علي الصديق الأكبر
304 subscribers
21K photos
1.18K videos
95 files
3.01K links
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل لوليك الفرج واهلك أعدائهم من الأولين والاخرين آمين يارب العالمين

الإدارة
Download Telegram
لماذا لم يستجاب دعائي؟



#والجواب اذا رجعنا الى شروط استجابة الدعاء او موانع استجابة الدعاء كما تطرقت اليها الاية القرانية المباركة فانه ليس هناك أي فاصل، ولا أي شرط بينَ كلمتي: {ادْعُونِي} وبين {أَسْتَجِبْ}!.. يقول تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} انتهى الأمر، وقُضيَ القضاء!.. ولكن الآية لم تقل: أدعوني؛ أعطكم ما تُريدون، فالآية دقيقة؛ فيها وعد بالإجابة لا بالعطاء..
.
حيث أن هناك عدة أسباب لعدم الاستجابة، منها:
.
1. #لمصلحة_الإنسان: لو أن طفلاً طلب من أبيه ديناراً واحداً فقط؛ فإنه لا يُعطيه طلبه فَوراً!.. إنما ينظر فيه: فإن وجده لمصلحته أعطاه ما يريد؛ وإن لم يكن كذلك، حجبه عنه، حتى لو أدى ذلك إلى بكاء الطفل ليلاً ونهاراً؟!.. لا بُخلاً، ولا عَجزاً!.. ولكنه يعلم أنه لو أعطاهُ المال الآن؛ فإنه سيشتري بهِ طعاماً يَضره!.. وكذلك بالنسبة إلى الإنسان: فإن الله عز وجل هو العالم بحاله، وقد يؤخر إجابة دعائه لمصلحته، ألا نقرأ في دعاء الافتتاح: (ولعل الذي أبطأ عني هو خيرٌ لي، لعلمك بعاقبة الأمور)؟!..

2. #الإجابة_كما_يريد_الله: لقد جاء في الحديث القدسي: (عبدي!.. أنت تريد وأنا أريد، ولا يكون إلا ما أريد.. فإن سلمت لي فيما أريد؛ كفيتك ما تريد.. وإن لم تسلم لي فيما أريد؛ أتعبتك فيما تريد، ولا يكون إلا ما أريد)!.. فعطفاً على المثال السابق: لو أن ذاك الأب الذي لم يستجب لطلب طفله، ولم يعطه الدينار الذي طلبه؛ ذهب إلى المصرف، وجعل في حسابهِ ألفَ دينار.. وعندما بلغ الصبي رشدهُ، قال له: عندما طلبت مني الدينار، لم أعطك كي لا تشتري به ما يضرك؛ إنما جعلتُ في حسابكَ ألفاً كي تستفيد منها عندما تكبر.. فإذن، هو استجابَ لَهُ، ورَتبَ الأثر على كلامه؛ ولكن لا على نحوِ ما يُريدُ الطفل؛ بل كما رأى الوالد ما فيه من مصلحة لطفله.

3. #التعويض: إن ربّ العالمين حكيم كريم!..

فالعبد الذي يدعو في الدنيا؛ ولا يستجاب دعاؤه؛ يعطيه رب العالمين يوم القيامة ما لا يخطر بباله من العطاء!.. عن الصادق عليه السلام: (يتمنى المؤمن أنه لم يستجب له دعوة في الدنيا؛ مما يرى من حسن الثواب).
.
4. #التقصير: قيل للصادق عليه السلام: جُعلت فداك!.. إنّ الله يقول: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} فإنّا ندعو فلا يُستجاب لنا، قال: (لأنّكم لا تَفُونَ لله بعهده، وإنّ الله يقول: {وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ} والله لو وفيتم له؛ لوفى الله لكم).
.
5. #محبة_الله_للعبد: عن الصادق عليه السلام:

(إن العبد ليدعو فيقول الله عزّ وجلّ للملكين: قد استجبت له، ولكن احبسوه بحاجته، فإني اُحب أن أسمع صوته.. وإن العبد ليدعو، فيقول الله تبارك وتعالى: عجلوا له حاجته؛ فإني أبغض صوته).

فإذن، هناك فرق شاسع بين استجابة الدعاء وبين قضاء الحاجة.. فالمؤمن عندما يدعو؛ الله عز وجل يستجيب دعاءه؛ ولكن قد يؤخره لحكمةٍ هو يعلمها!.. فهل هُناكَ دَعوة أعظم من دعوة الحُسينِ عليهِ السلام في يومِ عاشوراء؟!.. هذه الدَعوة تخرق الحُجب، لأنه دعا على قاتليه وظالميه، وهو في ميدان القتال، والدماء تَنزفُ منه!.. أما كانَ بإمكان رب العالمين أن يُنزلَ صاعقةً على يزيد في الشام، فيحولهُ إلى رمادٍ يُذرى في الهواء؟.. ولكن لو أهلكَ اللهُ عَزّ وجل يَزيدَ في ساعته؛ هل كانت لتصلنا رسالة الحُسين عليهِ السلام-؟.. وهل كنا لنسمع الخُطب الزينبية التي ألقتها في طريقها إلى الشام؟.. وهل كان ليصلنا خطاب الإمام زين العابدين -عليه السلام في مسجدِ دمشق؟!.. كل ذلك ما كان ليصل إلينا، ولانتهى الأمر بهلاكِ يزيد!..

ماذا وجد من فقدك، وما الذى فقد من وجدك،لقد خاب من رضي دونك بدلاً