وحتى إن شفينا وانطفأت نار الحزن، فإننا لا يمكن أن ننخدع مجدداً بظاهر الأمور، لأننا لمسنا جوهرها من قبل .
لا أعتقد أني سالتقي بشخص مثلك، ولا أعتقد ان يلفت انتباهي احد غيرك ايضاً يمكن اتحدث مع جميع انواع البشر، لكني دائما اجد نفسي افكر لماذا هم ليسوا مذهلين مثلك ؟
ما كنت ياربي لأكون بهذا اليقين، وما كنت لأتجاوز كل هذه المهالك لولا معرفتي التامة بحسن معيّتك وكونك أقرب إليّ من حبل الوريد، وأرحم بي من رحمتي بنفسي، وأعلم بي من حالي .
كلهم رفاق، إلّا من انتشلك من حزنك، و آمن بك، و راهن على نجاتك، هذا يُسمّى عزيز الروح .
حادِثةٌ واحدةٌ تعودُ بعدها حاملاً خمسين عاماً على كتفيك، أنت الذي لم يتجاوز عُمرك العشرين بعد .
هاربًا من الزحام، من الضجيج، من الكلمات المعتادة، من عدم الفهم والتقدير، من الروتين المميت، هاربًا حتى من نفسه أتضنّه آتٍ إليك؟
من يذهب لغيرك إتركه لغيرك، ومن يكن مشغولاً عنك لاتعطه دقيقة من وقتك، فالذي تعطيه أكثر من قيمته ينسى حقيقته .
على الرغم من أنَّ لدينا الكثير مما يقال، إلا أننا كنّا نحسبُ أننا إن فتحنا أفواهنا، فلن يخرج منها شيء لفرط ما ترزح تحته صدورنا من ثقل.
إنَّ المرء منا ليشعر بالأُلفة حتَّى مع شجرةٍ جلس تحتها أكثرَ من مرة فَكيفَ ينسى ما ألفتهُ الروح؟