💎 وَمَضَاتٌ قُرْآنِيَةٌ

💦 أعظمُ النَّاسِ خُسْرَانًا يومَ القيامَةِ

🍀 قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأخْسَرِينَ أَعْمَالا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا﴾. سُورةُ الكَهْفِ: الآية/ 103، 104

☀️ أعظمُ النَّاسِ خُسْرَانًا يومَ القيامَةِ مَنْ قِدمَ على اللهِ تعالى وهو يظنُّ أن له أعمالًا ستنجيه من عذابِ اللهِ، وعباداتٍ سيرجَحُ بها مِيزَانُهُ، وحَسَنَاتٍ ستَملَأُ صحائِفَهُ، فإذا بها سببُ هلاكِهِ، قد سَوَّدَت صحائِفَهُ، ورَجَحَت بها سيئآتُهُ!

🌼 وعلة ذلك أمور: منها الرياءُ وإرادةُ غيرِ اللهِ بها، ومنها الابتداعُ وعدمُ متابعة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حال فعلها، ومنها انتهاكُ صاحِبِهَا لحرماتِ اللهِ تعالى إذا خَلَا بها.

💎 عجيب شأن أولئك اليهود المجرمين!

🍀 قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا﴾. سُورَةُ النِّسَاءِ: الْآيَة/ 50

💦 عجيب شأن أولئك اليهود المجرمين الذين لا يتورعون عن ذنب، ولا يرعوون عن جرم، حتى يصل بهم الأمر إلى افتراء الكذب على الله تعالى!

☀️ وما أكثرَ افتراءاتهم على الله تعالى، افتروا على الله تعالى الكذب حين وصفوه تعالى بالبخل؛ ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ﴾ [المائدة: 64]، وحين وصفوه تعالى بالفقر؛ ﴿لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ﴾ [آل عمران: 181]، وحين وصفوه تعالى بالتعب؛ ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ﴾ [ق: 38]، تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا.

⚡️ وافتروا على الله الكذب حين حرفوا كلامه، وتقولوا عليه ما لم يقله؛ ﴿يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ﴾. سُورَةُ الْمَائِدَةِ: الْآيَة/ 13

⚡️ وافتروا على الله الكذب حين كتموا كلامه، وحجبوه عن الناس؛ ﴿قُلْ مَنْ أَنزلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا﴾. سُورَةُ الأَنعامِ: الآية/ 91

⚡️ وافتروا على الله الكذب هم والنصارى حين زعموا أنهم أبناء الله وأحباؤه؛ ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ﴾. سُورَةُ الْمَائِدَةِ: الْآيَة/ 18

⚡️ وافتروا على اللهِ الكذبَ حين زَكُّوا أنفُسَهُم؛ ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ﴾. سُورَةُ النِّسَاءِ: الْآيَة/ 49

🌿 اللهم إنا نعوذ بك من الضلال بعد الهدى، ومن الغي بعد الرشد.

💎 وَمَضَاتٌ قُرْآنِيَةٌ

💦 احذَرْ أَنْ تَكُنْهُ

🍀 قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ﴾. سُورةُ إِبْرَاهِيمَ: الآية/ 15

☀️ قَضَى اللهُ تَعَالَى - وَقَضَاؤهُ لا يُرَدُّ - أنَّ الخَيبَةَ حَلِيفُ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، وأنَّ له مِنَ الخُسْرَانِ أَوفَى نَصِيبٍ، ولَو اجتَمَعَتْ لَهُ كُلُ أَسْبَابِ النَّجَاحِ؛ فاحذَرْ أَنْ تَكُنْهُ.

💎 وَمَضَاتٌ قُرْآنِيَةٌ

💦 الشأن أن تخشى الله حيث لا يراك غيره

🍀 قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ﴾. سُورةُ الْمُلْكِ: الآية/ 12

☀️ ليس الشأن أن تخشى الله تعالى حيث يراك الناس - وهو واجب بلا شك - ولكن الشأن أن تخشى الله حيث لا يراك غيره؛ فإن قومًا زلت أقدامهم وسقطوا؛ لأنهم كانوا إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها.

💎 أحاط بهم الفساد من كل جانب، وأخذ عليهم الشيطان كل سبيل.

🍀 قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا﴾. سُورَةُ النِّسَاءِ: الْآيَة/ 50

💦 تأمل قَولَ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ﴾، لتعلم أن مجرد الانتساب للدين مع مخالفة أحكامه، وتعدي حدوده، وانتهاك محارمه، لا يغني عن صاحبه شيئًا.

💧 ثم تأمل كيف وصف الله تعالى أولئك اليهود بتلك الصفات الثلاث: ﴿يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ﴾، وهو: السِّحْرُ، وهو دليلٌ على نبذهم شريعة الله تعالى وراء ظهورهم؛ كما قَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101) وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ....﴾. سُورَةُ البَقَرةِ: الْآيَة/ 101، 102

💧 ﴿وَالطَّاغُوتِ﴾، وَيُؤْمِنُونَ الطَّاغُوتِ؛ وَهو كلُ ما عُبِدَ من دون الله ورضي بذلك، وهذا دليلٌ على فساد إيمانهم؛ وذلك لما توارثوه عن أجدادهم الذين قال الله تعالى عنهم: ﴿وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ﴾. سُورَةُ البَقَرةِ: الْآيَة/ 93

💧 ﴿وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا﴾، ويقولون للوثنين عُبَّادِ الأصنامِ: أنتم أهدى سبيلًا من محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأصحابه، وهذا دليلٌ على فساد فطرتهم، حتى رأوا الكفرَ إيمانًا، والإيمانَ كفرًا، والباطلَ حقًا، والحقَ باطلًا، والمنكرَ معروفًا والمعروفَ منكرًا؛ وذلك لأنهم قومٌ بهت كما قال أعرفُ النَّاسِ بهم عبد الله بن سلام وكان كبيرَ أحبارهِمِ.

⚡️ أحاط بهم الفساد من كل جانب، وأخذ عليهم الشيطان كل سبيل.

🌿 اللهم إنا نسألك العفو والعافية في الدين والدنيا ولاآخرة.

💎 اجتمع لليهود من أسباب اللعن ما لم يجتمع لغيرهم.

🍀 قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا﴾. سُورَةُ النِّسَاءِ: الْآيَة/ 52

☀️ تأمل قولَ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ...﴾، لتعلم أنهم مخصوصون بالنصيب الأوفى من اللعن، والحظ الأوفر من الخزي والخذلان!

🍒 فإن تقديم الضمير: (أُولَئِكَ)، يدل على التخصيص؛ كأن المعنى: إن كان هناك من لعنهم الله فهو أولئك اليهود؛ كما قال تعالى: ﴿قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ﴾. سُورةُ الْمَائِدَةِ: الاية/ 60

💦 وعدم ذكر سبب اللعن يدل على أنه قد اجتمعت لهم جملة أسباب من اللعن، استحقوا الله بكل واحد منها.

💥 منها كفرهم بالله تعالى: ﴿وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلا قَلِيلا﴾. سُورةُ النِّسَاءِ: الآية/ 46

💥 ومنها جرأتهم على الله تعالى ووصفهم له بالبخل تعالى الله عن ذلك علوا كبيرًا: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا﴾. سُورةُ الْمَائِدَةِ: الاية/ 64

💥 ومنها تعمد عصيان أوامر الله تعالى، واعتداؤهم على حدوده؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ﴾ [الْمَائِدَةِ: 78]، ومنها أنهم: ﴿كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾ سُورةُ الْمَائِدَةِ: الاية/ 79

💥 ومنها استحلالهم محارم الله تعالى بأدنى الحيل؛ عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ، حُرِّمَتْ عَلَيْهِمُ الشُّحُومُ، فَجَمَلُوهَا، فَبَاعُوهَا». رواه البخاري ومسلم

💥 ومنها اتِّخَاذُهم قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ؛ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي لَمْ يَقُمْ مِنْهُ: «لَعَنَ اللَّهُ اليَهُودَ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ». رواه البخاري ومسلم

💥 ومنها تحريفهم لكلام الله تعالى؛ وقتلهم الأنبياء بغير حق، وقولهم قلوبنا غلف، وقولهم: إنا قتلنا المسيح ابن مريم.

💥ومنها قولهم لنبيهم موسى عليه السلام: لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة،

💥ومنها صدهم عن سبيل الله كثيرًا.

💥 ومنها أخذهم الربا وقد نهوا عنه، وأكلهم أموال الناس بالباطل، وجرائمهم لا يحيط بها العد ولا يأتي عليها الحصر.

🌿اللهم إنا نعوذ بك من الخزي والخذلان.