Forwarded from ياسر الحزيمي
#سيرة_نجم ⭐️
سعد بن معاذ -رضي الله عنه-
سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث، آخى رسولُ الله ﷺ بينه وبين أبي عبيدة بن الجرَّاح.
السَّيد الكبير، الشَّهيد، أبو عمرو الأنصاري، الأوسي، الأشهلي، البدري، الذي اهتزَّ العرش لموته.
شَهِد مع رسول الله ﷺ بدرًا، وأُحُدًا، وثبت معه حين تولَّى النَّاس، وشَهِد الخندق.
🔸 إسلام سعد بن معاذ -رضي الله عنه-:
كان إسلام سعد بن معاذ وأُسيد بن الحضير على يد مصعب بن عمير العبدري -رضي الله عنهم أجمعين- حينما أرسله النَّبيُّ ﷺ إلى المدينة يُعلِّم المسلمين، وكان مصعب قد قدم المدينة قبل السَّبعين أصحاب العقبة الآخرة، يدعو الناس إلى الإسلام، ويُقرئهم القرآن بأمر رسول الله ﷺ، فلما أسلم سعد بن معاذ لم يبقَ في بني عبد الأشهل أحدٌ إلا أسلم يومئذٍ، فكانت دارُ بني عبد الأشهل أولَ دار من الأنصار أسلموا جميعًا رجالهم ونساؤهم، وحوَّل سعدُ بنُ معاذ مصعبَ بنَ عمير وأبا أمامة أسعد بن زرارة -ابن خالته- إلى داره، فكانَا يدعوانِ النَّاس إلى الإسلام في دار سعد بن معاذ.
🔸 قال عنه رسول الله ﷺ:
ما جاء عن البراء -رضي الله عنه- قال: "أُهدِي للنَّبيِّ ﷺ ثوب حرير، فجعلنا نلمسه ونتعجَّب منه، فقال النَّبيُّ ﷺ: «أَتَعْجَبُونَ مِنْ هَذَا»، قلنا: نعم، قال: «مَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الجنَّة خيرٌ من هذا». (أخرجه البخاري ٥٤٩٨)، وإنَّما ذكر المناديل؛ لأنَّها أقلُّ ما يملكه الشَّخص، فكأنَّ أقلَّ ما يكون لسعد -رضي الله عنه- في الجنَّة أفضلُ من هذا الحرير.
وعن جابر -رضي الله عنه- قال: سمعتُ رسول الله ﷺ، يقول: «اهْتَزَّ عَرْشُ الرَّحْمَنِ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ». (أخرجه الحاكم ٤٩٢٨).
وعن أبي سعيد الخُدريِّ -رضي الله عنه- قال: إنَّ أُناسًا نزلوا على حكم سعد بن معاذ، فأرسل إليه فجاء على حمار، فلما بلغ قريبًا من المسجد، قال النَّبيُّ ﷺ: «قُومُوا إِلَى خيركم، أو سيدكم»، فقال: «يا سعد، إنَّ هَؤُلَاءِ نَزَلُوا عَلَى حُكْمِكَ»، قال: "فإنِّي أحكم فيهم أن تُقاتَل مقاتَلتُهم، وتُسبَى ذراريهم"، قال: «حَكمتَ بحكمِ اللهِ»، أو: «بحكمِ الملكِ».
🔸 وفاته -رضي الله عنه-:
رُمِي يوم الخندق سنة خمس من الهجرة، فمات من تلك الرَّمية، وهو يومئذٍ ابن سبع وثلاثين سنة، فصلَّى عليه رسولُ الله ﷺ ودُفِن بالبقيع.
#منصة_خطوة
https://tttttt.me/khotwaah
سعد بن معاذ -رضي الله عنه-
سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث، آخى رسولُ الله ﷺ بينه وبين أبي عبيدة بن الجرَّاح.
السَّيد الكبير، الشَّهيد، أبو عمرو الأنصاري، الأوسي، الأشهلي، البدري، الذي اهتزَّ العرش لموته.
شَهِد مع رسول الله ﷺ بدرًا، وأُحُدًا، وثبت معه حين تولَّى النَّاس، وشَهِد الخندق.
🔸 إسلام سعد بن معاذ -رضي الله عنه-:
كان إسلام سعد بن معاذ وأُسيد بن الحضير على يد مصعب بن عمير العبدري -رضي الله عنهم أجمعين- حينما أرسله النَّبيُّ ﷺ إلى المدينة يُعلِّم المسلمين، وكان مصعب قد قدم المدينة قبل السَّبعين أصحاب العقبة الآخرة، يدعو الناس إلى الإسلام، ويُقرئهم القرآن بأمر رسول الله ﷺ، فلما أسلم سعد بن معاذ لم يبقَ في بني عبد الأشهل أحدٌ إلا أسلم يومئذٍ، فكانت دارُ بني عبد الأشهل أولَ دار من الأنصار أسلموا جميعًا رجالهم ونساؤهم، وحوَّل سعدُ بنُ معاذ مصعبَ بنَ عمير وأبا أمامة أسعد بن زرارة -ابن خالته- إلى داره، فكانَا يدعوانِ النَّاس إلى الإسلام في دار سعد بن معاذ.
🔸 قال عنه رسول الله ﷺ:
ما جاء عن البراء -رضي الله عنه- قال: "أُهدِي للنَّبيِّ ﷺ ثوب حرير، فجعلنا نلمسه ونتعجَّب منه، فقال النَّبيُّ ﷺ: «أَتَعْجَبُونَ مِنْ هَذَا»، قلنا: نعم، قال: «مَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الجنَّة خيرٌ من هذا». (أخرجه البخاري ٥٤٩٨)، وإنَّما ذكر المناديل؛ لأنَّها أقلُّ ما يملكه الشَّخص، فكأنَّ أقلَّ ما يكون لسعد -رضي الله عنه- في الجنَّة أفضلُ من هذا الحرير.
وعن جابر -رضي الله عنه- قال: سمعتُ رسول الله ﷺ، يقول: «اهْتَزَّ عَرْشُ الرَّحْمَنِ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ». (أخرجه الحاكم ٤٩٢٨).
وعن أبي سعيد الخُدريِّ -رضي الله عنه- قال: إنَّ أُناسًا نزلوا على حكم سعد بن معاذ، فأرسل إليه فجاء على حمار، فلما بلغ قريبًا من المسجد، قال النَّبيُّ ﷺ: «قُومُوا إِلَى خيركم، أو سيدكم»، فقال: «يا سعد، إنَّ هَؤُلَاءِ نَزَلُوا عَلَى حُكْمِكَ»، قال: "فإنِّي أحكم فيهم أن تُقاتَل مقاتَلتُهم، وتُسبَى ذراريهم"، قال: «حَكمتَ بحكمِ اللهِ»، أو: «بحكمِ الملكِ».
🔸 وفاته -رضي الله عنه-:
رُمِي يوم الخندق سنة خمس من الهجرة، فمات من تلك الرَّمية، وهو يومئذٍ ابن سبع وثلاثين سنة، فصلَّى عليه رسولُ الله ﷺ ودُفِن بالبقيع.
#منصة_خطوة
https://tttttt.me/khotwaah
Forwarded from ياسر الحزيمي
#سيرة_نجم ⭐️
هو مِن أولياء الله، لو أقسم على الله لأبرَّه.
كان له بطولات فائقة في حرب مُسيلمة الكذَّاب.
من فَرْط شجاعته منعه عمر -رضي الله عنه- من تولِّي القيادة.
استُشهد يوم حصن تُسْتر سنة عشرين للهجرة.
مَن هو؟ وماذا تعرف عنه؟ 🤔
#منصة_خطوة
هو مِن أولياء الله، لو أقسم على الله لأبرَّه.
كان له بطولات فائقة في حرب مُسيلمة الكذَّاب.
من فَرْط شجاعته منعه عمر -رضي الله عنه- من تولِّي القيادة.
استُشهد يوم حصن تُسْتر سنة عشرين للهجرة.
مَن هو؟ وماذا تعرف عنه؟ 🤔
#منصة_خطوة
Forwarded from ياسر الحزيمي
#سيرة_نجم ⭐️
البراء بن مالك -رضي الله عنه-
البراء بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد الأنصاري الخزرجي النجاري. وهو أخو أنس بن مالك لأبيه. (الإصابة ١/٥٢١).
🟡 هو الوليُّ التَّقيُّ:
لم يكن البراء ذا وجاهة عند النَّاس؛ لأنه كان فقيرًا، لكنه كان ذا مكانة كبيرة عند الله، فقد كان تقيًّا، قلبه عامر بالإيمان؛ ولذا كان لله وليًّا. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «كَمْ مِنْ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِي طِمْرَيْنِ [الطِّمْر: الثوبُ الخَلَق. النهاية (٣/ ٣٠٦)] لَا يُؤْبَهُ لَهُ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ، مِنْهُمُ الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ». (أخرجه الترمذي ٣٨٥٤)، وهو في (صحيح الجامع ٤٥٧٣).
🟡 هو البطل المجاهد:
كان البراء من الأبطال المجاهدين، والشجعان المِقدَامين، فقد شهد مع رسول الله ﷺ المشاهد كلَّها إلا بَدرًا. (الإصابة ١/٥٢١).
🔸 وكان له بطولات عظيمة يوم اليمامة:
فقد ادَّعى مُسيلمة الكذاب النُّبوة، وتابعه بنو حنيفة، وكانت له قوة ومنعة، فقد تحصَّن بنو حنيفة في حديقة لهم وأغلقوا بابها، فقال البراء: "يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ أَلْقُونِي عَلَيْهِمْ فِي الحديقة [وهذه تضحية عظيمة؛ إذ المُلقَى بين أعدائه سيُقْتَلُ غالبًا]، فاحتملوه فوق الْحَجَفِ [التروس]، وَرَفَعُوهَا بِالرِّمَاحِ حَتَّى أَلْقَوْهُ عَلَيْهِمْ مِنْ فَوْقِ سُورِهَا.
فَلَمْ يَزَلْ يُقَاتِلُهُمْ دُونَ بَابِهَا حَتَّى فَتَحَهُ، وَدَخَلَ الْمُسْلِمُونَ الْحَدِيقَةَ مِنْ حِيطَانِهَا وَأَبْوَابِهَا يَقْتُلُونَ مَنْ فِيهَا مِنَ الْمُرْتَدَّةِ مِنْ أَهْلِ الْيَمَامَةِ، حَتَّى خَلَصُوا إِلَى مُسَيْلِمَةَ لَعَنَهُ اللَّهُ". البداية والنهاية (٩/ ٤٦٩).
وأدرك المسلمون البراء وقد جُرِح بضعًا وثمانين جرحًا ما بين رمية وضربة، فأقام عليه خَالِد بن الْوَلِيد شهرًا حتى برأ من جراحه. (الإصابة ١/٥٢١).
ومن مواقفه في يوم اليمامة أنه رَكِبَ فَرَسَهُ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ، لَا مَدِينَةَ لَكُمْ، وَإِنَّمَا هُوَ اللهُ وَحْدَهُ وَالْجَنَّةُ".
ثُمَّ حَمَلَ، وَحَمَلَ النَّاسَ مَعَهُ، فَانْهَزَمَ أَهْلُ الْيَمَامَةِ، فَلَقِيَ الْبَرَاءَ مُحَكَّمُ الْيَمَامَةِ، فَضَرَبَهُ الْبَرَاءُ فَصَرَعَهُ، فَأَخَذَ سَيْفَ مُحَكَّمِ الْيَمَامَةِ، فَضَرَبَهُ حَتَّى انْقَطَعَ. (معرفة الصحابة ١٠٧٦).
ومن شِدَّة شجاعة البراء كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ -رضي الله عنه-: "أَنْ لَا تَسْتَعْمِلُوا الْبَرَاءَ بْنَ مَالِكٍ عَلَى جَيْشٍ مِنْ جُيُوشِ الْمُسْلِمِينَ؛ فَإِنَّهُ مَهْلَكَةٌ مِنَ الْمَهَالِكِ يَقْدَمُ بِهِمْ". (المستدرك ٣/٣٥٧).
🔸 ومن شجاعته الفائقة وتضحيته العظيمة إنقاذه لأخيه أنس:
فقد كان مع أخيه أنس بن مالك عِنْدَ حِصْنٍ مِنْ حُصُونِ الْعَدُوِّ، وَالْعَدُوُّ يُلْقُونَ كَلَالِيبَ فِي سَلَاسِلَ مُحْمَاةٍ، فَتَعْلَقُ بِالإِنسَانِ فَيَرْفَعُونَهُ إِلَيْهِمْ، فَعَلِقَ بَعْضُ تِلْكَ الْكَلَالِيبِ بِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فَرَفَعُوهُ حَتَّى أَقَلُّوهُ مِن الْأَرْضَ فَأُتِيَ أَخُوهُ الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ، فَقِيلَ: أَدْرِكْ أَخَاكَ، وَهُوَ يُقَاتِلُ في النَّاسِ.
فَأَقْبَلَ يَسْعَى حَتَّى نَزَا فِي الْجِدَارِ، ثُمَّ قَبَضَ بِيَدِهِ عَلَى السِّلْسِلَةِ وَهِي تُدَارُ، فَمَا بَرِحَ يَجُرُّهُمْ وَيَدَاهُ، تُدَخِّنَانِ حَتَّى قَطَعَ الْحَبْلَ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَى يَدَيْهِ، فَإِذَا عِظَامُهَا تَلُوحُ قَدْ ذَهَبَ مَا عَلَيْهَا مِنَ اللَّحْمِ، وأَنْجَى الله عَزَّ وَجَلَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ بِذَاكَ. (المعجم الكبير للطبراني ١١٨٢).
🔸 ومع شجاعته كان حَسَنَ الصوت بالإنشاد:
فقد كَانَ البراء حَسَنَ الصَّوْتِ يَحْدُو بِالنَّبِيِّ ﷺ فِي أَسْفَارِهِ، فَكَانَ هُوَ حَادِي الرِّجَالِ، وَأَنْجَشَةُ حَادِي النِّسَاءِ. (أسد الغابة ١/٣٦٣).
🔸 ونال الشَّهادة بعد تاريخ حافل في الجهاد في سبيل الله:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه- قَالَ: إِنَّ الْبَرَاءَ لَقِيَ زَحْفًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَقَدْ أَوْجَعَ الْمُشْرِكُونَ فِي الْمُسْلِمِينَ، فَقَالُوا: "يَا بَرَاءُ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، قَالَ: إِنَّكَ لَوْ أَقْسَمْتَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّكَ، فَأَقْسِمْ عَلَى رَبِّكَ".
فَقَالَ: "أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ يَا رَبِّ لِمَا مَنَحْتَنَا أَكْتَافَهُمْ".
ثُمَّ الْتَقَوْا عَلَى قَنْطَرَةِ السُّوسِ، فَأَوْجَعُوا فِي الْمُسْلِمِينَ، فَقَالُوا لَهُ: يَا بَرَاءُ، أَقْسِمْ عَلَى رَبِّكَ، فَقَالَ: "أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ يَا رَبِّ لِمَا مَنَحْتَنَا أَكْتَافَهُمْ، وَأَلْحَقْتَنِي بِنَبِيِّكَ ﷺ".
فَمُنِحُوا أَكْتَافَهُمْ، وَقُتِلَ الْبَرَاءُ شَهِيدًا. رواه الحاكم (٥٢٧٤) وصححه، ووافقه الذهبي.
#منصة_خطوة
https://tttttt.me/khotwaah
البراء بن مالك -رضي الله عنه-
البراء بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد الأنصاري الخزرجي النجاري. وهو أخو أنس بن مالك لأبيه. (الإصابة ١/٥٢١).
🟡 هو الوليُّ التَّقيُّ:
لم يكن البراء ذا وجاهة عند النَّاس؛ لأنه كان فقيرًا، لكنه كان ذا مكانة كبيرة عند الله، فقد كان تقيًّا، قلبه عامر بالإيمان؛ ولذا كان لله وليًّا. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «كَمْ مِنْ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِي طِمْرَيْنِ [الطِّمْر: الثوبُ الخَلَق. النهاية (٣/ ٣٠٦)] لَا يُؤْبَهُ لَهُ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ، مِنْهُمُ الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ». (أخرجه الترمذي ٣٨٥٤)، وهو في (صحيح الجامع ٤٥٧٣).
🟡 هو البطل المجاهد:
كان البراء من الأبطال المجاهدين، والشجعان المِقدَامين، فقد شهد مع رسول الله ﷺ المشاهد كلَّها إلا بَدرًا. (الإصابة ١/٥٢١).
🔸 وكان له بطولات عظيمة يوم اليمامة:
فقد ادَّعى مُسيلمة الكذاب النُّبوة، وتابعه بنو حنيفة، وكانت له قوة ومنعة، فقد تحصَّن بنو حنيفة في حديقة لهم وأغلقوا بابها، فقال البراء: "يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ أَلْقُونِي عَلَيْهِمْ فِي الحديقة [وهذه تضحية عظيمة؛ إذ المُلقَى بين أعدائه سيُقْتَلُ غالبًا]، فاحتملوه فوق الْحَجَفِ [التروس]، وَرَفَعُوهَا بِالرِّمَاحِ حَتَّى أَلْقَوْهُ عَلَيْهِمْ مِنْ فَوْقِ سُورِهَا.
فَلَمْ يَزَلْ يُقَاتِلُهُمْ دُونَ بَابِهَا حَتَّى فَتَحَهُ، وَدَخَلَ الْمُسْلِمُونَ الْحَدِيقَةَ مِنْ حِيطَانِهَا وَأَبْوَابِهَا يَقْتُلُونَ مَنْ فِيهَا مِنَ الْمُرْتَدَّةِ مِنْ أَهْلِ الْيَمَامَةِ، حَتَّى خَلَصُوا إِلَى مُسَيْلِمَةَ لَعَنَهُ اللَّهُ". البداية والنهاية (٩/ ٤٦٩).
وأدرك المسلمون البراء وقد جُرِح بضعًا وثمانين جرحًا ما بين رمية وضربة، فأقام عليه خَالِد بن الْوَلِيد شهرًا حتى برأ من جراحه. (الإصابة ١/٥٢١).
ومن مواقفه في يوم اليمامة أنه رَكِبَ فَرَسَهُ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ، لَا مَدِينَةَ لَكُمْ، وَإِنَّمَا هُوَ اللهُ وَحْدَهُ وَالْجَنَّةُ".
ثُمَّ حَمَلَ، وَحَمَلَ النَّاسَ مَعَهُ، فَانْهَزَمَ أَهْلُ الْيَمَامَةِ، فَلَقِيَ الْبَرَاءَ مُحَكَّمُ الْيَمَامَةِ، فَضَرَبَهُ الْبَرَاءُ فَصَرَعَهُ، فَأَخَذَ سَيْفَ مُحَكَّمِ الْيَمَامَةِ، فَضَرَبَهُ حَتَّى انْقَطَعَ. (معرفة الصحابة ١٠٧٦).
ومن شِدَّة شجاعة البراء كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ -رضي الله عنه-: "أَنْ لَا تَسْتَعْمِلُوا الْبَرَاءَ بْنَ مَالِكٍ عَلَى جَيْشٍ مِنْ جُيُوشِ الْمُسْلِمِينَ؛ فَإِنَّهُ مَهْلَكَةٌ مِنَ الْمَهَالِكِ يَقْدَمُ بِهِمْ". (المستدرك ٣/٣٥٧).
🔸 ومن شجاعته الفائقة وتضحيته العظيمة إنقاذه لأخيه أنس:
فقد كان مع أخيه أنس بن مالك عِنْدَ حِصْنٍ مِنْ حُصُونِ الْعَدُوِّ، وَالْعَدُوُّ يُلْقُونَ كَلَالِيبَ فِي سَلَاسِلَ مُحْمَاةٍ، فَتَعْلَقُ بِالإِنسَانِ فَيَرْفَعُونَهُ إِلَيْهِمْ، فَعَلِقَ بَعْضُ تِلْكَ الْكَلَالِيبِ بِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فَرَفَعُوهُ حَتَّى أَقَلُّوهُ مِن الْأَرْضَ فَأُتِيَ أَخُوهُ الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ، فَقِيلَ: أَدْرِكْ أَخَاكَ، وَهُوَ يُقَاتِلُ في النَّاسِ.
فَأَقْبَلَ يَسْعَى حَتَّى نَزَا فِي الْجِدَارِ، ثُمَّ قَبَضَ بِيَدِهِ عَلَى السِّلْسِلَةِ وَهِي تُدَارُ، فَمَا بَرِحَ يَجُرُّهُمْ وَيَدَاهُ، تُدَخِّنَانِ حَتَّى قَطَعَ الْحَبْلَ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَى يَدَيْهِ، فَإِذَا عِظَامُهَا تَلُوحُ قَدْ ذَهَبَ مَا عَلَيْهَا مِنَ اللَّحْمِ، وأَنْجَى الله عَزَّ وَجَلَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ بِذَاكَ. (المعجم الكبير للطبراني ١١٨٢).
🔸 ومع شجاعته كان حَسَنَ الصوت بالإنشاد:
فقد كَانَ البراء حَسَنَ الصَّوْتِ يَحْدُو بِالنَّبِيِّ ﷺ فِي أَسْفَارِهِ، فَكَانَ هُوَ حَادِي الرِّجَالِ، وَأَنْجَشَةُ حَادِي النِّسَاءِ. (أسد الغابة ١/٣٦٣).
🔸 ونال الشَّهادة بعد تاريخ حافل في الجهاد في سبيل الله:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه- قَالَ: إِنَّ الْبَرَاءَ لَقِيَ زَحْفًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَقَدْ أَوْجَعَ الْمُشْرِكُونَ فِي الْمُسْلِمِينَ، فَقَالُوا: "يَا بَرَاءُ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، قَالَ: إِنَّكَ لَوْ أَقْسَمْتَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّكَ، فَأَقْسِمْ عَلَى رَبِّكَ".
فَقَالَ: "أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ يَا رَبِّ لِمَا مَنَحْتَنَا أَكْتَافَهُمْ".
ثُمَّ الْتَقَوْا عَلَى قَنْطَرَةِ السُّوسِ، فَأَوْجَعُوا فِي الْمُسْلِمِينَ، فَقَالُوا لَهُ: يَا بَرَاءُ، أَقْسِمْ عَلَى رَبِّكَ، فَقَالَ: "أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ يَا رَبِّ لِمَا مَنَحْتَنَا أَكْتَافَهُمْ، وَأَلْحَقْتَنِي بِنَبِيِّكَ ﷺ".
فَمُنِحُوا أَكْتَافَهُمْ، وَقُتِلَ الْبَرَاءُ شَهِيدًا. رواه الحاكم (٥٢٧٤) وصححه، ووافقه الذهبي.
#منصة_خطوة
https://tttttt.me/khotwaah
Forwarded from ياسر الحزيمي
#سيرة_نجم ⭐️
🔸 هو عند النَّاس كَاسِدٌ، لكنه عند الله غالٍ.
🔸 خطب له رسولُ الله ﷺ.
🔸 قتل سبعةً من الكفار، ثم استُشهد.
مَن هو؟ وماذا تعرف عنه؟ 🤔
🔸 هو عند النَّاس كَاسِدٌ، لكنه عند الله غالٍ.
🔸 خطب له رسولُ الله ﷺ.
🔸 قتل سبعةً من الكفار، ثم استُشهد.
مَن هو؟ وماذا تعرف عنه؟ 🤔
Forwarded from ياسر الحزيمي
#سيرة_نجم ⭐️
🔸 جُلَيْبِيب -رضي الله عنه- 🔸
جُليبيب عَلَى وزن قُنَيْدِيل، وهو أنصاري. (أسد الغابة ١/٥٥٠).
لم يُذْكَر له نسب، لكنه عند الله معروف، كما جاء رسول النعمان بن مُقَرِّن إلى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يُبشِّره بالنَّصر في نهاوند، وذكر له مَن استُشهد، وقال: وَآخَرِينَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لا تَعْرِفُهُمْ.
فَقَالَ عُمَرُ -رضي الله عنه- وَهُوَ يَبْكِي: "لا يَضُرُّهُمْ أَلا يَعْرِفَهُمْ عُمَرُ، وَلَكِنَّ اللَّهَ يَعْرِفُهُمْ". (تاريخ الطبري ٤/١٢٠).
🟡 لا تضرُّ الإنسانَ دمامتُه إذا كان قلبُه عامرًا بالإيمان:
كان جليبيب دميمًا لا ترغب الفتيات في التَّزوُّج من مثله، لكن قلبه كان عامرًا بالإيمان، وهو شابٌّ صالح؛ لذا عَرَضَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ التَّزْوِيجَ، فَقَالَ: إِذًا تَجِدُنِي كَاسِدًا، فَقَالَ: «غَيْرَ أَنَّكَ عِنْدَ اللَّهِ لَسْتَ بِكَاسِدٍ». (أخرجه أبو يعلى ٣٣٤٣).
🟡 ومَن أكرم ممن خطب له رسولُ الله ﷺ؟!
عَنْ أَنَسِ بن مالك -رضي الله عنه- قَالَ: خَطَبَ النَّبِيُّ ﷺ عَلَى جُلَيْبِيبٍ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَى أَبِيهَا.
فَقَالَ: حَتَّى أَسْتَامِرَ أُمَّهَا.
فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: فَنَعَمْ إِذًا.
قَالَ: فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ إِلَى امْرَأَتِهِ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهَا.
فَقَالَتْ: لَاهَا اللَّهُ إِذًا [المعنى: لا والله]، مَا وَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِلَّا جُلَيْبِيبًا!! وَقَدْ مَنَعْنَاهَا مِنْ فُلَانٍ وَفُلَانٍ.
وَالْجَارِيَةُ فِي سِتْرِهَا تَسْتَمِعُ.
فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ يُرِيدُ أَنْ يُخْبِرَ النَّبِيَّ ﷺ بِذَلِكَ.
فَقَالَتْ الْجَارِيَةُ: أَتُرِيدُونَ أَنْ تَرُدُّوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَمْرَهُ، إِنْ كَانَ قَدْ رَضِيَهُ لَكُمْ، فَأَنْكِحُوهُ.
فَكَأَنَّهَا جَلَّتْ عَنْ أَبَوَيْهَا.
وَقَالَا: صَدَقْتِ.
فَذَهَبَ أَبُوهَا إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ قَدْ رَضِيتَهُ، فَقَدْ رَضِينَاهُ.
قَالَ: «فَإِنِّي قَدْ رَضِيتُهُ»، فَزَوَّجَهَا. (أخرجه أحمد ١٢٣٩٣) بإسناد صحيح.
🟡 البطل المجاهد الذي قتل سبعةً قبل أن ينال الشَّهادة:
عَنْ أَبِي بَرْزَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ، كَانَ فِي مَغْزًى لَهُ [لم أرَ مَن حدَّد هذه الغزوة]، فَأَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ لأَصْحَابِهِ: «هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟».
قَالُوا: نَعَمْ، فُلَانًا، وَفُلَانًا، وَفُلَانًا.
ثُمَّ قَالَ: «هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟».
قَالُوا: نَعَمْ، فُلَانًا، وَفُلَانًا، وَفُلَانًا.
ثُمَّ قَالَ: «هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟».
قَالُوا: لَا.
قَالَ: «لَكِنِّي أَفْقِدُ جُلَيْبِيبًا، فَاطْلُبُوهُ».
فَطُلِبَ فِي الْقَتْلَى، فَوَجَدُوهُ إِلَى جَنْبِ سَبْعَةٍ قَدْ قَتَلَهُمْ، ثُمَّ قَتَلُوهُ، فَأَتَى النَّبِيُّ ﷺ فَوَقَفَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: «قَتَلَ سَبْعَةً، ثُمَّ قَتَلُوهُ، هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ».
قَالَ: فَوَضَعَهُ عَلَى سَاعِدَيْهِ لَيْسَ لَهُ إِلَّا سَاعِدَا النَّبِيِّ ﷺ.
قَالَ: فَحُفِرَ لَهُ وَوُضِعَ فِي قَبْرِهِ، وَلَمْ يَذْكُرْ غَسْلًا. (أخرجه مسلم ٢٤٧٢).
وعاشت أرملتُه في خير وسَعة ببركة اختيارها لمَن اختاره رسولُ الله ﷺ لها:
قَالَ أَنَس بن مالك بعد استشهاد جليبيب: "فَلَقَدْ رَأَيْتُهَا وَإِنَّهَا لَمِنْ أَنْفَقِ ثَيِّبٍ فِي الْمَدِينَةِ [أي: أكثر خُطَّابًا]". (أخرجه أحمد ١٢٣٩٣).
#منصة_خطوة
https://tttttt.me/khotwaah
🔸 جُلَيْبِيب -رضي الله عنه- 🔸
جُليبيب عَلَى وزن قُنَيْدِيل، وهو أنصاري. (أسد الغابة ١/٥٥٠).
لم يُذْكَر له نسب، لكنه عند الله معروف، كما جاء رسول النعمان بن مُقَرِّن إلى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يُبشِّره بالنَّصر في نهاوند، وذكر له مَن استُشهد، وقال: وَآخَرِينَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لا تَعْرِفُهُمْ.
فَقَالَ عُمَرُ -رضي الله عنه- وَهُوَ يَبْكِي: "لا يَضُرُّهُمْ أَلا يَعْرِفَهُمْ عُمَرُ، وَلَكِنَّ اللَّهَ يَعْرِفُهُمْ". (تاريخ الطبري ٤/١٢٠).
🟡 لا تضرُّ الإنسانَ دمامتُه إذا كان قلبُه عامرًا بالإيمان:
كان جليبيب دميمًا لا ترغب الفتيات في التَّزوُّج من مثله، لكن قلبه كان عامرًا بالإيمان، وهو شابٌّ صالح؛ لذا عَرَضَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ التَّزْوِيجَ، فَقَالَ: إِذًا تَجِدُنِي كَاسِدًا، فَقَالَ: «غَيْرَ أَنَّكَ عِنْدَ اللَّهِ لَسْتَ بِكَاسِدٍ». (أخرجه أبو يعلى ٣٣٤٣).
🟡 ومَن أكرم ممن خطب له رسولُ الله ﷺ؟!
عَنْ أَنَسِ بن مالك -رضي الله عنه- قَالَ: خَطَبَ النَّبِيُّ ﷺ عَلَى جُلَيْبِيبٍ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَى أَبِيهَا.
فَقَالَ: حَتَّى أَسْتَامِرَ أُمَّهَا.
فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: فَنَعَمْ إِذًا.
قَالَ: فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ إِلَى امْرَأَتِهِ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهَا.
فَقَالَتْ: لَاهَا اللَّهُ إِذًا [المعنى: لا والله]، مَا وَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِلَّا جُلَيْبِيبًا!! وَقَدْ مَنَعْنَاهَا مِنْ فُلَانٍ وَفُلَانٍ.
وَالْجَارِيَةُ فِي سِتْرِهَا تَسْتَمِعُ.
فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ يُرِيدُ أَنْ يُخْبِرَ النَّبِيَّ ﷺ بِذَلِكَ.
فَقَالَتْ الْجَارِيَةُ: أَتُرِيدُونَ أَنْ تَرُدُّوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَمْرَهُ، إِنْ كَانَ قَدْ رَضِيَهُ لَكُمْ، فَأَنْكِحُوهُ.
فَكَأَنَّهَا جَلَّتْ عَنْ أَبَوَيْهَا.
وَقَالَا: صَدَقْتِ.
فَذَهَبَ أَبُوهَا إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ قَدْ رَضِيتَهُ، فَقَدْ رَضِينَاهُ.
قَالَ: «فَإِنِّي قَدْ رَضِيتُهُ»، فَزَوَّجَهَا. (أخرجه أحمد ١٢٣٩٣) بإسناد صحيح.
🟡 البطل المجاهد الذي قتل سبعةً قبل أن ينال الشَّهادة:
عَنْ أَبِي بَرْزَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ، كَانَ فِي مَغْزًى لَهُ [لم أرَ مَن حدَّد هذه الغزوة]، فَأَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ لأَصْحَابِهِ: «هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟».
قَالُوا: نَعَمْ، فُلَانًا، وَفُلَانًا، وَفُلَانًا.
ثُمَّ قَالَ: «هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟».
قَالُوا: نَعَمْ، فُلَانًا، وَفُلَانًا، وَفُلَانًا.
ثُمَّ قَالَ: «هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟».
قَالُوا: لَا.
قَالَ: «لَكِنِّي أَفْقِدُ جُلَيْبِيبًا، فَاطْلُبُوهُ».
فَطُلِبَ فِي الْقَتْلَى، فَوَجَدُوهُ إِلَى جَنْبِ سَبْعَةٍ قَدْ قَتَلَهُمْ، ثُمَّ قَتَلُوهُ، فَأَتَى النَّبِيُّ ﷺ فَوَقَفَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: «قَتَلَ سَبْعَةً، ثُمَّ قَتَلُوهُ، هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ».
قَالَ: فَوَضَعَهُ عَلَى سَاعِدَيْهِ لَيْسَ لَهُ إِلَّا سَاعِدَا النَّبِيِّ ﷺ.
قَالَ: فَحُفِرَ لَهُ وَوُضِعَ فِي قَبْرِهِ، وَلَمْ يَذْكُرْ غَسْلًا. (أخرجه مسلم ٢٤٧٢).
وعاشت أرملتُه في خير وسَعة ببركة اختيارها لمَن اختاره رسولُ الله ﷺ لها:
قَالَ أَنَس بن مالك بعد استشهاد جليبيب: "فَلَقَدْ رَأَيْتُهَا وَإِنَّهَا لَمِنْ أَنْفَقِ ثَيِّبٍ فِي الْمَدِينَةِ [أي: أكثر خُطَّابًا]". (أخرجه أحمد ١٢٣٩٣).
#منصة_خطوة
https://tttttt.me/khotwaah
Forwarded from ياسر الحزيمي
#سيرة_نجم ⭐️
أخذ تفسير القرآن عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-.
فهو مِن أعلم التَّابعين بالتَّفسير.
صَحِب عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- في سفره وخدمه!
تُوُفِّي بمكة سنةَ ثلاثٍ ومائةٍ منَ الهِجرة.
مَن هو؟ وماذا تعرف عنه؟ 🤔
#منصة_خطوة
أخذ تفسير القرآن عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-.
فهو مِن أعلم التَّابعين بالتَّفسير.
صَحِب عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- في سفره وخدمه!
تُوُفِّي بمكة سنةَ ثلاثٍ ومائةٍ منَ الهِجرة.
مَن هو؟ وماذا تعرف عنه؟ 🤔
#منصة_خطوة
Forwarded from ياسر الحزيمي
#سيرة_نجم ⭐️
مجاهد بن جبر -رحمه الله-
مُجَاهِدُ بْنُ جَبْرٍ أَبُو الْحَجَّاجِ المخزومى مولاهم المَكِّيُّ.
🟡 أخذ علم التَّفسير عن ابن عباس -رضي الله عنهما- حتى صار إمامًا فيه:
عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: "عَرضْتُ الْمُصْحَفَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ثَلَاثَ عَرَضَاتٍ، مِنْ فَاتِحَتِهِ إِلَى خَاتِمَتِهِ، أُوقِفُهُ عِنْدَ كُلِّ آيَةٍ مِنْهُ، وَأَسْأَلُهُ عَنْهَا". (تفسير الطبري ١/٨٥).
وعَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَة قَالَ: "رَأَيْتُ مُجَاهِدًا سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ، وَمَعَهُ أَلْوَاحُهُ، قَالَ: فَيَقُولُ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: اكْتُبْ، حَتَّى سَأَلَهُ عَنِ التَّفْسِيرِ كُلِّهِ". (تفسير الطبري ١/٨٥).
🟡 وقد شهد له العلماء بإمامته في التَّفسير، وأوصوا بأخذ التَّفسير عنه:
قَالَ خُصَيْفٌ: "كَانَ مُجَاهِدٌ أَعْلَمَهُمْ بِالتَّفْسِيرِ". (تاريخ الإسلام ٣/١٤٨).
وَقَالَ قَتَادَةُ: "أَعْلَمُ مَنْ بَقِيَ بِالتَّفْسِيرِ مُجَاهِدٌ". (تاريخ الإسلام ٣/١٤٨).
وقال سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: "إِذَا جَاءَكَ التَّفْسِيرُ عَنْ مُجَاهِدٍ فَحَسْبُكَ بِهِ". (تفسير الطبري ١/٨٥).
🟡 فيُعَدُّ تفسير مجاهد عمدةً في التَّفسير بالمأثور:
قال ابن كثير: "إِذَا لَمْ تَجِدِ التَّفْسِيرَ فِي الْقُرْآنِ وَلَا فِي السُّنَّةِ وَلَا وَجَدْتَهُ عَنِ الصَّحَابَةِ، فَقَدْ رَجَعَ كَثِيرٌ مِنَ الْأَئِمَّةِ فِي ذَلِكَ إِلَى أَقْوَالِ التَّابِعِينَ، كَمُجَاهِدِ بْنِ جَبْر؛ فَإِنَّهُ كَانَ آيَةً فِي التَّفْسِيرِ". (تفسير ابن كثير ١/١٠) باختصار.
🟡 نماذج من أقواله في التفسير:
قَالَ مُجَاهِدٌ في قوله تعالى: {إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: ٨٩]، قال: "لَيْسَ فِيهِ شَكٌّ فِي الْحَقِّ". (تفسير الطبري ١٧/٥٩٦).
وفي قوله تعالى -حاكيًا عن المسيح عليه السلام-: {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ} [مريم:٣١]، قال مجاهد: "نَفَّاعًا". (تفسير ابن كثير ٥/٢٢٩).
وفي قوله تعالى: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ} [البقرة:٢٦٩]، قال مجاهد: "الحكمة: الإِصَابَةُ فِي القَوْلِ وَالفِعْلِ". (مدارج السالكين ٢/٤٤٨).
وفي قوله تعالى: {وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ} [آل عمران:٧٨]، قَالَ مُجَاهِدٌ: "هُمْ الَّذِينَ يُرَبُّونَ النَّاسَ بِصِغَارِ العِلْمِ قَبْلَ كِبَارِهِ". (مجموع الفتاوى ١/٦٢)، وعلقه البخاري.
🟡 وكان مثالًا في الإخلاص لله تعالى والتَّواضع لخَلْق الله:
عَن سَلمَة بْن كهيل، قَالَ: "مَا رَأَيْت أحدًا يُرِيد بِهَذَا الْعلم وَجه الله إِلَّا ثَلَاثَة فلَان وَفُلَان وَمُجاهد". (طبقات ابن سعد ٢/٢٩٥) [يعني: أنهم مخلصون أكثر من غيرهم].
وعَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: "لَا تُنَوِّهُوا بِي فِي الخَلْقِ". (سير أعلام النبلاء ٤/٤٥٢).
قَالَ الأَعْمَشُ: "كُنْتُ إِذَا رَأَيْتُ مُجَاهِدًا، ازْدَرَيْتُهُ مُتَبَذِّلًا، كَأَنَّهُ خَرْبَنْدَجٌ [أي: راعي حمار] ضَلَّ حِمَارهُ، وَهُوَ مُغْتَمٌّ". (سير أعلام النبلاء ٤/٤٥٢).
🟡 وسفره مع عبد الله بن عمر يُعَلِّمُنا الاحترامَ المُتبادَلَ بين أهل العلم، والتَّواضع بينهم:
قال مجاهد: "صَحِبْتُ ابْنَ عُمَرَ وَأَنَا أُرِيْدُ أَنْ أَخْدُمَهُ؛ فَكَانَ يَخْدُمُنِي!". (الزهد لأحمد ١٠٨١).
وعَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: "رُبَّمَا أَخَذَ لِي ابْنُ عُمَرَ بِالرِّكَابِ!". (سير أعلام النبلاء ٤/٤٥٢).
🟡 ومن نصيحته للمسلمين تحذيره من البِدَع والعقائد الباطلة وأهلها:
قال مجاهد في قول الله تعالى: {وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام:١٥٣]: "البدع والشُّبهات". (تفسير الطبري ٩/ ٦٧٠).
وقَالَ مُجَاهِدٌ: "مَا أَدْرِي أَيُّ النِّعْمَتَيْنِ أَعْظَمُ عَلَيَّ: أَنْ هَدَانِي لِلْإِسْلَامِ، أَوَ عَافَانِي مِنَ الْأَهْوَاءِ". (شعب الإيمان ٤١٨٩).
وقال عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ مُجَاهِدٍ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي، فَجَاءَ وَلَدُهُ يَعْقُوْبُ، فَقَالَ: يَا أَبَتَاهُ، إِنَّ لَنَا أَصْحَابًا يَزْعُمُوْنَ أَنَّ إِيْمَانَ أَهْلِ السَّمَاءِ وَأَهْلِ الأَرْضِ وَاحِدٌ.
فَقَالَ: "يَا بُنَيَّ، مَا هَؤُلَاءِ بِأَصْحَابِي، لَا يَجْعَلُ اللهُ مَنْ هُوَ مُنْغَمِسٌ فِي الخَطَايَا كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ". (سير أعلام النبلاء ٤/٤٥٥).
🟡 ومعرفته بتفسير كتاب الله أمدته بقول الحكمة التي تخرج من مشكاة النُّبوة:
ولا ريب أن كتاب الله هو ينبوع العلم فمَن تعلمه نطق بالحكمة.
عن مُجَاهِد قال: "لَا يَتَعَلَّمُ الْعِلْمَ مُسْتَحْيٍ وَلَا مُسْتَكْبِرٌ". (علقه البخاري في صحيحه).
وقال: "التَّوْبَةُ النَّصُوحُ: أَنْ يَهْجُرَ العَبْدُ الذَّنْبَ، وَهُوَ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ أَلَّا يَعُودَ إِلَيْهِ أَبَدًا". (تفسير ص ٦٦٥).
وقال: "خَصْلَتَانِ مَنْ حَفَظَهُمَا يَسْلَمُ لَهُ صَوْمُهُ: الغِيبَةُ، وَالكَذِبُ". (شعب الإيمان ٣٣٧٨).
مجاهد بن جبر -رحمه الله-
مُجَاهِدُ بْنُ جَبْرٍ أَبُو الْحَجَّاجِ المخزومى مولاهم المَكِّيُّ.
🟡 أخذ علم التَّفسير عن ابن عباس -رضي الله عنهما- حتى صار إمامًا فيه:
عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: "عَرضْتُ الْمُصْحَفَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ثَلَاثَ عَرَضَاتٍ، مِنْ فَاتِحَتِهِ إِلَى خَاتِمَتِهِ، أُوقِفُهُ عِنْدَ كُلِّ آيَةٍ مِنْهُ، وَأَسْأَلُهُ عَنْهَا". (تفسير الطبري ١/٨٥).
وعَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَة قَالَ: "رَأَيْتُ مُجَاهِدًا سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ، وَمَعَهُ أَلْوَاحُهُ، قَالَ: فَيَقُولُ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: اكْتُبْ، حَتَّى سَأَلَهُ عَنِ التَّفْسِيرِ كُلِّهِ". (تفسير الطبري ١/٨٥).
🟡 وقد شهد له العلماء بإمامته في التَّفسير، وأوصوا بأخذ التَّفسير عنه:
قَالَ خُصَيْفٌ: "كَانَ مُجَاهِدٌ أَعْلَمَهُمْ بِالتَّفْسِيرِ". (تاريخ الإسلام ٣/١٤٨).
وَقَالَ قَتَادَةُ: "أَعْلَمُ مَنْ بَقِيَ بِالتَّفْسِيرِ مُجَاهِدٌ". (تاريخ الإسلام ٣/١٤٨).
وقال سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: "إِذَا جَاءَكَ التَّفْسِيرُ عَنْ مُجَاهِدٍ فَحَسْبُكَ بِهِ". (تفسير الطبري ١/٨٥).
🟡 فيُعَدُّ تفسير مجاهد عمدةً في التَّفسير بالمأثور:
قال ابن كثير: "إِذَا لَمْ تَجِدِ التَّفْسِيرَ فِي الْقُرْآنِ وَلَا فِي السُّنَّةِ وَلَا وَجَدْتَهُ عَنِ الصَّحَابَةِ، فَقَدْ رَجَعَ كَثِيرٌ مِنَ الْأَئِمَّةِ فِي ذَلِكَ إِلَى أَقْوَالِ التَّابِعِينَ، كَمُجَاهِدِ بْنِ جَبْر؛ فَإِنَّهُ كَانَ آيَةً فِي التَّفْسِيرِ". (تفسير ابن كثير ١/١٠) باختصار.
🟡 نماذج من أقواله في التفسير:
قَالَ مُجَاهِدٌ في قوله تعالى: {إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: ٨٩]، قال: "لَيْسَ فِيهِ شَكٌّ فِي الْحَقِّ". (تفسير الطبري ١٧/٥٩٦).
وفي قوله تعالى -حاكيًا عن المسيح عليه السلام-: {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ} [مريم:٣١]، قال مجاهد: "نَفَّاعًا". (تفسير ابن كثير ٥/٢٢٩).
وفي قوله تعالى: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ} [البقرة:٢٦٩]، قال مجاهد: "الحكمة: الإِصَابَةُ فِي القَوْلِ وَالفِعْلِ". (مدارج السالكين ٢/٤٤٨).
وفي قوله تعالى: {وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ} [آل عمران:٧٨]، قَالَ مُجَاهِدٌ: "هُمْ الَّذِينَ يُرَبُّونَ النَّاسَ بِصِغَارِ العِلْمِ قَبْلَ كِبَارِهِ". (مجموع الفتاوى ١/٦٢)، وعلقه البخاري.
🟡 وكان مثالًا في الإخلاص لله تعالى والتَّواضع لخَلْق الله:
عَن سَلمَة بْن كهيل، قَالَ: "مَا رَأَيْت أحدًا يُرِيد بِهَذَا الْعلم وَجه الله إِلَّا ثَلَاثَة فلَان وَفُلَان وَمُجاهد". (طبقات ابن سعد ٢/٢٩٥) [يعني: أنهم مخلصون أكثر من غيرهم].
وعَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: "لَا تُنَوِّهُوا بِي فِي الخَلْقِ". (سير أعلام النبلاء ٤/٤٥٢).
قَالَ الأَعْمَشُ: "كُنْتُ إِذَا رَأَيْتُ مُجَاهِدًا، ازْدَرَيْتُهُ مُتَبَذِّلًا، كَأَنَّهُ خَرْبَنْدَجٌ [أي: راعي حمار] ضَلَّ حِمَارهُ، وَهُوَ مُغْتَمٌّ". (سير أعلام النبلاء ٤/٤٥٢).
🟡 وسفره مع عبد الله بن عمر يُعَلِّمُنا الاحترامَ المُتبادَلَ بين أهل العلم، والتَّواضع بينهم:
قال مجاهد: "صَحِبْتُ ابْنَ عُمَرَ وَأَنَا أُرِيْدُ أَنْ أَخْدُمَهُ؛ فَكَانَ يَخْدُمُنِي!". (الزهد لأحمد ١٠٨١).
وعَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: "رُبَّمَا أَخَذَ لِي ابْنُ عُمَرَ بِالرِّكَابِ!". (سير أعلام النبلاء ٤/٤٥٢).
🟡 ومن نصيحته للمسلمين تحذيره من البِدَع والعقائد الباطلة وأهلها:
قال مجاهد في قول الله تعالى: {وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام:١٥٣]: "البدع والشُّبهات". (تفسير الطبري ٩/ ٦٧٠).
وقَالَ مُجَاهِدٌ: "مَا أَدْرِي أَيُّ النِّعْمَتَيْنِ أَعْظَمُ عَلَيَّ: أَنْ هَدَانِي لِلْإِسْلَامِ، أَوَ عَافَانِي مِنَ الْأَهْوَاءِ". (شعب الإيمان ٤١٨٩).
وقال عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ مُجَاهِدٍ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي، فَجَاءَ وَلَدُهُ يَعْقُوْبُ، فَقَالَ: يَا أَبَتَاهُ، إِنَّ لَنَا أَصْحَابًا يَزْعُمُوْنَ أَنَّ إِيْمَانَ أَهْلِ السَّمَاءِ وَأَهْلِ الأَرْضِ وَاحِدٌ.
فَقَالَ: "يَا بُنَيَّ، مَا هَؤُلَاءِ بِأَصْحَابِي، لَا يَجْعَلُ اللهُ مَنْ هُوَ مُنْغَمِسٌ فِي الخَطَايَا كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ". (سير أعلام النبلاء ٤/٤٥٥).
🟡 ومعرفته بتفسير كتاب الله أمدته بقول الحكمة التي تخرج من مشكاة النُّبوة:
ولا ريب أن كتاب الله هو ينبوع العلم فمَن تعلمه نطق بالحكمة.
عن مُجَاهِد قال: "لَا يَتَعَلَّمُ الْعِلْمَ مُسْتَحْيٍ وَلَا مُسْتَكْبِرٌ". (علقه البخاري في صحيحه).
وقال: "التَّوْبَةُ النَّصُوحُ: أَنْ يَهْجُرَ العَبْدُ الذَّنْبَ، وَهُوَ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ أَلَّا يَعُودَ إِلَيْهِ أَبَدًا". (تفسير ص ٦٦٥).
وقال: "خَصْلَتَانِ مَنْ حَفَظَهُمَا يَسْلَمُ لَهُ صَوْمُهُ: الغِيبَةُ، وَالكَذِبُ". (شعب الإيمان ٣٣٧٨).
Forwarded from ياسر الحزيمي
#سيرة_نجم ⭐️
أجازَهُ ابنُ عباس -رضي الله عنهما- في الفُتيا.
وزكَّاه ابنُ عمر -رضي الله عنهما- في العلم بالفرائض.
تُوُفِّيَ مقتولًا على يدِ الحَجَّاج سنةَ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ مِنَ الهِجرة.
مَن هو؟ وماذا تَعرفُ عنه؟ 🤔
#منصة_خطوة
أجازَهُ ابنُ عباس -رضي الله عنهما- في الفُتيا.
وزكَّاه ابنُ عمر -رضي الله عنهما- في العلم بالفرائض.
تُوُفِّيَ مقتولًا على يدِ الحَجَّاج سنةَ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ مِنَ الهِجرة.
مَن هو؟ وماذا تَعرفُ عنه؟ 🤔
#منصة_خطوة
Forwarded from ياسر الحزيمي
#سيرة_نجم ⭐️
سعيد بن جبير -رحمه الله-
سَعِيْدُ بنُ جُبَيْرِ بنِ هِشَامٍ أَبُو مُحَمَّدٍ الوَالِبِيُّ مَوْلَاهُم الكُوْفِيُّ. (تهذيب التهذيب ٤/١١).
🟡 كان ابن جبير من أعلم التَّابعين:
قال خصيف: "كان أعلمهم بالطَّلاق سَعِيد بن المُسَيَّب، وبالتفسير مُجاهد، وبالحجِّ عَطاء، وبالحلال والحَرام طاوُوس، وأجمعهم لذلك كلِّه سَعِيد بن جُبَير". (التاريخ الكبير ٧/٤١١).
🟡 وهو مِن أعلم النَّاس بالتفسير، فهو من تلاميذ ابن عباس:
قال عنه الذهبي: "رَوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فَأَكْثَرَ وَجَوَّدَ". (سير أعلام النبلاء ٤/٣٢٢).
وكان يناقش ابن عباس في التفسير، فيُعَلِّمُنا أخذ العلم من المُعَلِّم بفهم، لا بتقليد أو حفظ مجرد، وقد بوَّب البخاري في صحيحه: (بَاب الفَهْمِ فِي العِلْمِ). (صحيح البخاري ١/٢٥).
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: أَلِمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا مِنْ تَوْبَةٍ؟
قَالَ: لَا.
قَالَ سعيد: فَتَلَوْتُ عَلَيْهِ هَذِهِ الْآيَةَ الَّتِي فِي الْفُرْقَانِ: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ} [الفرقان:68] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ.
قَالَ ابن عباس: هَذِهِ آيَةٌ مَكِّيَّةٌ نَسَخَتْهَا آيَةٌ مَدَنِيَّةٌ: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا} [النساء:٩٣]. (رواه البخاري ٣٨٥٥)، و(مسلم ٣٠٢٣).
🟡 وشهد له ابن عباس وابن عمر بالفقه والجدارة بالفُتيا:
عَنْ جَعْفَرِ بنِ أَبِي المُغِيْرَةِ قال: كان ابن عباس إِذَا أَتَاهُ أَهْلُ الكُوْفَةِ يَسْتَفْتُوْنَهُ، يَقُوْلُ: "أَلَيْسَ فِيْكُمُ ابْنُ أُمِّ الدَّهْمَاءِ؟ -يَعْنِي: سَعِيْدَ بنَ جبير-". (سير أعلام النبلاء ٥/١٨٨).
وجَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عُمَرَ، فَسَأَلَهُ عَنْ فَرِيضَةٍ، فَقَالَ: "ائْتِ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ؛ فَإِنَّهُ أَعْلَمُ بِالْحِسَابِ مِنِّي، وَهُوَ يَفْرِضُ مِنْهَا مَا أفرض". (طبقات ابن سعد ٦/٢٦٩).
🟡 ومع علمه وفقهه كان خفيف الظِّلِّ ذا دُعابة:
فلا يليق بالعالِم أن يكون جافيًا مُنَفِّرًا للنَّاس بغلظته وعُبوسه، وقد قال الله لنبيه ﷺ: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران:١٥٩].
وقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ تُدَاعِبُنَا.
قَالَ: «إِنِّي لَا أَقُولُ إِلَّا حَقًّا». (رواه الترمذي ١٩٩٠)، وصححه الألباني.
عَن راشد بْن أَبِي قبال قَالَ: استسقى سَعِيدُ بْنُ جبير، فأتيتُه بسويق مُحَلًّى، فقال: "يا راشد، السُّكَّر من يدِك حُلْوٌ". (روضة العقلاء ١/٨٠). [وجه المزح: أنَّ السُّكَّر مِن يده أو مِن يد غيره حلو!].
🟡 ولم يشغله العلم عن الاجتهاد في العبادة وقراءة القرآن:
فكان سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ لَيْلَتَيْنِ. (الزُّهد لأحمد ٢٢٠٤).
أمَّا في رمضان فكان يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِيمَا بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ، وَكَانُوا يُؤَخِّرُونَ العِشَاءَ. (سير أعلام النبلاء ٤/٣٢٤).
وكَانَ إِذَا دَخَلَ أَيَّامُ الْعَشْرِ اجْتَهَدَ اجْتِهَادًا شَدِيدًا حَتَّى مَا يَكَادُ يَقْدِرُ عَلَيْهِ. (رواه الدارمي ١٧٧٤).
وقَالَ: "إِنِّي لَأَزِيدُ فِي صَلَاتِي مِنْ أَجْلِ ابْنِي هَذَا "، قَالَ هِشَامٌ: رَجَاءَ أَنْ يُحْفَظَ فِيهِ. حلية الأولياء (٤/ ٢٧٩).
وقَالَ عُمَرُ بنُ ذَرٍّ: كَتَبَ سَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ إِلَى أَبِي كِتَابًا أَوْصَاهُ بِتَقْوَى اللهِ، وَقَالَ: إِنَّ بَقَاءَ المُسْلِمِ كُلَّ يَوْمٍ غَنِيْمَةٌ...، فَذَكَرَ الفَرَائِضَ وَالصَّلَوَاتِ، وَمَا يَرْزُقُهُ اللهُ مِنْ ذِكْرِهِ. (حلية الأولياء ٤/٢٨٠).
🟡 وكان عظيم التَّوكُّل على الله:
فكان لا يسترقي؛ حتى يكون مِن السَّبعين ألفًا الذي يدخلون الجنَّة بلا حساب ولا عذاب.
قال سَعِيْدٌ: "لَدَغَتْنِي عَقْرَبٌ، فَأَقْسَمَتْ عَلَيَّ أُمِّي أَنْ أَسْتَرْقِيَ، فَأَعْطَيْتُ الرَّاقِي يَدِي الَّتِي لَمْ تُلْدَغْ، وَكَرِهْتُ أَنْ أُحَنِّثَهَا". (سير أعلام النُّبلاء ٤/٣٣٣).
🟡 وكان مُستجاب الدَّعوة:
كَانَ له دِيْكٌ يُوقِظه لقيام الليل، فَلَمْ يَصِحْ لَيْلَةً، فَلَمْ يُصَلِّ سَعِيْدٌ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَقَالَ: "مَا لَهُ؟! قَطَعَ اللهُ صَوْتَهُ"، فَمَا سُمِعَ لَهُ صَوْتٌ بَعْدُ.
فَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: "يَا بُنَيَّ، لاَ تَدْعُ عَلَى شَيْءٍ بَعْدَهَا". (تهذيب الكمال ١٠/٣٦١).
سعيد بن جبير -رحمه الله-
سَعِيْدُ بنُ جُبَيْرِ بنِ هِشَامٍ أَبُو مُحَمَّدٍ الوَالِبِيُّ مَوْلَاهُم الكُوْفِيُّ. (تهذيب التهذيب ٤/١١).
🟡 كان ابن جبير من أعلم التَّابعين:
قال خصيف: "كان أعلمهم بالطَّلاق سَعِيد بن المُسَيَّب، وبالتفسير مُجاهد، وبالحجِّ عَطاء، وبالحلال والحَرام طاوُوس، وأجمعهم لذلك كلِّه سَعِيد بن جُبَير". (التاريخ الكبير ٧/٤١١).
🟡 وهو مِن أعلم النَّاس بالتفسير، فهو من تلاميذ ابن عباس:
قال عنه الذهبي: "رَوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فَأَكْثَرَ وَجَوَّدَ". (سير أعلام النبلاء ٤/٣٢٢).
وكان يناقش ابن عباس في التفسير، فيُعَلِّمُنا أخذ العلم من المُعَلِّم بفهم، لا بتقليد أو حفظ مجرد، وقد بوَّب البخاري في صحيحه: (بَاب الفَهْمِ فِي العِلْمِ). (صحيح البخاري ١/٢٥).
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: أَلِمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا مِنْ تَوْبَةٍ؟
قَالَ: لَا.
قَالَ سعيد: فَتَلَوْتُ عَلَيْهِ هَذِهِ الْآيَةَ الَّتِي فِي الْفُرْقَانِ: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ} [الفرقان:68] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ.
قَالَ ابن عباس: هَذِهِ آيَةٌ مَكِّيَّةٌ نَسَخَتْهَا آيَةٌ مَدَنِيَّةٌ: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا} [النساء:٩٣]. (رواه البخاري ٣٨٥٥)، و(مسلم ٣٠٢٣).
🟡 وشهد له ابن عباس وابن عمر بالفقه والجدارة بالفُتيا:
عَنْ جَعْفَرِ بنِ أَبِي المُغِيْرَةِ قال: كان ابن عباس إِذَا أَتَاهُ أَهْلُ الكُوْفَةِ يَسْتَفْتُوْنَهُ، يَقُوْلُ: "أَلَيْسَ فِيْكُمُ ابْنُ أُمِّ الدَّهْمَاءِ؟ -يَعْنِي: سَعِيْدَ بنَ جبير-". (سير أعلام النبلاء ٥/١٨٨).
وجَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عُمَرَ، فَسَأَلَهُ عَنْ فَرِيضَةٍ، فَقَالَ: "ائْتِ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ؛ فَإِنَّهُ أَعْلَمُ بِالْحِسَابِ مِنِّي، وَهُوَ يَفْرِضُ مِنْهَا مَا أفرض". (طبقات ابن سعد ٦/٢٦٩).
🟡 ومع علمه وفقهه كان خفيف الظِّلِّ ذا دُعابة:
فلا يليق بالعالِم أن يكون جافيًا مُنَفِّرًا للنَّاس بغلظته وعُبوسه، وقد قال الله لنبيه ﷺ: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران:١٥٩].
وقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ تُدَاعِبُنَا.
قَالَ: «إِنِّي لَا أَقُولُ إِلَّا حَقًّا». (رواه الترمذي ١٩٩٠)، وصححه الألباني.
عَن راشد بْن أَبِي قبال قَالَ: استسقى سَعِيدُ بْنُ جبير، فأتيتُه بسويق مُحَلًّى، فقال: "يا راشد، السُّكَّر من يدِك حُلْوٌ". (روضة العقلاء ١/٨٠). [وجه المزح: أنَّ السُّكَّر مِن يده أو مِن يد غيره حلو!].
🟡 ولم يشغله العلم عن الاجتهاد في العبادة وقراءة القرآن:
فكان سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ لَيْلَتَيْنِ. (الزُّهد لأحمد ٢٢٠٤).
أمَّا في رمضان فكان يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِيمَا بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ، وَكَانُوا يُؤَخِّرُونَ العِشَاءَ. (سير أعلام النبلاء ٤/٣٢٤).
وكَانَ إِذَا دَخَلَ أَيَّامُ الْعَشْرِ اجْتَهَدَ اجْتِهَادًا شَدِيدًا حَتَّى مَا يَكَادُ يَقْدِرُ عَلَيْهِ. (رواه الدارمي ١٧٧٤).
وقَالَ: "إِنِّي لَأَزِيدُ فِي صَلَاتِي مِنْ أَجْلِ ابْنِي هَذَا "، قَالَ هِشَامٌ: رَجَاءَ أَنْ يُحْفَظَ فِيهِ. حلية الأولياء (٤/ ٢٧٩).
وقَالَ عُمَرُ بنُ ذَرٍّ: كَتَبَ سَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ إِلَى أَبِي كِتَابًا أَوْصَاهُ بِتَقْوَى اللهِ، وَقَالَ: إِنَّ بَقَاءَ المُسْلِمِ كُلَّ يَوْمٍ غَنِيْمَةٌ...، فَذَكَرَ الفَرَائِضَ وَالصَّلَوَاتِ، وَمَا يَرْزُقُهُ اللهُ مِنْ ذِكْرِهِ. (حلية الأولياء ٤/٢٨٠).
🟡 وكان عظيم التَّوكُّل على الله:
فكان لا يسترقي؛ حتى يكون مِن السَّبعين ألفًا الذي يدخلون الجنَّة بلا حساب ولا عذاب.
قال سَعِيْدٌ: "لَدَغَتْنِي عَقْرَبٌ، فَأَقْسَمَتْ عَلَيَّ أُمِّي أَنْ أَسْتَرْقِيَ، فَأَعْطَيْتُ الرَّاقِي يَدِي الَّتِي لَمْ تُلْدَغْ، وَكَرِهْتُ أَنْ أُحَنِّثَهَا". (سير أعلام النُّبلاء ٤/٣٣٣).
🟡 وكان مُستجاب الدَّعوة:
كَانَ له دِيْكٌ يُوقِظه لقيام الليل، فَلَمْ يَصِحْ لَيْلَةً، فَلَمْ يُصَلِّ سَعِيْدٌ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَقَالَ: "مَا لَهُ؟! قَطَعَ اللهُ صَوْتَهُ"، فَمَا سُمِعَ لَهُ صَوْتٌ بَعْدُ.
فَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: "يَا بُنَيَّ، لاَ تَدْعُ عَلَى شَيْءٍ بَعْدَهَا". (تهذيب الكمال ١٠/٣٦١).
Forwarded from ياسر الحزيمي
#سيرة_نجم ⭐️
◾️ عَالِمُ أَهْلِ المَدِيْنَةِ، وَسَيِّدُ التَّابِعِيْنَ فِي زَمَانِهِ.
◾️ زَوْجُ بِنْتِ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، وَأَعْلَمُ النَّاسِ بِحَدِيْثِهِ.
◾️ قَالَ عنه الزُّهري: "كَانَ أَفْقَهَ التَّابِعِينَ".
◾️ تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وتسعين للهجرة.
مَن هو؟ وماذا تعرف عنه؟ 🤔
◾️ عَالِمُ أَهْلِ المَدِيْنَةِ، وَسَيِّدُ التَّابِعِيْنَ فِي زَمَانِهِ.
◾️ زَوْجُ بِنْتِ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، وَأَعْلَمُ النَّاسِ بِحَدِيْثِهِ.
◾️ قَالَ عنه الزُّهري: "كَانَ أَفْقَهَ التَّابِعِينَ".
◾️ تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وتسعين للهجرة.
مَن هو؟ وماذا تعرف عنه؟ 🤔
Forwarded from ياسر الحزيمي
#سيرة_نجم ⭐️
🔸 سعيد بن المسيب -رحمه الله- 🔸
سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ بْنِ حَزْنٍ الْقُرَشِيُّ الْمَخْزُومِيُّ، أَبُو مُحَمَّدٍ الْمَدَنِيُّ.
🟡 هو من سادات التَّابعين:
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: "لَا أَعْلَمُ فِي التَّابِعِينَ أَوْسَعَ عِلْمًا مِنْهُ، وَإِذَا قَالَ سَعِيدٌ: مَضَتِ السُّنَّةُ؛ فَحَسْبُكَ بِهِ، وَهُوَ عِنْدِي أَجْلُّ التَّابِعِينَ". (سير أعلام النبلاء ٤/٢٢٢).
وقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: "سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَفْضَلُ التَّابِعِينَ". (تهذيب الأسماء واللغات ١/٢٢١).
🟡 وكان من أعلم النَّاس وأفقههم:
قَالَ الزُّهري وغيره: "كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَفْقَهَ التَّابِعِينَ". (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٤/٦١).
وقال مكحول: "طبَّقْتُ الأرضين كلَّها في طلب العلم، فما لقيتُ أعلمَ من سعيد بن المُسيَّب". (البداية والنهاية ١٢/٤٧٢).
وعَنْ نَافِعٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ ذَكَرَ سَعِيْدَ بنَ المُسَيَّبِ، فَقَالَ: "هُوَ وَاللهِ أَحَدُ المُفْتِيْنَ". (تاريخ الإسلام ٦/٣٧٢).
وكانَ الْحَسَنُ إِذَا أَشْكلَ عَلَيْهِ شَيْءٌ كَتَبَ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: كَانَ يُقَالُ لَهُ: "فَقِيهُ الْفُقَهَاءِ". (البداية والنهاية ١٢/٤٧٢).
وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: "جَالَسْتُهُ سَبْعَ حِجَجٍ، وَأَنَا لَا أَظُنُّ عِنْدَ أَحَدٍ عِلْمًا غَيْرَهُ". (البداية والنهاية ١٢/٤٧٢).
🟡 وكان من أعلم النَّاس بالقضاء:
قَالَ مَالِكٌ: بَلَغَنِي "أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يُرْسِلُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ يَسْأَلُهُ عَنْ قَضَايَا عُمَرَ وَأَحْكَامِهِ". (البداية والنهاية ١٢/٤٧٢).
وقال سعيد بن المُسيَّب عن نفسه: "مَا أَحَدٌ أَعْلَمُ بِقَضَاءٍ قَضَاهُ رَسُوْلُ اللهِ ﷺ وَلَا أَبُو بَكْرٍ، وَلَا عُمَرُ مِنِّي". (تذكرة الحفاظ ١/٤٤).
🟡 ومع سعة علمه كان يتورَّع عن الفتوى:
عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ لَا يَكَادُ يُفْتِي فُتْيَا، وَلَا يَقُولُ شَيْئًا إِلَّا قَالَ: "اللَّهُمَّ سَلِّمْنِي، وَسَلِّمْ مِنِّي". (التاريخ الكبير ٣/٥١١).
🟡 وكان عابدًا قانتًا:
وكان محافظًا على صلاة الجماعة، قال عن نفسه: "مَا فَاتَتْنِي الصَّلَاةُ فِي الْجَمَاعَةِ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً". (سير أعلام النبلاء ٤/٢٢١)، و"كَانَ يَسْرُدُ الصَّوْمَ". (سير أعلام النبلاء ٤/٢٢١).
وقال: "مَا دَخَلَ عَلَيَّ وَقْتُ صَلَاةٍ إِلَّا وَقَدْ أَخَذْتُ أُهْبَتَهَا، وَلا دَخَلَ عَلَيَّ قَضَاءُ فَرْضٍ إِلَّا وَأَنَا إِلَيْهِ مُشْتَاقٌ". (حلية الأولياء ٢/١٦٣).
🟡 وكان مُعَظِّمًا للسُّنَّة:
جَاءَهُ رَجُلٌ وَهُوَ مَرِيضٌ فَسَأَلَهُ عَنْ حَدِيثٍ، فَجَلَسَ، فَحَدَّثَهُ، ثُمَّ اضْطَجَعَ، فَقَالَ الرُّجُلُ: وَدِدْتُ أَنَّكَ لَمْ تَتَعَنَّ [أَيْ: لَمْ تُتْعِبْ نَفْسَكَ]، فَقَالَ: "إِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أُحَدِّثَكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَأَنَا مُضْطَجِعٌ". (البداية والنهاية ٩/١٠٠).
🟡 وكان زاهدًا ورعًا:
قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ: "كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ مِنْ أَوْرَعِ النَّاسِ فِيمَا يُدْخِلُ بَيْتَهُ وَبَطْنَهُ، وَكَانَ مِنْ أَزْهَدِ النَّاسِ فِي فُضُولِ الدُّنْيَا، وَالْكَلَامِ فِيمَا لَا يَعْنِي". البداية والنهاية (٩/ ١٠٠).
🟡 وكان كريمًا وصولًا:
كَانَ له مَالٌ يَتَّجِرُ فِيهِ، وَيَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أُمْسِكْهُ بُخْلًا، وَإِنَّمَا أُرِيدُ أَنْ أَصِلَ مِنْهُ رَحِمِي، وَأَعُودَ مِنْهُ عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْفَقِيرِ وَالْمِسْكِينِ وَالْيَتِيمِ وَالْجَارِ". (البداية والنهاية ٩/١١٩).
🟡 وكان عالمًا بتعبير الرؤيا:
قَالَ الوَاقِدِيُّ: كَانَ سَعِيْدُ بنُ المُسَيَّبِ مِنْ أَعْبَرِ النَّاسِ لِلرُّؤْيَا، أَخَذَ ذَلِكَ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ، وَأَخَذَتْهُ أَسْمَاءُ عَنْ أَبِيْهَا". (طبقات ابن سعد ٥/٩٣).
ومن تأويلاته العجيبة: أنَّ رجلًا قال له: رَأَيْتُ كَأَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ يَبُولُ فِي قِبْلَةِ مَسْجِدِ النَّبِيِّ أَرْبَعَ مِرَارٍ. فقال: "إِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكَ قَامَ فِيهِ مِنْ صُلْبِهِ أَرْبَعَةُ خُلَفَاءَ". (السير ٤/٢٦٣).
وبالفعل تولى الخلافة بعده أبناؤه: الوليد، وسليمان، ويزيد، وهشام.
وعَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ قَالَ: قُلْتُ لابْنِ الْمُسَيَّبِ: رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ كَأَنَّ أَسْنَانِي سَقَطَتْ فِي يَدَيَّ ثُمَّ دَفَنْتُهَا، فَقَالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ: "إِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكَ دَفَنْتَ أَسْنَانَكَ [أي: المتساوين معك في السِّنِّ] مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ". (طبقات ابن سعد ٥/٩٣).
🔸 سعيد بن المسيب -رحمه الله- 🔸
سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ بْنِ حَزْنٍ الْقُرَشِيُّ الْمَخْزُومِيُّ، أَبُو مُحَمَّدٍ الْمَدَنِيُّ.
🟡 هو من سادات التَّابعين:
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: "لَا أَعْلَمُ فِي التَّابِعِينَ أَوْسَعَ عِلْمًا مِنْهُ، وَإِذَا قَالَ سَعِيدٌ: مَضَتِ السُّنَّةُ؛ فَحَسْبُكَ بِهِ، وَهُوَ عِنْدِي أَجْلُّ التَّابِعِينَ". (سير أعلام النبلاء ٤/٢٢٢).
وقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: "سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَفْضَلُ التَّابِعِينَ". (تهذيب الأسماء واللغات ١/٢٢١).
🟡 وكان من أعلم النَّاس وأفقههم:
قَالَ الزُّهري وغيره: "كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَفْقَهَ التَّابِعِينَ". (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٤/٦١).
وقال مكحول: "طبَّقْتُ الأرضين كلَّها في طلب العلم، فما لقيتُ أعلمَ من سعيد بن المُسيَّب". (البداية والنهاية ١٢/٤٧٢).
وعَنْ نَافِعٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ ذَكَرَ سَعِيْدَ بنَ المُسَيَّبِ، فَقَالَ: "هُوَ وَاللهِ أَحَدُ المُفْتِيْنَ". (تاريخ الإسلام ٦/٣٧٢).
وكانَ الْحَسَنُ إِذَا أَشْكلَ عَلَيْهِ شَيْءٌ كَتَبَ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: كَانَ يُقَالُ لَهُ: "فَقِيهُ الْفُقَهَاءِ". (البداية والنهاية ١٢/٤٧٢).
وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: "جَالَسْتُهُ سَبْعَ حِجَجٍ، وَأَنَا لَا أَظُنُّ عِنْدَ أَحَدٍ عِلْمًا غَيْرَهُ". (البداية والنهاية ١٢/٤٧٢).
🟡 وكان من أعلم النَّاس بالقضاء:
قَالَ مَالِكٌ: بَلَغَنِي "أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يُرْسِلُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ يَسْأَلُهُ عَنْ قَضَايَا عُمَرَ وَأَحْكَامِهِ". (البداية والنهاية ١٢/٤٧٢).
وقال سعيد بن المُسيَّب عن نفسه: "مَا أَحَدٌ أَعْلَمُ بِقَضَاءٍ قَضَاهُ رَسُوْلُ اللهِ ﷺ وَلَا أَبُو بَكْرٍ، وَلَا عُمَرُ مِنِّي". (تذكرة الحفاظ ١/٤٤).
🟡 ومع سعة علمه كان يتورَّع عن الفتوى:
عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ لَا يَكَادُ يُفْتِي فُتْيَا، وَلَا يَقُولُ شَيْئًا إِلَّا قَالَ: "اللَّهُمَّ سَلِّمْنِي، وَسَلِّمْ مِنِّي". (التاريخ الكبير ٣/٥١١).
🟡 وكان عابدًا قانتًا:
وكان محافظًا على صلاة الجماعة، قال عن نفسه: "مَا فَاتَتْنِي الصَّلَاةُ فِي الْجَمَاعَةِ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً". (سير أعلام النبلاء ٤/٢٢١)، و"كَانَ يَسْرُدُ الصَّوْمَ". (سير أعلام النبلاء ٤/٢٢١).
وقال: "مَا دَخَلَ عَلَيَّ وَقْتُ صَلَاةٍ إِلَّا وَقَدْ أَخَذْتُ أُهْبَتَهَا، وَلا دَخَلَ عَلَيَّ قَضَاءُ فَرْضٍ إِلَّا وَأَنَا إِلَيْهِ مُشْتَاقٌ". (حلية الأولياء ٢/١٦٣).
🟡 وكان مُعَظِّمًا للسُّنَّة:
جَاءَهُ رَجُلٌ وَهُوَ مَرِيضٌ فَسَأَلَهُ عَنْ حَدِيثٍ، فَجَلَسَ، فَحَدَّثَهُ، ثُمَّ اضْطَجَعَ، فَقَالَ الرُّجُلُ: وَدِدْتُ أَنَّكَ لَمْ تَتَعَنَّ [أَيْ: لَمْ تُتْعِبْ نَفْسَكَ]، فَقَالَ: "إِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أُحَدِّثَكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَأَنَا مُضْطَجِعٌ". (البداية والنهاية ٩/١٠٠).
🟡 وكان زاهدًا ورعًا:
قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ: "كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ مِنْ أَوْرَعِ النَّاسِ فِيمَا يُدْخِلُ بَيْتَهُ وَبَطْنَهُ، وَكَانَ مِنْ أَزْهَدِ النَّاسِ فِي فُضُولِ الدُّنْيَا، وَالْكَلَامِ فِيمَا لَا يَعْنِي". البداية والنهاية (٩/ ١٠٠).
🟡 وكان كريمًا وصولًا:
كَانَ له مَالٌ يَتَّجِرُ فِيهِ، وَيَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أُمْسِكْهُ بُخْلًا، وَإِنَّمَا أُرِيدُ أَنْ أَصِلَ مِنْهُ رَحِمِي، وَأَعُودَ مِنْهُ عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْفَقِيرِ وَالْمِسْكِينِ وَالْيَتِيمِ وَالْجَارِ". (البداية والنهاية ٩/١١٩).
🟡 وكان عالمًا بتعبير الرؤيا:
قَالَ الوَاقِدِيُّ: كَانَ سَعِيْدُ بنُ المُسَيَّبِ مِنْ أَعْبَرِ النَّاسِ لِلرُّؤْيَا، أَخَذَ ذَلِكَ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ، وَأَخَذَتْهُ أَسْمَاءُ عَنْ أَبِيْهَا". (طبقات ابن سعد ٥/٩٣).
ومن تأويلاته العجيبة: أنَّ رجلًا قال له: رَأَيْتُ كَأَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ يَبُولُ فِي قِبْلَةِ مَسْجِدِ النَّبِيِّ أَرْبَعَ مِرَارٍ. فقال: "إِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكَ قَامَ فِيهِ مِنْ صُلْبِهِ أَرْبَعَةُ خُلَفَاءَ". (السير ٤/٢٦٣).
وبالفعل تولى الخلافة بعده أبناؤه: الوليد، وسليمان، ويزيد، وهشام.
وعَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ قَالَ: قُلْتُ لابْنِ الْمُسَيَّبِ: رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ كَأَنَّ أَسْنَانِي سَقَطَتْ فِي يَدَيَّ ثُمَّ دَفَنْتُهَا، فَقَالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ: "إِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكَ دَفَنْتَ أَسْنَانَكَ [أي: المتساوين معك في السِّنِّ] مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ". (طبقات ابن سعد ٥/٩٣).
Forwarded from ياسر الحزيمي
#سيرة_نجم ⭐️
كان أشهر الحُنفاء في الجاهليَّة.
وكان يُعلِن أنَّه على دين إبراهيم -عليه السلام-.
رفض أن يعبد الأصنام، وأن يأكل الميتة.
مات قبل البعثة بخمس سنين.
مَن هو؟ وماذا تعرف عنه؟ 🤔
#منصة_خطوة
كان أشهر الحُنفاء في الجاهليَّة.
وكان يُعلِن أنَّه على دين إبراهيم -عليه السلام-.
رفض أن يعبد الأصنام، وأن يأكل الميتة.
مات قبل البعثة بخمس سنين.
مَن هو؟ وماذا تعرف عنه؟ 🤔
#منصة_خطوة
Forwarded from ياسر الحزيمي
#سيرة_نجم ⭐️
زيد بن عمرو بن نُفيل -رضي الله عنه-
زيد بن عمرو بن نفيل والد سعيد بن زيد أحد العشرة المُبشَّرين بالجنَّة.
🟡 بحث زيد عن الدِّين الحقِّ، وتوصَّل بفطرته السَّليمة إلى توحيد الله:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ خَرَجَ إِلَى الشَّأْمِ يَسْأَلُ عَنِ الدِّينِ، وَيَتْبَعُهُ، فَلَقِيَ عَالِمًا مِنَ اليَهُودِ، فَسَأَلَهُ عَنْ دِينِهِمْ، فَقَالَ: إِنِّي لَعَلِّي أَنْ أَدِينَ دِينَكُمْ، فَأَخْبِرْنِي.
فَقَالَ: لَا تَكُونُ عَلَى دِينِنَا حَتَّى تَأْخُذَ بِنَصِيبِكَ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ.
قَالَ زَيْدٌ: مَا أَفِرُّ إِلَّا مِنْ غَضَبِ اللَّهِ، وَلَا أَحْمِلُ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ شَيْئًا أَبَدًا، وَأَنَّى أَسْتَطِيعُهُ؟! فَهَلْ تَدُلُّنِي عَلَى غَيْرِهِ؟
قَالَ: مَا أَعْلَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ حَنِيفًا.
قَالَ زَيْدٌ: وَمَا الحَنِيفُ؟
قَالَ: دِينُ إِبْرَاهِيمَ، لَمْ يَكُنْ يَهُودِيًّا، وَلَا نَصْرَانِيًّا، وَلَا يَعْبُدُ إِلَّا اللَّهَ.
فَخَرَجَ زَيْدٌ، فَلَقِيَ عَالِمًا مِنَ النَّصَارَى فَذَكَرَ مِثْلَهُ، فَقَالَ: لَنْ تَكُونَ عَلَى دِينِنَا حَتَّى تَأْخُذَ بِنَصِيبِكَ مِنْ لَعْنَةِ اللَّهِ.
قَالَ: مَا أَفِرُّ إِلَّا مِنْ لَعْنَةِ اللَّهِ، وَلَا أَحْمِلُ مِنْ لَعْنَةِ اللَّهِ، وَلَا مِنْ غَضَبِهِ شَيْئًا أَبَدًا، وَأَنَّى أَسْتَطِيعُ؟! فَهَلْ تَدُلُّنِي عَلَى غَيْرِهِ؟
قَالَ: مَا أَعْلَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ حَنِيفًا.
قَالَ: وَمَا الحَنِيفُ؟
قَالَ: دِينُ إِبْرَاهِيمَ لَمْ يَكُنْ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا، وَلَا يَعْبُدُ إِلَّا اللَّهَ.
فَلَمَّا رَأَى زَيْدٌ قَوْلَهُمْ فِي إِبْرَاهِيمَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- خَرَجَ، فَلَمَّا بَرَزَ رَفَعَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْهَدُ أَنِّي عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ". (رواه البخاري ٣٨٢٧)
قالت أسماء بنت أبي بكر الصديق: نظرتُ على زيد بن عمرو بن نفيل وهو مسند ظهره إلى الكعبة في أيام الحجِّ والنَّاس مجتمعون، وهو يقول: "يا معاشر قريش، والله ما منكم على دين إبراهيم غيري".
ثم قال: "اللَّهُمَّ لو كنتُ أعلم أحبَّ الوجوه إليك، لعبدتُك مُتوجِّهًا إليه، ولكني لا أعلم". (سيرة ابن إسحاق ص ١١٦).
🟡 ومن نُبلِه أنه كان يمنع وأد البنات:
فكان إذا سمع بمَن يريد أن يئد ابنته -أي: يدفنها حيَّة-؛ يذهب إليه، ويستنقذها منه، ويتعهد له بكفالتها! فيا له من شهم نبيل! وأنعم به من شفيق رحيم!
عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-، قَالَتْ: "رَأَيْتُ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ قَائِمًا مُسْنِدًا ظَهْرَهُ إِلَى الكَعْبَةِ يَقُولُ: يَا مَعَاشِرَ قُرَيْشٍ، وَاللَّهِ مَا مِنْكُمْ عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ غَيْرِي، وَكَانَ يُحْيِي المَوْءُودَةَ، يَقُولُ لِلرَّجُلِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَقْتُلَ ابْنَتَهُ: لَا تَقْتُلْهَا، أَنَا أَكْفِيكَهَا مَئُونَتَهَا، فَيَأْخُذُهَا، فَإِذَا تَرَعْرَعَتْ قَالَ لِأَبِيهَا: إِنْ شِئْتَ دَفَعْتُهَا إِلَيْكَ، وَإِنْ شِئْتَ كَفَيْتُكَ مَئُونَتَهَا". (رواه البخاري ٣٨٢٨).
"وَكَانَ يَقُولُ: إِلَهِي إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ، وَدِينِي دِينُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَتْ: وَذَكَرُهُ النَّبِيُّ ﷺ، فَقَالَ: «يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمَّةً وَحْدَهُ بَيْنِي وَبَيْنَ عِيسَى». (السنن الكبرى للنسائي ٨١٣١).
🟡 وكان لا يأكل ما يُذبَح للأصنام:
عن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر -رضي الله عنهما- عَنِ النبيِّ ﷺ، أَنَّهُ لَقِيَ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ بِأَسْفَلِ بَلْدَحَ [مَكَان فِي طَرِيق التَّنْعِيم]، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ الْوَحْي.
فَقَدَّمَ إِلَيْهِ سَفْرَةً فِيهَا لَحْمٌ، فَأَبَى أَنْ يَأكُلَ مِنْهَا، ثُمَّ قَال: إِنِّي لَا آكُلُ مِمَّا تَذْبَحُونَ عَلَى أَنْصَابِكُمْ، وَلا آكُلُ إِلَّا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ.
وَأَنَّ زَيْدَ بْنَ عَمْرٍو كَانَ يَعِيبُ عَلَى قُرَيْشٍ ذَبَائِحَهُمْ، وَيَقُولُ: الشَّاةُ خَلَقَهَا اللَّهُ، وَأَنْزَلَ لَهَا مِنَ السَّمَاءِ الْمَاءَ، وَأَنْبَتَ لَهَا مِنَ الْأَرْضِ، ثُمَّ تَذْبَحُونَهَا عَلَى غَيْرِ اسْمِ اللَّهِ، إِنْكَارًا لِذَلِكَ وَإِعْظَامًا لَهُ. (رواه البخاري ٣٨٢٦).
🟡 البرهان العقلي على توحيد الله:
لقد قدَّم الله تعالى لنا البرهان العقلي على توحيده، فقال: {أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} [يوسف: ٣٩]، "فبيَّن لهم أنَّ آلهتهم مُتعدِّدة مُتفرِّقة، والعابد لها مُتحيِّر أيها يُرضِي؟!" (النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى صـ ١٧١).
وقد توصل زَيْدُ بْنُ عَمْرِو إلى هذه الحقيقة بفطرته السليمة، فقال:
زيد بن عمرو بن نُفيل -رضي الله عنه-
زيد بن عمرو بن نفيل والد سعيد بن زيد أحد العشرة المُبشَّرين بالجنَّة.
🟡 بحث زيد عن الدِّين الحقِّ، وتوصَّل بفطرته السَّليمة إلى توحيد الله:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ خَرَجَ إِلَى الشَّأْمِ يَسْأَلُ عَنِ الدِّينِ، وَيَتْبَعُهُ، فَلَقِيَ عَالِمًا مِنَ اليَهُودِ، فَسَأَلَهُ عَنْ دِينِهِمْ، فَقَالَ: إِنِّي لَعَلِّي أَنْ أَدِينَ دِينَكُمْ، فَأَخْبِرْنِي.
فَقَالَ: لَا تَكُونُ عَلَى دِينِنَا حَتَّى تَأْخُذَ بِنَصِيبِكَ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ.
قَالَ زَيْدٌ: مَا أَفِرُّ إِلَّا مِنْ غَضَبِ اللَّهِ، وَلَا أَحْمِلُ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ شَيْئًا أَبَدًا، وَأَنَّى أَسْتَطِيعُهُ؟! فَهَلْ تَدُلُّنِي عَلَى غَيْرِهِ؟
قَالَ: مَا أَعْلَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ حَنِيفًا.
قَالَ زَيْدٌ: وَمَا الحَنِيفُ؟
قَالَ: دِينُ إِبْرَاهِيمَ، لَمْ يَكُنْ يَهُودِيًّا، وَلَا نَصْرَانِيًّا، وَلَا يَعْبُدُ إِلَّا اللَّهَ.
فَخَرَجَ زَيْدٌ، فَلَقِيَ عَالِمًا مِنَ النَّصَارَى فَذَكَرَ مِثْلَهُ، فَقَالَ: لَنْ تَكُونَ عَلَى دِينِنَا حَتَّى تَأْخُذَ بِنَصِيبِكَ مِنْ لَعْنَةِ اللَّهِ.
قَالَ: مَا أَفِرُّ إِلَّا مِنْ لَعْنَةِ اللَّهِ، وَلَا أَحْمِلُ مِنْ لَعْنَةِ اللَّهِ، وَلَا مِنْ غَضَبِهِ شَيْئًا أَبَدًا، وَأَنَّى أَسْتَطِيعُ؟! فَهَلْ تَدُلُّنِي عَلَى غَيْرِهِ؟
قَالَ: مَا أَعْلَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ حَنِيفًا.
قَالَ: وَمَا الحَنِيفُ؟
قَالَ: دِينُ إِبْرَاهِيمَ لَمْ يَكُنْ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا، وَلَا يَعْبُدُ إِلَّا اللَّهَ.
فَلَمَّا رَأَى زَيْدٌ قَوْلَهُمْ فِي إِبْرَاهِيمَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- خَرَجَ، فَلَمَّا بَرَزَ رَفَعَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْهَدُ أَنِّي عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ". (رواه البخاري ٣٨٢٧)
قالت أسماء بنت أبي بكر الصديق: نظرتُ على زيد بن عمرو بن نفيل وهو مسند ظهره إلى الكعبة في أيام الحجِّ والنَّاس مجتمعون، وهو يقول: "يا معاشر قريش، والله ما منكم على دين إبراهيم غيري".
ثم قال: "اللَّهُمَّ لو كنتُ أعلم أحبَّ الوجوه إليك، لعبدتُك مُتوجِّهًا إليه، ولكني لا أعلم". (سيرة ابن إسحاق ص ١١٦).
🟡 ومن نُبلِه أنه كان يمنع وأد البنات:
فكان إذا سمع بمَن يريد أن يئد ابنته -أي: يدفنها حيَّة-؛ يذهب إليه، ويستنقذها منه، ويتعهد له بكفالتها! فيا له من شهم نبيل! وأنعم به من شفيق رحيم!
عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-، قَالَتْ: "رَأَيْتُ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ قَائِمًا مُسْنِدًا ظَهْرَهُ إِلَى الكَعْبَةِ يَقُولُ: يَا مَعَاشِرَ قُرَيْشٍ، وَاللَّهِ مَا مِنْكُمْ عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ غَيْرِي، وَكَانَ يُحْيِي المَوْءُودَةَ، يَقُولُ لِلرَّجُلِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَقْتُلَ ابْنَتَهُ: لَا تَقْتُلْهَا، أَنَا أَكْفِيكَهَا مَئُونَتَهَا، فَيَأْخُذُهَا، فَإِذَا تَرَعْرَعَتْ قَالَ لِأَبِيهَا: إِنْ شِئْتَ دَفَعْتُهَا إِلَيْكَ، وَإِنْ شِئْتَ كَفَيْتُكَ مَئُونَتَهَا". (رواه البخاري ٣٨٢٨).
"وَكَانَ يَقُولُ: إِلَهِي إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ، وَدِينِي دِينُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَتْ: وَذَكَرُهُ النَّبِيُّ ﷺ، فَقَالَ: «يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمَّةً وَحْدَهُ بَيْنِي وَبَيْنَ عِيسَى». (السنن الكبرى للنسائي ٨١٣١).
🟡 وكان لا يأكل ما يُذبَح للأصنام:
عن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر -رضي الله عنهما- عَنِ النبيِّ ﷺ، أَنَّهُ لَقِيَ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ بِأَسْفَلِ بَلْدَحَ [مَكَان فِي طَرِيق التَّنْعِيم]، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ الْوَحْي.
فَقَدَّمَ إِلَيْهِ سَفْرَةً فِيهَا لَحْمٌ، فَأَبَى أَنْ يَأكُلَ مِنْهَا، ثُمَّ قَال: إِنِّي لَا آكُلُ مِمَّا تَذْبَحُونَ عَلَى أَنْصَابِكُمْ، وَلا آكُلُ إِلَّا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ.
وَأَنَّ زَيْدَ بْنَ عَمْرٍو كَانَ يَعِيبُ عَلَى قُرَيْشٍ ذَبَائِحَهُمْ، وَيَقُولُ: الشَّاةُ خَلَقَهَا اللَّهُ، وَأَنْزَلَ لَهَا مِنَ السَّمَاءِ الْمَاءَ، وَأَنْبَتَ لَهَا مِنَ الْأَرْضِ، ثُمَّ تَذْبَحُونَهَا عَلَى غَيْرِ اسْمِ اللَّهِ، إِنْكَارًا لِذَلِكَ وَإِعْظَامًا لَهُ. (رواه البخاري ٣٨٢٦).
🟡 البرهان العقلي على توحيد الله:
لقد قدَّم الله تعالى لنا البرهان العقلي على توحيده، فقال: {أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} [يوسف: ٣٩]، "فبيَّن لهم أنَّ آلهتهم مُتعدِّدة مُتفرِّقة، والعابد لها مُتحيِّر أيها يُرضِي؟!" (النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى صـ ١٧١).
وقد توصل زَيْدُ بْنُ عَمْرِو إلى هذه الحقيقة بفطرته السليمة، فقال:
Forwarded from ياسر الحزيمي
#سيرة_نجم ⭐️
كان يسبق الخيل والإبل عَدْوًا على قدميه.
وكان خير الجنود المشاة.
بايع النبيَّ ﷺ يوم بيعة الرِّضوان ثلاث مرَّات.
تُوفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ.
مَن هو؟ وماذا تعرف عنه؟ 🤔
كان يسبق الخيل والإبل عَدْوًا على قدميه.
وكان خير الجنود المشاة.
بايع النبيَّ ﷺ يوم بيعة الرِّضوان ثلاث مرَّات.
تُوفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ.
مَن هو؟ وماذا تعرف عنه؟ 🤔
Forwarded from ياسر الحزيمي
#سيرة_نجم ⭐️
🔸 سلمة بن الأكوع -رضي الله عنه- 🔸
سَلَمَةُ بنُ عَمْرِو بنِ الأَكْوَعِ، وَاسمُ الأَكْوَعِ: سِنَانُ أَبُو عَامِرٍ الأَسْلَمِيُّ.
🟡 كان ذا سرعة هائلة لدرجة أنه كان يسبق الخيل والإبل شدًّا على رجليه:
وكان هو بطل يوم غزوة ذي قَرَد، حيث تصدَّى للغزاة من المشركين وحدَه!
عَنْ سَلَمَةَ بن الأكوع -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِظَهْرِهِ [أي: الإبل التي تحمل على ظهورها الأثقالَ] مَعَ رَبَاحٍ غُلَامِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَأَنَا مَعَهُ، وَخَرَجْتُ مَعَهُ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا إِذَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْفَزَارِيُّ قَدْ أَغَارَ عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَاسْتَاقَهُ أَجْمَعَ، وَقَتَلَ رَاعِيَهُ.
فَقُلْتُ: يَا رَبَاحُ، أَخْبِرْ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ أَنَّ الْمُشْرِكِينَ قَدْ أَغَارُوا عَلَى سَرْحِهِ [السَّرح: الإبل التي تسرح في المرعى].
قَالَ: ثُمَّ قُمْتُ عَلَى أَكَمَةٍ، فَاسْتَقْبَلْتُ الْمَدِينَةَ، فَنَادَيْتُ ثَلَاثًا: يَا صَبَاحَاهْ، فَأَسْمَعْتُ مَا بَيْنَ لَابَتَيِ الْمَدِينَةِ، ثُمَّ خَرَجْتُ فِي آثَارِ الْقَوْمِ أَرْمِيهِمْ بِالنَّبْلِ، حَتَّى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ بَعِيرٍ مِنْ ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ إِلَّا خَلَّفْتُهُ وَرَاءَ ظَهْرِي.
ثُمَّ اتَّبَعْتُهُمْ أَرْمِيهِمْ حَتَّى أَلْقَوْا أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثِينَ بُرْدَةً، وَثَلَاثِينَ رُمْحًا يَسْتَخِفُّونَ، وَلَا يَطْرَحُونَ شَيْئًا إِلَّا جَعَلْتُ عَلَيْهِ آرَامًا [علامات] مِنَ الْحِجَارَةِ يَعْرِفُهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، وَأَصْحَابُهُ حَتَّى أَتَوْا مُتَضَايِقًا مِنْ ثَنِيَّةٍ [الثَّنية: الطَّريق في الجبل]، فَإِذَا هُمْ قَدْ أَتَاهُمْ فُلَانُ بْنُ بَدْرٍ الْفَزَارِيُّ، فَجَلَسُوا يَتَضَحَّوْنَ -يَعْنِي: يَتَغَدَّوْنَ-، وَجَلَسْتُ عَلَى رَأسِ قَرْنٍ [جُبَيْل صغير].
قَالَ الْفَزَارِيُّ: مَا هَذَا الَّذِي أَرَى؟
قَالُوا: لَقِينَا مِنْ هَذَا الْبَرْحَ [أي: الشِّدَّة]، وَاللَّهِ مَا فَارَقَنَا مُنْذُ غَلَسٍ يَرْمِينَا حَتَّى انْتَزَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي أَيْدِينَا.
قَالَ: فَلْيَقُمْ إِلَيْهِ نَفَرٌ مِنْكُمْ أَرْبَعَةٌ. قَالَ: فَصَعِدَ إِلَيَّ مِنْهُمْ أَرْبَعَةٌ فِي الْجَبَلِ.
قُلْتُ: وَالَّذِي كَرَّمَ وَجْهَ مُحَمَّدٍ ﷺ، لَا أَطْلُبُ رَجُلًا مِنْكُمْ إِلَّا أَدْرَكْتُهُ، وَلَا يَطْلُبُنِي رَجُلٌ مِنْكُمْ فَيُدْرِكَنِي.
قَالَ أَحَدُهُمْ: أَنَا أَظُنُّ! قَالَ: فَرَجَعُوا.
فَمَا بَرِحْتُ مَكَانِي حَتَّى رَأَيْتُ فَوَارِسَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يَتَخَلَّلُونَ الشَّجَرَ... الحديث. وفيه: قال رسول الله ﷺ: «كَانَ خَيْرَ فُرْسَانِنَا الْيَوْمَ أَبُو قَتَادَةَ، وَخَيْرَ رَجَّالَتِنَا سَلَمَةُ». (رواه البخاري ٣٠٤١)، و(مسلم ١٨٠٦) مختصرًا.
🟡 وأدرك جاسوسَ المشركين وقتله، وأنقذ المسلمين من شرِّه وخيانته:
فقد تلصَّص جاسوسٌ على جيش المسلمين، ثم انطلق على ناقته، فأدركه سلمة على قدميه وقتله!
قال سَلَمَةُ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ هَوَازِنَ، فَبَيْنَا نَحْنُ نَتَضَحَّى [أي: نأكل وقت الضُّحى] مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، إِذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ فَأَنَاخَهُ، ثُمَّ تَقَدَّمَ يَتَغَدَّى مَعَ الْقَوْمِ وَجَعَلَ يَنْظُرُ، وَفِينَا ضَعْفَةٌ، ثم ركب جمله وانطلق مسرعًا، فَاتَّبَعَهُ رَجُلٌ عَلَى نَاقَةٍ وَرْقَاءَ.
قَالَ سَلَمَةُ: وَخَرَجْتُ أَشْتَدُّ [أي: أجري على قدمَيَّ]، فَكُنْتُ عِنْدَ وَرِكِ النَّاقَةِ، ثُمَّ تَقَدَّمْتُ حَتَّى كُنْتُ عِنْدَ وَرِكِ الْجَمَلِ، ثُمَّ تَقَدَّمْتُ حَتَّى أَخَذْتُ بِخِطَامِ الْجَمَلِ، فَأَنَخْتُهُ فَلَمَّا وَضَعَ رُكْبَتَهُ فِي الْأَرْضِ اخْتَرَطْتُ سَيْفِي، فَضَرَبْتُ رَأسَ الرَّجُلِ فَنَدَرَ، ثُمَّ جِئْتُ بِالْجَمَلِ أَقُودُهُ عَلَيْهِ رَحْلُهُ وَسِلَاحُهُ، فَاسْتَقْبَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَالنَّاسُ مَعَهُ، فَقَالَ: «مَنْ قَتَلَ الرَّجُلَ؟».
قَالُوا: ابْنُ الْأَكْوَعِ.
قَالَ: «لَهُ سَلَبُهُ أَجْمَعُ». (رواه مسلم ١٧٥٤) باختصار وتصرُّف.
🟡 وبايع يوم بيعة الرِّضوان ثلاث مرَّات:
كان النبيُّ ﷺ يعلم قوَّة سلمة وشجاعته؛ فطلب منه المبايعة يوم بيعة الرِّضوان ثلاث مرَّات حتى يُشَجِّع الناسَ، ويُقَوِّي عزائمَهم، ويُثَبِّتَهم.
🔸 سلمة بن الأكوع -رضي الله عنه- 🔸
سَلَمَةُ بنُ عَمْرِو بنِ الأَكْوَعِ، وَاسمُ الأَكْوَعِ: سِنَانُ أَبُو عَامِرٍ الأَسْلَمِيُّ.
🟡 كان ذا سرعة هائلة لدرجة أنه كان يسبق الخيل والإبل شدًّا على رجليه:
وكان هو بطل يوم غزوة ذي قَرَد، حيث تصدَّى للغزاة من المشركين وحدَه!
عَنْ سَلَمَةَ بن الأكوع -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِظَهْرِهِ [أي: الإبل التي تحمل على ظهورها الأثقالَ] مَعَ رَبَاحٍ غُلَامِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَأَنَا مَعَهُ، وَخَرَجْتُ مَعَهُ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا إِذَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْفَزَارِيُّ قَدْ أَغَارَ عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَاسْتَاقَهُ أَجْمَعَ، وَقَتَلَ رَاعِيَهُ.
فَقُلْتُ: يَا رَبَاحُ، أَخْبِرْ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ أَنَّ الْمُشْرِكِينَ قَدْ أَغَارُوا عَلَى سَرْحِهِ [السَّرح: الإبل التي تسرح في المرعى].
قَالَ: ثُمَّ قُمْتُ عَلَى أَكَمَةٍ، فَاسْتَقْبَلْتُ الْمَدِينَةَ، فَنَادَيْتُ ثَلَاثًا: يَا صَبَاحَاهْ، فَأَسْمَعْتُ مَا بَيْنَ لَابَتَيِ الْمَدِينَةِ، ثُمَّ خَرَجْتُ فِي آثَارِ الْقَوْمِ أَرْمِيهِمْ بِالنَّبْلِ، حَتَّى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ بَعِيرٍ مِنْ ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ إِلَّا خَلَّفْتُهُ وَرَاءَ ظَهْرِي.
ثُمَّ اتَّبَعْتُهُمْ أَرْمِيهِمْ حَتَّى أَلْقَوْا أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثِينَ بُرْدَةً، وَثَلَاثِينَ رُمْحًا يَسْتَخِفُّونَ، وَلَا يَطْرَحُونَ شَيْئًا إِلَّا جَعَلْتُ عَلَيْهِ آرَامًا [علامات] مِنَ الْحِجَارَةِ يَعْرِفُهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، وَأَصْحَابُهُ حَتَّى أَتَوْا مُتَضَايِقًا مِنْ ثَنِيَّةٍ [الثَّنية: الطَّريق في الجبل]، فَإِذَا هُمْ قَدْ أَتَاهُمْ فُلَانُ بْنُ بَدْرٍ الْفَزَارِيُّ، فَجَلَسُوا يَتَضَحَّوْنَ -يَعْنِي: يَتَغَدَّوْنَ-، وَجَلَسْتُ عَلَى رَأسِ قَرْنٍ [جُبَيْل صغير].
قَالَ الْفَزَارِيُّ: مَا هَذَا الَّذِي أَرَى؟
قَالُوا: لَقِينَا مِنْ هَذَا الْبَرْحَ [أي: الشِّدَّة]، وَاللَّهِ مَا فَارَقَنَا مُنْذُ غَلَسٍ يَرْمِينَا حَتَّى انْتَزَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي أَيْدِينَا.
قَالَ: فَلْيَقُمْ إِلَيْهِ نَفَرٌ مِنْكُمْ أَرْبَعَةٌ. قَالَ: فَصَعِدَ إِلَيَّ مِنْهُمْ أَرْبَعَةٌ فِي الْجَبَلِ.
قُلْتُ: وَالَّذِي كَرَّمَ وَجْهَ مُحَمَّدٍ ﷺ، لَا أَطْلُبُ رَجُلًا مِنْكُمْ إِلَّا أَدْرَكْتُهُ، وَلَا يَطْلُبُنِي رَجُلٌ مِنْكُمْ فَيُدْرِكَنِي.
قَالَ أَحَدُهُمْ: أَنَا أَظُنُّ! قَالَ: فَرَجَعُوا.
فَمَا بَرِحْتُ مَكَانِي حَتَّى رَأَيْتُ فَوَارِسَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يَتَخَلَّلُونَ الشَّجَرَ... الحديث. وفيه: قال رسول الله ﷺ: «كَانَ خَيْرَ فُرْسَانِنَا الْيَوْمَ أَبُو قَتَادَةَ، وَخَيْرَ رَجَّالَتِنَا سَلَمَةُ». (رواه البخاري ٣٠٤١)، و(مسلم ١٨٠٦) مختصرًا.
🟡 وأدرك جاسوسَ المشركين وقتله، وأنقذ المسلمين من شرِّه وخيانته:
فقد تلصَّص جاسوسٌ على جيش المسلمين، ثم انطلق على ناقته، فأدركه سلمة على قدميه وقتله!
قال سَلَمَةُ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ هَوَازِنَ، فَبَيْنَا نَحْنُ نَتَضَحَّى [أي: نأكل وقت الضُّحى] مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، إِذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ فَأَنَاخَهُ، ثُمَّ تَقَدَّمَ يَتَغَدَّى مَعَ الْقَوْمِ وَجَعَلَ يَنْظُرُ، وَفِينَا ضَعْفَةٌ، ثم ركب جمله وانطلق مسرعًا، فَاتَّبَعَهُ رَجُلٌ عَلَى نَاقَةٍ وَرْقَاءَ.
قَالَ سَلَمَةُ: وَخَرَجْتُ أَشْتَدُّ [أي: أجري على قدمَيَّ]، فَكُنْتُ عِنْدَ وَرِكِ النَّاقَةِ، ثُمَّ تَقَدَّمْتُ حَتَّى كُنْتُ عِنْدَ وَرِكِ الْجَمَلِ، ثُمَّ تَقَدَّمْتُ حَتَّى أَخَذْتُ بِخِطَامِ الْجَمَلِ، فَأَنَخْتُهُ فَلَمَّا وَضَعَ رُكْبَتَهُ فِي الْأَرْضِ اخْتَرَطْتُ سَيْفِي، فَضَرَبْتُ رَأسَ الرَّجُلِ فَنَدَرَ، ثُمَّ جِئْتُ بِالْجَمَلِ أَقُودُهُ عَلَيْهِ رَحْلُهُ وَسِلَاحُهُ، فَاسْتَقْبَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَالنَّاسُ مَعَهُ، فَقَالَ: «مَنْ قَتَلَ الرَّجُلَ؟».
قَالُوا: ابْنُ الْأَكْوَعِ.
قَالَ: «لَهُ سَلَبُهُ أَجْمَعُ». (رواه مسلم ١٧٥٤) باختصار وتصرُّف.
🟡 وبايع يوم بيعة الرِّضوان ثلاث مرَّات:
كان النبيُّ ﷺ يعلم قوَّة سلمة وشجاعته؛ فطلب منه المبايعة يوم بيعة الرِّضوان ثلاث مرَّات حتى يُشَجِّع الناسَ، ويُقَوِّي عزائمَهم، ويُثَبِّتَهم.
Forwarded from ياسر الحزيمي
قال فيه أبو بكر الصديق: "صوته في الجيش خير من ألف رجل".
وقال فيه أيضًا: "لا يُهْزَمُ جيشٌ فيه مثلُ هذا".
وقال غرقدة البارقي: "عَجَزَ النِّسَاءُ أَنْ يَلِدْنَ مِثْلَه".
تُوفِّي بعد سنة إحدى وأربعين.
مَن هو؟ وماذا تعرف عنه؟ 🤔
#سيرة_نجم ⭐️
وقال فيه أيضًا: "لا يُهْزَمُ جيشٌ فيه مثلُ هذا".
وقال غرقدة البارقي: "عَجَزَ النِّسَاءُ أَنْ يَلِدْنَ مِثْلَه".
تُوفِّي بعد سنة إحدى وأربعين.
مَن هو؟ وماذا تعرف عنه؟ 🤔
#سيرة_نجم ⭐️
Forwarded from ياسر الحزيمي
🔸 القعقاع بن عمرو -رضي الله عنه- 🔸
هو القعقاع بن عمرو بن مالك التميمي أخو عاصم.
🟡 البطل المغوار:
كان القعقاع من أشجع النَّاس، وأشدهم بأسًا في القتال، وأقواهم تأثيرًا في المعارك، حتى قال فيه أبو بكر الصديق –فيما رُوي عنه-: "لصوتُ القعقاع في الجيش خيرٌ من ألف رجل". (الإصابة (٥/٣٤٣).
🟡 وكان أبرز المقاتلين في فتوحات فارس:
قال ابن عساكر: "قعقاع بن عمرو التميمي، يقال: إن له صحبة، وكان أحد فرسان العرب الموصوفين وشعرائهم، شهد اليرموك وفتح دمشق، وشهد أكثر وقائع أهل العراق مع الفرس، وكانت له في ذلك مواقف مشكورة، ووقائع مشهورة". (تاريخ دمشق ٤٩/٣٥٢).
وقال ابن عبد البرِّ في القعقاع وأخيه عاصم: "كان لهما بالقادسية مشاهد كريمة، ومقامات محمودة، وبلاء حسن". (الاستيعاب ٢/٧٨٤).
وكتب عمر إلى سعد: أيُّ فارس كان أفرس في القادسيَّة؟
فكتب إليه سعد: "إني لم أرَ مثل القعقاع بن عمرو حمل في يوم ثلاثين حملة، يقتُلُ في كلِّ حَمْلَةٍ بطلًا". (تاريخ دمشق ٥/٣٤٣).
🟡 بطل ذات السَّلاسل (١٢هـ):
جمع هرمز، وهو نائب كسرى، جموعًا كثيرة لقتال المسلمين، وقد قرن الجيش في السَّلاسل؛ لئلا يفرُّوا، وقدم خالدٌ بمَن معه من الجيش وهم ثمانية عشر ألفًا فنزل تجاههم.
فلما تواجه الصَّفان ترجَّل هرمز، ودعا إلى النِّزال، وكان قد أعدَّ كمينًا لخالد.
فترجَّل خالد وتقدَّم إلى هرمز، فاختلفَا ضربتين واحتضنه خالد، وخرج الكمين الذي أعدَّه هرمز، فحمل عليهم القعقاع بن عمرو فقتلهم، وقتل خالدٌ هرمزًا.
وانهزم أهل فارس وركب المسلمون أكتافهم إلى الليل، واستحوذ المسلمون وخالد على أمتعتهم وسلاحهم، فبلغ وقر ألف بعير. (البداية والنهاية ٦/٣٧٨) بتصرف.
🟡 إنَّ لله جنودًا من عسل!
.
في موقعة نهاوند انهزم الفيرزان قائد الفرس، وفرَّ ناحية همدان، ولاحقه القعقاع بن عمرو، فأدركه عند ثنية همدان، وقد أقبل منها بغال وحميرٌ كثيرةٌ تحمل عسلًا، فلم يستطع الفيرزان صعودها منهم، فترجَّل وصعد في الجبل، فأتبعه القعقاع حتى قتله.
وقال المسلمون يومئذٍ: "إنَّ لله جنودًا من عسل!"، ثم غنموا ذلك العسل، وما خالطه من الأحمال، وسُمِّيَتْ تلك الثَّنِيَّة: ثنِيَّة العسل. (البداية والنهاية ٧/١٢٦) بتصرف.
🟡 ذكاء القعقاع في يوم أغواث:
كان يوم أغواث هو اليوم الثَّاني من أيام القادسيَّة، وقد كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أمر أمير الشَّام أبا عبيدة بإِعادة جيش خالد بن الوليد إِلى العراق مددًا للمسلمين في القادسية، فأعادهم، وأبقى خالدًا عنده لحاجته إِليه.
ومِن ضمن هذا الجيش ألفُ مقاتل تحت قيادة القعقاع بن عمرو، فقسَّمهم عشراتٍ، وأمرهم أن ينطلقوا، كلما بلغ عشرةٌ منهم مدى البصر؛ لحق بهم عشرة آخرون، وهكذا.
وبهذه الحيلة أوهم كُلًّا من المسلمين والكفار بكثرة المدد؛ فارتفعت معنويَّات المسلمين، حتى إنهم كلما رأوا القادمين هلَّلوا وكَبَّروا؛ فرحًا بالمدد، وانخفضت معنويَّات الفرس.
وما أنْ وصل القعقاعُ ميدانَ المعركة حتَّى نازل وبارز قُوَّاد الفرس، وقتل منهم واحدًا بعد واحد.
فَقَالَ الجنود في القعقاع ِ بِقَوْلِ أَبِي بَكْرٍ: "لا يُهْزَمُ جَيْشٌ فِيهِمْ مِثْلُ هَذَا". (تاريخ الطبري ٣/٥٤٣) بتصرف.
وكان الفرس يقاتلون المسلمين بالفيلة، وكان ذلك شديدًا على المسلمين؛ حيث لم يعتادوا على ذلك من قبلُ، ومن ناحية أخرى كانت خيل المسلمين تنفِرُ من الفيلة.
فلمَّا قدم القعقاع ألبس الإبلَ الجلودَ والبراقع؛ فنفرت منها خيل الفُرْس أشَدَّ من نُفور خيل المسلمين من الفيلة. (الكامل في التاريخ ١/٤١٧).
🟡 بطل يوم فتح المدائن:
كان نهر دجلة يحول بين المسلمين وبين الفرس، فنادى سعد بن أبي وقاص: مَنْ يبدأ فيحمي لنا الفِراض -أي: ثغرة المخاضة-؛ لِيَجُوزَ النَّاسُ إِلَيْهِمْ آمنين.
فانتدب الأخوان: القعقاع وعاصم ابنا عمرو في ستمائة فارس ليحموا الفِراض.
ووقف لهم الفُرْسُ عن الشَّاطئ ينتظرون عبورهم ليقتلوهم، فرفع الأبطال الرِّماح ووخزوا بها في عيون خيول الفرس حتى ردُّوهم عن الشَّاطئ، وأمَّنُوا مكان العبور لسائر الجيش.
وعبر سعد بن أبي وقاص نهر دجلة بالجيش، فَلَمْ يُفْقَدْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ رَجُلٌ وَاحِدٌ، غَيْرَ أَنَّ رَجُلًا واحدًا يقال له غرقدة البارقي زلَّ عَنْ فَرَسٍ لَهُ شَقْرَاءَ، فَأَخَذَ الْقَعْقَاعُ بْنُ عمرو بلجامه، وَأَخْذَ بِيَدِ الرَّجُلِ حَتَّى عَدَلَهُ عَلَى فَرَسِهِ، وَكَانَ مِنَ الشُّجْعَانِ، فَقَالَ: "عَجَزَ النِّسَاءُ أَنْ يَلِدْنَ مِثْلَ الْقَعْقَاعِ بْنِ عَمْرٍو". (البداية والنهاية ١٠/١١).
🟡 وكان القعقاع شاعرًا مجيدًا:
للقعقاع أشعار حماسيَّة رائعة في الجهاد في سبيل الله، وهو القائل:
يدعون قعقاعًا لكلِّ كريهة
فيجيب قعقاع دعاء الهاتف
(تاريخ دمشق ٤٩/٣٥٥).
#سيرة_نجم ⭐️
https://tttttt.me/khotwaah
هو القعقاع بن عمرو بن مالك التميمي أخو عاصم.
🟡 البطل المغوار:
كان القعقاع من أشجع النَّاس، وأشدهم بأسًا في القتال، وأقواهم تأثيرًا في المعارك، حتى قال فيه أبو بكر الصديق –فيما رُوي عنه-: "لصوتُ القعقاع في الجيش خيرٌ من ألف رجل". (الإصابة (٥/٣٤٣).
🟡 وكان أبرز المقاتلين في فتوحات فارس:
قال ابن عساكر: "قعقاع بن عمرو التميمي، يقال: إن له صحبة، وكان أحد فرسان العرب الموصوفين وشعرائهم، شهد اليرموك وفتح دمشق، وشهد أكثر وقائع أهل العراق مع الفرس، وكانت له في ذلك مواقف مشكورة، ووقائع مشهورة". (تاريخ دمشق ٤٩/٣٥٢).
وقال ابن عبد البرِّ في القعقاع وأخيه عاصم: "كان لهما بالقادسية مشاهد كريمة، ومقامات محمودة، وبلاء حسن". (الاستيعاب ٢/٧٨٤).
وكتب عمر إلى سعد: أيُّ فارس كان أفرس في القادسيَّة؟
فكتب إليه سعد: "إني لم أرَ مثل القعقاع بن عمرو حمل في يوم ثلاثين حملة، يقتُلُ في كلِّ حَمْلَةٍ بطلًا". (تاريخ دمشق ٥/٣٤٣).
🟡 بطل ذات السَّلاسل (١٢هـ):
جمع هرمز، وهو نائب كسرى، جموعًا كثيرة لقتال المسلمين، وقد قرن الجيش في السَّلاسل؛ لئلا يفرُّوا، وقدم خالدٌ بمَن معه من الجيش وهم ثمانية عشر ألفًا فنزل تجاههم.
فلما تواجه الصَّفان ترجَّل هرمز، ودعا إلى النِّزال، وكان قد أعدَّ كمينًا لخالد.
فترجَّل خالد وتقدَّم إلى هرمز، فاختلفَا ضربتين واحتضنه خالد، وخرج الكمين الذي أعدَّه هرمز، فحمل عليهم القعقاع بن عمرو فقتلهم، وقتل خالدٌ هرمزًا.
وانهزم أهل فارس وركب المسلمون أكتافهم إلى الليل، واستحوذ المسلمون وخالد على أمتعتهم وسلاحهم، فبلغ وقر ألف بعير. (البداية والنهاية ٦/٣٧٨) بتصرف.
🟡 إنَّ لله جنودًا من عسل!
.
في موقعة نهاوند انهزم الفيرزان قائد الفرس، وفرَّ ناحية همدان، ولاحقه القعقاع بن عمرو، فأدركه عند ثنية همدان، وقد أقبل منها بغال وحميرٌ كثيرةٌ تحمل عسلًا، فلم يستطع الفيرزان صعودها منهم، فترجَّل وصعد في الجبل، فأتبعه القعقاع حتى قتله.
وقال المسلمون يومئذٍ: "إنَّ لله جنودًا من عسل!"، ثم غنموا ذلك العسل، وما خالطه من الأحمال، وسُمِّيَتْ تلك الثَّنِيَّة: ثنِيَّة العسل. (البداية والنهاية ٧/١٢٦) بتصرف.
🟡 ذكاء القعقاع في يوم أغواث:
كان يوم أغواث هو اليوم الثَّاني من أيام القادسيَّة، وقد كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أمر أمير الشَّام أبا عبيدة بإِعادة جيش خالد بن الوليد إِلى العراق مددًا للمسلمين في القادسية، فأعادهم، وأبقى خالدًا عنده لحاجته إِليه.
ومِن ضمن هذا الجيش ألفُ مقاتل تحت قيادة القعقاع بن عمرو، فقسَّمهم عشراتٍ، وأمرهم أن ينطلقوا، كلما بلغ عشرةٌ منهم مدى البصر؛ لحق بهم عشرة آخرون، وهكذا.
وبهذه الحيلة أوهم كُلًّا من المسلمين والكفار بكثرة المدد؛ فارتفعت معنويَّات المسلمين، حتى إنهم كلما رأوا القادمين هلَّلوا وكَبَّروا؛ فرحًا بالمدد، وانخفضت معنويَّات الفرس.
وما أنْ وصل القعقاعُ ميدانَ المعركة حتَّى نازل وبارز قُوَّاد الفرس، وقتل منهم واحدًا بعد واحد.
فَقَالَ الجنود في القعقاع ِ بِقَوْلِ أَبِي بَكْرٍ: "لا يُهْزَمُ جَيْشٌ فِيهِمْ مِثْلُ هَذَا". (تاريخ الطبري ٣/٥٤٣) بتصرف.
وكان الفرس يقاتلون المسلمين بالفيلة، وكان ذلك شديدًا على المسلمين؛ حيث لم يعتادوا على ذلك من قبلُ، ومن ناحية أخرى كانت خيل المسلمين تنفِرُ من الفيلة.
فلمَّا قدم القعقاع ألبس الإبلَ الجلودَ والبراقع؛ فنفرت منها خيل الفُرْس أشَدَّ من نُفور خيل المسلمين من الفيلة. (الكامل في التاريخ ١/٤١٧).
🟡 بطل يوم فتح المدائن:
كان نهر دجلة يحول بين المسلمين وبين الفرس، فنادى سعد بن أبي وقاص: مَنْ يبدأ فيحمي لنا الفِراض -أي: ثغرة المخاضة-؛ لِيَجُوزَ النَّاسُ إِلَيْهِمْ آمنين.
فانتدب الأخوان: القعقاع وعاصم ابنا عمرو في ستمائة فارس ليحموا الفِراض.
ووقف لهم الفُرْسُ عن الشَّاطئ ينتظرون عبورهم ليقتلوهم، فرفع الأبطال الرِّماح ووخزوا بها في عيون خيول الفرس حتى ردُّوهم عن الشَّاطئ، وأمَّنُوا مكان العبور لسائر الجيش.
وعبر سعد بن أبي وقاص نهر دجلة بالجيش، فَلَمْ يُفْقَدْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ رَجُلٌ وَاحِدٌ، غَيْرَ أَنَّ رَجُلًا واحدًا يقال له غرقدة البارقي زلَّ عَنْ فَرَسٍ لَهُ شَقْرَاءَ، فَأَخَذَ الْقَعْقَاعُ بْنُ عمرو بلجامه، وَأَخْذَ بِيَدِ الرَّجُلِ حَتَّى عَدَلَهُ عَلَى فَرَسِهِ، وَكَانَ مِنَ الشُّجْعَانِ، فَقَالَ: "عَجَزَ النِّسَاءُ أَنْ يَلِدْنَ مِثْلَ الْقَعْقَاعِ بْنِ عَمْرٍو". (البداية والنهاية ١٠/١١).
🟡 وكان القعقاع شاعرًا مجيدًا:
للقعقاع أشعار حماسيَّة رائعة في الجهاد في سبيل الله، وهو القائل:
يدعون قعقاعًا لكلِّ كريهة
فيجيب قعقاع دعاء الهاتف
(تاريخ دمشق ٤٩/٣٥٥).
#سيرة_نجم ⭐️
https://tttttt.me/khotwaah
Forwarded from ياسر الحزيمي
كَانَ عَالِمَ أَهْلِ البَصْرَةِ فِي زَمَانِهِ.
وكان مِنْ كِبَارِ تَلاَمِذَةِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما-.
وشهد له ابن عمر -رضي الله عنهما- بالفقه.
تُوفِّي سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِيْنَ.
مَن هو؟ وماذا تعرف عنه؟ 🤔
#سيرة_نجم ⭐️
وكان مِنْ كِبَارِ تَلاَمِذَةِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما-.
وشهد له ابن عمر -رضي الله عنهما- بالفقه.
تُوفِّي سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِيْنَ.
مَن هو؟ وماذا تعرف عنه؟ 🤔
#سيرة_نجم ⭐️
Forwarded from ياسر الحزيمي
🔸 جابر بن زيد -رحمه الله- 🔸
أَبُو الشَّعْثَاءِ جَابِرُ بنُ زَيْدٍ الأَزْدِيُّ اليَحْمَدِيُّ مَوْلَاهُم، البَصْرِيُّ.
🟡 كان من أعلم النَّاس بالتفسير:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما-، قَالَ: "لَوْ أَنَّ أَهْلَ البَصْرَةِ نَزَلُوا عِنْدَ قَوْلِ جَابِرِ بنِ زَيْدٍ، لأَوْسَعَهُم عِلْمًا عَمَّا فِي كِتَابِ اللهِ". (حلية الأولياء ٣/٨٥).
وعَنْ عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، قَالَ: "مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَعْلَمَ مِنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ". (طبقات ابن سعد ٧/١٣٣).
🟡 وكان مفتي أهل البصر:
قال إياس بن معاوية: "أَدْرَكْتُ الْبَصْرَةَ وَمُفْتِيهِمْ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ". (البداية والنهاية ٩/٩٤).
وعَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ قَالَ: "كَانَ الْحَسَنُ يَغْزُو، وَكَانَ مُفْتِي النَّاسِ هَاهُنَا جَابِرَ بْنَ زَيْدٍ". (سير أعلام النبلاء ٤/٥٧٢).
وقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ: "كَانَتْ لأَبِي الشَّعْثَاءِ حَلْقَةٌ بِجَامِعِ البَصْرَةِ يُفْتِي فِيْهَا قَبْلَ الحَسَنِ، وَكَانَ مِنَ المُجْتَهِدِيْنَ فِي العِبَادَةِ". (سير أعلام النبلاء ٤/٤٨٢).
وقال عمرو بن دينار: "مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ بِالْفُتْيَا مِنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، ولو رأَيتَهُ قلتَ: لا يُحسن شيئًا!". (التاريخ الكبير للبخاري ٢٢٠٢).
وسُئِلَ أيوب السختياني: هل رأيتَ جابر بن زيد؟
قال: "كَانَ لَبِيبًا، لَبِيبًا، لَبِيبًا"، وجعل يعجب من فقهه. (تذكرة الحفاظ ١/٥٨).
ومن الطَّرائف في ذلك:
ما رواه قَتَادَةُ قَالَ: سُجِنَ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ، فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ يَسْتَفْتُونَهُ فِي الخنثى كيف يُورَّث؟
فقال: "تسجنوني وتستفتوني! انْظُرُوا مِنْ أَيِّهِمَا يَبُولُ فَوَرِّثُوهُ". (طبقات ابن سعد ٧/١٣٤).
وقد علَّمه ابن عمر -رضي الله عنهما- منهج الفتوى:
عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ -رضي الله عنهما- لَقِيَهُ فِي الطَّوَافِ فَقَالَ لَهُ: "يَا أَبَا الشَّعْثَاءِ، إِنَّكَ مِنْ فُقَهَاءِ الْبَصْرَةِ، فَلَا تُفْتِ إِلَّا بِقُرْآنٍ نَاطِقٍ، أَوْ سُنَّةٍ مَاضِيَةٍ، فَإِنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ غَيْرَ ذَلِكَ، هَلَكْتَ وَأَهْلَكْتَ". (سنن الدارمي ١٦٦).
🟡 ومع علمه وفقهه كان يخاف مِن تولِّي القضاء:
كان كثير من العلماء يخافون من تولِّي منصب القضاء لخطورته، وقد قال النبي ﷺ: «الْقُضَاةُ ثَلَاثَةٌ: وَاحِدٌ فِي الْجَنَّةِ، وَاثْنَانِ فِي النَّارِ، فَأَمَّا الَّذِي فِي الْجَنَّةِ فَرَجُلٌ عَرَفَ الْحَقَّ فَقَضَى بِهِ. وَرَجُلٌ عَرَفَ الْحَقَّ فَجَارَ فِي الْحُكْمِ فَهُوَ فِي النَّارِ، وَرَجُلٌ قَضَى لِلنَّاسِ عَلَى جَهْلٍ فَهُوَ فِي النَّارِ». (رواه أبو داود ٣٥٧٣)، و(الترمذي ١٣٢٢)، و(ابن ماجه ٢٣١٥)، وهو في (صحيح الجامع ٤٢٩٨).
عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ، قَالَ: "لَوِ ابْتُلِيْتُ بِالقَضَاءِ، لَرَكِبْتُ رَاحِلَتِي، وَهَرَبْتُ". (تاريخ الإسلام ٦/٥٢٥).
🟡 وكان حَسَن المعاملة:
قالوا في الحكمة: "الدِّين المعاملة". [حكمة وليست حديثًا]، وإنما يُعرَفُ المسلم الحقُّ عند المعاملة المادِّيَّة، لا بكثرة صيامه وصلاته، وقد شَهِدَ رَجُلٌ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ -رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ-، فَقَالَ لَهُ: لَسْتُ أَعْرِفُكَ، وَلَا يَضُرُّكَ أَنْ لَا أَعْرِفُكَ، ائْتِ بِمَنْ يَعْرِفُكَ.
فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَنَا أَعْرِفُهُ. قَالَ عمرُ -رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ-: فَهُوَ جَارُكَ الأَدْنَى الَّذِي تَعْرِفُ لَيْلَهُ وَنَهَارَهُ، وَمَدْخَلَهُ وَمَخْرَجَهُ؟ قَالَ: لَا.
قَالَ: فَمُعَامِلُكَ بِالدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ اللَّذَيْنِ بِهِمَا يُسْتَدَلُّ عَلَى الْوَرَعِ؟ قَالَ: لَا.
قَالَ: فَرَفِيقُكَ فِي السَّفَرِ الَّذِي يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى مَكَارِمِ الأَخْلَاقِ؟ قَالَ: لَا.
قَالَ: لَسْتَ تَعْرِفُهُ. ثُمَّ قَالَ لِلرَّجُلِ: ائْتِ بِمَنْ يَعْرِفُكَ. (رواه البيهقي ٢٠٩٠١)، وصححه الألباني في (إرواء الغليل ٢٦٣٧).
وكان جابر بن زيد كذلك؛ فقد ذُكِرَ عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ -رحمه الله-، فَقَالَ: "رَحِمَ اللَّهُ جَابِرًا كَانَ مُسْلِمًا عِنْدَ الدَّرَاهِمِ!". (المعرفة والتاريخ ٢/١٣).
🟡 تُوُفِّيَ جابر بن زيد سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِيْنَ، ولما مات قال قتادة: "اليوم مات أعلمُ أهل العراق". (تهذيب التهذيب ٢/٣٨).
#سيرة_نجم ⭐️
https://tttttt.me/khotwaah
أَبُو الشَّعْثَاءِ جَابِرُ بنُ زَيْدٍ الأَزْدِيُّ اليَحْمَدِيُّ مَوْلَاهُم، البَصْرِيُّ.
🟡 كان من أعلم النَّاس بالتفسير:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما-، قَالَ: "لَوْ أَنَّ أَهْلَ البَصْرَةِ نَزَلُوا عِنْدَ قَوْلِ جَابِرِ بنِ زَيْدٍ، لأَوْسَعَهُم عِلْمًا عَمَّا فِي كِتَابِ اللهِ". (حلية الأولياء ٣/٨٥).
وعَنْ عَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، قَالَ: "مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَعْلَمَ مِنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ". (طبقات ابن سعد ٧/١٣٣).
🟡 وكان مفتي أهل البصر:
قال إياس بن معاوية: "أَدْرَكْتُ الْبَصْرَةَ وَمُفْتِيهِمْ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ". (البداية والنهاية ٩/٩٤).
وعَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ قَالَ: "كَانَ الْحَسَنُ يَغْزُو، وَكَانَ مُفْتِي النَّاسِ هَاهُنَا جَابِرَ بْنَ زَيْدٍ". (سير أعلام النبلاء ٤/٥٧٢).
وقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ: "كَانَتْ لأَبِي الشَّعْثَاءِ حَلْقَةٌ بِجَامِعِ البَصْرَةِ يُفْتِي فِيْهَا قَبْلَ الحَسَنِ، وَكَانَ مِنَ المُجْتَهِدِيْنَ فِي العِبَادَةِ". (سير أعلام النبلاء ٤/٤٨٢).
وقال عمرو بن دينار: "مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ بِالْفُتْيَا مِنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، ولو رأَيتَهُ قلتَ: لا يُحسن شيئًا!". (التاريخ الكبير للبخاري ٢٢٠٢).
وسُئِلَ أيوب السختياني: هل رأيتَ جابر بن زيد؟
قال: "كَانَ لَبِيبًا، لَبِيبًا، لَبِيبًا"، وجعل يعجب من فقهه. (تذكرة الحفاظ ١/٥٨).
ومن الطَّرائف في ذلك:
ما رواه قَتَادَةُ قَالَ: سُجِنَ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ، فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ يَسْتَفْتُونَهُ فِي الخنثى كيف يُورَّث؟
فقال: "تسجنوني وتستفتوني! انْظُرُوا مِنْ أَيِّهِمَا يَبُولُ فَوَرِّثُوهُ". (طبقات ابن سعد ٧/١٣٤).
وقد علَّمه ابن عمر -رضي الله عنهما- منهج الفتوى:
عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ -رضي الله عنهما- لَقِيَهُ فِي الطَّوَافِ فَقَالَ لَهُ: "يَا أَبَا الشَّعْثَاءِ، إِنَّكَ مِنْ فُقَهَاءِ الْبَصْرَةِ، فَلَا تُفْتِ إِلَّا بِقُرْآنٍ نَاطِقٍ، أَوْ سُنَّةٍ مَاضِيَةٍ، فَإِنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ غَيْرَ ذَلِكَ، هَلَكْتَ وَأَهْلَكْتَ". (سنن الدارمي ١٦٦).
🟡 ومع علمه وفقهه كان يخاف مِن تولِّي القضاء:
كان كثير من العلماء يخافون من تولِّي منصب القضاء لخطورته، وقد قال النبي ﷺ: «الْقُضَاةُ ثَلَاثَةٌ: وَاحِدٌ فِي الْجَنَّةِ، وَاثْنَانِ فِي النَّارِ، فَأَمَّا الَّذِي فِي الْجَنَّةِ فَرَجُلٌ عَرَفَ الْحَقَّ فَقَضَى بِهِ. وَرَجُلٌ عَرَفَ الْحَقَّ فَجَارَ فِي الْحُكْمِ فَهُوَ فِي النَّارِ، وَرَجُلٌ قَضَى لِلنَّاسِ عَلَى جَهْلٍ فَهُوَ فِي النَّارِ». (رواه أبو داود ٣٥٧٣)، و(الترمذي ١٣٢٢)، و(ابن ماجه ٢٣١٥)، وهو في (صحيح الجامع ٤٢٩٨).
عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ، قَالَ: "لَوِ ابْتُلِيْتُ بِالقَضَاءِ، لَرَكِبْتُ رَاحِلَتِي، وَهَرَبْتُ". (تاريخ الإسلام ٦/٥٢٥).
🟡 وكان حَسَن المعاملة:
قالوا في الحكمة: "الدِّين المعاملة". [حكمة وليست حديثًا]، وإنما يُعرَفُ المسلم الحقُّ عند المعاملة المادِّيَّة، لا بكثرة صيامه وصلاته، وقد شَهِدَ رَجُلٌ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ -رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ-، فَقَالَ لَهُ: لَسْتُ أَعْرِفُكَ، وَلَا يَضُرُّكَ أَنْ لَا أَعْرِفُكَ، ائْتِ بِمَنْ يَعْرِفُكَ.
فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَنَا أَعْرِفُهُ. قَالَ عمرُ -رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ-: فَهُوَ جَارُكَ الأَدْنَى الَّذِي تَعْرِفُ لَيْلَهُ وَنَهَارَهُ، وَمَدْخَلَهُ وَمَخْرَجَهُ؟ قَالَ: لَا.
قَالَ: فَمُعَامِلُكَ بِالدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ اللَّذَيْنِ بِهِمَا يُسْتَدَلُّ عَلَى الْوَرَعِ؟ قَالَ: لَا.
قَالَ: فَرَفِيقُكَ فِي السَّفَرِ الَّذِي يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى مَكَارِمِ الأَخْلَاقِ؟ قَالَ: لَا.
قَالَ: لَسْتَ تَعْرِفُهُ. ثُمَّ قَالَ لِلرَّجُلِ: ائْتِ بِمَنْ يَعْرِفُكَ. (رواه البيهقي ٢٠٩٠١)، وصححه الألباني في (إرواء الغليل ٢٦٣٧).
وكان جابر بن زيد كذلك؛ فقد ذُكِرَ عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ -رحمه الله-، فَقَالَ: "رَحِمَ اللَّهُ جَابِرًا كَانَ مُسْلِمًا عِنْدَ الدَّرَاهِمِ!". (المعرفة والتاريخ ٢/١٣).
🟡 تُوُفِّيَ جابر بن زيد سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِيْنَ، ولما مات قال قتادة: "اليوم مات أعلمُ أهل العراق". (تهذيب التهذيب ٢/٣٨).
#سيرة_نجم ⭐️
https://tttttt.me/khotwaah
Forwarded from ياسر الحزيمي
من أشهر كتبة الوحي، ومن أشهر المُقرئين.
أُعجب النبيُّ ﷺ بذكائه.
شهد له النبيُّ ﷺ بأنَّه أعلم النَّاس بالفرائض.
تُوفِّي سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ.
مَن هو؟ وماذا تعرف عنه؟ 🤔
#سيرة_نجم ⭐️
أُعجب النبيُّ ﷺ بذكائه.
شهد له النبيُّ ﷺ بأنَّه أعلم النَّاس بالفرائض.
تُوفِّي سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ.
مَن هو؟ وماذا تعرف عنه؟ 🤔
#سيرة_نجم ⭐️