1⃣ فلسفة الدعاء
إنّ الإنسان من خلال الدعاء يستطيع أن ينشئ صلة وصل واتّصال مع خالقه، تكون سبباّ في توفيقه لمراده وحوائجه سواء الدنيويّة أم الأخرويّة، وحيث إنّ هذا الارتباط بالخالق القادر ،أمر مطلوب عند المخلوقين المحتاجين والمفتقرين لحاجتهم وفقرهم إلى الغني المطلق،
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ألا أدلّكم على سلاح ينجيكم من أعدائكم ويدرّ أرزاقكم ؟ قالوا: بلى، قال: تدعون ربّكم بالليل والنهار، فإنّ سلاح المؤمن الدعاء"
و عن الإمام الرضا عليه السلام: "عليكم بسلاح الأنبياء، فقيل: وما سلاح الأنبياء؟ قال: الدعاء"
وهناك الكثير من الروايات التي توصي الإنسان بالدعاء أيضاً، نذكر كنموذج منها
الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام: "عليكم بالدعاء، فإنّكم لا تقربون بمثله"
✅ الدعاء عبادة
﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ وهذه الآية الكريمة تؤكّد على حقيقة أنّ الدعاء هو من مصاديق عبادة الله سبحانه وتعالى، فهما يشتركان في حقيقة واحدة، هي إظهار الخشوع والخضوع لله تعالى، وهو هدف الخلق وعلته، قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)، وهذا ما تشير إليه الروايات أيضاً، كالرواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الدعاء مخّ العبادة، ولا يهلك مع الدعاء أحد"
وعن الإمام الصادق عليه السلام:"إنّ الدعاء هو العبادة ، وفي رواية أخرى أنّ شخصاً سأل الإمام الباقر عليه السلام: أيّ العبادة أفضل؟ فقال عليه السلام: "ما من شيء أفضل عند الله عزّ وجلّ من أن يُسأل ويطلب ممّا عنده"
✅الدعاء غاية في نفسه
ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّ الله ليتعهّد عبده المؤمن بأنواع البلاء، كما يتعهّد أهل البيت سيّدهم بطُرَف الطعام، قال الله تعالى: "وعزّتي وجلالي وعظمتي وبهائي إنّي لأحمي وليّي أن أعطيه في دار الدنيا شيئاً يشغله عن ذكري حتّى يدعوني فأسمع صوته، وإنّي لأعطي الكافر مُنيته حتى لا يدعوني فأسمع صوته بغضا له"وعن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: "إن المؤمن ليدعو الله عزوجل في حاجته فيقول الله عز وجل ّ: أخروا إجابته شوقاً إلى صوته ودعائه فإذا كان يوم القيامة قال الله عزّ وجلّ: عبدي دعوتني فأخّرت إجابتك، وثوابك كذا وكذا، ودعوتني في كذا وكذا فأخّرت إجابتك وثوابك كذا وكذا، قال: فيتمنّى المؤمن أنّه لم يستجب له دعوة في الدنيا مما يرى من حسن الثواب"
وعن الإمام الرضا عليه السلام: "إنّ الله يؤخّر إجابة المؤمن شوقاً إلى دعائه، ويقول: صوت أحبّ أن أسمعه..."
✅الافتقار إلى الله تعالى
﴿قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا ﴾
إنّ الدعاء والعبادة يعكسان الإحساس بالخضوع والفقر والرغبة فيما عنده تعالى هذا الإحساس المتأصّل في وجدان الإنسان والذي يظهر حتّى عند الغافلين في بعض الظروف الّتي تستثير هذا الإحساس وَإِذَا مَسَّكُمُ الْضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الإِنْسَانُ كَفُورًا﴾ ﴿وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَآئِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾.
#يتبع
#متى_ترانا_ونراك
إنّ الإنسان من خلال الدعاء يستطيع أن ينشئ صلة وصل واتّصال مع خالقه، تكون سبباّ في توفيقه لمراده وحوائجه سواء الدنيويّة أم الأخرويّة، وحيث إنّ هذا الارتباط بالخالق القادر ،أمر مطلوب عند المخلوقين المحتاجين والمفتقرين لحاجتهم وفقرهم إلى الغني المطلق،
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ألا أدلّكم على سلاح ينجيكم من أعدائكم ويدرّ أرزاقكم ؟ قالوا: بلى، قال: تدعون ربّكم بالليل والنهار، فإنّ سلاح المؤمن الدعاء"
و عن الإمام الرضا عليه السلام: "عليكم بسلاح الأنبياء، فقيل: وما سلاح الأنبياء؟ قال: الدعاء"
وهناك الكثير من الروايات التي توصي الإنسان بالدعاء أيضاً، نذكر كنموذج منها
الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام: "عليكم بالدعاء، فإنّكم لا تقربون بمثله"
✅ الدعاء عبادة
﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ وهذه الآية الكريمة تؤكّد على حقيقة أنّ الدعاء هو من مصاديق عبادة الله سبحانه وتعالى، فهما يشتركان في حقيقة واحدة، هي إظهار الخشوع والخضوع لله تعالى، وهو هدف الخلق وعلته، قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)، وهذا ما تشير إليه الروايات أيضاً، كالرواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الدعاء مخّ العبادة، ولا يهلك مع الدعاء أحد"
وعن الإمام الصادق عليه السلام:"إنّ الدعاء هو العبادة ، وفي رواية أخرى أنّ شخصاً سأل الإمام الباقر عليه السلام: أيّ العبادة أفضل؟ فقال عليه السلام: "ما من شيء أفضل عند الله عزّ وجلّ من أن يُسأل ويطلب ممّا عنده"
✅الدعاء غاية في نفسه
ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّ الله ليتعهّد عبده المؤمن بأنواع البلاء، كما يتعهّد أهل البيت سيّدهم بطُرَف الطعام، قال الله تعالى: "وعزّتي وجلالي وعظمتي وبهائي إنّي لأحمي وليّي أن أعطيه في دار الدنيا شيئاً يشغله عن ذكري حتّى يدعوني فأسمع صوته، وإنّي لأعطي الكافر مُنيته حتى لا يدعوني فأسمع صوته بغضا له"وعن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: "إن المؤمن ليدعو الله عزوجل في حاجته فيقول الله عز وجل ّ: أخروا إجابته شوقاً إلى صوته ودعائه فإذا كان يوم القيامة قال الله عزّ وجلّ: عبدي دعوتني فأخّرت إجابتك، وثوابك كذا وكذا، ودعوتني في كذا وكذا فأخّرت إجابتك وثوابك كذا وكذا، قال: فيتمنّى المؤمن أنّه لم يستجب له دعوة في الدنيا مما يرى من حسن الثواب"
وعن الإمام الرضا عليه السلام: "إنّ الله يؤخّر إجابة المؤمن شوقاً إلى دعائه، ويقول: صوت أحبّ أن أسمعه..."
✅الافتقار إلى الله تعالى
﴿قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا ﴾
إنّ الدعاء والعبادة يعكسان الإحساس بالخضوع والفقر والرغبة فيما عنده تعالى هذا الإحساس المتأصّل في وجدان الإنسان والذي يظهر حتّى عند الغافلين في بعض الظروف الّتي تستثير هذا الإحساس وَإِذَا مَسَّكُمُ الْضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الإِنْسَانُ كَفُورًا﴾ ﴿وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَآئِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾.
#يتبع
#متى_ترانا_ونراك
✍آداب الدعاء
↩️ التكملة
ب- الآداب العمليّة:
1- الصدقة والمسجد: روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: "كان أبي إذا طلب الحاجة... قدّم شيئاً فتصدّق به، وشمّ شيئاً من طيب، وراح إلى المسجد ودعا في حاجته بما شاء الله".
2- الطهارة والصلاة: عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: "من توضّأ فأحسن الوضوء، ثمّ صلّى ركعتين، فأتمّ ركوعهما وسجودهما، ثمّ سلّم وأثنى على الله عزّ وجلّ وعلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثمّ سأل حاجته، فقد طلب الخير في مظانّه، ومن طلب الخير في مظانّه لم يخب".
3- رفع اليدين: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الله ليستحي من العبد أن يرفع إليه يديه فيردّهما خائبتين". وعن الإمام الحسين عليه السلام: "كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يرفع يديه إذا ابتهل ودعا كما يستطعم المسكين". وعن محمّد بن مسلم، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزّ وجلّ: "﴿فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ﴾ ؟ فقال عليه السلام: "الاستكانة هي الخضوع، والتضرّع هو رفع اليدين والتضرّع بهما".
4- الإسرار بالدعاء: ودعوة السرّ أفضل من دعوة العلن وأكثر ثواباً عند الله وأعظم أثراً، يقول تعالى:﴿ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾. وفي الرواية عن الإمام الرضا عليه السلام: "دعوة العبد سرّاً دعوة واحدة تعدل سبعين دعوة علانية".
5- التأنّي وعدم الاستعجال: فعن الإمام الصادق عليه السلام: "إنّ رجلاً دخل المسجد فصلّى ركعتين، ثمّ سأل الله عزّ وجلّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: عجّل العبد ربّه، وجاء آخر فصلّى ركعتين ثمّ أثنى على الله عزّ وجلّ وصلّى على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: سل تُعط". وعنه عليه السلام: "إنّ العبد إذا دعا لم يزل الله تبارك وتعالى في حاجته ما لم يستعجل".
6- التختّم بالعقيق والفيروزج: من الآداب الواردة في الدعاء لبس خاتم من عقيق أو من فيروزج، ففي الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "قال الله عزّ وجلّ: إنّي لأستحي من عبد يرفع يده وفيها خاتم فيروزج فأردّها خائبة". وعن الإمام الصادق عليه السلام: "ما رُفعت كفّ إلى الله عزّ وجلّ أحبّ إليه من كفّ فيها عقيق".
7- مسح الوجه والرأس باليدين: ومن الآداب المتأخّرة عن الدعاء أن يمسح الداعي وجهه ورأسه بيديه، ففي الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام: "ما أبرز عبد يده إلى الله العزيز الجبّار إلّا استحيا الله عزّ وجلّ أن يردّها صفراً حتّى يجعل فيها من فضل رحمته ما يشاء، فإذا دعا أحدكم فلا يردّ يده حتّى يمسح على وجهه ورأسه".
#يتبع
#متى_ترانا_ونراك
↩️ التكملة
ب- الآداب العمليّة:
1- الصدقة والمسجد: روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: "كان أبي إذا طلب الحاجة... قدّم شيئاً فتصدّق به، وشمّ شيئاً من طيب، وراح إلى المسجد ودعا في حاجته بما شاء الله".
2- الطهارة والصلاة: عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: "من توضّأ فأحسن الوضوء، ثمّ صلّى ركعتين، فأتمّ ركوعهما وسجودهما، ثمّ سلّم وأثنى على الله عزّ وجلّ وعلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثمّ سأل حاجته، فقد طلب الخير في مظانّه، ومن طلب الخير في مظانّه لم يخب".
3- رفع اليدين: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الله ليستحي من العبد أن يرفع إليه يديه فيردّهما خائبتين". وعن الإمام الحسين عليه السلام: "كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يرفع يديه إذا ابتهل ودعا كما يستطعم المسكين". وعن محمّد بن مسلم، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزّ وجلّ: "﴿فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ﴾ ؟ فقال عليه السلام: "الاستكانة هي الخضوع، والتضرّع هو رفع اليدين والتضرّع بهما".
4- الإسرار بالدعاء: ودعوة السرّ أفضل من دعوة العلن وأكثر ثواباً عند الله وأعظم أثراً، يقول تعالى:﴿ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾. وفي الرواية عن الإمام الرضا عليه السلام: "دعوة العبد سرّاً دعوة واحدة تعدل سبعين دعوة علانية".
5- التأنّي وعدم الاستعجال: فعن الإمام الصادق عليه السلام: "إنّ رجلاً دخل المسجد فصلّى ركعتين، ثمّ سأل الله عزّ وجلّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: عجّل العبد ربّه، وجاء آخر فصلّى ركعتين ثمّ أثنى على الله عزّ وجلّ وصلّى على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: سل تُعط". وعنه عليه السلام: "إنّ العبد إذا دعا لم يزل الله تبارك وتعالى في حاجته ما لم يستعجل".
6- التختّم بالعقيق والفيروزج: من الآداب الواردة في الدعاء لبس خاتم من عقيق أو من فيروزج، ففي الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "قال الله عزّ وجلّ: إنّي لأستحي من عبد يرفع يده وفيها خاتم فيروزج فأردّها خائبة". وعن الإمام الصادق عليه السلام: "ما رُفعت كفّ إلى الله عزّ وجلّ أحبّ إليه من كفّ فيها عقيق".
7- مسح الوجه والرأس باليدين: ومن الآداب المتأخّرة عن الدعاء أن يمسح الداعي وجهه ورأسه بيديه، ففي الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام: "ما أبرز عبد يده إلى الله العزيز الجبّار إلّا استحيا الله عزّ وجلّ أن يردّها صفراً حتّى يجعل فيها من فضل رحمته ما يشاء، فإذا دعا أحدكم فلا يردّ يده حتّى يمسح على وجهه ورأسه".
#يتبع
#متى_ترانا_ونراك