اوعي تكشر 😂💔

اليقين بالله… إذا استقر في القلب هان كل شيء

يا أحبابي، من أعظم منازل الإيمان، وأرفع مقامات القرب من الله… منزلة اليقين.

اليقين بالله هو الثقة الكاملة بوعده، وبأنه لا يُخلف الميعاد، وأن ما كتبه لك ستحياه، ولو اجتمعت الدنيا على منعه، وما لم يكتبه، فلن تناله، ولو اجتمعت الدنيا على جلبه.

اليقين بالله ليس أن ترى الفرج، ثم تطمئن… بل أن تطمئن، ولو لم تر شيئًا بعد.

اليقين هو أن تقول: “يا رب، أعلم أن الخير عندك، فأنا مستسلم، راضٍ، منتظر”، وتنتظر بطمأنينة، لأنك على يقين أن ربك لا يضيعك، لا يهملك، لا يرد دعاءك، حتى وإن تأخر الجواب، فهو لحكمةٍ يعلمها، وأنت لا تعلم.

الله جل جلاله لما ابتلى إبراهيم عليه السلام بذبح ابنه، ما أعطاه إشارات، ولا رؤى متكررة، ولا تأكيدات… رؤيا واحدة. فأخذ ابنه، ومشى، وسلّم الأمر لله. ذلك هو اليقين.

ويعقوب عليه السلام، لما فُقد يوسف، ثم فُقد بنيامين، ثم كَبُر سنّه وضعُف بصره، ومع ذلك قالها من أعماق قلبه:
“يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله”
أي يقين هذا؟ بعد سنين من الفقد، ما زال قلبه يقول: يوسف سيعود.

وهذا ما نحتاجه اليوم.
يقين في دعائنا.
يقين في أقدارنا.
يقين في رزقنا، في صحتنا، في زواجنا، في تأخر الأمنيات، في تغير الأحوال.

يا أحبتي…
أحيانًا، ربك لا يعطيك الشيء الآن، لا لأنه لا يحبك، بل لأنه يريد أن يُربّيك على الانتظار… يريد أن ترى الفرق بين تعلقك بالأشياء، وتعلقك به.

يريدك أن ترفع يديك وتقول:
“يا رب، إن تأخر ما دعوتك به، فلا تؤخر قلبي عنك، وإن أخذت ما أحب، فلا تأخذني منك”.

اليقين بالله لا يعني أن تبقى ساكنًا لا تتحرك، بل أن تمشي في الطريق، وتبذل، وتجتهد، وتوقن أن النتيجة بيده، وأنه “من يتوكل على الله فهو حسبه”.

يا أحبتي، تمسكوا باليقين…
فهو الذي يجعل قلبك هادئًا، وإن ارتجّت الحياة،
ويجعلك تبتسم، وإن كانت الدموع على خديك،
ويجعلك تقول: “الحمد لله” حتى قبل أن ترى الفرج.

نسأل الله أن يملأ قلوبنا يقينًا به لا يزول،
وأن لا يُرينا جمال الفرج، حتى نُحسن الظن، ونتعلق بالرحيم، لا بالفرج.

اللهم آمين.

❤2

414 viewsتسابيح 🌻, 13:59