمين معايا عن جوازي وناسية موضوعك المعلق انتي وجاسم , إلى متى بتماطلين وتلتزمين الصمت على هالموضوع ؟؟..
من سمعت اسمه حست بمشاعر متضاربة فضيعة , كمل بحزم : ومطلق يقول ضروري يشوفك , تراك تهربتي من جلستين إلى الآن ..
دارت مشاعرها المتضاربة وقالت وهي تخرج ورقة وآلة حاسبة وقلم من جيبها : انسى موضوعي , شوف إذا جمعنا فلوس التعويض مع الفلوس اللي في حسابك واللي في حساب التوفير اللي سواه عمار وأضفنا عليها الفلوس اللي حنطلبها من مشروع مساعدة تزويج الشباب وعلى فكرة أنا اتصلت عليهم وقالوا لي إنك مطابق للمواصفات وإنه تقدر تاخذ المساعدة المالية , وجمعنا معاها فلوس ذهبي بتطلع تقريبا تقريبا , قول ما شاء الله ..
طالع فيها بصدمة وقال : اتصلتي عليهم , متى مداك تسوين هذا كله ؟؟..
ابتسمت وهي تطقطق على الآلة الحاسبة وقالت : قول ما شاء الله , بتطلع 90 ألف ..
وابتسمت وهي تقول بحماس : بسم الله ما شاء الله ............ شوف ..
وقامت تكتب في الورقة : 30 للمهر , و 25 يادوب تزبط فيها البيت وتغير الأثاث شاملة الحركتات حلوة من بوية وغيرها , و 15 الله يعينك انت و اياها تشترون سيارة مستعملة تمشون فيها حالكم إلين تجيكم فلوس وتشترون وحدة جديدة , و الـ20 الباقية حق استراحة حلوة والعشا , وإذا قلنا إنك جمعت 9 من أصحابك على جمعية بـ 500 ريال في الشهر بتطلع لك 5000 ريال كاش تمشي فيها البنت في ربوع الطايف والجنوب , صح ال 5000 ما تسوي شي بس اسم إنه , شي أحسن من لا شي ..
تأملها وهو يقول بتعجب : مداك تسوين هذا كله وتفكرين بهذا كله ..
لفت عليه وقالت : اش أسوي ولدي ولازم أدور على راحته واستقراره !! شوف حبيب أزهار , أنا لا يمكن أرتاح قبل ما أشوفك مستقر مع بنت الحلال اللي بترعاك وتداريك وتطبخ لك وتغسلك وتحطك في عيونها , إذا من جد تبغاني أشوف حياتي , شوف حياتك ..
كان وده يضمها لكنه عرف إنها حتبدأ مناحة حاربتها وقاومتها طويييييييييل , الأيام اللي مرت عليهم كانت فيها مثااااااال للهدوء والقوة , لكنه كان عارف دواخلها , كان حاس بأوجاعها وآلامها , كان يشوف دموعها الحبيسة وسط ابتسامتها العريضة , همس وهو يطالع في ابتسامتها العريضة : الله لا يحرمني
: عمــــــر ...
: بروح الصلااااااااااااة ..
: أوريك لمن ترجع ...
************************
بعد 16 يوم :
عصر يوم الأربعاء 19 / 4 / 1428 هـ
في الشقة :
: أزهااااااار ..
خرجت من المطبخ وقالت : خيييييير سيد عمر..
قال وهو يأشر على الملاعق والعيش اللي على السفرة : تراك سقطتي بي اش هذا , ملاعق وعيش من غير أكل ..
قالت وهي تحرك المغرفة في الهوا : اش تبغاني أسوي , انت اللي تأخرت وخليت الأكل يبرد , تبغاني أغرفه بارد ترى ما عندي أي إشكال ..
حك شعره المبلل من الترواشة وقال : ما توقعت إنه لي ساعة في الحمام ..
رفعت يدينها وقالت قبل ما تدخل المطبخ : يا ااااااارب ترحم منى مرة عمر يا رب ..
ابتسم وهو يلعب في الملعقة اللي طاحت من يده لمن انتبه لكلامها وسأل : منى مييييييييييين ؟؟
ضحكت أزهار وقالت بصوت ممطوط عالي من داخل المطبخ : مــنـــى بنت جارنا العزيز سامي , يعني يعني ما أعرفها ..
قال بحيرة : و مين جابلك سيرتها ؟؟ أنا قيد نطقت اسمها على لساني , أصلا أول مرة أدري إنه أبو صلاح عنده بنت اسمها منى ..
خرجت راسها من عند الباب و رسمت ابتسامة معجون أسنان وهي تقول : هذاك عرفت , من بعد ماماتي الله يرحمها أنا المسؤولة الأولى عن اختيار زوجة المستقبل ..
ورجعت دخلت المطبخ , قال بصوت عالي : الله يستر ..
غرفت الأكل وخرجت لقيته مسرح , قالت : هيييييييي على وين وصلنا ؟؟
قال بتريقة : عند بيت الجيران ..
قهقهت أزهار من قلبها وقالت : سم بالله وكل ..
وهو ياكل قالت : شوف يا حبيبي , منى هذي وحيدة أبوها وأمها , أصغر منك بسنتين , سنة ثالث كلية قسم لغة عربية , طيوووووبة وأخلاق وشكلها نعوم , أمي الله يرحمها كانت تحبها وتحب أمها , صراحة أحسها لايقة عليك ..
لف عليها وقال بصدمة : دحين انتي من جدك تتكلمين ؟؟
قالت وهي تحط يدينها على خصرها : لا من عمي , لو ماكنت جادة ماكان فتحت الموضوع ..
رفع حواجبه وقال بتريقة وهو يرجع للأكل : ومنى هذي جالسة تستنى اشارة من يدي عشان توافق ..
زفرت وقالت : عمر لا تتريق , اش اللي يخليها ترفض ؟؟ شاب ملتزم وطيب وعنده وظيفة وراتب زين , والشقة جاهزة وقدام باب أهلها كمان اش تبغى البنت أكثر من كذا ..
قال بهدوء : إذا انتي قنوعة براتب 3500 لا تحسبين الناس كلها زيك , فكري بالعقل 3500 ما تفتح بيت هالأيام ..
قالت بعصبية : والله تفتح , إذا انت مدبر فلوسك وحرمتك قنوعة بالشي المعقول تكفيكم الفلوس بزيادة ربنا يقول (( نحن نرزقهم وإياكم )) والله صدقني ربي بيبارك في فلوسك إذا كملت نص دينك , بعدين أنا ما أتكلم من فراغ , صح في فرق 5 سنوات بيني وبين منى لكنها صحبتي ومعاشرتها , ما شاء الله عليها إنسانة قنوعة ..
سألها بحزم : انتي دحين تتكلمين معايا عن جوازي وناسية موضوعك المعلق انتي وجاسم , إلى متى بتماطلين وتلتزمين الصمت على هالموضوع ؟؟..
من سمعت اسمه حست بمشاعر متضاربة فضيعة , كمل بحزم : ومطلق يقول ضروري يشوفك , تراك تهربتي من جلستين إلى الآن ..
دارت مشاعرها المتضاربة وقالت وهي تخرج ورقة وآلة حاسبة وقلم من جيبها : انسى موضوعي , شوف إذا جمعنا فلوس التعويض مع الفلوس اللي في حسابك واللي في حساب التوفير اللي سواه عمار وأضفنا عليها الفلوس اللي حنطلبها من مشروع مساعدة تزويج الشباب وعلى فكرة أنا اتصلت عليهم وقالوا لي إنك مطابق للمواصفات وإنه تقدر تاخذ المساعدة المالية , وجمعنا معاها فلوس ذهبي بتطلع تقريبا تقريبا , قول ما شاء الله ..
طالع فيها بصدمة وقال : اتصلتي عليهم , متى مداك تسوين هذا كله ؟؟..
ابتسمت وهي تطقطق على الآلة الحاسبة وقالت : قول ما شاء الله , بتطلع 90 ألف ..
وابتسمت وهي تقول بحماس : بسم الله ما شاء الله ............ شوف ..
وقامت تكتب في الورقة : 30 للمهر , و 25 يادوب تزبط فيها البيت وتغير الأثاث شاملة الحركتات حلوة من بوية وغيرها , و 15 الله يعينك انت و اياها تشترون سيارة مستعملة تمشون فيها حالكم إلين تجيكم فلوس وتشترون وحدة جديدة , و الـ20 الباقية حق استراحة حلوة والعشا , وإذا قلنا إنك جمعت 9 من أصحابك على جمعية بـ 500 ريال في الشهر بتطلع لك 5000 ريال كاش تمشي فيها البنت في ربوع الطايف والجنوب , صح ال 5000 ما تسوي شي بس اسم إنه , شي أحسن من لا شي ..
تأملها وهو يقول بتعجب : مداك تسوين هذا كله وتفكرين بهذا كله ..
لفت عليه وقالت : اش أسوي ولدي ولازم أدور على راحته واستقراره !! شوف حبيب أزهار , أنا لا يمكن أرتاح قبل ما أشوفك مستقر مع بنت الحلال اللي بترعاك وتداريك وتطبخ لك وتغسلك وتحطك في عيونها , إذا من جد تبغاني أشوف حياتي , شوف حياتك ..
كان وده يضمها لكنه عرف إنها حتبدأ مناحة حاربتها وقاومتها طويييييييييل , الأيام اللي مرت عليهم كانت فيها مثااااااال للهدوء والقوة , لكنه كان عارف دواخلها , كان حاس بأوجاعها وآلامها , كان يشوف دموعها الحبيسة وسط ابتسامتها العريضة , همس وهو يطالع في ابتسامتها العريضة : الله لا يحرمني
منك ..
حمرت خدودها من الخجل وهي تضربه على كتفه وتقول بتريقة عشان يروح الخجل عنها : طبعا تقولها دحين مو جبتلك عروس الهنا ..
ضحك وقال بتريقة مقصودة : الله يعينك يا جاسم على خبالها ..
كان وده يدخل داخل عقلها ويسمع أفكارها عن جاسم , حطت يدينها على خصرها وقالت : نـــــعــــــم سيد عمر ..
: ماقلنا شــــــــي , لا تنسين بكرة إن شاء الله بنروح لبيت أبو جاسم بعد العشاء , عازمنا على العشا ..
حست بفرح ممزوج برهبة , ما تنكر إنها اشتاقت لهم كلهم , أبوها وأمها وحنانهم الفياض , الهنوف وابتسامتها , العنود وخبالها حتى لسان البندري السليط اشتاقت له , لكنها خايفة من ردة فعلها بعد ما توصل البيت , كيف حتقابلهم ؟؟ وكيف حيستقبلونها بعد هالغياب كله ؟؟ هي حتى اتصال ما اتصلت عليهم , هدى كانت تتصل عليها كل يومين عشان تتطمن عليها وحريصة إنه محد من بناتها يكون عندها عشان ما يصرون يكلمونها ..
************************
يوم الخميس 20 / 4 / 1428 هـ في الصباح :
في الشقة المشتركة في الشرقية :
: ودحين اش بتسوي ؟؟
حط جاسم بنطلونه جوة الشنطة وهو يقول لعدنان ببرود : أبد سلامتك ولا شي , بروح أطلقها وأرجع ..
: مو انت قلت إنه رئيسك قال بيجيب أجلك لو طلبت إجازة ثانية ؟؟
: لا خلاص هذي إجازة رسمية الحمد لله ..
: يا ويلك من الشباب متواعدين أول ما تأجز يروحون يومين البحرين ..
قال وهو يصك شنطته اللي حط فيها أي شي قدامه بلا ترتيب : مو أبوية حلف لو ما نزلت هذا الخميس بيتبرأ مني ولا عاد أطب له بيت , يقول إحمد ربك اللي خليتك لهالوقت و ما نزلتك من راحت البنت المستشفى ..
سحب نفس وخرجه بضيق وهو يقول : قلتله خلاص أنا بأطلقها وهو يوصل هالكلام لها و لأخوها و ما يحتاج نجتمع في البيت ونتفاهم ثار وقال تنزل تتعشى معانا ولا لا أنا أبوك ولا أعرفك , من ارتبطت بهالبنت وأبوية غير متضارب معايا ورافع راية الحرب ضدي , ما أدري اش سوت فيه ؟؟
ضحك عدنان وقال : بلا غيرة زايدة , هو شفقان عليها , بعدين انت احمد ربك اللي ما جرجرك وسط الأسبوع ولا المقدم مطر كان ..
وحط اصباعه على رقبته وهو يقلد صوت المذبوح , ضحك جاسم وقال : إي والله , يوم يشوفني تقول شايف شيطان يكشر في وجهي ويعبس , حتى السلام ما يرده ..
دقه على كتفه وهو يقول : هونها وتهون , والرحلة بيني وبينك أنا فرحان اللي ما انت رايح لها ..
دفه جاسم وهو يقول : روح يالمعقد انت ..
ضحك عدنان وقال : معقد ولا ماني معقد بكيفي , متى رحلتك ؟؟..
طالع في ساعته وقال : أربعة العصر , لسه في وقت , اش رايك شوية قهوة معتبرة مع كم رمية بولينج ..
طالع عدنان في ساعته وقال : شرط ما نطول عن ساعة , عندي اجتماع مفاجئ بعد ساعة ونص مع مهندسين من الشركة يادوب أرجع وأتجهز له ..
خرج جاسم جواله وقال : O.K اسبقني على السيارة أدق على الشباب ..
دق على أيمن وهاني اللي خبروه إنهم سبقوه , قفل الجوال وخرج من الشقة وهو يجاهد إنه ما يفكر بالوضع اللي صاروا فيه , من اتصلت العنود وخبرته باللي صار فكر وقرر الطلاق ومن تأكد من أبوه إن البنت استعادت ذاكرتها تماما وهو يشغل نفسه بأي شي عشان ما يفكر مرة ثانية ..
************************
العصر في الباحة :
: ياسلاااااام , مسمية بلوتوثك مشعل أمل وفاتحته كمان ..
رفعت مشاعل راسها عن الجوال وطالعت في معاذ اللي واقف قدامها و قالت : إيوه ليه تسأل ؟؟
سحب الجوال من يدها بكل وقاحة وهو يقول : يعني غازلوني , كلموني يا شباب , نقص علينا بنات بجوالات كاميرا و بلوتوث كمان ..
شهقت مشاعل وقالت وهي تقوم من مكانها : رجع جوالي ..
وحاولت تسحب جوالها منه , هو رغم صغره كان أطول منها بكثير , رفع الجوال وقال : إحلمي به , أصلا أنا من يومي قلت لازم يشيلون هذا الجوال عنك , ما بيجيب لنا إلا الفساد , ساعة تتكلمين فيه , ساعه هاله , ساعه أحلامو , ما أدري اش تسوون فيه ؟؟..
صارعته وهي تقول : معاذ احفظ لسانك وثمن كلامك , هات الجوال ..
بعدت أحلام عنهم وجريت هالة لغرفة أمها عشان تجيبها تفرع بينهم , قال معاذ وهو يفتح قائمة الأسماء الأخيرة : أصلا انتي كنتي تكلمين مين قبل شوي ؟؟ مين زهرة حياتك هذا ؟؟
حست بنار بداخلها وهو معتقد إعتقاد تام إنه اسم أزهار اللي مسميته لواحد , صرخت فيه : معاااااااااذ يا قليل الأدب ..
خرجت أمهم وهي تقول بخوف : اش فيكم ؟؟ صوتكم واصل لآخر الحي ..
مسكت مشاعل يده وسحبتها ومسكت طرف الجوال وهي تقول : خليه يرجع جوالي , هذا اللي ناقص بعد , البزر هذا جاي يرفع صوته ويفرد عضلاته عليه ..
عورها في يدها وهو يدفها لكنها تمسكت بجوالها وهي تقول : معاذ والله لو ما سبت الجوال ما بيصير لك خير ..
سحب الجوال بقوة مفاجأة فانفلت من يدها وانزلق من يده وطاح على الأرض وتفكك , طالعت في الجوال بصدمة وتقطع قلبها وهي تشوف التعليقات مقطعة في يد معاذ , رغم عنها صرخت : لاااااااا ..
رمى التعاليق وطالع فيها بنظرة محتقرة وخرج من الصالة , شالت الجوال وبقايا التعليقات و أمها تقول :
حمرت خدودها من الخجل وهي تضربه على كتفه وتقول بتريقة عشان يروح الخجل عنها : طبعا تقولها دحين مو جبتلك عروس الهنا ..
ضحك وقال بتريقة مقصودة : الله يعينك يا جاسم على خبالها ..
كان وده يدخل داخل عقلها ويسمع أفكارها عن جاسم , حطت يدينها على خصرها وقالت : نـــــعــــــم سيد عمر ..
: ماقلنا شــــــــي , لا تنسين بكرة إن شاء الله بنروح لبيت أبو جاسم بعد العشاء , عازمنا على العشا ..
حست بفرح ممزوج برهبة , ما تنكر إنها اشتاقت لهم كلهم , أبوها وأمها وحنانهم الفياض , الهنوف وابتسامتها , العنود وخبالها حتى لسان البندري السليط اشتاقت له , لكنها خايفة من ردة فعلها بعد ما توصل البيت , كيف حتقابلهم ؟؟ وكيف حيستقبلونها بعد هالغياب كله ؟؟ هي حتى اتصال ما اتصلت عليهم , هدى كانت تتصل عليها كل يومين عشان تتطمن عليها وحريصة إنه محد من بناتها يكون عندها عشان ما يصرون يكلمونها ..
************************
يوم الخميس 20 / 4 / 1428 هـ في الصباح :
في الشقة المشتركة في الشرقية :
: ودحين اش بتسوي ؟؟
حط جاسم بنطلونه جوة الشنطة وهو يقول لعدنان ببرود : أبد سلامتك ولا شي , بروح أطلقها وأرجع ..
: مو انت قلت إنه رئيسك قال بيجيب أجلك لو طلبت إجازة ثانية ؟؟
: لا خلاص هذي إجازة رسمية الحمد لله ..
: يا ويلك من الشباب متواعدين أول ما تأجز يروحون يومين البحرين ..
قال وهو يصك شنطته اللي حط فيها أي شي قدامه بلا ترتيب : مو أبوية حلف لو ما نزلت هذا الخميس بيتبرأ مني ولا عاد أطب له بيت , يقول إحمد ربك اللي خليتك لهالوقت و ما نزلتك من راحت البنت المستشفى ..
سحب نفس وخرجه بضيق وهو يقول : قلتله خلاص أنا بأطلقها وهو يوصل هالكلام لها و لأخوها و ما يحتاج نجتمع في البيت ونتفاهم ثار وقال تنزل تتعشى معانا ولا لا أنا أبوك ولا أعرفك , من ارتبطت بهالبنت وأبوية غير متضارب معايا ورافع راية الحرب ضدي , ما أدري اش سوت فيه ؟؟
ضحك عدنان وقال : بلا غيرة زايدة , هو شفقان عليها , بعدين انت احمد ربك اللي ما جرجرك وسط الأسبوع ولا المقدم مطر كان ..
وحط اصباعه على رقبته وهو يقلد صوت المذبوح , ضحك جاسم وقال : إي والله , يوم يشوفني تقول شايف شيطان يكشر في وجهي ويعبس , حتى السلام ما يرده ..
دقه على كتفه وهو يقول : هونها وتهون , والرحلة بيني وبينك أنا فرحان اللي ما انت رايح لها ..
دفه جاسم وهو يقول : روح يالمعقد انت ..
ضحك عدنان وقال : معقد ولا ماني معقد بكيفي , متى رحلتك ؟؟..
طالع في ساعته وقال : أربعة العصر , لسه في وقت , اش رايك شوية قهوة معتبرة مع كم رمية بولينج ..
طالع عدنان في ساعته وقال : شرط ما نطول عن ساعة , عندي اجتماع مفاجئ بعد ساعة ونص مع مهندسين من الشركة يادوب أرجع وأتجهز له ..
خرج جاسم جواله وقال : O.K اسبقني على السيارة أدق على الشباب ..
دق على أيمن وهاني اللي خبروه إنهم سبقوه , قفل الجوال وخرج من الشقة وهو يجاهد إنه ما يفكر بالوضع اللي صاروا فيه , من اتصلت العنود وخبرته باللي صار فكر وقرر الطلاق ومن تأكد من أبوه إن البنت استعادت ذاكرتها تماما وهو يشغل نفسه بأي شي عشان ما يفكر مرة ثانية ..
************************
العصر في الباحة :
: ياسلاااااام , مسمية بلوتوثك مشعل أمل وفاتحته كمان ..
رفعت مشاعل راسها عن الجوال وطالعت في معاذ اللي واقف قدامها و قالت : إيوه ليه تسأل ؟؟
سحب الجوال من يدها بكل وقاحة وهو يقول : يعني غازلوني , كلموني يا شباب , نقص علينا بنات بجوالات كاميرا و بلوتوث كمان ..
شهقت مشاعل وقالت وهي تقوم من مكانها : رجع جوالي ..
وحاولت تسحب جوالها منه , هو رغم صغره كان أطول منها بكثير , رفع الجوال وقال : إحلمي به , أصلا أنا من يومي قلت لازم يشيلون هذا الجوال عنك , ما بيجيب لنا إلا الفساد , ساعة تتكلمين فيه , ساعه هاله , ساعه أحلامو , ما أدري اش تسوون فيه ؟؟..
صارعته وهي تقول : معاذ احفظ لسانك وثمن كلامك , هات الجوال ..
بعدت أحلام عنهم وجريت هالة لغرفة أمها عشان تجيبها تفرع بينهم , قال معاذ وهو يفتح قائمة الأسماء الأخيرة : أصلا انتي كنتي تكلمين مين قبل شوي ؟؟ مين زهرة حياتك هذا ؟؟
حست بنار بداخلها وهو معتقد إعتقاد تام إنه اسم أزهار اللي مسميته لواحد , صرخت فيه : معاااااااااذ يا قليل الأدب ..
خرجت أمهم وهي تقول بخوف : اش فيكم ؟؟ صوتكم واصل لآخر الحي ..
مسكت مشاعل يده وسحبتها ومسكت طرف الجوال وهي تقول : خليه يرجع جوالي , هذا اللي ناقص بعد , البزر هذا جاي يرفع صوته ويفرد عضلاته عليه ..
عورها في يدها وهو يدفها لكنها تمسكت بجوالها وهي تقول : معاذ والله لو ما سبت الجوال ما بيصير لك خير ..
سحب الجوال بقوة مفاجأة فانفلت من يدها وانزلق من يده وطاح على الأرض وتفكك , طالعت في الجوال بصدمة وتقطع قلبها وهي تشوف التعليقات مقطعة في يد معاذ , رغم عنها صرخت : لاااااااا ..
رمى التعاليق وطالع فيها بنظرة محتقرة وخرج من الصالة , شالت الجوال وبقايا التعليقات و أمها تقول :