💎 وَمَضَاتٌ قُرْآنِيَةٌ

💦 الزم بابه وتضرع إليه أن يشفي قلبك

🍀 قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾. سُورَةُ الحَدِيدِ: الآية/ 17

🌼 اعلم يقينًا أن الله تعالى على كل شيء قدير وأنه تعالى لا يعجزه شيء، فإذا كان يحيي الأرض بعد موتها، فهو قادر على إحياء قلبك، فالزم بابه، وتضرع إليه أن يشفي قلبك إذا مرض بشبهة أو شهوة، وأن يُحيي ما مات منه، فإن القلوب تمرض وتموت كما تمرض وتموت الأبدان؛ ﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا﴾ [الْأَنْعَامِ: 122]؟

💎 وَمَضَاتٌ قُرْآنِيَةٌ

💦 وعدٌ صادق لا يتخلف

🍀 قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا﴾. سُورَةُ الطَّلَاقِ: الآية/ 7

🌼 سيبدل الله عز وجل حزنك فرحًا، وكربك فرجًا، وعسرك يسرًا، هو وعدٌ صادق لا يتخلف، فارفق بنفسك، وهون عليها، وقل لها: سحابة صيف عما قليل ستقشع، وانتظر الفرج فإنه قريب.

💎 من كمال الأدب مع الله تعالى ألا ينسب له إلا كل جميل

🍀 قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ﴾. سُورَةُ النِّسَاءِ: الْآيَة/ 79

⚡️ تأملْ قَولَ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ﴾، لتدرك ما ينبغي أن يكون عليه أهل الإيمان من الأدب مع الله تعالى.
الله تبارك وتعالى خالق كل شيء، خالق الخير والشر؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ﴾ [الزمر: 62]، ومع ذلك من الأدب عدم نسبة الشر إليه تعالى تأدبًا.

🍄 وأعظم الناس أدبًا مع الله تعالى الأنبياء والرسل عليهم السلام، فهذا الخليل إبراهيم علبه السلام يقول عن الله تعالى: ﴿الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾. سورة الشُّعَرَاءِ: الآية/ 78-80

🌼 وهذا نبي الله أيوب عليه السلام يقول في دعائه مخاطبا ربه تعالى: ﴿أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ﴾. سورة ص: الآية/ 41

🍀 وَنَادَى رَبَّهُ: ﴿أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾. سورة الْأَنْبِيَاءِ: الآية/ 83

💦 وتأمل حال أولئك المصطفين الأخيار، وحال إبليس عليه لعنة الله وهو يخاطب ربه بقوله: ﴿فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ﴾. [الأعراف: 16]، وأين الثرا ومن الثريا؟

🌼 فمن كمال الأدب مع الله تعالى ألا ينسب له إلا كل جميل، مع اعتقادنا أنه خالق الخير والشر، وأنه يضل من يشاء ويهدي من يشاء، ولا ينتفع بتلك الآداب إلا من قدر الله حق قدره، وعظمه كما ينبغي أن يعظم.

🌿 اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن دعاء لا يُسمع.

آداب الدعاء التي تتحقق معها الإجابة، وتُستنزل بها الرحمات

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ [آل عمران: 147].

تأمل ما كان عليه القوم من الأدب العظيم في دعائهم ربهم تبارك وتعالى!

فاستفتحوا دعاءهم بقولهم: (رَبَّنَا) وهو يتضمن الإقرار بتوحيد اللَّهِ تَعَالَى، ويتضمن الإقرار بنعم الله تعالى التي لا يحصيها العدُّ، ولا يأتي عليها الحصر، فإن الربَّ هو الذي يتعهد بالرعاية، ويربي عباده بالنعم.

ثم ثنوا بقولهم: ﴿ اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا ﴾، وفيه إقرار بالذنوب، وهو إقرار يتضمن التوبة.

ثم بالغوا في الاعتذار فقالوا: ﴿ وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا ﴾، وهو مجاوزة حدِّ الاعتدال في كل شيء.

ثم تبرؤا من حولهم وقوتهم، فقالوا: ﴿ وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا ﴾، فالثبات من الله، والخزي والخذلان في البعد عن الله تعالى.

ثم سألوا مرادهم، وطلبوا مبتغاهم، وهو النصر على أعدائهم، فقالوا: ﴿ وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾، وذكروا صفة أعدائهم (الْكَافِرِينَ) ليكون أنجح لطِلْبَتهم.

فإذا تأملت دعاءهم، ونظرت في قولِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ»؛ [رواه البخاري]، وجدت تطابقًا عجيبًا بين الدعاءين.

حيث يبدأ بتوحيد الله تعالى والإقرار بربوبيته، والإقرار بنعمه الجليلة، وآلائه الجسيمة، الإقرار بالذنوب، وطلب الصفح والمغفرة، وهي آداب الدعاء التي تتحقق معها الإجابة، وتُستنزل بها الرحمات.

رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/149558/#ixzz78S8XkrOW

💎 حكم الله بكفرهم، وأخبر ببغضهم، فما ظنك بحالهم عنده يوم يلقونه؟

🍀 قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا﴾. سُورَةُ النِّسَاءِ: الْآيَة/ 80

☀️ تأملْ قَولَ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ......﴾، لتعلم ما لطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم من أهمية في دين الله تعالى، ولتعلم ما للسنة من مكانة في التشريع!

فإن طاعة الرسول طاعة لمن أرسله، كما أن معصيته معصية لمن أرسله وأوجب الله تعالى على المؤمنين طاعته؛ فقال: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ﴾. سورة النساء: الآية/ 64

ومن ذلك أن الله تعالى علق الهدى على طاعته؛ فقال تعالى: ﴿وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا﴾. سورة النور: الآية/ 54

💥 وحذر تعالى من مغبة مخالفة أمره فقال تعالى: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾. سورة النور: الآية/ 63

💦 تأمل تلك النصوص، وتأمل حال أولئك الذين أعلنوا الحرب على السنة النبوية، ونبذوها وراءهم ظهريًّا، استغناءً بالقرآن عنها بزعمهم، فلا هم أطاعوا الله تعالى إذ أمرهم في كتابه بطاعة رسوله، ولا هم تأدبوا مع رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ بلغتهم سنته.

💦 ثم تأمل ذلك الوعيد الذي يتضمنه قَولُه تَعَالَى: ﴿وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا﴾!

أي ليس من شأنك أن تحاسبهم، بل مرجعهم إلينا، وحسابهم علينا.

وإذا علمت أن الله تعالى حكم بكفرهم، وأخبر ببغضهم، فما ظنك بحالهم عنده يوم يلقونه؟

🍀 قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ﴾. سُورَةُ آل عمران: الْآيَة/ 32

🌿 اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين.

💎 وَمَضَاتٌ قُرْآنِيَةٌ

💦 إن كانت الأولى فتلك مصيبة، وإن الثانية فالمصيبة أعظم

🍀 قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ﴾. سُورَةُ الزُّخْرُفِ: الآية/ 80

🍁 عجيب شأن بعض الناس يعلم أن الله مطلع عليه يسمع سره ونجواه، وتكتب عليه أقواله، وتسجل عليه أفعاله، وهو مع ذلك مقيم على ذنبه، معرض عن ربه، سادر في غيه!

أيعلم أن الله تعالى مطلع عليه يسمع أقواله، ويرى أفعاله؟

أم يظن أن الله تعالى لا يعلم بحاله؟

💥 إن كانت الأولى فتلك مصيبة، وإن الثانية فالمصيبة أعظم.

💎 هل تشفع حلاوة المنطق لترك العمل؟

🍀 قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ﴾. سُورَةُ النِّسَاءِ: الْآيَة/ 81

💦 تأملْ قَولَ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ......﴾، لتعلم أن بعض الناس حلو المنطق، عذب اللسان، إذا أمر بأمر يقول: يقول أمرك مطاعٌ، على العين والرأس، لَكَ مِنِّي طَاعَةٌ، أنا رهن إشارتك، لكنه قول بلا فعل، ودعوى بلا بينة.

🍁 ومتى كان يغني القول عن صاحبه شيئًا إذا أمر فلم يفعل؟

☀️ فإذا خطب أحدهم عن الصلاة خطبة عصماء، وجمع كل ما قيل في فضلها، وأنشد فيها قصيدة بتراء، وهو تارك للصلاة هلى يغني عنه ذلك شيئًا؟

☀️ وإذا اعترض فقير طريق غني، فسأله كسرة خبز يسكت بها جوعه، ويسد بها رمقه، فأسمعه الغني من عبارات الأسى على حاله ما لو دون لكان كتابًا، ثم تركه ومضى فهل يغني عنه شيئًا؟

هذا شأن كثير من العصاة، يؤمر بطاعة عنده فيها تقصير، أو يُنهى عن معصية له فيها جد واجتهاد، فينبري يحدثك عن أثر الطاعة على صاحبها، ولذة اجتنائها، وحلاوة طعمها، وخطر معاقرة الآثام، وسوء عاقبتها، وهو كما هو مقيم على الغيِّ، مستمرٌ على العصيان، موغل في النأي والإعراض.

💥 وهو أولى الناس بقول القائل:

يُعطيكَ مِن طَرَفِ اللِسانِ حَلاوَةً ... وَيَروغُ مِنكَ كَما يَروغُ الثَعلَبُ

ولم يدر المسكين أن حلاوة منطقه لا تغني عن وجوب العمل.

🍄 عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: «لَيْسَ الْإِيمَانُ بِالتَّمَنِّي، وَلَكِنَّ الْإِيمَانَ قَوْلٌ يُعْقَلُ، وَعَمَلٌ يُعْمَلُ». رواه الخلال وأبو نعيم

🍄 وقَالَ الْحَسَنُ البَصْرِيُّ: "لَيْسَ الْإِيمَانُ بِالتَّحَلِّي وَلَا بِالتَّمَنِّي، وَلَكِنْ مَا وَقَرَ فِي الْقَلْبِ، وَصَدَّقَتْهُ الْأَعْمَالُ، مَنْ قَالَ حَسَنًا وَعَمِلَ غَيْرَ صَالِحٍ رَدَّهُ اللهُ عَلَى قَوْلِهِ، وَمَنْ قَالَ حَسَنًا وَعَمِلَ صَالِحًا رَفَعَهُ الْعَمَلُ". رواه البيهقي في شعب الإيمان

🌿 اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.