#دعاء_الندبة
((فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ، وَسُبِيَ مَنْ سُبِيَ وَاُقْصِيَ مَنْ اُقْصِيَ وَجَرَى الْقَضاءُ لَهُمْ بِما يُرْجى لَهُ حُسْنُ الْمَثُوبَةِ))
بعد أنْ بينا في الفقرة السابقة أنّ هناك سنّة انشأها الجيل الأول بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وسار عليها المتأخرون وهي سنّة الإقصاء واجتماع الأُمّة واصرارها على معاداة أهل البيت (عليهم السلام) وتقطيع رحمهم والاستحواذ على حقّهم و هذه الحقيقة لم تنعكس من خلال هذا المقطع من الدعاء وإنّما هي حقيقة واقعية تاريخية صوّرت بقلم جميع من كتبوا التاريخ.
وهنا يأتي دور العقل الواعي الذي يريد لنفسه وذاته الخلاص في أنّ يميّز بين طريقين فلابدّ أنْ يسلك احدهما، ولابدّ من المراجعة والتنقيب عن الأسباب التي دعت من كانوا بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لممارسة أشنع وأقبح الأفعال تجاه عترة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مع تصريح القرآن الكريم على ضرورة احترامهم وتقديمهم وانّهم الميزان في اتباع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
والدعاء المبارك يعكس لنا صوراً من الممارسات المختلفة والمتعدّدة على أهل البيت (عليهم السلام) بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبطبيعة الحال فإنّ هذه الممارسات مع اختلافها لها درجات متفاوتة ونحتمل انه لم يعكس لنا الدعاء جميع هذه الممارسات ولعلّ الذي عكسه هو نسبة يستطيع الإنسان تصورها بينما أُخفيت نسب أُخرى من الممارسات لا يتصورها من يقرأ من المتأخرين عن زمانها فأُخفيت بقصد من أهل البيت (عليهم السلام) وتُركت إلى أو انها وحين إظهارها
إلاّ انّ هذا الذي وصل يعكس الحالة التي كان عليها خصوم أهل البيت (عليهم السلام) من كونهم أعداء حاقدين، فالتعدّي على أهل البيت (عليهم السلام) وإصرار الأُمّة على ازدرائهم والاستخفاف بهم وتصغير قدرهم مع اجتماع على هذا الأمر وتسالم عليه يداً بيد لكي لا يتهاون فيه أحد، ساعين بذلك إلى إيجاد حالة اجتماعية واضحة تجاه أهل البيت (عليهم السلام).
ولكن الغريب حقّاً في كلّ ذلك إنّه رغم الاقصاء والمقت وتقليل القدر و القتل والسبي والتنكيل نجد اليوم انّ اهل البيت (عليهم السلام) متربعون على القمّة في حبّ الناس لهم فضلاً عن المسلمين وبينما تجد الأعداء لم ينالوا إلاّ الخيبة والذكر السيء واللعن.
وفي المتون الحديثيّة نجد انّ الكثير من روايات أهل البيت (عليهم السلام) عكست لنا هذه الحالة:
فعن الإمام زين العابدين (عليه السلام) عند دخول المدينة بعد وقعة كربلاء قائلاً:
((والله لو انّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) تقدّم إليهم في قتالنا كما تقدم إليهم في الوصية بنا لمّا زادوا على ما فعلوا بنا))
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) في حديث طويل عن أولئك الذين يتظاهرون بالصلاة و الصوم وغيرها من العبادادت مع اشرئباب القلب حقداً على أهل البيت عليهم السلام، فيقول:
((فلا تغرنّك صلاتهم وصيامهم ورواياتهم وعلومهم فانهم حمر مستنفرة)).
وعن الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) يتحدث عمّا جرى عليهم [أي أهل البيت عليهم السلام] فيقول عن شهر المحرم:
((فاستحلّت فيه دماؤنا وهتك فيه حرمتنا وسبي فيه ذرارينا ونساؤنا واضرمت النيران في مضاربنا وانتهب فيها من ثقلنا ولم ترعى لرسول الله حرمة في أمرنا))
#شرح_دعاء_الندبة 🍃 ❤️
#بوت_نهج_الشيعة 📚 ✅
((فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ، وَسُبِيَ مَنْ سُبِيَ وَاُقْصِيَ مَنْ اُقْصِيَ وَجَرَى الْقَضاءُ لَهُمْ بِما يُرْجى لَهُ حُسْنُ الْمَثُوبَةِ))
بعد أنْ بينا في الفقرة السابقة أنّ هناك سنّة انشأها الجيل الأول بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وسار عليها المتأخرون وهي سنّة الإقصاء واجتماع الأُمّة واصرارها على معاداة أهل البيت (عليهم السلام) وتقطيع رحمهم والاستحواذ على حقّهم و هذه الحقيقة لم تنعكس من خلال هذا المقطع من الدعاء وإنّما هي حقيقة واقعية تاريخية صوّرت بقلم جميع من كتبوا التاريخ.
وهنا يأتي دور العقل الواعي الذي يريد لنفسه وذاته الخلاص في أنّ يميّز بين طريقين فلابدّ أنْ يسلك احدهما، ولابدّ من المراجعة والتنقيب عن الأسباب التي دعت من كانوا بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لممارسة أشنع وأقبح الأفعال تجاه عترة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مع تصريح القرآن الكريم على ضرورة احترامهم وتقديمهم وانّهم الميزان في اتباع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
والدعاء المبارك يعكس لنا صوراً من الممارسات المختلفة والمتعدّدة على أهل البيت (عليهم السلام) بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبطبيعة الحال فإنّ هذه الممارسات مع اختلافها لها درجات متفاوتة ونحتمل انه لم يعكس لنا الدعاء جميع هذه الممارسات ولعلّ الذي عكسه هو نسبة يستطيع الإنسان تصورها بينما أُخفيت نسب أُخرى من الممارسات لا يتصورها من يقرأ من المتأخرين عن زمانها فأُخفيت بقصد من أهل البيت (عليهم السلام) وتُركت إلى أو انها وحين إظهارها
إلاّ انّ هذا الذي وصل يعكس الحالة التي كان عليها خصوم أهل البيت (عليهم السلام) من كونهم أعداء حاقدين، فالتعدّي على أهل البيت (عليهم السلام) وإصرار الأُمّة على ازدرائهم والاستخفاف بهم وتصغير قدرهم مع اجتماع على هذا الأمر وتسالم عليه يداً بيد لكي لا يتهاون فيه أحد، ساعين بذلك إلى إيجاد حالة اجتماعية واضحة تجاه أهل البيت (عليهم السلام).
ولكن الغريب حقّاً في كلّ ذلك إنّه رغم الاقصاء والمقت وتقليل القدر و القتل والسبي والتنكيل نجد اليوم انّ اهل البيت (عليهم السلام) متربعون على القمّة في حبّ الناس لهم فضلاً عن المسلمين وبينما تجد الأعداء لم ينالوا إلاّ الخيبة والذكر السيء واللعن.
وفي المتون الحديثيّة نجد انّ الكثير من روايات أهل البيت (عليهم السلام) عكست لنا هذه الحالة:
فعن الإمام زين العابدين (عليه السلام) عند دخول المدينة بعد وقعة كربلاء قائلاً:
((والله لو انّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) تقدّم إليهم في قتالنا كما تقدم إليهم في الوصية بنا لمّا زادوا على ما فعلوا بنا))
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) في حديث طويل عن أولئك الذين يتظاهرون بالصلاة و الصوم وغيرها من العبادادت مع اشرئباب القلب حقداً على أهل البيت عليهم السلام، فيقول:
((فلا تغرنّك صلاتهم وصيامهم ورواياتهم وعلومهم فانهم حمر مستنفرة)).
وعن الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) يتحدث عمّا جرى عليهم [أي أهل البيت عليهم السلام] فيقول عن شهر المحرم:
((فاستحلّت فيه دماؤنا وهتك فيه حرمتنا وسبي فيه ذرارينا ونساؤنا واضرمت النيران في مضاربنا وانتهب فيها من ثقلنا ولم ترعى لرسول الله حرمة في أمرنا))
#شرح_دعاء_الندبة 🍃 ❤️
#بوت_نهج_الشيعة 📚 ✅
#دعاء_الندبة
((اِقامَةً لِدينِكَ وَحُجَّةً عَلى عِبادِكَ وَلِئَلّا يَزُولَ الْحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ وَيَغْلِبَ الْباطِلُ عَلى اَهْلِهِ وَلا يَقُولَ اَحَدٌ لَوْلا اَرْسَلْتَ اِلَيْنا رَسُولاً مُنْذِراً وَاَقَمْتَ لَنا عَلَماً هادِياً فَنَتَّبِـعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ اَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى))
تتحدث هذه الفقرة من الدعاء عن مفصل مهم من مفاصل الدين والشريعة، بل عن قضية أساسيّة في الوجود الإنساني على هذه الأرض وهو بقاء الحق واستمراريته ودوامه وأنْ يكون السائرون على درب الحق ملتفتين إلى ذلك وإلى أنّ هناك اعلاماً للهداية يستنار بهم في سلوك درب الحق.
وفي مقابل ذلك وعلى نهج السنن الكونية الإلهيّة شق الطريق الآخر وهو طريق الباطل وكذلك له اعلام ضلال تزول بالناس عن طريق الحق فتسلك بهم دروب الباطل والضلال والانحراف.
والذي يؤمّن للإنسان حالة الاستقرار في السير الحقّي [في طريق الحق] وعدم زواله إلى السير في طريق الباطل هو ذلك الشاخص الذي يتحدّث عنه هذا المقطع وهو الرسول الذي يقوم بوظيفة بيان الحق أوّلا وبيان طريق الباطل ثانياً ويضع لطريق الحق موازين اذا تمسك بها سائروا درب الحق لن يزولوا عنه بينما اذا تخلّوا عن ذلك ولم يتمسّكوا بها فإنّهم سيزولون عن الطريق الحقّي ويتجهون إلى طريق الضلال وينتهي بهم الحال الى السقوط في ظلمات الانحراف وتيه العقيدة.
وقد أولت الشريعة المقدسة أهميّة قصوى لإقامة الدين وجعل الحجّة، ولا نبالغ إذا قلنا بتواتر روايات إقامة الحجة في الأخبار والزيارات وغيرها من الموروثات الإسلامية وقد افردت لهذا الموضوع تصنيفات كثيرة واشبع البحث فيه وتم تناوله من جهات متعددة.
ومن أبرز ما ورد في الروايات أنّ الوجود قائم على وجود الحجة ولولا الحجّة ووجوده لساخت الأرض بأهلها ولما كان للدين بل وللدنيا استقامة وقيام وسير.
وقد سلط الشيخ الكليني الضوء في كتابه (الكافي) على أهميّة الحجّة وضرورة وجود الإمام الحجّة (عجل الله فرجه) ومما ذكره من تلك الأبواب:
١-أنّ الأئمة كلهم قائمون بأمر الله وأنّ الأرض لا تخلو من حجة ولو لم يبق في الأرض إلاّ رجلان لكان احدهما الحجّة.
٢-إنّ الأئمة هم أركان الأرض والشهداء على الخلق وأنّهم الهداة وولاة الامر وخلفاء الله تعالى ومما جاء من تلك الأحاديث:
عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال:
((انّا لما اثبتنا أنّ لنا خالقاً صانعاً متعالياً عنّا وعن جميع ما خلق ... ثبت أنّه له سفراء في خلقه ... يدلّونهم على مصالحهم ومنافعهم وما به بقاؤهم وفي تركه فناؤهم ... ثم ثبت ذلك في كل دهر وزمان مما أتت به الرسل والأنبياء من الدلائل والبراهين لكي لا تخلو ارض الله من حجّة)).
وعنه عليه السلام أيضاً أنّه قال: (الحجّة قبل الخلق ومع الخلق وبعد الخلق).
و كذلك عنه (عليه السلام) قال:
((إنّ الأرض لا تخلو إلاّ وفيها إمام كيما إنْ زاد المؤمنون شيئاً ردّهم وإنْ نقّصوا أتمّه لهم)).
وعن الإمام الباقر (عليه السلام) قال:
((والله ما ترك الله أرضاً منذ قبض آدم عليه السلام إلاّ وفيها إمام يهتدى به إلى الله وهو حجّته على عباده ولا تبقى أرض بغير إمام حجة لله على عباده))
#شرح_دعاء_الندبة 🍃 ❤️
#بوت_نهج_الشيعة 📚 ✅
((اِقامَةً لِدينِكَ وَحُجَّةً عَلى عِبادِكَ وَلِئَلّا يَزُولَ الْحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ وَيَغْلِبَ الْباطِلُ عَلى اَهْلِهِ وَلا يَقُولَ اَحَدٌ لَوْلا اَرْسَلْتَ اِلَيْنا رَسُولاً مُنْذِراً وَاَقَمْتَ لَنا عَلَماً هادِياً فَنَتَّبِـعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ اَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى))
تتحدث هذه الفقرة من الدعاء عن مفصل مهم من مفاصل الدين والشريعة، بل عن قضية أساسيّة في الوجود الإنساني على هذه الأرض وهو بقاء الحق واستمراريته ودوامه وأنْ يكون السائرون على درب الحق ملتفتين إلى ذلك وإلى أنّ هناك اعلاماً للهداية يستنار بهم في سلوك درب الحق.
وفي مقابل ذلك وعلى نهج السنن الكونية الإلهيّة شق الطريق الآخر وهو طريق الباطل وكذلك له اعلام ضلال تزول بالناس عن طريق الحق فتسلك بهم دروب الباطل والضلال والانحراف.
والذي يؤمّن للإنسان حالة الاستقرار في السير الحقّي [في طريق الحق] وعدم زواله إلى السير في طريق الباطل هو ذلك الشاخص الذي يتحدّث عنه هذا المقطع وهو الرسول الذي يقوم بوظيفة بيان الحق أوّلا وبيان طريق الباطل ثانياً ويضع لطريق الحق موازين اذا تمسك بها سائروا درب الحق لن يزولوا عنه بينما اذا تخلّوا عن ذلك ولم يتمسّكوا بها فإنّهم سيزولون عن الطريق الحقّي ويتجهون إلى طريق الضلال وينتهي بهم الحال الى السقوط في ظلمات الانحراف وتيه العقيدة.
وقد أولت الشريعة المقدسة أهميّة قصوى لإقامة الدين وجعل الحجّة، ولا نبالغ إذا قلنا بتواتر روايات إقامة الحجة في الأخبار والزيارات وغيرها من الموروثات الإسلامية وقد افردت لهذا الموضوع تصنيفات كثيرة واشبع البحث فيه وتم تناوله من جهات متعددة.
ومن أبرز ما ورد في الروايات أنّ الوجود قائم على وجود الحجة ولولا الحجّة ووجوده لساخت الأرض بأهلها ولما كان للدين بل وللدنيا استقامة وقيام وسير.
وقد سلط الشيخ الكليني الضوء في كتابه (الكافي) على أهميّة الحجّة وضرورة وجود الإمام الحجّة (عجل الله فرجه) ومما ذكره من تلك الأبواب:
١-أنّ الأئمة كلهم قائمون بأمر الله وأنّ الأرض لا تخلو من حجة ولو لم يبق في الأرض إلاّ رجلان لكان احدهما الحجّة.
٢-إنّ الأئمة هم أركان الأرض والشهداء على الخلق وأنّهم الهداة وولاة الامر وخلفاء الله تعالى ومما جاء من تلك الأحاديث:
عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال:
((انّا لما اثبتنا أنّ لنا خالقاً صانعاً متعالياً عنّا وعن جميع ما خلق ... ثبت أنّه له سفراء في خلقه ... يدلّونهم على مصالحهم ومنافعهم وما به بقاؤهم وفي تركه فناؤهم ... ثم ثبت ذلك في كل دهر وزمان مما أتت به الرسل والأنبياء من الدلائل والبراهين لكي لا تخلو ارض الله من حجّة)).
وعنه عليه السلام أيضاً أنّه قال: (الحجّة قبل الخلق ومع الخلق وبعد الخلق).
و كذلك عنه (عليه السلام) قال:
((إنّ الأرض لا تخلو إلاّ وفيها إمام كيما إنْ زاد المؤمنون شيئاً ردّهم وإنْ نقّصوا أتمّه لهم)).
وعن الإمام الباقر (عليه السلام) قال:
((والله ما ترك الله أرضاً منذ قبض آدم عليه السلام إلاّ وفيها إمام يهتدى به إلى الله وهو حجّته على عباده ولا تبقى أرض بغير إمام حجة لله على عباده))
#شرح_دعاء_الندبة 🍃 ❤️
#بوت_نهج_الشيعة 📚 ✅
#دعاء_الندبة
((فَاَضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ وَاَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ))
إنّ من النعم التي من الله تعالى بها علينا هو هذا التراث الضخم لائمتنا (عليهم السلام) من ادعية وزيارات و تمتاز هذه الادعية والزيارات الواردة عن اهل البيت (عليهم السلام) بانّها فضلا عما تؤديه من ايجاد حالة الترابط الروحي بين العبد وربه واذابة تراكمات الذنوب والخطايا وتبييض صفحة الانسان العاصي وايجاد حالة الراحة النفسية لتجديد الانطلاق في مسيرة الوصول الى العبودية الحقّة.
فإنها تبني العقيدة بناء قوياً ورصيناً وتكشف في كثير من الاحيان حقائق التأريخ بعيداً عن امكانات تزويره وفي الفقرة التي نحن بصدد شرحها من الدعاء المبارك والتي تقول:
(فَاَضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ وَاَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ)
إنّ هذه الفقرة التي كانت نتيجة طبيعية او شبهها ففي سياق هذا الدعاء والذي تحدثنا فيه عن:
إن تلك المنح الربانية والخصائص الالهية التي وسم بها أمير المؤمنين (عليه السلام) والائمة (عليهم السلام) من بعده فتلبسوا بها فكانت نتيجتها أنْ اوجدت احقادا في نفوس مسمّي المسلمين، فنتج عن تلك الاحقاد والضغائن أنْ لجأ المتلبسون بها والتصقوا بحالة العداء المتواصل لاهل البيت (عليهم السلام) رغم ادعاء الغالب منهم حبهم وموالاتهم لأهل البيت (عليهم السلام).
فعبارة (فَاَضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ) التي يفسرها أهل اللغة بالالتصاق واللجوء أي أنّ الأمّة التي رأت تلك الفضائل للائمة (عليهم السلام) ولم تتحمل وجودها فيهم كانت وللاسف أنْ لجأت الى الحقد والعداوة والبغض لأهل البيت (عليهم السلام) والتصقت بهذه الحالة حتى اصبحت من ملازماتها.
والمقطع الثاني يوضح الحالة بشكل اكبر ويرسم لنا بوضوح اكثر ما عليه حال الامّة تجاه أهل البيت (عليهم السلام) حيث الانكباب على منابذة امير المؤمنين (عليه السلام) ومن ورائه الأئمة (عليهم السلام) وفقدان الأمّة توازنها وسقوطها وعثرتها في مفارقة شخوصهم (عليهم السلام) وتركهم وهجرهم.
فالمقطع الندبي يحدثنا عن حالة في قمة العداء والبغض كان قد وصل إليها هؤلاء إذ يصف الأمّة بأنّها فقدت توازنها بسبب هذا البغض إلا انّها مع الأسف غفت على ذلك ملتصقة به ولا نجد عبارة اوفق لحال الأمّة عما مرت به واستمرت وتستمر عليه تجاه اهل البيت (عليهم السلام) اوفق من كلام الامام الصادق (عليه السلام) واصفاً الحالة، حيث قال (عليه السلام):
((إنّ علي عليه السلام لم يكن يدين الله بدين إلاّ خالف عليه الأمّةُ إلى غيره، إرادة لإبطال أمره وكانوا يسألون أمير المؤمنين عن الشيء الذي لا يعلمون فإذا افتاهم بشيء جعلوا له ضداً من عند أنفسهم ليلبسوا على الناس))
فالعمومية التي يتحدث بها الإمام الصادق (عليه السلام) عما كان يصدر من هؤلاء وتعمدهم المخالفة بل والوضع وتصدير الباطل و كل ذلك لأجل أنْ يخالفوا بل ويلبسوا على الناس دينهم حتّى وصل بهم الحال إلى السؤال، لا لأجل المتابعة وإنما لأجل وضع المخالفة، فأيّ قمة وصل إليها عداء هؤلاء لآل البيت عليهم السلام، حتى جاء الوصف بـ (اَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ).
#شرح_دعاء_الندبة 🍃 ❤️
#بوت_نهج_الشيعة 📚 ✅
((فَاَضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ وَاَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ))
إنّ من النعم التي من الله تعالى بها علينا هو هذا التراث الضخم لائمتنا (عليهم السلام) من ادعية وزيارات و تمتاز هذه الادعية والزيارات الواردة عن اهل البيت (عليهم السلام) بانّها فضلا عما تؤديه من ايجاد حالة الترابط الروحي بين العبد وربه واذابة تراكمات الذنوب والخطايا وتبييض صفحة الانسان العاصي وايجاد حالة الراحة النفسية لتجديد الانطلاق في مسيرة الوصول الى العبودية الحقّة.
فإنها تبني العقيدة بناء قوياً ورصيناً وتكشف في كثير من الاحيان حقائق التأريخ بعيداً عن امكانات تزويره وفي الفقرة التي نحن بصدد شرحها من الدعاء المبارك والتي تقول:
(فَاَضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ وَاَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ)
إنّ هذه الفقرة التي كانت نتيجة طبيعية او شبهها ففي سياق هذا الدعاء والذي تحدثنا فيه عن:
إن تلك المنح الربانية والخصائص الالهية التي وسم بها أمير المؤمنين (عليه السلام) والائمة (عليهم السلام) من بعده فتلبسوا بها فكانت نتيجتها أنْ اوجدت احقادا في نفوس مسمّي المسلمين، فنتج عن تلك الاحقاد والضغائن أنْ لجأ المتلبسون بها والتصقوا بحالة العداء المتواصل لاهل البيت (عليهم السلام) رغم ادعاء الغالب منهم حبهم وموالاتهم لأهل البيت (عليهم السلام).
فعبارة (فَاَضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ) التي يفسرها أهل اللغة بالالتصاق واللجوء أي أنّ الأمّة التي رأت تلك الفضائل للائمة (عليهم السلام) ولم تتحمل وجودها فيهم كانت وللاسف أنْ لجأت الى الحقد والعداوة والبغض لأهل البيت (عليهم السلام) والتصقت بهذه الحالة حتى اصبحت من ملازماتها.
والمقطع الثاني يوضح الحالة بشكل اكبر ويرسم لنا بوضوح اكثر ما عليه حال الامّة تجاه أهل البيت (عليهم السلام) حيث الانكباب على منابذة امير المؤمنين (عليه السلام) ومن ورائه الأئمة (عليهم السلام) وفقدان الأمّة توازنها وسقوطها وعثرتها في مفارقة شخوصهم (عليهم السلام) وتركهم وهجرهم.
فالمقطع الندبي يحدثنا عن حالة في قمة العداء والبغض كان قد وصل إليها هؤلاء إذ يصف الأمّة بأنّها فقدت توازنها بسبب هذا البغض إلا انّها مع الأسف غفت على ذلك ملتصقة به ولا نجد عبارة اوفق لحال الأمّة عما مرت به واستمرت وتستمر عليه تجاه اهل البيت (عليهم السلام) اوفق من كلام الامام الصادق (عليه السلام) واصفاً الحالة، حيث قال (عليه السلام):
((إنّ علي عليه السلام لم يكن يدين الله بدين إلاّ خالف عليه الأمّةُ إلى غيره، إرادة لإبطال أمره وكانوا يسألون أمير المؤمنين عن الشيء الذي لا يعلمون فإذا افتاهم بشيء جعلوا له ضداً من عند أنفسهم ليلبسوا على الناس))
فالعمومية التي يتحدث بها الإمام الصادق (عليه السلام) عما كان يصدر من هؤلاء وتعمدهم المخالفة بل والوضع وتصدير الباطل و كل ذلك لأجل أنْ يخالفوا بل ويلبسوا على الناس دينهم حتّى وصل بهم الحال إلى السؤال، لا لأجل المتابعة وإنما لأجل وضع المخالفة، فأيّ قمة وصل إليها عداء هؤلاء لآل البيت عليهم السلام، حتى جاء الوصف بـ (اَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ).
#شرح_دعاء_الندبة 🍃 ❤️
#بوت_نهج_الشيعة 📚 ✅
((وَاَهْبَطْتَ عَلَيْهِمْ مَلائِكَتَكَ وَكَرَّمْتَهُمْ بِوَحْيِكَ وَرَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِكَ))
نكمل في هذه الفقرة من الدعاء شرح فقرات دعاء الندبة المبارك المترتبة على قضية المشارطة بين الله سبحانه والأنبياء (عليهم السلام) و أهل البيت (عليهم السلام) وما ترتب على هذه المشارطة من آثار من قبل الله سبحانه وبمقتضى علمه بوفاء الأنبياء و أهل البيت (عليهم السلام) بمشارطتهم معه تعالى والآثار التي نقف عليها في هذا المقطع (إهباط الملائكة والتكريم بالوحي والرفد بالعلم) فنقول:
إنّ الله سبحانه وتعالى بعد أن علم من الأنبياء و أهل البيت (عليهم السلام) وفاءهم له بالزهد في جميع درجات هذه الدنيا كرّمهم بأن جعل محالهم مهبطاً لجميع الملائكة.
وهنا إشارة إلى ذلك العالم المقدس العالم العلوي، وهذا العالم لا يمكن أن ينزل ما فيه إلا ((في بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فيهَا اسْمُهُ))
وهذا التكريم الإلهي في جعل الأنبياء و أهل البيت (عليهم السلام) محلاً للتنزل السماوي ومحلاً للتمثيل الإلهي في الأرض.
وقد وردت كثير من الأخبار في الحديث عنه، حتى بوّب صاحب (الكافي) بابا في دخول الملائكة بيوت أهل البيت (عليهم السلام) وإنها تطأ بسطهم وتأتيهم بالأخبار، وفيه انهم يقذفون في قلوب أهل البيت (عليهم السلام) وينقرون في أسماعهم وعندهم الجفر والمصحف، بل وأنه يأتيهم من هو أعظم من جبرائيل.
وحيث نعلم بمقتضى ظواهر جملة من الآيات أن وظائف الملائكة متعددة، فلهم وظائف وجودية كقبض الأرواح والتصرف في بعض موجودات الكون بإذن الله وإنزال الشرائع على رسل الله فإن ما يتنزل على أيديهم لأهل البيت (عليهم السلام) أيضا متنوع ومتلون.
وإذا رجعنا إلتماساً لوصية أهل البيت (عليهم السلام) بمحاججة الناس بسورة (إِنَّا أَنْزَلْناهُ) فإنّنا نجد أن هذه السورة المباركة وغيرها من آيات ليلة القدر :
((إِنَّا أَنْزَلْناهُ في لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرينَ○ فيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكيمٍ))
((إِنَّا أَنْزَلْناهُ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ○ وَ ما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ ○ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ○ تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ فيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ))
تقول لنا : إن ما يتنزل في شهر رمضان وفي ليلة القدر من كل أمر حكيم إنما يكون على من هو مؤهل لهذا التنزّل إذ لا معنى أن يتنزل الملائكة على جميع الخلق ولا معنى أن يتنزل على لا أحد فلابدّ من وجود ذاك الفرد الأوحدي المؤهل لهذا التنزّل السماوي ولا بد أن يكون في الأرض لتستمر عملية الترابط الإلهي البشري السماوي والأرضي
و إن هذه العملية التي تنتج منها هداية الناس إلى الله وتأمين احتياجاتهم فيما إذا التزموا واهتدوا، إنّما هي ثمرة من ثمرات تلك المشارطة المقدسة التي نتج عنها أن جعل الأنبياء و أهل البيت (عليهم السلام) وكما في هذا النص الندبي المبارك مهبطا للملائكة ومحلاً للوحي.
اما الرفد بالعلم المتفرع على إنزال العلم الالهي فهو أبرز أثر نجم عن المشارطة المتقدمة وعن إنزال الملائكة وكونهم (عليهم السلام) مهبطاً للوحي إذ كل ما يأتي عن طريق الملائكة انما هو علم وإن اختلفت ألوانه فبعضه شرعي ينظم الحياة والعقيدة وبعضه اجتماعي وهكذا.
#شرح_دعاء_الندبة 🍃 ❤️
#بوت_نهج_الشيعة 📚 ✅
نكمل في هذه الفقرة من الدعاء شرح فقرات دعاء الندبة المبارك المترتبة على قضية المشارطة بين الله سبحانه والأنبياء (عليهم السلام) و أهل البيت (عليهم السلام) وما ترتب على هذه المشارطة من آثار من قبل الله سبحانه وبمقتضى علمه بوفاء الأنبياء و أهل البيت (عليهم السلام) بمشارطتهم معه تعالى والآثار التي نقف عليها في هذا المقطع (إهباط الملائكة والتكريم بالوحي والرفد بالعلم) فنقول:
إنّ الله سبحانه وتعالى بعد أن علم من الأنبياء و أهل البيت (عليهم السلام) وفاءهم له بالزهد في جميع درجات هذه الدنيا كرّمهم بأن جعل محالهم مهبطاً لجميع الملائكة.
وهنا إشارة إلى ذلك العالم المقدس العالم العلوي، وهذا العالم لا يمكن أن ينزل ما فيه إلا ((في بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فيهَا اسْمُهُ))
وهذا التكريم الإلهي في جعل الأنبياء و أهل البيت (عليهم السلام) محلاً للتنزل السماوي ومحلاً للتمثيل الإلهي في الأرض.
وقد وردت كثير من الأخبار في الحديث عنه، حتى بوّب صاحب (الكافي) بابا في دخول الملائكة بيوت أهل البيت (عليهم السلام) وإنها تطأ بسطهم وتأتيهم بالأخبار، وفيه انهم يقذفون في قلوب أهل البيت (عليهم السلام) وينقرون في أسماعهم وعندهم الجفر والمصحف، بل وأنه يأتيهم من هو أعظم من جبرائيل.
وحيث نعلم بمقتضى ظواهر جملة من الآيات أن وظائف الملائكة متعددة، فلهم وظائف وجودية كقبض الأرواح والتصرف في بعض موجودات الكون بإذن الله وإنزال الشرائع على رسل الله فإن ما يتنزل على أيديهم لأهل البيت (عليهم السلام) أيضا متنوع ومتلون.
وإذا رجعنا إلتماساً لوصية أهل البيت (عليهم السلام) بمحاججة الناس بسورة (إِنَّا أَنْزَلْناهُ) فإنّنا نجد أن هذه السورة المباركة وغيرها من آيات ليلة القدر :
((إِنَّا أَنْزَلْناهُ في لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرينَ○ فيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكيمٍ))
((إِنَّا أَنْزَلْناهُ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ○ وَ ما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ ○ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ○ تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ فيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ))
تقول لنا : إن ما يتنزل في شهر رمضان وفي ليلة القدر من كل أمر حكيم إنما يكون على من هو مؤهل لهذا التنزّل إذ لا معنى أن يتنزل الملائكة على جميع الخلق ولا معنى أن يتنزل على لا أحد فلابدّ من وجود ذاك الفرد الأوحدي المؤهل لهذا التنزّل السماوي ولا بد أن يكون في الأرض لتستمر عملية الترابط الإلهي البشري السماوي والأرضي
و إن هذه العملية التي تنتج منها هداية الناس إلى الله وتأمين احتياجاتهم فيما إذا التزموا واهتدوا، إنّما هي ثمرة من ثمرات تلك المشارطة المقدسة التي نتج عنها أن جعل الأنبياء و أهل البيت (عليهم السلام) وكما في هذا النص الندبي المبارك مهبطا للملائكة ومحلاً للوحي.
اما الرفد بالعلم المتفرع على إنزال العلم الالهي فهو أبرز أثر نجم عن المشارطة المتقدمة وعن إنزال الملائكة وكونهم (عليهم السلام) مهبطاً للوحي إذ كل ما يأتي عن طريق الملائكة انما هو علم وإن اختلفت ألوانه فبعضه شرعي ينظم الحياة والعقيدة وبعضه اجتماعي وهكذا.
#شرح_دعاء_الندبة 🍃 ❤️
#بوت_نهج_الشيعة 📚 ✅