لا زالت حـ ـرب الإبـ ـادة تنهش قطعة قطعة من قلبنا، وكل أخبارها تأتينا بغتة، وأنا أتصفح صفحة الفيسبوك تصدمني منشورات أخبار شهدائنا، يزدادون يومًا بعد يوم، وها اكتشفت اليوم وجعًا جديدًا، لم تندمل جراحنا بل تصبح غائرة أكثر، قد فارقنا بطلٌ من أبطال عائلتنا تاركًا خلفه ألمًا كبيرًا لا يمكن وصفه بكلمات، فقدنا اليوم جزءًا غاليًا وعزيزًا في قلوب أحبته، شهيدٌ ابن شهيد، مسماه على مسمى أبيه، إياد إياد شلدان، ابن خالي الطيب الشجاع، كان السند الوحيد لأمه بعدما استشهد والده، سندًا وشقيقًا حنونًا لأخواته، وأبًا عطوفًا لابنته الرقيقة التي لا زالت تعدُّ شهورها الأولى.

ما أصعب أن يُستشهد شبابنا وهم لا يزالون في ربيع عمرهم، ولكن ما هو أصعب من ذلك، أن أمه التي فقدت خالي في نفس الظروف منذ 22 عامًا، تعيش اليوم الفقد نفسه، وتواجه المأساة نفسها، كما لو أن الزمان يعيد نفسه في صورة مأساة أبدية، فقد كانت حاملًا به حين استشهد والده قبل 22 عامًا، واليوم تعيش مشهدًا مؤلمًا لا يمكن تحمله، حيث فقدت ابنها الوحيد، الذي كان لها كل شيء بعد رحيل زوجها.

أما جدتي، فلا أستطيع أن أجد كلمات تصف ما تشعر به، فقدت أبناءها الثلاثة أخوالي رحمهم الله ، واليوم تفقد حفيدها الغالي، في مشهد كم تكرر في حياتها، مشهد الحزن الذي لا ينتهي، فقد ترك الموت بصمته جرحًا عميقًا في قلبها، لا يشفى بسهولة، ولا يمكن أن تصفه الكلمات.
كيف يمكن أن تتحمل أم فقدت أبناءها الثلاثة، واليوم تفقد حفيدًا جديدًا من أحفادها الشهداء بعدما استشهد أخي وابن خالتي في ذات الحرب، كيف يمكن للقلوب أن تتحمل هذا الكم من الألم؟!

وماذا عن زوجته؟! ابنة خالتي العزيزة Shams Eyad التي لا زالت في ريعان شبابها، مأساة الفقد التي تعيشها الآن لا يمكن تصورها، فقدت زوجها، أبًا صغيرًا لطفلة وُلدت في هذه الحرب قبل شهور، لكنها لا تعرف ما معنى الرحيل، وها هي تعيش اليوم أصعب ابتلاءات حياتها تسأل نفسها كيف يمكن أن تربي ابنتها دون أن يكون لها سند، كيف يمكن أن تكمل حياتها بدون شريك العمر، الذي كان رفيقًا في الحياة وسندًا في كل الدروب.

هي حالة من الحزن العميق نعيشها جميعًا، وتجد كل قلب فينا يصرخ بصمت، بينما الألم يشق طريقه في كل زاوية من زوايا بيوتنا، المشاعر رغم فراقنا وبعدنا متشابكة، من الحزن إلى الفقد إلى الحسرة، ولكننا نعلم في قلوبنا أن الشهادة هي أسمى ما يمكن أن يصل إليه الإنسان في هذه الدنيا، وأن الله اختار له طريق الشرف والكرامة.

ولكن في هذه اللحظة الصعبة، نرفع أيدينا بالدعاء إلى الله أن يمنح أمه الصبر والسلوان، وأن يربط على قلبها، وأن يجعلها من الصابرين المحتسبين، اللهم اجعل قلبها مطمئنًا بذكرك، وارزقها الصبر والسكينة على فقدان فلذة كبدها.

اللهم اجبر قلب زوجته وأعطها من الصبر ما يجعلها قادرة على مواجهة الأيام القادمة، وارزقها القوة لتربي ابنته الصغيرة تربية صالحة، وألهمها الصبر على هذا الفقد الجلل، واجعل هذه الطفلة بركة في حياتها وذكراه الطيبة بين يديها.
اللهم اربط على قلوب أخواته، اللهم اجعل الفقد لا يثني عزائمهن، بل يقويهن ويجعلهن أشد صبرًا وإيمانًا.

إنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

لا بد أن خالي العزيز فرِحٌ بلقاء ابنه الذي لم يعرفه في دنياه، أنتما الآن معًا بإذن الله في مكان لا يعكر صفوه شيء، حيث لا فراق بعد اليوم، ولا ألم ولا حزن.

أعظم الله أجر جدتي وأمي وخالاتي وزوجة خالي وأخوالي بكل هذا الفقد والوجع الذي يعيشونه متواليًا في حياتهم..

واللهم اجعل إياد وكل شهدائنا في الفردوس الأعلى من الجنة، واجعل لقاءه بوالده وأعمامه مباركًا، واجعلنا جميعًا من أهل الجنة واجمعنا بهم على سرر متقابلين، اللهم آمين.

3.1.2025

أَمَتُكَ مُتعبةٌ يا الله من كل شيء
فالطف بِها وبقلبها برحمة منك..

🥹💔

أُغالِب الدُّنيا بقلبٍ رقِيق!

🌿💚

إذا أرادَ اللّٰه بعبدِهِ خيرًا؛ يَسَّرَ لسَانه للصلاةِ علىٰ مُحَمدٍ ﷺ⁩.

- ابن الجوزي.

.
🌱 تلك الكربات المتتالية وشعور الحزن والكآبة المسيطران على الأجواء، وضيق ذات اليد وتعاقب الفتن والصدمات المتتالية، والشدة والعسرة المتزايدة: كلها لصناعة شخصيتك بطريقة ربانية.. ليستقر في قلبك أمرين:

1. حقارة هذه الدنيا ونقصها وكدرها وغمها وما فيها من حزن وهم هو من سماتها ومكنونها التي خلقها الله عليها حتى لا ننسى مآلنا الأخير: الجنة.

2. حتى تنشغل بواجبك في هذه الدنيا: العبودية (ومنها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله عز وجل والتخلي عن الفردانية والاعتزاز بقيمة الدين والمنافحة عنه)

خُلقت للعبودية، لا لمد العين ولا المقارنات ولا للركون للدنيا ولا أن يكون همك الطعام والشراب والشهوات، ولم تُخلق لتكون هشاً ضعيفا لدرجة الاستجابة للضغوط ممن حولك فيفتنوك في دينك ولا للتأثر سلباً لدرجة القعود عن العمل والحركة ولا أن تجعل نفسيتك وحياتك ومستقبلك في الآخرة في يد من لا يتقي الله فيك ولا يرقب فيكِ إلا ولا ذمة..

فمن المِحن والشدائد تُصنع شخصيتك كما ينبغي، لتواجه العالم والفتن والصعاب بنفسية صلبة لا تنكسر..

والموفق من فهم هذا المعاني بسرعة وألزم نفسه بها إلزاماً، والخاسر من تمركز حول حزنه وغضبه وآفات قلبه حتى ينقضي عمره ويخرج من الدنيا محروماً من تذوق ألذ ما فيها: المكابدة والمجاهدة لله عز وجل.

»» نافع | Nafe3
»» صوتيات نافع

صحت من قسوة حالي:
فوق نعلي كل أصحاب المعالي

قيل لي: عيبٌ،، فكررت مقالي!

ثم لما قيل لي عيبٌ،، تنبهت إلى سوء عباراتي..

وخففت انفعالي،، ثم قدمت اعتذارًا لنعالي..

‏في غزة
الوقت يُقاس بالأرواح ، كل دقيقة ثمنها روح وكل يوم ثمنه عائلات كاملة !!

اللهم ارحم شهداءنا وتقبلهم في عليين 🌿