الإمام المعصوم عليه السلام شاهِدٌ على الأعمال
.
.
الإمام هوَ المظهَر الجامِع للإسم الإلٰهي (الحيّ)، و لمّا كانت الحياة مبدأ العِلْم و القُدرة و كانَ عِلْمُ الله عِلماً شهوديّاً، كانَ الإمام شاهِداً على أعمال الأُمَّة و مُطّلعاً على سائرِ أفعالِهم و أعمالِهم. و إحاطة الإمام بِتمام شؤون النَّاس كإحاطة الروح بجميعِ شؤون البَدَن؛ إذِ الإمام روح ذوي الأرواح، كما أنَّ إحاطتهُ بِأعمال الْبَشَر لا تَنحَصِر في أيّامٍ معيَّنة من السَنَة دون غيرِها.
ثُمَّ إنَّ الأعمال تُعرض على الإمام عُموماً في يومي الإثنين و الخميس؛ إذ يُكشف الغِطاء عن أعمالِ الأُمَّة في حضرةِ الإمام، كما أُشيرَ إلى هٰذا المعنى رواياتِ عرضِ الأعمال. كما تُعرض الأعمال عليهِ بشكلٍ دائم مُستَمِرّ، كما وَرَد التعبير عَنْهُ في غير وَاحِدَةٍ من الروايات الوارِدة في هٰذا المقام بلفظِ كلِّ ليلة و كلّ صباح و نحوهِما مِمَّا هو ناظرٌ إلى استمرار وقوف الإمام عليه السلام على أعمالِ الأمّة. و كما أنَّ أرواحنا محيطة علماً بما يرتبِط بأبدانِنا و تدرك و تعلم ما يحصل لها، فكذٰلِك الإمام يُحيط علماً بما يحصل لأرواحنا، و كأنّه داخل في أرواحنا. و يمكن استفادة هٰذه النُكتة - أعني: أنَّ الإمام روح ذوي الأرواح - من قوله تعالى: {النَّبيُّ أَولَى بِالمُؤمِنينَ مِن أنفُسِهِم}.
إنَّ الإنسان الكامل كالرسولِ الأعظم صلَّى الله عليهِ و آله أولى بالمؤمنينَ مِن أنفُسِهم و بأرواحهم؛ لِمكان تفوّقه الوجودي على أرواحِهم، فتكون أرواح الأمّة بِمنزلة البدن للروح النبويّة. و إذ كانت حقيقةَ الإمامة خلافة الله و الرسول كما أفاده مولانا الإمام الرِّضا عليه السلام: "إنَّ الإمامة هِيَ منزلة الأنبياء وإرثُ الأوصياء. إنَّ الإمامة خلافة الله و خلافة الرسول و مقام أمير المؤمنين عليه السلام". كان كل كمال مُشترك بين مقام النبوّة و الولاية ثابِتاً للإمام بالضرورة. و عليهِ فإنَّ مقام الأولوية الوارد في الآية الكريمة الثابِت للنبي بالأصالة لِمكان تفوّقه الوجودي ثابتٌ بالتَبع للإمام المعصوم بِمَا هو خليفة رسول الله صلَّى الله عليه و آله.
.
.
📕 منقول عن كتاب الإمام المهدي الموجود الموعود، صفحة ٨٥-٨٦.
.
.
_
#الامام_المهدي_الموجود_الموعود
#الامام_المهدي
.
.
الإمام هوَ المظهَر الجامِع للإسم الإلٰهي (الحيّ)، و لمّا كانت الحياة مبدأ العِلْم و القُدرة و كانَ عِلْمُ الله عِلماً شهوديّاً، كانَ الإمام شاهِداً على أعمال الأُمَّة و مُطّلعاً على سائرِ أفعالِهم و أعمالِهم. و إحاطة الإمام بِتمام شؤون النَّاس كإحاطة الروح بجميعِ شؤون البَدَن؛ إذِ الإمام روح ذوي الأرواح، كما أنَّ إحاطتهُ بِأعمال الْبَشَر لا تَنحَصِر في أيّامٍ معيَّنة من السَنَة دون غيرِها.
ثُمَّ إنَّ الأعمال تُعرض على الإمام عُموماً في يومي الإثنين و الخميس؛ إذ يُكشف الغِطاء عن أعمالِ الأُمَّة في حضرةِ الإمام، كما أُشيرَ إلى هٰذا المعنى رواياتِ عرضِ الأعمال. كما تُعرض الأعمال عليهِ بشكلٍ دائم مُستَمِرّ، كما وَرَد التعبير عَنْهُ في غير وَاحِدَةٍ من الروايات الوارِدة في هٰذا المقام بلفظِ كلِّ ليلة و كلّ صباح و نحوهِما مِمَّا هو ناظرٌ إلى استمرار وقوف الإمام عليه السلام على أعمالِ الأمّة. و كما أنَّ أرواحنا محيطة علماً بما يرتبِط بأبدانِنا و تدرك و تعلم ما يحصل لها، فكذٰلِك الإمام يُحيط علماً بما يحصل لأرواحنا، و كأنّه داخل في أرواحنا. و يمكن استفادة هٰذه النُكتة - أعني: أنَّ الإمام روح ذوي الأرواح - من قوله تعالى: {النَّبيُّ أَولَى بِالمُؤمِنينَ مِن أنفُسِهِم}.
إنَّ الإنسان الكامل كالرسولِ الأعظم صلَّى الله عليهِ و آله أولى بالمؤمنينَ مِن أنفُسِهم و بأرواحهم؛ لِمكان تفوّقه الوجودي على أرواحِهم، فتكون أرواح الأمّة بِمنزلة البدن للروح النبويّة. و إذ كانت حقيقةَ الإمامة خلافة الله و الرسول كما أفاده مولانا الإمام الرِّضا عليه السلام: "إنَّ الإمامة هِيَ منزلة الأنبياء وإرثُ الأوصياء. إنَّ الإمامة خلافة الله و خلافة الرسول و مقام أمير المؤمنين عليه السلام". كان كل كمال مُشترك بين مقام النبوّة و الولاية ثابِتاً للإمام بالضرورة. و عليهِ فإنَّ مقام الأولوية الوارد في الآية الكريمة الثابِت للنبي بالأصالة لِمكان تفوّقه الوجودي ثابتٌ بالتَبع للإمام المعصوم بِمَا هو خليفة رسول الله صلَّى الله عليه و آله.
.
.
📕 منقول عن كتاب الإمام المهدي الموجود الموعود، صفحة ٨٥-٨٦.
.
.
_
#الامام_المهدي_الموجود_الموعود
#الامام_المهدي