موالين
وعن ابن بابويه، بإسناده عن جنادة بن أبي أميّة، قال: دخلت على الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام في مرضه الّذي توفّي فيه، فالتفت إليّ، فقال: والله، إنّه لعهدٌ عهده
إليّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إنّ هذا الأمر يملكه اثنا عشر إماماً من ولد عليّ عليه السلام وفاطمة، ما منّا إلّا مسموم أو مقتول, ثمّ رُفعت الطّشت واتّكىء، قال: ثمّ انقطع نفسه, واصفرّ لونه, حتّى خشيت عليه، ودخل الحسين عليه السلام والأسود بن أبي الأسود، فانكبّ عليه حتّى قبّل رأسه وبين عينيه، فقال له الحسين عليه السلام: ما لي أرى لونك مائلاً إلى الخضرة؟ فبكى الحسن عليه السلام، وقال: يا أخي لقد صحّ حديث جدّي فيَّ وفيك: "أمّا خضرة قصر الحسن، فإنّه يموت بالسّمّ، ويخضرّ لونه عند موته، وأمّا حمرة قصر الحسين، فإنّه يقتل ويحمرّ وجهه بالدّم". فعند ذلك بكيا، وضجّ الحاضرون بالبكاء والنّحيب
وبينما هو يكلّمه، إذ تنخّع الدّم، فدعا بطشت, فحمل من بين يديه مملوّاً ممّا خرج من جوفه من الدّم، فقال عليه السلام: أجل دسَّ إليّ هذا الطّاغية من سقاني سمّاً، فقد وقع على كبدي فهو يخرج قطعاً كما ترى. قيل له: أفلا تتداوى؟
قال قد سقاني مرّتين، وهذه الثّالثة لا أجد لها دواء.
يگله يا عضـيـدي يـا بـو محـمـّد
كـبدك من نجيع السَّم تمرّد
يا خوي اليوم طاغي الشـّام عيّـد
وعلى گلبى يا خوي تراكم الهم
وهكذا أخذ السّمّ في بدن الحسن عليه السلام مأخذاً كبيراً، وكان رأسه في حجر الحسين عليه السلام، وهو يقذف بين الحين والآخر أحشاءه في الطّشت قطعة قطعة. بينما هما كذلك، وإذا بالحنين والأنين خلف الباب، وإذا بالعقيلة زينب، وباقي الهاشميّات، جئن لعيادة الحسن عليه السلام، فالتفت إمامنا الحسن إلى أخيه الحسين، وقال: "أخي، أبا عبد الله، نحِّ هذا الطّشت عنّي، لئلّا تراه أختنا زينب".
ياحسـين شــيل الطّـــشت عنّـــي
خــواتك يــبــو الســّجــاد إجـَنّي
يــــــردَن يشــــبعــن شـــــوف مـــنّي
ويــردن يـــخـــويه يودّعني
وينوحن عليّ ويندبنيّ
ففتح عليه السلام الباب، بعدما أخفى الطّشت، فدخلت زينب عليها السلام صارخة: "وا أخاه، واحسناه".
كبــد الحسن متقـطــّـعة بـسـمّ المــنيّه
أَصـبح يعالـج وأصـبحت زينب شجيّه
شيل الطّشت خـاف الوديعة تـشوف كبــدي أخـــاف تــحن ومـــن بكـاها يزيد وجدي
هــذه وديـــعـة والــــدي حيــــــــدر وجـــدّي ما اقدر أشوف دموعها تجري عالوطيّة
صاحت يالحسن نارك أبـد ما تنطفـــي نـارك وتعوف اختك يا بعد اختك متحيّرة بزوارك
شگلها من تجي الوفّاد ومن توقف علــى دارك من يطلع يحييها وعلى المعتاد ينطيها
ترضى اطلع واناديها راعي الدّار مو مــوجــود
أنا لا أدري أيّ الطّشتين أعظم على قلب زينب عليها السلام؟! هذا الطّشت الّذي رأت فيه أحشاء أخيها الحسن عليه السلام أم ذلك الطّشت الّذي رأت فيه رأس أخيها الحسين!
حوت زينب يبو السّجّاد طشتين
طشت كبد بو محمّد قرّة العين
وطشت راسك يا نور العين يا حسين
لا شكّ أنّ الطّشت الثّاني أشدّ أثراً، لأنّها عندما رأت الطّشت الأوّل، كان أهل بيتها إلى جانبها، بينما عندما
رأت الطّشت الثّاني، لم يكن معها من حماتها حميّ، ولا من ولاتها وليّ، بل كان الأطفال حولها، اليتامى، الأرامل، والأفجع من هذا، أنّ يزيد (لعنه الله)، كان بيده عود خيزران، يضرب به شفتي أبي عبد الله الحسين! لمّا رأت عليها السلام هذا المنظر، صاحت: "وا أخاه وا حسيناه، يا بن مكّة ومنى، ويا بن زمزم والصّفا! أخي، أهكذا يصنع برأسك بعد القتل، يا حبيب رسول الله؟!"، فبكى الحاضرون لندبتها.
بُكَائِي طَوِيلٌ والدُّمُوعُ غَزِيــرَةٌ
وَأَنْـتَ بـَعِيــدٌ والمَزَارُ قَــرِيـبُ
غَرِيبٌ وَأَطْرافُ البُيُوتِ تَحُوطُهُ
أَلَا كُلُّ مَنْ تَحْتَ التُّرابِ غَرِيبُ
فَلَيْسَ حَرِيباً مَنْ أُصِيبَ بِمالِهِ
ولكــِنَّ مَنْ وارَى أَخَاهُ حَرِيبُ
يا الله ،،،،،
خادمة الزهراء / ليلى زغيب
المصادر :
1 بحار الأنوار: 2/ 170، باب 22: أن لكل شيء حدّاً.
2 مستدرك الوسائل: 1/ 368، باب استحباب السواك.
3 تهذيب الأحكام: 9 / 99 ، باب 2: الذبائح و الأطعمة.
4بحار الأنوار: 63 / 425 باب 17- جوامع آداب الأكل.
5سورة الرعد، الآية 28.
6 سورة الأعراف، الآية 204.
7سورة الجن، الآية 26 - 27.
8 الإرشاد، للشيخ المفيد، 2 / 80
9 سورة الأنفال، الآية 46.
https://tttttt.me/joinchat/AAAAAELdvGssZMurwfLsJA
وعن ابن بابويه، بإسناده عن جنادة بن أبي أميّة، قال: دخلت على الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام في مرضه الّذي توفّي فيه، فالتفت إليّ، فقال: والله، إنّه لعهدٌ عهده
إليّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إنّ هذا الأمر يملكه اثنا عشر إماماً من ولد عليّ عليه السلام وفاطمة، ما منّا إلّا مسموم أو مقتول, ثمّ رُفعت الطّشت واتّكىء، قال: ثمّ انقطع نفسه, واصفرّ لونه, حتّى خشيت عليه، ودخل الحسين عليه السلام والأسود بن أبي الأسود، فانكبّ عليه حتّى قبّل رأسه وبين عينيه، فقال له الحسين عليه السلام: ما لي أرى لونك مائلاً إلى الخضرة؟ فبكى الحسن عليه السلام، وقال: يا أخي لقد صحّ حديث جدّي فيَّ وفيك: "أمّا خضرة قصر الحسن، فإنّه يموت بالسّمّ، ويخضرّ لونه عند موته، وأمّا حمرة قصر الحسين، فإنّه يقتل ويحمرّ وجهه بالدّم". فعند ذلك بكيا، وضجّ الحاضرون بالبكاء والنّحيب
وبينما هو يكلّمه، إذ تنخّع الدّم، فدعا بطشت, فحمل من بين يديه مملوّاً ممّا خرج من جوفه من الدّم، فقال عليه السلام: أجل دسَّ إليّ هذا الطّاغية من سقاني سمّاً، فقد وقع على كبدي فهو يخرج قطعاً كما ترى. قيل له: أفلا تتداوى؟
قال قد سقاني مرّتين، وهذه الثّالثة لا أجد لها دواء.
يگله يا عضـيـدي يـا بـو محـمـّد
كـبدك من نجيع السَّم تمرّد
يا خوي اليوم طاغي الشـّام عيّـد
وعلى گلبى يا خوي تراكم الهم
وهكذا أخذ السّمّ في بدن الحسن عليه السلام مأخذاً كبيراً، وكان رأسه في حجر الحسين عليه السلام، وهو يقذف بين الحين والآخر أحشاءه في الطّشت قطعة قطعة. بينما هما كذلك، وإذا بالحنين والأنين خلف الباب، وإذا بالعقيلة زينب، وباقي الهاشميّات، جئن لعيادة الحسن عليه السلام، فالتفت إمامنا الحسن إلى أخيه الحسين، وقال: "أخي، أبا عبد الله، نحِّ هذا الطّشت عنّي، لئلّا تراه أختنا زينب".
ياحسـين شــيل الطّـــشت عنّـــي
خــواتك يــبــو الســّجــاد إجـَنّي
يــــــردَن يشــــبعــن شـــــوف مـــنّي
ويــردن يـــخـــويه يودّعني
وينوحن عليّ ويندبنيّ
ففتح عليه السلام الباب، بعدما أخفى الطّشت، فدخلت زينب عليها السلام صارخة: "وا أخاه، واحسناه".
كبــد الحسن متقـطــّـعة بـسـمّ المــنيّه
أَصـبح يعالـج وأصـبحت زينب شجيّه
شيل الطّشت خـاف الوديعة تـشوف كبــدي أخـــاف تــحن ومـــن بكـاها يزيد وجدي
هــذه وديـــعـة والــــدي حيــــــــدر وجـــدّي ما اقدر أشوف دموعها تجري عالوطيّة
صاحت يالحسن نارك أبـد ما تنطفـــي نـارك وتعوف اختك يا بعد اختك متحيّرة بزوارك
شگلها من تجي الوفّاد ومن توقف علــى دارك من يطلع يحييها وعلى المعتاد ينطيها
ترضى اطلع واناديها راعي الدّار مو مــوجــود
أنا لا أدري أيّ الطّشتين أعظم على قلب زينب عليها السلام؟! هذا الطّشت الّذي رأت فيه أحشاء أخيها الحسن عليه السلام أم ذلك الطّشت الّذي رأت فيه رأس أخيها الحسين!
حوت زينب يبو السّجّاد طشتين
طشت كبد بو محمّد قرّة العين
وطشت راسك يا نور العين يا حسين
لا شكّ أنّ الطّشت الثّاني أشدّ أثراً، لأنّها عندما رأت الطّشت الأوّل، كان أهل بيتها إلى جانبها، بينما عندما
رأت الطّشت الثّاني، لم يكن معها من حماتها حميّ، ولا من ولاتها وليّ، بل كان الأطفال حولها، اليتامى، الأرامل، والأفجع من هذا، أنّ يزيد (لعنه الله)، كان بيده عود خيزران، يضرب به شفتي أبي عبد الله الحسين! لمّا رأت عليها السلام هذا المنظر، صاحت: "وا أخاه وا حسيناه، يا بن مكّة ومنى، ويا بن زمزم والصّفا! أخي، أهكذا يصنع برأسك بعد القتل، يا حبيب رسول الله؟!"، فبكى الحاضرون لندبتها.
بُكَائِي طَوِيلٌ والدُّمُوعُ غَزِيــرَةٌ
وَأَنْـتَ بـَعِيــدٌ والمَزَارُ قَــرِيـبُ
غَرِيبٌ وَأَطْرافُ البُيُوتِ تَحُوطُهُ
أَلَا كُلُّ مَنْ تَحْتَ التُّرابِ غَرِيبُ
فَلَيْسَ حَرِيباً مَنْ أُصِيبَ بِمالِهِ
ولكــِنَّ مَنْ وارَى أَخَاهُ حَرِيبُ
يا الله ،،،،،
خادمة الزهراء / ليلى زغيب
المصادر :
1 بحار الأنوار: 2/ 170، باب 22: أن لكل شيء حدّاً.
2 مستدرك الوسائل: 1/ 368، باب استحباب السواك.
3 تهذيب الأحكام: 9 / 99 ، باب 2: الذبائح و الأطعمة.
4بحار الأنوار: 63 / 425 باب 17- جوامع آداب الأكل.
5سورة الرعد، الآية 28.
6 سورة الأعراف، الآية 204.
7سورة الجن، الآية 26 - 27.
8 الإرشاد، للشيخ المفيد، 2 / 80
9 سورة الأنفال، الآية 46.
https://tttttt.me/joinchat/AAAAAELdvGssZMurwfLsJA
Telegram
قصائد نساء فقط
يالله
#مجلس_الاربعين
بسم الله الرحمن الرحيم
اعظم الله اجوركم سيدي ومولاي يا صاحب الزمان .
صلى الله عليك يا سيدي ومولاي يا رسول الله وعلى آلك المظلومين
صلى الله عليك يا سيدي ومولاي وابن مولاي يا ابا عبدالله يا صريع الدمعة الساكبة ويا صاحب المصيبة الراتبة ،يا غريب كربلاء ايها الشهيد المظلوم
السلام على الشيب الخضيب ،السلام على الجسم السليب، السلام على الرأس المقرع بالقضيب ،السلام على الشفاه الذابلات ،،،،،
لعن الله الظالمين لكم من الاولين والاخرين ،ما خاب من تمسك بكم ،امن من لجأ اليكم،
ياليتنا كنا معكم فنفوز والله فوزا عظيما
📌القريض
عين الفواطم لا يطيب منامها
مذ غاب سيدها ومات عمادها
وغدت بيوم الاربعين بكربلا
عبرى العيون عميقة الامها
ولهى تسائل ساكنيها والحشا
لفراق اهليها شب ضرامها
اين البدور الطالعات بأفقكم
غابت عن الدنيا فعم ظلامها
اين النجوم المشرقات بحيكم
غربت بفيض دمائها اجسامها
يا نازلين بكربلاء هل عندكم
خبرا بقتلانا وما اعلامها
ما حال جثة ميت بأرضكم
بقيت ثلاثا لا يزار مقامها
بالله هل رفعت جنازته وهل
صلى صلاة الميتين امامها
بالله هل واريتموها بالثرى
وهل استقرت باللحود رمامها
اليك الجواب يا بنت امير المؤمنين من لسان كل موالي
ما غسلوه ولا لفوه في كفن
يوم الطفوف ولا مدوا عليه ردا
غسلته دماؤه قلبته ارجل
الخيل كفتنه الرمول
صلت على جسم الحسين سيوفهم
فغدا لساجدة الظبا محرابا
📌شعبي
اجت زينب لكربلا يوم اربعين احسين
تنادي يا علي السجاد دليني القبر وين
تنادي يا علي السجاد بباب القبر دليني
و العزيز اشلون دفنته يا نور عيني
من رحت عالغبرى ظل عمت عيني
ارد اشوف خويه اللي عفته بالميادين
وصلت لقبره وتنادي يمظلوم اجلس
اخبرك يبو اليمه زينب دشت المجلس
والما چانت على بالديوان تجلس
خويه والتمت علينا الخلق صوبين
اخبرك خويه رقيه ماتت من حزنها
كل ساع وتناشد يعمه وينه عمدها
وجابوا راسك ياالولي ويا الموت الها
ولا راعوا يتمها اولاد الخنا الملاعين
ويلي ،،،ويلي ،،،،
ويلي وراحت لقبر ابو الغيره عباس
تقله خويه ترضى تتفرج عليه الناس
وآنه ام الخدر انه اختك يانبراس
اعداك غصب دخلوني وسط الدواوين
اخبرك خويه قام الطاغي ونشد عني
يقول انتي بت حيدر وبعينه يناظرني
وينكت ثغر اخوي قبالي ويجرحني
ويقول هاي اخت النفل عباس وحسين
المرجع لله لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين.
🌿المحاضرة
يقول الامام امير المؤمنين ومولى الموحدين علي بن ابي طالب عليه السلام :"الدنيا ممر الى دار مقر ".
الانسان مكلف ان يعبر ممر هذه الدنيا حتى يصل الى الاخرة وفي الاخرة عليه ان يعبر الصراط حتى يصل الى الجنة ،وهذا الصراط كما يصفه المعصوم بأنه يتسع مرة ويضيق اخرى وانه ادق من الشعرة واحد من السيف.
في هذه الدنيا الصراط الذي يجب على الانسان ان يعبره ويمشي عليه الى ان يصل الى بر الامان والسعادة التي ينشدها هو كما وصفه القران الكريم "وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه "يعني ان الطريق واضح امام الانسان وخصوصا ان عندنا ايات اخرى من كتاب الله تبين ان الانسان امامه طريقين واضحين "انا هديناه النجدين ".
و طريق الحق واضح لمن اراد السير به ولكن علينا ان نلتفت ان هناك من يترصد جانبي هذا الطريق بل وصلب الطريق وهو خطير وقد توعد انه سيقعد لنا فيه "لاقعدن لهم صراطك المستقيم".
اذن ابليس الذي اخرج ابوينا من الجنة يتربص بنا في هذا الطريق طريق الحق لانه وبكل بساطة لا شغل له الا الايقاع بنا .
وهنا يأتي السؤال
لماذا يقع الانسان في حبائل ومكائد الشيطان ؟
هناك عدة امور تجعل الانسان يقع فريسة في مصيدة ابليس :
1 الجهل بخطورة عالم الاخرة
ذلك العالم الذي يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وآله :"لو علم الناس ما في عذاب يوم القيامة لما عصوا الله طرفة عين "وهذا يعود الى ان الانسان عدو ما جهل ،وهذا الجهل يجعله يتمادى في كثير من الاحيان في ظلمه وطغيانه .
2 الغفلة
الغفلة عن الله وانه مراقب لنا ويحصي كل نفس وكل عمل :"ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره "
الغفلة عن القبر واهواله وما يجري على الانسان من لحظة خروج روحه من بدنه الى وضعه في ملحودته وحيدا فريدا لا يصحبه الا عمله الذي به يكون القبر روضة من رياض الجنه او حفرة من حفر النار كما في الرواية .
الغفلة عن يوم القيامة والحساب وعن الجنة ونعيمها والنار وجحيمها وما اعد الله للمؤمن من الثواب وللعاصي من العقاب .
حقيقة الامر ان هذه الغفلة تعود الى اغترار الانسان بهذه الدنيا وزينتها على الرغم من التحذيرات التي حذرنا بها الله في كتابه او في الحديث والسنه :"فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور " وفي الرواية "حب الدنيا رأس كل خطيئة "
وقد ورد عن الامام امير المؤمنين ع في حق من غصبوه حقه :"كأنهم لم يسمعوا كلام الله تعالى "تلك الدار الاخرة نجعلها للذي
بسم الله الرحمن الرحيم
اعظم الله اجوركم سيدي ومولاي يا صاحب الزمان .
صلى الله عليك يا سيدي ومولاي يا رسول الله وعلى آلك المظلومين
صلى الله عليك يا سيدي ومولاي وابن مولاي يا ابا عبدالله يا صريع الدمعة الساكبة ويا صاحب المصيبة الراتبة ،يا غريب كربلاء ايها الشهيد المظلوم
السلام على الشيب الخضيب ،السلام على الجسم السليب، السلام على الرأس المقرع بالقضيب ،السلام على الشفاه الذابلات ،،،،،
لعن الله الظالمين لكم من الاولين والاخرين ،ما خاب من تمسك بكم ،امن من لجأ اليكم،
ياليتنا كنا معكم فنفوز والله فوزا عظيما
📌القريض
عين الفواطم لا يطيب منامها
مذ غاب سيدها ومات عمادها
وغدت بيوم الاربعين بكربلا
عبرى العيون عميقة الامها
ولهى تسائل ساكنيها والحشا
لفراق اهليها شب ضرامها
اين البدور الطالعات بأفقكم
غابت عن الدنيا فعم ظلامها
اين النجوم المشرقات بحيكم
غربت بفيض دمائها اجسامها
يا نازلين بكربلاء هل عندكم
خبرا بقتلانا وما اعلامها
ما حال جثة ميت بأرضكم
بقيت ثلاثا لا يزار مقامها
بالله هل رفعت جنازته وهل
صلى صلاة الميتين امامها
بالله هل واريتموها بالثرى
وهل استقرت باللحود رمامها
اليك الجواب يا بنت امير المؤمنين من لسان كل موالي
ما غسلوه ولا لفوه في كفن
يوم الطفوف ولا مدوا عليه ردا
غسلته دماؤه قلبته ارجل
الخيل كفتنه الرمول
صلت على جسم الحسين سيوفهم
فغدا لساجدة الظبا محرابا
📌شعبي
اجت زينب لكربلا يوم اربعين احسين
تنادي يا علي السجاد دليني القبر وين
تنادي يا علي السجاد بباب القبر دليني
و العزيز اشلون دفنته يا نور عيني
من رحت عالغبرى ظل عمت عيني
ارد اشوف خويه اللي عفته بالميادين
وصلت لقبره وتنادي يمظلوم اجلس
اخبرك يبو اليمه زينب دشت المجلس
والما چانت على بالديوان تجلس
خويه والتمت علينا الخلق صوبين
اخبرك خويه رقيه ماتت من حزنها
كل ساع وتناشد يعمه وينه عمدها
وجابوا راسك ياالولي ويا الموت الها
ولا راعوا يتمها اولاد الخنا الملاعين
ويلي ،،،ويلي ،،،،
ويلي وراحت لقبر ابو الغيره عباس
تقله خويه ترضى تتفرج عليه الناس
وآنه ام الخدر انه اختك يانبراس
اعداك غصب دخلوني وسط الدواوين
اخبرك خويه قام الطاغي ونشد عني
يقول انتي بت حيدر وبعينه يناظرني
وينكت ثغر اخوي قبالي ويجرحني
ويقول هاي اخت النفل عباس وحسين
المرجع لله لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين.
🌿المحاضرة
يقول الامام امير المؤمنين ومولى الموحدين علي بن ابي طالب عليه السلام :"الدنيا ممر الى دار مقر ".
الانسان مكلف ان يعبر ممر هذه الدنيا حتى يصل الى الاخرة وفي الاخرة عليه ان يعبر الصراط حتى يصل الى الجنة ،وهذا الصراط كما يصفه المعصوم بأنه يتسع مرة ويضيق اخرى وانه ادق من الشعرة واحد من السيف.
في هذه الدنيا الصراط الذي يجب على الانسان ان يعبره ويمشي عليه الى ان يصل الى بر الامان والسعادة التي ينشدها هو كما وصفه القران الكريم "وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه "يعني ان الطريق واضح امام الانسان وخصوصا ان عندنا ايات اخرى من كتاب الله تبين ان الانسان امامه طريقين واضحين "انا هديناه النجدين ".
و طريق الحق واضح لمن اراد السير به ولكن علينا ان نلتفت ان هناك من يترصد جانبي هذا الطريق بل وصلب الطريق وهو خطير وقد توعد انه سيقعد لنا فيه "لاقعدن لهم صراطك المستقيم".
اذن ابليس الذي اخرج ابوينا من الجنة يتربص بنا في هذا الطريق طريق الحق لانه وبكل بساطة لا شغل له الا الايقاع بنا .
وهنا يأتي السؤال
لماذا يقع الانسان في حبائل ومكائد الشيطان ؟
هناك عدة امور تجعل الانسان يقع فريسة في مصيدة ابليس :
1 الجهل بخطورة عالم الاخرة
ذلك العالم الذي يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وآله :"لو علم الناس ما في عذاب يوم القيامة لما عصوا الله طرفة عين "وهذا يعود الى ان الانسان عدو ما جهل ،وهذا الجهل يجعله يتمادى في كثير من الاحيان في ظلمه وطغيانه .
2 الغفلة
الغفلة عن الله وانه مراقب لنا ويحصي كل نفس وكل عمل :"ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره "
الغفلة عن القبر واهواله وما يجري على الانسان من لحظة خروج روحه من بدنه الى وضعه في ملحودته وحيدا فريدا لا يصحبه الا عمله الذي به يكون القبر روضة من رياض الجنه او حفرة من حفر النار كما في الرواية .
الغفلة عن يوم القيامة والحساب وعن الجنة ونعيمها والنار وجحيمها وما اعد الله للمؤمن من الثواب وللعاصي من العقاب .
حقيقة الامر ان هذه الغفلة تعود الى اغترار الانسان بهذه الدنيا وزينتها على الرغم من التحذيرات التي حذرنا بها الله في كتابه او في الحديث والسنه :"فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور " وفي الرواية "حب الدنيا رأس كل خطيئة "
وقد ورد عن الامام امير المؤمنين ع في حق من غصبوه حقه :"كأنهم لم يسمعوا كلام الله تعالى "تلك الدار الاخرة نجعلها للذي
ن لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا والعاقبة للمتقين " .
اذن العفلة تورد الانسان المهالك حتى تجعله يتغطرس ويتجبر وربما يصل به الامر انه يدعي الربوبية والعياذ بالله كما فعل فرعون .:"انا ربكم الاعلى .
وكما فعل الصحابة بعد رسول الله الذين غصبوا الامام علي ع حقه بالخلافة وزينت لهم الدنيا اعمالهم وراقى لهم بريقها .
3 الغرور بكرم الله
كما ورد في كتاب الله تعالى :"ياايها الانسان ما غرك بربك الكريم "
ونقرأ في دعاء الامام زين العابدين عليه السلام :" ويجرئني على معصيتك حلمك عني ويدعوني الى قلة الحياء منك سترك المرخى علي ويسرعني الى التوثب على محارمك معرفتي بسعة رحمتك وعظيم عفوك ..." الى آخر دعاء الامام .
اذن الانسان عندما يرى ان معصيته لا تقابل بالعقاب الفوري هذا يجعله يسوف التوبة اولا ومن ثم يجرئه على المعاصي وارتكاب المآثم ،وهو يحسب نفسه انه على جادة الصواب في حين انه يبعد عن ساحة العفو والرحمة الالهية بذنوبه التي حجبته .
يروى ان رجلا جاء الى النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وكان عازما على اعلان اسلامه لكنه تردد في ذلك واخر اسلامه الى السنة القادمة حتى يتسنى له شرب الخمر الذي يخزنه في بيته ،ولكن الموت لا يعرف التسويف ولم يمهله حتى يعلن اسلامه فذهب الى ربه على شركه فخسر الدنيا والاخرة وكان من الهالكين .
وكما فعل ابن سعد عليه اللعنة حين اقدم على قتل ابن بنت رسول الله ص وهو يمني نفسه التوبة بعد ذلك ولكن هيهات هيهات
4 اليأس من روح الله
لا تيأسوا من روح الله فانه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون"
ان كثرة الذنوب والمعاصي تجعل الانسان يصل الى مرحلة القنوط من رحمة الله واليأس من غفرانه وهذا لا يصح مع سعة رحمة الله تعالى لانه يؤدي الى الكفر بالله تعالى .
5 العناد
ان اصرار الانسان على ذنبه وتكبره عن التوبة وطغيانه يجعله لا يؤمن بأية ايه تأتيه ولا يرعوي عن ارتكاب اي شيئ :"وما تأتيهم اية من ايات ربهم الا كانوا عنها معرضين" سورة الانعام .
6 تبرير الذنب
كما فعل ابن ملجم عليه لعائن الله عندما تجرأ على كتاب الله الناطق في محراب الله وهو يقول لا حكم الا لله .
وبعد تلك الضربة المشؤومة اخذ امير المؤمنين يوصي ويخبر اهل بيته ما يجري عليهم من بعده التفت الى العقيلة زينب قائلا لها كأني بك وبأخواتك سبايا .
نعم اجركم الله وحلت الفاجعة العظمى والمصيبة الاليمة واستشهد ابن بنت رسول الله وجرى ما جرى عليه وعلى اصحابه واهل بيته ما جرى ،،،
مشى الدهر يوم الطف اعمى
فلم يترك لها عمادا الا وبه تعثرا
وبعد خطبة الامام زين العابدين عليه السلام والتي اماط فيها اللثام عن حقيقة من قتل في ارض كربلاء وانا السبايا ليسوا الا ذرية رسول الله ولا كما يدعي يزيد عليه اللعنة انهم خوارج .
خاف اللعين على ملكه فامر بتجهيز الركب والعودة به الى مدينة جدهم رسول الله صلى الله عليه وآله . وفي الطريق حول الركب مسيره الى كربلاء ليجددوا العهد بالحسين واهله واصحابه
📌التمهيد للمصيبة
يقول الإمام الصادق عليه السلام: زُرِ الحسين جائعاً عَطِشاً شعثاً مغبّراً, فإنّه قُتِلَ جائعاً عطشاناً، ومن هنا فإنَّ الإمام زين العابدين عليه السلام كلّما نظر إلى طعام أو شراب يبكي ويقول: كيف آكل وقد قُتِلَ والدي الحسين جائعاً؟ وكيف أشرب وقد قُتِلَ أبي عطشاناً؟
ولعلّ أوّل من زار الحسين عليه السلام هو جابر بن عبد الله الأنصاريّ, وكان يولي الحسين محبّةً خاصّة, حتى عرف بحبيب الحسين عليه السلام, وكان قد فقد بصره, ويروى أنّه رأى رؤيا قبل خروجه إلى كربلا, نام ليلته فرأى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم في المنام وهو أشعث
مغبّر مكشوف الرأس، فقال: ما لي أراك يا رسول الله أشعث؟ فقال: يا جابر الآن رجعت من دفن ولدي الحسين، ثمّ تجهّز جابر للمسير إلى كربلاء، فجاء ومعه عطيّة وغلامه حتّى وافى كربلاء.
عن عطيّة العوفيّ قال: خرجت مع جابر بن عبد الله الأنصاريّ زائراً قبر الحسين عليه السلام، فلمّا وردنا كربلاء دنا جابر من شاطئ الفرات, فاغتسل ثمّ اتّزر بإزار وارتدى بآخر. ثمّ فتح صرّة فيها سُعدٌ2 فنثرها على بدنه, ثمّ لم يخطو خطوة إلّا ذكر الله تعالى, حتّى إذا دنا من القبر قال: ألمسنيه..
📌المصيبة
فألمستُهُ فخرّ على القبر مغشيّاً عليه, فرششت عليه شيئاً من الماء، فلمّا أفاق قال: يا حسين ثلاثاً ثمّ قال: حبيب لا يجيب حبيبه.
الله يا جسم الربه إبحضن الزكيه
وابحضن طه المصطفى أوحيدر وصيّه
تالي الجسم هذا تگطْعه اسيوف أُميّه
وابنات حيدر تنسبي أوتمشي ويّالجناب
ثمّ قال: وأنّى لك بالجواب, وقد شخبت أوداجك على أثباجك, وفرّق بين بدنك ورأسك، فأشهد أنّك ابن خاتم النبيّين, وابن سيّد المؤمنين, وابن فاطمة سيّدة النساء، وما لك لا تكون هكذا
وقد غذّتك كفّ سيّد المرسلين, وربّيت في حجر المتّقين, ورضعت من ثدي الإيمان, وفطمت بالإسلام, فطبت حيّاً وطبت ميّتاً, غير أنّ قلوبَ المؤمنين غير طَيّبةٍ بفراقك, ولا شاكّةٍ في الخيرة لك
اذن العفلة تورد الانسان المهالك حتى تجعله يتغطرس ويتجبر وربما يصل به الامر انه يدعي الربوبية والعياذ بالله كما فعل فرعون .:"انا ربكم الاعلى .
وكما فعل الصحابة بعد رسول الله الذين غصبوا الامام علي ع حقه بالخلافة وزينت لهم الدنيا اعمالهم وراقى لهم بريقها .
3 الغرور بكرم الله
كما ورد في كتاب الله تعالى :"ياايها الانسان ما غرك بربك الكريم "
ونقرأ في دعاء الامام زين العابدين عليه السلام :" ويجرئني على معصيتك حلمك عني ويدعوني الى قلة الحياء منك سترك المرخى علي ويسرعني الى التوثب على محارمك معرفتي بسعة رحمتك وعظيم عفوك ..." الى آخر دعاء الامام .
اذن الانسان عندما يرى ان معصيته لا تقابل بالعقاب الفوري هذا يجعله يسوف التوبة اولا ومن ثم يجرئه على المعاصي وارتكاب المآثم ،وهو يحسب نفسه انه على جادة الصواب في حين انه يبعد عن ساحة العفو والرحمة الالهية بذنوبه التي حجبته .
يروى ان رجلا جاء الى النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وكان عازما على اعلان اسلامه لكنه تردد في ذلك واخر اسلامه الى السنة القادمة حتى يتسنى له شرب الخمر الذي يخزنه في بيته ،ولكن الموت لا يعرف التسويف ولم يمهله حتى يعلن اسلامه فذهب الى ربه على شركه فخسر الدنيا والاخرة وكان من الهالكين .
وكما فعل ابن سعد عليه اللعنة حين اقدم على قتل ابن بنت رسول الله ص وهو يمني نفسه التوبة بعد ذلك ولكن هيهات هيهات
4 اليأس من روح الله
لا تيأسوا من روح الله فانه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون"
ان كثرة الذنوب والمعاصي تجعل الانسان يصل الى مرحلة القنوط من رحمة الله واليأس من غفرانه وهذا لا يصح مع سعة رحمة الله تعالى لانه يؤدي الى الكفر بالله تعالى .
5 العناد
ان اصرار الانسان على ذنبه وتكبره عن التوبة وطغيانه يجعله لا يؤمن بأية ايه تأتيه ولا يرعوي عن ارتكاب اي شيئ :"وما تأتيهم اية من ايات ربهم الا كانوا عنها معرضين" سورة الانعام .
6 تبرير الذنب
كما فعل ابن ملجم عليه لعائن الله عندما تجرأ على كتاب الله الناطق في محراب الله وهو يقول لا حكم الا لله .
وبعد تلك الضربة المشؤومة اخذ امير المؤمنين يوصي ويخبر اهل بيته ما يجري عليهم من بعده التفت الى العقيلة زينب قائلا لها كأني بك وبأخواتك سبايا .
نعم اجركم الله وحلت الفاجعة العظمى والمصيبة الاليمة واستشهد ابن بنت رسول الله وجرى ما جرى عليه وعلى اصحابه واهل بيته ما جرى ،،،
مشى الدهر يوم الطف اعمى
فلم يترك لها عمادا الا وبه تعثرا
وبعد خطبة الامام زين العابدين عليه السلام والتي اماط فيها اللثام عن حقيقة من قتل في ارض كربلاء وانا السبايا ليسوا الا ذرية رسول الله ولا كما يدعي يزيد عليه اللعنة انهم خوارج .
خاف اللعين على ملكه فامر بتجهيز الركب والعودة به الى مدينة جدهم رسول الله صلى الله عليه وآله . وفي الطريق حول الركب مسيره الى كربلاء ليجددوا العهد بالحسين واهله واصحابه
📌التمهيد للمصيبة
يقول الإمام الصادق عليه السلام: زُرِ الحسين جائعاً عَطِشاً شعثاً مغبّراً, فإنّه قُتِلَ جائعاً عطشاناً، ومن هنا فإنَّ الإمام زين العابدين عليه السلام كلّما نظر إلى طعام أو شراب يبكي ويقول: كيف آكل وقد قُتِلَ والدي الحسين جائعاً؟ وكيف أشرب وقد قُتِلَ أبي عطشاناً؟
ولعلّ أوّل من زار الحسين عليه السلام هو جابر بن عبد الله الأنصاريّ, وكان يولي الحسين محبّةً خاصّة, حتى عرف بحبيب الحسين عليه السلام, وكان قد فقد بصره, ويروى أنّه رأى رؤيا قبل خروجه إلى كربلا, نام ليلته فرأى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم في المنام وهو أشعث
مغبّر مكشوف الرأس، فقال: ما لي أراك يا رسول الله أشعث؟ فقال: يا جابر الآن رجعت من دفن ولدي الحسين، ثمّ تجهّز جابر للمسير إلى كربلاء، فجاء ومعه عطيّة وغلامه حتّى وافى كربلاء.
عن عطيّة العوفيّ قال: خرجت مع جابر بن عبد الله الأنصاريّ زائراً قبر الحسين عليه السلام، فلمّا وردنا كربلاء دنا جابر من شاطئ الفرات, فاغتسل ثمّ اتّزر بإزار وارتدى بآخر. ثمّ فتح صرّة فيها سُعدٌ2 فنثرها على بدنه, ثمّ لم يخطو خطوة إلّا ذكر الله تعالى, حتّى إذا دنا من القبر قال: ألمسنيه..
📌المصيبة
فألمستُهُ فخرّ على القبر مغشيّاً عليه, فرششت عليه شيئاً من الماء، فلمّا أفاق قال: يا حسين ثلاثاً ثمّ قال: حبيب لا يجيب حبيبه.
الله يا جسم الربه إبحضن الزكيه
وابحضن طه المصطفى أوحيدر وصيّه
تالي الجسم هذا تگطْعه اسيوف أُميّه
وابنات حيدر تنسبي أوتمشي ويّالجناب
ثمّ قال: وأنّى لك بالجواب, وقد شخبت أوداجك على أثباجك, وفرّق بين بدنك ورأسك، فأشهد أنّك ابن خاتم النبيّين, وابن سيّد المؤمنين, وابن فاطمة سيّدة النساء، وما لك لا تكون هكذا
وقد غذّتك كفّ سيّد المرسلين, وربّيت في حجر المتّقين, ورضعت من ثدي الإيمان, وفطمت بالإسلام, فطبت حيّاً وطبت ميّتاً, غير أنّ قلوبَ المؤمنين غير طَيّبةٍ بفراقك, ولا شاكّةٍ في الخيرة لك
، فعليك سلام الله ورضوانه، وأشهد أنّك مضيت على ما مضى عليه أخوك يحيى بن زكريّا.
ثمّ جال ببصره حول القبر وقال: السلام عليكم أيّتها الأرواح التي حلّت بفناء الحسين وأناخت برحله، والذي بعث محمّداً بالحقّ نبيّاً لقد شاركناكم فيما دخلتم فيه، قال عطيّة:
فقلت له يا جابر فكيف ولم نهبط وادياً ولم نعلُ جبلاً, ولم نضرب بسيف والقوم قد فرّق بين رؤوسهم وأبدانهم وأوتمت أولادهم وأرملت أزواجهم؟ فقال (لي): يا عطيّة سمعت حبيبي رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يقول: "من أحبّ قوماً حُشر معهم, ومن أحبّ عمل قوم أُشرك في عملهم".
ويروى لمّا رجع السبايا من الشام إلى المدينة توجّهت زينب عليها السلام إلى الإمام زين العابدين عليه السلام: عمّه مُرِ الحادي أن يعرّج بنا إلى كربلاء لنجدّد عهداً بأبيك وباقي أعمامك. فزينب عليها السلام منذ أربعين يوماً غائبة وشوقها إلى الحسينعليه السلام يحدوها للقائه لتبثّه شكواها ممّا جرى لها في السبي.
كأنّي بها توجّهت نحو حادي الإبل:
بالله عليك مر بينا يحادي الابل
مر بحسين نشكيله الهظم والذل
ذل وهظم نشكيله وفرقه البين
دلاها العليل ويهلّ دمع العين
عمّه إن كنت تسألين عن دُور إخوتك فهذه ديارهم أضحت قبوراً, تضمّ أجساداً مبضّعة وأشلاءً مقطّعة, وهذا قبر الحسين أبي يا عمّه..
يا عمة الدار هذي وذاك قبر حسين
وهاي قبور اخوتك والاصحاب،،،
من سمعته ونّت والدمع مدرار
طبت كربلا والقلب يجدح نار
تگل للدار أسمع سؤال زينب للدار
وين اهلك غدو يا دار
دليني بيا وادي بيا منزل
بيا وادي بيا منزل غدوا عنك
خنت الضيف ما هذا الرجا منك
عمّن تسألين يا زينب؟
صاحت عن احسين عن عباس انشدنچ يوعن علي وجاسم والعيون تهلْ
قال عطيّة: فبينما نحن كذلك وإذا بسواد قد طلع من ناحية الشام، فقلت: يا جابر هذا سواد قد طلع من ناحية الشام، فقال جابر لعبده:
انطلق إلى هذا السواد وأتنا بخبره، قال فمضى العبد، فما كان بأسرع من أن رجع وهو يقول: يا جابر قم واستقبل حرم رسول الله، هذا زين العابدين عليه السلام قد جاء بعمّاته وأخواته، فقام جابر
يمشي حافي القدمين مكشوف الرأس إلى أن دنا من زين العابدين عليه السلام فقال الإمام عليه السلام: "أنت جابر؟" فقال: نعم يا بن رسول الله، فقال: "يا جابر ها هنا والله قُتلت رجالنا, وذُبحت أطفالنا, وسُبيت نساؤنا وحُرقت خيامنا".
يا جابر مات بوي حسين ظامي
بشط العلقمي والماي طامي
ولا واحد لفى من أهلي وعمامي
بس الخيل حول الخيم تفتر
أمّا زينب عليها السلام كأنّي بها:
يَا نَازِلِينَ بِكَربَلا هَلْ عِندَكُم
خَبَرٌ بِقَتلانا وَمَا أَعلَامُها
مَا حَالُ جُثَّةِ مَيتٍ في أرضِكُم
بَقِيَتْ ثَلاثاً لا يُزارُ مَقَامُها
ويروى أنّه لمّا دنا منها الإمام عليه السلام قالت: خذ بيدي فلقد غشي على بصري أصبحت لا أرى، دلّني على قبر أخي، أخذ السجاد عليه السلام بيدها، أقبل بها إلى قبر الحسين عليه السلام وَضَعَ يديها على القبر صرخت الحوراء عليها السلام واحسيّناه، واحسيّناه.
أخي حسين هل غسّلوك أم كفّنوك أم بغير كفنٍ دفنوك.. وجعلت تبثّه شكواها
أنا ضعت وتحيّرت يحسين بعداك
وتمنيت الفنا بعد يا خوي بعداك
والله ما ريد العمر يحسين بعداك
عمت عيني ولا شوفك عالوطيه
أدارت العائلة على قبر الحسين عليه السلام يلطمون واحسيّناه
وامصيبتاه، هذا وزينب لسان حالها:
تنادي لو ينكشف يا حسين قبرك
أشگ اللحد وتمدد بجنبك
ريت عمري قبل عمرك
وإنت اللي تكفني يا لحسين
واجتمعت النّساء على الإمام السجّاد عليه السلام كلٌّ تسأله عن قبر فقيدها. فمنهنّ الرباب أمّ عبد الله أقبلت إليه والثكل بادٍ عليها منادية: يا بن الحسين أين قبر ولدي الرضيع؟ دلّني عليه، فأقبل بها إلى قبر أبيه الحسين عليه السلام وعيناه تمطران دموعاً وقال: ها هنا دفنت ولدك وأشار إلى جانب صدر الحسين، فانكبّت على القبر الشريف.
وكأنّي بها تقول مخاطبة الحسين عليه السلام في قبره:
رد لهفتي يا لتسمع انداي
أو فكّ الگبر بحسين ليّه
خافن أَوليدي ابنومته هاي
تحت الترب شايف أذيّه
درّت عله اوليدي ثداياي
أو هوّه تحت هاي الوطيّة
ثمّ التفتت زينب عليها السلام إلى النساء:
نادت يا الحرم قومن مشنَّه
لعند لي تكفلنا من أهلنا
نريده يقوم ويردنا لوطنا
ما هو لي جابنا وبينا تكفل
أقبلت الحوراء مع النساء إلى قبر أبي الفضل عليه السلام جلست عنده نادت عبّاس:
والله نادت يا خوي يا عزنا وقمرنا
هاي المحامل قوم ردنا
لعند المدينة وطن جدنا
أَتُرَى يَعودُ لنا الزمانُ بِقُربِكُم
هَيهاتَ مَا لِلقُربِ مِن مِيعادِ
يا الله ،،،،
خادمة الزهراء / ليلى زغيب
ثمّ جال ببصره حول القبر وقال: السلام عليكم أيّتها الأرواح التي حلّت بفناء الحسين وأناخت برحله، والذي بعث محمّداً بالحقّ نبيّاً لقد شاركناكم فيما دخلتم فيه، قال عطيّة:
فقلت له يا جابر فكيف ولم نهبط وادياً ولم نعلُ جبلاً, ولم نضرب بسيف والقوم قد فرّق بين رؤوسهم وأبدانهم وأوتمت أولادهم وأرملت أزواجهم؟ فقال (لي): يا عطيّة سمعت حبيبي رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يقول: "من أحبّ قوماً حُشر معهم, ومن أحبّ عمل قوم أُشرك في عملهم".
ويروى لمّا رجع السبايا من الشام إلى المدينة توجّهت زينب عليها السلام إلى الإمام زين العابدين عليه السلام: عمّه مُرِ الحادي أن يعرّج بنا إلى كربلاء لنجدّد عهداً بأبيك وباقي أعمامك. فزينب عليها السلام منذ أربعين يوماً غائبة وشوقها إلى الحسينعليه السلام يحدوها للقائه لتبثّه شكواها ممّا جرى لها في السبي.
كأنّي بها توجّهت نحو حادي الإبل:
بالله عليك مر بينا يحادي الابل
مر بحسين نشكيله الهظم والذل
ذل وهظم نشكيله وفرقه البين
دلاها العليل ويهلّ دمع العين
عمّه إن كنت تسألين عن دُور إخوتك فهذه ديارهم أضحت قبوراً, تضمّ أجساداً مبضّعة وأشلاءً مقطّعة, وهذا قبر الحسين أبي يا عمّه..
يا عمة الدار هذي وذاك قبر حسين
وهاي قبور اخوتك والاصحاب،،،
من سمعته ونّت والدمع مدرار
طبت كربلا والقلب يجدح نار
تگل للدار أسمع سؤال زينب للدار
وين اهلك غدو يا دار
دليني بيا وادي بيا منزل
بيا وادي بيا منزل غدوا عنك
خنت الضيف ما هذا الرجا منك
عمّن تسألين يا زينب؟
صاحت عن احسين عن عباس انشدنچ يوعن علي وجاسم والعيون تهلْ
قال عطيّة: فبينما نحن كذلك وإذا بسواد قد طلع من ناحية الشام، فقلت: يا جابر هذا سواد قد طلع من ناحية الشام، فقال جابر لعبده:
انطلق إلى هذا السواد وأتنا بخبره، قال فمضى العبد، فما كان بأسرع من أن رجع وهو يقول: يا جابر قم واستقبل حرم رسول الله، هذا زين العابدين عليه السلام قد جاء بعمّاته وأخواته، فقام جابر
يمشي حافي القدمين مكشوف الرأس إلى أن دنا من زين العابدين عليه السلام فقال الإمام عليه السلام: "أنت جابر؟" فقال: نعم يا بن رسول الله، فقال: "يا جابر ها هنا والله قُتلت رجالنا, وذُبحت أطفالنا, وسُبيت نساؤنا وحُرقت خيامنا".
يا جابر مات بوي حسين ظامي
بشط العلقمي والماي طامي
ولا واحد لفى من أهلي وعمامي
بس الخيل حول الخيم تفتر
أمّا زينب عليها السلام كأنّي بها:
يَا نَازِلِينَ بِكَربَلا هَلْ عِندَكُم
خَبَرٌ بِقَتلانا وَمَا أَعلَامُها
مَا حَالُ جُثَّةِ مَيتٍ في أرضِكُم
بَقِيَتْ ثَلاثاً لا يُزارُ مَقَامُها
ويروى أنّه لمّا دنا منها الإمام عليه السلام قالت: خذ بيدي فلقد غشي على بصري أصبحت لا أرى، دلّني على قبر أخي، أخذ السجاد عليه السلام بيدها، أقبل بها إلى قبر الحسين عليه السلام وَضَعَ يديها على القبر صرخت الحوراء عليها السلام واحسيّناه، واحسيّناه.
أخي حسين هل غسّلوك أم كفّنوك أم بغير كفنٍ دفنوك.. وجعلت تبثّه شكواها
أنا ضعت وتحيّرت يحسين بعداك
وتمنيت الفنا بعد يا خوي بعداك
والله ما ريد العمر يحسين بعداك
عمت عيني ولا شوفك عالوطيه
أدارت العائلة على قبر الحسين عليه السلام يلطمون واحسيّناه
وامصيبتاه، هذا وزينب لسان حالها:
تنادي لو ينكشف يا حسين قبرك
أشگ اللحد وتمدد بجنبك
ريت عمري قبل عمرك
وإنت اللي تكفني يا لحسين
واجتمعت النّساء على الإمام السجّاد عليه السلام كلٌّ تسأله عن قبر فقيدها. فمنهنّ الرباب أمّ عبد الله أقبلت إليه والثكل بادٍ عليها منادية: يا بن الحسين أين قبر ولدي الرضيع؟ دلّني عليه، فأقبل بها إلى قبر أبيه الحسين عليه السلام وعيناه تمطران دموعاً وقال: ها هنا دفنت ولدك وأشار إلى جانب صدر الحسين، فانكبّت على القبر الشريف.
وكأنّي بها تقول مخاطبة الحسين عليه السلام في قبره:
رد لهفتي يا لتسمع انداي
أو فكّ الگبر بحسين ليّه
خافن أَوليدي ابنومته هاي
تحت الترب شايف أذيّه
درّت عله اوليدي ثداياي
أو هوّه تحت هاي الوطيّة
ثمّ التفتت زينب عليها السلام إلى النساء:
نادت يا الحرم قومن مشنَّه
لعند لي تكفلنا من أهلنا
نريده يقوم ويردنا لوطنا
ما هو لي جابنا وبينا تكفل
أقبلت الحوراء مع النساء إلى قبر أبي الفضل عليه السلام جلست عنده نادت عبّاس:
والله نادت يا خوي يا عزنا وقمرنا
هاي المحامل قوم ردنا
لعند المدينة وطن جدنا
أَتُرَى يَعودُ لنا الزمانُ بِقُربِكُم
هَيهاتَ مَا لِلقُربِ مِن مِيعادِ
يا الله ،،،،
خادمة الزهراء / ليلى زغيب
#مجالس_ليالي_عاشوراء
#المجلس_السادس
بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله عليك يا سيدي ويا مولاي يارسول الله وعلى آلك المظلومين.
صلى الله عليك يا مولاي وابن مولاي يا ابا عبد الله، صلى الله عليك وعلى أخيك وحامل لوائك
السلام عليك أيها العبد الصالح السلام عليك يا أبا الفضل العباس بن علي ، سيدي لعن الله الظالمين لكم من الأولين والآخرين. ما خاب من تمسك بكم امن من لجأ إليكم يا ليتنا كنا معكم فنفوز والله فوزا عظيما...
📌 القريض:
خطب له امست الأملاك باكية
والدين متفجعاً والحق مهتضما
يوم به سبط طه غدا منفردا
للعلقمي بدمع يشبه الديما
فمذ رآه هوى من فوق سابقه
عليه يدعو الا ظهري قد انفصما
رآه ملقى ومنه رأسه منفضخ
والسهم في العين والكفان قد حسما
أجرى الدمع له حزنا ثم خاطبه
معاتبا وعليه الخطب قد عظما
عباس ابوك كان لجدي في الحروب
حمى وانت بالطف ذخرا لي وحمى
عباس بعدك هذه الخيل قد زحفت
على أخيك وجيش الكفر قد هجما
قم ردها لا تدع منها قريع وغى
يجوز حدك فانهض واحرس الخيما
📌شعبي:
تعنى من الخيم للعلقمي احسين
يصيح بصوت ياعضيدي وقعت وين
بعد ما شوف دربي يا ضوا العين
يخويه الكون كله بعيني أظلم
يخويه ليا كتر طاحن زنودك
يخويه العلم وينه ووين جودك
يبو فاضل زماني هم يعودك
وشملي اللي تشتت بيك يلتم
تخوصر يم عضيده وصاح ويلي
يا نهار سعدي ويا بدر ليلي
يبو فاضل يخويه اقطعت حيلي
وطود الصبر من بعدك تهدم
يخويه انهد حيلي وظهري انكسر
اشوفنك يبو فاضل مرمي عالنهر
ودمك يجري من عينك والنحر
يخويه امنين اجتني هالرزيه
المرجع لله لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين.
لقد جاء في الدعاء الشريف :" يا نور النور يا منور النور...."
يقول الامام موسى بن جعفر عليه السلام وهو في السجن في جوابه لابن سويد :" بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله العلي العظيم بعظمته ونوره أبصر قلوب المؤمنين "
وايضا نقرأ في دعاء الجوشن الكبير :" يا مقلب القلوب يا طبيب القلوب يا منور القلوب ...."
وفي مناجاة أمير المؤمنين عليه السّلام:" وانر أبصار قلوبنا " وعن الإمام أبي عبدالله الصادق عليه السلام:" أن الله عز وجل إذا أراد بعبد خيرا نكت في قلبه نكتة من نوره وفتح مسامع قلبه ووكل به ملكا يسدده "
ويمكن للمؤمن أن يؤيد بروح القدس كما حصل مع الكميت صاحب الإمام الصادق عليه السلام الذي قال له :" لا تزال مؤيدا بروح القدس ما دمت معنا " اي ان الانسان طالما هو على نهج أهل البيت هذا النهج المستقيم الذي هو نهج القرآن بحق بل هو نهج الله الصراط المستقيم، إذا انتهج خطهم سلام الله عليهم يكون مؤيدا بروح القدس .وهذا لطف إلهي لا يناله إلا ذو حظ عظيم
وايضا يمكن للمؤمن أن يؤيد بأكثر من روح القدس يؤيد بروح الإمام المعصوم وامام زماننا الحاضر الغائب هو من نؤيد به في هذا الزمان يقول الامام الباقر عليه السلام:" ما من عبد احبنا وزاد في حبنا واخلص في معرفتنا ويسأل مسألة إلا نفثنا في روعه جوابا لتلك المسألة "
حديث الإمام الباقر واضح وجلي لكنه مقيض بشرط وهذا الشرط أساسي في تأييد المعصوم للمؤمن إلا وهو الإخلاص في ولايتهم سلام الله عليهم وعندنا نماذج من عظمائنا واساطين المذهب من هم مؤيدون بروح الإمام المعصوم .
ولكن يأتي سؤال ، كيف نحصل على هذا النور في قلوبنا ؟
الجواب في عدة أمور:
اولا : نور الإيمان كما في قوله تعالى :" الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور " هذه الايه تعتبر تابعه لأية الكرسي والبعض يعتبرها من اية الكرسي .
في رواية لما نظر النبي الاكرم صلى الله عليه وآله إلى حارثه قال هذا عبد نور الله قلبه بالإيمان " يعني أن الإنسان كلما كان متبعا للطريق المستقيم الذي أمر الله تعالى العباد باتباعه يكون مؤيدا بهذا النور في حياته .
ثانيا : نور اليقين نقول في الدعاء "اللهم املأ قلبي نور اليقين " إذا امتلأ قلب المؤمن بنور اليقين يرى الأشياء على حقيقتها وتزول الحجب عن قلبه .
ثالثا نور القرآن:" أنزلنا إليكم نورا مبينا " سورة النساء ايه 175 ففي الرواية" أن هذا القرآن فيه مصابيح النور " لكن شريطة أن نعي القرآن ومضامينه ونتدبر آياته ولا يكون مجرد لقلقة لسان والا فكم من قارئ للقران والقرآن يلعنه .
رابعا نور النبي صلى الله عليه وآله فهو كما يصفه الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام:" أمام من اتقى وبصيرة من اهتدى ، سراج لمع ضوؤه وشهاب سطع نوره حتى أروى قبسا لقابس وانار علما لحابس " المؤمن إذا تمسك بنهج النبي صلى الله عليه وآله الذي ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى في قوله وفعله وتقريره لأنه هو السراج المنير وهو البشير النذير .
خامسا نور الإمام:" إلا وان لكل مأموم امام يقتدي به ويستضيئ بنور علمه "
عندما يتبع شخص ما قائدا ويعتبره إماما فهذا يعني أنه يؤيده في كل افعاله سواء كان هذا الإمام أمام حق أو إمام جور لأن هنا
#المجلس_السادس
بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله عليك يا سيدي ويا مولاي يارسول الله وعلى آلك المظلومين.
صلى الله عليك يا مولاي وابن مولاي يا ابا عبد الله، صلى الله عليك وعلى أخيك وحامل لوائك
السلام عليك أيها العبد الصالح السلام عليك يا أبا الفضل العباس بن علي ، سيدي لعن الله الظالمين لكم من الأولين والآخرين. ما خاب من تمسك بكم امن من لجأ إليكم يا ليتنا كنا معكم فنفوز والله فوزا عظيما...
📌 القريض:
خطب له امست الأملاك باكية
والدين متفجعاً والحق مهتضما
يوم به سبط طه غدا منفردا
للعلقمي بدمع يشبه الديما
فمذ رآه هوى من فوق سابقه
عليه يدعو الا ظهري قد انفصما
رآه ملقى ومنه رأسه منفضخ
والسهم في العين والكفان قد حسما
أجرى الدمع له حزنا ثم خاطبه
معاتبا وعليه الخطب قد عظما
عباس ابوك كان لجدي في الحروب
حمى وانت بالطف ذخرا لي وحمى
عباس بعدك هذه الخيل قد زحفت
على أخيك وجيش الكفر قد هجما
قم ردها لا تدع منها قريع وغى
يجوز حدك فانهض واحرس الخيما
📌شعبي:
تعنى من الخيم للعلقمي احسين
يصيح بصوت ياعضيدي وقعت وين
بعد ما شوف دربي يا ضوا العين
يخويه الكون كله بعيني أظلم
يخويه ليا كتر طاحن زنودك
يخويه العلم وينه ووين جودك
يبو فاضل زماني هم يعودك
وشملي اللي تشتت بيك يلتم
تخوصر يم عضيده وصاح ويلي
يا نهار سعدي ويا بدر ليلي
يبو فاضل يخويه اقطعت حيلي
وطود الصبر من بعدك تهدم
يخويه انهد حيلي وظهري انكسر
اشوفنك يبو فاضل مرمي عالنهر
ودمك يجري من عينك والنحر
يخويه امنين اجتني هالرزيه
المرجع لله لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين.
لقد جاء في الدعاء الشريف :" يا نور النور يا منور النور...."
يقول الامام موسى بن جعفر عليه السلام وهو في السجن في جوابه لابن سويد :" بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله العلي العظيم بعظمته ونوره أبصر قلوب المؤمنين "
وايضا نقرأ في دعاء الجوشن الكبير :" يا مقلب القلوب يا طبيب القلوب يا منور القلوب ...."
وفي مناجاة أمير المؤمنين عليه السّلام:" وانر أبصار قلوبنا " وعن الإمام أبي عبدالله الصادق عليه السلام:" أن الله عز وجل إذا أراد بعبد خيرا نكت في قلبه نكتة من نوره وفتح مسامع قلبه ووكل به ملكا يسدده "
ويمكن للمؤمن أن يؤيد بروح القدس كما حصل مع الكميت صاحب الإمام الصادق عليه السلام الذي قال له :" لا تزال مؤيدا بروح القدس ما دمت معنا " اي ان الانسان طالما هو على نهج أهل البيت هذا النهج المستقيم الذي هو نهج القرآن بحق بل هو نهج الله الصراط المستقيم، إذا انتهج خطهم سلام الله عليهم يكون مؤيدا بروح القدس .وهذا لطف إلهي لا يناله إلا ذو حظ عظيم
وايضا يمكن للمؤمن أن يؤيد بأكثر من روح القدس يؤيد بروح الإمام المعصوم وامام زماننا الحاضر الغائب هو من نؤيد به في هذا الزمان يقول الامام الباقر عليه السلام:" ما من عبد احبنا وزاد في حبنا واخلص في معرفتنا ويسأل مسألة إلا نفثنا في روعه جوابا لتلك المسألة "
حديث الإمام الباقر واضح وجلي لكنه مقيض بشرط وهذا الشرط أساسي في تأييد المعصوم للمؤمن إلا وهو الإخلاص في ولايتهم سلام الله عليهم وعندنا نماذج من عظمائنا واساطين المذهب من هم مؤيدون بروح الإمام المعصوم .
ولكن يأتي سؤال ، كيف نحصل على هذا النور في قلوبنا ؟
الجواب في عدة أمور:
اولا : نور الإيمان كما في قوله تعالى :" الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور " هذه الايه تعتبر تابعه لأية الكرسي والبعض يعتبرها من اية الكرسي .
في رواية لما نظر النبي الاكرم صلى الله عليه وآله إلى حارثه قال هذا عبد نور الله قلبه بالإيمان " يعني أن الإنسان كلما كان متبعا للطريق المستقيم الذي أمر الله تعالى العباد باتباعه يكون مؤيدا بهذا النور في حياته .
ثانيا : نور اليقين نقول في الدعاء "اللهم املأ قلبي نور اليقين " إذا امتلأ قلب المؤمن بنور اليقين يرى الأشياء على حقيقتها وتزول الحجب عن قلبه .
ثالثا نور القرآن:" أنزلنا إليكم نورا مبينا " سورة النساء ايه 175 ففي الرواية" أن هذا القرآن فيه مصابيح النور " لكن شريطة أن نعي القرآن ومضامينه ونتدبر آياته ولا يكون مجرد لقلقة لسان والا فكم من قارئ للقران والقرآن يلعنه .
رابعا نور النبي صلى الله عليه وآله فهو كما يصفه الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام:" أمام من اتقى وبصيرة من اهتدى ، سراج لمع ضوؤه وشهاب سطع نوره حتى أروى قبسا لقابس وانار علما لحابس " المؤمن إذا تمسك بنهج النبي صلى الله عليه وآله الذي ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى في قوله وفعله وتقريره لأنه هو السراج المنير وهو البشير النذير .
خامسا نور الإمام:" إلا وان لكل مأموم امام يقتدي به ويستضيئ بنور علمه "
عندما يتبع شخص ما قائدا ويعتبره إماما فهذا يعني أنه يؤيده في كل افعاله سواء كان هذا الإمام أمام حق أو إمام جور لأن هنا
ك امام يدعو اتباعه إلى الجحيم كما عبر القرآن:" وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون "
اذن على الانسان ان يحسن اختيار الإمام الذي يريد الاقتداء به .والائمة سلام الله عليهم ينورون قلوب شيعتهم واتباعهم بنور ولايتهم فعن ابي جعفر عليه السلام:" وهم والله ينورون قلوب المؤمنين " .
يقول النبي الاكرم ابي القاسم محمد صلى الله عليه وآله:" والذي بعثني بالحق نبيا انهم يستضؤن بنوره وينتفعون في غيبته كانتفاع الناس بالشمس " يقصد الإمام المهدي اننا ننتفع بنوره عجل الله تعالى فرجه الشريف وننتفع بالطافه وان كنا لا نراه فهو يرانا كالشمس التي تحجبها السحب في السماء لكن نورها ودفئها لا يحجب .
ايضا هناك أمور أخرى يمكن أن تنور قلب المؤمن إضافة إلى ما تقدم منها التقوى والعلم والبكاء من خشية الله والشكر لله في كل حال نكون عليه يقول الامام الصادق :" طلبت نور القلب فوجدته بالشكر " .
وايضا صلاة الليل يقول الامام علي عليه السلام ما تركت صلاة الليل منذ سمعت رسول الله ص قال صلاة الليل نور " .
الاقتداء بالصالحين والاولياء من عباد الله أيضا ينور القلب لنعرج إلى كربلاء الإمام الحسين عليه السلام ونرى ما تجلى فيها من النور الذي يقتدي به المؤمن .
لقد تجلت كل هذه الصفات في كربلاء في شخص قمر العشيرة وحامل لواء الحسين كفيل الحوراء زينب وساقي عطاشى كربلاء الذي يصفه الإمام المعصوم فيقول في حقه :" رحم الله عمي العباس لقد كان نافذ البصيرة صلب الإيمان لقد ظهر نور قلبه في وجهه فهو قمر العشيرة " .
نعم أيها المواليات ابو الفضل العباس الذي تكفل خدر الهاشميات من حين خروجهم من مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله إلى أن وصلوا كربلاء .
اجركم الله وبعد ظهر يوم عاشوراء وبعد استشهاد جميع أنصار المولى ابي عبدالله الحسين وأهل بيته تقدم العباس من أخيه الإمام الحسين بعدما سمع الأطفال تتصارخ العطش العطش تحلقوا حول ابي الفضل وكل ينادي عماه العطش ..
وقف أمام الإمام الحسين قائلا هل من رخصة قال اخي ان ذهبت تشتت عسكري لكن ان كان ولا بد فاطلب لهؤلاء الأطفال قليلا من الماء
يقله .....
هاج العزم يحسين بيه وضاق صدري
رخص لي ببيع للحريم يحسين عمري
قله حبيب المصطفى يحزام ظهري
ما بيني وبينك اخاف يفرق البين
نادي البطل عباس يا شبل الامينه
زينب لفتني بالرضيع يدير عينه
يابس لسانه من الظمى ومصفر لونه
وسكنه شفتها تشتكي من العطش
اجركم الله خرج العباس قاصدا مشرعة الفرات حاملا الراية والجود على كتفه ، فرق الأعداء عن المشرعه نزل إلى الماء ملا القربه وغرف غرفة بيده وصار يخاطب نفسه ..
يا نفس من بعد الحسين هوني
وبعده لا كنت أو تكوني
هذا حسين وارد المنون
وتشربين بارد المعين
ولمن وصل للنهر عباس الشفيه
طب وملا القربه وغرف بيده ميه
وراد يشرب لكن تذكر عطش خيه
رد ورمى الماي والدمع يجري بالخدود
شوف المودة ومواساة الإخوان
وسط الشريعه والقلب يلتهب نيران
حرم على نفسه الشرب وحسين عطشان
وأطفاله اللي بالمخيم بالظما تلود
اجركم الله خرج ابو الفضل العباس من المشرعه قاصدا خيام الحسين وهو يرتجز
لا اهَابُ المَوْتُ إِذَا المَوْتُ زَقَا
حَتَّى أُوَارَى فِي المَصَالِيتِ لِقَى
نَفْسِي لِسِبْطِ المُصْطَفَى الطُّهْرِ وِقَى
إِنِّي أَنَا العَبَّاسُ أَغْدُو بِالسِّــقَا
وَلَا أَخافُ الشَّرَّ يَوْمَ المُلْتَقَى
فرّقهم عن طريقه وراحوا يكمنون له وراء جذوع النخل.
فضربه زيد بن الرقاد الجهنيّ من وراء نخلة على يمينه فبراها
, فأخذ العبّاس السيف بشماله وحمل عليهم وهو يقول:
وَاللهِ إِنْ قَطَعْتُمُ يَمِيْنِي
إِنِّي أُحَامِي أَبَدَاً عَنْ دِينِي
وَعَنْ إِمَامٍ صَادِقِ اليَقِيْنِ
نَجْلِ النَّبِيِّ الطَّاهِرِ الأَمِينِ
كن حكيم بن الطفيل الطائيّ كمن له من وراء نخلة وضربه على شماله فقطعها من الزند فقال عليه السلام :
يَا نَفْسُ لَا تَخْشَيْ مِنَ الكُفَّارِ
وَأَبْشِرِي بِرَحْمَةِ الجَبَّارِ
قَدْ قَطَعُوا بِبَغْيِهِمْ يَسَــارِي
فَأَصْلِهِمْ يَا رَبِّ حَرَّ النَّارِ
اه اه اجركم الله
فعند ذلك أخذ القربة بأسنانه وجعل يسرع ليوصل الماء إلى المخيم فلمّا نظر ابن سعد إلى شدّة اهتمام العبّاس عليه السلام بالقربة صاح بالقوم: ويلكم ارشقوا القربة بالنبل فوالله إن شرب الحسين من هذا الماء أفناكم عن آخركم.
فتكاثروا عليه يا رسول الله يا علي يا زهراء
وأتته السهام كالمطر فأصابته في صدره, وسهم أصاب إحدى عينيه فأطفأها, وتجمّع الدم على عينه الأخرى فلم يبصر بها, وأصاب القربة سهم فأريق ماؤها.
وكأنّي بالعبّاس توقّف حائراً فليس لديه يدان يقاتل بهما ولا عينان يبصر بهما ولا ماء يوصله إلى المخيّم وبينما هو كذلك اجركم الله ...ضربه لعين بعمود من حديد على أمّ رأسه ففلق هامته وسقط من فرسه منادياً : عليك منّي السلام أبا عبد الله، أدركني يا أخي.
سمع صوته وتعناله
وشافه على الشريعه
اذن على الانسان ان يحسن اختيار الإمام الذي يريد الاقتداء به .والائمة سلام الله عليهم ينورون قلوب شيعتهم واتباعهم بنور ولايتهم فعن ابي جعفر عليه السلام:" وهم والله ينورون قلوب المؤمنين " .
يقول النبي الاكرم ابي القاسم محمد صلى الله عليه وآله:" والذي بعثني بالحق نبيا انهم يستضؤن بنوره وينتفعون في غيبته كانتفاع الناس بالشمس " يقصد الإمام المهدي اننا ننتفع بنوره عجل الله تعالى فرجه الشريف وننتفع بالطافه وان كنا لا نراه فهو يرانا كالشمس التي تحجبها السحب في السماء لكن نورها ودفئها لا يحجب .
ايضا هناك أمور أخرى يمكن أن تنور قلب المؤمن إضافة إلى ما تقدم منها التقوى والعلم والبكاء من خشية الله والشكر لله في كل حال نكون عليه يقول الامام الصادق :" طلبت نور القلب فوجدته بالشكر " .
وايضا صلاة الليل يقول الامام علي عليه السلام ما تركت صلاة الليل منذ سمعت رسول الله ص قال صلاة الليل نور " .
الاقتداء بالصالحين والاولياء من عباد الله أيضا ينور القلب لنعرج إلى كربلاء الإمام الحسين عليه السلام ونرى ما تجلى فيها من النور الذي يقتدي به المؤمن .
لقد تجلت كل هذه الصفات في كربلاء في شخص قمر العشيرة وحامل لواء الحسين كفيل الحوراء زينب وساقي عطاشى كربلاء الذي يصفه الإمام المعصوم فيقول في حقه :" رحم الله عمي العباس لقد كان نافذ البصيرة صلب الإيمان لقد ظهر نور قلبه في وجهه فهو قمر العشيرة " .
نعم أيها المواليات ابو الفضل العباس الذي تكفل خدر الهاشميات من حين خروجهم من مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله إلى أن وصلوا كربلاء .
اجركم الله وبعد ظهر يوم عاشوراء وبعد استشهاد جميع أنصار المولى ابي عبدالله الحسين وأهل بيته تقدم العباس من أخيه الإمام الحسين بعدما سمع الأطفال تتصارخ العطش العطش تحلقوا حول ابي الفضل وكل ينادي عماه العطش ..
وقف أمام الإمام الحسين قائلا هل من رخصة قال اخي ان ذهبت تشتت عسكري لكن ان كان ولا بد فاطلب لهؤلاء الأطفال قليلا من الماء
يقله .....
هاج العزم يحسين بيه وضاق صدري
رخص لي ببيع للحريم يحسين عمري
قله حبيب المصطفى يحزام ظهري
ما بيني وبينك اخاف يفرق البين
نادي البطل عباس يا شبل الامينه
زينب لفتني بالرضيع يدير عينه
يابس لسانه من الظمى ومصفر لونه
وسكنه شفتها تشتكي من العطش
اجركم الله خرج العباس قاصدا مشرعة الفرات حاملا الراية والجود على كتفه ، فرق الأعداء عن المشرعه نزل إلى الماء ملا القربه وغرف غرفة بيده وصار يخاطب نفسه ..
يا نفس من بعد الحسين هوني
وبعده لا كنت أو تكوني
هذا حسين وارد المنون
وتشربين بارد المعين
ولمن وصل للنهر عباس الشفيه
طب وملا القربه وغرف بيده ميه
وراد يشرب لكن تذكر عطش خيه
رد ورمى الماي والدمع يجري بالخدود
شوف المودة ومواساة الإخوان
وسط الشريعه والقلب يلتهب نيران
حرم على نفسه الشرب وحسين عطشان
وأطفاله اللي بالمخيم بالظما تلود
اجركم الله خرج ابو الفضل العباس من المشرعه قاصدا خيام الحسين وهو يرتجز
لا اهَابُ المَوْتُ إِذَا المَوْتُ زَقَا
حَتَّى أُوَارَى فِي المَصَالِيتِ لِقَى
نَفْسِي لِسِبْطِ المُصْطَفَى الطُّهْرِ وِقَى
إِنِّي أَنَا العَبَّاسُ أَغْدُو بِالسِّــقَا
وَلَا أَخافُ الشَّرَّ يَوْمَ المُلْتَقَى
فرّقهم عن طريقه وراحوا يكمنون له وراء جذوع النخل.
فضربه زيد بن الرقاد الجهنيّ من وراء نخلة على يمينه فبراها
, فأخذ العبّاس السيف بشماله وحمل عليهم وهو يقول:
وَاللهِ إِنْ قَطَعْتُمُ يَمِيْنِي
إِنِّي أُحَامِي أَبَدَاً عَنْ دِينِي
وَعَنْ إِمَامٍ صَادِقِ اليَقِيْنِ
نَجْلِ النَّبِيِّ الطَّاهِرِ الأَمِينِ
كن حكيم بن الطفيل الطائيّ كمن له من وراء نخلة وضربه على شماله فقطعها من الزند فقال عليه السلام :
يَا نَفْسُ لَا تَخْشَيْ مِنَ الكُفَّارِ
وَأَبْشِرِي بِرَحْمَةِ الجَبَّارِ
قَدْ قَطَعُوا بِبَغْيِهِمْ يَسَــارِي
فَأَصْلِهِمْ يَا رَبِّ حَرَّ النَّارِ
اه اه اجركم الله
فعند ذلك أخذ القربة بأسنانه وجعل يسرع ليوصل الماء إلى المخيم فلمّا نظر ابن سعد إلى شدّة اهتمام العبّاس عليه السلام بالقربة صاح بالقوم: ويلكم ارشقوا القربة بالنبل فوالله إن شرب الحسين من هذا الماء أفناكم عن آخركم.
فتكاثروا عليه يا رسول الله يا علي يا زهراء
وأتته السهام كالمطر فأصابته في صدره, وسهم أصاب إحدى عينيه فأطفأها, وتجمّع الدم على عينه الأخرى فلم يبصر بها, وأصاب القربة سهم فأريق ماؤها.
وكأنّي بالعبّاس توقّف حائراً فليس لديه يدان يقاتل بهما ولا عينان يبصر بهما ولا ماء يوصله إلى المخيّم وبينما هو كذلك اجركم الله ...ضربه لعين بعمود من حديد على أمّ رأسه ففلق هامته وسقط من فرسه منادياً : عليك منّي السلام أبا عبد الله، أدركني يا أخي.
سمع صوته وتعناله
وشافه على الشريعه
حسين
عينه بسهم ممروده
ويمه امقطعه الكفين
تخوصر يم عضيده
وصاح ياوسفه ينور العين
يعباس اقطعت بيه
ودارت هالعدى عليه
نورك من خمد ضيه
عدوي اليوم يا عباس
من عندي أخذ دينه
فأتاه الحسين عليه السلام مسرعاً ولمّا وصل إليه ورآه مقطوع اليدين، مفلوق الرأس نصفين، السهم نابت في العين، رمى بنفسه عليه وأخذ رأسه الشريف ووضعه في حجره ومسح الدم والتراب عنه, ثمّ بكى بكاءً عالياً وقال: الآن انكسر ظهري وقلّت حيلتي وشمت بي عدوّي:
قالوا: فرفع العبّاس رأسه من حجر الحسين عليه السلام وردّه إلى التراب فأعاده الحسين عليه السلام إلى حجره فردّه العبّاس ثانية وهكذا في الثالثة فسأله الحسين عليه السلام : أخي أبا الفضل لم لا تترك رأسك في حجري؟
حط راسه ابحضنه وراد الوداع
شاله وتربه عباس بالقاع
رد احسين شاله ابقلب مرتاع
رده اردود للتربان والحر
فيجيبه العبّاس بصوت ضعيف: أخي أبا عبد الله أنت الآن تأخذ برأسي ولكن بعد ساعة من الذي يأخذ برأسك:
يخويه من يغمضلك اعيونك
ويا هواللي يقف يحسين دونه
على افراقي يخويه انخطف لونك
وتظل بعدي يبو سكنه محير
ثمّ فاضت روحه الطاهرة بين يدي الحسين عليه السلام فتركه في مكانه وقام من عنده محني الظهر:
قــام حسـين محنيــه ضلوعــه
شـبه صـب المـزن صبـن دموعـه
طلعت صارخـه زينـب بلوعـــه
تقلـه طـاح خويــه وقمـت عنــه
ورجع إلى مخيّمه منكسراً حزيناً باكياً يكفكف دموعه بكمّه وقد تدافع الأعداء على مخيّمه فنادى: أما من مغيث يغيثنا أما من مجير يجيرنا، أما من طالب حقّ فينصرنا، أما من خائف من
من النّار فيذبّ عن حرمنا، فأقبلت إليه سكينة وسألته عن عمّها فقال لها: عظم الله لك الأجر بعمّك العبّاس فصرخت ونادت: واعمّاه واعبّاساه، وسمعتها العقيلة زينب عليه السلام فصاحت: واأخاه واعبّاساه واضيعتاه من بعدك، فقال الحسين عليه السلام : إي والله واضيعتاه وانقطاع ظهراه بعدك أبا الفضل يعزّ عليَّ والله فراقك:
يخويه ليش هالساعة عفتني
رحت عني يخويه وضيعتني
امصابك هالكسر قلبي ومتني
وناره بالقلب يا خويه تسعر
أَحِمَى الضَّايِعَاتِ بَعْدَكَ ضِعْنَا
بِحِمَى النَّائِبَاتِ حَسْرَى بَوَادِي
يا الله
خادمة الزهراء/ ليلى زغيب
عينه بسهم ممروده
ويمه امقطعه الكفين
تخوصر يم عضيده
وصاح ياوسفه ينور العين
يعباس اقطعت بيه
ودارت هالعدى عليه
نورك من خمد ضيه
عدوي اليوم يا عباس
من عندي أخذ دينه
فأتاه الحسين عليه السلام مسرعاً ولمّا وصل إليه ورآه مقطوع اليدين، مفلوق الرأس نصفين، السهم نابت في العين، رمى بنفسه عليه وأخذ رأسه الشريف ووضعه في حجره ومسح الدم والتراب عنه, ثمّ بكى بكاءً عالياً وقال: الآن انكسر ظهري وقلّت حيلتي وشمت بي عدوّي:
قالوا: فرفع العبّاس رأسه من حجر الحسين عليه السلام وردّه إلى التراب فأعاده الحسين عليه السلام إلى حجره فردّه العبّاس ثانية وهكذا في الثالثة فسأله الحسين عليه السلام : أخي أبا الفضل لم لا تترك رأسك في حجري؟
حط راسه ابحضنه وراد الوداع
شاله وتربه عباس بالقاع
رد احسين شاله ابقلب مرتاع
رده اردود للتربان والحر
فيجيبه العبّاس بصوت ضعيف: أخي أبا عبد الله أنت الآن تأخذ برأسي ولكن بعد ساعة من الذي يأخذ برأسك:
يخويه من يغمضلك اعيونك
ويا هواللي يقف يحسين دونه
على افراقي يخويه انخطف لونك
وتظل بعدي يبو سكنه محير
ثمّ فاضت روحه الطاهرة بين يدي الحسين عليه السلام فتركه في مكانه وقام من عنده محني الظهر:
قــام حسـين محنيــه ضلوعــه
شـبه صـب المـزن صبـن دموعـه
طلعت صارخـه زينـب بلوعـــه
تقلـه طـاح خويــه وقمـت عنــه
ورجع إلى مخيّمه منكسراً حزيناً باكياً يكفكف دموعه بكمّه وقد تدافع الأعداء على مخيّمه فنادى: أما من مغيث يغيثنا أما من مجير يجيرنا، أما من طالب حقّ فينصرنا، أما من خائف من
من النّار فيذبّ عن حرمنا، فأقبلت إليه سكينة وسألته عن عمّها فقال لها: عظم الله لك الأجر بعمّك العبّاس فصرخت ونادت: واعمّاه واعبّاساه، وسمعتها العقيلة زينب عليه السلام فصاحت: واأخاه واعبّاساه واضيعتاه من بعدك، فقال الحسين عليه السلام : إي والله واضيعتاه وانقطاع ظهراه بعدك أبا الفضل يعزّ عليَّ والله فراقك:
يخويه ليش هالساعة عفتني
رحت عني يخويه وضيعتني
امصابك هالكسر قلبي ومتني
وناره بالقلب يا خويه تسعر
أَحِمَى الضَّايِعَاتِ بَعْدَكَ ضِعْنَا
بِحِمَى النَّائِبَاتِ حَسْرَى بَوَادِي
يا الله
خادمة الزهراء/ ليلى زغيب
مجلس الامام الحسين من شعائر الله
بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله عليك يا رسول الله، وعلى الك المظلومين، صلى الله عليك يا مولاي وابن مولاي يا ابا عبدالله ، يارحمة الله الواسعه ويا باب نجاة الامه .لعن الله الظالمين لكم
ما خاب من تمسك بكم أمن من لجأ إليكم يا ليتنا كنا معكم فنفوز والله فوزا عظيما.
ارخصت يا شهر المحرم ادمعي
ونزعتها من قلبي المتفجع
وتركتني والحزن ملء جوارحي
سهران من حر الأسى لم اهجع
وعادت ايام الحياة مريرة
عندي وأصبح شهدها لم يجرع
وكستني ثوب الحداد برزء من
أبكى رسول الله قبل المصرع
ذاك الحسين وكيف يحسن بعده
حال ويرقا فيه مدمع من يعي
انا كيف انساه وفي قلبي له
قبر وفي عيني أعظم موضع
عميت إذا لم تتسدر دموعها
عيناي من قلبي دما بتوجع
بهلالك الظامي الذي فيه مضى
ظام وغلة قلبه لم تنقع
دامي الحشى على وجه الثرى
بدمائه بين العداة ملفع
ويلي ....ويلي
فائزي.
ظل مطروح بمكانه يون إحسين...ومهره للخيم رد يهل العين
طلعت ليه زينب والقلب نصين...تنادي الحرم قومن للولي جانا1
يقول الله تعالى في محكم كتابه : "بسم الله الرحمن الرحيم؛ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب "2
تعريف كلمة شعائر عند أهل اللغه وفي الاصطلاح .
أما لغة : شعائر جمع شعيره وهو ما ندب الشرع إليه وأمر بالقيام به ،
أما في الاصطلاح :هي مظاهر العباده وتقاليدها وممارساتها. وشعائر الحج أعماله ومناسكه. 3
والمشعر موضع المنسك من مشاعر الحج "فاذكروا الله عند المشعر الحرام "4
وشعائر الله مناسك الحج اي العلامات وهي الأعمال من سعي وطواف ...وووو وما إلى هنالك من أعمال الحج.
وقد اختلف المفسرون في المراد من شعائر في الايه الانفة الذكر .
قال الطبرسي ومن يعظم شعائر الله اي معالم دين الله التي وضعها لطاعته. وقيل شعائر الله هي الدين الذي أمر بطاعته والتعظيم دليل على الالتزام به كله.
وقال السيد عبد الأعلى السبزواري في تفسير قوله تعالى "يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله .."الشعائر جمع شعيره وهي تارة العلامه تدل على معالم الحج وهي اعلامه الظاهره المعده للنسك والعبادة وهي كل ما يتعبد به الله تعالى.
وايضا يدخل فيها الصفا والمروى والسعي بينهما .سئل الإمام جعفر بن محمد الصادق لما أصبح المسعى من أحب البقاع إلى الله قال ع : لأنه يذل فيه كل جيار".
ومن شعائر الحج البدن "والبدن جعلناها لكم من شعائر الله " والمراد بها الهدي الذي يقدمه الحاج إلى بيت الله للاضحيه وتشعر اي يشق سنامها الأيمن ليعلم انها هدي .
والبدن مفردها البدنة وهي الناقه أو البقره .
وحيث ذهب الطبرسي والسبزواري وغيرهم 5
على أن المراد من الشعيره مطلق العلامه لله عز وجل والبدن من مصاديق تلك العلامات والشعائر .
يستفاد من كلام أهل الاختصاص في التفسير أن هذه الايه والآيات المتعلقه بشعائر الله انها تنقسم إلى أربعة أقسام نوردها للعلم بالشيئ :
1 البدن 2 مناسك الحج وأعماله 3 مواقع المناسك والمعالم 4 علامات طاعة الله واعلام دينه .
والقسم الرابع ما ندخل من خلاله إلى مجلسنا
والآن لنأتي إلى مصاديق أخرى لشعائر الله من خلال القسم الرابع يقول أمير المؤمنين "نحن الشعائر والأصحاب "
وبما أن أهل البيت هم عدل القرآن والثقل الأصغر بمقتضى قول النبي ص "اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي".
إذا كانت البدن من شعائر الله وهي الهدي إلا يكون من خلقت الدنيا ومن فيها لأجلهم من أهم مصاديق شعائر الله بل واعظمها .سئل الإمام الصادق عن تفسير قوله تعالى "وعاملات وبالنجم هم يهتدون" قال ع النجم هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والعاملات هم الأئمة من بعده .
وجاء في خطبة الامام علي ع :"نحن الشعائر والأصحاب والخزنة والأبواب ولا تؤتى البيوت إلا من أبوابها فمن اتاها من غير أبوابها سمي سارقا"6.
من الأمور التي لا خلاف فيها أن تعظيم الشعائر من الأمور المؤكد عليها .وهذا يقودنا إلى تعظيم من فدوا الدين بكل غال ونفيس لمن الأمور المهمه. وحيث وجهنا أهل البيت عليهم السلام إلى تعظيم شان الحسين عليه السلام وذكره في أيام معلومات خاصه وعلى بدار الأيام أيضا. لأن الحسين من أهم مصاديق شعائر الله يتحتم على كل ذي لب أن يتفكر بهذه الشعيره العظيمه لسبط رسول الله ص الذي حل احرامه لما رأى الدين وشعائره تهتضم وتنتهك على أيدي من نصبوا أنفسهم رعاة على الخلق عنوة.
الإمام الحسين الذي كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يحمله على عاتقه ؛وغير مرة قطع خطبته في المسجد ونزل إليه يشمه ويحمله. وهو القائل ص مكتوب عن يمين العرش أن الحسين مصباح هدى وسفينة نجاة .
الإمام الحسين مع ما له من مكانة عظيمه خرج من
بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله عليك يا رسول الله، وعلى الك المظلومين، صلى الله عليك يا مولاي وابن مولاي يا ابا عبدالله ، يارحمة الله الواسعه ويا باب نجاة الامه .لعن الله الظالمين لكم
ما خاب من تمسك بكم أمن من لجأ إليكم يا ليتنا كنا معكم فنفوز والله فوزا عظيما.
ارخصت يا شهر المحرم ادمعي
ونزعتها من قلبي المتفجع
وتركتني والحزن ملء جوارحي
سهران من حر الأسى لم اهجع
وعادت ايام الحياة مريرة
عندي وأصبح شهدها لم يجرع
وكستني ثوب الحداد برزء من
أبكى رسول الله قبل المصرع
ذاك الحسين وكيف يحسن بعده
حال ويرقا فيه مدمع من يعي
انا كيف انساه وفي قلبي له
قبر وفي عيني أعظم موضع
عميت إذا لم تتسدر دموعها
عيناي من قلبي دما بتوجع
بهلالك الظامي الذي فيه مضى
ظام وغلة قلبه لم تنقع
دامي الحشى على وجه الثرى
بدمائه بين العداة ملفع
ويلي ....ويلي
فائزي.
ظل مطروح بمكانه يون إحسين...ومهره للخيم رد يهل العين
طلعت ليه زينب والقلب نصين...تنادي الحرم قومن للولي جانا1
يقول الله تعالى في محكم كتابه : "بسم الله الرحمن الرحيم؛ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب "2
تعريف كلمة شعائر عند أهل اللغه وفي الاصطلاح .
أما لغة : شعائر جمع شعيره وهو ما ندب الشرع إليه وأمر بالقيام به ،
أما في الاصطلاح :هي مظاهر العباده وتقاليدها وممارساتها. وشعائر الحج أعماله ومناسكه. 3
والمشعر موضع المنسك من مشاعر الحج "فاذكروا الله عند المشعر الحرام "4
وشعائر الله مناسك الحج اي العلامات وهي الأعمال من سعي وطواف ...وووو وما إلى هنالك من أعمال الحج.
وقد اختلف المفسرون في المراد من شعائر في الايه الانفة الذكر .
قال الطبرسي ومن يعظم شعائر الله اي معالم دين الله التي وضعها لطاعته. وقيل شعائر الله هي الدين الذي أمر بطاعته والتعظيم دليل على الالتزام به كله.
وقال السيد عبد الأعلى السبزواري في تفسير قوله تعالى "يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله .."الشعائر جمع شعيره وهي تارة العلامه تدل على معالم الحج وهي اعلامه الظاهره المعده للنسك والعبادة وهي كل ما يتعبد به الله تعالى.
وايضا يدخل فيها الصفا والمروى والسعي بينهما .سئل الإمام جعفر بن محمد الصادق لما أصبح المسعى من أحب البقاع إلى الله قال ع : لأنه يذل فيه كل جيار".
ومن شعائر الحج البدن "والبدن جعلناها لكم من شعائر الله " والمراد بها الهدي الذي يقدمه الحاج إلى بيت الله للاضحيه وتشعر اي يشق سنامها الأيمن ليعلم انها هدي .
والبدن مفردها البدنة وهي الناقه أو البقره .
وحيث ذهب الطبرسي والسبزواري وغيرهم 5
على أن المراد من الشعيره مطلق العلامه لله عز وجل والبدن من مصاديق تلك العلامات والشعائر .
يستفاد من كلام أهل الاختصاص في التفسير أن هذه الايه والآيات المتعلقه بشعائر الله انها تنقسم إلى أربعة أقسام نوردها للعلم بالشيئ :
1 البدن 2 مناسك الحج وأعماله 3 مواقع المناسك والمعالم 4 علامات طاعة الله واعلام دينه .
والقسم الرابع ما ندخل من خلاله إلى مجلسنا
والآن لنأتي إلى مصاديق أخرى لشعائر الله من خلال القسم الرابع يقول أمير المؤمنين "نحن الشعائر والأصحاب "
وبما أن أهل البيت هم عدل القرآن والثقل الأصغر بمقتضى قول النبي ص "اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي".
إذا كانت البدن من شعائر الله وهي الهدي إلا يكون من خلقت الدنيا ومن فيها لأجلهم من أهم مصاديق شعائر الله بل واعظمها .سئل الإمام الصادق عن تفسير قوله تعالى "وعاملات وبالنجم هم يهتدون" قال ع النجم هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والعاملات هم الأئمة من بعده .
وجاء في خطبة الامام علي ع :"نحن الشعائر والأصحاب والخزنة والأبواب ولا تؤتى البيوت إلا من أبوابها فمن اتاها من غير أبوابها سمي سارقا"6.
من الأمور التي لا خلاف فيها أن تعظيم الشعائر من الأمور المؤكد عليها .وهذا يقودنا إلى تعظيم من فدوا الدين بكل غال ونفيس لمن الأمور المهمه. وحيث وجهنا أهل البيت عليهم السلام إلى تعظيم شان الحسين عليه السلام وذكره في أيام معلومات خاصه وعلى بدار الأيام أيضا. لأن الحسين من أهم مصاديق شعائر الله يتحتم على كل ذي لب أن يتفكر بهذه الشعيره العظيمه لسبط رسول الله ص الذي حل احرامه لما رأى الدين وشعائره تهتضم وتنتهك على أيدي من نصبوا أنفسهم رعاة على الخلق عنوة.
الإمام الحسين الذي كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يحمله على عاتقه ؛وغير مرة قطع خطبته في المسجد ونزل إليه يشمه ويحمله. وهو القائل ص مكتوب عن يمين العرش أن الحسين مصباح هدى وسفينة نجاة .
الإمام الحسين مع ما له من مكانة عظيمه خرج من
بيت الله الامن لكل مخلوقات الله أصبح ليس امنا له ،خرج لحماية شعائر الله ومقدسات الله ولكي يحمي دين جده المصطفى وهو القائل "لم أخرج اشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما إنما خرجت لطلب الإصلاح في دين جدي اريد ان امر بالمعروف وأنهى عن المنكر واسير بسيرة ابي وجدي ".
الحسين الذي علم بدمائه الزكيه كيف يكون معنى الشهادة والفتح المظفر .
وبما أن الإمام الحسين معلم من معالم الدين بل من معالم الانسانيه وجب علينا تعظيمه ومعرفته "معرفته بقدرنا لا بقدره فالحسين لا يعرفه حق المعرفه إلا معصوم "فهو من الطرق إلى الله الموصله إلى طاعته ومرضاته؛فهو مصباح هدى يستضاء به إلى معرفة الطريق إلى الله تعالى .
وساذكر لكم بعض أقوال قيلت بحقه عليه السلام :
👈يقول أنطوان بارا :لو كان الحسين منا لنشرنا في كل أرض رايه ولاقمنا في كل أرض منبر ولدعونا الناس الى المسيحية باسم الحسين.
👈يقول الكاتب الإنجليزي كارلوس ديكنز:إن كان الحسين قد حارب من أجل أهداف دنيوية لا أدري لماذا اصطحب معه النساء والأطفال؟إذن فالعقل يحكم انه ضحى من أجل الإسلام.
👈غاندي المناضل الهندي يقول :لقد طالعت بدقه حياة الحسين شهيد الإسلام ودققت النظر في صفحات كربلاء واتضح لي أن الهند إذا أرادت أن تحرز النصر فلا بد لها من اقتفاء سيرة الحسين.
إذن هذا الحسين بنظر الغرب فما بالنا نحن ؟؟!!
ولكي نشهد منافع لنا من شعيرة الحسين عليه السلام كما قال تعالى" ليشهدوا منافع لهم .."لنشهد منافع من كربلاء الامام الحسين عليه السلام علينا أن نقتفي آثار سيرته العطره ونتعلم منه كيف نحيا الحياة بعز وكرامة .
وبما أن الحسين عليه السلام مصداق الايه الكريمه "ذلك ومن يعظم شعائر الله ..."فهو مصداق ليشهدوا منافع لهم "وكل منفعة يريدها الإنسان متوفرة بكربلاء الامام الحسين عليه السلام وسيرته قبل كربلاء أيضا.
كيف ننتفع من نهضة الحسين عليه السلام؟
👌إذا تتبعنا سيرة سيد الشهداء نتعلم كيف نعيش الحياة كما أراد الله لنا أن نحياها بعز وكرامة ،أليس هو القائل هيهات منا الذله يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وطهرت وانوف حميه. ...
هكذا علمنا أن نعيش في دار الدنيا وايضا نحمل زادا ينفعنا للآخرة إلى جانب العبادات التي أمر الله بها أعمال مؤكد عليها من أهل بيت العصمه سلام الله عليهم ومنها البكاء على سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام وقد وردت روايات في ثواب البكاء عليه وإقامة الماتم .
من هذه الروايات :
1 قال الإمام الرضا عليه السلام:من تذكر مصابنا وبكى لما ارتكب منا كان في درجتنا يوم القيامه ومن تذكر مصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون .7.
2 قال الإمام الحسين عليه السلام:انا قتيل العبره قتلت مكروبا وحقيق على الله أن لا يأتيني مكروب قط إلا رده الله أو اقلبه مسرورا 8 .
3 قال علي ابن الحسين عليه السلام:أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين ابن علي دمعة حتى تسيل على خده بوأه الله بها غرفا في الجنة يسكنها احقابا.،وايما مؤمن دمعت عيناه دمعا حتى يسيل على خده لاذى مسنا من عدونا بوأه الله مبوأ صدق في الجنه .9
والآن اذهبوا معي أيها الاحبه إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله لنشاهد بعين القلب وداع الحسين لقبر جده المصطفى اه وامصيبتاه. .
تصوروا معي حال الحسين وهو يودع مدينة جده ....يودع البيت الذي ضمه مع أمه وأبيه. ..
لنذرف دموع القلب حسرة ونواسي فاطمة الزهراء وأمير المؤمنين ...لنواسي النبي الذي بكى على ولده الحسين قبل مصرعه ...
جاء إلى القبر الشريف مودعا كأني به ولسان حاله
نعي مجردات..
هوى على القبر وعليه حنى ضلوعه
يشم ترابه ويسكب دموعه
يبو الزهره الدهر لملم جموعه
وعليه النوايب غدت تلتم
غفت عالقبر عينه بكثر الهموم
لنه يشوف جده بعالم النوم
يقله نحلت حيلي يا مظلوم
وحجيك للقلب يحسين ولم.
عاشوري..
قوم وللطفوف أسرع بممشاك اه اه
وأخذ اهلك ينور العين وياك اه اه
عليل الدين يبني وقام ينخاك اه اه
ودم نحرك لعلة الدين مرهم
توجه امامكم شيعه موالين إلى بيت الله الحرام لكن لم يمهلوه حتى يتم حجه ...ولكي لا تستباح حرمة بيت الله حل احرامه وجعلها عمره مفرده وتوجه نحو العراق .لقيه عبدالله ابن جعفر وسأله بلسان الحال ...
نعي فائزي
في وين حجك قال حجي بأرض الطفوف
فيها بالبي واسعى واطوف
وفيها ياابن جعفر باحرم للوقوف
وفيها الدعا يا ربي اغفر للمحبين
فيها بنزع مخيط وبالبس احرام
وبلبس مخيط من الدمى والنبل واسهام
وفيها الصفا المعركه وفيها المروه الخيام
وجسمي الكعبه تطوف علي القوم صوبين
فيها ملزوم بتغسل من فيض نحري
وفيها الحطيم الخيل تحطم فوق صدري
وفيها عند ركن من الأركان ظهري
يحنى لكن دمعتي تجري من العين .
ابو ذيه. .
يا وسفه انذبح عطشان ميه
ومكسر صدره بخيول اميه
مطعون برماح واسهام ميه
وثلث تيام مرمي عالوطيه.
تخميس..
أيا قاطع البيدا سهولا واجبلا
إلى طيبة عرج خاضعا متذللا
ونح صارخا بها وقل متمثلا
افاطم لو خلت الحس
الحسين الذي علم بدمائه الزكيه كيف يكون معنى الشهادة والفتح المظفر .
وبما أن الإمام الحسين معلم من معالم الدين بل من معالم الانسانيه وجب علينا تعظيمه ومعرفته "معرفته بقدرنا لا بقدره فالحسين لا يعرفه حق المعرفه إلا معصوم "فهو من الطرق إلى الله الموصله إلى طاعته ومرضاته؛فهو مصباح هدى يستضاء به إلى معرفة الطريق إلى الله تعالى .
وساذكر لكم بعض أقوال قيلت بحقه عليه السلام :
👈يقول أنطوان بارا :لو كان الحسين منا لنشرنا في كل أرض رايه ولاقمنا في كل أرض منبر ولدعونا الناس الى المسيحية باسم الحسين.
👈يقول الكاتب الإنجليزي كارلوس ديكنز:إن كان الحسين قد حارب من أجل أهداف دنيوية لا أدري لماذا اصطحب معه النساء والأطفال؟إذن فالعقل يحكم انه ضحى من أجل الإسلام.
👈غاندي المناضل الهندي يقول :لقد طالعت بدقه حياة الحسين شهيد الإسلام ودققت النظر في صفحات كربلاء واتضح لي أن الهند إذا أرادت أن تحرز النصر فلا بد لها من اقتفاء سيرة الحسين.
إذن هذا الحسين بنظر الغرب فما بالنا نحن ؟؟!!
ولكي نشهد منافع لنا من شعيرة الحسين عليه السلام كما قال تعالى" ليشهدوا منافع لهم .."لنشهد منافع من كربلاء الامام الحسين عليه السلام علينا أن نقتفي آثار سيرته العطره ونتعلم منه كيف نحيا الحياة بعز وكرامة .
وبما أن الحسين عليه السلام مصداق الايه الكريمه "ذلك ومن يعظم شعائر الله ..."فهو مصداق ليشهدوا منافع لهم "وكل منفعة يريدها الإنسان متوفرة بكربلاء الامام الحسين عليه السلام وسيرته قبل كربلاء أيضا.
كيف ننتفع من نهضة الحسين عليه السلام؟
👌إذا تتبعنا سيرة سيد الشهداء نتعلم كيف نعيش الحياة كما أراد الله لنا أن نحياها بعز وكرامة ،أليس هو القائل هيهات منا الذله يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وطهرت وانوف حميه. ...
هكذا علمنا أن نعيش في دار الدنيا وايضا نحمل زادا ينفعنا للآخرة إلى جانب العبادات التي أمر الله بها أعمال مؤكد عليها من أهل بيت العصمه سلام الله عليهم ومنها البكاء على سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام وقد وردت روايات في ثواب البكاء عليه وإقامة الماتم .
من هذه الروايات :
1 قال الإمام الرضا عليه السلام:من تذكر مصابنا وبكى لما ارتكب منا كان في درجتنا يوم القيامه ومن تذكر مصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون .7.
2 قال الإمام الحسين عليه السلام:انا قتيل العبره قتلت مكروبا وحقيق على الله أن لا يأتيني مكروب قط إلا رده الله أو اقلبه مسرورا 8 .
3 قال علي ابن الحسين عليه السلام:أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين ابن علي دمعة حتى تسيل على خده بوأه الله بها غرفا في الجنة يسكنها احقابا.،وايما مؤمن دمعت عيناه دمعا حتى يسيل على خده لاذى مسنا من عدونا بوأه الله مبوأ صدق في الجنه .9
والآن اذهبوا معي أيها الاحبه إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله لنشاهد بعين القلب وداع الحسين لقبر جده المصطفى اه وامصيبتاه. .
تصوروا معي حال الحسين وهو يودع مدينة جده ....يودع البيت الذي ضمه مع أمه وأبيه. ..
لنذرف دموع القلب حسرة ونواسي فاطمة الزهراء وأمير المؤمنين ...لنواسي النبي الذي بكى على ولده الحسين قبل مصرعه ...
جاء إلى القبر الشريف مودعا كأني به ولسان حاله
نعي مجردات..
هوى على القبر وعليه حنى ضلوعه
يشم ترابه ويسكب دموعه
يبو الزهره الدهر لملم جموعه
وعليه النوايب غدت تلتم
غفت عالقبر عينه بكثر الهموم
لنه يشوف جده بعالم النوم
يقله نحلت حيلي يا مظلوم
وحجيك للقلب يحسين ولم.
عاشوري..
قوم وللطفوف أسرع بممشاك اه اه
وأخذ اهلك ينور العين وياك اه اه
عليل الدين يبني وقام ينخاك اه اه
ودم نحرك لعلة الدين مرهم
توجه امامكم شيعه موالين إلى بيت الله الحرام لكن لم يمهلوه حتى يتم حجه ...ولكي لا تستباح حرمة بيت الله حل احرامه وجعلها عمره مفرده وتوجه نحو العراق .لقيه عبدالله ابن جعفر وسأله بلسان الحال ...
نعي فائزي
في وين حجك قال حجي بأرض الطفوف
فيها بالبي واسعى واطوف
وفيها ياابن جعفر باحرم للوقوف
وفيها الدعا يا ربي اغفر للمحبين
فيها بنزع مخيط وبالبس احرام
وبلبس مخيط من الدمى والنبل واسهام
وفيها الصفا المعركه وفيها المروه الخيام
وجسمي الكعبه تطوف علي القوم صوبين
فيها ملزوم بتغسل من فيض نحري
وفيها الحطيم الخيل تحطم فوق صدري
وفيها عند ركن من الأركان ظهري
يحنى لكن دمعتي تجري من العين .
ابو ذيه. .
يا وسفه انذبح عطشان ميه
ومكسر صدره بخيول اميه
مطعون برماح واسهام ميه
وثلث تيام مرمي عالوطيه.
تخميس..
أيا قاطع البيدا سهولا واجبلا
إلى طيبة عرج خاضعا متذللا
ونح صارخا بها وقل متمثلا
افاطم لو خلت الحس
ين مجدلا
وقد مات عطشانا بشط فرات.
ياالله......
خادمة الزهراء / ليلى زغيب
الهوامش:
1 القصيده والنعي من كتاب الطريق إلى منبر الحسين ج 4.
2 سورة الحج ايه 32
3 لسان العرب ج 1 ص 346
4 سورة البقرة ايه 198
5 الفيض الكاشاني في الصافي ج 3 ص 378
زبدة التفاسير فتح الله الكاشاني ج 4 ص 391
6 ينابيع الموده للقندوزي ج 3 ص 471
7 ؛8؛9 جواهر البحار تاريخ الامام الحسين ج 44 ص 278 و 279 و 281
وقد مات عطشانا بشط فرات.
ياالله......
خادمة الزهراء / ليلى زغيب
الهوامش:
1 القصيده والنعي من كتاب الطريق إلى منبر الحسين ج 4.
2 سورة الحج ايه 32
3 لسان العرب ج 1 ص 346
4 سورة البقرة ايه 198
5 الفيض الكاشاني في الصافي ج 3 ص 378
زبدة التفاسير فتح الله الكاشاني ج 4 ص 391
6 ينابيع الموده للقندوزي ج 3 ص 471
7 ؛8؛9 جواهر البحار تاريخ الامام الحسين ج 44 ص 278 و 279 و 281
خطبة السيده زينب بنت علي بن أبي طالب عليهما السلام
قال بشير بن خزيم الأسدي (١) :
ونظرت إلى زينب بنت علي عليه السلام يومئذ فلم أر خفرةً ـ والله ـ أنطق منها (٢) ، كأنها تفرغ عن لسان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (٣) ، وقد أومأت إلى الناس أن اسكتوا.
فارتدت الأنفاس ، وسكنت الأجراس ، ثم قالت :
« الحمد لله والصلاة على أبي : محمد وآله الطيبين الأخيار.
أما بعد :
يا أهل الكوفة ، يا أهل الختل والغدر !!
أتبكون ؟ فلا رقأت الدمعة ، ولا هدأت الرنة.
إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً ، تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم.
ألا وهل فيكم إلا الصلف النطف ؟ والصدر الشنف ؟ وملق الإماء ؟ وغمز الأعداء ؟
أو كمرعى على دمنة ؟ أو كفضة على ملحودة ؟
ألا ساء ما قدمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون.
أتبكون ؟ وتنتحبون ؟
إي والله ، فابكوا كثيراً واضحكوا قليلاً.
فلقد ذهبتم بعارها وشنارها ، ولن ترحضوها بغسل بعدها أبداً.
وأنى ترحضون قتل سليل خاتم النبوة ؟ ومعدن الرسالة ، وسيد شباب أهلا الجنة ، وملاذ خيرتكم ، ومفزع نازلتكم ، ومنار حجتكم ، ومدرة سنتكم ؟؟
ألا ساء ما تزرون ، وبعداً لكم وسحقاً ، فلقد خاب السعي ، وتبت الأيدي ، وخسرت الصفقة ، وبؤتم بغضب من الله ، وضربت عليكم الذلة والمسكنة.
وَيلكم يا أهل الكوفة !
أتدرون أيّ كبدٍ لرسولا لله فَرَيتُم ؟!
وأيّ كريمةٍ له أبرزتم ؟!
وأي دم له سفكتم ؟!
وأيّ حرمةٍ له هتكتم ؟!
لقد جئتم بها صَلعاء عَنقاء سَوداء فَقماء ، خَرقاء شَوهاء ، كطِلاع الأرض وملء السماء.
أفعجبتم أن مطرت السماء دماً ، ولعذاب الآخرة أخزى ، وأنتم لا تُنصَرون.
فلا يَستَخفّنكم المُهَل ، فإنّه لا يَحفِزُه البِدار ، ولا يَخافُ فَوتَ الثار ، وإنّ ربّكم لبالمرصاد ». (4)
قال الراوي : « فوالله لقد رأيت الناس ـ يومئذ ـ حَيارى يبكون ، وقد وضعوا أيديهم في أفواههم. ورأيت شيخاًَ واقفاً إلى جنبي يبكي حتى اخضلت لحيته ، وهو يقول : « بأبي أنتم وأمي !! كهولكم خير الكهول ، وشبابكم خير الشباب ، ونساؤكم خير النساء ، ونسلكم خير نسل لا يخزى ولا يبزى ». (5)
الهوامش
1. المصادر التي تذكر خطبة السيدة زينب في الكوفة كثيرة ، ونحن اعتمدنا على كتاب « الملهوف » للسيد ابن طاووس ( رضوان الله عليه ).
2. خفرةً : المرأة الشديدة الحياء.
3. تفرغ : تصب ، الإفراغ « الصب ، قال تعالى : « أفرغ علينا صبراً ».
4. كتاب « الملهوف » للسيد ابن طاووس ، المتوفّى سنة ٦٦٤ هـ ، ص ١٩٢ ـ ١٩٣.
5. كتاب « الملهوف » للسيد ابن طاووس ، ص ١٩٣ ـ ١٩٤. وسوف نذكر نص الخطبة على رواية كتاب « الإحتجاج » للشيخ الطبرسي ، وذلك لوجود بعض الفروق وزيادة بعض الإضافات ، ـ بعد الفراغ من شرح هذه الخطبة ـ إن شاء الله تعالى.
#انتظروا_شرح_الخطبه
#يتبع
قال بشير بن خزيم الأسدي (١) :
ونظرت إلى زينب بنت علي عليه السلام يومئذ فلم أر خفرةً ـ والله ـ أنطق منها (٢) ، كأنها تفرغ عن لسان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (٣) ، وقد أومأت إلى الناس أن اسكتوا.
فارتدت الأنفاس ، وسكنت الأجراس ، ثم قالت :
« الحمد لله والصلاة على أبي : محمد وآله الطيبين الأخيار.
أما بعد :
يا أهل الكوفة ، يا أهل الختل والغدر !!
أتبكون ؟ فلا رقأت الدمعة ، ولا هدأت الرنة.
إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً ، تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم.
ألا وهل فيكم إلا الصلف النطف ؟ والصدر الشنف ؟ وملق الإماء ؟ وغمز الأعداء ؟
أو كمرعى على دمنة ؟ أو كفضة على ملحودة ؟
ألا ساء ما قدمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون.
أتبكون ؟ وتنتحبون ؟
إي والله ، فابكوا كثيراً واضحكوا قليلاً.
فلقد ذهبتم بعارها وشنارها ، ولن ترحضوها بغسل بعدها أبداً.
وأنى ترحضون قتل سليل خاتم النبوة ؟ ومعدن الرسالة ، وسيد شباب أهلا الجنة ، وملاذ خيرتكم ، ومفزع نازلتكم ، ومنار حجتكم ، ومدرة سنتكم ؟؟
ألا ساء ما تزرون ، وبعداً لكم وسحقاً ، فلقد خاب السعي ، وتبت الأيدي ، وخسرت الصفقة ، وبؤتم بغضب من الله ، وضربت عليكم الذلة والمسكنة.
وَيلكم يا أهل الكوفة !
أتدرون أيّ كبدٍ لرسولا لله فَرَيتُم ؟!
وأيّ كريمةٍ له أبرزتم ؟!
وأي دم له سفكتم ؟!
وأيّ حرمةٍ له هتكتم ؟!
لقد جئتم بها صَلعاء عَنقاء سَوداء فَقماء ، خَرقاء شَوهاء ، كطِلاع الأرض وملء السماء.
أفعجبتم أن مطرت السماء دماً ، ولعذاب الآخرة أخزى ، وأنتم لا تُنصَرون.
فلا يَستَخفّنكم المُهَل ، فإنّه لا يَحفِزُه البِدار ، ولا يَخافُ فَوتَ الثار ، وإنّ ربّكم لبالمرصاد ». (4)
قال الراوي : « فوالله لقد رأيت الناس ـ يومئذ ـ حَيارى يبكون ، وقد وضعوا أيديهم في أفواههم. ورأيت شيخاًَ واقفاً إلى جنبي يبكي حتى اخضلت لحيته ، وهو يقول : « بأبي أنتم وأمي !! كهولكم خير الكهول ، وشبابكم خير الشباب ، ونساؤكم خير النساء ، ونسلكم خير نسل لا يخزى ولا يبزى ». (5)
الهوامش
1. المصادر التي تذكر خطبة السيدة زينب في الكوفة كثيرة ، ونحن اعتمدنا على كتاب « الملهوف » للسيد ابن طاووس ( رضوان الله عليه ).
2. خفرةً : المرأة الشديدة الحياء.
3. تفرغ : تصب ، الإفراغ « الصب ، قال تعالى : « أفرغ علينا صبراً ».
4. كتاب « الملهوف » للسيد ابن طاووس ، المتوفّى سنة ٦٦٤ هـ ، ص ١٩٢ ـ ١٩٣.
5. كتاب « الملهوف » للسيد ابن طاووس ، ص ١٩٣ ـ ١٩٤. وسوف نذكر نص الخطبة على رواية كتاب « الإحتجاج » للشيخ الطبرسي ، وذلك لوجود بعض الفروق وزيادة بعض الإضافات ، ـ بعد الفراغ من شرح هذه الخطبة ـ إن شاء الله تعالى.
#انتظروا_شرح_الخطبه
#يتبع
#شرح_خطبة_السيدة_زينب_بالكوفه
قبل أن أبدأ بشرح بعض كلمات الخطبة أجلب إنتباه القارئ الذكي إلى بعض ما يرويه الراوي لهذه الخطبة ، وهو قوله :
« فلم أر خفرة ـ والله ـ أنطق منها »
يقال : خفرت الجارية : إذا استحت أشد الحياء ، فهي خفرة. ومن الطبيعي أن المرأة الخفرة يمنعها حياؤها من أن ترفع صوتها ، أو تخطب في مكان مزدحم ، فمن الواضح أنها إذا لم تمارس الخطابة لا تقوى على النطق والتكلم كما ينبغي ، ولكن راوي هذه الخطبة يقول : « فلم أر خفرة ـ والله ـ أنطق منها » أي : لم أر أقوى منها على التكلم ، وأقدر على الخطابة ، رغم كونها شديدة الحياء.
« كأنها تفرغ عن لسان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب »
إن الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) هو إمام الخطباء والبلغاء والمتكلمين ، وقد كان له أسلوب خاص ، ومستوى رفيع في كلامه وخطبه ، يمتاز عن كلام غيره ، وفي أعلى قمة الفصاحة والبلاغة ، وجودة التعبير ، وعلو المستوى الأدبي والعلمي.
فمن ناحية : كان يسترسل في كلام .. دون أي توقف أو شرود ذهني ، وكان ينطق بالحروف .. دون أي تلكؤ في التلفظ ، فقد كان في غاية التمكن من الكلام والخطابة.
ومن ناحية أخرى : كانت الكلمات الأدبية الرفيعة منقادة له بشكل عجيب ، فهي تنبع من لسانه نبعاً طبيعياً .. دون أي تكلف أو تحضير مسبق ، وكان لصوته نبرة معينة.
وراوي هذه الخطبة كان ممن رأى الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وسمع كلامه ، وها هو الآن .. يستمع إلى كلام السيدة زينب ( عليها السلام ) وبالمقارنة بين الكلامين يظهر له أن خطبة السيدة زينب صورة طبق الأصل لكلام أبيها ، من ناحية الأسلوب والبيان والمستوى وغير ذلك.
« وقد أومات إلى الناس أن اسكتوا ، فارتدت الأنفاس ، وسكنت الأجراس ».
في ذلك المجتمع المتدفق بالسيل البشري ، وفي ذلك الجو المملوء بالهتافات والأصوات المرتفعة من الناس ، وأصوات الأجراس المعلقة في أعناق الإبل.
في بلدة إنتشر في جميع طرقها الآلاف من الشرطة كي يخنقوا كل صوت يرتفع ضد السلطة ، ويراقبوا حركات الناس وسكناتهم بكل دقة ، ويقضوا على كل إنتفاضة متوقعة.
في هذه الظروف وصل موكب آل رسول الله إلى الكوفة ، محاطاً بالحرس ، عملاء بني أمية ، وشر طبقات البشر ، وأرجس جميع الأمم.
في تلك الأجواء والظروف أشارت السيدة زينب الكبرى ( عليها السلام ) إلى الناس أن اسكتوا. فتصرفت في الانسان والحيوان والجماد. إحتبست الانفاس في صدور الناس ، ووقفت الإبل وسكنت عن الحركة ، وسكنت الأجراس المعلقة فوق الإبل.
نعم ، بإشارة واحدة ، وبتلك الروح القوية ، والنفس المطمئنة استولت على الموقف.
فقالت :
« الحمد الله ، والصلاة على أبي : محمد وآله الطيبين الأخيار »
افتتحت كلامها بحمد الله ، ثم الصلاة على أبيها ، رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) وهذا منتهى البلاغة ، فإنها ـ بهذا الإفتتاح ـ عرّفت نفسها ـ لتلك الجماهير المتجمهرة ـ بأنها بنت رسول الله ، فالحفيدة تعتبر بنتاً ، كما إن الجد يعتبر أباً ، ولهذا قالت : الصلاة على أبي : محمد ( صلى الله عليه واله وسلم )
ومما يستفاد من هذا التعبير هو التأكيد على مسألة مهمة جداً وهي مسألة بنوّة أولاد السيدة فاطمة لرسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) كما هو صرح آية المباهلة في قوله تعالى « قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ... » (1)
وقد كان أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) يؤكدون على هذه النقطة ، كما أن أعداءهم النواصب كانوا يحاولون ـ دائماً ـ التشكيك والمناقشة فيها ، وقد ذكرنا كلمة موجزة حول هذه النقطة في كتابنا : فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) من المهد إلى اللحد.
« أما بعد ، يا أهل الكوفة ! يا أهل الختل والغدر »
الختل : الغدر (2) ، وقال البعض : هو الخدعة عن غفلة (3). وفي نسخة : « والختر » : وهو شبه الغدر (4) ، لكنه أقبح أنواع الغدر (5).
لقد كانت لهذه الكلمات أشد الأثر في نفوس أهل الكوفة ، فإنها قد أوجدت فيهم اليقظة والوعي بصورة عجيبة ، حتى شعروا أن ضمائرهم بدأت تؤنبهم ، وان وجدانهم صار يوبخهم على جرائمهم الفجيعة وجناياتهم العظيمة.
فقد ذكرتهم كلمات السيدة زينب ( عليها السلام ) بماضيهم المخزي وتاريخهم الأسود ، حيث صدر منهم الغدر مرات عديدة ، فمنها :
1 ـ في يوم صفين عند تحكيم الحكمين ، غدر أهل الكوفة بالإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب ( عليه السلام ) الذي كان الحق يتجسد فيه بأكمل وجه ، وخذلوه بتلك الكيفية المؤلمة !
2 ـ وحينما قتل الإمام أمير المؤمنين تهافت أهل الكوفة على مبايعة إبنه الإمام الحسن المجتبى ( عليه السلام ). وعندما خرج معاوية لحرب الإمام الحسن ، خذله أهل الكوفة وقعدوا عن نصرته غدراً منهم ، فخلا الجو لمعاوية وفعل ما فعل ، وضرب الرقم القياسي في الجريمة واللؤم !
3 ـ وبعد موت معاوية أرسل أهل الكوفة إثني عش
قبل أن أبدأ بشرح بعض كلمات الخطبة أجلب إنتباه القارئ الذكي إلى بعض ما يرويه الراوي لهذه الخطبة ، وهو قوله :
« فلم أر خفرة ـ والله ـ أنطق منها »
يقال : خفرت الجارية : إذا استحت أشد الحياء ، فهي خفرة. ومن الطبيعي أن المرأة الخفرة يمنعها حياؤها من أن ترفع صوتها ، أو تخطب في مكان مزدحم ، فمن الواضح أنها إذا لم تمارس الخطابة لا تقوى على النطق والتكلم كما ينبغي ، ولكن راوي هذه الخطبة يقول : « فلم أر خفرة ـ والله ـ أنطق منها » أي : لم أر أقوى منها على التكلم ، وأقدر على الخطابة ، رغم كونها شديدة الحياء.
« كأنها تفرغ عن لسان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب »
إن الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) هو إمام الخطباء والبلغاء والمتكلمين ، وقد كان له أسلوب خاص ، ومستوى رفيع في كلامه وخطبه ، يمتاز عن كلام غيره ، وفي أعلى قمة الفصاحة والبلاغة ، وجودة التعبير ، وعلو المستوى الأدبي والعلمي.
فمن ناحية : كان يسترسل في كلام .. دون أي توقف أو شرود ذهني ، وكان ينطق بالحروف .. دون أي تلكؤ في التلفظ ، فقد كان في غاية التمكن من الكلام والخطابة.
ومن ناحية أخرى : كانت الكلمات الأدبية الرفيعة منقادة له بشكل عجيب ، فهي تنبع من لسانه نبعاً طبيعياً .. دون أي تكلف أو تحضير مسبق ، وكان لصوته نبرة معينة.
وراوي هذه الخطبة كان ممن رأى الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وسمع كلامه ، وها هو الآن .. يستمع إلى كلام السيدة زينب ( عليها السلام ) وبالمقارنة بين الكلامين يظهر له أن خطبة السيدة زينب صورة طبق الأصل لكلام أبيها ، من ناحية الأسلوب والبيان والمستوى وغير ذلك.
« وقد أومات إلى الناس أن اسكتوا ، فارتدت الأنفاس ، وسكنت الأجراس ».
في ذلك المجتمع المتدفق بالسيل البشري ، وفي ذلك الجو المملوء بالهتافات والأصوات المرتفعة من الناس ، وأصوات الأجراس المعلقة في أعناق الإبل.
في بلدة إنتشر في جميع طرقها الآلاف من الشرطة كي يخنقوا كل صوت يرتفع ضد السلطة ، ويراقبوا حركات الناس وسكناتهم بكل دقة ، ويقضوا على كل إنتفاضة متوقعة.
في هذه الظروف وصل موكب آل رسول الله إلى الكوفة ، محاطاً بالحرس ، عملاء بني أمية ، وشر طبقات البشر ، وأرجس جميع الأمم.
في تلك الأجواء والظروف أشارت السيدة زينب الكبرى ( عليها السلام ) إلى الناس أن اسكتوا. فتصرفت في الانسان والحيوان والجماد. إحتبست الانفاس في صدور الناس ، ووقفت الإبل وسكنت عن الحركة ، وسكنت الأجراس المعلقة فوق الإبل.
نعم ، بإشارة واحدة ، وبتلك الروح القوية ، والنفس المطمئنة استولت على الموقف.
فقالت :
« الحمد الله ، والصلاة على أبي : محمد وآله الطيبين الأخيار »
افتتحت كلامها بحمد الله ، ثم الصلاة على أبيها ، رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) وهذا منتهى البلاغة ، فإنها ـ بهذا الإفتتاح ـ عرّفت نفسها ـ لتلك الجماهير المتجمهرة ـ بأنها بنت رسول الله ، فالحفيدة تعتبر بنتاً ، كما إن الجد يعتبر أباً ، ولهذا قالت : الصلاة على أبي : محمد ( صلى الله عليه واله وسلم )
ومما يستفاد من هذا التعبير هو التأكيد على مسألة مهمة جداً وهي مسألة بنوّة أولاد السيدة فاطمة لرسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) كما هو صرح آية المباهلة في قوله تعالى « قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ... » (1)
وقد كان أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) يؤكدون على هذه النقطة ، كما أن أعداءهم النواصب كانوا يحاولون ـ دائماً ـ التشكيك والمناقشة فيها ، وقد ذكرنا كلمة موجزة حول هذه النقطة في كتابنا : فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) من المهد إلى اللحد.
« أما بعد ، يا أهل الكوفة ! يا أهل الختل والغدر »
الختل : الغدر (2) ، وقال البعض : هو الخدعة عن غفلة (3). وفي نسخة : « والختر » : وهو شبه الغدر (4) ، لكنه أقبح أنواع الغدر (5).
لقد كانت لهذه الكلمات أشد الأثر في نفوس أهل الكوفة ، فإنها قد أوجدت فيهم اليقظة والوعي بصورة عجيبة ، حتى شعروا أن ضمائرهم بدأت تؤنبهم ، وان وجدانهم صار يوبخهم على جرائمهم الفجيعة وجناياتهم العظيمة.
فقد ذكرتهم كلمات السيدة زينب ( عليها السلام ) بماضيهم المخزي وتاريخهم الأسود ، حيث صدر منهم الغدر مرات عديدة ، فمنها :
1 ـ في يوم صفين عند تحكيم الحكمين ، غدر أهل الكوفة بالإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب ( عليه السلام ) الذي كان الحق يتجسد فيه بأكمل وجه ، وخذلوه بتلك الكيفية المؤلمة !
2 ـ وحينما قتل الإمام أمير المؤمنين تهافت أهل الكوفة على مبايعة إبنه الإمام الحسن المجتبى ( عليه السلام ). وعندما خرج معاوية لحرب الإمام الحسن ، خذله أهل الكوفة وقعدوا عن نصرته غدراً منهم ، فخلا الجو لمعاوية وفعل ما فعل ، وضرب الرقم القياسي في الجريمة واللؤم !
3 ـ وبعد موت معاوية أرسل أهل الكوفة إثني عش
عشر الف رساله للحسين( عليه السلام ) أيام إقامته في مكة ، يطلبون منه التوجه إلى العراق لينقذهم من الإستعمار الأموي الغاشم. وضمنوا رسائلهم الأيمان المغلظة ، والعهود المؤكدة .. لنصرة الإمام والدفاع عنه بأموالهم وأنفسهم.
فبعث إليهم سفيره مسلم بن عقيل ، فبايعه الآلأاف من أهل الكوفة ، ثم تفرقوا عنه وغدروا به ، وفسحوا المجال للدعي بن الدعي : عبيد الله بن زياد أن يلقي القبض على مسلم بن عقيل ويقتله ، واجتمع أطفال الكوفة وشدوا حبلاً برجل مسلم ، وجعلوا يسحبون جثمانه الطاهر في أسواق الكوفة .. بمرأى من الناس !!!
4 ـ وحينما لبى الإمام الحسين ( عليه السلام ) رسائل أهل الكوفة وجاء إلى العراق ، ووصل إلى أرض كربلاء ، ومعه عائلته والصفوة الطيبة من رجال أهل بيته ، خرج أهل الكوفة ، وقتلوا جميع من كان مع الإمام ، وأخيراً .. قتلوا الإمام الحسين عطشاناً وبتلك الكيفية المقرحة للقلوب ، ثم أحرقوا خيام الإمام ، وأسروا عائلته ونساءه وأطفاله ، وقطعوا الرؤوس من الأبدان ورفعوها على رؤوس الرماح ، وجاءوا بها من كربلاء إلى الكوفة.
هذا هو الملف الأسود ، المليء بالغدر والخيانة.
فحينما نظرت السيدة زينب ( عليها السلام ) إلى دموع أهل الكوفة ، وسمعت أصوات بكائهم لم تنخدع بهذه المظاهر الجوفاء ، بل وجهت خطابها إلى جميع الحاضرين هناك ، ولعلها كانت تقصد بكلامها الذين إشتركوا في جريمة فاجعة كربلاء .. بشكل أو بآخر ، ولم تقصد كل من كان حاضراً وسامعاً لخطابها :
« أتبكون ؟! »
إعتبرت السيدة زينب ( عليها السلام ) بكاءهم ـ لدى المقايسة مع ما قاموا به من الجرائم ـ نوعاً من النفاق والتلون المشين ، فإن رجالهم الذين باشروا الجريمة ـ وهي مجزرة كربلاء الدامية ـ ونساءهم هن اللواتي قمن بتربية
أولئك الرجال .. على الغدر ، وهاهم يبكون !!
يبكون وهم يشاهدون تلك الرؤوس المقدسة على رؤوس الرماح ، ويشاهدون حفيدات الرسالة وبنات الإمامة على النياق .. بتلك الحالة المقرحة للقلوب !
من الطبيعي أن يبكي كل من يشاهد هذه المشاهد ، ولكن ..
ما هي فائدة هذا البكاء ؟!
ولماذا عدم القيام بتغيير أنفسهم ؟!
لماذا عدم بناء نفوسهم ونفسياتهم ؟!
لماذا عـدم الهجوم على مـن أصدر الأوامر وهـو الطاغية ابن زياد وحاشيته الفاسدة ؟!
إن الحاكم الطاغي لا يستطيع الظلم والتعدي إلا مع وجود الأرضية المساعدة والأجواء الملائمة للظلم والطغيان. والناس ـ بنفاقهم وخذلانهم لآل الرسول الكريم ـ هم الذين مهدوا للظالمين القيام بتلك الفاجعة المروعة !
وهذا درس لكل مجتمع يؤمن بالله واليوم الآخر ، ويريد أن يعيش في ظل حكومة عادلة. « فلا رقأت الدمعة ، ولا هدأت الرنة ».
رقأت الدمعة : سكنت (6) أو إنقطعت بعد جريانها وجفت. الرنة : الصوت الحزين عند البكاء.
لما رأت السيدة زينب ( عليها السلام ) ذلك البكاء الذي كله نفاق .. دعت عليهم ، ومن ذلك القلب الملتهب بالمصائب والأحزان ، دعت أن تمر عليهم ظروف وأحوال تجعل بكاءهم متواصلاً ودموعهم مستمرةً في الجريان ، لا تهدأ ولا تنقطع ، ولا تهدأ رنتهم ، أي : بكاءهم المصحوب بالنحيب والعويل ، بعد أن قاموا بتلك الأعمال الإجرامية.
وهنا .. نقطة مهمة يجب أن لا نغفل عنها ، وهي :
رغم أن في أغلب المجتمعات يوجد الأخيار والأشرار ، والطيبون وغيرهم ، ومدينة الكوفة كانت كذلك إلا أن الطابع العام عليهم في ذلك اليوم كان هو التلون كل يوم بلون ، والغدر ، وقلة الإلتزام بالأسس الدينية.
من هنا .. فإذا جاءهم حاكم طاغ ، وعرف منهم هذه الطبائع والصفات المذمومة يسهل عليه التسلط عليهم واتخذاهم مساعدين وأعواناً له في تحقيق أهدافه الإجرامية الفاسدة.
وهم ـ أيضاً ـ يتسارعون إلى التجاوب والتعاطف معه ، غير مبالين بنتائج ذلك.
وعلاج هذا المجتمع هو التكلم معهم بكل صراحة ، وبالكلام اللاذع ، فالملف الأسود لأهل الكوفة كان يقتضي أن تواجههم السيدة زينب ( عليها السلام ) بهذه الشدة وبأعلى درجات التوبيخ والشجب والمؤاخذة إزاء ما اقترفوه من جرائم متتالية ، كل واحدة منها تهتز منها الجبال.
نعم .. لم يكن ينفع معهم ـ يومذاك ـ إلا هذا الأسلوب من الكلام اللاذع ، فلم تعد النصائح والمواعظ تؤثر فيهم !
والسيدة زينب ـ بملاحظة أنها إمرأة (7) ، وأنها بنت الإمام أمير المؤمنين ـ كانت لها القدرة على التعنيف في الكلام مع الناس ، ولإمتلاكها القدرة العظيمة على البيان والخطابة ، فقد كانت مؤهلة للقيام بهذا الدور الكبير ، لإيقاظ بعض تلك الضمائر الميتة من سباتها العميق.
ولا نعلم ـ بالضبط ـ كيفية إلقائها للخطبة من ناحية درجة الحماس والحرارة ، ولكننا نعلم أنها ورثت الخطابة من جدها رسول الله إمام الفصاحة ، ومن والدها : إمام نهج البلاغة !!
« إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثاً ».
شبهت السيدة زينب أهل الكوفة بالمرأة التي نقضت غزلها ،
فبعث إليهم سفيره مسلم بن عقيل ، فبايعه الآلأاف من أهل الكوفة ، ثم تفرقوا عنه وغدروا به ، وفسحوا المجال للدعي بن الدعي : عبيد الله بن زياد أن يلقي القبض على مسلم بن عقيل ويقتله ، واجتمع أطفال الكوفة وشدوا حبلاً برجل مسلم ، وجعلوا يسحبون جثمانه الطاهر في أسواق الكوفة .. بمرأى من الناس !!!
4 ـ وحينما لبى الإمام الحسين ( عليه السلام ) رسائل أهل الكوفة وجاء إلى العراق ، ووصل إلى أرض كربلاء ، ومعه عائلته والصفوة الطيبة من رجال أهل بيته ، خرج أهل الكوفة ، وقتلوا جميع من كان مع الإمام ، وأخيراً .. قتلوا الإمام الحسين عطشاناً وبتلك الكيفية المقرحة للقلوب ، ثم أحرقوا خيام الإمام ، وأسروا عائلته ونساءه وأطفاله ، وقطعوا الرؤوس من الأبدان ورفعوها على رؤوس الرماح ، وجاءوا بها من كربلاء إلى الكوفة.
هذا هو الملف الأسود ، المليء بالغدر والخيانة.
فحينما نظرت السيدة زينب ( عليها السلام ) إلى دموع أهل الكوفة ، وسمعت أصوات بكائهم لم تنخدع بهذه المظاهر الجوفاء ، بل وجهت خطابها إلى جميع الحاضرين هناك ، ولعلها كانت تقصد بكلامها الذين إشتركوا في جريمة فاجعة كربلاء .. بشكل أو بآخر ، ولم تقصد كل من كان حاضراً وسامعاً لخطابها :
« أتبكون ؟! »
إعتبرت السيدة زينب ( عليها السلام ) بكاءهم ـ لدى المقايسة مع ما قاموا به من الجرائم ـ نوعاً من النفاق والتلون المشين ، فإن رجالهم الذين باشروا الجريمة ـ وهي مجزرة كربلاء الدامية ـ ونساءهم هن اللواتي قمن بتربية
أولئك الرجال .. على الغدر ، وهاهم يبكون !!
يبكون وهم يشاهدون تلك الرؤوس المقدسة على رؤوس الرماح ، ويشاهدون حفيدات الرسالة وبنات الإمامة على النياق .. بتلك الحالة المقرحة للقلوب !
من الطبيعي أن يبكي كل من يشاهد هذه المشاهد ، ولكن ..
ما هي فائدة هذا البكاء ؟!
ولماذا عدم القيام بتغيير أنفسهم ؟!
لماذا عدم بناء نفوسهم ونفسياتهم ؟!
لماذا عـدم الهجوم على مـن أصدر الأوامر وهـو الطاغية ابن زياد وحاشيته الفاسدة ؟!
إن الحاكم الطاغي لا يستطيع الظلم والتعدي إلا مع وجود الأرضية المساعدة والأجواء الملائمة للظلم والطغيان. والناس ـ بنفاقهم وخذلانهم لآل الرسول الكريم ـ هم الذين مهدوا للظالمين القيام بتلك الفاجعة المروعة !
وهذا درس لكل مجتمع يؤمن بالله واليوم الآخر ، ويريد أن يعيش في ظل حكومة عادلة. « فلا رقأت الدمعة ، ولا هدأت الرنة ».
رقأت الدمعة : سكنت (6) أو إنقطعت بعد جريانها وجفت. الرنة : الصوت الحزين عند البكاء.
لما رأت السيدة زينب ( عليها السلام ) ذلك البكاء الذي كله نفاق .. دعت عليهم ، ومن ذلك القلب الملتهب بالمصائب والأحزان ، دعت أن تمر عليهم ظروف وأحوال تجعل بكاءهم متواصلاً ودموعهم مستمرةً في الجريان ، لا تهدأ ولا تنقطع ، ولا تهدأ رنتهم ، أي : بكاءهم المصحوب بالنحيب والعويل ، بعد أن قاموا بتلك الأعمال الإجرامية.
وهنا .. نقطة مهمة يجب أن لا نغفل عنها ، وهي :
رغم أن في أغلب المجتمعات يوجد الأخيار والأشرار ، والطيبون وغيرهم ، ومدينة الكوفة كانت كذلك إلا أن الطابع العام عليهم في ذلك اليوم كان هو التلون كل يوم بلون ، والغدر ، وقلة الإلتزام بالأسس الدينية.
من هنا .. فإذا جاءهم حاكم طاغ ، وعرف منهم هذه الطبائع والصفات المذمومة يسهل عليه التسلط عليهم واتخذاهم مساعدين وأعواناً له في تحقيق أهدافه الإجرامية الفاسدة.
وهم ـ أيضاً ـ يتسارعون إلى التجاوب والتعاطف معه ، غير مبالين بنتائج ذلك.
وعلاج هذا المجتمع هو التكلم معهم بكل صراحة ، وبالكلام اللاذع ، فالملف الأسود لأهل الكوفة كان يقتضي أن تواجههم السيدة زينب ( عليها السلام ) بهذه الشدة وبأعلى درجات التوبيخ والشجب والمؤاخذة إزاء ما اقترفوه من جرائم متتالية ، كل واحدة منها تهتز منها الجبال.
نعم .. لم يكن ينفع معهم ـ يومذاك ـ إلا هذا الأسلوب من الكلام اللاذع ، فلم تعد النصائح والمواعظ تؤثر فيهم !
والسيدة زينب ـ بملاحظة أنها إمرأة (7) ، وأنها بنت الإمام أمير المؤمنين ـ كانت لها القدرة على التعنيف في الكلام مع الناس ، ولإمتلاكها القدرة العظيمة على البيان والخطابة ، فقد كانت مؤهلة للقيام بهذا الدور الكبير ، لإيقاظ بعض تلك الضمائر الميتة من سباتها العميق.
ولا نعلم ـ بالضبط ـ كيفية إلقائها للخطبة من ناحية درجة الحماس والحرارة ، ولكننا نعلم أنها ورثت الخطابة من جدها رسول الله إمام الفصاحة ، ومن والدها : إمام نهج البلاغة !!
« إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثاً ».
شبهت السيدة زينب أهل الكوفة بالمرأة التي نقضت غزلها ،
وهذا التشبه مستقى من القرآن الكريم ـ ويا له من مستوى رفيع في البلاغة والأدب الراقي ـ وإليك بعض التوضيح :
قال الله تعالى ـ في القرآن الكريم ـ : « ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم ». (8)
وقد جاء في كتب تفسير القرآن الكريم أن امرأةً حمقاء من قريش ، تسمى بـ « ريطة بنت عمرو بن كعب » (9) كانت تغزل ـ مع جواريها ـ الصوف والشعر ـ من الصباح إلى نصف النهار ـ وتصنع بذلك خيوطاً جاهزة للنسيج ، ثم تأمرهن أن ينقضن ما غزلن طوال هذا الوقت ، ولا يزال دأبها ذلك. (10)
« من بعد قوة » أي : كانت تنكث غزلها من بعد إحكام وإتقان وإستحكام وفتل للغزل ، في المرة الأولى وكأنها تريد أن تصنع من ذلك الغزل أقمشة. فبعد النكث والنقض كان يفقد الصوف معظم قوته.
« انكاثاً » جمع نكث ، وهو الصوف والشعر ، يبرم ـ ويعمل منه الخيوط ـ ثم ينكث : أي : ينقض ويفل ليغزل مرةً ثانية.
وقد شبه الله تعالى ناقض العهد بتلك المرأة التي نقضت غزلها من بعد قوة وإتقان.
« تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم »
أيمان ـ جمع يمين ـ : وهو القسم والحلف.
الدخل : المكر والخيانة.
أي : كانوا يحلفون بالوفاء بالعهد ، ويضمرون في أنفسهم الخيانة. وكان الناس يطمئنون إلى عهدهم ..
لكن أولئك كانوا ينقضون العهد.
وبعد هذا التمهيد .. نقول : لقد شبهت السيدة زينب ( عليها السلام ) أهل الكوفة بتلك المرأة الحمقاء ، من ناحية عدم الوفاء بعهودهم ونقضهم لها. بسبب صفة الغدر المتجذرة في نفسياتهم اللئيمة ، البعيدة عن الإنسانية ، وعن التفكير في نتائج الأمور ومضاعفاتها.
« ألا وهل فيكم إلا الصلف النطف »
الصلف : صلف الرجل : تمدح بما ليس عنده ، إعجاباً بنفسه وتكبراً (11).
ويقال : أصلفت الرجل إذا أبغضته ومقته ، ويعبر عن البخيل ـ أيضاً ـ بهذه الكلمة. (12)
هذا ما ذكره علماء اللغة ، ولكن الذي يتبادر إلى الذهن ـ من كلمة الصلف ـ : هو الوقح ، ولا مانع من تفسير الكلمة بهذا المعنى .. فبكاؤهم بعد ارتكابهم تلك الجرائم يدل على شدة وقاحتهم وقلة حيائهم.
النطف : المتلطخ بالعيب. (13)
« والصدر الشنف »
الشنف : شدة البغض (14). والشنف : المبغض. (15) والمعنى : الصدر الذي يحتوي على شدة البغض والعداء لأهل البيت ( عليهم السلام ). « وملق الإماء »
الملق ـ بفتح اللام ـ الود واللُطف ، وأن تعطي باللسان ما ليس في القلب والفعل (16).
والمعنى : أنكم مجتمع للصفات الرذيلة ، ففيكم حالة التملق والتذلل لمن لا يستحق ذلك من الحكام الخونة أمثال : يزيد وابن زياد اللئيمين ، وحاشيتهما القذرة ، فكما أن الإماء ـ جمع أمة ـ : وهي العبدة. يتملقن إلى المالك لجلب مودته ، ويعطينه باللسان من الود والمشاعر ما ليس في قلوبهن ، بل يفكرن في مصالحهن حتى لو استوجب ذلك لهن التذلل والتملق والخضوع لمن ليس أهلاً لذلك ، أنتم ـ يا أهل الكوفة ! كذلك تتملقون إلى حكامكم .. من منطلق المصالح ، لا الإخلاص والوفاء ! « وغمز الأعداء »
الغمز : الإشارة بالجفن والحاجب (17) ولعل السيدة زينب ( عليها السلام ) تقصد من هذه الكلمة : أنكم يا أهل الكوفة انتم غمز الأعداء ، أي : إن الأعداء ( وهم : ابن زياد وحاشيته ) ينظرون إليكم من جانب عيونهم غمزاً .. ويتعاملون معكم بمنتهى التحقير والإذلال ، فلا كرامة لكم عندهم ، بل يريدونكم عبيداً وخدماً وجسوراً للوصول إلى أهدافهم .. من دون أن يكنوا إليكم أية محبة أو تقدير أو إحترام. فيعتبر هذا الكلام ـ من السيدة زينب ـ تنبيهاً لأهل الكوفة على مدى فقدان عزة النفس لديهم ، حيث جعلوا أنفسهم أدوات طيعة وذليلة بيد أفراد لؤماء ، وهم ناسين للكرامة التي أرادها الله تعالى للبشر.
إننا نرى ـ في زماننا هذا ـ أن الموظفين المتكبرين لا يرفعون رؤوسهم ليستمعوا إلى ما يقوله المراجع لهم ، بل ينظرون إليه بجانب عيونهم تحقيراً وإذلالاً له !!
وهكذا كانت نظرة الحكام إلى أعوانهم والمتعاطفين معهم.
ثم ذكرت السيدة زينب ( عليها السلام ) مثالاً آخر لبيان حقيقة أهل الكوفة والكشف عن واقعهم ، وأن ظاهرهم يختلف ـ تماماً ـ عن باطنهم ، وأن ما يقولونه بألسنتهم ، فشبهتهم بالأعشاب التي تنبت وتنمو في أماكن وسخة وغير صحية ، فقالت ( عليها السلام ) :
« أو كمرعى على دمنة »
المرعى : محل العشب الذي يسرح فيه القطيع.
الدمنة : المحل الذي تتراكم فيه أرواث الحيوانات وابوالها وتختلط مع التراب في مرابضهم ، فتتلبد وتتماسك الأوساخ المتكونة من الروث والبول والتراب ، ثم ـ بسبب الرطوبة الموجودة ـ ينبت هناك نبات أخضر ، جميل المنظر واللون ، ولكن الجذور نابتة في مكان وسخ مليء بالجراثيم والميكروبات ! (18)
كذلك أهل الكوفة كان لهم ظاهر حسن ، وكانت لهم حضارة عريقة ، لكن باطنهم وواقعهم كان قبيحاً ، يشتمل على الخبث والغدر ، والخيانة والكذب والنفاق ، والجرأة على الله تعالى ، وسحق ال
قال الله تعالى ـ في القرآن الكريم ـ : « ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم ». (8)
وقد جاء في كتب تفسير القرآن الكريم أن امرأةً حمقاء من قريش ، تسمى بـ « ريطة بنت عمرو بن كعب » (9) كانت تغزل ـ مع جواريها ـ الصوف والشعر ـ من الصباح إلى نصف النهار ـ وتصنع بذلك خيوطاً جاهزة للنسيج ، ثم تأمرهن أن ينقضن ما غزلن طوال هذا الوقت ، ولا يزال دأبها ذلك. (10)
« من بعد قوة » أي : كانت تنكث غزلها من بعد إحكام وإتقان وإستحكام وفتل للغزل ، في المرة الأولى وكأنها تريد أن تصنع من ذلك الغزل أقمشة. فبعد النكث والنقض كان يفقد الصوف معظم قوته.
« انكاثاً » جمع نكث ، وهو الصوف والشعر ، يبرم ـ ويعمل منه الخيوط ـ ثم ينكث : أي : ينقض ويفل ليغزل مرةً ثانية.
وقد شبه الله تعالى ناقض العهد بتلك المرأة التي نقضت غزلها من بعد قوة وإتقان.
« تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم »
أيمان ـ جمع يمين ـ : وهو القسم والحلف.
الدخل : المكر والخيانة.
أي : كانوا يحلفون بالوفاء بالعهد ، ويضمرون في أنفسهم الخيانة. وكان الناس يطمئنون إلى عهدهم ..
لكن أولئك كانوا ينقضون العهد.
وبعد هذا التمهيد .. نقول : لقد شبهت السيدة زينب ( عليها السلام ) أهل الكوفة بتلك المرأة الحمقاء ، من ناحية عدم الوفاء بعهودهم ونقضهم لها. بسبب صفة الغدر المتجذرة في نفسياتهم اللئيمة ، البعيدة عن الإنسانية ، وعن التفكير في نتائج الأمور ومضاعفاتها.
« ألا وهل فيكم إلا الصلف النطف »
الصلف : صلف الرجل : تمدح بما ليس عنده ، إعجاباً بنفسه وتكبراً (11).
ويقال : أصلفت الرجل إذا أبغضته ومقته ، ويعبر عن البخيل ـ أيضاً ـ بهذه الكلمة. (12)
هذا ما ذكره علماء اللغة ، ولكن الذي يتبادر إلى الذهن ـ من كلمة الصلف ـ : هو الوقح ، ولا مانع من تفسير الكلمة بهذا المعنى .. فبكاؤهم بعد ارتكابهم تلك الجرائم يدل على شدة وقاحتهم وقلة حيائهم.
النطف : المتلطخ بالعيب. (13)
« والصدر الشنف »
الشنف : شدة البغض (14). والشنف : المبغض. (15) والمعنى : الصدر الذي يحتوي على شدة البغض والعداء لأهل البيت ( عليهم السلام ). « وملق الإماء »
الملق ـ بفتح اللام ـ الود واللُطف ، وأن تعطي باللسان ما ليس في القلب والفعل (16).
والمعنى : أنكم مجتمع للصفات الرذيلة ، ففيكم حالة التملق والتذلل لمن لا يستحق ذلك من الحكام الخونة أمثال : يزيد وابن زياد اللئيمين ، وحاشيتهما القذرة ، فكما أن الإماء ـ جمع أمة ـ : وهي العبدة. يتملقن إلى المالك لجلب مودته ، ويعطينه باللسان من الود والمشاعر ما ليس في قلوبهن ، بل يفكرن في مصالحهن حتى لو استوجب ذلك لهن التذلل والتملق والخضوع لمن ليس أهلاً لذلك ، أنتم ـ يا أهل الكوفة ! كذلك تتملقون إلى حكامكم .. من منطلق المصالح ، لا الإخلاص والوفاء ! « وغمز الأعداء »
الغمز : الإشارة بالجفن والحاجب (17) ولعل السيدة زينب ( عليها السلام ) تقصد من هذه الكلمة : أنكم يا أهل الكوفة انتم غمز الأعداء ، أي : إن الأعداء ( وهم : ابن زياد وحاشيته ) ينظرون إليكم من جانب عيونهم غمزاً .. ويتعاملون معكم بمنتهى التحقير والإذلال ، فلا كرامة لكم عندهم ، بل يريدونكم عبيداً وخدماً وجسوراً للوصول إلى أهدافهم .. من دون أن يكنوا إليكم أية محبة أو تقدير أو إحترام. فيعتبر هذا الكلام ـ من السيدة زينب ـ تنبيهاً لأهل الكوفة على مدى فقدان عزة النفس لديهم ، حيث جعلوا أنفسهم أدوات طيعة وذليلة بيد أفراد لؤماء ، وهم ناسين للكرامة التي أرادها الله تعالى للبشر.
إننا نرى ـ في زماننا هذا ـ أن الموظفين المتكبرين لا يرفعون رؤوسهم ليستمعوا إلى ما يقوله المراجع لهم ، بل ينظرون إليه بجانب عيونهم تحقيراً وإذلالاً له !!
وهكذا كانت نظرة الحكام إلى أعوانهم والمتعاطفين معهم.
ثم ذكرت السيدة زينب ( عليها السلام ) مثالاً آخر لبيان حقيقة أهل الكوفة والكشف عن واقعهم ، وأن ظاهرهم يختلف ـ تماماً ـ عن باطنهم ، وأن ما يقولونه بألسنتهم ، فشبهتهم بالأعشاب التي تنبت وتنمو في أماكن وسخة وغير صحية ، فقالت ( عليها السلام ) :
« أو كمرعى على دمنة »
المرعى : محل العشب الذي يسرح فيه القطيع.
الدمنة : المحل الذي تتراكم فيه أرواث الحيوانات وابوالها وتختلط مع التراب في مرابضهم ، فتتلبد وتتماسك الأوساخ المتكونة من الروث والبول والتراب ، ثم ـ بسبب الرطوبة الموجودة ـ ينبت هناك نبات أخضر ، جميل المنظر واللون ، ولكن الجذور نابتة في مكان وسخ مليء بالجراثيم والميكروبات ! (18)
كذلك أهل الكوفة كان لهم ظاهر حسن ، وكانت لهم حضارة عريقة ، لكن باطنهم وواقعهم كان قبيحاً ، يشتمل على الخبث والغدر ، والخيانة والكذب والنفاق ، والجرأة على الله تعالى ، وسحق ال
قيم والمفاهيم ، وعدم التخلق بالفضائل ، والتي من أبرزها : الوفاء بالعهد ، وترجيح الدين على كل شيء.
هذا .. ونعود لنذكر ـ مرةً أخرى ـ أنه كان في الكوفة جمع غفير من المؤمنين الأخيار الطيبين ، لكن الأشرار ـ بتعاونهم مع الحكم الفاسد ـ كانوا قد شكلوا هذه الواجهة القبيحة ، وكونوا هذه السمعة السيئة لجميع أهل البلد !!
ثم ذكرت السيدة زينب ( عليها السلام ) مثالاً آخر فقالت :
« وكفضة على ملحودة »
اللحد : القبر. الملحودة : الجثة الموضوعة في القبر.
إذا وضعت علامة مصنوعة من الفضة على قبر رجل منحرف دينياً ، فسوف يكون ظاهر القبر جميلاً ، لكن الجثة التي في داخل القبر جيفةً متعفنة. كذلك أهل الكوفة كانوا أهل التمدن والحضارة والثقافة ، لكنهم في الباطن كانوا بمنزلة الجيفة ، حيث تجمعت فيهم المساوئ الأخلاقية ، كنقض العهد والغدر والخيانة وغيرها ، فكونت لهم سوء الملف والسوابق المخزية.
وفي نسخة : « كقصة على ملحودة »
والقصة : هي : الجص : وهي البودرة والتراب المطبوخ الذي يخلط مع الماء فيصير طيناً ابيض اللون ، ويوضع ذلك الطين ما بين الطابوق ويكون سبباً لتماسك أجزاء البناء (19).
فما فائدة ذلك القبر الذي يجصص ـ ليكون جميل الظاهر ـ ، لكنه يتضمن جثماناً نتناً لرجل خبيث أو إمرأة منحرفة ؟!!
وقد يستفاد ـ من بعض كتب التاريخ ـ أن المتفرجين والمستمعين لخطاب السيدة زينب ( عليها السلام ) إنقسموا إلى ثلاث أقسام :
1 ـ قوات الشرطة التابعين لابن زياد.
2 ـ المحايدين.
3 ـ الأفراد الذين تفاعلوا مع كلمات خطبة السيدة زينب ( عليها السلام ) وتأثروا بكلامها ، وبدأوا يبكون !!
كيف لا .. وهم يسمعون صوتاً يشبه صوت الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) من ابنته الشجاعة !
ولعلها كانت تخطب في ساحة كبيرة من ساحات مدينة الكوفة ، حيث كانت تستوعب أكبر قدر ممكن من الجماهير : المستمعين والمتفرجات ، الذين وقفوا على جانبي الطريق ، أو على سطوح دورهم ينظرون ويستمعون.
« ألا : ساء ما قدمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم وفي العذاب انتم خالدون »
هذه الجملة مقتبسة من قوله تعالى : « ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ». (20)
والمعنى : بئس ما قدموا من العمل لمعادهم في الآخرة ، أن سخط الله اليهم. والمعنى ـ هنا ـ يا أهل الكوفة : إن أعمالكم قد أوجبت عليكم غضب الله وسخطه ، والبقاء الدائم في نار جهنم.
« أتبكون وتنتحبون » ؟!
الإنتحاب : رفع الصوت بالبكاء الشديد.
« إي والله ، فابكوا كثيراً واضحكوا قليلاً »
إشارة إلى قوله تعالى : « فليضحكوا قليلاً وليبكوا كثيراً » (21) ، والمعنى : فليضحك هؤلاء المنافقون قليلاً ، لأن الضحك ـ حتى لو إستمر ـ فإنه ينتهي بفناء الدنيا ، وهو قليل لدى المقايسة مع بكائهم الدائم في يوم القيامة ، لأن ذلك : « يوم كان مقداره خمسين ألف سنة » (22) وهم يبكون فيه كثيراً .. وباستمرار.
وهذا تهديد وإنذار من السيدة زينب لأهل الكوفة ، وليس أمراً لهم بالضحك ، بل أمر بالتقليل من الضحك ، ـ وتهديد ضمني ـ أن لا مبرر لضحك وفرح يتعقبه بكاء طويل وعذاب مستمر.
« فلقد ذهبتم بعارها وشنارها »
يقال : ذهب بها : أي إستصحبها. والعار : كل شيء يلزم منه عيب (23) أو كل ما يعير به الإنسان من قول أو فعل ، أو يلزم منه عيب أو سب. (24)
والشنار : العيب والعار (25) والأمر المشهور بالشنعة. (26)
« ولن ترحضوها بغسل بعدها أبداً »
ترحضوها : تغسلوها.
غسل : ما يغسل به ، كالماء والمواد المنظفة المزيلة للأوساخ.
قد يقوم الإنسان بجريمة صغيرة يستطيع محاصرة مضاعفاتها ، وقد تكون الجريمة كبيرة جداً تأبى أن يحاصر أحد مضاعفاتها وآثارها ، أو ينسب الغفلة أو السهو والإشتباه إلى مباشر تلك الجريمة ، ويجعل الإعتذار سبباً وطريقاً للعفو عن ذلك المجرم وإغلاق ملفه. فالمعنى : لا يمكن لكم التخلص من مضاعفات هذه الجناية العظمى ، فقد تعلقت الجريمة بأعناقكم ، وسجلت في التاريخ .. بحيث لا يمكن تغطيتها أو إنكارها !! أو ذكر توجيهات واهية وسخيفة لهذا الجرم العظيم والذنب الجسيم !
« وأنى ترحضون قتل سليل خاتم النبوة ؟ »
رحض : رحض الثوب : غسله.
أي : كيف تغسلون عن أنفسكم ، وتمحون وتمسحون عن ملفكم هذه الفاجعة العظيمة ، وهي قتل ولد رسول الله خاتم الأنبياء ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟!
وبعبارة أخرى :
كيف وبأي وجه يمكن لكم أن تبرروا قتل سليل خاتم النبوة ؟! والسليل : هو الولد.
كيف يمكن لكم غسل هذا الذنب العظيم عن أنفسكم ؟!
وهل هناك مجال للإعتذار في ارتكاب جريمة بهذا الحجم ومع تلكم الكيفية والملحقات ؟؟!!
« ومعدن الرسالة ؟ وسيد شباب أهل الجنة ؟ »
إن الإمامة : هي إمتداد للرسالة ، وكما أن الرسول يختاره الله تعالى .. لا الناس ،
هذا .. ونعود لنذكر ـ مرةً أخرى ـ أنه كان في الكوفة جمع غفير من المؤمنين الأخيار الطيبين ، لكن الأشرار ـ بتعاونهم مع الحكم الفاسد ـ كانوا قد شكلوا هذه الواجهة القبيحة ، وكونوا هذه السمعة السيئة لجميع أهل البلد !!
ثم ذكرت السيدة زينب ( عليها السلام ) مثالاً آخر فقالت :
« وكفضة على ملحودة »
اللحد : القبر. الملحودة : الجثة الموضوعة في القبر.
إذا وضعت علامة مصنوعة من الفضة على قبر رجل منحرف دينياً ، فسوف يكون ظاهر القبر جميلاً ، لكن الجثة التي في داخل القبر جيفةً متعفنة. كذلك أهل الكوفة كانوا أهل التمدن والحضارة والثقافة ، لكنهم في الباطن كانوا بمنزلة الجيفة ، حيث تجمعت فيهم المساوئ الأخلاقية ، كنقض العهد والغدر والخيانة وغيرها ، فكونت لهم سوء الملف والسوابق المخزية.
وفي نسخة : « كقصة على ملحودة »
والقصة : هي : الجص : وهي البودرة والتراب المطبوخ الذي يخلط مع الماء فيصير طيناً ابيض اللون ، ويوضع ذلك الطين ما بين الطابوق ويكون سبباً لتماسك أجزاء البناء (19).
فما فائدة ذلك القبر الذي يجصص ـ ليكون جميل الظاهر ـ ، لكنه يتضمن جثماناً نتناً لرجل خبيث أو إمرأة منحرفة ؟!!
وقد يستفاد ـ من بعض كتب التاريخ ـ أن المتفرجين والمستمعين لخطاب السيدة زينب ( عليها السلام ) إنقسموا إلى ثلاث أقسام :
1 ـ قوات الشرطة التابعين لابن زياد.
2 ـ المحايدين.
3 ـ الأفراد الذين تفاعلوا مع كلمات خطبة السيدة زينب ( عليها السلام ) وتأثروا بكلامها ، وبدأوا يبكون !!
كيف لا .. وهم يسمعون صوتاً يشبه صوت الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) من ابنته الشجاعة !
ولعلها كانت تخطب في ساحة كبيرة من ساحات مدينة الكوفة ، حيث كانت تستوعب أكبر قدر ممكن من الجماهير : المستمعين والمتفرجات ، الذين وقفوا على جانبي الطريق ، أو على سطوح دورهم ينظرون ويستمعون.
« ألا : ساء ما قدمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم وفي العذاب انتم خالدون »
هذه الجملة مقتبسة من قوله تعالى : « ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ». (20)
والمعنى : بئس ما قدموا من العمل لمعادهم في الآخرة ، أن سخط الله اليهم. والمعنى ـ هنا ـ يا أهل الكوفة : إن أعمالكم قد أوجبت عليكم غضب الله وسخطه ، والبقاء الدائم في نار جهنم.
« أتبكون وتنتحبون » ؟!
الإنتحاب : رفع الصوت بالبكاء الشديد.
« إي والله ، فابكوا كثيراً واضحكوا قليلاً »
إشارة إلى قوله تعالى : « فليضحكوا قليلاً وليبكوا كثيراً » (21) ، والمعنى : فليضحك هؤلاء المنافقون قليلاً ، لأن الضحك ـ حتى لو إستمر ـ فإنه ينتهي بفناء الدنيا ، وهو قليل لدى المقايسة مع بكائهم الدائم في يوم القيامة ، لأن ذلك : « يوم كان مقداره خمسين ألف سنة » (22) وهم يبكون فيه كثيراً .. وباستمرار.
وهذا تهديد وإنذار من السيدة زينب لأهل الكوفة ، وليس أمراً لهم بالضحك ، بل أمر بالتقليل من الضحك ، ـ وتهديد ضمني ـ أن لا مبرر لضحك وفرح يتعقبه بكاء طويل وعذاب مستمر.
« فلقد ذهبتم بعارها وشنارها »
يقال : ذهب بها : أي إستصحبها. والعار : كل شيء يلزم منه عيب (23) أو كل ما يعير به الإنسان من قول أو فعل ، أو يلزم منه عيب أو سب. (24)
والشنار : العيب والعار (25) والأمر المشهور بالشنعة. (26)
« ولن ترحضوها بغسل بعدها أبداً »
ترحضوها : تغسلوها.
غسل : ما يغسل به ، كالماء والمواد المنظفة المزيلة للأوساخ.
قد يقوم الإنسان بجريمة صغيرة يستطيع محاصرة مضاعفاتها ، وقد تكون الجريمة كبيرة جداً تأبى أن يحاصر أحد مضاعفاتها وآثارها ، أو ينسب الغفلة أو السهو والإشتباه إلى مباشر تلك الجريمة ، ويجعل الإعتذار سبباً وطريقاً للعفو عن ذلك المجرم وإغلاق ملفه. فالمعنى : لا يمكن لكم التخلص من مضاعفات هذه الجناية العظمى ، فقد تعلقت الجريمة بأعناقكم ، وسجلت في التاريخ .. بحيث لا يمكن تغطيتها أو إنكارها !! أو ذكر توجيهات واهية وسخيفة لهذا الجرم العظيم والذنب الجسيم !
« وأنى ترحضون قتل سليل خاتم النبوة ؟ »
رحض : رحض الثوب : غسله.
أي : كيف تغسلون عن أنفسكم ، وتمحون وتمسحون عن ملفكم هذه الفاجعة العظيمة ، وهي قتل ولد رسول الله خاتم الأنبياء ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟!
وبعبارة أخرى :
كيف وبأي وجه يمكن لكم أن تبرروا قتل سليل خاتم النبوة ؟! والسليل : هو الولد.
كيف يمكن لكم غسل هذا الذنب العظيم عن أنفسكم ؟!
وهل هناك مجال للإعتذار في ارتكاب جريمة بهذا الحجم ومع تلكم الكيفية والملحقات ؟؟!!
« ومعدن الرسالة ؟ وسيد شباب أهل الجنة ؟ »
إن الإمامة : هي إمتداد للرسالة ، وكما أن الرسول يختاره الله تعالى .. لا الناس ،
كذلك الإمام والخليفة .. يختاره الله تعالى أيضاً .. وليس الناس
والإمام الحسين ( عليه السلام ) هو الخليفة الشرعي الثالث لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في أمته.
فلم يكن الإمام الحسين ( عليه السلام ) رجلاً مجهولاً خامل الذكر ، غير معروف عند الناس ، بل كان مشهوراً عند جميع المسلمين بكل ما للعظمة والجلالة والقداسة من معان ، وأحاديث رسول الله في مدحه والثناء عليه .. كانت محفوظة في ذاكرة الجميع ، وآيات القرآن الكريم كانت تمجده بما هو أهل لذلك ، فـ « آية التطهير » تشهد له بالعصمة والطهارة عن كل رجس ، وآية « إطعام الطعام » تنبئ عن نفسيته التي بلغت القمة في الإخلاص وحب الخير للآخرين ، و « آية القربى » جعلت إظهار المحبة ومشاعر الود له أجراً لبعض أتعاب الرسول الكريم ، و « آية المباهلة » اعلنت أنه الإبن المميز للرسول الأقدس ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأنه واحد من « أهل البيت » الذين بدعائهم يغير الله تعالى الموازين الكونية.
وأحاديث النبي العظيم حول مكانته ومنزلة أخيه الإمام الحسن .. كانت أشهر من الشمس في رائعة النهار ، كقوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة » ، « الحسن والحسين إمامان .. إن
قاما وإن قعدا » « حسين مني وأنا من حسين ، أحب الله من أحب حسيناً » (27).
وكانت هذه الأحاديث وأمثالها قد ملأت آذان صحابة الرسول وتابعيهم .. المنتشرين في كل البلاد .. وخاصة الكوفة.
فجريمة قتل الإمام الحسين لا يمكن أن تقاس بجريمة قتل غيره من الأبرياء ، لأن المقتول ـ هنا ـ عظيم فوق كل ما يتصور ، فيكون حجم جريمة قتله أكبر وأعظم من جريمة قتل أي بريء ، فلا يمكن لأهل الكوفة أن يغسلوا عن أنفسهم هذه الجريمة الكبرى.
ثم استمرت السيدة زينب بذكر سلسلة من جوانب العظمة المتجمعة في أخيها سيد الشهداء الإمام الحسين ( عليه السلام ) لتبين ـ للناس ـ حجم الخسارة الفادحة ، ومضاعفات هذا الفراغ الذي حصل في كيان الأمة الإسلامية ، وهو قتل الإمام المنتخب من عند الله تعالى لهداية البشر ، فقالت ( عليها السلام ) :
« وملاذ خيرتكم »
الملاذ : الملجأ ، والحصن الآمن الذي يحتمى به ويلجأ إليه في الشدائد.
خيرتكم : المؤمنين الأبرار ، المتفوقين في درجة إيمانهم بالله تعالى ، وفي جوانبهم الأخلاقية والإيمانية ، كالتقوى ، والعقيدة الراسخة ، وحماية وحراسة الدين ، تقديم الدين على كل مصلحة .. مادية كانت أو غيرها !!
« ومفزغ نازلتكم »
المفزع : من يفزع إليه ، ويلتجأ إليه.
النازلة : الشديدة من شدائد الدهر .. تنزل بالقوم (28) وقيل : النازلة : هي المصيبة الشديدة. (29)
« ومنار حجتكم »
المنار : محل إشعاع النور. والحجة : الدليل والبرهان للإستدلال على حقيقة شيء.
المنار : محل على سطح الدار ، كان الإنسان الكريم يشعل النار فيه ليلاً ليعلن للناس أن هنا محلاً للضيافة ، فيستدل بنور تلك النار التائهون عن الطريق ، أو المسافرون الذين وصلوا إلى البلد لتوهم ، وهم يبحثون عن مأوى
يلجأون إليه حتى يحين الصباح.
وتطلق هذه الكلمة ـ حالياً ـ على الأضواء الكشافة القوية في درجة الإضاءة التي توضع على أبراج المراقبة في مطارات العالم ، لإرشاد الطائرات إلى محل المطار ، وخاصةً في الليالي التي يخيم الضباب على سماء المدينة.
لقد جعل الله تعالى الإمام الحسين ( عليه السلام ) مصباح الهدى ، ينير الدرب لكل تائه أو متحير ، ولكن الناس تجمعوا عليه وكسروا المصباح ، وهم غير مبالين بما ينتج عن ذلك من مضاعفات ، ففي الظلام تقع حوادث السرقة والسطو على المنازل والبيوت ، وجرائم الإغتصاب والقتل ، والضياع عن الطريق ، والسقوط في الحفائر ، وغير ذلك.
أما مع وجود المصباح فلا تحدث هذه الجرائم والمآسي.
ولم يكن الإمام الحسين مناراً مادياً فقط .. بل كان مناراً لمن يبحث عن الحقيقة ، ويسأل عن الدين ، ويريد الحصول على رد الشبهات ، وما يتبادر إلى بعض الأذهان من تشكيكات. ولذلك فقد عبرت السيدة زينب عن الإمام الحسين بـ « منار حجتكم ».
« ومدرة سنتكم »
السنة : العام القحط (30) ، وقيل : السنة المجدبة (31) وقيل : غلب إطلاق كلمة « السنة » على القحط ، مثل ما غلب إطلاق كلمة « الدابة » على الفرس (32).
هذا هو معنى السنة.
ولم أعثر ـ في المعاني التي ذكرت في كتب اللغة معنى لكلمة « مدرة » ـ يتناسب مع كلمة « سنتكم » ، ويحتمل أن يكون تصحيفاً لكلمة « ومدد » أي : من يزودكم بالمؤن المادية في سنوات القحط والجدب ، ويخلصكم من المجاعة والموت. أو يزودكم بالأدلة المعنوية حينما تحتارون في قضاياكم الدينية ، ومشاكلكم العائلية ، وتتلاعب بأفكاركم التشكيكات والأفكار المنحرفة أو المستحدثة ، فتعيشون في ضياع .. لا تفرقون بين السنة والبدعة ، وبين القول الحق والأقوال الباطلة المصبوغة بصبغة الدين !
ثم زادت السيدة زينب ( عليها السلام ) من درجة
والإمام الحسين ( عليه السلام ) هو الخليفة الشرعي الثالث لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في أمته.
فلم يكن الإمام الحسين ( عليه السلام ) رجلاً مجهولاً خامل الذكر ، غير معروف عند الناس ، بل كان مشهوراً عند جميع المسلمين بكل ما للعظمة والجلالة والقداسة من معان ، وأحاديث رسول الله في مدحه والثناء عليه .. كانت محفوظة في ذاكرة الجميع ، وآيات القرآن الكريم كانت تمجده بما هو أهل لذلك ، فـ « آية التطهير » تشهد له بالعصمة والطهارة عن كل رجس ، وآية « إطعام الطعام » تنبئ عن نفسيته التي بلغت القمة في الإخلاص وحب الخير للآخرين ، و « آية القربى » جعلت إظهار المحبة ومشاعر الود له أجراً لبعض أتعاب الرسول الكريم ، و « آية المباهلة » اعلنت أنه الإبن المميز للرسول الأقدس ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأنه واحد من « أهل البيت » الذين بدعائهم يغير الله تعالى الموازين الكونية.
وأحاديث النبي العظيم حول مكانته ومنزلة أخيه الإمام الحسن .. كانت أشهر من الشمس في رائعة النهار ، كقوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة » ، « الحسن والحسين إمامان .. إن
قاما وإن قعدا » « حسين مني وأنا من حسين ، أحب الله من أحب حسيناً » (27).
وكانت هذه الأحاديث وأمثالها قد ملأت آذان صحابة الرسول وتابعيهم .. المنتشرين في كل البلاد .. وخاصة الكوفة.
فجريمة قتل الإمام الحسين لا يمكن أن تقاس بجريمة قتل غيره من الأبرياء ، لأن المقتول ـ هنا ـ عظيم فوق كل ما يتصور ، فيكون حجم جريمة قتله أكبر وأعظم من جريمة قتل أي بريء ، فلا يمكن لأهل الكوفة أن يغسلوا عن أنفسهم هذه الجريمة الكبرى.
ثم استمرت السيدة زينب بذكر سلسلة من جوانب العظمة المتجمعة في أخيها سيد الشهداء الإمام الحسين ( عليه السلام ) لتبين ـ للناس ـ حجم الخسارة الفادحة ، ومضاعفات هذا الفراغ الذي حصل في كيان الأمة الإسلامية ، وهو قتل الإمام المنتخب من عند الله تعالى لهداية البشر ، فقالت ( عليها السلام ) :
« وملاذ خيرتكم »
الملاذ : الملجأ ، والحصن الآمن الذي يحتمى به ويلجأ إليه في الشدائد.
خيرتكم : المؤمنين الأبرار ، المتفوقين في درجة إيمانهم بالله تعالى ، وفي جوانبهم الأخلاقية والإيمانية ، كالتقوى ، والعقيدة الراسخة ، وحماية وحراسة الدين ، تقديم الدين على كل مصلحة .. مادية كانت أو غيرها !!
« ومفزغ نازلتكم »
المفزع : من يفزع إليه ، ويلتجأ إليه.
النازلة : الشديدة من شدائد الدهر .. تنزل بالقوم (28) وقيل : النازلة : هي المصيبة الشديدة. (29)
« ومنار حجتكم »
المنار : محل إشعاع النور. والحجة : الدليل والبرهان للإستدلال على حقيقة شيء.
المنار : محل على سطح الدار ، كان الإنسان الكريم يشعل النار فيه ليلاً ليعلن للناس أن هنا محلاً للضيافة ، فيستدل بنور تلك النار التائهون عن الطريق ، أو المسافرون الذين وصلوا إلى البلد لتوهم ، وهم يبحثون عن مأوى
يلجأون إليه حتى يحين الصباح.
وتطلق هذه الكلمة ـ حالياً ـ على الأضواء الكشافة القوية في درجة الإضاءة التي توضع على أبراج المراقبة في مطارات العالم ، لإرشاد الطائرات إلى محل المطار ، وخاصةً في الليالي التي يخيم الضباب على سماء المدينة.
لقد جعل الله تعالى الإمام الحسين ( عليه السلام ) مصباح الهدى ، ينير الدرب لكل تائه أو متحير ، ولكن الناس تجمعوا عليه وكسروا المصباح ، وهم غير مبالين بما ينتج عن ذلك من مضاعفات ، ففي الظلام تقع حوادث السرقة والسطو على المنازل والبيوت ، وجرائم الإغتصاب والقتل ، والضياع عن الطريق ، والسقوط في الحفائر ، وغير ذلك.
أما مع وجود المصباح فلا تحدث هذه الجرائم والمآسي.
ولم يكن الإمام الحسين مناراً مادياً فقط .. بل كان مناراً لمن يبحث عن الحقيقة ، ويسأل عن الدين ، ويريد الحصول على رد الشبهات ، وما يتبادر إلى بعض الأذهان من تشكيكات. ولذلك فقد عبرت السيدة زينب عن الإمام الحسين بـ « منار حجتكم ».
« ومدرة سنتكم »
السنة : العام القحط (30) ، وقيل : السنة المجدبة (31) وقيل : غلب إطلاق كلمة « السنة » على القحط ، مثل ما غلب إطلاق كلمة « الدابة » على الفرس (32).
هذا هو معنى السنة.
ولم أعثر ـ في المعاني التي ذكرت في كتب اللغة معنى لكلمة « مدرة » ـ يتناسب مع كلمة « سنتكم » ، ويحتمل أن يكون تصحيفاً لكلمة « ومدد » أي : من يزودكم بالمؤن المادية في سنوات القحط والجدب ، ويخلصكم من المجاعة والموت. أو يزودكم بالأدلة المعنوية حينما تحتارون في قضاياكم الدينية ، ومشاكلكم العائلية ، وتتلاعب بأفكاركم التشكيكات والأفكار المنحرفة أو المستحدثة ، فتعيشون في ضياع .. لا تفرقون بين السنة والبدعة ، وبين القول الحق والأقوال الباطلة المصبوغة بصبغة الدين !
ثم زادت السيدة زينب ( عليها السلام ) من درجة
توبيخ الناس ،
محاولة منها لإيقاظ تلك الضمائر ، ولتعلن لهم أنهم سوف لا يصلون إلى أي هدف تحركوا من أجله فقاموا بهذه الجريمة النكراء. فقالت :
« ألا ساء ما تزرون »
أي : بئس ما حملتم على ظهوركم من الذنوب والجرائم ، فهي من نوع لا يبقي أي مجال لشمول غفران الله وعفوه .. لكم.
« وبعداً لكم وسحقاً »
بعداً : أي : أبعدكم الله تعالى .. بعداً عن رحمته وغفرانه.
سحقاً : هلاكاً وبعداً ، يقال : سحق سحقاً : أي : بعد أشد البعد. (33)
« فلقد خاب السعي ، وتبت الأيدي »
خاب : لم ينل ما طلب ، أو إنقطع رجاؤه. (34)
تبت الأيدي ، التب : الخسران والهلاك (35) وقيل : القطع والبتر.
« وخسرت الصفقة »
الصفقة : معاملة البيع أو أية معاملة أخرى. والمعنى أنكم ـ يا أهل الكوفة ـ خسرتم المعاملة ، معاملة بيع الدين والآخرة في قبال الدنيا ، فمن الجنون أن يبيع الإنسان ذلك في قبال عذاب مستمر مزيج بالإهانة والتحقير ، وبثمن قتل إبن رسول الله ، كل ذلك وهو يدعي أنه مسلم !!
ولعل المعنى : أنكم بعتم الحياة في ظل حكومة الإمام الحسين ( عليه السلام ) بالحياة في ظل سلطة يزيد ، وذهبتم إلى حرب الإمام الحسين لتحافظوا على كرسي يزيد من الإهتزاز ، ولكن معاملتكم هذه .. خاسرة ، فسوف لا تتهنؤون في ظل حكومته ، فلا كرامة ولا أمان ولا مستقبل زاهر !!
إن الدين والإنضواء تحت لواء من اختاره الله تعالى هو الذي يوفر للإنسان الحياة السعيدة والعزة والكرامة.
أما الإعراض عن ذلك فسوف يجر الويلات لكم ، فتتوالى عليكم حكومات جائرة ، فتعيشون حياةً ممزوجة بالتعاسة والذل ، الشامل لجميع جوانب حياتكم الدينية والاقتصادية والسياسية والأمنية وغيرها.
وهنا أدمجت السيدة زينب ( عليها السلام ) كلامها بالقرآن الكريم واستلهمت منه ذلك فقالت :
« وبؤتم بغضب من الله ، وضربت عليكم الذلة والمسكنة »
قال تعالى : « وضـربت عليهم الذلـة والمسكنـة ، وبـاؤا بغضـب مـن الله ... ». (36)
« وبؤتم بغضب من الله » أي رجعتم وقد احتملتم معكم غضباً من الله تعالى ، وسوف يسبب لكم هذا الغضب العقاب الأليم والبعد عن رحمة الله وغفرانه ، بكل تأكيد.
وإن الجريمة .. مهما كان حجمها أكبر فسوف يكون غضب الله أشد ، وبالتالي يكون العذاب أكثر إيلاماً وأشد إهانةً وتحقيراً ، ويكون بعد المجرم عن عفو الله وغفرانه أكثر مسافة !
« وضربت عليكم الذلة والمسكنة »
ضربت : أي كتبت : فلقد كتب الله تعالى لكم الذل ، وقدر لكم المسكنة ، بسبب كفرانكم بنعمة وجود الإمام الحسين ( عليه السلام ) والغدر به.
الذلة والذل : يعني الهوان ، وهو العذاب النفسي المستمر ، بسبب الشعور بالحقارة والنقص والخوف من إعتداء الآخرين !
المسكنة : الفقر الشديد والبؤس والتعاسة.
ثم بدأت السيدة زينب ( عليها السلام ) بوضع النقاط على الحروف ، وذلك بالتحدث عن الأبعاد الأخرى لحجم هذه الجريمة ـ أو الجرائم ـ النكراء فقالت :
« ويلكم يا أهل الكوفة ! أتدرون أي كبد لرسول الله فريتم ».
الكبد : كناية عن الولد ، وقد روي عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : « أولادنا أكبادنا ... ». (37)
فريتم : الفري : تقطيع اللحم.
لقد شبهت السيدة زينب الإمام الحسين بكبد رسول الله ، وشبهت جريمة قتل الإمام بقطع كبد الرسول الكريم ، وكم يحمل هذا التشبيه في طياته من معان بلاغية ، وحقائق روحانية ، إذ من الثابت أن مكانة الكبد في الجسم لها غاية الأهمية.
فكم يبلغ الإنحراف بمن يدعي أنه مسلم أن يقتل إماماً هو بمنزلة الكبد من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟
« وأي كريمة له أبرزتم » ؟
كريمة الرجل : إبنته ، فالسيدة زينب ( عليها السلام ) بنت السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فهي ـ إذن ـ حفيدة الرسول الكريم ، والحفيدة تعتبر بنتاً للرجل ، وقد كان النبي الكريم يعبر عن السيدة زينب ـ منذ الأيام الأولى من ولادتها ـ بكلمة « بنتي ».
وكانت هذه البنت المكرمة المحترمة تعيش في دارها خلف ستار الحجاب والعفاف وتحافظ على حجابها اكثر من محافظتها على حياتها ، ولكن أهل الكوفة هجموا على خدرها وخيامها ، وسلبوا حجابها ، ثم أسروها وأبرزوها إلى الملأ العام ! وكانت هذه المصيبة أشد من جميع المصائب وقعاً على قلبها .. بعد مصيبة مقتل أخيها الإمام السحين ( عليه السلام ).
أيها القارئ الكريم .. توقف قليلاً لتفكر وتعرف عظم الفاجعة : إذا كان سلب الحجاب عن إمرأة مؤمنة عفيفة عادية أصعب عليها من ضربها بالسكاكين على جسمها .. فما بالك بسلب الحجاب عن سيدة المحجبات وفخر المخدرات : زينب الكبرى عليها السلام ؟!
فهذه الجريمة ـ لوحدها ـ تعتبر من أعظم الجرائم التي ارتكبها أهل الكوفة تجاه بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) !!
فكل ضمير حر لا يمكن له أن ينسى هذه الجريمة !!
ول
محاولة منها لإيقاظ تلك الضمائر ، ولتعلن لهم أنهم سوف لا يصلون إلى أي هدف تحركوا من أجله فقاموا بهذه الجريمة النكراء. فقالت :
« ألا ساء ما تزرون »
أي : بئس ما حملتم على ظهوركم من الذنوب والجرائم ، فهي من نوع لا يبقي أي مجال لشمول غفران الله وعفوه .. لكم.
« وبعداً لكم وسحقاً »
بعداً : أي : أبعدكم الله تعالى .. بعداً عن رحمته وغفرانه.
سحقاً : هلاكاً وبعداً ، يقال : سحق سحقاً : أي : بعد أشد البعد. (33)
« فلقد خاب السعي ، وتبت الأيدي »
خاب : لم ينل ما طلب ، أو إنقطع رجاؤه. (34)
تبت الأيدي ، التب : الخسران والهلاك (35) وقيل : القطع والبتر.
« وخسرت الصفقة »
الصفقة : معاملة البيع أو أية معاملة أخرى. والمعنى أنكم ـ يا أهل الكوفة ـ خسرتم المعاملة ، معاملة بيع الدين والآخرة في قبال الدنيا ، فمن الجنون أن يبيع الإنسان ذلك في قبال عذاب مستمر مزيج بالإهانة والتحقير ، وبثمن قتل إبن رسول الله ، كل ذلك وهو يدعي أنه مسلم !!
ولعل المعنى : أنكم بعتم الحياة في ظل حكومة الإمام الحسين ( عليه السلام ) بالحياة في ظل سلطة يزيد ، وذهبتم إلى حرب الإمام الحسين لتحافظوا على كرسي يزيد من الإهتزاز ، ولكن معاملتكم هذه .. خاسرة ، فسوف لا تتهنؤون في ظل حكومته ، فلا كرامة ولا أمان ولا مستقبل زاهر !!
إن الدين والإنضواء تحت لواء من اختاره الله تعالى هو الذي يوفر للإنسان الحياة السعيدة والعزة والكرامة.
أما الإعراض عن ذلك فسوف يجر الويلات لكم ، فتتوالى عليكم حكومات جائرة ، فتعيشون حياةً ممزوجة بالتعاسة والذل ، الشامل لجميع جوانب حياتكم الدينية والاقتصادية والسياسية والأمنية وغيرها.
وهنا أدمجت السيدة زينب ( عليها السلام ) كلامها بالقرآن الكريم واستلهمت منه ذلك فقالت :
« وبؤتم بغضب من الله ، وضربت عليكم الذلة والمسكنة »
قال تعالى : « وضـربت عليهم الذلـة والمسكنـة ، وبـاؤا بغضـب مـن الله ... ». (36)
« وبؤتم بغضب من الله » أي رجعتم وقد احتملتم معكم غضباً من الله تعالى ، وسوف يسبب لكم هذا الغضب العقاب الأليم والبعد عن رحمة الله وغفرانه ، بكل تأكيد.
وإن الجريمة .. مهما كان حجمها أكبر فسوف يكون غضب الله أشد ، وبالتالي يكون العذاب أكثر إيلاماً وأشد إهانةً وتحقيراً ، ويكون بعد المجرم عن عفو الله وغفرانه أكثر مسافة !
« وضربت عليكم الذلة والمسكنة »
ضربت : أي كتبت : فلقد كتب الله تعالى لكم الذل ، وقدر لكم المسكنة ، بسبب كفرانكم بنعمة وجود الإمام الحسين ( عليه السلام ) والغدر به.
الذلة والذل : يعني الهوان ، وهو العذاب النفسي المستمر ، بسبب الشعور بالحقارة والنقص والخوف من إعتداء الآخرين !
المسكنة : الفقر الشديد والبؤس والتعاسة.
ثم بدأت السيدة زينب ( عليها السلام ) بوضع النقاط على الحروف ، وذلك بالتحدث عن الأبعاد الأخرى لحجم هذه الجريمة ـ أو الجرائم ـ النكراء فقالت :
« ويلكم يا أهل الكوفة ! أتدرون أي كبد لرسول الله فريتم ».
الكبد : كناية عن الولد ، وقد روي عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : « أولادنا أكبادنا ... ». (37)
فريتم : الفري : تقطيع اللحم.
لقد شبهت السيدة زينب الإمام الحسين بكبد رسول الله ، وشبهت جريمة قتل الإمام بقطع كبد الرسول الكريم ، وكم يحمل هذا التشبيه في طياته من معان بلاغية ، وحقائق روحانية ، إذ من الثابت أن مكانة الكبد في الجسم لها غاية الأهمية.
فكم يبلغ الإنحراف بمن يدعي أنه مسلم أن يقتل إماماً هو بمنزلة الكبد من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟
« وأي كريمة له أبرزتم » ؟
كريمة الرجل : إبنته ، فالسيدة زينب ( عليها السلام ) بنت السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فهي ـ إذن ـ حفيدة الرسول الكريم ، والحفيدة تعتبر بنتاً للرجل ، وقد كان النبي الكريم يعبر عن السيدة زينب ـ منذ الأيام الأولى من ولادتها ـ بكلمة « بنتي ».
وكانت هذه البنت المكرمة المحترمة تعيش في دارها خلف ستار الحجاب والعفاف وتحافظ على حجابها اكثر من محافظتها على حياتها ، ولكن أهل الكوفة هجموا على خدرها وخيامها ، وسلبوا حجابها ، ثم أسروها وأبرزوها إلى الملأ العام ! وكانت هذه المصيبة أشد من جميع المصائب وقعاً على قلبها .. بعد مصيبة مقتل أخيها الإمام السحين ( عليه السلام ).
أيها القارئ الكريم .. توقف قليلاً لتفكر وتعرف عظم الفاجعة : إذا كان سلب الحجاب عن إمرأة مؤمنة عفيفة عادية أصعب عليها من ضربها بالسكاكين على جسمها .. فما بالك بسلب الحجاب عن سيدة المحجبات وفخر المخدرات : زينب الكبرى عليها السلام ؟!
فهذه الجريمة ـ لوحدها ـ تعتبر من أعظم الجرائم التي ارتكبها أهل الكوفة تجاه بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) !!
فكل ضمير حر لا يمكن له أن ينسى هذه الجريمة !!
ول
م تقتصر هذه المصيبة على السيدة زينب ( عليها السلام ) بل شملت أخواتها الطاهرات من آل رسول الله ، والنسوة اللواتي كن معها في قيد الأسر.
« وأي دم له سفكتم »
أتعلمون ـ يا أهل الكوفة ـ أي دم لرسول الله سفكتم !!
لقد اعتبرت السيدة زينب ( عليها السلام ) الدم الذي سفك من الإمام الحسين ـ يوم عاشوراء ـ هو دم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذ من الثابت أن الدم الذي كان يجري في عروق الإمام الحسين ( عليه السلام ) لم يكن كدماء سائر الناس ، لأن الإمام الحسين لم يكن رجلاً عادياً كبقية البشر ، فكل قطرة من دمه الطاهر كان جزءاً من دم رسول الله ، فالإمام الحسين : هو من « أهل البيت » ، وأهل البيت : كتلة واحدة ، وقد صرح النبي الكريم بهذا المعنى يوم قال : « اللهم : إن هؤلاء أهل بيتي وخاصتي وحامتي ، لحمهم لحمي ودمهم دمي ، يؤلمني ما يؤلمهم ويحزنني ما يحزنهم ، انا سلم لمن سالمهم ، وحرب لمن حاربهم ... إنهم مني وأنا منهم ... » (38)
فالذين أراقوا دم الإمام الحسين هم ـ في الواقع ـ قد أ راقوا دم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهم يدعون أنهم مسلمون !!
« وأي حرمة له هتكتم »
حرمة الرجل : ما لا يحل إنتهاكه ، وحرم الرجل أهله. (39)
وهتك الحرمة : يعني إهانة كرامة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في قتل إبنه الحسين وسبي كريماته وبناته ، والهجوم عليهن في خيامهن .. بكل وحشية !
وأي إهانة أكبر من هذه الإهانة ؟!
لقد كانت المرأة تمتاز في الإسلام بصيانة معينة ، وكان كل من يهينها يستحق الذم واللوم من الجميع ، ولكن أهل الكوفة ـ وبأمر من يزيد الطاغية وابن زياد اللعين ـ قاموا بأبشع أنواع الجرائم في مجال إهانة رسول الله وإهدار كرامته !!
ولذلك نقرأ في كتاب واحد من أبرز علماء أهل السنة هذا الكلام : « إذا دافعنا عن يزيد ، واعتذرنا له في قتله الإمام الحسين بأنه كان يرى منه منافساً له في الخلافة ، فبماذا وكيف نعتذر له في سبيه لبنات رسول الله وأسرهن بتلك الكيفية المؤلمة ، ثم الإنتقال بهن من بلد إلى بلد ؟ ».
ثم استمرت السيدة زينب ( عليها السلام ) تصف فاجعة كربلاء الدامية وملحقاتها من سبي النساء الطاهرات .. بهذه الأوصاف المتتالية :
« أي بهذه الجريمة التي لا مثيل لها في »
تاريخ البشر.
« صلعاء » : وهي الداهية الشديدة (40) ، أو الأمر الشيدد. ولعل المراد : الجريمة المكشوفة التي لا يمكن تغطيتها بشيء.
« عنقاء » : الداهية (41) وقيل : عنق كل شيء بدايته. (42)
فلعل المعنى أن هذه الجريمة سوف تكون بداية لسلسلة من الأزمات والويلات لكم ، فلا تتوقعوا خيراً بعد عملكم الشنيع هذا.
« شوهاء » قبيحة (43) وفي نسخة : سوداء.
: العظيمة (44) أو الشديدة (45) هذا بعض ما ذكره اللغويون ، ولعل معنى « فقماء » أي معقدة بشكل لا يمكن معرفة طريق إلى حلها أو التخلص من مضاعفاتها. (46)
« خرقاء ، كطلاع الارض » أي ملؤها. (47)
« وملء السماء » لعل المعنى أن حجم هذه الجريمة أكبر من أن تشبه أو توصف بمساحة أو حجم معين ، بل هي بحجم الأرض كلها ، والسماء والفضاء كليهما. أي : أن حجمها أكبر من أن يتصور.
فإن قتل الإمام الحسين ( عليه السلام ) وفقدان الأمة إياه يعني :
أولاً : إبتلاء كل حر في العالم ـ في جميع الأجيال القادمة ـ بالحزن والأسى حينما يقرأ تفاصيل فاجعة كربلاء ، فحتى لو لم يكن مسلماً يشعر بالحزن وتتسابق دموع عينيه بالهطول ، ويشعر بالإنزعاج والتذمر من الذين ارتكبوا هذه الجريمة النكراء.
ثانياً : لقد حرم البشر .. ـ بمختلف دياناتهم وطبقاتهم وأعمارهم وأجيالهم وبالادهم ـ من بركات وجود الإمام الحسين ( عليه السلام ) والتي كانت تبقي آثاراً إيجابية مستمرةً ودائمةً إلى آخر عمر الدنيا !
ثالثاً : إن هذه الجريمة ـ بحجمها الواسع ـ فتحت الطريق أمام كل من يحمل نفساً خبيثة في أن يقوم بكل ما تسول له نفسه وتمليه عليه نفسيته في مجال الظلم والإعتداء على الآخرين ، وعدم التوقف عند أي حد من الحدود في مجال الطغيان وسحق كرامة الآخرين.
وقد صرح الإمام الحسين ( عليه السلام ) بهذا المعنى ـ حينما كان يقاتل أهل الكوفة بنفسه ـ فقال : « ... أما إنكم لن تقتلوا بعدي عبداً من عباد الله فتهابوا قتله ، بل يهون عليكم عند قتلكم إياي ... ». (48)
« أفعجبتم أن مطرت السماء دما »
إن المصادر والوثائق التاريخية التي تصرح بأن السماء أمطرت دماً بعد قتل الإمام الحسين ( عليه السلام ) كثيرةً جداً.
وكان ذلك المطر أحمر يشبه الدم في لونه وغلظته .. وهذه الحقيقة الكونية مذكورة في كتب الشيعة والسنة ، القديمة منها والحديثة. (49)
وكان هذا المطر الأحمر كإعلان سماوي ـ على مستوى الكون ـ لفظاعة حادث قتل الإمام الحسين ( عليه السلام ) واستنكاراً لهذه الجريمة النكراء ، ولكن .. « ما أكثر العبر وأقل الإعتبار ».
وقد بقيت آثار تلك ال
« وأي دم له سفكتم »
أتعلمون ـ يا أهل الكوفة ـ أي دم لرسول الله سفكتم !!
لقد اعتبرت السيدة زينب ( عليها السلام ) الدم الذي سفك من الإمام الحسين ـ يوم عاشوراء ـ هو دم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذ من الثابت أن الدم الذي كان يجري في عروق الإمام الحسين ( عليه السلام ) لم يكن كدماء سائر الناس ، لأن الإمام الحسين لم يكن رجلاً عادياً كبقية البشر ، فكل قطرة من دمه الطاهر كان جزءاً من دم رسول الله ، فالإمام الحسين : هو من « أهل البيت » ، وأهل البيت : كتلة واحدة ، وقد صرح النبي الكريم بهذا المعنى يوم قال : « اللهم : إن هؤلاء أهل بيتي وخاصتي وحامتي ، لحمهم لحمي ودمهم دمي ، يؤلمني ما يؤلمهم ويحزنني ما يحزنهم ، انا سلم لمن سالمهم ، وحرب لمن حاربهم ... إنهم مني وأنا منهم ... » (38)
فالذين أراقوا دم الإمام الحسين هم ـ في الواقع ـ قد أ راقوا دم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهم يدعون أنهم مسلمون !!
« وأي حرمة له هتكتم »
حرمة الرجل : ما لا يحل إنتهاكه ، وحرم الرجل أهله. (39)
وهتك الحرمة : يعني إهانة كرامة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في قتل إبنه الحسين وسبي كريماته وبناته ، والهجوم عليهن في خيامهن .. بكل وحشية !
وأي إهانة أكبر من هذه الإهانة ؟!
لقد كانت المرأة تمتاز في الإسلام بصيانة معينة ، وكان كل من يهينها يستحق الذم واللوم من الجميع ، ولكن أهل الكوفة ـ وبأمر من يزيد الطاغية وابن زياد اللعين ـ قاموا بأبشع أنواع الجرائم في مجال إهانة رسول الله وإهدار كرامته !!
ولذلك نقرأ في كتاب واحد من أبرز علماء أهل السنة هذا الكلام : « إذا دافعنا عن يزيد ، واعتذرنا له في قتله الإمام الحسين بأنه كان يرى منه منافساً له في الخلافة ، فبماذا وكيف نعتذر له في سبيه لبنات رسول الله وأسرهن بتلك الكيفية المؤلمة ، ثم الإنتقال بهن من بلد إلى بلد ؟ ».
ثم استمرت السيدة زينب ( عليها السلام ) تصف فاجعة كربلاء الدامية وملحقاتها من سبي النساء الطاهرات .. بهذه الأوصاف المتتالية :
« أي بهذه الجريمة التي لا مثيل لها في »
تاريخ البشر.
« صلعاء » : وهي الداهية الشديدة (40) ، أو الأمر الشيدد. ولعل المراد : الجريمة المكشوفة التي لا يمكن تغطيتها بشيء.
« عنقاء » : الداهية (41) وقيل : عنق كل شيء بدايته. (42)
فلعل المعنى أن هذه الجريمة سوف تكون بداية لسلسلة من الأزمات والويلات لكم ، فلا تتوقعوا خيراً بعد عملكم الشنيع هذا.
« شوهاء » قبيحة (43) وفي نسخة : سوداء.
: العظيمة (44) أو الشديدة (45) هذا بعض ما ذكره اللغويون ، ولعل معنى « فقماء » أي معقدة بشكل لا يمكن معرفة طريق إلى حلها أو التخلص من مضاعفاتها. (46)
« خرقاء ، كطلاع الارض » أي ملؤها. (47)
« وملء السماء » لعل المعنى أن حجم هذه الجريمة أكبر من أن تشبه أو توصف بمساحة أو حجم معين ، بل هي بحجم الأرض كلها ، والسماء والفضاء كليهما. أي : أن حجمها أكبر من أن يتصور.
فإن قتل الإمام الحسين ( عليه السلام ) وفقدان الأمة إياه يعني :
أولاً : إبتلاء كل حر في العالم ـ في جميع الأجيال القادمة ـ بالحزن والأسى حينما يقرأ تفاصيل فاجعة كربلاء ، فحتى لو لم يكن مسلماً يشعر بالحزن وتتسابق دموع عينيه بالهطول ، ويشعر بالإنزعاج والتذمر من الذين ارتكبوا هذه الجريمة النكراء.
ثانياً : لقد حرم البشر .. ـ بمختلف دياناتهم وطبقاتهم وأعمارهم وأجيالهم وبالادهم ـ من بركات وجود الإمام الحسين ( عليه السلام ) والتي كانت تبقي آثاراً إيجابية مستمرةً ودائمةً إلى آخر عمر الدنيا !
ثالثاً : إن هذه الجريمة ـ بحجمها الواسع ـ فتحت الطريق أمام كل من يحمل نفساً خبيثة في أن يقوم بكل ما تسول له نفسه وتمليه عليه نفسيته في مجال الظلم والإعتداء على الآخرين ، وعدم التوقف عند أي حد من الحدود في مجال الطغيان وسحق كرامة الآخرين.
وقد صرح الإمام الحسين ( عليه السلام ) بهذا المعنى ـ حينما كان يقاتل أهل الكوفة بنفسه ـ فقال : « ... أما إنكم لن تقتلوا بعدي عبداً من عباد الله فتهابوا قتله ، بل يهون عليكم عند قتلكم إياي ... ». (48)
« أفعجبتم أن مطرت السماء دما »
إن المصادر والوثائق التاريخية التي تصرح بأن السماء أمطرت دماً بعد قتل الإمام الحسين ( عليه السلام ) كثيرةً جداً.
وكان ذلك المطر أحمر يشبه الدم في لونه وغلظته .. وهذه الحقيقة الكونية مذكورة في كتب الشيعة والسنة ، القديمة منها والحديثة. (49)
وكان هذا المطر الأحمر كإعلان سماوي ـ على مستوى الكون ـ لفظاعة حادث قتل الإمام الحسين ( عليه السلام ) واستنكاراً لهذه الجريمة النكراء ، ولكن .. « ما أكثر العبر وأقل الإعتبار ».
وقد بقيت آثار تلك ال
دماء من ذلك المطر على جدران
مدينة الكوفة وحيطانها وعلى ثياب أهلها مدة تقرب من سنة كاملة.
لقد كان ذلك المطر تنديداً بفظاعة الجريمة ، وإنذاراً للعاقبة السيئة لأهل الكوفة في يوم القيامة.
« ولعذاب الآخرة أخزى »
أي : إن العقاب الصارم لقتلة الإمام الحسين ( عليه السلام ) سوف لا يقتصر ولا ينحصر بالعذاب الدنيوي ، والصفعات الدنيوية المتتالية ، بل إن العذاب الإلهي ينتظرهم في الآخرة.
إن الدنيا سوف تنتهي ويخرج كل إنسان من قاعة الإمتحان ، وعندها يكون المجرمون في قبضة محكمة العدالة الإلهية ، فمن يخلصهم ـ في ذلك اليوم ـ من رسول الله جد الحسين ؟!
« وأنتم لا تنصرون »
أي : لا تجدون من ينصركم يوم القيامة ، ومن ينجيكم من العذاب الأليم ، لأن طرف النزاع : هو الإمام المظلوم البريئ المقتول : الإمام الحسين ( عليه السلام ) ذاك الرجل العظيم الذي زين الله تعالى العرش الأعلى باسمه « إن الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة » ومن الواضح أنه سوف لا يتنازل عن حقه .. مهما كانت نفسيته المقدسة عالية وفوق كل تصور. لأن المجرمين ضربوا أرقاماً قياسية في اللؤم والخبث والغدر والجناية !
والمخاصم لأهل الكوفة : هو أشرف الخلق وأعز البشر عند الله تعالى : وهو سيدنا محمد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو أيضاً لا يتنازل عن دم إبنه الحبيب العزيز ، وعن سبي بناته الطاهرات !
والمحامي : هو جبرئيل سيد أهل السماء ، حيث يقف ظهراً لرسول الله في قضية ملف مقتل الإمام الحسين ( عليه السلام ).
ونوعية الجريمة وحجمها ومضاعفاتها .. تأبى شمول الغفران والعفو الإلهي لها ، لعدم وجود الفوضى في أجهزة القضاء الإلهية ، فاللازم إعطاء كل ذي حق حقه.
هذا أولاً ..
وثانياً : إن من آثار هذه الجريمة النكراء : هو أنها تمنع المجرم من التوفيق للتوبة والإنابة إلى الله ، كما صرح بذلك الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام.
ويجب علينا أن لا ننسى أن كبار قواد جيش الكوفة .. كانوا من الذين قد كتبوا إلى الإمام الحسين بأن يأتي إليهم في الكوفة ، ووعدوه بالنصر .. حتى لو آل الأمر إلى القتل والقتال ، وإلى التضحية ببذل دمائهم وأرواحهم ، وختموا رسائلهم بتوقيعاتهم وأسمائهم الصريحة.
إلى درجة أن البعض منهم أعطى لنفسه الجرأة في أن يكتب إلى الإمام الحسين ( عليه السلام ) هذه الكلمات : « إن لم تأتنا فسوف نخاصمك غداً ـ يوم القيامة ـ عند جدك رسول الله » !!
فهم ـ إذن ـ كانوا يعرفون الإمام الحسين ، « وليس من يعرف كمن لا يعرف » والأحاديث الشريفة تقول : « إن الله تعالى يغفر للجاهل سبعين ذنباً .. قبل أن يغفر للعالم ذنباً واحداً ».
« فلا يستخفنكم المهل »
المهل ـ بضم الميم ـ جمع المهلة : وهي بمعنى الإنظار والإمهال وعدم العجلة. (50)
أي : لا يصير الإمهال والتأخير في الإنتقام سبباً لخفة نفوسكم وانتعاشها من الطرب والفرح ، وبذلك تأخذكم سكرة الإنتصار والظفر. فالإنتصار الذي يتعقبه العذاب الأليم ـ مع فاصل زمني قصير ـ لا يعتبر إنتصاراً حقيقياً ، بل هو سراب مؤقت ، لا يعترف به العقلاء ، فـ « لا خير في لذة وراءها النار » !
إن الإمهال ليس دليلاً على الإهمال ، فإن الله تعالى قد يمهل ، ولكنه ( سبحانه ) لا يهمل.
وبناءً على هذا .. فلا يكون الإمهال سبباً لتصور خاطئ منكم بأن علة تأخير العقاب هي أن الجريمة قد تم التغاضي والتغافل عنها ، ولسوف تنسى بمرور الأيام ، لأنها شيء حدث وانتهى .. بلا مضاعفات لاحقة ، أو أن الإنتقام غير وارد حيث أن الأمور قد فلتت من اليد.
كلا..ليس الأمر كذلك ، بل شاء الله تعالى أن يجعل الدنيا دار إمتحان لجميع الناس : الأخيار والأشرار ، وقرر أن يدفع كل من يخالف أوامر الله ضريبة مخالفته .. إن عاجلاً أو آجلاً.
فعدم تعجيل العقوبة لا يعني أن الأمور منفلتة من يد الله الغالب القاهر العلي القيدر ، فهو المهمين على العالم كله. لكنه قد يؤخر الجزاء لأسرار وحكم يعلمها سبحانه ، فهو لا يعجل العذاب للعاصين ـ أحياناً أو غالباً ـ ولكنه بالمرصاد ، فكما أن الجندي الذي يجلس وراء المتراس يراقب ساحة الحرب ، وينتظر الوقت المناسب للهجوم أو لإطلاق القذيفة ، كذلك العذاب الإلهي ينزل في التوقيت المناسب .. مع ملاحظة سائر أسرار الكون. ولا مناقشة في الأمثال.
قال تعالى : « ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون ، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار ، مهطعين مقنعي رؤوسهم ، لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء ». (51)
وقد روي عن الإمام أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) أنه قال : « ولئن أمهل الله الظالم فلن يفوت أخذه ، وهو له بالمرصاد على مجاز طريقه وبموضع الشاجا من مساغ ريقه ». (52)
« فإنه لا يحفزه البدار »
« يحفزه » يقال : تحفز في مشيه : أي جد وأسرع (53) فهو محتفز : أي : مستعجل (54) والحفز : الإعدال في الأمر للبطش وغيره.
« البدار » يقال :
مدينة الكوفة وحيطانها وعلى ثياب أهلها مدة تقرب من سنة كاملة.
لقد كان ذلك المطر تنديداً بفظاعة الجريمة ، وإنذاراً للعاقبة السيئة لأهل الكوفة في يوم القيامة.
« ولعذاب الآخرة أخزى »
أي : إن العقاب الصارم لقتلة الإمام الحسين ( عليه السلام ) سوف لا يقتصر ولا ينحصر بالعذاب الدنيوي ، والصفعات الدنيوية المتتالية ، بل إن العذاب الإلهي ينتظرهم في الآخرة.
إن الدنيا سوف تنتهي ويخرج كل إنسان من قاعة الإمتحان ، وعندها يكون المجرمون في قبضة محكمة العدالة الإلهية ، فمن يخلصهم ـ في ذلك اليوم ـ من رسول الله جد الحسين ؟!
« وأنتم لا تنصرون »
أي : لا تجدون من ينصركم يوم القيامة ، ومن ينجيكم من العذاب الأليم ، لأن طرف النزاع : هو الإمام المظلوم البريئ المقتول : الإمام الحسين ( عليه السلام ) ذاك الرجل العظيم الذي زين الله تعالى العرش الأعلى باسمه « إن الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة » ومن الواضح أنه سوف لا يتنازل عن حقه .. مهما كانت نفسيته المقدسة عالية وفوق كل تصور. لأن المجرمين ضربوا أرقاماً قياسية في اللؤم والخبث والغدر والجناية !
والمخاصم لأهل الكوفة : هو أشرف الخلق وأعز البشر عند الله تعالى : وهو سيدنا محمد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو أيضاً لا يتنازل عن دم إبنه الحبيب العزيز ، وعن سبي بناته الطاهرات !
والمحامي : هو جبرئيل سيد أهل السماء ، حيث يقف ظهراً لرسول الله في قضية ملف مقتل الإمام الحسين ( عليه السلام ).
ونوعية الجريمة وحجمها ومضاعفاتها .. تأبى شمول الغفران والعفو الإلهي لها ، لعدم وجود الفوضى في أجهزة القضاء الإلهية ، فاللازم إعطاء كل ذي حق حقه.
هذا أولاً ..
وثانياً : إن من آثار هذه الجريمة النكراء : هو أنها تمنع المجرم من التوفيق للتوبة والإنابة إلى الله ، كما صرح بذلك الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام.
ويجب علينا أن لا ننسى أن كبار قواد جيش الكوفة .. كانوا من الذين قد كتبوا إلى الإمام الحسين بأن يأتي إليهم في الكوفة ، ووعدوه بالنصر .. حتى لو آل الأمر إلى القتل والقتال ، وإلى التضحية ببذل دمائهم وأرواحهم ، وختموا رسائلهم بتوقيعاتهم وأسمائهم الصريحة.
إلى درجة أن البعض منهم أعطى لنفسه الجرأة في أن يكتب إلى الإمام الحسين ( عليه السلام ) هذه الكلمات : « إن لم تأتنا فسوف نخاصمك غداً ـ يوم القيامة ـ عند جدك رسول الله » !!
فهم ـ إذن ـ كانوا يعرفون الإمام الحسين ، « وليس من يعرف كمن لا يعرف » والأحاديث الشريفة تقول : « إن الله تعالى يغفر للجاهل سبعين ذنباً .. قبل أن يغفر للعالم ذنباً واحداً ».
« فلا يستخفنكم المهل »
المهل ـ بضم الميم ـ جمع المهلة : وهي بمعنى الإنظار والإمهال وعدم العجلة. (50)
أي : لا يصير الإمهال والتأخير في الإنتقام سبباً لخفة نفوسكم وانتعاشها من الطرب والفرح ، وبذلك تأخذكم سكرة الإنتصار والظفر. فالإنتصار الذي يتعقبه العذاب الأليم ـ مع فاصل زمني قصير ـ لا يعتبر إنتصاراً حقيقياً ، بل هو سراب مؤقت ، لا يعترف به العقلاء ، فـ « لا خير في لذة وراءها النار » !
إن الإمهال ليس دليلاً على الإهمال ، فإن الله تعالى قد يمهل ، ولكنه ( سبحانه ) لا يهمل.
وبناءً على هذا .. فلا يكون الإمهال سبباً لتصور خاطئ منكم بأن علة تأخير العقاب هي أن الجريمة قد تم التغاضي والتغافل عنها ، ولسوف تنسى بمرور الأيام ، لأنها شيء حدث وانتهى .. بلا مضاعفات لاحقة ، أو أن الإنتقام غير وارد حيث أن الأمور قد فلتت من اليد.
كلا..ليس الأمر كذلك ، بل شاء الله تعالى أن يجعل الدنيا دار إمتحان لجميع الناس : الأخيار والأشرار ، وقرر أن يدفع كل من يخالف أوامر الله ضريبة مخالفته .. إن عاجلاً أو آجلاً.
فعدم تعجيل العقوبة لا يعني أن الأمور منفلتة من يد الله الغالب القاهر العلي القيدر ، فهو المهمين على العالم كله. لكنه قد يؤخر الجزاء لأسرار وحكم يعلمها سبحانه ، فهو لا يعجل العذاب للعاصين ـ أحياناً أو غالباً ـ ولكنه بالمرصاد ، فكما أن الجندي الذي يجلس وراء المتراس يراقب ساحة الحرب ، وينتظر الوقت المناسب للهجوم أو لإطلاق القذيفة ، كذلك العذاب الإلهي ينزل في التوقيت المناسب .. مع ملاحظة سائر أسرار الكون. ولا مناقشة في الأمثال.
قال تعالى : « ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون ، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار ، مهطعين مقنعي رؤوسهم ، لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء ». (51)
وقد روي عن الإمام أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) أنه قال : « ولئن أمهل الله الظالم فلن يفوت أخذه ، وهو له بالمرصاد على مجاز طريقه وبموضع الشاجا من مساغ ريقه ». (52)
« فإنه لا يحفزه البدار »
« يحفزه » يقال : تحفز في مشيه : أي جد وأسرع (53) فهو محتفز : أي : مستعجل (54) والحفز : الإعدال في الأمر للبطش وغيره.
« البدار » يقال :
بدر إلى الشيء مبادرةً وبداراً : أسرع (55) وبدر فلاناً بالشيء : عاجله به. (56)
تقول السيدة زينب ( عليها السلام ) : إعلموا ـ يا أهل الكوفة ـ : أن عدم نزول العذاب الإلهي عليكم .. ليس سببه الإهمال ، فإن الله تعالى لا تدفعه العجلة إلى إنزال العذاب ، لأن الحكمة الإلهية تجعل إطاراً للمقدرات الكونية ، ومنها : إختيار التوقيت المناسب لنزول العذاب ، وإختيار نوعيته.
هذا أولاً ..
وثانياً .. لقد جاء في الحديث الشريف أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) سأل ربه أن لا يعاجل أمته بالعذاب في الدنيا ، واستجاب الله تعالى لرسوله ذلك ، فجعل من القوانين الكونية عدم نزول العذاب الغيبي على الأمة الإسلامية ـ في الدنيا ـ كرامةً واحتراماً لرسول الله ، وهذه الكرامة لم تكن لغير نبي الإسلام ، من الأمم السالفة ، والأنبياء السابقين في الزمن.
فمعنى قول السيدة زينب ( عليها السلام ) : « فإنه لا يحفزه البدار » أي : لا يحث الله ـ سبحانه ـ شيء على تعجيل العقوبة والإنتقام ، لوجود أسباب وأسرار كونية ، ولعدم خوف إنفلات المجرم من قبضة العدالة الإلهية. ونقرأ في الدعاء : « ولا يمكن الفرار من حكومتك ».
« ولا يخاف فوت الثار ، وإن ربك لبالمرصاد »
فسوف يأتي الإمام المهدي المنتظر ( عجل الله ظهوروه ) وينتقم من قتلة الإمام الحسين .. في الدنيا ، أما في الآخرة .. فستكون أول دفعة ـ من البشر ـ يؤمر بهم إلى نار جهنم : هم قتلة الإمام الحسين ( عليه السلام ).
المرصاد : المكمن ، وهو المكان الذي يختفى فيه عن أعين الأعداء ، بانتظار التوقيت المناسب للهجوم أو الدفاع
قال الراوي :
« فوالله لقد رأيت الناس ـ يومئذ ـ حيارى يبكون ، وقد وضعوا أيديهم في أفواههم (57). ورأيت شيخاً واقفاً إلى جنبي يبكي حتى اخضلت لحيته ، وهو يقول : « بأبي أنتم وأمي !! كهولكم خير الكهول ، وشبابكم خير الشباب ، ونساؤكم خير النساء ، ونسلكم خير نسل لا يخزى ولا يبزى ».
إلى هنا إنتهى ما هو مذكور في الكتب حول نص الخطبة
1 ـ سورة آل عمران ، الآية 61.
2 ـ الخاتل : الغادر. أقرب الموارد للشرتوني.
3 ـ المعجم الوسيط. وقال ابن عباد ـ في « المحيط » ـ الختل : الخدعة عن غفلة.
4 ـ كتاب « العين » للخليل بن أحمد.
5 ـ كما في كتاب « القاموس » للفيروز آبادي.
6 ـ كتاب الصحاح للجوهري.
7 ـ لا يسمح بمؤاخذتها ولا يمكن للمجرمين قتلها بسهولة لوجود صيانة خاصة لكل امرأة في العرب. المحقق
8 ـ سورة النحل ، الآية 92.
9 ـ ولعل إسمها : زيطة ! لكي يتطابق الإسم مع المسمى. المحقق
10 ـ « والجنون فنون ». المحقق
11 ـ كما في كتاب ( أقرب الموارد ) للشرتوني.
12 ـ كما في كتاب ( المحيط في اللغة ) للصاحب بن عباد.
13 ـ كما في كتاب ( العين ) للخليل بن أحمد الفراهيدي ، و « الصحاح » للجوهري.
14 ـ كتاب « العين » للخليل بن أحمد ، والمحيط في اللغة ، لابن عباد.
15 ـ المنجد في اللغة.
16 ـ القاموس المحيط ، للفيروز آبادي.
17 ـ كتاب « العين » للخليل بن أحمد.
18 ـ ذكر هذا المعنى في أكثر كتب اللغة بعبارات مختلفة والمضمون واحد ، ونحن ذكرنا ذلك بتعبيرنا. « المحقق »
19 ـ قال الخليل في كتاب « العين » القصة : لغة في الجص. وجاء في القاموس المحيط : « القصة : الجصة ».
20 ـ سورة المائة ، الآية 80.
21 ـ سورة التوبة ، الآية 82.
22 ـ سورة المعارج ، الآية 4.
23 ـ القاموس للفيروز آبادي.
24 ـ أقرب الموارد للشرتوني.
25 ـ مجمع البحرين ، للطريحي. وكتاب « العين » للخليل بن أحمد.
26 ـ أقرب الموارد للشرتوني.
27 ـ كتاب « بحار الأنوار » ج 43 ، ص 261.
28 ـ كتاب « العين » للخليل بن أحمد.
29 ـ المعجم الوسيط.
30 ـ كتاب « العين » للخليل بن أحمد.
31 ـ لسان العرب ، لإبن منظور.
32 ـ أقرب الموارد للشرتوني ، مع تصرف في بعض الألفاظ.
33 ـ المعجم الوسيط. وقال الخليل في كتاب « العين » السحق : البعد. ولغة أهل الحجاز : بعد له وسحق ، يجعلونه إسماً ، والنصب على الدعاء عليه ، أي : أبعده الله وأسحقه.
34ـ معجم لاروس.
35 ـ كتاب « العين » للخليل ، ومجمع البحرين للطريحي.
36 ـ سورة البقرة ، الآية 61.
37 ـ كتاب « بحار الأنوار » ج 104 ، ص 97.
38 ـ جاء ذلك في الحديث المشهور بـ « حديث الكساء » المروي في كتاب العوالم ، للمحدث الكبير الشيخ عبد الله البحراني ج 2 ص 930 ، والحديث مروي عن الشيخ الكليني بأسناده المعتبرة عن الصحابي جابر بن عبد الله ألانصاري ، عن السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ).
39 ـ المعجم الوسيط.
40ـ ذكر ذلك « المحيط في اللغة » لابن عباد ، وكتاب « العين » للخليل بن أحمد.
41ـ القاموس المحيط ، ولسان العرب.
42 ـ أقرب الموارد للشرتوني.
43 ـ المعجم الوسيط.
44 ـ المنجد في اللغة ، وأق
تقول السيدة زينب ( عليها السلام ) : إعلموا ـ يا أهل الكوفة ـ : أن عدم نزول العذاب الإلهي عليكم .. ليس سببه الإهمال ، فإن الله تعالى لا تدفعه العجلة إلى إنزال العذاب ، لأن الحكمة الإلهية تجعل إطاراً للمقدرات الكونية ، ومنها : إختيار التوقيت المناسب لنزول العذاب ، وإختيار نوعيته.
هذا أولاً ..
وثانياً .. لقد جاء في الحديث الشريف أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) سأل ربه أن لا يعاجل أمته بالعذاب في الدنيا ، واستجاب الله تعالى لرسوله ذلك ، فجعل من القوانين الكونية عدم نزول العذاب الغيبي على الأمة الإسلامية ـ في الدنيا ـ كرامةً واحتراماً لرسول الله ، وهذه الكرامة لم تكن لغير نبي الإسلام ، من الأمم السالفة ، والأنبياء السابقين في الزمن.
فمعنى قول السيدة زينب ( عليها السلام ) : « فإنه لا يحفزه البدار » أي : لا يحث الله ـ سبحانه ـ شيء على تعجيل العقوبة والإنتقام ، لوجود أسباب وأسرار كونية ، ولعدم خوف إنفلات المجرم من قبضة العدالة الإلهية. ونقرأ في الدعاء : « ولا يمكن الفرار من حكومتك ».
« ولا يخاف فوت الثار ، وإن ربك لبالمرصاد »
فسوف يأتي الإمام المهدي المنتظر ( عجل الله ظهوروه ) وينتقم من قتلة الإمام الحسين .. في الدنيا ، أما في الآخرة .. فستكون أول دفعة ـ من البشر ـ يؤمر بهم إلى نار جهنم : هم قتلة الإمام الحسين ( عليه السلام ).
المرصاد : المكمن ، وهو المكان الذي يختفى فيه عن أعين الأعداء ، بانتظار التوقيت المناسب للهجوم أو الدفاع
قال الراوي :
« فوالله لقد رأيت الناس ـ يومئذ ـ حيارى يبكون ، وقد وضعوا أيديهم في أفواههم (57). ورأيت شيخاً واقفاً إلى جنبي يبكي حتى اخضلت لحيته ، وهو يقول : « بأبي أنتم وأمي !! كهولكم خير الكهول ، وشبابكم خير الشباب ، ونساؤكم خير النساء ، ونسلكم خير نسل لا يخزى ولا يبزى ».
إلى هنا إنتهى ما هو مذكور في الكتب حول نص الخطبة
1 ـ سورة آل عمران ، الآية 61.
2 ـ الخاتل : الغادر. أقرب الموارد للشرتوني.
3 ـ المعجم الوسيط. وقال ابن عباد ـ في « المحيط » ـ الختل : الخدعة عن غفلة.
4 ـ كتاب « العين » للخليل بن أحمد.
5 ـ كما في كتاب « القاموس » للفيروز آبادي.
6 ـ كتاب الصحاح للجوهري.
7 ـ لا يسمح بمؤاخذتها ولا يمكن للمجرمين قتلها بسهولة لوجود صيانة خاصة لكل امرأة في العرب. المحقق
8 ـ سورة النحل ، الآية 92.
9 ـ ولعل إسمها : زيطة ! لكي يتطابق الإسم مع المسمى. المحقق
10 ـ « والجنون فنون ». المحقق
11 ـ كما في كتاب ( أقرب الموارد ) للشرتوني.
12 ـ كما في كتاب ( المحيط في اللغة ) للصاحب بن عباد.
13 ـ كما في كتاب ( العين ) للخليل بن أحمد الفراهيدي ، و « الصحاح » للجوهري.
14 ـ كتاب « العين » للخليل بن أحمد ، والمحيط في اللغة ، لابن عباد.
15 ـ المنجد في اللغة.
16 ـ القاموس المحيط ، للفيروز آبادي.
17 ـ كتاب « العين » للخليل بن أحمد.
18 ـ ذكر هذا المعنى في أكثر كتب اللغة بعبارات مختلفة والمضمون واحد ، ونحن ذكرنا ذلك بتعبيرنا. « المحقق »
19 ـ قال الخليل في كتاب « العين » القصة : لغة في الجص. وجاء في القاموس المحيط : « القصة : الجصة ».
20 ـ سورة المائة ، الآية 80.
21 ـ سورة التوبة ، الآية 82.
22 ـ سورة المعارج ، الآية 4.
23 ـ القاموس للفيروز آبادي.
24 ـ أقرب الموارد للشرتوني.
25 ـ مجمع البحرين ، للطريحي. وكتاب « العين » للخليل بن أحمد.
26 ـ أقرب الموارد للشرتوني.
27 ـ كتاب « بحار الأنوار » ج 43 ، ص 261.
28 ـ كتاب « العين » للخليل بن أحمد.
29 ـ المعجم الوسيط.
30 ـ كتاب « العين » للخليل بن أحمد.
31 ـ لسان العرب ، لإبن منظور.
32 ـ أقرب الموارد للشرتوني ، مع تصرف في بعض الألفاظ.
33 ـ المعجم الوسيط. وقال الخليل في كتاب « العين » السحق : البعد. ولغة أهل الحجاز : بعد له وسحق ، يجعلونه إسماً ، والنصب على الدعاء عليه ، أي : أبعده الله وأسحقه.
34ـ معجم لاروس.
35 ـ كتاب « العين » للخليل ، ومجمع البحرين للطريحي.
36 ـ سورة البقرة ، الآية 61.
37 ـ كتاب « بحار الأنوار » ج 104 ، ص 97.
38 ـ جاء ذلك في الحديث المشهور بـ « حديث الكساء » المروي في كتاب العوالم ، للمحدث الكبير الشيخ عبد الله البحراني ج 2 ص 930 ، والحديث مروي عن الشيخ الكليني بأسناده المعتبرة عن الصحابي جابر بن عبد الله ألانصاري ، عن السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ).
39 ـ المعجم الوسيط.
40ـ ذكر ذلك « المحيط في اللغة » لابن عباد ، وكتاب « العين » للخليل بن أحمد.
41ـ القاموس المحيط ، ولسان العرب.
42 ـ أقرب الموارد للشرتوني.
43 ـ المعجم الوسيط.
44 ـ المنجد في اللغة ، وأق