صدفـة صداقة♡
418 subscribers
293 photos
61 videos
8 files
3.4K links
Download Telegram
#الخلاصة_الوافية_في_تحقيق_رواية_حديث_الجارية:

الخلاصة الوافية في تحقيق رواية حديث الجارية:

1- رواية مالك في الموطأ عن عبيدِ الله بن عتبة ابن مسعود أنّ رجلا من الأنصار جاء إلى رسول الله بجارية له سوداء فقال يا رسول الله إنّ عليّ رَقبة مؤمنة(عتق رقبة يعني أمة
مملوكة) فإنْ كنت تراها مؤمنة أعْتقها فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أتشهدين أنْ لا إله إلا الله قالت نعم قال أتشهدين أنّ محمداً رسول الله قالت نعم قال أتوقنين بالبعث بعد الموت قالت نعم فقال رسول الله أعتقها
انظر مُوطأ الإمام مالك كتاب العِتق والوَلاء باب ما يجوز من العتق في الرّقاب الواجبة
2- وفي رواية النسائي في السنن عن أبي سلمة الشريد الثقفي قال أتيت رسول الله فقلت إنّ أمي أوْصت أنْ تعتق عنها رقبة(أمة مملوكة) وإنّ عندي جارية نوبيّة أفيجزئ عني أن أعتقها عنها قال ائتني بها
فأتيته بها فقال لها النبيّ: من رَبّك قالت الله قال من أنا قالت أنت رسول الله قال : فأعتقها فإنها مؤمنة
من أصول الشريعة أنّ الشخص لا يُحْكم له بقول "الله في السماء " بالإسلام لأن هذا القول يشترك فيه اليهود والنصارى
فمن زعم أنّ نبيّا من أنبياء الله تعالى كان يظن أنّ رَبّه يسكن السماء فقد كفر بالله.
وكذلك لو زعم أنّ نبيّا من أنبياء الله قال لرجل
أو أمرأة : أين مكان الله فإنه لا شك كافر غير مسلم، لأنه نسب الكفر إلى نبيّ من أنبياء الله.
المكان يحتاجه المخلوق وكيف يستقيم في العقل السليم أنْ ينسُب نبيّ من أنبياء الله المكان إلى الله، وما من نبيّ إلا وهو يعلم أنّ نسبة المكان إلى الله تعالى كفرٌ مُخرجٌ من الإسلام لا يصح معه الإيمان. إنّ نسبة المكان إلى الله تعالى خروج عن العقل
حديث الجارية له ألفاظ أخرى هي ألفاظ موافقة للعقيدة الصحيحة وموافقة لبقية الأحاديث لأن من يدخل الاسلام يقال له هل تشهد الشهادتين
قال بعض العلماء: إن الرواية الموافقة للأصول هي رواية مالك وفيها أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لها: "أتشهدين أن لا إله إلا الله" قالت: "نعم" قال: "أتشهدين أني رسول الله" قالت: "نعم".
أخرجها الإمامان إماما أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل ومالك بن أنس رضي الله عنهما.
2-أما أحمد فأخرج عن رجل من الأنصار أنه جاء بأمَةٍ سوداء فقال: "يا رسول الله إن عليَّ رقبه مؤمنة فإن كنت ترى هذه مؤمنة فأعتقها" فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم: "أتشهدين أن لا إله الا الله" قالت: "نعم"، قال: "أتشهدين أني رسول الله" قالت: "نعم"، قال: "أتؤمنين بالبعث بعد الموت" قالت: "نعم"، قال: "أعتقها"، ورجاله رجال الصحيح.
4- وفي رواية لابن الجارود بلفظ: أتشهدين أن لا إله إلا الله؟ قالت: نعم، قال: أتشهدين أني رسول الله؟ قالت: نعم، قال: أتوقنين بالبعث بعد الموت؟ قالت نعم، قال: اعتقها فإنها مؤمنة. وهي رواية صحيحة.
5- ومنها ما رواه الإمام ابن حبان في صـحيحـه عن الشريد بن سويد الثقفي قال قلت: يا رسول الله إن أمي أوصت أن نعتق عنها رقبة وعندي جارية سوداء قال: ادع بها، فجاءت فقال: من ربك؟ قالت: الله، قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله، قال: أعتقها فإنها مؤمنة.
6- ورواه أيضا بهذا اللفظ النسائي في الصغرى وفي الكـبرى والإمام أحمد في مسنده والطبراني والبيهقي ورواه أيضا بهذا اللفظ ابـن خزيمة في كتابه الذي سماه كتاب التوحيد من طريق زياد بن الربيع عن بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن الشريد.
قال بعض العلماء : ظاهر هذا الحديث ( الذي فيه حكم على الجارية بالإسلام لأنها قالت : في السماء ) يخالف الحديث المتواتر الذي رواه خمسة عشر صحابيا. وهذا الحديث المتواتر الذي يعارض حديث الجارية قوله عليه الصلاة والسلام: {أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله}.
هذا الحديث فيه أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم لا يحكم بإسلام الشخص الذي يريد الدخول بالإسلام إلا بالشهادتين. لأن من أصول الشريعة أن الشخص لا يحكم له بقول " الله في السماء " بالإسلام لأن هذا القول مشترك بين اليهود والنصارى وغيرهم وإنما الأصل المعروف في شريعة الله ما جاء في الحديث: " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله "اهـ
ولفظ رواية مالك : أتشهدين ، موافق للأصول . لذا حكم الحافظ أبو بكر البيهقي وغيره باضطراب حديث الجارية هذا.
- الحافظ البيهقي رحمه الله تعالى قال في " الأسماء والصفات " : " وهذا صحيح قد أخرجه مسلم مقطعا من حديث الاوزاعي وحجاج الصواف عن يحيى بن أبي كثير دون قصة الجارية ؟ وأظنه إنما تركها من الحديث لاختلاف الرواة في لفظه ، وقد ذكرت في كتاب الظهار من السنن مخالفة من خالف معاوية بن الحكم في لفظ الحديث " (انظر السنن الكبرى 7 / 388) .
7-الحافظ البزار قال بعد أن روى الحديث من طريق من طرقه (كما في كشف الاستار 1 / 14) : " وهذا قد روي نحوه بألفاظ مختلفة " .
Forwarded from فضائية الأمة
#الخلاصة_الوافية_في_تحقيق_رواية_حديث_الجارية:

الخلاصة الوافية في تحقيق رواية حديث الجارية:

1- رواية مالك في الموطأ عن عبيدِ الله بن عتبة ابن مسعود أنّ رجلا من الأنصار جاء إلى رسول الله بجارية له سوداء فقال يا رسول الله إنّ عليّ رَقبة مؤمنة(عتق رقبة يعني أمة
مملوكة) فإنْ كنت تراها مؤمنة أعْتقها فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أتشهدين أنْ لا إله إلا الله قالت نعم قال أتشهدين أنّ محمداً رسول الله قالت نعم قال أتوقنين بالبعث بعد الموت قالت نعم فقال رسول الله أعتقها
انظر مُوطأ الإمام مالك كتاب العِتق والوَلاء باب ما يجوز من العتق في الرّقاب الواجبة
2- وفي رواية النسائي في السنن عن أبي سلمة الشريد الثقفي قال أتيت رسول الله فقلت إنّ أمي أوْصت أنْ تعتق عنها رقبة(أمة مملوكة) وإنّ عندي جارية نوبيّة أفيجزئ عني أن أعتقها عنها قال ائتني بها
فأتيته بها فقال لها النبيّ: من رَبّك قالت الله قال من أنا قالت أنت رسول الله قال : فأعتقها فإنها مؤمنة
من أصول الشريعة أنّ الشخص لا يُحْكم له بقول "الله في السماء " بالإسلام لأن هذا القول يشترك فيه اليهود والنصارى
فمن زعم أنّ نبيّا من أنبياء الله تعالى كان يظن أنّ رَبّه يسكن السماء فقد كفر بالله.
وكذلك لو زعم أنّ نبيّا من أنبياء الله قال لرجل
أو أمرأة : أين مكان الله فإنه لا شك كافر غير مسلم، لأنه نسب الكفر إلى نبيّ من أنبياء الله.
المكان يحتاجه المخلوق وكيف يستقيم في العقل السليم أنْ ينسُب نبيّ من أنبياء الله المكان إلى الله، وما من نبيّ إلا وهو يعلم أنّ نسبة المكان إلى الله تعالى كفرٌ مُخرجٌ من الإسلام لا يصح معه الإيمان. إنّ نسبة المكان إلى الله تعالى خروج عن العقل
حديث الجارية له ألفاظ أخرى هي ألفاظ موافقة للعقيدة الصحيحة وموافقة لبقية الأحاديث لأن من يدخل الاسلام يقال له هل تشهد الشهادتين
قال بعض العلماء: إن الرواية الموافقة للأصول هي رواية مالك وفيها أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لها: "أتشهدين أن لا إله إلا الله" قالت: "نعم" قال: "أتشهدين أني رسول الله" قالت: "نعم".
أخرجها الإمامان إماما أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل ومالك بن أنس رضي الله عنهما.
2-أما أحمد فأخرج عن رجل من الأنصار أنه جاء بأمَةٍ سوداء فقال: "يا رسول الله إن عليَّ رقبه مؤمنة فإن كنت ترى هذه مؤمنة فأعتقها" فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم: "أتشهدين أن لا إله الا الله" قالت: "نعم"، قال: "أتشهدين أني رسول الله" قالت: "نعم"، قال: "أتؤمنين بالبعث بعد الموت" قالت: "نعم"، قال: "أعتقها"، ورجاله رجال الصحيح.
4- وفي رواية لابن الجارود بلفظ: أتشهدين أن لا إله إلا الله؟ قالت: نعم، قال: أتشهدين أني رسول الله؟ قالت: نعم، قال: أتوقنين بالبعث بعد الموت؟ قالت نعم، قال: اعتقها فإنها مؤمنة. وهي رواية صحيحة.
5- ومنها ما رواه الإمام ابن حبان في صـحيحـه عن الشريد بن سويد الثقفي قال قلت: يا رسول الله إن أمي أوصت أن نعتق عنها رقبة وعندي جارية سوداء قال: ادع بها، فجاءت فقال: من ربك؟ قالت: الله، قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله، قال: أعتقها فإنها مؤمنة.
6- ورواه أيضا بهذا اللفظ النسائي في الصغرى وفي الكـبرى والإمام أحمد في مسنده والطبراني والبيهقي ورواه أيضا بهذا اللفظ ابـن خزيمة في كتابه الذي سماه كتاب التوحيد من طريق زياد بن الربيع عن بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن الشريد.
قال بعض العلماء : ظاهر هذا الحديث ( الذي فيه حكم على الجارية بالإسلام لأنها قالت : في السماء ) يخالف الحديث المتواتر الذي رواه خمسة عشر صحابيا. وهذا الحديث المتواتر الذي يعارض حديث الجارية قوله عليه الصلاة والسلام: {أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله}.
هذا الحديث فيه أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم لا يحكم بإسلام الشخص الذي يريد الدخول بالإسلام إلا بالشهادتين. لأن من أصول الشريعة أن الشخص لا يحكم له بقول " الله في السماء " بالإسلام لأن هذا القول مشترك بين اليهود والنصارى وغيرهم وإنما الأصل المعروف في شريعة الله ما جاء في الحديث: " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله "اهـ
ولفظ رواية مالك : أتشهدين ، موافق للأصول . لذا حكم الحافظ أبو بكر البيهقي وغيره باضطراب حديث الجارية هذا.
- الحافظ البيهقي رحمه الله تعالى قال في " الأسماء والصفات " : " وهذا صحيح قد أخرجه مسلم مقطعا من حديث الاوزاعي وحجاج الصواف عن يحيى بن أبي كثير دون قصة الجارية ؟ وأظنه إنما تركها من الحديث لاختلاف الرواة في لفظه ، وقد ذكرت في كتاب الظهار من السنن مخالفة من خالف معاوية بن الحكم في لفظ الحديث " (انظر السنن الكبرى 7 / 388) .
7-الحافظ البزار قال بعد أن روى الحديث من طريق من طرقه (كما في كشف الاستار 1 / 14) : " وهذا قد روي نحوه بألفاظ مختلفة " .
Forwarded from فضائية الأمة
ًا أَوْ غَيْرَهُمَا أَوْ فِي نَحْوِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ حَصَلَ لَهُ ثَوَابُ تَطَوُّعِهَا كَمَا أَفْتَى بِهِ الْوَالِدُ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى -تَبَعًا لِلْبَارِزِيِّ وَالْأَصْفُونِيِّ وَالنَّاشِرِيِّ وَالْفَقِيهِ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ الْحَضْرَمِيِّ وَغَيْرِهِمْ، لَكِنْ لَا يَحْصُلُ لَهُ الثَّوَابُ الْكَامِلُ الْمُرَتَّبُ عَلَى الْمَطْلُوبِ لَا سِيَّمَا مَنْ فَاتَهُ رَمَضَانُ وَصَامَ عَنْهُ شَوَّالًا لِأَنَّهُ لَمْ يَصْدُقْ عَلَيْهِ الْمَعْنَى الْمُتَقَدِّمُ"*.
[نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج، شمس الدين محمد الرملي،دار الفكر، بيروت، الطبعة الأخيرة، 1404هـ/1984م: 3/208-209].

#الخلاصة : قال بعض الفقهاء تجوز نية صيام قضاء رمضان ويحصل معها فضل ستة من شوال إذا كان الصيام في شوال
ولو صام قضاء يوم من رمضان مثلا في يوم عرفة حصل القضاء وثواب صيام يوم عرفة.

وقال البعض يجوز أن تنوي النيتين معا
نية ستة من شوال ونية القضاء

والأفضل ان يفرد صيام القضاء عن ستة من شوال

ومنع البعض من التشريك في النية

فالأمر فيه متسع فلا داعي للمنع والتضييق.

نقله #سعيد_السلمو

تابعوا قناة تلغرام
الشيخ سعيد السلمو
https://tttttt.me/saidalsalmo

وقناة يوتيوب الشيخ سعيد السلمو
https://www.youtube.com/channel/UCVieaGZcXoYOnhAhcO-pnog
#جواز_التهنئة_برأس_السنة_الهجرية

#الخلاصة: تجوز التهنئة برأس السنة الهجرية
ومن يحرمون ذلك فعليهم بإحضار دليل التحريم من الكتاب والسنة
اما حججهم الباقية فهي واهية لا تصلح للاستدلال بها
وحينما يقولون أكد العلماء، فهذا تدليس منهم ، فالعلماء الذين يقصدونهم هم علماؤهم اتباع الدعوة السلفية فقط، ولا يعتمدون في فتاويهم على كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

وإليكم بعض الردود التي نقلتها.

التهنئة برأس السنة الهجرية
كثيرا ما نسأل هذه اﻷيام عن التهنئة برأس السنة الهجرية، وهل ذلك بدعة أم لا؟
والذي يظهر لي أن التهنئة في حد ذاتها ليست قربة، وليست بدعة، بل هي من اﻷمر المباح الذي قد يؤجر صاحبه إذا نوى به إدخال السرور على المهنإ وكثيرا ما تنقل النية المباح من أمر لا إثم فيه ولا أجر إلى جعله في حيز آخر وقد أوضح ذلك ابن الحاج في المدخل في باب تنمية اﻷعمال، ويشهد له حديث " نية أبلغ من عمله"
وبما أن التخلية قبل التحلية، فلنبدأ بمناقشة مستند الذين يجعلون هذه التهنئة بدعة ومحرمة، ويمكن تلخيص مستندهم في أمرين:
أولا أن هذه التهنئة تقليد لغير المسلمين وهو أمر لا يجوز.
ثانيا أنها بدعة لم تحدث في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فأما الدليل اﻷول على حرمة هذه التهنئة وهو كونه عادة لغير المسلمين فإضافة إلى أنه غير دقيق - كما سنرى في مناقشة الدليل الثاني - هو أيضا من الا ستدلال " البارد"!
فمتى كان فعل الشيء من غير المسلمين علة للتحريم؟!
وانطلاقا من هذا الاستدلال الغريب الذي تنقصه الخبرة في أصول الفقه، فعلى المسلمين كلهم أن يحلقوا لحاهم ﻷن المتدينين من غير المسلمين يعفون لحاهم! فتجب مخالفتهم حتى لا نقع في الحرام!
والواقع الذي تشهد له اﻷصول وتعضده اﻷدلة أن فعل غير المسلمين يأخذ حكمه من عرضه على فقهنا وأصولنا فإذا كانت ترفضه رفضناه، وإذا كانت تقبله قبلناه، بل نكون نحن أولى به منهم حينئذ، كما قال صلى الله عليه وسلم " نحن أولى بموسى.."
فالنظر إلى أن كل ما يفعله غير المسلمين قبيح وفاسد يجب الابتعاد عنه تحجر وضيق أفق، لا فقه ولا ورع، فقد أشاد صلى الله عليه وسلم بحلف الفضول الواقع من رؤرس المشركين، لما تضمنه من عدل وإنصاف ورد للمظالم ونصرة للمظلوم، ولم يمنعه كونه صادرا من المشركين أن يشيد به، بل قال لو دعيت إليه في اﻹسلام ﻷجبت...
وهم أن ينهى عن الغيلة - وهي وطئ المرضع - فلما أخبر بأن غير المسلمين يفعلها ولا تضر بأولادهم كف عن النهي عنها وأجازها...
ومثل هذا كثير ولو شئنا لسردنا منه نماذج متعددة لكن نكتفي بهذا القدر الذي تبين به أن فعل غير المسلمين ليس علة للتحريم...
وأما الدليل الثاني وهو أن هذه التهنئة بدعة ﻷنها لم تحدث في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو إغراب.. لا نرد عليه بأن بعض الفقهاء واﻷصوليين يقسم البدعة إلى حسنة وقبيحة، وهو تقسيم وجيه، وله ما يشهد له، ولكن نرد عليه بأن حد البدعة وتعريفها لا ينطبق على هذه التهنئة، فالبدعة كما هو معروف إحداث قربة على غير مثال سابق يقصد بها صاحبها التقرب إلى الله...والمهنأ لا ينطلق من أن هذه قربة وإنما قول حسن يقصد به إدخال السرور على غيره، وهو أمر مشروع في كل وقت..
ثم إن التهنئة عموما لها عمومات شرعية تدخل تحتها تحميها من البدعة، وتبعدها عن الشبهة، فمن ذلك
قوله تعالى " وقولوا للناس حسنا"
فهو عام، ولهذا قال الإمام القرطبي: (...قولوا لهم الطيب من القول، وجازوهم بأحسن ما تحبون أن تجازوا به. وهذا كله حض على مكارم الأخلاق، فينبغي للإنسان أن يكون قوله للناس لينا ووجهه منبسطا طلقا مع البر والفاجر، والسني والمبتدع، من غير مداهنة، ومن غير أن يتكلم معه بكلام يظن أنه يرضى مذهبه، لأن الله تعالى قال لموسى وهارون:" فقولا له قولا لينا ". فالقائل ليس بأفضل من موسى وهارون، والفاجر ليس بأخبث من فرعون، وقد أمرهما الله تعالى باللين معه. وقال طلحة بن عمر: قلت لعطاء إنك رجل يجتمع عندك ناس ذوو أهواء مختلفة، وأنا رجل في حدة فأقول لهم بعض القول الغليظ، فقال: لا تفعل! يقول الله تعالى:" وقولوا للناس حسنا". فدخل في هذه الآية اليهود والنصارى فكيف بالحنيفي...).
وقد شرعت التهنئة في عدة مواضع من النكاح والعقيقة والقدوم من السفر...
والمقصود من الجميع إدخال السرور والإلفة والمودة، وليس هناك معنى آخر ولا عبادة مقصودة في التهنئة بحد ذاتها، ولهذا جاء في البخاري:"باب الطَّعَامِ عِنْدَ الْقُدُومِ، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُفْطِرُ لِمَنْ يَغْشَاهُ"
قال الإمام القسطلاني ـ في إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري ـ
(أي لأجل من يغشاه للسلام عليه والتهنئة بالقدوم لأنه كان لا يصوم في السفر لا فرضًا ولا نفلاً ويكثر من صوم التطوّع حضرًا، فإذا قدم من السفر صام لكنه يفطر أول قدومه لما ذكر..)
ونفس هذا الكلام في فتح الباري للحافظ ابن حجر العسقلاني.
فانطر إلى هذا الفقه النقي الذي يترك صاحبه عبادة محققة وهي الصوم من أجل تأليف الناس ومودتهم ومحبتهم، وإ