💎 يا بن آدم ماذا دهاك؟

🍀 قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾. سُورَةُ النِّسَاءِ: الْآيَة/ 56

💦 العجب كل العجب ممن يسمع مثل هذا الوعيد من الله تعالى الكبير المتعال، العظيم القهار، ثم يظل سادرًا في غيه مقيم على كفره!

🍁 فيقال لمثل هذا الذي يؤثر الكفر على الإيمان، والضلالة على الهدى، والغي على الرشد: ﴿يَا أَيُّهَا الإنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ﴾ [الِانْفِطَارِ: 6]؟

💧 ألست ترى آثار قدرته في كل متحرك وساكن؟

💧 ألست ترى حكمته في كل كائن من مخلوقاته؟

☀️ يا بن آدم ماذا دهاك؟

⚡️ من أين لك قوة القلب، وأنت تفرق غاية الفرق من ميكروب لا يرى، وحية يضرب بها المثل في الجبن.

💥 وجبار السموات والأرض يحذرك أسباب سخطه مرارًا فلا ترتدع؛ ﴿وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ﴾. سورة آلِ عِمْرَانَ: الآية/ 28

💥 وينذرك عذابه وسخطه ليلًا ونهارًا فلا ترعوي؛ ﴿لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَاعِبَادِ فَاتَّقُونِ﴾. سورةُ الزُّمَرِ: الآية/ 16

💥 يا بن آدم إنما هي نفس واحدة فلا تغرر بها.

وأيام قلائلُ سرعان ما تنقضي؛ ﴿فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ﴾ [لُقْمَانَ: 33]، وعذاب دائمٌ لا ينقطع فلا تستهن به.

🌿 اللهم إنا نعوذ برضاك من سخطك.

💎 أذلك خير نزلًا أم دركات الجحيم؟

🍀 قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا﴾. سُورَةُ النِّسَاءِ: الْآيَة/ 57

💦 تأمل تلك المنح الإلهية التي أعدها الله لأهل الإيمان في مقابل ما ذكره لشيعة الكفران، فأولها: شرف إذن الله لهم بدخول الجنانِ؛ ﴿فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ﴾. سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ: الْآيَة/ 185

💧 وثانيها: أنها جَنَّاتٌ وليست جنَّةً واحدةً؛ ﴿وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ﴾. سُورَةُ الرَّحْمَنِ: الآية/ 46

💧 وثالثها: رفعة درجتهم وعلو منزلتهم في الجنة، فهم في قصورهم الشاهقة وغرفهم العالية يهنؤون بكرامة الله لهم، ويتمتعون بمشاهدة الأنهار تجري من تحتهم.

💧 ورابعها: الخلود الأبدي في دار النعيم، فلا يكدر صفوهم انقطاع النعيم، بوفاة ولا انتهاء.

💧 وخامسها: التلذذ بالأزواج المطهرات من كل أذى المبرءآت من كل عيب.

💧 وسادسها: التنعم بالظل الظليلِ تحت الأشجار مورقة الأغصان، يانعة الثمار، وارفة الظلال، سجسج جوها، فلا شمس هنالك تكدر ولا زمهرير هناك يزمجر، وحرٌّ يُؤذي ولا بردٌ يُنغِّصُ.

🌼 وأعظم من ذلك كله أنهم في جوار الرحمن تبارك وتعالى: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ﴾. سُورَةُ القَمَرِ: الآية/ 54، 55

☀️ أذلك خير نزلًا أم دركات الجحيم؟

🌿 اللهم إنا نسألك رضاك والجنة، ونعوذ بك من سخطك والنار.

💎 وَمَضَاتٌ قُرْآنِيَةٌ

💦 وجل أهل الإيمان من الله تعالى

🍀 قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ﴾. سُورةُ الْأَنْفَالِ: الآية/ 2

🌼 لا يزال الوجل من الله تعالى في قلوب أهل الإيمان مهما حسنت أعمالهم حتى تطأ أقدامهم الجنة.

💎 خَطَرُ الْأَمَانَاتِ، وعِظَمُ شَأنِهَا عند الله تعالى

🍀 قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾. سُورَةُ النِّسَاءِ: الْآيَة/ 58

💦 تأمل صيغة الأمر الجازم في قول الله تعالى : ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾، لعلم خَطَرَ الْأَمَانَاتِ، وعِظَمَ شَأنِهَا عند الله تعالى، وأنَّه لا تهاون فيها بحال من الأحوال؛ لذلك قَلَّمَا خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا قَالَ: "لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ، وَلَا دِينَ لِمَنْ لَا عَهْدَ لَهُ". رواه أحمد بسند حسن

💧 ثم تأمل ذكر لفظ الجلالة قبل الأمر بأداء الأمانات، وما قال: (يا أيها الذين آمنوا أدوا الأمانات)، لما للفظ الجلالة من المهابة والرهبة في النفوس.

💧 ثم تأمل قوله تعالى: ﴿أَنْ تُؤَدُّوا﴾، وما قال: (أن تردوا) لتعلم أنَّ الْأَمَانَاتِ أعمُّ وأشملُ من أن تكون مجردَ ودائعٍ؛ فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا حَدَّثَ الرَّجُلُ بِالْحَدِيثِ ثُمَّ الْتَفَتَ فَهِيَ أَمَانَةٌ». رواه أحمد وأبو داود والترمذي بسند حسن

💧 ثم تأمل العلة من ذكر الأمانة بصيغة الجمع لتعلم أنَّ في أعناقنا جملةَ من الْأَمَانَاتِ يجب علينا أداؤها؛ فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: "الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللهِ يُكَفِّرُ الذُّنُوبَ كُلَّهَا إِلَّا الْأَمَانَةَ، قَالَ: يُؤْتَى بِالْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيُقَالُ: أَدِّ أَمَانَتَكَ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، كَيْفَ وَقَدْ ذَهَبَتِ الدُّنْيَا؟ قَالَ: فَيُقَالُ: انْطَلِقُوا بِهِ إِلَى الْهَاوِيَةِ، فَيُنْطَلَقُ بِهِ إِلَى الْهَاوِيَةِ، وَيُمَثَّلُ لَهُ أَمَانَتُهُ كَهَيْئَتِهَا يَوْمَ دُفِعَتْ إِلَيْهِ، فَيَرَاهَا فَيَعْرِفَهَا فَيَهْوِي فِي أَثَرِهَا حَتَّى يُدْرِكَهَا، فَيَحْمِلَهَا عَلَى مَنْكِبَيْهِ حَتَّى إِذَا ظَنَّ أَنَّهُ خَارِجٌ زَلَّتْ عَنْ مَنْكِبَيْهِ، فَهُوَ يَهْوِي فِي أَثَرِهَا أَبَدَ الْآبِدِينَ، ثُمَّ قَالَ: الصَّلَاةُ أَمَانَةٌ، وَالْوُضُوءُ أَمَانَةٌ، وَالْوَزْنُ أَمَانَةٌ، وَالْكَيْلُ أَمَانَةٌ، وَأَشْيَاءُ عَدَّدَهَا، وَأَعْظَمُ ذَلِكَ الْوَدِائِعُ. رواه البيهقي في شعب الإيمان

💧 ثم تأمل قوله تعالى: ﴿إِلَى أَهْلِهَا﴾، لتعلم أن الأمانات مهما طال عهدها وتقادم زمانها فأصحابها أحق بها؛ لأنهم أهلها، ولا حظَّ لأحد سواهم فيها.

🌿 اللهم إنا نسألك إيمانا كاملًا وعلمًا نافعًا وعملًا صالحًا متقبلًا.